فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


ولا يصدنكم الشيطان
هدى من الآيات

تتوالى آيات الدرس تبصرنا بشرف الرسالة ، و هوان الدنيا ، لكي نبني تجمعنا على أساس الوحي لا المتاع الزائل ، وابن مريم آية في شرف الزهد في الدنيا ، و مثل أعلى لبني إسرائيل في الرغبة عن زخرف الحياة ، وقد أمعن عبيد الدنيا من اليهود ومن تأثر بهم من الجاهليين العرب في الصد عنه ، و عن سبيله المستقيم ، و نهض الرسول لرد الشبهات التي بثوها حوله ، لكي تتكرس في الأمة قيادة الحق ، و قيم الرسالة المتمثلة في موسى و عيسى و محمد - صلى الله عليهم - ومن مضى على سبيلهم كالإمام علي وأهل بيت الرسول - عليهم السلام -و المنتخبين من أصحابهم .

كذلك نجد سورة الزخرف تضرب لنا المثل العالية من حياة أولي العزم من الرسل باستثناء نوح (ع) ، لأن السورة تبصرنا أساسا بقيادة أصحاب الرسالات ، و تحرضنا ضد قيادة أولي القوة و الثروة .

و الجاهليـــون الذين منعهم تعصبهم الأعمى عن الإيمان بعيسى كانوا يتساءلون :


ءآلهتنا خير أم هو ؟ وهم يعلمون مقام عيسى ، ولكنهم إنما جادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق .

ثم يتابع السياق حديثه عن عيسى - عليه السلام - الذي جعله الله مثلا لبني إسرائيل ، فيقول : ( إن أعظم فضائله كانت في عبوديته لله ! ) فهو عبد أنعم الله عليه ، وكانت دعوته الى الله الواحد ( كما دعوة كل الرسل ) و إنما جاء ليعلم بني إسرائيل الحكمة ، و يفصل بين خلافاتهم ، ولكنهم عادوا واختلفوا فيه ، فويل للظالمين من عذاب أليم .

و يختم الدرس بالإنذار من الساعة التي تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس