نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 105

وأما البصرة فقد ورد إليها الإمام عليه السلام بنفسه وتلك خطبة ومواعظه فيها مدونة في كتب التاريخ. وأيضا فقد أخذ أهل البصرة وتفقهوا على ابن عباس حيث كان واليا على البصرة من قبل الإمام، وهو من أشهر تلاميذه وملازميه بلا كلام.. قال الحافظ ابن حجر في (الإصابة): إن ابن عباس كان يعشى الناس في رمضان وهو أمير البصرة، فما ينقضي الشهر حتى يفقههم . وأما الكوفة فقد تعلم أهلها القرآن والسنة منه عليه السلام مباشرة مدة بقائه بها.. ولو كانوا قد تعلموا شيئا من ذلك قبل وروده إليها فمن عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر وهما من تلامذته عليه الصلاة والسلام. وأما اليمن فقد روى الكل أن النبي صلى الله عليه وآله قد بعثه إلى اليمن قاضيا - والقضاء هو الفقه، فهو أفقه الإمامة لقوله صلى الله عليه وآله فيما رواه الفريقان: أقضاكم علي -.. فهو الذي فقه أهل اليمن وعلمهم، وقد قال صلى الله عليه وآله حين بعثه: اللهم اهد قلبه وثبت لسانه .. فهذا بعث علي عليه السلام إلى اليمن، وهذا شأنه في العلم والفقه.. فانتشر العلم في تلك البلاد عنه عليه السلام. وأما معاذ فقد بعثه النبي صلى الله عليه وآله إلى طائفة من اليمن ليجبره بعد أن أغلق ماله من الدين.. فباع النبي صلى الله عليه وآله ما له كله في دينه حتى قام معاذ بغير شيء .. رواه الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب). وهذا بعث معاذ إلى طائفة من اليمن. وأما شأنه في العلم والفقه فلا يقاس بالامام عليه السلام - كما لا يقاس به غيره - بل في نفس خبر بعثه إلى اليمن ما يدل على فسقه أو جهله بأدنى الأحكام الشرعية.. فراجع الاستيعاب وغيره. وبهذا عرفت أنه قد انتشر علم الإسلام في جميع المدائن عن علي عليه السلام.

ص 106

9 - تحقيق حول سلاسل الصوفية (إلى من تنتهي؟ علي أو أبي بكر؟)

 اعترف عبد العزيز الدهلوي بانتهاء سلاسل الصوفية إلى الإمام علي المرتضى عليه السلام.. وأنكر ذلك والده الدهلوي تبعا لابن تيمية الحراني. وقد انتصر المولوي حسن زمان صاحب كتاب (القول المستحسن في فخر الحسن) للحق، فرد على ابن تيمية الرد القاطع.. وأثبت انتهاء سلاسل الصوفية ورجال الطريقة إلى سيد الأولياء أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام. وإن شئت تفصيل ذلك فراجع قسم حديث التشبيه من كتاب (عبقات الأنوار).

 الباب الخامس (كتاب عبقات الأنوار)

 1 - في سبيل التأليف إن إخراج كتاب مثل عبقات الأنوار إلى عالم الوجود يتطلب بذل جميع الطاقات بشتى أشكالها في سبيل توفير المصادر الأصلية للبحوث، ثم استخراج المواضيع المطلوبة وتنسيقها.. فإن هذين العنصرين أهم العناصر المتوقف عليها إنجاز هذه المهمة. وبالفعل فإن السيد المؤلف لم يدخر شيئا مما كان بوسعه، فلم يأل جهدا في طريق تحصيل المصادر اللازمة، من مختلف المكتبات العامة والخاصة، في داخل الهند وخارجه. فمن المصادر ما كان في مكتبة والده الموقوفة، مثل كتاب (زاد المسير للسيوطي). ومن هنا يعلم أن والده العلامة السيد محمد قلي هو المؤسس الأول لمكتبة الأسرة المعروفة ب‍ (المكتبة الناصرية) التي سنتحدث عنها. ومنها: ما اشتراه في بعض أسفاره، مثل (كتاب ألف باء في

ص 107

المحاضرات للبلوي) قال: اشتريته من (الحديدة) ونسخة من كتاب (تهذيب الكمال للمزي) نسخت من خط المزي وقرئت عليه، قال: اشتريتها في (الحديدة) يوم الأربعاء 8 محرم سنة 1283 لدى رجوعي من الحج. ومنها: ما أرسل إليه من البلاد المختلفة بطلب منه، (كالأربعين في فضائل أمير المؤمنين لأبي عبد الله محمد بن مسلم بن أبي الفوارس الرازي) قال: حصلت عليه بعد جهد بذله بعض العلماء الأعلام أدامهم الله المنعام. و(استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف للمزي) قال: نسخة عتيقة حصلت عليها بسعي من أحد العلماء. ومنها: ما رآه واستفاد منه في المكتبات العامة وغيرها في بعض أسفاره.. ففي الحجاز استفاد من مكتبة الحرم النبوي الشريف من عدة من الكتب (كالنور السافر عن أخبار القرن العاشر للعيدروس) قال: هي نسخة الأصل، وعليها خط المصنف وتصحيحه، رآها ونقل منها، ثم ذكر أنه قد حصل على نسخة عتيقة منه بعد سعي كثير.. وكتاب (سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر للمرادي). ومن مكتبة الحرم المكي الشريف.. كتاب (عجالة الراكب وبلغة الطالب لعبد الغفار بن إبراهيم العلوي) و(كنز البراهين الكسبية والأسرار الوهبية الغيبية لشيخ بن علي الجفري باعلوي) قال: وهو مطبوع بمصر. و(الاعلام بأعلام بيت الله الحرام) قال: رأيته في الهند أيضا، وهو مطبوع بلندن. و(رسالة الأسانيد للشيخ أحمد النخلي) وذكر أنه قد حصل على نسخة منه بعد ذلك. وفي العراق حصل على كتب منها (المجالس لأبي الليث نصر بن محمد) وكتاب (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب للكنجي الشافعي) و(التبر المذاب في بيان ترتيب الأصحاب لأحمد بن محمد الحافي الحسيني الشافعي) و(الرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبي وعترته الطاهرة للمطيري) رآه في النجف الأشرف سنة 1283.

ص 108

ومنها: ما وقف عليه في بعض المكتبات الخاصة.. ومن له أقل إلمام بنفسيات أصحاب المكتبات الخاصة يعلم مدى صعوبة الاستفادة من كتب المكتبات الخاصة، لا سيما إذا كان صاحبها من المخالفين.. وهناك قضايا نادرة تنقل حول كيفية استفادة السيد المؤلف من هذه المكتبات. فهذا طرف من متاعبه وجهوده في سبيل تحصيل مصادر كتابه. وأما ما تحمله رحمه الله في سبيل استخراج مطالبه من المصادر، وتأليف كتابه وكتابته.. فلسنا مبالغين إن قلنا بأنه قد ضحى بنفسه الشريفة في هذا السبيل فقد كتب بيده اليمنى حتى عجزت عن الكتابة، فأضحى يكتب باليسرى، وكان إذا تعب من الجلوس اضطجع وكتب، وإذا تعب استلقى على ظهره ووضع الكتاب على صدره وأملى. لقد كان هذا دأبه ليلا ونهارا.. ولا يقوم عن مقامه إلا لحاجة ملحة، ولا يأكل ولا ينام إلا بقدر الضرورة.. وحتى العبادات والأعمال الشرعية لم يعمل إلا بالفرائض منها.. إلى أن مرض.. فلم يتمكن إلا من الاملاء.. ولم يتركه حتى آخر لحظة من حياته. وقد حكى لنا آية الله السيد شهاب الدين النجفي المرعشي دام ظله نقلا عن السيد ناصر حسين أنه لما وضع السيد على المغتسل لوحظ أثر عميق على شكل خط افقي على صدره الشريف كان موضع الكتاب الذي اعتاد على وضعه على صدره للإملاء.

2 - أثر الكتاب

 أ - في أوساط الهند إن الغرض من تأليف هذا الكتاب هو الرد على كتاب (التحفة الاثنا عشرية) الذي ألفه (المولوي عبد العزيز الدهلوي)، محاولة منه للحيلولة دون تطور المذهب الشيعي، وفي ظروف قام الشيعة فيها بالنشاط الفكري من جديد في بلاد الهند، وأسسوا فيها مراكز علمية جعلوها منطلقا لترويج

ص 109

مذهبهم ونشر عقائدهم.. حتى كادت تتشيع سائر الفرق. وكتاب التحفة - وإن كان في الأغلب تكرارا لما قاله أبناء تيمية وحجر وروزبهان وكثير والجوزي.. والفخر الرازي.. وغيرهم من متعصبي أهل السنة السابقين، في مؤلفاتهم التي رد عليها علماء الشيعة المعاصرون لهم أو المتأخرون عنهم.. إلا أن من الطبيعي أن يحدث فتنة عظيمة بين المسلمين في تلك الأقطار، وأن يحسب العوام والجهلة من أهل السنة أن قد نجح هذا الكتاب في الهدف الذي لأجله ألف، وهو الصد عن تقدم المذهب الشيعي. لكن الشيعة كانوا ينتظرون بفارغ الصبر وبقلوب مطمئنة صدور الرد بل الردود العديدة عليه من قبل فطاحل العلماء الذين قبضهم الله عز وجل للذب عن الدين الحنيف والدفاع عن المذهب الحق. حتى انبرى له جماعة من فحول الطائفة - سيأتي ذكر أسمائهم - وكتبوا ردودهم عليه لا سيما الباب السابع منه المتعلق بمباحث الإمامة والخلافة. وإن من يقف على كتاب (عبقات الأنوار) الذي ألف في النصف الثاني من القرن الثالث عشر يمكنه - بسهولة - تقدير الأثر الذي تركه هذا الكتاب في زمن صدوره وانتشاره في الأوساط العلمية وغيرها من بلاد الهند. لقد شفى هذا الكتاب غليل الشيعة، ورفع رؤوسهم، وأثلج صدورهم، فكان برهانا لامعا لإعلان الحق، والدعوة إلى سبيل الله، وتبليغ رسالاته، وسيفا قاطعا على الأعداء والخصوم.. وأصبح نبراسا يضئ طريق الحق للسائرين ورائدا لمن جاء بعده من الباحثين.. وإن في ما ذكرناه في (الدراسات) في الدلالة على ما قلناه كفاية.. والحمد لله رب العالمين.

 ب - في الأوساط الأخرى

ص 110

وقد ترك هذا الكتاب آثارا بالغة في الأوساط الإسلامية الأخرى.. يتجلى ذلك بوضوح لمن يدقق النظر في التقاريظ والرسائل الموجهة إلى المؤلف وأسرته وكبار رجالات الطائفة في الهند.. فقد جاء في رسالاته لآية الله المازندراني أنه يهتدي ببركة هذا الكتاب في كل عام جمع كثير وجم غفير من أهل السنة في بغداد ومكة وشام وحلب بالاضافة إلى بلاد الهند نفسها. وفي رسالة للسيد المجدد الشيرازي الحكم بلزوم قراءة هذا الكتاب على كل مسلم، والأمر بوجوب نشره وترويجه بكل طريق ممكن. وفي رسائل عديدة من جماعة من أعلام علماء الوقت طلب المزيد من نسخ الكتاب لأجل استفادة العلماء والفضلاء منه في الحوزات العلمية، والتأكيد على السيد المؤلف في مواصلة العمل لأجل إنجاز بقية مجلدات الكتاب. ومن هنا فقد صدر الحكم من آية الله الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري إلى مقلديه في الهند بالمبادرة في أسرع وقت إلى طبع أجزاء الكتاب بمجرد خروجها من السواد إلى البياض، وأن من الواجب المحتم عليهم أن يضعوا كافة قدراتهم المالية وغيرها تحت تصرف السيد ممتثلين جميع أوامره..

3 - تقاريظ الكتاب

ولما وصل كتاب (عبقات الأنوار) إلى الأقطار الإسلامية كالعراق وإيران.. واطلع عليه كبار الفقهاء، ووقف عليه رجالات الحديث والكلام، والعلماء في مختلف العلوم الإسلامية.. أكبروه غاية الإكبار، وأثنوا عليه وعلى مؤلفه الثناء البالغ والمدح العظيم، وأرسلوا إلى السيد المؤلف رسائل التقريظ والتبجيل شاكرين الله تعالى على هذه النعمة، ومعبرين عن غاية سرورهم واعتزازهم بهذه الموهبة. وقد جمعت نصوص لك التقاريظ في كتاب سمي ب‍ (سواطع الأنوار

ص 111

في تقريظات عبقات الأنوار) حوى المختار منه 1، منها 27 تقريضا، وهي من كبار فقهاء ومحدثي عصر المؤلف.. قد وجه بعضها إلى المؤلف في حياته وبعضها الآخر إلى نجله السيد ناصر حسين.. ونحن نكتفي هنا بذكر نصوص بعضها:

*(1)*

 تقريظ سيد الطائفة في عصره المجدد السيد الميرزا الشيرازي

(2) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أبدع بقدرته على وفق إرادته فطرة الخليفة، وأولى كلا بحسب قابليته ما يليق به من صبغة الحقيقة، فعلم آدم الأسماء، واصطفى أكابر ذريته، وخلص صفوته للبحث عن حقائق الأشياء، والاطلاع على ما في بطون الأنبياء فألهمهم علوم حقائقه، وأعلمهم نوادر دقائقه، وجعلهم مواضع ودائع أسراره وطالع طوالع أنواره، فاستنبطوا وأفادوا، واستوضحوا وأجادوا، والصلاة والسلام على من حبه خير وأبقى، وآله الذين من تمسك بهم فقد استمسك بالعروة الوثقى.

(هامش)

1. طبع في الهند سنة 1359. ذكر صاحب كتاب (علماء معاصرين: 30) أن العالم الجليل الشيخ عباس الهندي الشرواني ألف كتابا باسم سواطع الأنوار في تقريظات عبقات الأنوار، وأنه قد طبع مع كتاب زينة الانشاء بمطبعة بستان مرتضوي ببلدة لكهنو سنة 1303 . 2. هو السيد الميرزا محمد حسن الحسيني الشيرازي النجفي، أعظم علماء عصره وأشهرهم وأعلى مراجع الإمامية في الأقطار الإسلامية في زمانه، حضر على الشيخ محمد تقي صاحب حاشية المعالم والسيد حسن المدرس والشيخ محمد إبراهيم الكلباسي في أصفهان وفي النجف الأشرف على الشيخ صاحب الجواهر والشيخ الأنصاري والشيخ حسن آل كاشف الغطاء وكان أيام زعامته مقيما في سامراء المشرفة، وقصة (التنباك) وفتواه بتحريمه مشهورة. ولد سنة 1230 وتوفي سنة 1312 (أعلام الشيعة). (*)

ص 112

أما بعد: فلم وقفت بتأييد الله تعالى وحسن توفيقه على تصانيف ذي الفضل الغزير، والقدر الخطير، والفاضل النحرير، والفائق التحرير، والرائق التعبير، العديم النظير، المولوي السيد حامد حسين، أيده الله في الدارين وطيب بنشر الفضائل أنفاسه، وأذكى في ظلمات الجهل من نور العلم نبراسه. رأيت مطالب عالية، تفوق روائح تحقيقها الغالية، عباراتها الوافية دليل الخبرة وإشاراتها الشافية محل العبرة، وكيف لا؟ وهي من عيون الأفكار الصافية مخرجة، ومن خلاصة الاخلاص منتجة، هكذا هكذا وإلا فلا، العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من الأخيار، وفي الحقيقة افتخر كل الافتخار، ومن دوام العزم وكمال الحزم وثبات القدم وصرف الهمم في إثبات حقية أهل بيت الرسالة بأوضح مقالة أغار، فإنه نعمة عظمي وموهبة كبرى، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. أسأل الله أن يديمك لإحياء الدين ولحفظ شريعة خاتم النبيين صلوات الله عليه وآله أجمعين. فليس حياة الدين بالسيف والقنا فأقلام أهل العلم أمضى من السيف والحمد لله على أن قلمه الشريف ماض نافع، ولألسنة أهل الخلاف حسام قاطع، وتلك نعمة من الله بها عليه، وموهبة ساقها إليه. وإني وإن كنت أعلم أن الباطل فاتح فاه من الحنق إلا أن الذوات المقدسة لا يبالون في إعلاء كلمة الحق، فأين الخشب المسندة من الجنود المجندة، وأين ظلال الضلالة من البدر الأنور، وظلام الجهالة من الكوكب الأزهر. أسأل الله ظهور الحق على يديه، وتأييده من لديه، وأن يجعله موفقا منصورا مظفرا مشكورا، وجزاه الله عن الإسلام خيرا.

ص 113

والرجاء منه الدعاء مدى الأيام، بحسن العاقبة والختام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حرره الأحقر محمد حسن الحسيني في ذي الحجة الحرام سنة 1301 (الختم المبارك)

*(2)*

 تقريظ خاتمة المحدثين الميرزا حسين النوري

 1 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خصنا من بين الفرق بالفلج، وأيدنا ما دونهم بأوضح الحجج والصلاة على من اصطفاه لدين قيم غير ذي عوج، وعلى آله الذين نشروا لواء الحق ولو بسفك المهج، وأحضوا على العلم ولو بخوض اللجج، عجل الله لهم النصر والفرج، وصلى الله عليهم ما مدحت الثغور بالبلج، ووصفت الحواجب بالزجج. وبعد: فإن العلم مشرع سلسال، لكن على أرجائه ضلال، وروض مسلوف لكن دونه قلل الجبال، دونهن حتوف، وإن من أجل من اقتحم موارده، وارتاد آنسه وشارده، وعاف في طلابه الراحة، ورأى في اجتلاء أنواره مروحة وراحة، حتى فاز منه بالخصل، بل وأدرك الفرع منه والأصل: السيد السديد والركن الشديد، سباح عيالم التحقيق، سياح عوالم التدقيق،

(هامش)

1. هو إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة، مؤلفاته تربو على العشرين أشهرها وأهمها (المستدرك) استدرك فيه على كتاب (وسائل الشيعة) وهو أحد المجاميع الثلاثة المتأخرة، في ثلاثة مجلدات كبار تشتمل على زهاء (23000) حديث، وقد ختمها بخاتمة ذات فوائد جليلة، وله في بعض مؤلفاته آراء لم يوافقه عليها سائر العلماء. ولد سنة 1254 وتوفي سنة 1320 (أعلام الشيعة). (*)

ص 114

خادم حديث أهل البيت، ومن لا يشق غباره الأعوجي الكميت، ولا يحكم عليه لو ولا كيت سائق الفضل وقائده وأمير الحديث ورائده، ناشر ألوية الكلام، وعامر أندية الإسلام، منار الشيعة، مدار الشيعة، يافعة المتكلمين، وخاتمة المحدثين، وجه العصابة وثبتها، وسيد الطائفة وثقتها، المعروف بطنطنة الفضل بين ولايتي المشرقين، سيدنا الأجل حامد حسين، لا زالت الرواة تحدث من صحاح مفاخره بالأسانيد مما تواتر من مستفيض فضله المسلسل كل معتبر عال الأسانيد. ولعمري لقد وفى حق العلم بحق براعته، ونشر حديث الإسلام بصدق لسان يراعته، وبذل من جهده في إقامة الأود وإبانة الرشد ما يقصر دونه العيوق فأنى يدرك شأوه المسح السابح السبوق! فتلك كتبه قد حبت الظلام وجلت الأيام، وزينت الصدور وأخجلت المدور، ففيها (عبقات) أنوار اليقين و(استقصاء) شاف في تقدير نزهة المؤمنين، وظرائف طرف في إيضاح خصائص الارشاد هي غاية المرام من مقتضب الأركان، وعمدة وافية في إبانة نهج الحق لمسترشد الصراط المستقيم إلى عماد الإسلام ونهج الإيمان، وصوارم في استيفاء إحقاق الحق هي مصائب النواصب، ومنهاج كرامة كم له في إثبات الوصية بولاية الانصاف من مستدرك مناقب، ولوا مع كافية لبصائر الإنس في شرح الأخبار، تلوح منها أنوار الملكوت، ورياض مونقة في كفاية الخصام من أنوارها المزرية بالدر النظيم تفوح منها نفحات اللاهوت. فجزاه الله عن آبائه إلا ماجد خير ما جزى به ولدا عن والد، وأيد الله أقلامه في رفع الأستار عن وجه الحق والصواب، وأعلى ذكره في الدين ما شهد ببارع فضله القلم والكتاب، وملأت بفضائله صدور المهارق وبطون الدفاتر، ونطقت بمكارمه ألسنة الأقلام، وأفواه المحابر. آمين آمين لا أرضى بواحدة حتى أضيف إليها ألف آمينا وصلى الله عليه سيدنا محمد والميامين من عترته وسلم تسليما.

ص 115

كتب بيمناه الدائرة الخاثرة العبد المذنب المسئ حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي. في ليلة الثاني عشر من شهر الصيام، في الناحية المقدسة سر من رأى، سنة 1303 حامدا مصليا *(3)*

 تقريظ الفقيه الكبير الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري

 1 .. چون متدرجا مجلدات كتب مؤلفات ومصنفات آنجناب سامي صفات كه عبارت از (استقصاء الافحام) و(عبقات) بوده باشد در أين صفحات به دست علماء وفضلاى اين عتبات عرش درجات ملحوظ ومشاهد افتاد به اضعاف مضاعف آنچه شنيده من شد ديده شد *(كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)* از صفحاتش نمودار *(كتاب مرقوم يشهده المقربون)* از اوراقش پديدار، از عناوينش *(آيات محكمات هن أم الكتاب)* پيدا، واز مضامينش *(هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنه الحق وليذكر أولو الالباب)* هويدا، از فصولش عالمي را تاج تشيع واستبصار بر سر نهاده، واز أبوابش بسوى *(جنات عدن تجري من تحتها الأنهار)* بابها گشاده، كلماتش *(وجعلناها رجوما للشياطين)* كلامش *(ألا لعنة الله على القوم الظالمين)*، مفاهيمش *(ألم أعهد اليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين)* مضامينش در لسان حال اعدا *(يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين وبئس القرين)* دلائلش *(هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين)* براهينش

(هامش)

1. من كبار الفقهاء ومراجع التقليد، درس في النجف الاشرف ثم انتقل إلى كربلاء المقدسة واشتغل بالتدريس والتصنيف حتى توفي في 16 ذي القعدة سنة 1309 ودفن في الصحن الحسيني الشريف.(*)

ص 116

*(كتاب أنزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين)*. براى دفع يأجوج ومأجوج مخالفين دين مبين سدى است متين، واز جهت قلع وقمع زمره معاندين مذهب وائين چون تيغ أمير المؤمنين، سيمرغ سريع النقل عقل از طيران بسوى شرف اخبارش عاجز، هماي تيز پاى خيال از وصول بسوى غرف آثارش قاصر. كتبي به اين لياقت ومتانت واتقان تا الان از بنان تحرير نحريرى سر نزده، وتصنيفي در اثبات حقيت مذهب وايقان تا اين زمان از بيان تقرير حبر خبيرى صادر وظاهر نگشته. از عبقاتش رائحه تحقيق وزان، واز استقصايش استقصا برجميع دلائل قوم عيان، ولله در مؤلفها ومصنفها: *(أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين..)*.

*(4)*

 تقريظ سماحة العلامة الحجة الفقيه السيد محمد حسين الشهرستاني

 1 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي نصر الدين المبين بالعلماء الراسخين، ونفى بهم عنه بدع المبتدعين وانتحال المبطلين، وفضل مدادهم على دماء الشهداء في الدين، ولم يخل الأرض منهم في آن ولا حين، والصلاة على سيد العالمين والنبي قبل الماء والطين، وآله الذين هم لمعات أنواره، وعبقات أزهاره، سيما وصيه ومعدن

(هامش)

1. من أئمة العلم ومراجع التقليد في كربلاء المقدسة، وقد انتهت إليه الرياسة في التدريس والزعامة في الأمور بعد وفاة أستاذه المحقق الأردكاني، إلى أن توفي ليلة الخميس الثالث من شوال سنة 1315. وخلف آثارا جليلة تنيف على الثمانين. (*)

ص 117

أسراره، الذي شبهه النبي صلى الله عليه بالانبياء فكان موجبا لافتخارهم لا لافتخاره، وبعد: فإني قد نظرت في كتاب عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار عليهم صلوات الله وسلامه ما بقي الليل والنهار، للمولى الجليل والعالم النبيل، الذي علا علاه الفرقدين، وسما سناؤه النيرين، المبرأ من كل شين والمحلى بكل زين، مجمع البحرين جامع الفضلين المولوي السيد حامد حسين لا زال محبورا بكل ما يقر به العين، مشكور السعي في النشأتين، فرأيته كتابا متينا متقنا حاويا للتحقيقات الرشيقة التي يهتز لها الناظر، جامعا للتدقيقات التي يطرب بها الخاطر كم من عنق من الباطل به مكسور، وكم من عرق للضلالة به مبتور، قد أدحض به أباطيل المبطلين، وأوضح به الحجج والبراهين على الحق المبين وأرغم أنوف المعاندين، فلله دره من فاضل ما أفضله، وعالم ما أكمله، وبارع ما أفهمه ودقيق ما أتقنه، قمع رؤس المشككين بمقامع الحديد، وأذاب قلوبهم بشراب الصديد، ولم يدع لهم ركنا إلا هدمه، ولا بابا إلا ردمه، ولا عرقا إلا قلعه، ولا شكا إلا رفعه، ولا ريبا إلا منعه، ولا دليلا إلا صدعه، ولا قولا إلا دفعه، ولا قرنا إلا صرعه، ولا مذهبا إلا نقضه، ولا رئيسا إلا رفضه، ولا كيدا إلا دمره ولا نقضا إلا سمره. فجزاه الله عن الدين وأهله خير جزاء الصالحين، وأعطاه بكل حرف بيتا في الجنة كما وعد به على لسان الصادقين، وحشره مع المجاهدين في زمن أجداده الطاهرين. ونرجو من المؤلف دام بقاه أن يمن على أهل هذه النواحي ببعث سائر المجلدات من هذا الكتاب المبارك، ونشره في هذه الأصقاع، عسى أن ينفع به من طابت سريرته وحسنت سيرته، وسبقت له من الله العناية بسعادته، ولم يستحق الخذلان والحرمان بشقاوته. والله المستعان وعليه التكلان. وأن لا ينسانا من الدعوات في مظان الاجابة وموارد الاستجابة، والسلام هو الختام. وقد قلت مرتجلا:

ص 118

عبقات فاحت من الهند طيبا عطست منه معطس الحرمين فأشار الحسين بالحمد منه ودعا شاكرا لحامد حسين حرره الجاني الفاني محمد حسين الشهرستاني عفي عنه وعن والديه بالنبي والوصي 26 جمادى الأولى سنة 1303 في أرض كربلاء المشرفة على مشرفها ألف ألف سلام وتحية آمين والحمد لله رب العالمين

4 - بعض ما قيل في الكتاب

ثم ضع يدك على أي كتاب شئت من كتب التراجم وفهارس المصنفات وغير ذلك تجد فيه كلمات جليلة من أكابر العلماء في حق كتاب العبقات.. ونحن نكتفي كذلك بذكر بعض تلك الكلمات، وعليها فقس ما سواها: 1 - الميرزا أبو الفضل الطهراني: .. عبقات الأنوار تصنيف السيد الجليل، المحدث العالم العامل، نادرة الفلك وحسنة الهند، ومفخرة لكهنو وغرة العصر، خاتم المتكلمين، المولوي الأمير حامد حسين المعاصر الهندي اللكهنوي قدس سره وضوعف بره، الذي اعتقد أنه لم يصنف مثل هذا الكتاب المبارك منذ بداية تأسيس علم الكلام حتى الآن في مذهب الشيعة، من حيث إثبات الاتفاق في النقل، وكثرة الاطلاع على كلمات الأعداء، والاحاطة بالروايات الواردة

ص 119

من طرقهم في باب الفضائل. فجزاه الله عن آبائه الأماجد خير جزاء ولد عن والده، ووفق خلفه الصالح لإتمام هذا الخير الناجح 1. 2 - السيد محسن الأمين العاملي: عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار بالفارسية، لم يكتب مثله في بابه في السلف والخلف، وهو في الرد على باب الإمامة من (التحفة الاثنى عشرية) للشاه عبد العزيز الدهلوي، فإن صاحب التحفة أنكر جملة من الأحاديث المثبتة إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام، فأثبت المترجم تواتر كل واحد من تلك الأحاديث من كتب من تسموا بأهل السنة، وهذا الكتاب يدل على طول باعه وسعة اطلاعه وهو في عدة مجلدات، منها مجلد في حديث الطير، وقد طبعت هذه المجلدات ببلاد الهند، وقرأت نبذا من أحدها فوجدت مادة غزيرة وبحرا طاميا، وعلمت منه ما للمؤلف من طول الباع وسعة الاطلاع. وحبذا لو انبرى أحد لتعريبها وطبعها بالعربية، ولكن الهمم عند العرب خادمة.. 2. 3 - وقال شيخنا الحجة الطهراني: وهو أجل ما كتب في هذا الباب من صدر الإسلام إلى الآن 3. وقال أيضا: هو من الكتب الكلامية التاريخية الرجالية، أتى فيه بما لا مزيد

(هامش)

1. شفاء الصدور 99 - 100. 2. أعيان الشيعة 18 / 371. والحمد لله الذي وفقنا لتلبية هذا النداء. 3. أعلام الشيعة 1 / 348. (*)

ص 120

لأحد من قبله 1.

