فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم
هدى من الآيات

إن المنهج القرآني يربط بين ما في الطبيعة وما في النفس البشرية ، و الآية ما قبل الأخيرة من هذه السورة تؤكد هذه العلاقة الوثيقة ، وكلما ازداد الانسان وعيا بآفاق الطبيعة ازداد معرفة بأعماق النفس . أوليست النفس عالم كبير في حجم محدود ، و سواء اهتدى الانسان الى غيب الطبيعة الذي هو الحق ، أو اهتدى الى غيب النفس الذي هو الحق أيضا ، فإنه سيهتدي بإذن الله الى خالق الطبيعة و النفس معا ، وهو الله عز وجل .

وفي الدرس تذكرة بالغة للإنسان بنفسه التي هي الأقرب إليه ، ولكنه يغفل عن آمادها التي لو انتبه إليها أحس بعمق العبودية التي اركزت فيها . أولا ترى كيف تجزع إن مسها شيء من السوء ، و تفقد توازنها إن أصابها شيء من الخير ؟ أولا ترى حرصها على النعم الذي يمنعها من العطاء ، و شدة يأسها و قنوطها ؟ إن أطوار النفس و تغيراتها شاهدة على أنها مخلوقة مدبرة ، وتلك آية من آيات الله في الخليقة .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس