أليس الله بكاف عبده
هدى من الآيات تهبط آيات القرآن كالصاعقة على القلب الغافل فتفجر فيه طاقات الفهم ، و تثير فيه دفائن العقل ، من ذلك ما نجده في هذا الدرس حيث يهدينا الى حقيقة يحاول ابن آدم إنكارها تكبرا و علوا حتى أضحت تشبه في إنكار الناس لها الباطل ، و تلك هي الموت الذي ينتظر كل حي ، و لكن الموت هو أهون المراحل التي تنتظرنا ، فما بعده أعظم ، كالإختصام يوم القيامة ، ذلك لأن الإنسان لا يستطيع في ذلك اليوم حين يقف وحيدا أمام محكمة الحق أن يتهرب من الحقائق ، فلابد إذا أن نهتم بالمعايير الأخروية اليوم و قبل ذلك اليوم . و في بدايةسورة آل عمران قلنا : إن الإيمان بالبعث يمثل حجر الزاوية في فكر الإنسان المسلم ، حيث يحافظ على توازنه ، و يدعوه إلى الإيمان بحقائق خارج محيط ذاته و آنها هي المحور ، و إذا آمن الانسان بوجود محور في الحياة بحث عنه ، و إذا بحث عنه وجده .
و هذا الدرس إمتداد للدرس الماضي ، حيث ذكرنا هنالك أن القلب الخاشع للهيهديه الله للإسلام ، فيعترف بوجود الحق ، بعكس القلب القاسي المنغلق على ذاته ، الذي لا يعترف إلا بما يعيش داخله ، فهو يتمحور حول ذاته .
وفي هذا الدرس يعرض القرآن مفارقة بين من جاء بالصدق و صدق به ، و من يكذب على الله و يكذب بالحق و يدعي الأنداد لله ، و بعد ذ لك يعلن الله كفايته لرسوله رغم تخويف المشركين له بالذين من دونه ، و أنهم لن يستطيعوا إضلال من هداه الله ، و لا يستطيع الذين من دونه كشف الضر عنا أو منع الخير .
|