 4 - وقال المحدث الكبير الشيخ القمي ما تعريبه

 لم يؤلف مثل كتاب (العبقات) من صدر الإسلام حتى يومنا الحاضر، ولا يكون ذلك لأحد إلا بتوفيق وتأييد من الله تعالى ورعاية من الحجة عليه السلام 2.

 5 - وقال المحقق الشيخ محمد علي التبريزي ما تعريبه

 ويظهر لمن راجع كتاب (عبقات الأنوار) أنه لم يتناول أحد منذ صدر الإسلام حتى عصرنا الحاضر علم الكلام - لا سيما باب الإمامة منه - على هذا المنوال.. وظاهر لكل متفطن خبير أن هذه الإحاطة الواسعة لا تحصل لأحد إلا بتأييد من الله تعالى وعناية من ولي العصر عجل الله فرجه 3.

5 - الأحاديث التي تم البحث عنه

 قد ذكرنا أن المؤلف جعل كتابه في منهجين: (الأول) في الآيات التي تعرض لها صاحب التحفة وهي ستة، ذكرناها سابقا. وهذا المنهج - كما في بعض مجلدات الكتاب - مؤلف كلا أو بعضا لكن في الذريعة: إن هذا المنهج تام ومخلوط في المكتبة الناصرية، ويوجد في غيرها أيضا 4.

(هامش)

1. مصفى المقال في مصنفي علم الرجال 149. 2 - هدية الأحباب في المعروفين بالكنى والألقاب 177. وانظر الفوائد الرضوية 91 - 92. 3 - ريحانة الأدب في المعروفين بالكنية واللقب 3 / 432. 4 - الذريعة إلى تصانيف 15 / 214. (*)

ص 121

(والثاني) في الأحاديث التي تعرض لها الدهلوي

، وهي اثنا عشر حديثا، ذكرنا نصوصها على الترتيب سابقا. وقد كمل البحث عن الأحاديث التالية منها: 1 - حديث الغدير. 2 - حديث المنزلة. 3 - حديث الولاية. 4 - حديث الطير. 5 - حديث الباب. 6 - حديث التشبيه. 7 - حديث المناصبة. 8 - حديث النور. 9 - حديث الثقلين - ومعه حديث السفينة. 10 - حديث خيبر. المجلد الأول منه 1. وقد وقع البحث عن كل واحد هذه الأحاديث في جهتين: (الأولى): في سند الحديث، فأثبت تواتره من كتب العامة، بأسلوب لطيف، إذ يورد الحديث ثم يذكر رواته من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن رواه عنهم من التابعين، ثم من رواه عن التابعين من تابعيهم ثم من أخرجه في كتابه.. كل ذلك حسب سني وفياتهم، مع ترجمة كل واحد منهم مثبتا وثاقته وجلالته لدى تلك الطائفة. (الثانية): في دلالة الحديث: فأثبت دلالته على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بالأدلة العقلية والنقلية من مختلف كتب العامة المعتبرة.. وإذا ثبتت إمامته بلا فصل ثبتت لولده الأحد عشر عليهم السلام كما هو واضح.

(هامش)

1. ذكر ذلك لنا الحجة المرحوم السيد محمد سعيد حفيد المؤلف. (*)

ص 122

6 - مؤلفو هذه المجلدات وما طبع منه

 ثم إنه قد اشترك في إنجاز البحث في تلك المجلدات السيد حامد حسين وولده وحفيده، فأنجز السيد المؤلف - السيد حامد حسين - من هذه المهمة البحث عن: 1 - حديث الغدير، سندا ودلالة. 2 - حديث المنزلة، سندا ودلالة. 3 - حديث الولاية، سندا ودلالة. 4 - حديث التشبيه، سندا ودلالة. 5 - حديث النور، سندا ودلالة. وهذه المجلدات كلها مطبوعة. ولما لم يمهله الأجل لإكمال سائر الأحاديث، أخذ ولده - السيد ناصر حسين - يكمل هذا المنهج متبعا أسلوب والده المرحوم وخطته المرسومة فكتب: 1 - حديث الطير، سندا ودلالة. 2 - حديث الباب، سندا ودلالة. 3 - حديث الثقلين - ومعه حديث السفينة، سندا ودلالة. وقد طبعت هذه أيضا، وأعيد طبع المجلد الأول من مجلدتي حديث الغدير للمرة الثانية في ايران، وكذا حديث الثقلين في ستة أجزاء مع فهارس باهتمام العلامة الروضاتي وزملائه في أصفهان. وجاء حفيده - السيد محمد سعيد - فأكمل: 1 - حديث المناصبة، سندا ودلالة. 2 - حديث خيبر، سندا فقط. ولم يطبع منهما شيء، فالمجلدات المطبوعة من هذه الموسعة هي (16) مجلدا حول (8) أحاديث باعتبار أن كل حديث في مجلدين أحدهما للسند والآخر للدلالة، ولم يكتب من الأحاديث الاثني عشر:

ص 123

1 - حديث الحق. 2 - حديث خيبر، القسم الثاني منه 1. والجدير بالذكر: إن السيد ناصر حسين وولده قد جعلا ما ألفاه وأكملاه من (العبقات) باسم السيد حامد حسين تجليلا له وتقديرا لجهوده، ولأنه رحمة الله تعالى عليه قد رسم الخطوط لجميع هذه الأحاديث الاثني عشر، وفهرس رؤوس أقلامها وأمهات مطالبها، وأشر على المصادر الموجودة لديه في أوائلها تسهيلا لإخراج ما يريد منها...

7 - استفادة المؤلفين من الكتاب

 وقد أصبح هذا الكتاب من أهم الموسوعات العلمية، وأمهات مصادر الإمامة والكلام والعلوم الإسلامية، منذ صدوره حتى يومنا هذا، إذ اعتمد عليه كبار العلماء الأعلام ومشاهير المؤلفين والكتاب، من معاصري المؤلف فمن بعدهم بين ناقل عنه ومحيل إليه، في شتى بحوثهم ومختلف مؤلفاتهم، ومنهم: 1 - العلامة المحدث الكبير الحاج ميرزا حسين النوري في (مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل) وبعض مؤلفاته الأخرى. 2 - آية الله المولى أحمد الكوزكناني في (هداية الموحدين). 3 - آية الله الشيخ محمد جواد البلاغي في (آلاء الرحمن). 4 - آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في (أصل الشيعة وأصولها). 5 - العلامة المحقق الميرزا أبو الفضل الطهراني في (شفاء الصدور في شرح زيارة العاشور). 6 - العلامة المحدث الشيخ عباس القمي في بعض تآليفه.

(هامش)

1. أخذنا هذا من العلامة الحجة السيد محمد سعيد، وذكر أن ما كتبه هو باللغة العربية. (*)

ص 124

7 - العلامة الشيخ نجم الدين العسكري في جملة من مؤلفاته. 8 - العلامة الشيخ قوام الدين الوشنوي في (حديث الثقلين). 9 - العلماء الأفاضل المؤلفون لكتاب (جامع أحاديث الشيعة) تحت إشراف زعيم الطائفة في عصره السيد حسين الطباطبائي البروجردي رحمه الله. 10 - العلامة السيد سبط الحسن الهندي اللكهنوي رحمه الله في كتاب (حديث الغدير) بلغة أردو. 11 - العلامة السيد مرتضى حسين الفتحپوري في كتاب (تفسير التكميل) في آية: اليوم أكملت لكم دينكم.. النازلة في واقعة غدير خم. 12 - العلامة السيد صديق حسن خان القنوجي، من مشاهير المؤلفين من أهل السنة، المعاصرين لصاحب العبقات في الهند، في كتابه (أبجد العلوم). العلامة الحجة المجاهد الشيخ عبد الحسين الأميني في أثره الخالد (الغدير) فقد قال رحمه الله: السيد مير حامد حسين ابن السيد محمد قلي الموسوي الهندي اللكهنوي المتوفى سنة 1306 عن 60 سنة. ذكر حديث الغدير وطرقه وتواتره ومفاده في مجلدين ضخمين، في ألف وثمان صحائف وهما من مجلدات كتابه الكبير العبقات. وهذا السيد الطاهر العظيم - كوالده المقدس - سيف من سيوف الله المشهورة على أعدائه، ورواية ظفر الحق والدين، وآية كبرى من آيات الله سبحانه، قد أتم به الحجة وأوضح المحجة. وأما كتابه العبقات فقد فاح أريجه بين لابتي العالم، وطبق حديثه المشرق والمغرب، وقد عرف من وقف عليه أنه ذلك الكتاب المعجز المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وقد استفدنا كثيرا من علومه المودعة في هذا السفر القيم، فله ولوالده

ص 125

الطاهر منا الشكر المتواصل، ومن الله تعالى لهما أجزل الأجور 1. ورد الميرزا محمد الكامل على التحفة بكتاب النزهة الاثنا عشرية فرد عليه أحد العامة بكتاب أسماه رجوم الشياطين ، فرد عليه السيد جعفر الموسوي بكتاب معين الصادقين في رد رجوم الشياطين . ورد السيد محمد قلي والد صاحب العبقات على التحفة ب‍ الأجناد الاثنا عشرية المحمدية . فرد عليه محمد رشيد الدهلوي، فعاد السيد محمد قلي ورد عليه بكتاب الأجوبة الفاخرة في الرد على الأشاعرة . إذن بقيت مواضيع كتاب التحفة موضع الأخذ والرد بين الطرفين، فإن كلا من السيد دلدار علي وصاحب التحفة أسس لمذهبه مدرسة وقاد حركة وتزعم أسرة علمية وربى تلامذة.. حتى جاء دور صاحب عبقات الأنوار، فألف كتابه العظيم في ظروف لا يصدر عن الشيعة شيء إلا وقد رد عليه من قبل تلامذة الدهلوي والمدافعين عن تحفته، كحيدر علي الفيض آبادي، ومحمد رشيد الدين الدهلوي، وغيرهما من مشاهير المعاصرين له من علماء أهل السنة.. ولكن لم نسمع حتى الآن صدور كتاب في الرد على عبقات الأنوار، مما يدل على عجز القوم عن الرد عليه.. فإن عدم الرد هنا كاف في الدلالة على العجز. أضف إلى ذلك ما ذكره المحقق السني عبد الحي اللكهنوي المتوفى سنة 1341 في كتابه نزهة الخواطر بترجمة المولوي أمير حسن السهسواني المتوفى سنة 1291 قائلا: وأني سمعت بعض الفضلاء يقول: إن مولانا حيدر علي الفيض آبادي استقدمه إلى حيدر آباد ورتب له ثلاثمائة ربية شهريا ليعينه في الرد على عبقات الأنوار . لأن أوقاته لا يفرغ لذلك لكثرة الخدمات السلطانية. فأبى قبوله وقال: إني لا أرضى بأن أحتمل هم ثلاثمائة ربية،

(هامش)

1. الغدير 1 / 156. (*)

ص 126

أين أضعها؟ وفيم أبذلها؟ 1. أترى أن حيدر علي كان يهتم بالخدمات السلطانية أكثر من الرد على العبقات؟ أترى أن المانع للسهسواني عن قبول الدعوة عدم تمكنه من تحمل هم الربيات أين يضعها وفيم يبذلها؟ الحقيقة هي العجز عن الرد.. وإلا لترك الفيض آبادي الخدمات السلطانية حتى الانتهاء من الرد على العبقات ، كما فعل السيد حامد حسين حيث اعتزل الناس والشؤون الاجتماعية حتى وفق للرد على التحفة . ولو كان السهسواني قادرا على الرد على العبقات للبى الدعوة وأخذ الربيات بل استحق الأكثر من الثلاثمائة بأضعاف مضاعفة.. ولو كان صادقا في العذر الذي ذكره لحضر إلى حيدر آباد وأعان الفيض آبادي في تلك المهمة.. ثم اعتذر عن قبول الربيات.. الحقيقة هي العجز عن الرد.. وكذلك كتاب العبقات.. لا يمكن الرد عليه.. فكان القول الفصل، والكلام الحاسم في النزاع والصراع بين أنصار التحفة والرادين عليها.. وهذا من خصائص هذا الكتاب.. لأنه الكتاب المعجز المبين، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. فلا جرم أن أجمع علماء الشيعة على أنه لم يكتب مثله في بابه بين السلف والخلف.. فلله دره وعليه أجره.

(هامش)

1. نزهة الخواطر 7 / 79. (*)

ص 127

8 - ترجمته إلى اللغات

 لم ينتشر إلى الآن - حسبما نعلم - كتاب بعنوان ترجمة كتاب عبقات الأنوار بلغة من اللغات، وإن كنا وجدنا بعض المؤلفات باللغة العربية كل مطالبه أو جلها من كتاب العبقات.. لكن لا ريب في تصدي بعض العلماء والفضلاء لتعريب الكتاب أو ترجمته إلى اللغة الأردوية.. ملخصا أو غير ملخص.. في خلال هذه المدة المديدة.. ومن ذلك: 1 - فيض القدير في حديث الغدير. للعلامة المحدث الشيخ عباس القمي رحمه الله فإنه ملخص من مجلد حديث الغدير من عبقات الأنوار.. وهو موجود لدى نجل المؤلف حفظه الله، وقد نشرته مؤسسة (در راه حق) في قم المقدسة. 2 - الثمرات للسيد محسن نواب بن السيد أحمد النواب اللكهنوي فإنه تعريب وتلخيص لمجلدات من كتاب العبقات. ذكره صاحب الذريعة. 3 - حديث مدينة العلم. لحفيد المؤلف السيد محمد سعيد - وسنترجم له - لخص فيه مجلد حديث مدينة العلم. وهذا مطبوع بالنجف الأشرف.

9 - فشل القوم في الرد عليه

قد أشرنا سابقا إلى أن نشاط الإمام السيد دلدار على النقوي هو السبب في تأليف التحفة الاثني عشرية ، وأن ذلك كان بداية فصل جديد للصراع العقائدي بين الطائفتين على صعيد المؤلفات في الردود والمناقشات.. فأول من رد على التحفة هو السيد دلدار علي نفسه، حيث رد عليها بكتاب الصوارم الإلهيات في قطع شبهات عابدي العزى واللات وكتاب صارم الإسلام . فرد عليه رشيد الدين الدهلوي تلميذ صاحب التحفة بكتاب الشوكة العمرية . فرد عليه حكيم باقر علي خان بكتاب الحملة الحيدرية .

ص 128

الباب السادس ترجمة مشاهير بيت صاحب العبقات

 1 *(1)*

ترجمة السيد محمد قلي

 هو: السيد محمد قلي ابن السيد محمد حسين المعروف بالسيد الله كرم ابن السيد حامد حسين ابن السيد زين العابدين ابن السيد محمد المعروف بالسيد البولاقي ابن السيد محمد المعروف بالسيد مدا ابن السيد حسين المعروف بالسيد ميئهر ابن السيد جعفر ابن السيد علي ابن السيد كبير الدين ابن السيد شمس الدين ابن السيد جمال الدين ابن السيد شهاب الدين أبي المظفر حسين الملقب بسيد السادات المعروف بالسيد علاء الدين أعلى بزرك ابن السيد محمد المعروف بالسيد عز الدين ابن السيد شرف الدين أبي طالب المعروف بالسيد الأشرف ابن السيد محمد الملقب بالمهدي المعروف بالسيد محمد المحروق ابن حمزة ابن علي بن أبي محمد بن جعفر بن مهدي بن أبي طالب بن علي بن حمزة بن أبي القاسم حمزة ابن الإمام أبي إبراهيم موسى الكاظم ابن الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق ابن الإمام أبي جعفر محمد الباقر ابن الإمام أبي محمد علي زين العابدين ابن السبط الشهيد الإمام أبي عبد الله الحسين ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله

(هامش)

1. قال شيخنا الحجة الطهراني رحمه الله: إن هذا البيت الجليل من البيوت التي غمرها الله برحمته، فقد صب سبحانه وتعالى على أعلامه المواهب، وأمطر عليهم المؤهلات وأسبل عليهم القابليات وغطاهم بالإلهام، وأحاطهم بالتوفيق، فقد عرفوا قد نعم الله عليهم فلم يضيعوها. بل كرسوا حياتهم وبذلوا جهودهم وأفنوا أعمارهم في الذب عن حياض الدين، وسعوا سعيا حثيثا في تشييد دعائم المذهب الجعفري، فخدماتهم للشرع الشريف وتفانيهم دون إعلان كلمة الحق غير قابلة للحد والاحصاء، ولذا وجب حقهم على جميع الشيعة الإمامية ممن عرف قدر نفسه واهتم لدينه ومذهبه.. أعلام الشيعة - الكرام البررة - 2 / 148. (*)

ص 129

وسلامه عليهم أجمعين 1. كان: متكلما، محققا، كثير التتبع، جامعا بين المعقول والمنقول، جدليا حسن المناظرة، ومن كبار علماء الإمامية في بلاد الهند، وكان له الاهتمام البالغ في الرد على المخالفين، وقد قام بذلك أحسن قيام. ولادته: ولد السيد محمد قلي يوم الاثنين الخامس من شهر ذي القعدة سنة 1188 في بلدة كنتور 2.

 أساتذته

 لم يذكر المترجمون له من أساتذته سوى: الإمام الأكبر السيد دلدار علي النقوي، ولعله لم يأخذ إلا منه ولم يحضر على غيره، إذ به الكفاية في جميع العلوم كما يظهر من تراجم العلماء له 3.

(هامش)

1. تكملة نجوم السماء 2 / 25. الفضل الجلى ص 2 عن تذكرة ناصر الملة. 2. الفضل الجلى. 3. هو: من أعاظم علماء الشيعة في عصره وكبار فحول علماء الهند، وهو الذي نشر عقائد الشيعة هناك، عبر عنه الشيخ صاحب الجواهر بكلمات قلما جاءت في حق أحد من الشيخ رحمه الله ومن غيره، قرأ في الهند، وهاجر إلى العراق فحضر في كربلاء المقدسة على الوحيد البهبهاني وصاحب الرياض والميرزا الشهرستاني، وفي النجف الأشرف على السيد بحر العلوم، ثم سافر إلى مشهد الرضا، فحضر هناك على الشهيد السيد محمد مهدي ابن هداية الله الخراساني، ثم رجع إلى بلاده حاملا الإجازات والشهادات الثمينة، وخلف آثارا جليلة في الفقه والأصول والفلسفة والكلام، وأولادا علماء أبرار ستأتي تراجم بعضهم ولد سنة 1166، وتوفي سنة 1235. ريحانة الأدب 4 / 230، أعلام الشيعة الترجمة رقم 948 (*)

ص 130

مؤلفاته:

 1 - تطهير المؤمنين عن نجاسة المشركين 1. 2 - تكميل الميزان في علم الصرف 2. 3 - رسالة في التقية 3. 4 - تقريب الأفهام في تفسير آيات الأحكام 4. 5 - الشعلة الظفرية 5 في الرد على الشوكة العمرية لرشيد الدين الدهلوي. 6 - حكم أحاديث الصحيحين. 7 - الفتوحات الحيدرية، في الرد على كتاب الصراط المستقيم لعبد الحق الدهلوي 6. 8 - أحكام العدالة العلوية 7. 9 - الحواشي والمطالعات 8. 10 - رسالة في الكبائر 9. 11 - الأجوبة الفاخرة في رد الأشاعرة 10. وذكروا في مؤلفاته نفاق الشيخين لكن في نزهة الخواطر: نفاق الشيخين بحكم أحاديث الصحيحين فيكون كتابا واحدا.

(هامش)

1. الذريعة 4 / 202. 2. المصدر 4 / 416. 3. المصدر 4 / 405. 4. المصدر 4 / 466. 5. المصدر 14 / 199. 6. المصدر 16 / 116. 7. المصدر 1 / 299. 8. القول الجلى. 9. الذريعة 17 / 259. 10. المصدر 2 / 677. (*)

ص 131

هذا بالاضافة إلى كتبه التي رد بها على أبواب من (التحفة الاثنا عشرية) والتي سنوافيك بأسمائها. وفاته: وتوفي في 4 محرم سنة 1260 رحمة الله تعالى عليه 1. وقد أرخه العلامة السيد محمد عباس التستري بقوله كما في (أحسن الوديعة): لموته هو إقبال يوم عاشورا . *(2)*

 ترجمة السيد حامد حسين

 هو: السيد حامد حسين ابن السيد محمد قلي المذكور..

 كلمات العلماء في حقه

 1 - قال الحجة الأمين العاملي: كان من أكابر المتكلمين الباحثين عن أسرار الديانة، والذابين عن بيضة الشريعة وحوزة الدين الحنيف، علامة نحريرا ماهرا بصناعة الكلام والجدل، محيطا بالأخبار والآثار، واسع الاطلاع، كثير التتبع، دائم المطالعة، لم ير مثله في صناعة الكلام والاحاطة بالأخبار والآثار في عصره بل وقبل عصره بزمان طويل وبعد عصره حتى اليوم. ولو قلنا: إنه لمن ينبغ مثله في ذلك بين الإمامية بعد عصر المفيد والمرتضى لم نكن مبالغين، يعلم ذلك من مطالعة كتابه (العبقات) وساعده على ذلك ما في بلاده من حرية الفكر والقول والتأليف والنشر، وطار صيته

(هامش)

1. مصادر الترجمة: ريحانة الأدب 4 / 55، أعيان الشيعة 46 / 161. الفضل الجلى في ترجمة السيد محمد قلي. (*)

ص 132

في الشرق والغرب وأذعن لفضله عظماء العلماء. وكان جامعا لكثير من فنون العلم، متكلما، محدثا، رجاليا، أديبا، قضى عمره في الدرس والتصنيف والتأليف والمطالعة 1. 2 - وقال شيخنا الحجة الطهراني ما ملخصه: من أكابر متكلمي الإمامية وأعاظم علماء الشيعة المتبحرين في أوليات هذا القرن، كان كثير التتبع، واسع الاطلاع والإحاطة بالآثار والأخبار والتراث الإسلامي، بلغ في ذلك مبلغا لم يبلغه أحد من معاصريه ولا المتأخرين عنه، بل ولا كثير من أعلام القرون السابقة، أفنى عمره الشريف في البحث عن أسرار الديانة والذب عن بيضة الإسلام وحوزة الدين الحنيف، ولا أعهد في القرون المتأخرة من جاهد جهاده وبذل في سبيل الحقائق الراهنة طارفه وتلاده، ولم تر عين الزمان في جميع الأمصار والأعصار مضاهيا له في تتبعه وكثرة اطلاعه ودقته وذكائه وشدة حفظه وضبطه. قال سيدنا الحسن الصدر في (التكملة): كان من أكابر المتكلمين، وأعلام علماء الدين وأساطين المناظرين المجاهدين، بذل عمره في نصرة الدين وحماية شريعة سيد المرسلين والأئمة الهادين، بتحقيقات أنيقة وتدقيقات رشيقة، واحتجاجات برهانية، وإلزامات نبوية، واستدلالات علوية، ونقوض رضوية حتى عاد الباب من (التحفة الاثنى عشرية) خطابات شعرية وعبارات هندية تضحك منها البرية، ولا عجب: فالشبل من ذاك الهزبر وإنما * تلد الأسود الضاريات أسودا 2.

(هامش)

1. أعيان الشيعة 18 / 371. 2. أعلام الشيعة 1 / 347. (*)

ص 133

3 - وقال المحقق الشيخ محمد علي التبريزي ما تعريبه

 حجة الإسلام والمسلمين، لسان الفقهاء والمجتهدين، ترجمان الحكماء والمتكلمين علامة العصر مير حامد حسين، من ثقات وأركان علماء الإمامية، ووجوه وأعيان فقهاء الاثنى عشرية، كان جامعا للعلوم العقلية والنقلية، بل من آيات الله وحجج الفرقة المحقة، ومن مخافر الشيعة بل الأمة الإسلامية، وبالأخص فإنه يعد من أسباب افتخار قرننا على سائر القرون.. 2. 4 - وقال العلامة المحدث القمي ما تعريبه: السيد الأجل العلامة والفاضل الورع الفهامة، الفقيه المتكلم المحقق والمفسر المحدث المدقق، حجة الإسلام والمسلمين آية الله في العالمين، وناشر مذهب آبائه الطاهرين، السيف القاطع والركن الدافع والبحر الزاخر والسحاب الماطر، الذي شهد بكثرة فضله العاكف والبادي، وارتوى من بحار علمه الضمآن والصادي: هو البحر لا بل دون ما علمه البحر هو البدر لا بل دون طلعته البدر هو النجم لا بل دونه النجم طلعة هو الدر لا بل دون منطقه الدر هو العالم المشهور في العصر والذي به بين أرباب النهى افتخر العصر هو الكامل الأوصاف في العلم والنقى فطاب به في كل ما قطر الذكر محاسنه جلت عن الحصر وازدهى بأوصافه نظم القصائد والنثر

(هامش)

1. ريحانة الأدب 3 / 432. (*)

ص 134

وبالجملة: فإن وجوده كان من آيات الله وحجج الشيعة الاثنى عشرية، ومن طالع كتابه (العبقات) يعلم أنه لم يصنف على هذا المنوال في الكلام - لا سيما في مبحث الإمامة - من صدر الإسلام حتى الآن.. 1. 5 - وقال عمر رضا كحالة: .. أمير، متكلم، فقيه، أديب.. 2. 6 - وقال صاحب تكملة نجوم السماء: آية الله في العالمين وحجته على الجاحدين، وارث علوم أوصياء خير البشر المجدد للمذهب الجعفري على رأس المائة الثالثة عشر، مولانا ومولى الكونين المقتفي لآثار آبائه المصطفين جناب السيد حامد حسين أعلى الله مقامه وزاد في الخلد إكرامه. بلغ في علو المرتبة وسمو المنزلة مقاما تقصر عقول العقلاء وألباب الألباء عن دركه، وتعجز ألسنة البلغاء وقرائح الفصحاء عن بيان أيسر فضائله.. . 7 - وقال صاحب المآثر والآثار: مير حامد حسين اللكهنوي آية من الآيات الإلهية، وحجة من حجج الشيعة الاثنى عشرية، جمع إلى الفقه التضلع في علم الحديث والاحاطة بالأخبار والآثار وتراجم رجال الفريقين، فكان في ذلك المتفرد بين الإمامية، وهو صاحب المقام المشهود والموقف المشهور بين المسلمين في فن

(هامش)

1. الفوائد الرضوية 91 - 92. 2. معجم المؤلفين. 3. تكملة نجوم السماء 2 / 24. (*)

ص 135

الكلام - ولا سيما مبحث الإمامة - ومن وقف على كتابه عبقات الأنوار علم أنه لم يصنف على منواله في الشيعة من الأولين والآخرين.. ومن الأمارات على كونه مؤيدا من عند الله ظفره بكتاب الصواقع لنصر الله الكابلي الذي انتحل الدهلوي كله.. 1. 8 - وقال صاحب أحسن الوديعة: لسان الفقهاء والمجتهدين، وترجمان الحكماء والمتكلمين، وسند المحدثين مولانا السيد حامد حسين.. كان رحمه الله من أكابر المتكلمين الباحثين في الديانة، والذابين عن بيضة الشريعة وحوزة الدين الحنيف، وقد طار صيته في الشرق والغرب، وأذعن بفضله صناديد العجم والعرب، وكان جامعا لفنون العلم، واسع الإحاطة، كثير التتبع، دائم المطالعة، محدثا رجاليا أديبا أريبا، وقد قضى عمره الشريف في التصنيف والتأليف، فيقال إنه كتب بيمناه حتى عجزت بكثرة العمل، فأضحى يكتب باليسرى. وله مكتبة كبيرة في لكهنو، وحيدة في كثرة العدد من صنوف الكتب، ولا سيما كتب المخالفين. وبالجملة، فهو في الديار الهندية سيد المسلمين حقا وشيخ الإسلام صدقا وأهل عصره كلهم مذعنون لعلو شأنه في الدين والسيادة وحسن الاعتقاد وكثرة الاطلاع وسعة الباع ولزوم طريقة السلف

2. أساتذته

 قرأ قدس سره المقدمات ومبادئ العلوم والكلام على والده العلامة، وأخذ الفقه والأصول عن السيد حسين 3 بن السيد دلدار علي المذكور سابقا

(هامش)

1. المآثر والآثار: 168. 2. أحسن الوديعة في تراجم علماء الشيعة: 103. 3. من مشاهير علماء الشيعة في الهند، لقب ب‍ (سيد العلماء) نشأ على أبيه وإخوته بلغ رتبة (*)

ص 136

والمعقول عن السيد مرتضى 1 بن السيد محمد بن السيد دلدار علي، والأدب عن المفتي السيد محمد عباس 2. وهؤلاء كلهم من أعاظم الوقت واشهر مشاهير ذلك العصر. تصانيفه: قال شيخنا العلامة الطهراني: وله تصانيف جليلة نافعة، تموج بمياه التحقيق والتدقيق، وتوقف على ما لهذا الحبر من المادة الغزيرة وتعلم الناس بأنه بحر طام لا ساحل له 3 وهي (عدا العبقات): 1 - استقصاء الافحام واستيفاء الانتقام في رد منتهى الكلام لحيدر علي الفيض آبادي، كتبه في الرد على الإمامية 4. 2 - أسفار الأنوار عن حقائق أفضل الأسفار، شرح فيه وقائع سفره

(هامش)

الاجتهاد في سن الشاب، نبغ نبوغا باهرا وذاع صيته وقصده الطلاب. وله خدمات جليلة في العتبات المقدسة، ومصنفات ثمينة منها. 1. مناهج التحقيق ومعارج التدقيق، فقه. 2. روضة الأحكام في مسائل الحلال والحرام. 3. الإفادات الحسينية في تصحيح العقائد الدينية، في الرد على مقالات الشيخ أحمد الاحسائي. 4 - طرد المعاندين. ولد سنة 1211 - وتوفي سنة 1273. أعلام الشيعة (الكرام البررة) الترجمة رقم 793. 1. كان عارفا بالعلوم العقلية وتوفي شابا في حياة والده، وكان عالما كاملا أريبا، وأما والده (السيد محمد) فكان من كبار مجتهدي الشيعة ومن أعاظم متكلميهم في الهند، لقب ب‍ (سلطان العلماء).. أحسن الوديعة 1 / 43، ريحانة الأدب، وغيرهما. 2. هو العالم الشقير أديب الهند الكبير المفتي محمد عباس التستري من العلماء الأعلام (الكرام البررة في ترجمة السيد حسين النقوي). 3. أعلام الشيعة - ترجمته. 4. الذريعة 2 / 31. (*)

ص 137

إلى بيت الله الحرام وزيارة الأئمة الطاهرين عليهم السلام 1 والظاهر أنه (الرحلة المكية والسوانح السفرية) الذي ذكره كحالة 2. 3 - الشريعة الغراء، فقه كامل 3. 4 - الشعلة الجوالة، بحث فيه إحراق المصاحف على عهد عثمان 4. 5 - شمع المجالس، قصائد له في رثاء الحسين سيد الشهداء عليهم السلام 5. 6 - الطارف، مجموعة ألغاز ومعميات 6. 7 - صفحة الألماس في أحكام الارتماس 7. 8 - العشرة الكاملة، حل فيه عشرة مسائل مشكلة 8. 9 - إفحام أهل المين في رد إزالة الغين 9 وهو لحيدر علي الفيض آبادي. 10 - شمع ودمع، شعر فارسي 10. 11 - الظل الممدود والطلح المنضود 11.

(هامش)

1. الذريعة 2 / 60. 2. معجم المؤلفين 3 / 178. 3. الذريعة 14 / 187. 4. المصدر 14 / 198. 5. المصدر 14 / 231. 6. المصدر 15 / 133. 7. المصدر 15 / 47. 8. ولعله نفس كتاب كشف المعضلات في حل المشكلات الذي جاء في تكملة نجوم السماء 2 / 31. 9. الذريعة 2 / 257. 10. المصدر 14 / 233. 11. المصدر 15 / 201. (*)

ص 138

12 - العضب البتار في مبحث آية الغار 1. 13 - الدرر السنية في المكاتيب والمنشآت العربية 2. 14 - الذرائع في شرح الشرائع 3. 15 - شوارق النصوص 4. 16 - درة التحقيق 5. قال المحقق التبريزي: وقد صرح بعض الأكابر ببلوغ مؤلفاته المائتين مجلدا 6. وفي (أعلام الشيعة): الأمر العجيب أنه ألف هذه الكتب النفائس والموسوعات الكبار وهو لا يكتب إلا بالحبر والقرطاس الاسلاميين، لكثرة تقواه وتورعه، وأمر تحرزه عن صنائع غير المسلمين مشهور متواتر 7. وفاته: توفي بلكهنو في 18 صفر سنة 1306 ودفن في حسينية له هناك. وقد كانت ولادته سنة 1246. رثاؤه: وقد رثاه جماعة من شعراء عصره بقصائد طبعت في مجموعة باسم (القصائد المشكلة في المرائي المثكلة). إحتوت هذه المجموعة على قصائد من:

(هامش)

1. المصدر 15 / 277. 2. تكملة نجوم السماء 2 / 31. 3. المصدر. 4. ذكره في مجلد حديث الطير. 5. ذكره في مجلد حديث مدينة العلم كما في ترجمة المؤلف في حديث الثقلين طبعة أصفهان. 6. ريحانة الأدب 3 / 432. 7. أعلام الشيعة (نقباء البشر) 1 / 347. (*)

ص 139

1 - الشيخ محمد سعيد ابن الشيخ محمود سعيد نائب سادن الروضة الحيدرية. 2 - السيد حسين الواعظ اليزدي الطباطبائي الحائري. 3 - الشيخ جعفر العرب. 4 - السيد كلب مهدي الجائسي الهندي. 5 - قصيدة أخرى للسيد كلب مهدي. 6 - قصيدة أخرى للشيخ محمد سعيد. 7 - قصيدة أخرى للسيد حسين الواعظ. 8 - قصيدة ثالثة للسيد حسين الواعظ. 9 - قصيدة للسيد محمد حسين ابن السيد جعفر آل بحر العلوم الطباطبائي. 10 - قصيدة السيد مهدي ابن السيد طاهر القزويني. 11 - قصيدة الشيخ محمد حسين ابن الشيخ محسن الحائري. 12 - قصيدة للسيد حسن اليزدي الحائري. 13 - قصيدة أخرى للشيخ محمد حسين الحائري. 14 - قصيدة أخرى للسيد كلب مهدي الهندي. 15 - قصيدة أخرى للشيخ محمد سعيد. 16 - قصيدة أخرى للسيد محمد حسين آل بحر العلوم. 17 - قصيدة أخرى للسيد كلب مهدي. *(3)*

ترجمة السيد إعجاز حسين

 هو: السيد إعجاز حسين ابن السيد محمد قلي المذكور، وكان عالما متبحرا خبيرا بالعلوم والأخبار، ومن كبار رجالات الشيعة في الهند ومن أعاظم علمائهم.

ص 140

ولع - بالوراثة عن والده - بالتتبع والتنقيب والبحث والتحقيق، ولا سيما فيما يعود إلى مسائل الخلاف بين الطائفتين الشيعة والسنة، وكان من جلالة القدر وعظم الشأن بمكان. قال عبد الحي ب.

ترجمته


أحد العلماء المشهورين في مذهب الشيعة الإمامية ولد بمدينة ميرته لتسع بقين من رجب سنة 1240

1. أساتذته

 نشأ على أبيه وأخيه السيد حامد حسين وناهيك بها نشأة علمية عالية. مؤلفاته: له تآليف ثمينة وآثار جليلة منها: 1 - كشف الحجب والأستار عن وجه الكتب والأسفار 2 قال شيخنا الحجة الطهراني: فهرس لمؤلفات الشيعة، لم يحتو إلا على نزر قليل، فإنه لم يزد فيه على ما في خزانة كتبهم الجليلة إلا قليلا، ولذا منعه شيخنا العلامة الأكبر الحجة الميرزا حسين النوري المتوفى 1320 من طبعه ونشره، مخافة أن يظن الأجانب انحصار مؤلفات الشيعة بذلك المقدار، وقد أهدى نسخته بخطه لشيخنا المذكور، وذلك حين تشرفه للزيارة في النجف الأشرف مع أخيه العلامة السيد حامد حسين مؤلف عبقات الأنوار، وقد كان عازما على طبعه، ولما منعه الأستاذ أهداه إليه، وهو الآن في مكتبة سبط الأستاذ المذكور. وقد طبع في الهند أخيرا في سنة 1333 بإشراف

(هامش)

1. نزهة الخواطر 7 / 66 - 31. 2. الذريعة 18 / 27. (*)

ص 141

بعض أحفاده 1. 2 - شذور العقيان في تراجم الأعيان 2. 3 - القول السديد 3. 4 - مناظرته مع المولى محمد جان اللاهوري 4. 5 - رسالة في أحوال الميرزا محمد الدهلوي مؤلف (النزهة الاثنى عشرية) 5. وفاته: توفي رحمة الله عليه بلكهنو في 17 شوال سنة 6 1286. *(4)*

 ترجمة السيد سراج حسين

هو السيد سراج حسين ابن السيد محمد قلي.

كلمات العلماء في حقه

 1 - قال شيخنا الحجة الطهراني: عالم كبير، وحكيم فاضل 7. 2 - وقال صاحب نجوم السماء الفاضل الجليل، حكيم عصره

(هامش)

1. أعلام الشيعة (الكرام البررة) 302. 2. المصدر. 3. الذريعة 17 / 210. 4. أعلام الشيعة (الكرام البررة) ترجمته. 5. المصدر. 6 - ريحانة الأدب 4 / 55، الكرام البررة 2 / 148. 7. الكرام البررة - الترجمة رقم 1072. (*)

ص 142

وفيلسوف دهره.. 1. 3 - وقال عبد الحي: الشيخ الفاضل.. أحد علماء الشيعة.. برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، وولي التدريس في المدرسة الإنجليزية

2. أساتذته

قرأ على والده المرحوم، وأخيه الأكبر السيد حامد حسين، والسيد حسين ابن دلدار علي. ولم يذكر له فيما نعلم شيء من الآثار والمؤلفات. وفاته: توفي رحمه الله في سنة 1282. *(5)*

 ترجمة السيد ناصر حسين

هو: السيد ناصر حسين ابن السيد حامد حسين ابن محمد قلي.. المولود في 19 جمادى الثانية سنة 1284. بعض الكلمات في حقه: 1 - قال السيد الحجة الأمين:

(هامش)

1. نجوم السماء. 2. نزهة الخواطر 7 / 195. (*)

ص 143

إمام في الرجال والحديث، واسع التتبع، كثير الاطلاع، قوي الحافظة لا يكاد يسأله أحد عن مطلب إلا ويحيله إلى مظانه من الكتب مع الإشارة إلى عدد الصفحات، وكان أحد الأساطين والمراجع في الهند، وله وقار وهيبة في قلوب العامة واستبداد في الرأي ومواظبة على العبادات، وهو معروف بالأدب بالفارسية والعربية معدود من أساتذتهما وإليه يرجع في مشكلاتهما، وخطبه مشتملة على عبارات جزلة وألفاظ مستطرفة، وله شعر جيد 1. 2 - وقال العلامة المحدث القمي - في ذيل ترجمة السيد حامد حسين - ما تعريبه: وجناب السيد مير ناصر حسين خلفه في جميع الملكات والآثار ووارث ذاك البحر الزخار، وهو مصداق قوله: إن السري إذا سرى فبنفسه * وابن السري إذا سرى أسراهما ولم يترك جهود والده تذهب سدى، بل اشتغل بتتميم عبقات الأنوار وأخرج إلى البياض حتى الآن عدة مجلدات وطبعت، أدام الباري بركات وجوده الشريف وإعانة لنصرة الدين الحنيف 2. 3 - وقال المحقق العلامة الشيخ التبريزي ما تعريبه ملخصا: السيد ناصر حسين الملقب ب‍ (شمس العلماء) - كان عالما متبحرا فقيها أصوليا محدثا رجاليا كثير التتبع واسع الاطلاع دائم المطالعة، من أعاظم علماء الإمامية في الهند والمرجع في الفتيا لأهالي تلك البلاد 3. 4 - وقال المحقق الشيخ محمد هادي الأميني: إمام في الفقه والحديث والرجال والأدب 4.

(هامش)

1. أعيان الشيعة 49 / 107 - 108. 2. هدية الأحباب 177. 3. ريحانة الأدب 4 / 144 - 145. 4. معجم رجال الفكر والأدب 390. (*)

ص 144

5 - وقال العلامة السيد محمد مهدي الاصفهاني: شمس العلماء السيد ناصر حسين. عارف بالرجال والحديث، واسع التتبع، كثير الاطلاع، دائم المطالعة، وهو أحد مراجع أهالي هند. ولد سلمه الله في 19 جمادى الثانية 1284 1. 6 - وقال العلامة السيد مرتضى حسين اللاهوري: هذا السيد العظيم شبل من ذاك الأسد، آية من آيات الله، قد أتم به الحجة وأوضح المحجة، كان فقيها محدثا رجاليا متضلعا، أديبا متطلعا، خطيبا مفوها عالي الهمة، نبيه المنزلة، واسع العطاء، كريم الأخلاق، لين الجانب، ذا فكرة وقادة، حصيف الرأي، مرجع الأمور، نافذ الأمر، ومع أعمال المرجعية وأشغاله الكثيرة كان ضابطا للأوقات، مثابرا على التحقيق والبحث، عاكفا على التصنيف والتأليف، حتى في أضيق الأحوال والمرض والأسقام، يروح ويغدو دائما في المكتبة ويجلس طول النهار، فكتب وأكثر وصنف وأفاض، فأتم قسما هاما من تأليف عبقات الأنوار. ونشر كتب والده، ووسع في المكتبة، إلى أن صارت تلك الخزانة من أكبر خزائن الكتب للشيعة وأشهرها في العالم

2. أساتذته

قرأ العلوم الدينية على والده المرحوم والمفتي محمد عباس، وغيرهما. مؤلفاته: ذكر مترجموه الكتب التالية له (عدا ما كتبه من عبقات الأنوار):

(هامش)

1. أحسن الوديعة: 104. 2. الفضل الجلى. طبع مقدمة لتشييد المطاعن. (*)

ص 145

1 - نفحات الأزهار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام. 2 - ديوان شعر 1. 3 - كتاب المواعظ. 4 - ديوان الخطب 2. 5 - كتاب الانشاء 3. 6 - إسباغ النائل بتحقيق المسائل 4. 7 - مسند فاطمة بنت الحسين عليهما السلام 5. 8 - ما ظهر من الفضائل لأمير المؤمنين عليه السلام يوم خيبر 6. 9 - نفحات الإنس في وجوب السورة 7. 10 - إثبات رد الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام ودفع ما أورد عليه من الشبهات 8. 11 - سبائك الذهبان في الرجال والأعيان 9. 12 - فهرست أنساب السمعاني 10. هذا وقد طبع له أخيرا كتاب إفحام الأعداء والخصوم في نفي تزويج عمر بأم كلثوم، حققه وقدم له العلامة الشيخ محمد هادي الأميني، وهو كتاب قيم يحوي مطالب جليلة، لكن لا أدري لماذا لم يذكر له فيما كان

(هامش)

1. الذريعة 9 / 1154. 2. المصدر 7 / 186. 3. المصدر 2 / 395. 4. الذريعة 2 / 3. 5. الفضل الجلى. 6. الذريعة 19 / 22. 7. الفضل الجلى. 8. الذريعة 1 / 95. 9. الفضل الجلى في حياة السيد محمد قلي. 10. المصدر. (*)

ص 146

بأيدينا من المصادر بل لم يذكره له الأميني حيث ترجم للسيد ناصر حسين في مجلة المكتبة الصادرة عن مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف الأشرف. وفاته: توفي - كما الفضل الجلى - في غرة رجب سنة 1361، ودفن عند مرقد القاضي التستري الشهيد قدس سره بمدينة (آگره) بالهند حسب وصيته. *(6)*

ترجمة السيد ذاكر حسين

 هو: السيد ذاكر حسين ابن السيد حامد حسين، وكان من كبار العلماء البارزين في بلاد الهند، وكان أديبا شاعرا 1

. أساتذته

 لم نقف له إلا على السيد ناصر حسين، ولعله قرأ على غيره أيضا. مؤلفاته: قال شيخنا العلامة الطهراني: له آثار: منها: (الأدعية المأثورة)، طبع في الهند وعليه تقريض أخيه العلامة السيد ناصر حسين المتوفى سنة 1361 وتصديقه باعتبارها كما ذكرناه في الذريعة 1 / 399. وكان معين أخيه المذكور في تتميم مجلدات (العبقات).

(هامش)

1. ريحانة الأدب 4 / 144. (*)

ص 147

وله (ديوان شعر) بالفارسية والعربية معا. وله (حواشي على عبقات) والده 1. *(7)*

 ترجمة السيد محمد سعيد

 هو: السيد محمد سعيد ابن السيد ناصر حسين، وكان عالما فاضلا مجتهدا متكلما محققا مؤلفا. ولادته: ولد السيد محمد سعيد في 8 محرم 1333 في لكهنو.

 أساتذته

 شب وترعرع في أحضان العلماء في لكهنو، وعلى رأسهم والده العلامة ثم هاجر إلى النجف الأشرف، وحضر على كبار العلماء حتى بلغ الدرجات العالية والمقامات السامية، وكان من أشهر أساتذته في المرحلة الأخيرة من دراساته، سيد الطائفة في عصره السيد أبو الحسن الأصفهاني، وشيخ المحققين الأستاذ الشيخ آغا ضياء الدين العراقي. شخصيته العلمية والاجتماعية: بعد ما فرغ من الدروس وبرزت شخصيته ولمع نجمه، عاد إلى بلده (لكهنو) حيث تولى شؤون الرئاسة العلمية والدينية بجدارة، وكانت له هيبة في قلوب العامة ومكانة لدى جميع الطبقات.

(هامش)

1. أعلام الشيعة 714. (*)

ص 148

زار العتبات المقدسة مرارا وحل ضيفا بكربلاء في دار والدنا آية الله السيد نور الدين الميلاني، فكنا مسرورين مبتهجين بمجلسه، مستفيدين من علومه ومعلوماته، ومنه أخذنا جملة من معلوماتنا حول (عبقات الأنوار)، ولقد كان على جانب عظيم من الأخلاق الكريمة والسجايا الفاضلة. مؤلفاته: ألف كتبا تحقيقية كثيرة الفائدة، وهي (عدا ما كتبه من أحاديث العبقات): 1 - الإمام الثاني عشر، ألفه حينما كان في النجف الأشرف ردا على كلمات جاءت في كتاب (سبائك الذهب في معرفة أنساب العرب للسويدي) وإنما توجد كلماته المردودة في الطبع الأول من السبائك، فإن الطبع الثاني أسقطت عنه تلك الكلمات 1 وقد طبع بالنجف الأشرف سنة 2 1345. 2 - مسانيد الأئمة عليهم السلام 3. 3 - الإيمان الصحيح كتاب تحقيقي علمي يبحث فيه عن العقائد الصحيحة تحت أشعة القرآن الشريف 4. 4 - معراج البلاغة، جمع فيه خطب الرسول صلى الله عليه وآله. 5 - مدينة العلم، بحث فيه حديث الباب 5.

(هامش)

1. الذريعة 2 / 319. 2. وفي سنة 1393 للمرة الثانية مع تعليقات وإضافات منا. 3. رأيناه في المكتبة الناصرية، وهو كتاب كبير. 4. الذريعة 2 / 514. 5. الذريعة 20 / 251. رد به على (ابن عاشور) شيخ الإسلام بتونس، وله مقدمة بقلم المرحوم الحجة السيد هبة الدين الشهرستاني. (*)

ص 149

6 - آية التطهير 1. 7 - آية الولاية 2. 8 - شرح خطبة الزهراء عليها السلام 3. هذا.. بالاضافة إلى ما كتبه من (عبقات الأنوار). وفاته: توفي رحمه الله بالهند في 12 جمادى الثانية سنة 1387 وقد أقيمت مجالس الفاتحة على روحه الطاهرة، ودفن إلى جنب والده المرحوم في صحن السيد التستري الشهيد، وأعقب الخطيب الفاضل السيد علي ناصر 4. *(8)*

 ترجمة السيد محمد نصير

 هو: السيد محمد نصير ابن السيد ناصر حسين المولود سنة 1317 كان رحمه الله عالما كبيرا وأستاذا جليلا.. درس في النجف الأشرف وتخرج على كبار العلماء، ثم لما عاد إلى بلاده اقتضت الظروف الخاصة والمصلحة العامة للمسلمين أن يدخل الحقل السياسي، فدخل المجلس النيابي منتخبا من قبل الشيعة الإمامية.

(هامش)

1. الفضل الجلى. 2. المصدر. 3. المصدر. 4. مصادر الترجمة: الذريعة، معجم رجال الفكر 390، مؤلفين كتب چاپى 3 / 23 الفضل الجلى في حياة السيد محمد قلي، معلومات شخصية. (*)

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب