(هامش)
1. صحيح مسلم 2 / 238. (*)
ص 212
مناة ابن أدة بن طابخة التميمي الكوفي، والد سفيان الثوري، سمع عباية بن رفاعة،
وعبد الرحمن بن أبي نعيم عندهما. ومنذرا الثوري عند البخاري، وأبا الضحى وسلمة بن
كهيل والشعبي ويزيد بن حيان وخثيمة عند مسلم. روى عنه: ابنه سفيان وشعبة وأبو
الأحوص عندهما وأبو عوانة وعمر (و) بن عبيد عند البخاري وحسان بن إبراهيم وابنه عمر
بن سعيد، وإسماعيل بن مسلم وزائدة عند مسلم. قال أحمد بن حنبل: بلغني أنه مات سنة
ثمان وعشرين ومائة 1.
2 - الذهبي: سعيد بن مسروق الثوري، عن أبي وائل والشعبي،
وعنه ابناه وأبو عوانة، ثقة، توفي سنة 126 2. 3 - ابن حجر العسقلاني: سعيد بن
مسروق الثوري روى عن إبراهيم التيمي، وخيثمة بن عبد الله، وسعيد بن عمرو بن أشوع
(أشرع) وسلمة بن كهيل، وأبي وائل، والشعبي، وعباية بن رفاعة، وعبد الرحمن بن أبي
نعيم، وأبي الضحى، ومنذر الثوري، ويزيد بن حيان (وعكرمة)، وعون ابن أبي حجيم وعدة.
وعنه: الأعمش وهو من أقرانه، وأولاده: سفيان وعمرو المبارك وشعبة، وأبو الأحوص،
وزائدة وربعي بن علية وأبو عوانة وجماعة. قال ابن معين وشعبة بن الحجاج وأبو حاتم
والعجلي والنسائي: ثقة. وقال ابن أبي عاصم: مات سنة 126. وقال أحمد: بلغني أنه مات
سنة 128. قلت: وأرخه ابن قانع سنة سبع، ذكره ابن حبان في الثقات وأرخه سنة ثمان
ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن المديني 3. 4 - العسقلاني أيضا: ع سعيد بن مسروق
الثوري، والد سفيان، ثقة من السادسة، مات سنة ست وعشرين، وقيل بعدها 4.
(هامش)
1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 169. 2. الكاشف 1 / 272. 3. تهذيب التهذيب 4 / 82. 4.
تقريب التهذيب 1 / 350. (*)
ص 213
*(2)*
رواية الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري

ذكر الحديث أحمد بالسند الآتي:
حدثنا الأسود بن عامر، ثنا شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل
ممدود ما بين السماء والأرض - أو ما بين السماء إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي،
وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض 1. وسنذكر رواية أحمد بن حنبل عن غير طريق
ركين لهذا الحديث الشريف في محله.
ترجمته

: 1 - ابن حبان: الركين بن الربيع بن
عميلة الفزاري الكوفي، يروي عن ابن الزبير وابن عمر، روى عنه الثوري وشريك، مات سنة
إحدى وثلاثين ومائة 2. 2 - المقدسي: الركين بن الربيع بن عميلة أبو الربيع
الفزاري الكوفي سمع أباه في الأدب، روى عنه معتمر بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد
3. 3 - السمعاني: والركين بن الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي، يروي عن ابن عمر
وابن الزبير، روى عنه الثوري وشريك، مات سنة 131 4.
(هامش)
1. مسند أحمد 5 / 181 - 182. 2. الثقات 4 / 243. 3. أسماء رجال الصحيحين 1 / 141.
4. الأنساب - الفزاري. (*)
ص 214
4 - الذهبي: ركين بن ربيع بن عميلة الفزاري، عن أبيه وابن عمر، عنه حفيده الربيع
بن سهل وشعبة ومعتمر. وثقة أحمد 1. 5 - ابن حجر العسقلاني: ركين بن الربيع بن
عميلة الفزاري أبو الربيع الكوفي. روى عن أبيه وابن عمر، وابن الزبير، وأبي الطفيل،
وحصين ابن قبيصة، وقيس بن مسلم، وعدي بن ثابت، ويحيى بن معتمر وغيرهم. وعنه: حفيده
الربيع بن سهل بن الركين، وإسرائيل، وزائدة، وشعبة، والثوري ومسعر، وجرير بن عبد
الحميد، وشريك، وعبيدة بن حميد، ومعتمر بن سليمان وعدة. قال أحمد وابن معين
والنسائي: ثقة. وقال أبو حاتم. صالح. قلت: وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة
131. وكذا أرخه الهيثم وابن قانع. وقال يعقوب بن سفيان: كوفي 2. 6 - العسقلاني
أيضا: ركين، بالتصغير، ابن الربيع بن عميلة، بفتح المهملة الفزاري أبو الربيع
الكوفي. ثقة من الرابعة، مات سنة إحدى وثلاثين بخ م ع 3. *(3)*
رواية أبي حيان
يحيى بن سعيد التيمي

وسيأتي ذكر الحديث عن طريق مسند أحمد وصحيح مسلم إن شاء الله.
.
ترجمته

1 - ابن حبان: يحيى بن سعيد بن حيان التميمي (من تيم الرباب
(هامش)
1. الكاشف 1 / 313. 2. تهذيب التهذيب 3 / 286. 3. تقريب التهذيب 1 / 252. (*)
ص 215
أبو حيان) من أهل الكوفة، يروي عن الشعبي (وأبيه). روى عنه الأعمش والثوري
والكوفيون. مات سنة 145، وقد قيل: (إنه) يحيى بن سعيد بن التيمي سحيم، والأول أصح.
كان من المتهجدين بالليل الطويل 1. 2 - المقدسي: يحيى بن سعيد بن حيان أبو حيان
التيمي، تيم الرباب الكوفي، سمع أبا زرعة والشعبي عندهما ويزيد بن حيان. روى عنه:
إسماعيل بن علية وأبو أسامة ووهيب بن خالد عندهما، وابن المبارك، ويحيى القطان،
ومحمد ابن (أبي) عبيد عند البخاري، ومحمد بن بشر، وعلي ابن مسهر، وعبد الرحيم ابن
سليمان، وجرير بن عبد الحميد، وأيوب السختياني، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن نمير،
وسفيان الثوري، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن إدريس عند مسلم 2. 3 - الذهبي:
يحيى بن سعيد بن حيان أبو حيان التيمي.. كان الثوري يعظمه ويوثقه. قال أحمد بن عبد
الله العجلي: ثقة، صالح، مبرز، صاحب سنة. وقال ابن حيان: مات سنة خمس وأربعين ومائة
3. 4 - الذهبي: عند ترجمة محمد بن سوقة: وقال ابن عيينة: بالكوفة ثلاثة لو قيل
لأحدهم، إنك تموت غدا. لم يقدر أن يزيد في عمله: محمد بن سوقة، وأبو حيان التيمي،
وعمر بن قيس الملائي 4. 5 - الذهبي أيضا: يحيى بن سعيد بن حيان أبو حيان
التيمي، عن أبي زرعة والشعبي، وعنه يحيى القطان وأبو أسامة، إمام ثبت، مات سنة 145
5. 6 - الذهبي أيضا: وفيها يحيى بن سعيد التيمي، مولى تيم الرباب
(هامش)
1. الثقات. 2. أسماء رجال الصحيحين 3 / 561. 3. تذهيب التهذيب - مخطوط. 4. نفس
المصدر. 5. الكاشف 3 / 256. (*)
ص 216
الكوفي، وكان ثقة إماما صاحب سنة، روى عنه الشعبي ونحوه 1. 7 - اليافعي: وفيها
يحيى بن سعيد التيمي الكوفي، وكان ثقة إماما، صاحب سنة 2. 8 - العسقلاني: ع
يحيى بن سعيد بن حيان بمهملة وتحتانية، أبو حيان التيمي الكوفي، ثقة، عابد من
السادسة، مات سنة خمس وأربعين 3. 9 - الشيخ عبد الحق الدهلوي (أسماء رجال
المشكاة): يحيى بن سعيد ابن حيان أبو حيان التيمي الكوفي: من تيم الرباب. قال
يحيى: ثقة، وقال العجلي: ثقة صالح، مبرز، صاحب سنة، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن
حبان في الثقات. وقال محمد بن فضيل: حدثنا وكان صدوقا، يروي عن أبيه وعن أبي زرعة
والشعبي، وعنه يحيى القطان وحماد بن سلمة والثوري وغيرهم. كان إماما ثبتا. مات سنة
خمس وأربعين ومائة . *(4)*
رواية عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي

وقد أوردها أحمد
بسند عبد الملك: ثنا: ابن نمير. ثنا: عبد الملك، يعني ابن أبي سليمان، عن عطية،
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني قد تركت فيكم
الثقلين أحدهما أكبر من الآخر. كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض
وعترتي أهل بيتي، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض 4. 1. العبر 1 / 205.
2. مرآة الجنان 1 / 301. 3. تقريب التهذيب 2 / 348. 4. مسند أحمد 3 / 26. (*)
ص 217
وروى عبد الملك بن أبي سليمان هذا الحديث أيضا بألفاظ أخرى، كما يظهر ذلك للناظر في
(مسند أحمد) و(المناقب) له و(التفسير) للثعلبي، وستأتي عبارات هذه الكتب مستوفاة في
ما بعد إن شاء الله، فانتظر.
ترجمته

: 1 - ابن حبان: عبد الملك بن أبي سليمان
العرزمي، مولى فزارة، عم محمد بن عبد (عبيد) الله العرزمي، واسم أبي سليمان ميسرة،
وكنية عبد الملك أبو عبد الله، يروي عن سعيد بن جبير وعطاء. روى عنه الثوري وشعبة
وأهل العراق (و) ربما أخطأ. حدثني محمد بن المنذر سمعت أبا زرعة، سمعت أحمد بن حنبل
ويحيى بن معين يقولان: عبد الملك بن أبي سليمان، ثقة. قال أبو حاتم: كان عبد الملك
من خيار أهل الكوفة وحفاظهم، والغالب على من يحفظ ويحدث (من حفظه) أن يهم، وليس من
الانصاف ترك حديث شيخ ثبت صحت عدالته بأوهام يهم في روايته، ولو سلكنا هذا المسلك
للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريح والثوري وشعبة، لأنهم أهل حفظ واتقان وكانوا
يحدثون من حفظهم ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في الروايات، بل الاحتياط والأولى
في مثل هذا قبول ما يروي الثبت من الروايات، وترك ما صح أنه وهم فيها ما لم يفحش
ذلك منه حتى يغلب على صوابه، فإذا كان كذلك استحق الترك حينئذ. ومات عبد الملك سنة
خمس وأربعين ومائة. حدثني محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت محمد بن عبد العزيز بن
أبي رزعة، قال سمعت علي بن الحسن بن شقيق، يقول: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول:
سئل سفيان الثوري عن عبد الملك بن أبي سليمان، فقال: ميزان 1.
(هامش)
1. الثقات لابن حبان 7 / 97. (*)
ص 218
2 - المقدسي: عبد الملك بن أبي سليمان الفزاري العرزمي الكوفي، يكنى أبا عبد
الله، واسم أبي سليمان ميسرة عم محمد بن عبيد الله مولى فزارة ويقال: عرزم، إنسان
اسود مولى النخع. سمع سعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، وأبا الزبير، وسلمة بن
كهيل، وعبيد الله بن عطاء المكي، وأنس ابن سيرين، وعبد الله مولى أسماء، ومسلم بن
نياق (يناق). روى عنه يحيى القطان وابن المبارك، وابن أبي زائدة، وابن نمير، وعبد
الرزاق، وإسحاق بن يوسف وهشيم، وخالد بن عبد الله، وعيسى بن يونس، ويزيد بن هارون،
وعلي بن مسهر، وحفص بن غياث، وعبد الرحيم بن سليمان 1. 3 - السمعاني: أبو عبد
الله عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، مولى فزارة.. وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن
معين. قال أبو حاتم ابن حبان: كان عبد الملك من خيار أهل الكوفة وحفاظهم.. قال ابن
ماكولا: أبو عبد الله العرزمي، مولى بني فزارة، نزل جبانة عرزم بالكوفة، فنسب
إليها. روى عن أنس بن مالك وعطاء بن أبي رباح وسعيد بن جبير وسلمة بن كهيل، وأنس
ابن سيرين وغيرهم. روى عنه سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، ويحيى ابن سعيد، وعبد
الله بن المبارك، وخالد بن عبد الله الطحان، وجرير بن عبد الحميد وإسحاق بن يوسف
الأزرق، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد وغيرهم. قال سفيان الثوري:
حفاظ الناس: إسماعيل بن خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، ويحيى بن سعيد
الأنصاري. وكان شعبة يعجب من حفظه. قال أبو داود السجستاني: قلت لأحمد: عبد الملك
بن أبي سليمان، قال: ثقة. قلت: يخطئ؟ قال: نعم، وكان شعبة يعجب من حفظه، من
(هامش)
1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 316. *
ص 219
أحفظ أهل الكوفة. إلا أنه رفع أحاديث من عطاء 1. 4 - عبد الغني المقدسي: روى عن
أنس بن مالك، وعطاء بن أبي رباح، وسعيد بن جبير، وأنس بن سيرين، وسلمة بن كهيل،
وأبي الزبير، وعبد الله بن عطاء المكي، وعبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر، ومسلم بن
يناق. روى عنه سفيان الثوري، وشعبة، وعبد الله مبارك، ويحيى بن سعيد القطان وخالد
بن عبد الله الطحان، وهشيم بن بشير، وجرير بن عبد الحميد، وإسحاق بن يوسف الأزرق،
وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد الطنافسي، وعبد الله بن إدريس، قال
سفيان: هو ثقة متقن فقيه، وقال يعقوب بن سفيان فزاري من أنفسهم ثقة. وقال سفيان
الثوري هو من الحفاظ. وقال صالح بن أحمد بن حنبل: قال أبي: هو من الحفاظ إلا أنه
كان يخالف ابن جريج في إسناد أحاديث، وابن جريج اثبت منه عندنا. وقال عبد الله بن
أحمد بن حنبل: قال أبي: ثقة 2. 5 - المقدسي أيضا: وقال أحمد بن عبد الله: ثقة،
ثبت في الحديث. ويقال إن سفيان الثوري كان يسميه: الميزان 3. 6 - الذهبي: عبد
الملك بن أبي سليمان العرزمي الكوفي الحافظ الكبير، حدث عن أنس بن مالك، وسعيد بن
جبير، وعطاء بن أبي رباح وطائفة. وعنه جرير الضبي، وإسحاق الأزرق، وحفص بن غياث،
ويحيى القطان، وابن نمير، وعبد الرزاق، وخلق. وكان من الحفاظ الاثبات. وقال عبد
الرحمن ابن مهدي: كان شعبة يتعجب من حفظ عبد الملك. وقال أحمد ابن حنبل: ثقة، وكذا
وثقه النسائي. وأما البخاري فلم يحتج به بل استشهد به. توفي سنة خمس وأربعين ومائة،
وقد شاخ 4.
(هامش)
1. الأنساب - العرزمي. 2. الكمال في أسماء الرجال - مخطوط. 3. الكمال للمقدسي -
مخطوط. 4. تذكرة الحفاظ 1 / 155. (*)
ص 220
7 - الذهبي أيضا: عبد الملك بن أبي سليمان الكوفي، عن أنس وسعيد بن جبير وعطاء،
وعنه القطان، ويعلى بن عبيد. قال أحمد: ثقة يخطئ، من احفظ أهل الكوفة، ورفع أحاديث
عن عطاء، توفي 145 1. 8 - الذهبي أيضا: وفيها عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي
الكوفي الحافظ أحد المحدثين الكبار. وكان شعبة مع جلالته يتعجب من حفظ عبد الملك،
وروى عن أنس فمن بعده 2. 9 - اليافعي: وعبد الملك بن أبي سليمان الكوفي أحد
المحدثين الكبار. كان شعبة مع جلالته يتعجب من حفظ عبد الملك 3. 10 - ابن حجر
العسقلاني: خ. ت. م. د، عبد الملك بن أبي سليمان واسمه: ميسرة، أبو محمد، ويقال:
أبو سليمان، وقيل: أبو عبد الله العرزمي. روى عن أنس بن مالك، وعطاء بن أبي رباح،
وسعيد بن جبير.. وقال ابن مهدي: كان شعبة يعجب من حفظه. وقال ابن المبارك عن سفيان:
حفاظ الناس إسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان، وذكر جماعة. وقال ابن
عيينة عن الثوري: حدثني الميزان عبد الملك ابن أبي سليمان. وقال ابن المبارك: عبد
الملك ميزان. وقال أبو داود: كاف عن أحمد. وقال الحسن بن حبان: سئل يحيى بن معين عن
حديث عطاء عن جابر في الشفعة، فقال: هو حديث لم يحدث به أحد إلا عبد الملك وقد
أنكره الناس عليه، ولو أتى عبد الملك بآخر مثله لرميت بحديثه. وقال عبد الله بن
أحمد بن حنبل عن أبيه: هذا حديث منكر وعبد الملك ثقة صدوق. وقال صالح بن أحمد عن
أبيه: عبد الملك من الحفاظ إلا أنه كان يخالف ابن جريح، وابن جريح اثبت منه عندنا.
وقال الميموني عن أحمد: عبد الملك من أعيان الكوفيين. وقال أمية بن خالد: قلت
لشعبة: مالك لا تحدث عن
(هامش)
1. الكاشف 2 / 209. 2. العبر 1 / 204. 3. مرآة الجنان 1 / 300. (*)
ص 221
عبد الملك بن أبي سليمان وقد كان حسن الحديث؟ قال: من حسنها فررت! وقال أبو زرعة
الدمشقي: سمعت أحمد ويحيى يقولان عبد الملك ابن أبي سليمان ثقة. وقال إسحاق بن
منصور عن يحيى بن معين: ضعيف وهو اثبت في عطاء من قيس بن أبي سعيد. وقال عثمان
الدارمي: قلت لابن معين: أيما أحب إليك عبد الملك بن أبي سليمان أو ابن جريح؟ قال:
كلاهما ثقة. وقال ابن عمار الموصلي: ثقة حجة. وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث. وقال
يعقوب بن سفيان أيضا: عبد الملك فزاري من أنفسهم ثقة. وقال النسائي: ثقة. قال أبو
زرعة: لا بأس به. قال الهيثم بن عدي: مات في ذي الحجة سنة 145 وفيها أرخه غير واحد.
قلت: منهم ابن سعد. وقال: كان ثقة مأمونا ثبتا. وقال الساجي: صدوق روى عنه يحيى بن
سعيد القطان جزء ضخما. وقال الترمذي: ثقة مأمون لا نعلم أحدا تكلم فيه غير شعبة.
وقال: قد كان حدث شعبة عنه ثم تركه. ويقال: إنه تركه لحديث الشفعة الذي تفرد به.
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ، وكان من خيار أهل الكوفة.. 1.
والخلاصة إن وثاقة عبد الملك بن أبي سليمان راوي هذا الحديث محل وفاق بين علماء
السنة جميعا، عدا تشكيك بسيط من شعبة، مردود عندهم. *(5)*
رواية سليمان بن مهران
الكاهلي الأعمش

لقد أثبتها كثير من العلماء الأجلاء في كتبهم، ولكننا نقتصر هنا على
رواية الترمذي وهذا نصها: حدثنا علي بن منذر الكوفي. نا: محمد بن فضيل. نا:
الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك
(هامش)
1. تهذيب التهذيب 6 / 396. (*)
ص 222
فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من
السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف
تخلفوني فيهما. هذا حديث حسن غريب 1.
ترجمته

: 1 - ابن حبان: سليمان بن مهران
الأعمش مولى بني كاهل، كنيته أبو محمد. كان أبوه من سبي دبثا، وقد رأى أنس بن مالك
بواسط ومكة. روى عنه شبيها بخمسين حديثا، ولم يسمع منه إلا أحرفا معدودة. وكان
مدلسا، أخرجناه في هذه الطبقة لأن له لقى وحفظا، وإن لم يصح له سماع المسند من أنس.
ولد في السنة التي قتل فيها الحسين بن علي عليه السلام سنة إحدى وستين وقد قيل: إنه
ولد قبل مقتل الحسين (عليه السلام) بسنتين، وكان فيه دعابة. مات سنة ثمان وأربعين
ومائة، وقد قالوا سنة سبع وأربعين، وقد قيل سنة خمس وأربعين 2. 2 - المقدسي:
سليمان بن مهران الكاهلي، أبو محمد الأعمش الأسدي مولاهم الكوفي. ويقال: أصله من
طبرستان من قرية يقال لها دباوند، جاء به أبوه حميلا إلى الكوفة فاشتراه رجل من بني
كاهل من بني أسد فأعتقه. سمع أبا صالح ذكوان، وأبا وائل، وإبراهيم النخعي، ومجاهدا،
ومسلما البطين، والشعبي، وسعيد بن جبير، وزيد بن وهب عندهما، وأبا سفيان، وإسماعيل
بن رجاء، وعدي بن ثابت، وعبد الله بن مرة، وأبا ظبيان حصينا، وسليمان بن مسهر وأبا
حازم، وإبراهيم التيمي.. روى عنه شعبة، والثوري، وابن عيينة، وأبو معاوية محمد،
وأبو عوانة، وجرير، وحفص بن غياث عندهما، وشيبان بن عبد الرحمن وعيسى بن يونس وجرير
(هامش)
1. صحيح الترمذي 2 / 220. 2. الثقات 4 / 302. (*)
ص 223
وعلي بن مسهر، وعبد الله بن نمير.. 1. 3 - السمعاني: الكاهلي هذه النسبة إلى
بني كاهل، والمنتسب إليه أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي من أئمة الكوفة،
كان أبوه من سبي دنباوند، رأى أنس بن مالك بواسط ومكة. روى عنه شبيها بخمسين حديثا
ولم يسمع منه إلا أحرفا معدودة 2. 4 - عبد الغني المقدسي: سليمان بن مهران أبو
محمد الأسدي الكاهلي الكوفي الأعمش، وكاهل هو ابن أسد بن خزيمة.. حدثني محمد بن خلف
التيمي، قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: كنا نسمي الأعمش سند المحدثين وكنا
نجئ إليه إذا فرغنا من الدوران فيقول: عند من كنتم؟ فنقول: عند فلان، فيقول، طبل
مخرق، ويقول عند من؟ فنقول: عند فلان، فيقول: طير طيار. ويقول: عند من؟ فنقول: عند
فلان، فيقول دف.. وقال العجلي: مات سنة تسع وأربعين ومائة، وكان ثقة ثبتا في الحديث
3. 5 - ابن خلكان: أبو محمد سليمان بن مهران، مولى بني كاهل من ولد أسد المعروف
بالأعمش الكوفي الإمام المشهور، كان ثقة عالما فاضلا.. روى عنه سفيان الثوري وشعبة
بن الحجاج، وحفص بن غياث وخلق كثير من جلة العلماء، وكان لطيف الخلق مزاحا، جاءه
(بعض) أصحاب الحديث يوما ليسمعوا عليه فخرج إليهم، وقال: لولا أن في منزلي من هو
أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم!... ويقال إن الإمام أبا حنيفة رضي الله عنه عاده يوما
في مرضه فطول القعود عنده فلما عزم على القيام قال له: ما كأني إلا ثقلت عليك،
فقال: والله إنك
(هامش)
1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 179. 2. الأنساب - الكاهلي. 3. الكمال - مخطوط. (*)
ص 224
لثقيل علي وأنت في بيتك. وقال أبو معاوية الضرير: بعث هشام بن عبد الملك إلى الأعمش
أن أكتب لي مناقب عثمان ومساوئ علي. فأخذ الأعمش القرطاس وأدخلها في فم شاة
فلاكتها، وقال لرسوله: قل له: هذا جوابك! فقال له الرسول: إنه قد إلى أن يقتلني إن
لم آته بجوابك، وتحمل عليه بإخوانه، فقالوا له: يا أبا محمد، نجه من القتل، فلما
ألحوا عليه كتب له: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد يا أمير المؤمنين: فلو كانت
لعثمان رضي الله عنه مناقب أهل الأرض ما نفعتك، ولو كان لعلي رضي الله عنه مساوئ
أهل الأرض ما ضرتك، فعليك بخويصة نفسك. والسلام !. قال زائدة بن قدامة: تبعت
الأعمش يوما فأتى المقابر فدخل في قبر محفور فاضطجع فيه، ثم خرج منه وهو ينفض
التراب عن رأسه ويقول: واضيق مسكناه.. 1. 6 - الذهبي: الأعمش الحافظ الثقة شيخ
الإسلام أبو محمد سليمان ابن مهران الأسدي الكاهلي.. قال ابن المديني: له نحو من
ألف وثلاثمائة حديث. وقال ابن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله واحفظهم للحديث
وأعلمهم بالفرائض، وقال الفلاس: كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه، وقال يحيى القطان:
الأعمش علامة الإسلام، وقال الحربي: ما خلف الأعمش اعبد منه لله. وقال وكيع: بقي
الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى. وسيرة الأعمش يطول شرحها وهي
مذكورة في (تاريخي الكبير) وفي (طبقات القراء) ويقع عواليه في (صحيح البخاري) وفي
(جزء ابن عرفة) وابن الفرات و(الغيلانيات) وكان رأسا في العلم النافع والعمل الصالح
2.
(هامش)
1. وفيات الأعيان 2 / 136. 2. تذكرة الحفاظ 1 / 154. (*)
ص 225
7 - الذهبي: سليمان بن مهران أبو محمد الكاهلي الأعمش، أحد الأعلام قال ابن
المديني: له ألف وثلاثمائة حديث 1. 8 - الذهبي أيضا: وفي ربيع الأول توفي
الإمام أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي.. كان أقرأهم لكتاب الله وأعلمهم
بالفرائض واحفظهم للحديث 2. 9 - اليافعي: الإمام محدث الكوفة وعالمها أبو محمد
سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم الأعمش.. كان ثقة عالما فاضلا، وقال
السمعاني: كان يقارن بالزهري في الحجاز.. 3. 10 - ولي الدين الخطيب: الأعمش
اسمه: سليمان بن مهران الكاهلي الأسدي.. وهو أحد الأعلام المشهورين بعلم الحديث
والقراءة، وعليه مدار أكثر الكوفيين، روى عنه خلق كثير 4. 11 - ابن حجر
العسقلاني: سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي.. قال شعبة: ما شفاني أحد في الحديث
ما شفاني الأعمش.. وقال العجلي: كان ثقة ثبتا في الحديث وكان محدث أهل الكوفة في
زمانه، ولم يكن له كتاب، وكان دائبا في القراءة عسرا سئ الخلق عالما بالفرائض، وكان
لا يلحن حرفا وكان فيه تشيع.. وقال ابن معين: ثقة. وقال النسائي: ثقة ثبت 5. 12 -
جلال الدين السيوطي: سليمان بن مهران الأعمش الأسدي الكاهلي، أحد الأعلام، رأى
أنسا وأبا بكرة وروى عن عبد الله بن أبي أوفى.. قال ابن المديني: حفظ العلم على أمة
محمد صلى الله عليه وآله بالكوفة
(هامش)
1. الكاشف 1 / 401. 2. العبر 1 / 209. 3. مرآة الجنان 1 / 305. 4. الاكمال. مطبوع
مع الجزء الثالث من المشكاة. 5. تهذيب التهذيب 4 / 222. (*)
ص 226
أبو إسحاق السبيعي والأعمش. وقال العجلي: كان ثقة ثبتا في الحديث.. 1. 13 - الشيخ
عبد الحق الدهلوي: الأعمش هو أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي الأسدي
الكوفي.. رأى أنس بن مالك ويقال: إنه سمع منه شيئا. وقال يحيى: ما روى الأعمش عن
أنس فهو مرسل.. وقال ابن خلف: كان سيد المحدثين. وقال النسائي: ثقة ثبت، وله مناقب
رحمه الله . وبهذا تظهر جلالة منزلة الأعمش عند الرواة والعلماء، وأنه بروايته
لهذا الحديث الشريف قد أزال سحب العناد واللجاجة من سماء المنكرين له، والمحاولين
إطفاء نوره. *(6)*
رواية محمد بن إسحاق بن يسار المدني

لقد ذكر هذه الرواية العلامة
ابن منظور بقوله: وقال الأزهري رحمه الله: وفي حديث زيد بن ثابت، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: إني تارك فيكم الثقلين خلفي، كتاب الله وعترتي فإنهما لن
يتفرقا حتى يردا علي الحوض. وقال: قال محمد بن إسحاق: هذا حديث صحيح ورفعه عن (نحو)
زيد بن أرقم وأبي سعيد الخدري. وفي بعضها: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي
أهل بيتي، فجعل العترة أهل البيت 2.
ترجمته

