بينات من الآيات
هذا نزلهم يوم الدين
من الآيات في هذا الدرس يحدثنا ربنا عن مصير الفريقين الآخرين ( أصحاب اليمين ، و أصحاب الشمال ) ، " و شمائل ضد اليمين ، يقال : فلان عندي بالشمال إذا خست منزلته ، و هو عندي باليمين أي بمنزلة حسنة " (1) .
و أصحاب اليمين يدخلون الجنة إلى نعيم مقيم ، و لكنه دون نعيم السابقين كثرة و تنوعا و كيفا ، كما أنهم دونهم في الإيمان و العلم في الدنيا ، و ينتمي إلى هذا الفريق عامة المؤمنين و المسلمين من الناس ، الذين عنوان مسيرتهم الصلاح ، فهم و إن دخل بعضهم النار ، أو تأخر في الحساب ، إلا أنه لا يلبث أن ينقلب إلى نعيمه و أهله مسرورا برحمة من الله ، و بسبب أعماله الصالحة ، أو شفاعة السابقين . و هم ثلة من كل أمة و جيل ، و لا يطيل القرآن الحديث عنهم ، بل يختصره في أربعة عشرة(1) المنجد / مادة شمل .
آية قصيرة ، ثم ينتقل بنا إلى بيان مصير أصحاب الشمال ، حيث أنواع العذاب المؤلم المهين ( سموم الحميم ، و ظل اليحموم ، و شجر الزقوم ، و شراب الحميم ) ، و كل ذلك تذكره السورة في كلمات ترعب النفوس ، و بلاغة تنفذ إلى أعماق من يلقي السمع شهيدا ، بما يكفيزاجرا للإنسان و علاجا للترف ، و الإصرار على الضلال و التكذيب بالآخرة .
و حين يقسم القرآن الناس إلى هذه الطوائف فلكي يكون التقسيم المشروع هو القائم على أساس الإيمان و العمل ، أما الأسس الأخرى فهي لا تصلح سببا لتفريق الناس مثل اللغة و اللون و العنصر .
|