أن هذا لهو حق اليقين
هدى من الآيات :
إن خلقنا و موتنا ، و الزراعة والغيث ، و كذلك النار ، من الآيات التكوينية الهادية إلى الإيمان بالله الخالق ، و باليوم الآخر ، أما الآية التشريعية فهي القرآن الذي هو انعكاس لسائر سنن الحياة و واقعياتها في صورة نهج شامل و كامل ، وهو اعظم آية تجلى فيهاالخالق لخلقه ، إذ لا ينتفع البشر من سائر آيات الله في الخليقة من دون القرآن الذي ترتفع به حجب الغفلة و الشهوات ، و تتكامل به التذكرة و التبصرة ، و تتنامى المعرفة و الإيمان بتلاوة آياته المبصرات .
و في أول هذا الدرس يطالعنا الذكر قسما مؤكدا و عظيما على كرامة القرآن ، و أنه حفظ في كتاب لا تناله إلا الأيدي الطاهرة ، و أنه ليس إلا من عند خالق الوجود و مبدعه ، الأمر الذي يجعل الإيمان به مفروضا على الإنسان المخلوق فرضا .
ثم تلخص الآيات الآخيرة حديث السورة عن البعث ( الواقعة ) ، و تبدأبالإستنكار على البشر استخفافهم بحديث الواقعة ، و تتحداهم بالموت الذي قهر الله به عباده ، و الذي هو في نفس الوقت دليل الجزاء و المسؤولية اللذان يزعم الإنسان القدرة على تحديهما . ثم تؤكد الآيات انقسام الناس إلى ثلاثة ازواج ، و أن التحاق كل امرء بأصحابهيتم عند الموت ، فأما من المقربين ، و أما من أصحاب اليمين ، و أما من أهل الشؤم و النار . و هذه الحقيقة واقعية ، و حق يقين لا يغير فيه تكذيب المكذبين و ضلالهم شيئا ، كأي واقع آخر لا ينتفي بمجرد انكاره . و كفى بحتمية وقوعه أنه وعد من ربنا القادر العظيم.
وفي الأخير يأمرنا بالتسبيح لأنه السبيل إلى النجاة من النار ، و إلى المزيد من القربى اليه و التي ينتمي بها الإنسان الى المقربين أفضل الأزواج ، أوليس هو النهج الأنجح لمقاومة دواعي الشرك به و التكذيب بوعده ؟
|