تفسير القرآن الكريم

(الشمس والقمر بحسبأن) يجريان في منازلهما بحساب مضبوط لا تفاوت فيه.
(والنجم) ما نجم أي طلع من النبات بلا ساق (والشجر) ما له ساق (يسجدان) ينقادان لأمره وتدبيره.
(والسماء رفعها ووضع الميزان) أثبت العدل الذي قامت به السموات والأرض أو آلة الوزن للعدل بينكم.

(ألا تطغوا) أن لا تجوروا (في الميزان) آلة الوزن.

(وأقيموا الوزن بالقسط) بالعدل (ولا تخسروا الميزان) لا تنقصوه.
(والأرض وضعها) خفضها مبسوطة (للأنام) للخلق من كل ذي روح أو للثقلين.
(فيها فاكهة) ما يتفكه به (والنخل ذات الأكمام) أوعية ثمرها أو كلما يغطى من ليف ونحوه.
(والحب) كالحنطة والشعير (ذو العصف) ورق الزرع اليابس والتين (والريحان) الرزق أو المشموم.
(فبأي ءالاء ربكما تكذبان) خطاب للثقلين بدلالة الأنام أو أيها الثقلان عليهما وكررت تجديدا كتذكير الناسي وتنبيه الساهي.
(خلق الإنسان) آدم (من صلصال) طين يابس إذا نقر صلصل أي صوت (كالفخار) كالخزف.
(وخلق الجان) أبا الجن قيل هو إبليس (من مارج) لهب صاف من الدخان (من نار) بيان لمارج.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(رب المشرقين ورب المغربين).

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(مرج) أرسل (البحرين) من العذب والملح (يلتقيان) متلاصقين.

(بينهما برزخ) حاجز من قدرته تعالى (لا يبغيان) لا يبغي أحدهما على الآخر فيمازجه.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(يخرج) ببناء الفاعل والمفعول (منهما) من مجموعهما فالخارج من أحدهما وهو الملح كالخارج من الآخر (اللؤلؤ) كبار الدر (والمرجان) صغاره أو الخرز الأحمر.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(وله الجوار) أي السفن (المنشئات) المرفوعات الشرع أو المحدثات (في البحر كالأعلام) كالجبال ارتفاعا.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(كل من عليها) على الأرض من حيوان وغيره ومن للتغليب (فان) هالك.
(ويبقى وجه ربك) ذاته (ذو الجلال) العظمة (والإكرام) التعظيم أو التفضيل.
(فبأي ءالاء ربكما تكذبان) وكون الفناء نعمة لأنه وصلة إلى الحياة الباقية والسعادة الدائمة ولما فيه من العبرة والتذكير.
(يسئله من في السموات والأرض) نطقا أو حالا ما يحتاجون إليه وهو كناية عن غناه وافتقارهم (كل يوم) وقت (هو في شأن) من إيجاد وإعدام وقبض وبسط ونحوها.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(سنفرغ لكم) سنقصد لحسابكم أو سنتجرد له مستعار من قولك لمن تهدده سأفرغ لك، إذ المتجرد للشيء أقدر عليه (أيه الثقلان) الجن والإنس، سميا بذلك لثقلهما على الأرض.
(فبأي ءالاء ربكما تكذبان) وكون التهديد نعمة لأنه لطف للمكلف.
(يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا) تخرجوا (من أقطار السموات

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب