بينات من الآيات [11] بداية فساد العلاقة بين الانسان و نظيره تضاؤل قيمة الانسان كأنسان في عينه ، و آنئذ لا يحترم الناس بعضهم ، و يبحث كل عن منقصة في صاحبه يسخره بها ، و يدعي لنفسه مكرمة يفتخر بها ، بينما لو أنصفنا أنفسنا لعرفنا ان سر احترامنا لأنفسنا هو اننا بشر نملك العقل و الارادة ، و نتحسس بالألم و اللذة ، و نتحلى بالحب و العواطف الخيرة ، أفلا توجد كل هذه في أبناء آدم جميعا ، فلماذا أطالب باحترام الناس لي ، ولا أجد لاحد حرمة ؟
تعالوا ننظر لحظة ببصائرنا ، حين أسخر من إنسان نظير لي في مجمل صفاته ، أفلا يعني ذلك أني أسخر من نفسي أيضا ؟
بلى . الذين يكفرون بقيمة الارادة و العقل و الحب و العواطف في أنفسهم هم الذين يكفرون بها في غيرهم ثم يسخرون منهم . إنهم ينسلخون من إنسانيتهم ثم يسمحون لأنفسهم بانتهاك حرمات غيرهم .
من هنا يشرع السياق في اجتثاث جذور الشقاق الاجتماعي بالنهي عن السخرية بالآخرين قائلا :
[ يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم ]
|