: 1 - ابن حبان: محمد بن إسحاق بن
يسار، مولى عبد الله بن قيس
(هامش)
1. طبقات الحفاظ: 67. 2. لسان العرب 4 / 538. (*)
ص 227
ابن مخرمة القرشي من أهل المدينة، كنيته أبو بكر، وكان جده من سبي عين التمر، وهو
أول سبي دخل المدينة من العراق. يروي عن الزهري ونافع. روى عنه الثوري وشعبة
والناس. مات سنة إحدى أو اثنين وخمسين ومائة ببغداد. وقد قيل: ستة وخمسين ومائة..
وقد تكلم في ابن إسحاق رجلان: هشام بن عروة ومالك بن أنس. فأما هشام بن عروة فحدثني
زياد الزيادي. ثنا ابن أبي شيبة. ثنا علي ابن المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد
القطان يقول: قلت لهشام بن عروة: إن ابن إسحاق يحدث عن فاطمة بنت المنذر. قال: وهل
كان يصل إليها؟. قال أبو حاتم: هذا الذي قاله هشام ليس مما يجرح به الانسان في
الحديث وذلك أن التابعين مثل الأسود وعلقمة من أهل العراق، وأبي سلمة وعطاء ودونهما
من أهل الحجاز قد سمعوا من عائشة من غير أن ينظروا إليها (بعد أن) سمعوا صوتها،
وقبل الناس أخبارهم من غير أن يصل أحدهم إليها حتى ينظر إليها عيانا، فكذلك ابن
إسحاق كان يسمع من فاطمة والستر بينهما مسبل أو بينهما حائل من حيث يسمع كلامها،
فهذا سماع صحيح، والقادح فيه بهذا غير منصف. وأما مالك فإنه كان ذلك منه مرة ثم
عادله إلى ما يجب، وذلك أنه لم يكن بالحجاز أحد أعلم بأنساب الناس وأيامهم من محمد
بن إسحاق، وكان يزعم أن مالكا من موالي بني (ذي) أصبح، وكان مالك يزعم أنه من
أنفسهم، فوقع بينهما لهذا مفاوضة، فلما صنف مالك الموطأ قال ابن إسحاق: إيتوني به
فإني بيطاره! فنقل ذلك إلى مالك فقال: (لا يسكت) هذا دجال من الدجاجلة! يروي عن
اليهود وكان بينهم ما يكون بين الناس. حتى عزم محمد بن إسحاق على الخروج إلى العراق
فتصالحا حينئذ فأعطاه مالك عند الوداع خمسين دينارا ثمن تمرته تلك السنة. ولم يكن
يقدح مالك فيه من أجل الحديث، إنما كان ينكر عليه تتبعه غزوات النبي صلى الله عليه
وسلم عن
ص 228
أولاد اليهود الذين أسلموا وحفظوا قصة خيبر وقريظة والنضير وما أشبهها من الغزوات
عن أسلافهم. وكان ابن إسحاق يتتبع هذا عنهم ليعلم من غير أن يحتج بهم. وكان مالك لا
يرى الرواية إلا عن متقن صدوق فاضل يحسن ما يروي ويدري ما يحدث. حدثني محمد بن عبد
الرحمن ثنا ابن قهزاد ثنا علي بن الحسين بن واقد، قال: دخلت على ابن المبارك وإذا
هو وحده فقلت يا أبا عبد الرحمن كنت أشتهي أن ألقاك على هذه الحالة. قال: هات. قلت:
ما تقول في محمد بن إسحاق؟ قال: إنا وجدناه صدوقا - ثلاث مرات. سمعت محمد بن إسحاق
الثقفي بقول: سمعت المفضل بن غسان (الغلابي) يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: كان
محمد بن إسحاق ثبتا في الحديث. قال أبو حاتم: لم يكن أحد بالمدينة يقارب محمد بن
إسحاق ولا يوازنه في علمه وجمعه. وكان شعبة وسفيان يقولان: محمد بن إسحاق أمير
المؤمنين في الحديث، وهو من أحسن الناس سياقا للأخبار وأحسنهم حفظا لمتونها، وإنما
أتى ما أتى لأنه كان يدلس عن الضعفاء، فوقع المناكير في روايته من قبل أولئك، فأما
إذا بين السماع فيما يرويه فهو ثبت يحتج بروايته ثم روي توثيقه عن غير من ذكره...
1 2 - سبط ابن الجوزي: بعد ذكر حديث وفاة الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام:
فإن قيل: الحديث ضعيف، في إسناده ابن إسحاق كذبه مالك. وفيه أيضا علي بن عاصم
متروك، ثم الغسل إنما يكون لحدث الموت فكيف يصح قبله؟ و الجواب : قد أخرجه أحمد
في الفضائل. وأما ابن إسحاق فقد قال أحمد: يقبل قوله في المغازي والسير، وأثنى
(هامش)
1. الثقات 7 / 380 - 385. (*)
ص 229
عليه جماعة من العلماء وكان إماما كبيرا. وإنما طعن مالك لأنه لما صنف الموطأ
قال: أروني إياه فأنا بيطاره، فبلغ ذلك مالكا فشق عليه.. 1. 3 - ابن خلكان:
وكان محمد المذكور ثبتا في الحديث عند أكثر العلماء وأما في المغازي والسير فلا
تجهل إمامته. قال ابن شهاب الزهري: من أراد المغازي فعليه بابن إسحاق، وذكره
البخاري في تاريخه.. ويحكى عن الزهري أنه خرج إلى قرية له فاتبعه طلاب الحديث فقال
لهم: أين أنتم من الغلام الأحول؟ أو قد خلفت فيكم الغلام الأحول يعني ابن إسحاق،
وذكر الساجي أن أصحاب الزهري كانوا يلجأون إلى محمد بن إسحاق فيما شكوا فيه من حديث
الزهري ثقة منهم بحفظه 2. 4 - المزي: قال يحيى: ثقة، وكان حسن الحديث. وقال ابن
المديني: مدار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ستة، فذكرهم ثم قال: صار علم
الستة عند اثني عشر، أحدهم ابن إسحاق.. وقال ابن المديني: سمعت سفيان وسئل عن ابن
إسحاق قيل له: لم يرو عنه أهل المدينة، فقال: سفيان جالسته منذ بضع وسبعين سنة وما
يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيء. وقال أحمد: حسن الحديث . وقال أيضا:
قال شعبة: ابن إسحاق أمير المحدثين بحفظه، وقال أبو زرعة الدمشقي: ابن إسحاق رجل قد
اجتمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه منهم السفيانان والحمادان وشعبة وابن
المبارك، وقد اختبره أهل الحديث فرأوا خيرا وصدقا مع مدحة ابن شهاب له. وكلام مالك
فيه ليس للحديث إنما هو لأنه اتهمه بالقدر. وقال ابن المديني: حديثه عندي صحيح 3.
(هامش)
1. تذكرة خواص الأمة: 318. 2. وفيات الأعيان 3 / 405. 3. تهذيب الكمال - مخطوط. (*)
ص 230
6 - الذهبي: محمد بن إسحاق بن يسار، رأى أنسا وروى عن عطاء وطبقته.. وكان من بحور
العلم صدوقا وله غرائب في سعة ما روى، واختلف في الاحتجاج به، وحديثه فوق الحسن وقد
صححه جماعة 1. 7 - عبد الوهاب السبكي عند ذكر حديث ضمام بن ثعلبة: محمد ابن
إسحاق - قال شعبة: هو أمير المؤمنين في الحديث. وقال أحمد بن حنبل: حسن الحديث.
قلت: والعمل على توثيقه وأنه إمام معتمد، ولا اعتبار بخلاف ذلك 2. 8 - اليافعي:
والإمام محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم المدني، صاحب السيرة. وكان بحرا من
بحور العلم، ذكيا، حافظا، طلابة للعلم، إخباريا، نسابة، ثبتا في الحديث عند أكثر
العلماء، وأما في المغازي والسير فلا يجهل إمامته 3. *(7)*
رواية إسرائيل بن يونس
السبيعي

ذكر الرواية أحمد بالسند الآتي: ثنا: اسود بن عامر. إسرائيل: عن عثمان بن
المغيرة، عن علي بن ربيعة، قال: لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من
عنده - فقلت له (أ) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني تارك فيكم الثقلين؟
قال: نعم 4. كما ذكر هذه الرواية ابن الجوزي في التذكرة نقلا عن كتاب
الفضائل لأحمد، على الوجه الذي سيأتي إن شاء الله.
(هامش)
1. الكاشف 3 / 19. 2. طبقات الشافعية 1 / 85. 3. مرآة الجنان 1 / 313. 4. مسند أحمد
4 / 371. (*)
ص 231
.
ترجمته

1 - المقدسي: روى عنه يحيى بن آدم، والنضر بن شميل، وعبيد الله بن موسى،
ومحمد بن يوسف الفريابي عندهما، وشبابة عند البخاري، ووكيع وإسحاق بن منصور ومصعب
بن المقدام ويحيى بن زكريا ابن أبي زائدة وأبو أحمد الزبيري وأبو نعيم الملائي
وعثمان بن عمر عند مسلم 1. 2 - المزي: قال س : لا بأس به، وقال أحمد مرة:
ثبت الحديث، كان يحيى القطان يحمل عليه في حال أبي يحيى القتات. وقال يعقوب بن
شيبة: صالح الحديث في حديثه لين.. وقال يحيى والعجلي: ثقة، وقال أبو حاتم: ثقة صدوق
من أتقن أصحاب أبي إسحاق، وقال: إسرائيل أصح حديثا من شريك 2. 3 - الذهبي: وكان
حافظا صالحا خاشعا من أوعية العلم، ولا عبرة بقول من لينه فقد احتج به الشيخان..
قال يحيى بن معين: إسرائيل ثقة 3. 4 - الذهبي أيضا: إسرائيل بن يونس بن أبي
إسحاق السبيعي، عن جده وزياد بن علاقة وآدم بن علي، وعنه يحيى بن آدم، وابن مهدي،
ومحمد بن كثير، وأمم. قال: أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة، وقال أحمد: ثقة،
وتعجب من حفظه، وقال أبو حاتم: هو من أتقن أصحاب أبي إسحاق، وضعفه ابن المديني 4.
5 - ابن حجر العسقلاني: وقال علي بن المديني عن يحيى القطان: إسرائيل فوق أبي بكر
بن عياش. وقال حرب عن أحمد بن حنبل: كان شيخا
(هامش)
1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 42. 2. تهذيب الكمال - مخطوط. 3. تذكرة الحفاظ 1 / 214.
4. الكاشف 1 / 116. (*)
ص 232
ثقة، وجعل يتعجب من حفظه. وقال صالح بن أحمد عن أبيه: إسرائيل عن أبي إسحاق: فيه
لين، سمع منه بآخره. وقال أبو طالب: سئل أحمد أيهما اثبت: شريك أو إسرائيل؟ قال:
إسرائيل كان يؤدي ما سمع، كان اثبت من شريك. قلت: من أحب إليك يونس أو إسرائيل في
أبي إسحاق؟ قال: إسرائيل لأنه كان صاحب كتاب. وقال أبو داود: قلت لأحمد بن حنبل:
إسرائيل إذا انفرد بحديث يحتج به؟ قال: إسرائيل ثبت الحديث، كان يحيى يحمل عليه في
حال أبي يحيى القتات.. وقال أبو حاتم: ثقة صدوق من أتقن أصحاب أبي إسحاق. وقال
العجلي: كوفي ثقة. وقال يعقوب بن شيبة: صالح الحديث وفي حديثه لين. وقال في موضع
آخر: ثقة صدوق وليس في الحديث بالقوي ولا بالساقط. وقال عيسى بن يونس: كان أصحابنا
سفيان وشريك - وعد قوما - إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أبي فيقول:
اذهبوا إلى ابني إسرائيل فهو أروى عنه مني وأتقن لها مني، هو كان قائد جده. وقال
أبو عيسى الترمذي: إسرائيل ثبت في أبي إسحاق، حدثني محمد ابن المثنى، سمعت ابن مهدي
يقول: ما فاتني الذي فاتني من حديث الثوري عن ابن إسحاق إلا لما اتكلت به على
إسرائيل لأنه كان يأتي به أتم. وطول ابن عدي في ترجمته وسرد له أحاديث أفرادا.
وقال: هو ممن يحتج به. وذكره ابن حبان في الثقات.. 1. 6 - ابن حجر أيضا:
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني أبو يوسف الكوفي، ثقة تكلم فيه بلا
حجة، من السابعة مات سنة ستين وقيل بعدها / ع 2.
(هامش)
1. تهذيب التهذيب 1 / 261. 2. تقريب التهذيب 1 / 64. (*)
ص 233
*(8)*
رواية عبد الرحمن الكوفي المسعودي

