فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


و قفوهم إنهم مسؤولون
هدى من الآيات

يحدثنا السياق في هذه المجموعة من الآيات عن جوانب من اليوم الآخر ، حيث الصيحة العظيمة فإذا بالظالمين قيام ينظرون و ينتظرون عذاب الله . و هناك تتجلى المسؤولية ، التي طالما تهربوا منها في الدنيا ، فتسقط تبريراتهم التي زعموا بأنهم قادرون على جعلها وسيلة للتخلص من جزاء أعمالهم .

و التي من بينها إلقاء المسؤولية و اللوم على الآخرين ، إذ يدعي البعض بأنه كان مكرها و مجبورا من قبل السلطات او القوى الإجتماعية .

و من أبرز أدلة المسؤولية في الدنيا وجود الجزاء ، فالذي يركب سفينة ثم تغرق يكون مسؤولا بنسبة معينة عن غرقها ، مهما برر الأمر بغفلة ربانها مثلا ، و هكذا لو كنا في مجتمع يحكمه الظالم ثم سكتنا عنه فشملنا الذل و البلاء ، فإن ذلك دليل مسؤوليتنا عن الوضع، حتى لو بررنا بثقافة الجبر أو فلسفة الانتظار .


و لكي يعمق القرآن شعورنا بالمسؤولية ، ولا يدع التبريرات تحجبنا عن هذا الأمر الخطير ، و الأساسي في حياة البشر ، يصور لنا مشاهد من يوم القيامة ، و يثير فيها جانبا من التبريرات ، التي يتشبث بها الظالمون آنذاك ، مع ردها ردا قاطعا ، و كل ذلك في صورة حوار بينهم و بين الله و الملائكة ، و إنما يرينا السياق هذه المشاهد من الآخرة لكي تنعكس على حياتنا الدنيوية في صورة إحساس نفسي و عملي عميق بالمسؤولية .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس