بينات من الآيات [ 7] يبرر بعض المشركين شركهم بالجبر حين يقولون : بأن الله لو لم يكن راضيا عن شركهم إذا منعهم منه ، و لأنه لم يمنعهم فهو راض عنه ، و لكن الله يقول : كلا .. فأنا لا أرضى لعبادي الكفر .
و إذا لم يرض الله الشرك لعباده فلم هم مشركون دون أن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ؟!
و يجيب القرآن : لأن الدنيا دار ابتلاء فقد خول الله العباد ، و أعطاهم مهلة لكي يجرب إرادتهم .
[ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ]
فكفر الناس لا يسبب له خسارة ، و عبادتهم لا تزيد في ملكه مثقال ذرة[ ولا يرضى لعباده الكفر ]
أي أن الله يسمح لكم بأن تعبدوا ما شئتم من دون أن يرضه لكم .
و يقسم الحكماء إرادة الله إلى قسمين :
1 - إرادة تكوين .
2 - إرادة تشريع .
فمن الناحية التكوينية و فر الله للانسان الحرية ليفعل بها ما يشاء ، فأشرك به سبحانه ، و لكن من الناحية التشريعية لم يرض له الشرك ، وبتعبير آخر لم يجبر الله الناس على التوحيد ، و لو فعل ذلك بطل الثواب و العقاب ، و لكنه أمرهم و نهاهم و رغبهم و أنذرهمو وفر لهم المشيئة ، ولولا المشيئة الإلهية لم يقدر أحد على عصيانه ، فهو الذي جعلهم مختارين ، و اعطاهم القدرة .
جاء في الحديث عن فضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : " شاء وأراد ، و لم يحب ولم يرض ، شاء أن لا يكون شيء إلا بعلمه ، و اراد مثل ذلك ، و لم يحب أن يقال له : ثالث ثلاثة ، و لم يرض لعباده الكفر " (1)و نستطيع أن نشبه هذه الحالة بمن يعطي ابنه دينارا و يأمره بأن يشتري ما ينفعه فيشتري ما يضره ، فهو قد اشترى بمال ابيه مالم يرض به .
و رضى الله أو عدم رضاه ليس كما نحن البشر - كما أسلفنا في كثير من الســور أن الله تنطبــق عليه الغايات لا المبادىء - فرضى الله قد يكون بتوفيقه للإنسان ،(1) التوحيد / 339
و استجابة الطبيعة من حوله ، لأن كل مافي الحياة يستجيب للتوحيد و ينسجم معه ، و يتناقض مع الشرك و ينفر منه .
[ و إن تشكروا يرضه لكم ]
فالله يرضى الشكر لعباده ، و عندما يشكر الإنسان ربه ففي شكره إرادتان : إرادة تكوين ، و إرادة تشريع ، و هناك من يبرر شركه بإلقاء المسؤولية على غيره ، و لكن الله ينفي ذلك ، و يؤكد أن كل إنسان يتحمل مسؤولية عمله ، ولا يتحمل الآباء أو العلماء أو السلطاتمن وزره شيئا .
[ ولا تزر وازرة وزر أخرى ]
الوازرة : النفس التي تحمل ثقلا ، فكل إنسان يحمل حملا ، و من عنده حمل لن يرضى أن يحمل حمل الآخرين ، إذ له من الحمل ما يكفيه .
و سواءا بررنا أم لم نبرر فأن جزاء أعمالنا يوفى إلينا يوم القيامة ، حين ينبأ الرب عباده بكل صغيرة و كبيرة عملوها ، و لعلهم نسوا أو تناسوا بعضها و لكن كتاب ربنا لا يضل ولا ينسى .
[ ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون ]
و علــم الله لا يقتصر على ظواهر العمل بل ينفذ الى القلب حيث الدوافع و النيات .
[ إنه عليم بذات الصدور ]
و لعل الآية تشير الى فعل القلب و مسؤولية الإنسان عنه ، و الوساوس و التبريراتو العقائد الفاسدة و الرضا و البغض كلها من فعل القلب ، فمثلا كثيرا ما يزعم الفرد أنه مجبور على عمل و هو غير مجبور و الله يعلم مافي صدره .
[ 8] و بعد أن نسف السياق قواعد التبرير ، و مهد القلب لتلقي الحجة ، أبلغنا بانفذ الحجج وهو دليل الفطرة و الوجدان ، حيث ينقطع في أوقات المحنة أمل الإنسان في أي شيء سواه سبحانه ، و هنالك يتصل قلبه بالله ، إن الله هو ذلك الأمل الذي ينجيك حين لا منجى ،و يتعلق قلبك به حين لا تجد خشبة خلاص تتعلق بها ، و هذه احد الأدلة و الشواهد التي تهدينا إليه سبحانه ، ففي أيام الرخاء تعترينا الغفلة ، وننسى الله ، إلا أن المصائب تأتي هزات عنيفة ليس لكيان الإنسان و إنما لضميره و وجدانه حيث يرى الله ، و المؤمنون غيرهؤلاء ، إنهم يرون الله كما أمير المؤمنين (ع) إذ يقول :
" ما رأيت شيئا إلا و رأيت الله قبله و معه و بعده "[ و إذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه ]
أي يعــود الى الله و يترك الشركاء من دونه ، و الدعاء و الإنابة حالة الضراعة ، فهو من جهة يدعو الله كي يخلصه من الضراء ومن جهة أخرى يتوب إليه عما اقترفت يداه .
و في ذلك شهادة فطرية على أن الأنداد الذين اتخذهم شفعاء لا يقدرون لا على كشف الضر عنه ولا على التوسط بينه و بين الله ، و إنما الله أقرب إليه من كل تلك الآلهة المزيفة ، و إن أمره بالرجوع الى الرسول أو خليفته الشرعي هو المقياس .
[ ثم إذا خوله نعمة منه ]
خوله : ملكه و جعله متعهدا للنعمة ، و فلان مخول : أي له حق التصرف ، إذا أعطاه الله النعمة ، و بدل الضراء نعماء .
[ نسي ما كان يدعوا إليه من قبل ]
يبدو أن المصاب بضر ولا أمل له بالنجاة فينجيه الله من ضره يكون أسرع في العودة الى الذئب من الذي يبلغ النجاة عبر الوسائل المادية .
و في التعبير إِشارة الى أنه ينسى كل شيء عن حالته السابقة ، و نستوحي ذلك من كلمة " ما " في الآية .
[ و جعل لله أندادا ]
فقال لولا صديقي ، لولا الدكتور ، لولا الصدفة الحسنة ، لولا حظي ، لولا ذكائي ، لكنت قد هلكت ، و ينسى أن من أنقذه إنما كان الذي " يدعو إليه من قبل " و هو رب العزة .
و لعل معنى الجعل هنا اعتبار ذلك للانداد من خلال اضفاء صبغة القوة الذاتية عليهم ، و بتعبير آخر جعل الشرعية لهم مما لا يقتصر أثره فقط على نفسه ، بل يتجاوزه الى الآخرين فيسبب ضلالتهم أيضا .
و يشهد على ذلك التعقيب التالي :
[ ليضل عن سبيله ]
إذ أنه لم يبين للناس أن الله أنقذه حتى يهتدوا إليه بل أخبرهم كذبا أن غيره هو الذي أنجاه فأضلهم عن سبيل الله و هو إخلاص الدين له .
هذا من جهة و من جهة أخرى قلب الإنسان يرفض الفراغ ، فلابد أن يتعلق بشيء ، فإذا نسي ربه اخترع لنفسه إلها مزيفا من الشركاء ، يستعيض به عن ربه .
و الدافع النفسي وراء الكفر بنعمة الخلاص من الهلكة هو التخلص من مسؤولية شكر الله ، فالذي يقع في الهلكة يحس بتقصيره في جنب الله و يعقد العزم على تلافيه ، و يعاهد الله على ذلك إن نجاه من الهلاك ، و لكنه الآن و قد ذهبت عنه عاصفة البلاء وزعم أنه استغنىعن ربه عادت إليه عواصف الشهوات تحثه نحو الموبقــات و تــرك الفرائض و الخوض في الإباحية ، لذلك نسي ربه و كفر بنعمته عليه ، و نسب النعمة الى الآلهة المزيفة ، فيقول له الرب :
[ قل تمتع بكفرك قليلا ]
فإنك لن تحصل إلا على متاع قليل وفي فترة قليلة تنتهي إما بالمشاكل التي تتجدد عليك أو بالموت .
[ إنك من أصحاب النار ]
و هل هي متعة تلك التي تنتهي بصاحبها الى النار ؟
و التعبير بـ " اصحاب النار " باعتبار أن الإنسان يحب صاحبه و لا يتركه ، فهو و النار قرينان لا يفترقان .
[ 9] و في مقابل هؤلاء الذين يجعلون لله اندادا هنالك طائفة أخرى هم المخلصون ، يقول الله عنهم :
[ أمن هو قانت ءاناء الليل ساجدا و قائما يحذر الآخرة و يرجوا رحمة ربه ]قانت لربه في ديجور الليل ، صافا قدميه ، ساجدا قائما ، خائفا راجيا .
و يبدو أن الخوف و الرجاء قد تساويا في قلبه ، فهو يخشى النار و أهوالها ، و يرجو رحمة ربه في الجنة .