وستأتي روايته في عبارة المعجم الصغير
للطبراني إن شاء الله.
ترجمته

: 1 - محمد بن طاهر المقدسي: عبد الرحمن بن عبد الله
بن مسعود الهذلي الكوفي، سمع مسروقا، روى عنه ابنه معن عندهما.. 1. 2 - عبد الغني
المقدسي: وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن أبي عميس والمسعودي
أيهما أحب إليك؟ قال: كلاهما ثقة، المسعودي عبد الله من أكثرهما حديثا. قال: حديث
عبد الرحمن كثير. قلت: هو أخوه؟ قال: نعم هو أخوه. قلت له: هما من ولد عبد الله بن
مسعود أو من ولد عتبة؟ فقال لي: هما من ولد عبد الله بن مسعود. وقال يحيى بن معين:
المسعودي ثقة إذا حدث عن عاصم، وسلمة بن كهيل، وكان حديثه يصحح عن القاسم، ومعن ابن
عبد الرحمن 2. 3 - الذهبي: المسعودي الإمام الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن عبد
الله ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود الكوفي.. وثقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وابن
المديني 3. 4 - اليافعي حوادث سنة 160: وفيها توفي المسعودي عبد الرحمن ابن عبد
الله بن عتبة بن مسعود الكوفي.. قال أبو حاتم كان أعلم زمانه بحديث ابن مسعود 4.
(هامش)
1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 285. 2. تهذيب الكمال - مخطوط. 3. تذكرة الحفاظ 1 /
197. 4. مرآة الجنان 1 / 341. (*)
ص 234
5 - ابن حجر العسقلاني: خت عو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود الكوفي
المسعودي، روى عن أبي إسحاق السبيعي وأبي إسحاق الشيباني والقاسم بن عبد الرحمن بن
عبد الله بن مسعود.. قلت: علم عليه المصنف علامة تعليق البخاري، ولم أر له في صحيح
البخاري شيئا معلقا، نعم له في الاستسقاء زيادة رواها عنه سفيان، ويتبين من سياق
الحديث أنها ليست معقلة. قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا: سفيان، عن عبد
الله بن أبي بكر، سمع عباد بن تميم، عن عمه: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى
المعلى يستسقي واستقبل القبلة وصلى ركعتين وقلب رداءه. قال سفيان: وأخبرني المسعودي
في جملة الحديث موصول عنده عن عبد الله بن محمد عن سفيان، وهذا ظاهر واضح من سياقه.
والظاهر أن البخاري لم يقصد التخريج له وإنما وقع اتفاقا، وقد وقع لغير ذلك في عمرو
ابن عبيد المعتزلي، وعبد الكريم بن أبي المخارق، وغيرهما 1. *(9)*
رواية محمد بن
طلحة اليامي الكوفي

ذكر روايته لحديث الثقلين في كل من (مسند أحمد) و(المناقب لابن
المغازلي) و(فرائد السمطين للحموئي) على ما سيأتي إن شاء الله.
ترجمته

: 1 - المقدسي
في (الكمال - مخطوط). 2 - المزي في (تهذيب الكمال - مخطوط). 3 - الذهبي في (تذهيب
التهذيب - مخطوط). 4 - العسقلاني في (تهذيب التهذيب) و(تقريب التهذيب).
(هامش)
1. تهذيب التهذيب 6 / 210. (*)
ص 235
ويكفي لعظم شأنه وعلو منزلته أن أصحاب الصحاح الستة أخذوا جميعا برواياته
وأثبتوها فيها. *(10)*
رواية أبي عوانة اليشكري

وستظهر روايته لحديث الثقلين من
(خصائص النسائي) و(المستدرك على الصحيحين) للحاكم، و(المناقب) للخوارزمي.
ترجمته

: 1
- محمد بن طاهر المقدسي: الوضاح أبو عوانة يقال: ابن عبد الله اليشكري، ويقال:
الكندي مولى يزيد بن عطاء البزاز، سمع عبد الملك بن عمار وقتادة وغير واحد عندهما،
روى عنه قتيبة وحامد بن عمر ويحيى بن حماد عندهما، وموسى بن إسماعيل، وعبد الرحمن
بن المبارك، وعارم، ومسدد عند البخاري، وغير واحد عند مسلم. قال عبد الله بن أبي
الأسود: مات سنة 176 1. 2 - المزي: قال أبو طالب: سئل أحمد: أيهما اثبت، أبو
عوانة أو شريك؟ فقال: إذ حدث أبو عوانة من كتاب فهو اثبت، وإذا حدث من غير كتابه
فربما وهم. وقال أبو حاتم: كتبه صحيحة وإذا حدث من حفظه غلط كثيرا، وهو ثقة صدوق.
وقال أحمد ويحيى: ما أشبه حديثه بحديث الثوري وشعبة 2. 2 - الذهبي: ع / الوضاح
بن عبد الله، أبو عوانة اليشكري الواسطي أحد الأعلام.. قال هشام بن عبيد الله، سألت
ابن المبارك: من أروى
(هامش)
1. أسماء رجال الصحيحين 3 / 545. 2. تهذيب الكمال - مخطوط. (*)
ص 236
الناس عن مغيرة وأحسنهم حديثا؟ قال: أبو عوانة. وقال عبد الرحمن بن مهدي: كتاب أبي
عوانة أثبت من حفظ هشام. وقال مسدد: سمعت يحيى القطان (يقول): ما أشبه حديث أبي
عوانة بحديثهما، يعني سفيان وشعبة. وقال عفان: كان أبو عوانة صحيح الكتاب، كثير
العجم والنقط، كان ثبتا وهو في جميع حاله أصح حديثا عندنا من شعبة. وقال ابن معين:
حديث أبي عوانة جائز وحديث مولاه يزيد بن عطاء ضعيف. وقال أبو زرعة: ثقة إذا حدث من
كتابه. وقال أبو حاتم: كتبه صحيحة وإذا حدث من حفظه غلط كثيرا، وهو ثقة، وهو احفظ
من حماد بن سلمة. وقال ابن عدي: كان مولاه قد خيره بين الجزية وبين كتابة الحديث
فاختار الحديث على الجزية، وكان مولاه قد فوض إليه التجارة فجاءه سائل فقال: درهمين
فإني أنفعك. قال: وما تنفعني؟ قال: سيبلغك؟ فأعطاه. فدار السائل على رؤساء البصرة
وقال: بكروا على يزيد بن عطاء فإنه أعتق أبا عوانة. فاجتمع إليه الناس فأنف من أن
ينكر قوله، فأعتقه حقيقة. قال: وكان أمينا ثقة، وكان من إتقانه يفزع من سعة فأخطأ
سبعة من حديث الوضوء وقال عن مالك بن عرفة وإنما هو خالد بن علقمة فتابعه أبو
عوانة.. 1. 4 - الذهبي أيضا: أبو عوانة الوضاح بن عبد الله مولى يزيد بن عطاء
اليشكري الواسطي البزاز الحافظ، أحد الثقات، رأى الحسن، وابن سيرين، وحدث عن
قتادة.. قال عفان هو أصح حديثا عندنا من شعبة. وقال أحمد ابن حنبل: هو صحيح الكتاب
وإذا حدث من حفظه ربما يهم. قال عفان: كان كثير الضبط والنقط. وقال يحيى القطان: ما
أشبه حديثه بحديث شعبة وسفيان. وقال عفان: قال لنا شعبة: إن حدثكم أبو عوانة عن أبي
هريرة فصدقوه. قال تمتام: سمعت ابن معين يقول: كان أبو عوانة يقرأ ولا يكتب. وقال
عباس عن ابن معين: كان أبو عوانة أميا يستعين بمن يكتب له وكان
(هامش)
1. تذهيب التهذيب - مخطوط. (*)
ص 237
يقرأ الحديث. وقال حجاج بن محمد: قال لي شعبة: إلزم أبا عوانة. وقال جعفر بن أبي
عثمان: سئل ابن معين: من لأهل البصرة مثل سفيان؟ قال: شعبة. قيل: من لهم مثل زائدة؟
قال: أبو عوانة.. 1. 5 - الذهبي أيضا: وضاح بن عبد الله الحافظ أبو عوانة
اليشكري.. ثقة متقن الكتابة 2. 6 - ابن حجر العسقلاني: وضاح بتشديد المعجمة ثم
مهملة - ابن عبد الله اليشكري.. ثقة ثبت من السابعة.. ع / 3. 7 - السيوطي: أبو
عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي، روى عن الأعمش، وابن المنكدر، وأبي
الزبير، وسماك بن حرب، وخلق. وعنه شعبة وابن مهدي، وابن المبارك، وخلق. قال عفان:
كان صحيح الكتاب كثير العجم والنقط، ثبتا 4. *(11)*
رواية شريك القاضي

