فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


يقاتلون في سبيله صفا
بينات من الآيات
كونوا انصار الله
هدى من الآيات

مهما تكن للباطل من جولة فان الدولة للحق ، و النصر و الفتح للمؤمنين المجاهدين و هم انصار الله و جنده ، و لكن هذه الحقيقة لا يمكن ان تحدث في الفراغ و بعيدا عن السنن الالهية الحاكمة في الحياة ، و منها سنة الصراع ضد الكفر و الشرك و مجاهدتهما ، فلا بد ان تنبري للحق فئة تقاتل في سبيل الله صفا ، و تحت راية القيادة الرسالية ، و تتاجر مع الله ( تبيع نفسها و تشتري رضوانه و الجنة و الفتح ) ، كما فعل الحواريون الذين التفوا حول عيسى ابن مريم - عليه السلام - و نصروا الحق فاصبحوا ظاهرين باذن الله .

و حينما نتدبر ايات هذه السورة المباركة فاننا نجدها تعبق بشذى الولاية الالهية ، ففي البداية كان الكلام عن الاذى الذي لقيه كليم الله من قومه ، و ربما كان ذلك الاذى متمثلا في رفضهم لاخيه و وصيه هارون ( عليهما السلام ) لما استخلفه و ذهب الى مناجاة ربه، ثم عبادتهم للعجل رمز القيادة المنحرفة في


المجتمع انذاك ، كما ان عيسى - عليه السلام - بشر بقيادة الرسول ( ص ) و لكن الكفار و المشركين من الناس رفضوا التسليم له ، ثم ان القران يؤكد بان الله سوف يتم نوره رغما على الكفار و المشركين الذين يسعون لاطفائه . و لا ريب ان القيادة الرسالية مشكاة نور الله و وحيه ، و التي لا يحصل الانسان على الكمال الالهي الا بالتسليم لها .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس