فبشر عباد
هدى من الآيات يستمر السياق في بيان نموذجين من الناس و يقارن بينهما لنعرف أنهما ليسوا سواءا في الجزاء ، و لكي نزداد وعيا بهما فعبر مقارنة النور بالظلام نتبصر بحقائقهما ، و قد نزل القرآن مثاني يفرق أبدا بين الحق و الباطل ، الصلاح و الفساد .
و حين شرح الله صفات القانتين - و هم أئمة الهدى - و ميزهم عن أصحاب النار من أئمة الكفر ، عاد إلى بيان أشياعهما ، فهناك من يجتنب الطاغوت ، و يستمع القول فيتبع أحسنه ، و هناك من حقت عليه كلمة العذاب .
و يذكرنا الدرس بالعقل الذي هو لب الإنسان ، و الذي يهدي به الله قوما فيجعلهم من أصحاب الجنة لهم غرف من فوقها غرف ، و يوقظ العقل بآيات الله في الخليقة حيث يذكرنا بالدورة النباتية التي تبدأ بنزول الغيث ، و اختزان الماء في الينابيع ، و إخراج الزروع المختلفة ، و تنتهي بالحطام .
|