إن هؤلاء دأبهم الإرتياح الى الله و الحنين في الحالات العادية ، فكيف إذا مسهم الضر .
و هكذا صور السياق نمطين من البشر : من يكفر بعد إنقاذه من الهلكة و وعوده بالتوبة ، و من هو قانت آناء الليل و أطراف النهار ، ليكون الفرق واضحا بينهما ، و آنه لا يجوز أن نجعل هذا كذاك في الجزاء ، و هذا هو الموضوع الأساسي في هذه السورة التي أوضحت اختلاف مسيرة الزمر الصالحة و الزمر التي تساق الى النار .
[ قل هل يستوي الذين يعلمون ]
أن الله حق ، و أن الجزاء حق ، و أن الرسول صادق .
[ و الذين لا يعلمون ]
كلا .. لا يستويان مثلا . فلا يجوز الإتكال على شفاعة الأنداد . ولا الإتكاء على التمنيات و الظنون .
[ إنما يتذكر أولوا الألباب ]
فبالرغم من وضوح الفرق بين العالم و الجاهل ، فإن أكثر الناس لا يهتدون الى ذلك لأنهم أصحاب القشور و الظواهر و أتباع الضجيج ، و ليسوا أصحاب العقول المتعمقين في جوهر الأمور و ألبابها .
جاء في الحديث ، عن عمار الساباطي ، قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل : " وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه " قال : نزلت في أبي الفصيل ، أنه كان رسول الله عنده ساحرا ، فكان إذا مسه الضر يعني السقم ، دعا ربه منيبا إليه ، يعني تائبا إليه من قوله في رسول الله (ص) ما يقول " ثم إذا خوله نعمة منه " يعني العافية " نسي ما كان يدعو إليه " يعني نسي التوبة إلى الله عز وجل مما كان يقول في رسول الله (ص) أنه ساحر ، و لذلك قال الله عز وجل : " قل تمتع بكفرك إنك من أصحاب النار " يعني إمرتك على الناس بغير حق على الله عز وجل ، من رسوله (ص) ، قال : ثم قال أبو عبد الله (ع) : ثم عطف القول من الله في علي (ع) يخبر بحاله و فضله عند الله تبارك و تعالى : " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا و قائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون " أن محمدا رسول الله " و الذين لا يعلمون " أن محمدا رسول الله ، و أنه ساحر كذاب " إنما يتذكر أولو ا الألباب " (1)و في الرواية عن أنس قال : " نزلت في علي (ع) " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا و قائما .. الآية " قال : فأتيت عليا - عليه السلام - و قت المغرب فوجدته يصلي و يقرأ الى أن طلع الفجر ، ثم جدد و ضوءه و خرج الى المسجد و صلى بالناس صلاة الفجر ،ثم قعد في التعقيب الى أن طلعت الشمس ، ثم قصده الناس فجعل يقضي بينهم الى أن قام [ الى ] صلاة الظهر ، فجدد الوضوء ثم صلى بأصحابه الظهر ، ثم قعد في التعقيب الى أن صلى بهم العصر ، ثم كان يحكم بين الناس و يفتيهم الى أن غابت الشمس " .
[ 10] و بعد أن ينجز السياق إقرار الإنسان بأنه لا يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ، يشرح صفات و جزاء الذين يعلمون و يصوغون شخصيتهم بما يعلمون(1) نور الثقلين / ج 4 / ص 478 .
و ذلك بالإيمان و التقوى و الاحسان و الهجرة ( عند الضرورة ) و الصبر .
[ قل يا عباد الذين ءامنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة و أرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ]و التقوى تجنب المهلكات ، و عاقبتها الفلاح ، و الفوز بالجنة ، و أما الإحسان فعاقبته السعادة في الدنيا أيضا ، و معناه أن تكون صبغة حياة الفرد العطاء للآخرين ، و قد بلغ الأنبياء - عليهم السلام - ما بلغوه من شرف الرسالة بالإحسان . أما الهجرة عند الضرورة فهدفها المحافظة على الإستقلال و الحرية ، و الصبر من الإيمان بمنزلة الرأٍس من الجسد ، فهو لباب التوحيد و جوهر الإخلاص ، و درع الإستقلال ، و أجره عند الله لا يبلغه العادون فهو بلا حساب .
هكــذا روى الإمــام الصــادق - عليه السلام - عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) :
" إذا نشرت الدواوين ، و نصبت الموازين ، لم ينصب لأهل البلاء ميزان ، و لم ينشر لهم ديوان ، ثم تلا هذه الآية " (1)[ 11] بالرغم من أن الهجرة قائمة الى يومنا هذا إذا تعرضنا لضغوط ، و افتتنا في ديننا ، إلا أنه يلزم في بعض الاحيان التحدي .
و هكذا يأمر الله نبيه بأن يعلن للناس جميعا إخلاصه لربه ، و رفضه للأنداد ، مما يعني التمرد على سلطات الجبارين و أمرة المترفين و قيادة الجهلاء .
(1) نور الثقلين / ج 4 / ص 481 .
[ قل إني أمرت أن أعبد الله ]
و هذا أمر الله ، فلا قداسة ولا شرعية ولا حرمة لهذه السلطات الفاسدة لأن الله لم يأمر بها ، بل أمر برفضها حيث قال لرسوله :
[ مخلصا له الدين ]
مسلما له وحده ، خاضعا لمناهجه و شرائعه فقط ، و مادام ذلك أمر الله فإن المؤمن بالله يتحمل كل أذى في سبيل تطبيق هذا الامر الإلهي ، و الله يعينه عليه ، و لا يقدر على تجاوزه دون التعرض لغضب الله و عذابه .
[ 12] و مادام الأمر من الله فلا يستمد شرعيته من الناس فسواءا آمن الآخرون أم كفروا ، و افقوني على تمردي ضد الأنداد أم خالفوني فإني أواصل دربي .
[ و أمرت لأن أكون أول المسلمين ]
أسبقهم الى التسليم لله ، دون النظر الى الآخرين ، كما قال السحرة بعد أن آمنوا : " لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا ان كنا أول المؤمنين " . (1)بالرغم من أنهم لم يكونوا فعلا أول المؤمنين ، فقد آمن لموسى ذرية من قومه على خوف من فرعون و ملته ، و لكنهم فتحوا الطريق لغيرهم كي يؤمنوا .
[ 13] [ قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ]
و هذا بالغ ذروة الإنذار حيث يخشى رسول الله عذابا عظيما فكيف بنا .
(1) الشعراء / 50 - 51 .
[ 14 - 15] [ قل الله أعبد مخلصا له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه ]أما أنا فأعبد الله مخلصا له ديني ، فاعبدوا ما شئتم .
هكذا يتحدى الرسول بأمر الله أولئك الجاهليين الذين اتخذوا أهواءهم آلهة فعبدوا ماشاؤوا ، و هذا هو خلاصة الإخلاص و صفوة التوحيد ، و حين يبلغ المرء هذا المستوى الأرفع من الإخلاص لا يخشى أحدا ولا يخضع لشيء فإنه :
اولا : يضمن حريته التامة ، و استقلاله الشامل ، لأن الأعداد لن يجدوا فيه ثغرة يستعبدوه من خلالها ، فلا المال و الجاه و الثناء يغريه و لا السجن و التهجير والإعدام يخيفه .
ثانيا : إنه يضمن استقامته على الطريق دون تعب ، لأن النفس يؤلمها مخالفة الناس ، و ملامتهم و جراحات ألسنتهم ، أما هو فقد تعالى بإذن الله عن لومة اللائمين ، و لدغات الجاهلين .
ثالثا : لا يكون شنآنه و براءته من الناس بعصبية أو ظغينة ، بل لفرط حبه لله و حبه للناس فهو يستقبل من يؤوب الى الحق بترحاب ، و هكذا لا يستمرىء الإعتزال ، و لا يجعل بينه وبين الناس حجابا من الكبرياء و العصبية .
[ قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم و أهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين ]نعم . يخسر الإنسان في ذلك اليوم كل شيء ، نفسه حيث لا يتمتع شيئا ، و يخسر أهليه فلن يراهم في ذلك اليوم إذا كانوا مؤمنين ، و يحرم من شفاعتهم ، لأنه لاتنفع الشفاعة إلا لمن ارتضى ، و إن كانوا معه في جهنم ، فلكل امرء منهم شأن يغنيه ، و يا لها من خسارة كبرى .
[ 16] و بعد ذلك يبين الله لنا عذاب أولئك الذين خسروا أنفسهم و أهليهم ، أنهم يعيشون في ظلل النار في أسفل طبقاتها ، و لعل في هذه إشارة الى مافي الدنيا فما في الآخرة تجسيد للدنيا ، فقد كانوا واقعين تحت الحجب ، من حجب الشهوات ، الى حجب الثقافة الجاهلية، و الخضوع للطاغوت .
[ لهم من فوقهم ظلل من النار و من تحتهم ظلل ]
أنه محاط من فوقه ومن أسفل منه بالنار ، و ربما كان قوله : " ومن تحتهم ظلل " دلالة على أن هناك من هم أسفل منهم في النار مثل أصحاب التابوت و غيرهم .
[ ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون ]
اتقوا عذابي و غضبي ، و تجيب الآيات التاليات كيف نجتنب غضبه .
|