لقد علمت
روايته لحديث الثقلين من النص الذي تقدم عن (مسند أحمد).
ترجمته

: 1 - محمد بن طاهر
المقدسي: شريك بن عبد الله بن سنان بن أنس. ويقال: شريك بن عبد الله بن أبي شريك،
يكنى أبا عبد الله، سمع زياد بن علاقة وعماد الدهني، وهشام بن عروة، وسعيدا، ويعلى
بن عطاء،
(هامش)
1. تذكرة الحفاظ 1 / 236. 2. الكاشف 3 / 235. 3. تقريب التهذيب 2 / 331. 4. طبقات
الحفاظ: 100. (*)
ص 238
وعبد الملك بن عمير، وعمارة بن القعقاع، وعبد الله بن شبرمة. روى عنه ابن أبي شيبة،
وعلي بن حكيم، ويونس بن محمد، والفضل بن موسى، ومحمد بن الصباح، وعلي بن حجر.. 1.
2 - عبد الغني المقدسي: شريك بن عبد الله بن أنس. ويقال: شريك ابن عبد الله بن
أبي شريك. وهو أوس بن الحرث بن الأزهر بن وهبيل، وقيل: سهل بن سعد بن ملك بن النخع
الكوفي، أبو عبد الله ولد بخراسان نيسابور، ويقال: ببخارا، مقتل قتيبة بن مسلم سنة
خمس وسبعين. أدرك عمر بن عبد العزيز، وسمع أبا إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير،
وسماك بن حرب، وإسماعيل بن أبي خالد، وسلمة بن كهيل، والأعمش، وحبيب بن أبي ثابت..
أخبرنا زيد بن الحسن، أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن منصور، أنبأ أحمد ابن علي بن ثابت
الحافظ، أنبأ الأزهري، أنبأ عبيد الله بن عثمان بن يحيى، أنبأ مكرم بن أحمد، حدثني
يزيد بن الهيثم البلدي، قال: قلت ليحيى بن معين: زعم إسحاق بن أبي إسرائيل أن شريكا
أروى من الكوفيين من سفيان وأعرف بحديثهم، فقال: ليس يقاس بسفيان أحد، ولكن شريك
أروى منه في بعض المشايخ، الركين والعباس بن ذريح وبعض مشايخ الكوفيين، يعني أكثر
كتابا. قلت ليحيى: فروى يحيى بن سعيد القطان عن شريك؟ قال: لم يكن شريك عن يحيى
بشيء وهو ثقة ثقة. وقال يزيد بن الهيثم: سمعت يحيى يقول: شريك ثقة وهو أحب إلي من
أبي الأحوص وجرير، ليس يقاسون هؤلاء بشريك، وهو يروي عن قوم لم يرو عنهم سفيان.
وقال أبو يعلى أحمد بن علي المثنى الموصلي: قلت ليحيى بن معين: أيما أحب إليك جرير
أو شريك؟ قال: جرير، فقيل له: أيما أحب إليك: شريك أو أبو الأحوص؟ فقال: شريك أحب
إلي. ثم قال: شريك ثقة إلا
(هامش)
1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 214. (*)
ص 239
أنه لا ينقد ويغلط ويذهب بنفسه على سفيان وشعبة. قال فضل بن الضائع: إن شريكا حدث
بواسط أحاديث بواطيل، فقال أبو زرعة: لا تقل بواطيل! وقال أحمد بن عبد الله العجلي:
كوفي ثقة، وكان حسن الحديث، وكان أروى الناس عن إسحاق بن يوسف الأزرق الواسطي، سمع
منه سبعة آلاف حديث، وقال ابن عدي أيضا: سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: شريك سئ
الحفظ مضطرب الحديث، مائل.. روى له الجماعة إلا البخاري، روى له مسلم في المتابعات
1. 3 - ابن خلكان: أبو عبد الله شريك بن أبي شريك النخعي، وهو الحارث بن أوس بن
الحارث بن الأذهل بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع، وبقية النسب في ترجمة إبراهيم
النخعي في أول الكتاب. تولى القضاء بالكوفة أيام المهدي ثم عزله موسى الهادي. وكان
عالما فقيها ذكيا فطنا. جرى بينه وبين مصعب بن عبد الله الزبيري كلام بحضرة المهدي
فقال له مصعب: أنت تنتقص أبا بكر وعمر (رض)؟ فقال القاضي شريك: والله ما أنتقص جدك
وهو دونهما! وذكر معاوية بن أبي سفيان عنده ووصف بالحلم، فقال شريك: ليس بحليم من
سفه الحق، وقاتل علي بن أبي طالب (رض). وخرج شريك يوما إلى أصحاب الحديث ليسمعوا
عليه فشموا منه رائحة النبيذ، فقالوا له: لو كانت هذه الرائحة منا لاستحيينا، فقال:
لأنكم أهل ريبة. ودخل يوما على المهدي فقال له: لا بد أن تجيبني إلى خصلة من ثلاث
خصال، قال: وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: إما أن تلي القضاء، أو تحدث ولدي
وتعلمهم، أو تأكل عندي أكلة - وذلك قبل أن يلي القضاء - فأفكر ساعة ثم قال: الأكلة
أخفها على نفسي، فأجلسه وتقدم إلى الطباخ أن يصلح
(هامش)
1. الكمال في أسماء الرجال - مخطوط. (*)
ص 240
له ألوانا من المخ المعقود بالسكر الطبرزد والعسل وغير ذلك، فعمل ذلك وقدمه إليه
فأكل، فلما فرغ من الأكل قال له الطباخ: والله يا أمير المؤمنين ليس يفلح الشيخ بعد
هذه الأكلة أبدا. قال الفضل بن الربيع: فحدثهم والله شريك بعد ذلك، وعلم أولادهم،
وولي القضاء لهم، ولقد كتب له برزقه على الصيرفي فضايقه في النقد فقال له الصيرفي:
إنك لم تبع به بزا! فقال له شريك: بل والله بعت به أكثر من البز، بعت به ديني! وحكى
الحريري في كتاب درة الغواص إنه كان لشريك المذكور جليس من بني أمية، فذكر شريك
في بعض الأيام فضائل علي بن أبي طالب (رض)، فقال ذلك الأموي: نعم الرجل علي! فأغضبه
ذلك وقال: العلي يقال نعم الرجل ولا يزاد على ذلك؟ فأمسك حتى سكن غضبه ثم قال: يا
أبا عبد الله ألم يقل الله في الإخبار عن نفسه فقدرنا فنعم القادرون وقال في
أيوب إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب ؟ وقال في سليمان ووهبنا لداود
سليمان نعم العبد . أفلا ترضى لعلي بما رضي الله به لنفسه ولأنبيائه؟ فتنبه شريك
عند ذلك لوهمه، وزادت مكانة ذلك الأموي من قلبه.. 1. 4 - الذهبي: .. ذكر إسحاق
الأزرق أنه أخذ عنه تسعة آلاف حديث وقال ابن المبارك: هو اعجل بحديث أهل بلده من
سفيان. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحدا قط أورع في علمه
من شريك. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: كان شريك سئ الحفظ. قلت: كان شريك حسن الحديث
إماما فقيها ومحدثا مكثرا ليس هو في الاتقان كحماد بن زيد، وقد استشهد به البخاري
وخرج له مسلم متابعة، وثقه يحيى بن معين.. 2.
(هامش)
1. وفيات الأعيان 2 / 169. 2. تذكرة الحفاظ 1 / 232. (*)
ص 241
5 - الذهبي أيضا: وثقة ابن معين، وقال غيره: سئ الحفظ. وقال النسائي. لا بأس به
وهو أعلم بحديث الكوفيين من الثوري 1. 6 - الذهبي أيضا: وفيها - شريك بن عبد
الله النخعي الكوفي القاضي أبو عبد الله، أحد الأعلام عن نيف وثمانين سنة، روى عن
سلمة ابن كهيل والكبار سمع منه إسحاق الأزرق سبعة آلاف حديث. قال ابن المبارك هو
أعلم بحديث بلده من سفيان الثوري. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال غيره: فقيه إمام
لكنه يغلط 2. 7 - اليافعي: شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي أحد الأعلام
وله نيف وثمانون سنة 3. 8 - السيوطي: شريك النخعي بن عبد الله بن أبي شريك
العاصمي النخعي أبو عبد الله الكوفي، أحد الأعلام، روى عن زياد بن علاقة، وبيان بن
بشر، وحبيب بن ثابت، وأبي إسحاق السبيعي، وخلق.. قال ابن معين: صدوق، ثقة، إلا أنه
إذا خالف فغيره أحب إلينا منه 4. *(12)*
رواية حسان بن إبراهيم الكرماني

أورد
روايته لحديث الثقلين كل من مسلم في (صحيحه) والحاكم في (المستدرك على الصحيحين)
على ما سيأتي إن شاء الله.
ترجمته

: 1 - المقدسي: حسان بن إبراهيم العنزي الكرماني
أبو هشام، سمع
(هامش)
1. الكاشف 2 / 10. 2. العبر 1 / 270. 3. مرآة الجنان 1 / 310. 4. طبقات الحفاظ: 98.
(*)
ص 242
يونس بن يزيد عندهما، وسعيد بن مسروق عند مسلم، روى عنه علي بن المديني، ومحمد بن
أبي يعقوب عند البخاري، وسعيد بن منصور، وعلي بن حجر، ومحمد بن بكار عند مسلم 1.
2 - الذهبي: ح. م. د. حسان بن إبراهيم الكرماني العنزي قاضي كرمان.. ثقة. قال
النسائي: ليس بالقوي.. 2. 3 - الذهبي أيضا كذلك 3. 4 - ابن حجر العسقلاني: ح.
م. د. حسان بن إبراهيم بن عبد الله الكرماني. قال حرب الكرماني: سمعت أحمد يوثق
حسان بن إبراهيم ويقول: حديثه حديث أهل الصدق، وقال عثمان الدارمي وغيره عن ابن
معين: ليس به بأس. وقال المفضل الغلابي عن ابن معين: ثقة. وقال أبو زرعة لا بأس به.
وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: قد حدث بأفراد كثيرة وهو عندي من أهل
الصدق إلا أنه يغلط في الشيء ولا يتعمد. وقال العقيلي: في حديثه وهم. وقال ابن
المديني: كان ثقة وأشد الناس في القدر. وقال ابن حبان في الثقات: ربما أخطأ.. 4.
*(13)*
رواية جرير الضبي الكوفي

لقد أورد مسلم في (صحيحه) حديث الثقلين برواية
إسماعيل، ثم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ثنا: محمد بن فضيل (ح) وحدثنا إسحاق
بن إبراهيم، نا: جرير، كلاهما عن أبي حيان بهذا الاسناد نحو حديث إسماعيل وزاد في
حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور من
(هامش)
1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 94. 2. الكاشف 1 / 215. 3. العبر 1 / 293. 4. تهذيب
التهذيب 3 / 245. (*)
ص 243
استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل 1. وستظهر روايته لهذا الحديث أيضا
من عبارة المستدرك على الصحيحين.
ترجمته

: 1 - محمد بن طاهر المقدسي: جرير بن عبد
الحميد بن جرير بن قرط ابن هلال بن أنس الضبي أبو عبد الله الرازي، أصله من الكوفة
سمع سليمان الأعمش، ومغيرة، ومنصورا، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبا إسحاق الشيباني
عندهما، وعمارة بن القعقاع، وسهيلا، وهشام بن عروة، والحسن ابن عبد (عبيد) الله،
والمختار بن فلفل، وعبد الملك بن عمير، وهشام بن حسان، وسليمان التيمي، وموسى بن
(أبي) عائشة، ومحمد بن شيبة، وحصينا، وإبراهيم ابن محمد بن المنتشر، وعبد العزيز بن
رفيع، ويحيى بن سعيد، وبيان بن بشر، وفضيل بن غزوان، ومطرفا، وأبا فروة الهمداني،
وعاصما الأحول، وأبا حيان التيمي، وركين بن الربيع، وطلق بن معاوية، والعلاء بن
المسيب عند مسلم. روى عنه قتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى، وعثمان بن أبي شيبة
عندهما، وعلي بن المديني، ومحمد بن سلام عند البخاري، وأبو خيثمة، وإسحاق، وعلي بن
حجر، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو غسان محمد بن عمرو، عند مسلم.. 2. 2 - المزي:
قال ابن سعد: كان ثقة كثير العلم يرحل إليه. وقال محمد ابن حماد: كان حجة وكانت
كتبه صحاحا. وسئل أبو خيثمة: أكان جرير يدلس؟ قال: لا. وقال أبو حاتم: ثقة يحتج به.
ولد سنة سبع ومائة وقيل: سنة عشر. وقال العجلي: كوفي ثقة نزل الري. وقال (س): ثقة
3.
(هامش)
1. وفيات الأعيان 2 / 169. 2. أسماء رجال الصحيحين 1 / 74 - 75. 3. تهذيب الكمال -
مخطوط. (*)
ص 244
3 - الذهبي: .. رحل إليه المحدثون لثقته وحفظه وسعة علمه. قال ابن معين: سمعته
يقول: عرض علي بالكوفة ألفا درهم يعطوني مع القراء فأبيت ثم جئت أطلب ما عندهم. قال
يحيى بن معين: طلب جرير الحديث عشر سنين فقط.. وحديثه عال في جزء ابن عرفة 1. 4 -
الذهبي أيضا: .. له مصنفات مات 188 2. 5 - الذهبي أيضا في (العبر) كذلك 3. 6 -
اليافعي أيضا في (مرآة الجنان) 4. 7 - ابن حجر العسقلاني: .. وقال يوسف بن عمار
الموصلي: حجة كانت كتبه صحاحا. وقال محمد بن عمرو زنيح (زينج) سمعت جريرا قال: رأيت
ابن أبي نجيح وجابرا الجعفي وابن جريج فلم اكتب عن واحد منهم. فقيل له: ضيعت يا أبا
عبد الله. فقال: لا، أما جابر فكان يؤمن بالرجعة، وأما ابن نجيح فكان يرى القدر،
وأما ابن جريج فكان يرى المتعة. وقيل لسليمان بن حرب: أين كتبت عن جرير؟ قال: بمكة
أنا وعبد الرحمان، يعني ابن مهدي وشاذان. وقال علي بن المديني: كان جرير صاحب ليل.
وقال أبو خيثمة: لم يكن يدلس. وقال حنبل: سئل أبو عبد الله: من أحب إليك جرير أو
شريك؟ فقال: جرير أقل سقطا من شريك، وشريك كان يخطئ. وكذا قال ابن معين نحوه وقال
العجلي: كوفي ثقة نزل الري. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن أبي الأحوص وجرير في
حديث حصين، فقال: كان جرير أكيس الرجلين، جرير أحب إلي. قلت: يحتج بحديثه؟ قال:
نعم، جرير ثقة
(هامش)
1. تذكرة الحفاظ 1 / 272. 2. الكاشف 1 / 182. 3. العبر 1 / 299. 4. مرآة الجنان 1 /
420. *
ص 245
وهو أحب إلي في هشام بن عروة من يونس بن بكير. وقال النسائي: ثقة وقال ابن خراش،
صدوق وقال أبو القاسم اللالكائي: مجمع على ثقته. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن بالذكي،
اختلط عليه حديث أشعث وعاصم الأحول حتى قدم عليه نمير (في النسخة بهز) فعرفه، نقله
العقيلي وقد قيل ليحيى بن معين عقب هذه الحكاية: كيف تروي عن جرير؟ فقال: ألا تراه
قد بين لهم أبرها؟ وقال البيهقي في (السنن): نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ. وذكر
صاحب الحافل عن أبي حاتم أنه تغير قبل موته بسنة فحجبه أولاده، وهذا ليس بمستقيم،
فإن هذا إنما وقع لجرير بن حازم، فكأنه اشتبه على صاحب الحافل. وقال ابن حبان في
(الثقات): كان من العباد الخشن وقال أبو أحمد الحاكم: هو عندهم ثقة وقال الخليلي في
(الارشاد): ثقة متفق عليه وقال قتيبة: ثنا جرير الحافظ المقدم، لكني سمعته يشتم
معاوية علانية 1. 8 - ابن حجر أيضا في (تقريب التهذيب) ووثقه 2. *(14)*
رواية ابن
علية البصري

وسيأتي روايته لحديث الثقلين عند تخريج حديث أحمد في (المسند) ومسلم في
(الصحيح).
ترجمته

: 1 - محمد بن طاهر المقدسي: إسماعيل بن إبراهيم بن سهم بن
(هامش)
1. تهذيب التهذيب 2 / 75. 2. تقريب التهذيب 1 / 127. (*)
ص 246
مقسم الأسدي البصري مولى بني أسد بن خزيمة، يكنى أبا بشر وأمه علية مولاة لبني أسد،
سمع أيوب، وعبد العزيز، وروح بن القاسم عندهما، ويحيى بن سعيد التيمي، وابن أبي
عروبة، وخالد الحذاء (والجريري سعيدا) ومنصور ابن عبد الرحمن، ويونس بن عبيد، وداود
بن أبي هند، وغير واحد عند مسلم. روى عنه علي بن المديني وصدقة وقتيبة عند البخاري،
وابن أبي شيبة، وزهير وعلي بن حجر، وغير واحد عند مسلم. ولد سنة 110 وتوفي سنة 193
أو 194 ببغداد 1. 2 - المزي: قال شعبة: هو ريحانة الفقهاء. وقال أحمد: إليه
المنتهى في التثبت بالبصرة. وقال ابن مهدي: هو اثبت من هشيم. وقال القطان: هو اثبت
من وهيب. وقال (د): ما أحد من المحدثين إلا قد أخطأ إلا ابن علية وبشر بن المفضل.
وقال عفان عن داود بن سلمة: كنا نشبه ابن علية بثوير ابن عبيد. وقال غندر: نشأت في
الحديث وليس أحد يقدم في الحديث على ابن علية، وقال يعقوب بن شيبة عن الهيثم بن
خالد، قال: اجتمع حفاظ البصرة وحفاظ الكوفة فقال لهم أهل الكوفة نحوا عنا إسماعيل
وهاتوا من شئتم، وقال زياد بن أيوب: ما رأيت لابن علية كتابا قط. قال عمر بن زرارة:
صحبت ابن علية أربع عشرة سنة فما رأيته ضحك فيها وصحبته سبع سنين فما رأيته يتبسم
فيها قال ابن معين: كان ثقة مأمونا صدوقا مسلما ورعا تقيا. وقال (س): ثقة ثبت 2.
3 - الذهبي: قال يونس بن بكير: سمعت شعبة يقول: ابن علية سيد المحدثين، وكان حماد
بن سلمة يشبه شمائل ابن علية بشمائل يونس بن عبيد. وقال يزيد بن هارون: دخلت البصرة
وما بها خلق يفضل على ابن علية في الحديث وقال زياد بن أيوب: ما رأيت لابن علية
كتبا قط، وقد
(هامش)
1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 23. 2. تهذيب الكمال - مخطوط. (*)
ص 247
ولي ابن علية القضاء فبعث ابن المبارك بأبيات يعنفه على الولاية، وقيل إنه دخل على
الأمين فشتمه وهم به لكونه قال كلمة يفهم منها أنه يقول بخلق القرآن، فإنه سئل عن
حديث (تجئ البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) فقيل: ألهما لسان؟ قال: نعم،
فقالوا: قال بخلق القرآن. وإنما غلط في التعبير وتاب مما قال 1. 4 - أيضا: إمام
حجة 2. 5 - الذهبي أيضا في (العبر) كذلك 3. 6 - اليافعي في (مرآة الجنان) 4. 7 -
ابن حجر العسقلاني: وقال عفان: كنا عند حماد بن سلمة فأخطأ في حديث - وكان لا
يرجع إلى قول أحد قد خولف فيه - فقيل له: قد خولفت فيه. فقال: من؟ قالوا: حماد بن
زيد، فلم يلتفت، فقال له إنسان: ابن علية يخالفك، فقام فدخل ثم خرج فقال: القول ما
قال إسماعيل. وقال أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وقال أيضا: فاتني مالك
فأخلف الله علي سفيان وفاتني حماد بن زيد فأخلف الله علي إسماعيل ابن علية. وقال
أيضا: كان حماد ابن زيد لا يعبأ إذا خالفه الثقفي ووهيب، وكان يفرق من إسماعيل بن
علية إذا خالفه.. وقال النسائي: ثقة ثبت. وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتا في الحديث
حجة، وقد ولي صدقات البصرة وولي ببغداد المظالم في آخر خلافة هارون. وقال أحمد بن
سعيد الدارمي: لا يعرف لابن عطية غلط إلا في حديث جابر في المدبر، جعل اسم الغلام
اسم المولى، واسم المولى اسم الغلام. وقال ابن وضاح: سألت أبا جعفر البستي عنه،
فقال: بصري ثقة، وهو احفظ من
(هامش)
1. تذكرة الحفاظ 1 / 323. 2. الكاشف 1 / 118. 3. العبر 1 / 310. 4. مرآة الجنان 1 /
443. (*)
ص 248
الثقفي.. وقال العيشي: ثنا الحماد أن ابن المبارك كان يتجر ويقول: لولا خمسة ما
اتجرت، السفيانان وفضيل وابن السماك وابن عليه فيصلهم فقدم سنة فقيل له: قد ولي ابن
علية القضاء فلم يأته ولم يصله، فركب ابن علية إليه فلم يرفع له رأسا فانصرف. فلما
كان من غد كتب إليه رقعة يقول: قد كنت منتظرا لبرك وجئتك فلم تكلمني فما رأيته
مني؟! فقال ابن المبارك: يأبى هذا الرجل إلا أن تقشر له العصا، ثم كتب إليه: يا
جاعل العلم له بازيا * يصطاد أموال المساكين احتلت للدنيا ولذاتها * بحيلة تذهب
بالدين فصرت مجنونا بها بعد ما * كنت دواءا للمجانين أين رواياتك فيما مضى * عن ابن
عوف وابن سيرين أين رواياتك في سردها * في ترك أبواب السلاطين إن قلت: أكرهت، فذا
باطل * زل حمار العلم في الطين فلما وقف على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء فوطئ
بساط الرشيد وقال: الله؟ الله؟ ارحم شيبتي فإني لا اصبر على القضاء. قال: لعل هذا
المجنون أغراك؟ ثم أعفاه ووجه إليه ابن المبارك بالبصرة. وقيل إن ابن المبارك إنما
كتب إليه هذه الأبيات لما ولي صدقات البصرة، وهو الصحيح. وقال علي بن خشرم: قلت
لوكيع: رأيت ابن علية يشرب النبيذ حتى يحمل على الحمار يحتاج من يرده. فقال وكيع:
إذا رأيت البصري يشرب النبيذ فاتهمه وإذا رأيت الكوفي يشرب فلا تتهمه. قلت: وكيف
ذلك؟ قال: الكوفي يشربه تدينا والبصري يتركه تدينا. وقال الفضل بن زياد: سألت أحمد
بن حنبل عن وهيب وابن علية، قال: وهيب أحب إلي: ما زال ابن علية وضيعا من الكلام
الذي تكلم به إلى أن مات. قلت: أليس قد رجع وتاب على رؤوس الناس؟ قال: بلى - إلى أن
قال: وكان لا ينصف بحديث الشفاعات.
ص 249
وذكره ابن حبان في الثقات 1. 8 - السيوطي: قال شعبة: ابن علية سيد المحدثين
وريحانة الفقهاء، وقال أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وقال غنذر: ليس أحد
يقدم في الحديث عليه، وقال ابن معين: كان ثقة مأمونا صدوقا ورعا تقيا، وقال قتيبة:
كانوا يقولون: الحفاظ أربعة، ابن علية وعبد الوارث ويزيد بن زريع ووهيب وقال أبو
داود: ما أحد من المحدثين إلا قد أخطأ إلا ابن علية وبشر ابن المفضل. مات ببغداد
سنة 193، ومولده سنة 115 2. *(15)*
رواية محمد بن الفضيل الضبي الكوفي

ظهرت رواية
محمد بن فضيل من عبارة (صحيح مسلم) و(صحيح الترمذي) السابقتين. وستأتي عند ذكر
عبارة (أسد الغابة) لابن الأثير إن شاء الله.
ترجمته

: 1 - ذكره ابن حبان في
(الثقات) وأضاف: وكان يغلو في التشيع . 2 - محمد بن طاهر المقدسي: محمد بن
فضيل بن غزوان أبو عبد الرحمن الضبي، مولاهم الكوفي، سمع إسماعيل بن أبي خالد،
والأعمش، وأباه، وغير واحد عندهما، روى عنه محمد بن نمير، وإسحق الحنظلي، وابن أبي
شيبة، ومحمد بن سلام، وقتيبة، وعمران بن ميسرة، وعمرو ابن علي عند البخاري وعبد
الله بن عامر، وأبو كريب، ومحمد بن طريف،
(هامش)
1. تهذيب التهذيب 1 / 275. 2. طبقات الحفاظ: 133. (*)
ص 250
وواصل بن عبد الأعلى وزهير، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن يزيد أبو
هشام الرفاعي، وأحمد الوكيعي، وعبد العزيز بن عمر بن أبان عند مسلم، قال أبو عيسى:
مات سنة 194، وقال ابن نمير مثله 1. 3 - المزي: قال يحيى: ثقة، وقال أبو زرعة:
صدوق من أهل العلم، وقال (د): كان شيعيا محترقا، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال (س): ليس
به بأس، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال: كان يغلو في التشيع 2. 4 -
الذهبي: قال أحمد كان يتشيع وكان حسن الحديث. وقال عثمان الدارمي عن ابن معين:
ثقة. وقال أبو زرعة: صدوق من أهل العلم. وقال أبو داود: كان شيعيا محترقا. وقال
النسائي: ليس به بأس.. 3. 5 - الذهبي أيضا: .. وكان من علماء هذا الشأن وثقه
يحيى بن معين. وقال أحمد: حسن الحديث شيعي. قلت: كان متواليا فقط، قرأ القرآن على
حمزة وقد دخل على منصور ليسمع منه فوجده مريضا. قال أبو داود: كان شيعيا محترقا
4. 6 - الذهبي أيضا كذلك 5. 7 - ابن حجر العسقلاني: صدوق عارف رمي بالتشيع 6. 8
- السيوطي: محمد بن فضيل بن غزوان الضبي قال أحمد: كان يتشيع وكان حسن الحديث
7.
(هامش)
1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 447. 2. تهذيب الكمال - مخطوط. 3. تهذيب التهذيب -
مخطوط. 4. تذكرة الحفاظ 1 / 315. 5. الكاشف 3 / 89. 6. تقريب التهذيب 2 / 201. 7.
طبقات الحفاظ: 130. (*)
ص 251
*(16)*
رواية عبد الله بن نمير

ظهرت روايته لحديث الثقلين من عبارة (مسند أحمد)
السابقة حيث رواه عن عبد الملك بن أبي سليمان، كما سيأتي ذكر روايته لهذا الحديث من
عبارة (المسند) الآتية و(كتاب المناقب) لأحمد.
ترجمته

: 1 - محمد بن طاهر المقدسي:
عبد الله بن نمير أبو هشام الخارفي - من خارف همدان - سمع إسماعيل بن أبي خالد،
وهشام بن عروة، وعبد الله ابن عمر، وغير واحد عندهما، روى عنه ابنه محمد عندهما،
وأبو قدامة السرخسي، وزكريا البلخي، وعلي بن مسلم، وإسحاق غير منسوب عند البخاري،
وأحمد بن حنبل، وأبو كريب، وزهير، وغير واحد عند مسلم 1. 2 - المزي: قال عثمان
الدارمي: قلت ليحيى: ابن إدريس أحب إليك في الأعمش أو ابن نمير؟ قال: كلاهما ثقة.
وقال أبو حاتم: كان مستقيم الأمر 2. 3 - الذهبي: عبد الله بن نمير الحافظ
الإمام أبو هشام الهمداني، ثم الخارفي الكوفي والد الحافظ الكبير محمد. حدث عن هشام
بن عروة، والأعمش وأشعث بن سوار، وإسماعيل بن أبي خالد، ويزيد بن أبي زياد، وعبيد
الله بن عمر، وعدة. وعنه أحمد وابن معين وابن المديني وإسحاق الكوسج، وأحمد ابن
الفرات، والحسن بن علي بن عفان، وخلق. وثقه يحيى ابن معين وغيره، وكان من كبار
أصحاب الحديث، توفي في سنة 199 وله أربع وثمانون سنة 3.
(هامش)
1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 260. 2. تهذيب الكمال - مخطوط. 3. تذكرة الحفاظ 1 /
327. (*)
ص 252
4 - الذهبي في (الكاشف) كذلك 1. 5 - الذهبي: في (العبر) كذلك 2. 6 - ابن حجر
العسقلاني: قال أبو نعيم: سئل سفيان عن أبي خالد الأحمر، فقال: نعم الرجل عبد
الله بن نمير، وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى بن معين: ابن إدريس أحب إليك في
الأعمش أو ابن نمير؟ فقال: كلاهما ثقة، وقال أبو حاتم: كان مستقيم الأمر.. قلت:
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي: ثقة، صالح الحديث، صاحب سنة. وقال ابن سعد:
كان ثقة كثير الحديث صدوقا 3. 7 - ابن حجر أيضا: ثقة صاحب حديث من أهل السنة من
كبار التاسعة 4. 8 - السيوطي: عبد الله بن نمير الهمداني الخارفي أبو هشام
الكوفي، روى عن الأعمش، وهشام بن عروة، ويحيى الأنصاري، وخلق. وعنه ابنه محمد،
وأحمد بن حنبل، وابن معين، وابن المديني، وأبو كريب، وخلق 4. *(17)*
رواية أبي
أحمد الزبيري

الحبال أورد روايته لحديث الثقلين أحمد بالنحو الآتي حدثنا أحمد
الزبيري، ثنا شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت. قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما
لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض جميعا 5.
(هامش)
1. الكاشف 2 / 127. 2. العبر 1 / 330. 3. تهذيب التهذيب 6 / 56. 4. تقريب التهذيب 1
/ 457. 5. طبقات الحفاظ: 137. 6. مسند أحمد 5 / 189. (*)