فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الاطار العام


تذكرنا سورة الجمعة بفضل الله الاكبر المتمثل في رسالات الله و التي سببت اصلاحا شاملا لحياة البشرية ، و بالذات الذين تنزلت في محيطهم آيات الله ، فبالرسالة طهر النبي اتباعه من ارجاس الجاهلية و اغلالها ، و علمهم الكتاب و الحكمة ، و رسم خطا اصلاحيا ممتدا عبر الزمان و المكان ، و لولا الرسول لكان البشر يعود الى جاهليته الاولى .

لان حملة الرسالة و ورثة علمها قد خانوا مسؤولياتهم ، يتعرض السياق الى الذين لم يتحملوا مسؤولية التوراة بعد ان حملوها مشبها لهم بالحمار الذي يحمل اسفار العلم دون ان ينتفع بها في شيء ، و في ذلك تحذير من طرف خفي للمسلمين الا يصبحوا مصداقا اخر لهذا المثل .

و ذا يذكر بشيء من واقع الانحراف لدى اليهود - الذين من ابرز صفاتهم التشبث بالمادة و الحياة الدنيا " و لتجدنهم احرص الناس على حياة " (1) - يعطينا(1) البقرة / 96 .


مقياسا دقيقا لمعرفة الداعية للحق عن المدعي له و هو ان من يحمل الرسالة و يؤمن حقا بمحتواها لا يبالي بالموت دفاعا عنها .

ثم يؤكد اهمية صلاة الجمعة ليركز في المؤمنين التوجه نحو القيم بدل اللهو و المادة ، و لكي يثبت للامة الناشئة تميزا عن الامم الاخرى و شخصية مستقلة بفرضها مناسبة دينية اجتماعية في مقابل سبت اليهود و احد النصارى .

و عندما نتعمق في تدبرنا نجد علاقة وثيقة بين ابتداء السورة بالتسبيح و انتهائها بالدعوة الى الصلاة و الصبر عليها امام اغراء التجارة و اللهو ، ذلك ان الصلاة هي اظهر مصاديق التسبيح في حياة المؤمن .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس