نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 253

ترجمته

 1 - محمد بن طاهر المقدسي: محمد بن عبد الله بن الزبير أبو أحمد الأسدي مولاهم الكوفي، ويقال: الزبيري ينسب إلى جد هذا، سمع الثوري وإسرائيل عندهما، ومسعرا وعمرو بن سعيد وعيسى بن طهمان عند البخاري وشيبان بن عبد الرحمن وقيس بن سليم وحمزة (بن) الزيات وسعيد ابن حسان وعمار بن رزين (رزيق) ومالك بن مغول ومحمد بن (عبد العزيز و) والوليد بن جميع عند مسلم. روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة ونصر بن علي عندهما، و(أبو) عبد الله المسندي ومحمود بن غيلان ومحمد بن عبد الرحيم وأبو موسى ويوسف القطان عند البخاري، ومحمد بن رافع وحجاج بن الشاعر، وزهير وعمرو الناقد وعبيد الله القواريري ومحمد بن عمرو بن جبلة عند مسلم 1. 2 - المزي: قال ابن نمير: صادق وهو في الطبقة الثالثة من أصحاب الثوري، وما علمت منه إلا خيرا، مشهور بالطلب، ثقة، صحيح الكتاب. وقال نصر بن علي: سمعت الزبيري يقول: لا أبالي أن يسرق مني كتاب سفيان، إني أحفظه كله. وقال أحمد: كان كثير الخطأ في حديث سفيان. وقال يحيى: ثقة. وقال العجلي: كوفي ثقة وكان يتشيع، وقال أبو حاتم: حافظ للحديث عابد مجتهد، له أوهام. وقال أبو زرعة وابن خراش: صدوق: وقال (س): ليس به بأس 2. 3 - الذهبي: أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير ا لحافظ الثبت الأسدي الزبيري.. قال بندار: ما رأيت رجلا قط احفظ من أبي أحمد وقال العجلي: ثقة يتشيع، وقال أبو حاتم: حافظ عابد مجتهد له أوهام، وقيل: كان يصوم الدهر 3.

(هامش)

1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 441. 2. تهذيب الكمال - مخطوط. 3. تذكرة الحفاظ 1 / 357. (*)

ص 254

4 - الذهبي أيضا: قال أبو أحمد الزبيري: لا أبالي أن يسرق مني كتاب سفيان، إني أحفظه كله، وقال أحمد بن خيثمة عن ابن معين: ثقة، وقال العجلي: الكوفي ثقة يتشيع، وقال بندار: ما رأيت رجلا قط احفظ من أبي أحمد الزبيري، وقال أبو حاتم: حافظ للحديث عاقل مجتهد، له أوهام، وقال النسائي وغيره: ليس به بأس، وقال ابن أبي خيثمة عن محمد بن زيد: كان محمد بن عبد الله الأسدي يصوم الدهر وكان إذا تسحر برغيف لم يصدع، وإذا تسحر بنصف رغيف صدع من نصف النهار إلى آخره وإن لم يتسحر صدع يومه أجمع. قال أحمد بن حنبل: مات بالأهواز سنة 203 1. 5 - الذهبي أيضا في (الكاشف) و(العبر) كذلك 2. 6 - اليافعي كذلك 3. 7 - ابن حجر العسقلاني: ثقة ثبت إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري 4. 8 - السيوطي كذلك 5. *(18)*

رواية أبي عامر العقدي

 وسيأتي من عبارة (المناقب) لابن المغازلي ما يظهر روايته لحديث الثقلين.

(هامش)

1. تهذيب التهذيب - مخطوط. 2. الكاشف 2 / 60، العبر 1 / 341. 3. مرآة الجنان 2 / 8. 4. تقريب التهذيب 2 / 176. 5. طبقات الحفاظ: 152. (*)

ص 255

.

ترجمته


1 - محمد بن طاهر المقدسي: عبد الملك بن عمرو بن قيس أبو عامر العقدي القيسي البصري، نسب إلى العقد وهو مولى الحارث بن عباد من بني قيس بن ثعلبة. سمع سليمان بن بلال وقرة بن خالد وشعبة وغير واحد عندهما. روى عنه أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ومحمد بن المثنى عندهما. وعبد الله المسندي وإسحاق الحنظلي وبندار عند البخاري. وعبد بن حميد وأبو أيوب سليمان الغيلاني وعتبة بن مكرم وأحمد بن خراش ومحمد بن عمرو ابن جبلة وحسن الحلوائي وأبو بكر بن نافع وأبو معن عند مسلم. قال محمد بن سعد: مات سنة 204 1. 2 - السمعاني: والمشهور بهذا الانتساب أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، يروي عن شعبة وابن المبارك 2. - 3 - عبد الغني المقدسي: سئل عنه أبو حاتم، فقال: صدوق، وقال أبو زكريا الأعرج: كان إسحاق بن راهويه إذا حدث عنه قال: ثنا أبو عامر الثقة الأمين، وقال سليمان بن داود القزاز: قلت لأحمد بن حنبل: أريد البصرة عمن اكتب؟ قال: عن أبي عامر العقدي ووهب بن جرير. قال أبو داود: مات سنة 205 وقيل 204 روى له الجماعة 3. 4 - المزي: قال يحيى: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال (س): ثقة مأمون. قال السراج: والعقد قوم من قيس وهم صنف من أزد، وكان لا يخضب.. 4. 5 - الذهبي: والعقدي الحافظ الإمام الثقة أبو عامر عبد الملك بن

(هامش)

1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 314. 2. الأنساب - العقدي. 3. الكمال - مخطوط. 4. تهذيب الكمال - مخطوط. (*)

ص 256

عمرو القيسي.. قال النسائي: ثقة مأمون، وقال غيره: كان أحد حفاظ البصرة 1. 6 - العسقلاني: قال سليمان بن داود القزاز: قلت لأحمد: أريد البصرة عمن اكتب؟ قال: عن أبي عامر العقدي ووهيب بن جرير. وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: صدوق. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال ابن مهدي: كتبت حديث ابن أبي ذئيب عن أوثق شيخ أبي عامر العقدي. ورواه أبو العباس السراج عن محمد بن يونس، عن سليمان بن الفرج عن ابن مهدي.. وقال ابن سعد: كان ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات . وقال ابن شاهين في الثقات : قال عثمان الدارمي: أبو عامر ثقة عاقل 2. 7 - ابن حجر أيضا: ثقة من التاسعة 3. 8 - السيوطي بنحو ما مر 4. *(19)*

 رواية الأسود بن عامر الشامي

 تقدمت روايته لحديث الثقلين من عبارة (مسند أحمد).

ترجمته


: 1 - ابن حبان: الأسود بن عامر أبو عبد الرحمن، ولقبه شاذان، أصله من الشام، سكن بغداد، يروي عن حماد بن زيد وشريك، روى عنه ابن أبي شيبة وأهل العراق، مات ببغداد أول سنة 208 5.

(هامش)

1. تذكرة الحفاظ 1 / 347. 2. تهذيب التهذيب 6 / 409. 3. تقريب التهذيب 1 / 521. 4. طبقات الحفاظ: 114. 5. الثقات 8 / 130. (*)

ص 257

2 - محمد بن طاهر المقدسي بنحو ما مر 1. 3 - المزي: قال أحمد وابن المديني: ثقة، وقال يحيى: لا بأس به، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: صدوق صالح. وقال بن سعيد: صالح الحديث 2. 4 - الذهبي: الحافظ شاذان أحد الاثبات، حدث عن هشام بن حسان وطلحة بن عمرو وشعبة والثوري وجرير بن حازم وطبقتهم، وعنه أحمد وعلي وأبو ثور وأحمد بن الخليل البرجلاني والحارث بن أبي أسامة وأبو محمد الدارمي وخلق. وثقه علي وغيره وقد روى عنه بقية بن الوليد مع تقدمه.. 3. 5 - الذهبي أيضا في (الكاشف) بنحو ما مر، وفي (العبر) كذلك 4. 6 - العسقلاني: روى عنه بقية وهو أكبر منه. قال ابن معين: لا بأس به. وقال ابن المديني: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق صالح، وقال ابن سعد: صالح الحديث، مات سنة 208. قلت: وذكره ابن حبان في الثقات.. 5. 7 - ابن حجر أيضا ثقة من التاسعة 6. 8 - السيوطي: كان ثقة صالحا صدوقا 7.

(هامش)

1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 37. 2. تهذيب الكمال - مخطوط. 3. تذكرة الحفاظ 1 / 360. 4. الكاشف 1 / 131، العبر 1 / 354. 5. تهذيب التهذيب 1 / 340. 6. تقريب التهذيب 1 / 76. 7. طبقات الحفاظ: 155. (*)

ص 258

*(20)*

 رواية يحيى بن حماد الشيباني

 وستأتي روايته لحديث الثقلين من كتاب (الخصائص) للنسائي و(المستدرك على الصحيحين) للحاكم، وكتاب (المناقب) للخوارزمي.. فانتظر. .

ترجمته


1 - محمد بن طاهر المقدسي: يحيى بن حماد الشيباني مولاهم البصري يكنى أبا بكر، سمع أبا عوانة عندهما، وشعبة وعبد العزيز بن المختار عند مسلم، روى عنه البخاري في ذكر الخواص (الحوض) وغير موضع وروى عن الحسن بن مدرك عنه في الحيض والرقاق. وروى مسلم عن أبي موسى وبندار وإبراهيم بن دينار وإسحاق الحنظلي، وإسحاق بن منصور في مواضع قال البخاري: حدثني الحسن بن مدرك، قال: مات سنة 215 1. 2 - المزي: قال محمد بن سعد: ثقة كثير الحديث، وقال أبو حاتم: ثقة. وذكره ابن حبان في كتاب (الثقات) وقال محمد بن النعمان بن عبد السلام: لم أر أعبد من يحيى بن حماد وأظنه لم يضحك 2. 3 - الذهبي: خ. م. خد. ت. س. ق.. وثقه أبو حاتم وغيره. قال محمد بن النعمان بن عبد السلام: لم أر أعبد من يحيى بن حماد، وأظنه لم يضحك. قيل توفي سنة 215 3. 4 - الذهبي أيضا ثقة متأله.. 4.

(هامش)

1. أسماء رجال الصحيحين 2 / 559. 2. تهذيب الكمال - مخطوط. 3. تهذيب التهذيب - مخطوط. 4. الكاشف 3 / 253. (*)

ص 259

5 - الذهبي بنحو ما مر 1. 6 - اليافعي كذلك 2. 7 - ابن حجر: ثقة عابد من صغار التاسعة.. 3. *(21)*

 رواية محمد بن حبيب البغدادي

روى حديث الثقلين في كتاب المنمق قائلا: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تركت فيكم كتاب الله وعترتي، لن تضلوا ما تمسكتم بهما 4.

ترجمته


: ترجم له السيوطي بقوله: محمد بن حبيب أبو جعفر. قال ياقوت: من علماء بغداد، عارف باللغة والشعر والأخبار والأنساب، ثقة، مؤدب.. (إلى أن قال السيوطي): وقال ثعلب حضرت مجلسه فلم يمل، وكان حافظا صدوقا وكان يعقوب أعلم منه، وكان هو أحفظ للأنساب والأخبار، وله من التصانيف: (النسب) (الأنساب على أفعل) أخبار قريش ويسمى (المنمق) (غريب الحديث) (الأنواء) (المشجر) (الموشى) (المختلف والمؤتلف في أسماء القبائل) (طبقات الشعراء) (نقائض جرير والفرزدق) (تاريخ الخلفاء) (كنى الشعراء) (مقاتل الفرسان) (النساب الشعراء) (الخليل) (النبات) (من استجيب دعوته) (ألقاب القبائل كلها) (شعر لبيد) (شعر ابن الصمة) (شعر الأقيسر) وغير ذلك. مات بسامراء في ذي الحجة سنة 215 5.

(هامش)

1. العبر 1 / 368. 2. مرآة الجنان 2 / 63. 3. تقريب التهذيب 2 / 346. 4. المنمق: 9. 5. بغية الوعاة: 29، 30. (*)

ص 260

هذا، وإن علماء السنة يعتمدون على مؤلفات محمد بن حبيب - هذا - في كتبهم كثيرا، نذكر منهم على سبيل التمثيل، الخوارزمي حيث يقول: الصفات: عن أبي إسحاق قال: لقد رأيت عليا عليه السلام ابيض الرأس واللحية ضخم البطن ربعة من الرجال. وذكر ابن مندة أنه كان شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمهما، ذا بطن، أجلح أصلع، وهو إلى القصر أقرب، أبيض الرأس واللحية. وزاد محمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته: آدم اللون حسن الوجه، ضخم الكراديس والباقي سواء 1. والسيوطي حيث يقول .. وقد أخرج ابن حبيب في تاريخه عن ابن عباس رضى الله عنهما. قال: كان عدنان ومعد وربيعة ومضر وخزيمة وأسد على دين إبراهيم عليه السلام فلا تذكروهم إلا بخير 2. *(22)*

رواية محمد بن سعد الزهري

 روى حديث الثقلين في (طبقاته) حيث قال: أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما 3. وأورد السيوطي حديث الثقلين عن طريقه، فقال: وأخرج ابن سعد

(هامش)

1. المناقب: 13. 2. مسالك الحنفا: 33. 3. الطبقات الكبرى 1 / 194. (*)

ص 261

وأحمد والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس، إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي، أمرين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل الله ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض 1.

ترجمته


: 1 - السمعاني: وكان من أهل الفضل والعلم وصنف كتابا كبيرا في طبقات الصحابة والتابعين والصالحين إلى وقته فأجاد فيه وأحسن. روى عنه الحارث بن أبي أسامة والحسين بن فهم وأبو بكر بن أبي الدنيا، وحكى عن يحيى بن معين أنه رماه بالكذب، ونقل الناقل غلط أو وهم، لأنه من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه فإنه يتحرى في كثير من الروايات. وقال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن محمد بن سعد، فقال: لصدق روايته جاء إلى القواريري، وسأله عن أحاديث فحدثه. وحكى إبراهيم الحربي قال: (كان) أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة بحنبل ابن إسحاق إلى ابن سعد يأخذ منه جزئين من حديث الواقدي ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى ثم يردها ويأخذ غيرها. قال إبراهيم: ولو ذهب وسمعها كان خيرا له 2. 2 - ابن خلكان: أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الزهري كاتب الواقدي، كان أحد الفضلاء النبلاء الأجلاء، صحب الواقدي المذكور قبله زمانا.. وكان صدوقا وثقة، ويقال اجتمعت كتب الواقدي عند أربعة أنفس: أولهم كاتبه محمد بن سعد المذكور، وكان كثير العلم، غزير الحديث والرواية كثير الكتب، كتب الحديث والفقه وغيرهما. وقال الحافظ أبو بكر الخطيب صاحب تاريخ بغداد في حقه: محمد بن سعد عندنا من أهل

(هامش)

1. الدر المنثور 2 / 60. 2. الأنساب - الكاتب. (*)

ص 262

العدالة، وحديثه يدل على صدقه.. 1. 3 - الذهبي: حدث عنه ابن أبي الدنيا، وأحمد بن يحيى البلاذري، والحارث بن أبي أسامة، والحسين بن فهم، وآخرون. قال ابن فهم: كان كثير العلم كثير الكتب، كتب الحديث والفقه والغريب 2. 4 - الذهبي أيضا: الإمام الحبر أبو عبد الله محمد بن سعد الحافظ كاتب الواقدي وصاحب الطبقات و التاريخ ببغداد في جمادى الآخرة وله اثنتان وسبعون سنة. روى عن سفيان بن عيينة وهشيم وخلق كثير. قال أبو حاتم: صدوق 3. 5 - الذهبي أيضا بنحو ما مر 4. 6 - ابن حجر العسقلاني: صدوق فاضل من العاشرة 5. 7 - السيوطي: محمد بن سعد بن منيع البصري الحافظ، كاتب الواقدي قال الخطيب: كان من أهل العلم والفضل وصنف كتابا كبيرا في طبقات الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى وقته فأجاد وأحسن 6. 8 - القنوجي: بنحو ما مر 7. *(23)*

 رواية خلف بن سالم المهلبي

 ذكر روايته لحديث الثقلين كل من الحاكم في (المستدرك على

(هامش)

1. وفيات الأعيان 3 / 473. 2. تذكرة الحفاظ 2 / 425. 3. العبر 1 / 407. 4. الكاشف 3 / 46. 5. تقريب التهذيب 2 / 163. 6. طبقات الحافظ: 183. 7. التاج المكلل: 123. (*)

ص 263

الصحيحين) والخوارزمي في (المناقب) على ما سيأتي إن شاء الله.

ترجمته


: 1 - ابن حبان: خلف بن سالم (المخرمي) كنيته أبو محمد، يروي عن يحيى القطان وابن مهدي. ثنا عنه أحمد بن الحسين بن عبد الجبار (الضبيعي) الصوفي. مات في آخر رمضان سنة 231 وكان من الحفاظ المتقنين 1. 2 - السمعاني بنحو ما مر 2. 3 - الذهبي في (تذكرة الحفاظ): خلف بن سالم الحافظ أبو محمد السندي مولى المهلب من أعيان الحفاظ ببغداد. يروي عن هشيم وأبي بكر بن عياش وعبد الرزاق والطبقة. وعنه أحمد بن خيثمة والحسن بن علي المعمري. وأبو القاسم البغوي وآخرون، وأخرج النسائي عن رجل عنه، مات سنة 231. وكان يتتبع الغرائب، قال المروزي: سألت أبا عبد الله عنه، فقال: ما أعرفه بكذب، نقموا عليه تتبعه هذه الأحاديث. وقال يحيى بن معين: صدوق. وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتا أثبت من مسدد والحميري . 4 - الذهبي أيضا في (الكاشف) بنحو ما تقدم 3. 5 - ابن حجر العسقلاني .. قال الاجري عن أبي داود: سمعت من خلف بن سالم خمسة أحاديث سمعها من أحمد. قال: وكان أبو داود لا يحدث عن خلف. وقال علي بن سهل بن المغيرة عن أحمد: لا يشك في صدقه. قال المروزي عن أحمد: نقموا عليه تتبعه هذه الأحاديث. قلت: هو صدوق؟ قال: ما أعرفه بكذب مع أنه قد دخل مع الأنصاري في شيء.

(هامش)

1. الثقات 8 / 228. 2. الأنساب - المخرمي. 3. الكاشف 1 / 282. (*)

ص 264

وقال عبد الخالق بن منصور عن يحيى بن معين: صدوق. قلت: إنه كان يحدث بمساوئ الصحابة. قال: قد كان يجمعها وأما أن يحدث بها فلا. وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس بالمسكين بأس لولا أنه سفيه. وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتا، وذكره في موضع آخر في حديث خالفه فيه الحميدي ومسدد، فقال يعقوب: وكان خلف اثبت منهما. وقال النسائي: ثقة ذكره ابن حبان في الثقات وقال كان من الحذاق المتقنين. وقال حمزة الكناني: خلف بن سالم ثقة مأمون من نبلاء المحدثين 1. 6 - السيوطي في (طبقات الحفاظ) بنحو ما تقدم 2. *(24)*

 رواية أبي خيثمة النسائي

 أورد مسلم رواية زهير بن حرب أبي خيثمة لحديث الثقلين على النحو التالي: حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية. قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثني أبو حيان (حدثني يزيد بن حيان) قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا. حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سنى وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوه (فاقبلوا)، وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة

(هامش)

1. تهذيب التهذيب 3 / 152. 2. طبقات الحفاظ: 207. (*)

ص 265

والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين (ثقلين) أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم 1.

ترجمته


: 1 - محمد بن طاهر المقدسي: زهير بن حرب (بن شداد الشامي) النسائي، يكنى أبا خيثمة سكن بغداد، سمع جرير بن عبد الحميد، ويعقوب ابن إبراهيم بن سعد، ومحمد بن فضيل، وهب بن جرير عندهما، ووكيعا، وابن عيينة، وابن علية، ويزيد بن هارون، وعمرو بن يونس، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الصمد بن هاشم بن القاسم، وأبا الوليد الطيالسي، وعفان (بن الأزرق) وإسحاق الأزرق، وحجين بن المثنى، وعبد الله بن نمير، وروح ابن عبادة، وأبا معاوية، ومعاذ بن هشام، وأبا عامر العقدي، وعبيد (عبد) الله المقري، وابن مهدي، وأبا عاصم، وشبابة، ومروان، وأبا أحمد الزبيري، وحسين بن محمد، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن عبيد، وعلي بن حفص، وحجاج بن محمد، وعبدة بن سليمان، والحسن بن موسى، والوليد ابن مسلم وعثمان بن عمرو، وهشيما، وإسحاق بن عيسى، وإسماعيل بن أبي أويس، ومحمد بن حميد المعمري، ومعن بن عيسى، وزيد بن الحباب،

(هامش)

1. صحيح مسلم 2 / 237 - 238. (*)

ص 266

وحميد بن عبد الرحمان الراوسي، وحباب بن هلال، وعمرو بن عاصم، ويونس بن محمد، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، وأبا نعيم الفضل، وبشر بن السري، ومعلى بن منصور (والقاسم) بن مالك عند مسلم. مات أبو خيثمة في ربيع الآخر سنة 234 وهو ابن أربع وسبعين سنة، وكان متقنا ضابطا، روى عنه البخاري ومسلم 1. 2 - السمعاني: كان ثقة ثبتا حافظا متقنا مكثرا من الحديث. قال الفريابي: سألت محمد بن عبد الله بن نمير: أيما أحب إليك أبو خيثمة أو أبو بكر بن أبي شيبة؟ فقال: أبو خيثمة، وجعل يطري أبا خيثمة ويضع من أبي بكر 2. 3 - المزي: قال أبو حاتم: صدوق. وقال يحيى: ثقة. وقال (س): ثقة مأمون. وقال الحسين بن فهم: ثقة ثبت. وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتا حافظا متقنا 3. 4 - الذهبي: وثقه ابن معين وغيره، وقال يعقوب بن شيبة: هو اثبت من أبي بكر بن أبي شيبة. وقال النسائي: ثقة مأمون 4. 5 - وكذا في (الكاشف) 5. 6 - الذهبي أيضا في (العبر) بنحو ما تقدم 6. 7 - ابن حجر العسقلاني: زهير بن حرب بن شداد الحرشي، أبو خيثمة النسائي، نزيل بغداد، مولى بني الحريش بن كعب، وكان اسم جده اشتال فعرب شدادا، وروى عن عبد الله بن إدريس وابن عيينة

(هامش)

1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 153 - 154. 2. الأنساب - النسائي. 3. تهذيب الكمال - مخطوط. 4. تذكرة الحفاظ 2 / 437. 5. الكاشف 1 / 326. 6. العبر 1 / 416. (*)

ص 267

وحفص بن غياث وحميد ابن عبد الرحمن الرواسي وجرير بن عبد الحميد وابن علية وعبد الله بن نمير وعبد الرزاق وعبدة بن سليمان وعمرو بن يونس اليمامي ومروان بن معاوية ومعاذ بن هشام وهشيم القطان وأبي النصر وخلق. وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، وروى له: النسائي بواسطة أحمد بن علي بن سعيد المروزي، وابنه أبو بكر بن أبي خيثمة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وبقى بن مخلد، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وابن أبي الدنيا ويعقوب بن شيبة، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة. قال معاوية عن ابن معين: ثقة، وقال علي بن جنيد عن ابن معين: يكفي قبيلة، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال يعقوب بن شيبة: زهير اثبت من عبد الله بن أبي شيبة، وكان في عبد الله تهاون بالحديث، لم يكن يفصل هذه الأشياء - يعني الألفاظ - وقال جعفر الفريابي: قلت لابن نمير: أيهما أحب إليك؟ فقال: أبو خيثمة حجة، وجعل يطري ويضع من أبي بكر، وقال الاجري: قلت لأبي داود: كان أبو خيثمة حجة في الرجال؟ قال: ما كان حسن علمه. وقال النسائي: ثقة مأمون، وقال الحسين بن فهم: ثقة ثبت. وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتا حافظا متقنا، قال محمد بن عبد الله الحضرمي وغيره: مات سنة 234. وقال أبو بكر: ولد أبي سنة 165، ومات ليلة الخميس لسبع خلون من شعبان وهو ابن أربع وثمانين سنة. قلت: وحكى الخطيب عن أبي غالب علي بن أحمد الناظر: إنه توفي سنة اثنتين وثلاثين. قال الخطيب: هذا وهم والصواب سنة: أربع. وقال أبو القاسم البغوي: كتب عنه، وقال ابن قانع: كان ثقة ثبتا. وقال صاحب الزهرة: روى عنه مسلم ألف حديث ومائتي حديث وإحدى وثمانين حديثا. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: سئل عنه أبي، فقال: ثقة صدوق. وقال ابن وضاح: ثقة عن ثقات، لقيته ببغداد. وقال ابن حبان: (في الثقات) كان متقنا ضابطا من أقران يحيى بن معين 1.

(هامش)

1. تهذيب التهذيب 3 / 342. (*)

ص 268

8 - ابن حجر في (تقريب التهذيب) مثله 1. 9 - السيوطي في (طبقات الحفاظ) بمثل ما تقدم 2. *(25)*

رواية شجاع بن مخلد الفلاس أبو الفضل البغوي

 روى مسلم حديث الثقلين عن أبي خيثمة عنه، فهذا الرجل - شجاع ابن مخلد - من رواة حديث الثقلين. وقد تقدم نص الحديث عند مسلم.

ترجمته


: 1 - محمد بن طاهر المقدسي: شجاع بن مخلد البغوي، سكن بغداد يكنى أبا الفضل سمع يحيى بن زكريا، وإسماعيل بن علية وحسينا الجعفي، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. روى عنه مسلم 3. 2 - عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي: .. قال عبد الله بن أحمد ابن حنبل (عن أبيه ظ) سألت عنه يحيى بن معين، قال: اعرفه ليس به بأس، نعم الشيء، أو: نعم الرجل، ثقة. وقال صالح بن محمد: هو صدوق، وقال الحسين بن فهم: هو من أبناء أهل خراسان من الغز (الغور، ظ) وهو ثبت ثقة. توفي ببغداد لعشر خلون من صفر سنة خمس وثلاثين ومائتين وحضره بشر كثير ودفن في مقبرة باب التين. وأخبرنا زيد بن الحسن، أنبأ عبد الرحمن بن محمد أبو منصور، أنبأ أحمد ابن علي، أنبأ أحمد بن أبي جعفر، ثنا محمد بن العباس الحرار، أنبأ أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب، قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: حدثني شجاع بن مخلد - ولم نكتب ههنا عن أحد خير منه - قال لقيني بشر بن

(هامش)

1. تقريب التهذيب 1 / 264. 2. طبقات الحفاظ: 191. 3. أسماء رجال الصحيحين 1 / 213. (*)

ص 269

الحرث وأنا أريد مجلس منصور بن عمار فقال: وأنت أيضا يا شجاع، إرجع إرجع، فرجعت 1. 3 - المزي وأضاف: وذكره ابن حبان في الثقات 2. 4 - الذهبي: حجة خير، مات 235 3. 5 - ابن حجر العسقلاني: وذكره ابن حبان في الثقات، وقال هارون الجمال ولد سنة 155، وقال الحسين بن فهم: ثقة ثبت توفي ببغداد في صفر سنة 235، وفيها أرخه مطين قلت: وابن قانع وقال: ثقة ثبت، وقال أبو زرعة: ثقة، وقال أحمد: كان ثقة وكان كتابه صحيحا حكاه اللالكائي، وقال الخطيب: له تفسير 4. *(26)*

رواية أبي بكر عبد الله بن محمد المعروف بابن أبي شيبة

 قال الميرزا محمد البدخشاني ما نصه: وأخرجه ابن أبي شيبة، والخطيب في المتفق والمفترق عنه - أي عن جابر - بلفظ: إني تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به: كتاب الله وعترتي أهل بيتي 5. وقد روى ابن أبي شيبة حديث الثقلين عن زيد بن أرقم أيضا كما علمت سابقا من رواية مسلم وسيأتي أيضا إن شاء الله. ورواه بسنده عن أبي سعيد الخدري 6.

(هامش)

1. الكمال - مخطوط. 2. تهذيب الكمال - مخطوط. 3. الكاشف 2 / 5. 4. تهذيب التهذيب 4 / 312. 5. مفتاح النجا - مخطوط. 6. المصنف 10 / 506. (*)

ص 270

.

ترجمته


1 - المقدسي: عبد الله بن محمد بن أبي شيبة واسمه إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي أبو بكر، أخو عثمان والقاسم سمع أبا أسامة وسفيان ابن عيينة وجعفر بن عون وجماعة عندهما. روى عنه البخاري ومسلم. قال البخاري: مات يوم الخميس لثمان خلون من المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين 1. 2 - الذهبي: الإمام العلم سيد الحفاظ، وصاحب الكتب الكبار المسند و المصنف و التفسير أبو بكر العبسي مولاهم الكوفي، أخو الحافظ عثمان ابن أبي شيبة، والقاسم بن أبي شيبة الضعيف. فالحافظ إبراهيم بن أبي بكر هو ولده، والحافظ أبو جعفر بن عثمان هو ابن أخيه. فهم بيت علم، وأبو بكر أجلهم، وهو من أقران أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وعلي بن المديني في السن والمولد والحفظ، ويحيى بن معين أسن منهم بسنوات.. وكان بحرا من بحور العلم، وبه يضرب المثل في قوة الحفظ، حدث عنه الشيخان وأبو داود وابن ماجة. وروى النسائي عن أصحابه، ولا شيء له في جامع أبي عيسى، وروى عنه أيضا: محمد بن سعد الكاتب ومحمد بن يحيى وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة وأبو بكر بن أبي عاصم وبقي من مخلد ومحمد بن وضاح محدثا الأندلس، والحسن بن سفيان وأبو يعلى الموصلي.. وأمم سواهم. قال يحيى بن عبد الحميد الحماني: أولاد ابن أبي شيبة من أهل العلم، كانوا يزاحموننا عند كل محدث. وقال أحمد بن حنبل: أبو بكر صدوق وهو

(هامش)

1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 259. (*)

ص 271

أحب إلي من أخيه عثمان. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان أبو بكر ثقة حافظا للحديث، وقال عمرو بن علي الفلاس: ما رأيت أحدا احفظ من أبي بكر ابن أبي شيبة، قدم علينا مع علي بن المديني، فسرد الشيباني أربع مائة حديث حفظا وقام. وقال الإمام أبو عبد الله: انتهى الحديث إلى أربعة وأبو بكر بن أبي شيبة أسدهم (أسردهم) له، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه، ويحيى بن معين أجمعهم له، وعلي بن المديني أعلمهم به. قال محمد بن عمرو ابن العلاء الجرجاني: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة وأنا معه في جبانة كندة، فقلت له: يا أبا بكر سمعت من شريك وأنت ابن كم؟ قال: وأنا ابن أربع عشرة سنة، وأنا يومئذ أحفظ للحديث مني اليوم. قلت: صدقت والله وأين حفظ المراهق من حفظ من هو في عشر الثمانين. قال الجرجاني: فسألت يحيى ابن معين عن سماع أبي بكر ابن أبي شيبة من شريك، فقال: أبو بكر عندنا صدوق وما يحمله على أن يقول وجدت في كتاب أبي بخطه. وقال: وحدث عن روح بن عبادة بحديث الدجال وكنا نظنه سمعه من أبي هشام الرفاعي. قال عبدان الأهوازي: كان أبو بكر يقعد إلى الاسطوانة وأخوه ومشكدانة وعبد الله بن البراد وغيرهم (كلهم) سكوت إلا أبو بكر فإنه يهدر. قال ابن عدي: هي الاسطوانة التي كان يجلس إليها ابن عقدة. وقال لي ابن عقدة: هذه هي اسطوانة عبد الله بن مسعود، جلس إليها بعده علقمة وبعده إبراهيم وبعده منصور وبعده سفيان الثوري وبعده وكيع وبعده أبو بكر ابن أبي شيبة وبعده مطين. وقال صالح بن محمد الحافظ جزرة: أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني، وأعلمهم بتصحيف المشايخ يحيى بن معين، واحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة. قال الحافظ أبو العباس ابن عقدة: سمعت عبد الرحمن بن خراش يقول: سمعت أبا زرعة يقول: ما رأيت احفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. فقلت: يا أبا زرعة فأصحابنا البغداديون؟ قال: دع أصحابك فإنهم أصحاب مخاريق، ما رأيت احفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. قال الخطيب: كان أبو بكر متقنا حافظا..

ص 272

أنبأنا ابن علان، أنبأنا الكندي، أنبأنا القزاز، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أحمد بن علي المحتسب، عن محمد بن عمران الكاتب، حدثني عمر بن علي، أنبأنا أحمد بن محمد بن المربع، سمعت أبا عبيدة يقول: ربانيو الحديث أربعة: فأعلمهم بالحلال والحرام أحمد بن حنبل، وأحسنهم سياقة للحديث وأداءا علي بن المديني، وأحسنهم وصفا وضعا للكتاب أبو بكر بن أبي شيبة، وأعلمهم بصحيح الحديث وسقيمه يحيى بن معين. قال البخاري ومطين: مات أبو بكر في المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين. قلت: آخر من روى عنه أبو عمر يوسف بن يعقوب النيسابوري 1. *(27)*

رواية محمد بن بكار الريان الهاشمي

 ظهر من عبارة مسلم في (الصحيح) المتقدمة في رواية سعيد بن مسروق إن محمد بن بكار - هذا - ممن روى حديث الثقلين.

ترجمته


: 1 - المقدسي: محمد بن بكار بن الريان البغدادي يكنى أبا عبد الله، سمع محمد بن طلحة بن مصرف وإسماعيل بن أبي زكريا وحسان بن إبراهيم وأبا عاصم النبيل، روى عنه مسلم. قال السراج: ولد سنة خمس وأربعين ومائة، وتوفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين، لثلاث عشرة خلت من ربيع الآخر، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، سمعت ابنه يقول ذلك 2. 2 - المزي: قال يحيى: شيخ لا بأس به، وقال مرة ثقة. وقال الدار قطني: ثقة. وقال صالح بن محمد البغدادي: صدوق يحدث عن

(هامش)

1. سير أعلام النبلاء 11 / 122 - 127. 2. أسماء رجال الصحيحين 2 / 469. (*)

ص 273

الضعفاء. وذكره ابن حبان في الثقات 1. 3 - الذهبي: وثقوه، مات 238 2. 4 - الذهبي: أيضا في (العبر) كذلك 3. 5 - ابن حجر العسقلاني: ثقة من العاشرة 4. *(28)*

رواية أبي يعقوب إسحاق بن مخلد المعروف بابن راهويه

 روى حديث الثقلين في (مسنده) عن أمير المؤمنين عليه السلام، فقد قال العلامة السخاوي في سياق طرق هذا الحديث الشريف: وأما حديث علي فهو عند إسحاق بن راهويه في (مسنده) من طريق كثير بن زيد عن محمد بن علي ابن أبي طالب عن أبيه عن جده علي رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم، وأهل بيتي. وكذا رواه الدولابي في (الذرية الطاهرة) 5. ومثله قال السمهودي في (جواهر العقدين - مخطوط). وأحمد بن الفضل بن محمد باكثير في (وسيلة المآل - مخطوط). ولا يخفى أن ابن راهويه روى هذا الحديث عن زيد بن أرقم أيضا، كما هو ظاهر لمن راجع عبارة (صحيح مسلم) التي أسلفناها فيما مضى، وسيأتي فيما بعد إن شاء الله تعالى.

(هامش)

1. تهذيب الكمال - مخطوط. 2. الكاشف 3 / 24. 3. العبر 1 / 428. 4. تقريب التهذيب 2 / 147. 5. استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط. وراجع: المطالب العالية لابن حجر، الحديث رقم: 1873. (*)

ص 274

.

ترجمته


1 - ابن حبان: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم الحنظلي، أبو يعقوب المروزي الذي يقال له (ابن) راهويه، يروي عن ابن عيينة، مات بنيسابور ليلة السبت لأربع عشرة خلت من شهر شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقبره مشهور يزار. وكان من سادات أهل زمانه فقها وعلما وحفظا ونظرا، ممن صنف الكتب، وفرع (الفروع على) السنن وذب عنها وقمع من خالفها 1. 2 - المقدسي: سمع ابن عيينة ووكيعا والنضر وجرير بن عبد الحميد والوليد بن مسلم وغير واحد عندهما. روى عنه البخاري ومسلم 2. 3 - ابن خلكان: جمع بين الحديث والفقه والورع، وكان أحد أئمة الإسلام، ذكره الدار قطني فيمن روى عن الشافعي رضي الله عنه، وعده البيهقي من أصحاب الشافعي. وكان قد ناظر الشافعي في جواز بيع دور مكة، وقد استوفى الشيخ فخر الدين الرازي صورة ذلك المجلس الذي جرى بينهما في كتابه الذي سماه مناقب الإمام الشافعي رضي الله عنه، فلما عرف فضله نسخ كتبه وجميع مصنفاته بمصر. قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين، وما عبر الجسر أفقه من إسحاق. وقال إسحاق: أحفظ سبعين ألف حديث، وأذاكر بمائة ألف حديث، وما سمعت شيئا قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته، وله مسند مشهور.. وسمع منه البخاري ومسلم والترمذي.. 3.

(هامش)

1. الثقات 8 / 155. 2. أسماء رجال الصحيحين 1 / 28. 3. وفيات الأعيان 1 / 179. (*)

ص 275

4 - المزي: وقال أحمد بن حنبل: لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق. وقال أيضا: ما أعلم لإسحاق في العراق نظيرا. قال س: ثقة مأمون، سمعت سعيد بن ذؤيب يقول: ما على وجه الأرض مثل إسحاق. وقال إسحاق: ما سمعت شيئا قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئا فنسيته. وقال أبو زرعة: ما رؤي احفظ من إسحاق. وقال القباني: مات ليلة شعبان 238. قال خ عاش 77. وقال أبو علي الحسين بن علي الحافظ: سمعت محمد ابن إسحاق بن خزيمة يقول: والله لو أن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي كان في التابعين لأقروا له بحفظه وعلمه وفقهه، ومناقبه طويلة عريضة 1. 5 - الذهبي: إسحاق بن إبراهيم الإمام الحافظ الكبير.. نزيل نيسابور وعالمها، بل شيخ أهل المشرق.. قال محمد بن أسلم الطوسي - وبلغه موت إسحاق -: ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله إنما يخشى الله من عباده العلماء ، وكان أعلم الناس، ولو كان الحمادان والثوري في الحياة لاحتاجوا إليه. وعن أحمد قال: لا أعلم لإسحاق بالعراق نظيرا. وقال النسائي: إسحاق ثقة مأمون إمام. وقال أبو داود الخفاف: سمعت إسحاق بن إبراهيم بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألف أسردها. قال: وأملى علينا إسحاق من حفظه أحد عشر ألف حديث ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا. وقال أبو زرعة: ما رؤي أحفظ من إسحاق. وقال أبو حاتم: العجب من إتقانه وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ. وقال أبو عبد الله بن أحمد بن شنبويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إسحاق لم نلق مثله.. 2. 6 - الذهبي في (الكاشف) بمثل ما تقدم 3. 7 - الذهبي أيضا: إسحاق بن راهويه، وهو الإمام عالم المشرق،

(هامش)

1. تهذيب الكمال - مخطوط. 2. تذكرة الحفاظ 2 / 433. 3. الكاشف 1 / 106. (*)

ص 276

أبو يعقوب.. الحافظ صاحب التصانيف.. 1. 8 - اليافعي: الإمام عالم المشرق المحدث إسحاق بن راهويه.. جمع بين الحديث والفقه والورع 2. 9 - السبكي: أحد أئمة الدين وأعلام المسلمين وهداة المؤمنين، الجامع بين الفقه والحديث والورع والتقوى.. قال نعيم بن حماد: إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه. قلت: إنما قيد الكلام بالخراساني لأن أهل أقليم مرو هم الذين بحيث لو كان فيه كلام لتكلموا فيه، فكأنه يقول: من تكلم فيه من أهل أقليمه فهو متهم بالكذب لأنه لا يتكلم بالحق، غير أنه مما يشينه في دينه.. وقال الدارمي: ساد إسحاق أهل المشرق والمغرب لصدقه. وقال محمد بن عبد الوهاب. كنت مع يحيى بن يحيى وإسحاق نعود مريضا، فلما جازينا الباب تأخر إسحاق وقال ليحيى تقدم، فقال يحيى لإسحاق بل أنت تقدم، فقال يا أبا زكريا أنت أكبر مني، قال نعم أنا أكبر منك ولكنك أعلم مني. قال: فتقدم إسحاق. وقال أبو بكر محمد بن النضر الجارودي: ثنا شيخنا وكبيرنا ومن تعلمنا منه وتجملنا به أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم رضي الله عنه. وقال الحاكم: هو إمام عصره في الحفظ والفتوى. وقال أبو إسحاق الشيرازي: جمع بين الحديث والفقه والورع. وقال الخليلي في الارشاد: وكان يسمى شهنشاه الحديث.. 3. 10 - ابن حجر العسقلاني: 2 إسحاق خ. م. د. ن. س. أحد الأئمة 4. 11 - وفي هدى الساري عند الكلام على السبب الذي دعا البخاري

(هامش)

1. العبر 1 / 426. 2. مرآة الجنان 2 / 121. 3. طبقات الشافعية 2 / 83. 4. تهذيب التهذيب 1 / 216. (*)

ص 277

إلى تصنيف (الصحيح) بعد كلام له: فلما رأى البخاري رضي الله عنه هذه التصانيف ورواها وانتشق رياها واستجلى محياها، وجدها بحسب الوضع جامعة، بينما تدخل تحت التصحيح والتحسين، والكثير منها يشمله التضعيف، فلا يقال لغثه سمين. فحرك همته لجمع الحديث الصحيح الذي لا يرتاب فيه أمين، وقوى عزمه على ذلك ما سمعه من أستاذه أمير المؤمنين في الحديث والفقه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه، وذلك فيما أخبرنا به أبو العباس أحمد بن عمر اللؤلؤي عن الحافظ أبي الحجاج المزي، قال أخبرنا يوسف بن يعقوب، قال أخبر أبو اليمن الكندي، قال أخبرنا أبو منصور القزاز، قال أخبرنا الحافظ أبو بكر الخطيب، قال أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب، قال أخبرنا محمد بن نعيم، قال سمعت خلف بن محمد البخاري بها، يقول سمعت إبراهيم بن معقل النسفي، يقول قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: كنا عند إسحاق ابن راهويه فقال: لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح . *(29)*

رواية أبي محمد وهبان بن بقية بن عثمان الواسطي

 وستتضح روايته لحديث الثقلين من كتاب (المناقب) لابن المغازلي إن شاء الله. .

ترجمته


1 - المقدسي: وهب بن بقية الواسطي، ولقبه وهبان، يكنى أبا محمد، سمع خالد بن عبد الله في الجهاد، روى عنه مسلم، قال السراج: مات سنة تسع وثلاثين ومائتين 1.

(هامش)

1. أسماء رجال الصحيحين 2 / 542. (*)

ص 278

2 - المزي: قال يحيى: ثقة. وقال العجلي: الكوفي تابعي ثقة. وقال س: مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات 1. 3 - الذهبي: وهب. م. د. س. ابن بقية.. وثقه أبو زرعة وغيره 2. 4 - أيضا في (الكاشف 3 / 243) و(العبر 1 / 431) بمثله. 5 - ابن حجر: ثقة من العاشرة.. 3. *(30)*

رواية أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني

 فقد روى حديث الثقلين في (المسند) بطرق عديدة وأسانيد مختلفة وألفاظ متفرقة.. قال: حدثني أسود بن عامر، أخبرنا أبو إسرائيل - يعني إسماعيل بن إسحاق الملائي - عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض 4. وقال: ثنا أبو النضر، ثنا محمد - يعني ابن طلحة - عن الأعمش، عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله عز وجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروني

(هامش)

1. تهذيب الكمال - مخطوط. 2. تذهيب التهذيب - مخطوط. 3. تقريب التهذيب 2 / 337. 4. مسند أحمد 3 / 14. (*)

ص 279

بما تخلفوني فيهما 1. وقال: ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك - يعني ابن أبي سليمان - عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض 2. وقال: ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي، الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض 3. وقال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي حيان التيمي، حدثني يزيد ابن حيان التيمي قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت معه، لقد لقيت (رأيت) يا زيد خيرا كثيرا. حدثنا (يا زيد) ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا ابن أخي والله لقد كبر (ت) سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوه وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله يوما خطيبا فينا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد (ألا) أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي (يأتيني) رسول ربي عز وجل فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله (عز وجل) فيه

(هامش)

1. مسند أحمد 3 / 17. 2. المصدر نفسه 3 / 26. 3. المصدر نفسه 3 / 59. (*)

ص 280

الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه وقال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إن نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال: أكل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم . ورواه عن زيد بن أرقم (4 / 371) وزيد بن ثابت أيضا (5 / 181 - 182) بألفاظ مختلفة فراجعه. هذا، ولقد روى أحمد حديث الثقلين في كتابه (مناقب أمير المؤمنين - مخطوط) أيضا بطرق عديدة. وقال سبط ابن الجوزي: قال أحمد في (الفضائل) ثنا اسود بن عامر، ثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة قال: لقيت زيد بن أرقم فقلت له: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تركت فيكم الثقلين وأحدهما أكبر من الآخر؟ قال: نعم سمعته يقول: تركت فيكم الثقلين، كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ألا فانظروا كيف تخلفوني فيهما 1. هذا بالاضافة إلى أن أحمد قد روى حديث الثقلين عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم، وستطلع على ذلك فيما سننقل من كتاب (المستدرك) للحاكم إن شاء الله. *(31)*

رواية نصر بن عبد الرحمن بن بكار الباجي الكوفي الوشاء

قال الترمذي في (الصحيح) ما نصه: حدثنا نصر بن عبد الرحمن

(هامش)

1. تذكرة خواص الأمة: 322. (*)

ص 281

الكوفي، نا زيد بن الحسين، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: أيها الناس إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي. وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد. هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم . كما يظهر من (نوادر الأصول) للحكيم الترمذي روايته هذا الحديث الثقلين الشريف. *(32)*

رواية أبي محمد عبد بن حميد الكسي

 روى حديث الثقلين في (مسنده) حيث قال: أخبرنا جعفر بن عون أنا أبو حيان التيمي عن يزيد بن حبان قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد: أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاث مرات - فقال حصين: يا زيد ومن أهل بيته؟... 1. وقال الحافظ السيوطي: الحديث السابع: أخرج عبد بن حميد في مسنده عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض 2.

(هامش)

1. المنتخب من مسند عبد بن حميد: 265. 2. إحياء الميت بذكر فضائل أهل البيت: 12. (*)

ص 282

وقال نور الدين السمهودي ما نصه: عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله عز وجل حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. أخرجه أحمد في مسنده، وعبد ابن حميد بسند جيد ولفظه: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض 1. ومثله قال الشيخاني القادري في (الصراط السوي) والميرزا محمد خان البدخشي في (مفتاح النجا - مخطوط) في ذكر طرق الحديث. هذا وقد روى عبد بن حميد هذا الحديث عن زيد بن أرقم أيضا، فقد قال الحافظ السيوطي ما نصه: أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضل، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي (حم) وعبد بن حميد (م) عن زيد بن أرقم 2. وقد ذكر الملا علي المتقي رواية عبد بن حميد لحديث الثقلين هذا في (كنز العمال).

ترجمته


: 1 - المقدسي: عبد بن حميد بن نصر، أبو حميد الكسي، وكان اسمه عبد الحميد في الأصل، سمع عثمان بن عمر عند البخاري، وأبا عاصم

(هامش)

1. جواهر العقدين - مخطوط. 2. الجامع الصغير - بشرح المناوي 2 / 174 - 175. (*)

ص 283

وعبد الرزاق ويعقوب بن إبراهيم وأبا عامر العقدي وجعفر بن عون ويونس المؤدب وأبا نعيم وسعيد بن عامر وأحمد بن إسحاق وعمر بن يونس والحسن بن موسى.. روى عنه مسلم وأكثر. وقال البخاري: وقال عبد الحميد (عبد ابن حميد) ذكره بغير سماع.. 1. 2 - السمعاني: الكسي بكسر الكاف وتشديد السين المهملة، هذه النسبة إلى بلدة بما وراء النهر يقال لها كس، غير أن المشهور كش بفتح الكاف والشين المنقوطة، ويعرف بنخشب. والمعروف من هذه البلدة: أبو محمد عبد الحميد بن حميد بن نصر الكسي، وهو المعروف بعبد بن حميد، إمام جليل القدر، ممن جمع وصنف.. وكانت إليه الرحلة من أقطار الأرض، مات في شهر رمضان 249 2. 3 - الميرزا محمد البدخشاني مثله 3. 4 - عبد الغني المقدسي: وروى عنه مسلم فأكثر، وقال البخاري في حنين الجذع، وزاد عبد الحميد عن عثمان بن عمر، قيل إنه عبد بن حميد، روى عنه الترمذي 4. 5 - الذهبي: عبد بن حميد بن نصر، الإمام الحافظ أبو محمد الكسي، مصنف المسند الكبير والتفسير وغير ذلك.. وكان من الأئمة الثقات، وقع المنتخب من مسنده لنا ولصغار أولادنا بعلو، مات سنة 249 5. 6 - الذهبي أيضا في (الكاشف 2 / 222) و(العبر 1 / 454) بنحو ما مر.

(هامش)

1. أسماء رجال الصحيحين 1 / 337 - 338. 2. الأنساب - الكسي. 3. تراجم الحفاظ - مخطوط. 4. الكمال - مخطوط. 5. تذكرة الحفاظ 2 / 534. (*)

ص 284

7 - اليافعي: عبد الحميد الحافظ، أبو محمد، صاحب المسند والتفسير 1. 8 - ابن حجر العسقلاني: قال البخاري في دلائل النبوة عقيب حديث ابن عمر: شيخ ثقة، قال عبد الحميد، حدثنا عثمان بن عمر حدثنا معاذ بن العلاء، عن نافع هذا، فقيل إنه عبد بن حميد هذا. وقال أبو حاتم بن حبان في الثقات: عبد الحميد بن حميد بن نصر الكشي، وهو الذي يقال له عبد بن حميد، كان ممن جمع وصنف.. 2. 9 - ابن حجر أيضا: ثقة حافظ من الحادية عشرة 3. 10 - وترجم له الجلال السيوطي معبرا عنه ب‍ (الحافظ) ومترجما له بنحو ما مر 4. *(33)*

 رواية عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي

 قال الحافظ الطبراني ما نصه: حدثنا الحسن بن محمد بن مصعب الأشناني الكوفي، حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، حدثنا عبد الرحمن المسعودي عن كثير النواء، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا (يفترقا) حتى يردا علي الحوض. لم يروه عن كثير النواء إلا المسعودي 5.

(هامش)

1. مرآة الجنان 2 / 155. 2. تهذيب التهذيب 6 / 455. 3. تقريب التهذيب 1 / 529. 4. طبقات الحفاظ: 234. 5. المعجم الصغير 1 / 131. (*)

ص 285

*(34)*

 رواية نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي

فقد قال الحكيم الترمذي ما نصه: حدثنا نصر بن علي، قال حدثنا زيد بن الحسن، قال حدثنا معروف بن خربوذ المكي، عن أبي الطفيل عامر ابن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع خطب فقال: أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر نبي الأمثل نصف عمر الذي يليه من قبل، وإني أظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، وإني فرطكم على الحوض، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإني قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض 1.

ترجمته


: 1 - المقدسي: نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي الأزدي البصري يكنى أبا عمرو، والد علي، سمع أباه وعبد الأعلى وأبا أحمد الزبيري عندهما وغير واحد، روى عنه البخاري ومسلم. قال أبو العباس السراج: مات سنة 250 (بالبصرة)، وقال البخاري: في شهر ربيع الأول (الآخر) من هذه السنة 2. 2 - السمعاني: قاضي البصرة، من العلماء المتقنين، كان ثقة ثبتا حجة 3.

(هامش)

1. نوادر الأصول: 68 - 69. 2. أسماء رجال الصحيحين 2 / 531. 3. الأنساب - الجهضمي. (*)

ص 286

3 - الذهبي: كان أحد الحفاظ والأئمة بالبصرة. قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه فرضيه وقال ما به بأس. وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من الفلاس وأوثق وأحفظ. وقال ابن خراش وغيره: ثقة. وقال آخر: كان من نبلاء الناس 1. 4 - الذهبي: الحافظ العلامة.. قال أحمد: ما به بأس. وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من الفلاس وأحفظ وأوثق. وقال النسائي: ثقة.. . 5 - الذهبي أيضا: الحافظ أحد أوعية العلم.. 3. 6 - اليافعي كذلك 4. 7 - السيوطي: روى عن أبيه وابن عيينة ويزيد بن زريع وخلق، وعنه الأئمة الستة وأبو حاتم وخلق، مات سنة 250 5. *(35)*

 رواية محمد بن المثنى العنزي

 بعلم روايته لحديث الثقلين من عبارة (الخصائص) للنسائي الآتية.

ترجمته


: 1 - المقدسي: محمد بن المثنى بن عبد قيس أبو موسى العنزي، يعرف بالزمن، من أهل البصرة، سمع ابن عيينة وغندرا وجماعة عندهما. روى عنه البخاري ومسلم وأكثرا عنه 6.

(هامش)

1. تذهيب التهذيب - مخطوط. 2. تذكرة الحفاظ 2 / 519. 3. العبر 1 / 457. 4. مرآة الجنان 2 / 156. 5. طبقات الحفاظ: 227. 6. أسماء رجال الصحيحين 1 / 451. (*)

ص 287

2 - السمعاني: روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو عيسى والنسائي، كان من الثقات 1. 3 - المزي: قال محمد بن يحيى النيسابوري: حجة، وقال صالح بن محمد الحافظ: صدوق اللهجة وكان في عقله شيء وكنت أقدمه على بندار. وقال (س): لا بأس به كان يغير في كتابه. وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال: كان صاحب كتاب لا يقرأ إلا من كتابه 2. 4 - الذهبي: قال يحيى بن محمد الذهلي: حجة. وقال أبو حاتم: صدوق.. وقال ابن خراش: كان من الاثبات، وقال الخطيب: كان صدوقا ورعا فاضلا ثقة قدم بغداد وحدث بها 3. 5 - الذهبي أيضا في (تذكرة الحفاظ 2 / 512) و(العبر 2 / 4). 6 - وفي (الكاشف): ثقة، ورع 4. 7 - العسقلاني: ثقة ثبت، من العاشرة 5. 8 - السيوطي بنحو ما تقدم 6. *(36)*

 رواية أبي محمد الدارمي

 روى الحديث في (سننه) حيث قال: حدثنا جعفر بن عون ثنا أبو حيان عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوما خطيبا، فحمد الله وأثنى

(هامش)

1. الأنساب - العنزي. 2. تذهيب الكمال - مخطوط. 3. تذهيب التهذيب - مخطوط. 4. الكاشف 3 / 93. 5. تقريب التهذيب 2 / 204. 6. طبقات الحفاظ: 222. (*)

ص 288

عليه ثم قال: يا أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به. فحث عليه ورغب فيه. ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. ثلاث مرات 1. ولقد قال السخاوي بعد أن أورد حديث الثقلين عن صحيح مسلم: وفي لفظ: قيل لزيد رضي الله عنه: من أهل بيته: نساؤه؟ فقال: لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أمها. وفي رواية غيره: إلى أبيها وأمها. أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. أخرجه مسلم أيضا وكذا النسائي باللفظ الأول، وأحمد، والدارمي في مسنديهما وابن خزيمة في صحيحه وآخرون كلهم من حديث أبي حيان التيمي يحيى بن سعيد بن حيان عن يزيد بن حيان 2.

ترجمته


: 1 - المقدسي: عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي، يكنى أبا محمد، سمع أبا اليمان الحكم بن نافع، ويحيى بن حسان، ومحمد بن عبد الله الرقاشي ومروان، ومحمدا وأبا المغيرة، وعبد الله بن جعفر الرقي، وحجاج بن منهال، والفريابي، وأبا نعيم، وعفان، وأبا علي عبد (عبيد) الله الحنفي، وأبا معمر (و) عبد الله بن عمر المقري، وأبا الوليد الطيالسي، ومحمد ابن المبارك، ومسلم بن إبراهيم، ومحمد بن كثير، وحبان بن هلال، وموسى ابن خالد ختن الفريابي. روى عنه مسلم 3. 2 - السمعاني: أحد الرحالين في الحديث، والموصوفين بجمعه

(هامش)

1. سنن الدارمي 2 / 431. 2. استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط. 3. أسماء رجال الصحيحين 1 / 270. (*)

ص 289

وحفظه والاتقان له، مع الثقة والصدق والورع والزهد. واستقضي على سمرقند فأبى فألح عليه السلطان حتى يقلده (تقلده) وقضى قضية واحدة ثم استعفى فأعفي، وكان على غاية العقل وفي نهاية الفضل، يضرب به المثل في الديانة والحلم والرزانة والاجتهاد والعبادة والتقلل والزهادة، وصنف (المسند) و(التفسير) و(الجامع).. 1. 3 - عبد الغني المقدسي بنحو ما تقدم 2. 4 - المزي: وسأل إنسان أحمد عن أبي المنذر، فقال: لا أعرفه، قد طالت غيبة إخواننا عنا لكن أين أنت عن عبد الله بن عبد الرحمن؟ عليك بذاك السيد، عليك بذاك السيد، عليك بذاك السيد، فقال عثمان بن أبي شيبة: أمره ظاهر من الصبر والحفظ وصيانة النفس عافاه الله. وقال بندار: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى. وقال أبو حاتم بن حبان: كان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين، ممن حفظ وجمع وتفقه وصنف وحدث، وأظهر السنة في بلده ودعا إليها وذب عن حريمها وقمع من خالفها 3. 5 - الذهبي: الدارمي - الإمام الحافظ شيخ الإسلام بسمرقند.. صاحب المسند العالي الذي في طبقته منتخب مسند عبد بن حميد 4.

(هامش)

1. الأنساب - الدارمي. 2. الكمال - مخطوط. 3. تهذيب الكمال - مخطوط. 4. تذكرة الحفاظ 2 / 535. (*)

ص 290

6 - الذهبي أيضا: قال أبو حاتم: هو إمام أهل زمانه 1. 7 - في (العبر 2 / 8) نحوه. 8 - اليافعي (مرآة الجنان 2 / 161). 9 - ولي الدين الخطيب (أسماء رجال المشكاة) بنحو ما تقدم. 10 - العسقلاني (تهذيب التهذيب 5 / 294). 11 - العسقلاني أيضا: الحافظ صاحب المسند، ثقة فاضل متقن من الحادية عشر 2. 12 - السيوطي (طبقات الحفاظ) والداودي (طبقات المفسرين 1 / 235) الملا علي القاري (المرقاة 1 / 23) بنحو ما تقدم. *(37)*

 رواية علي بن المنذر الطريقي

 تتضح روايته لحديث الثقلين من مراجعة عبارة (صحيح الترمذي) في رواية الأعمش المتقدمة، ومن رواية ابن الأثير في (أسد الغابة).

ترجمته


: 1 - السمعاني (الأنساب - الطريقي). 2 - المزي: قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق ثقة، وسئل أبي عنه فقال: حج خمسا وخمسين حجة ومحله الصدق، وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال ابن نمير: ثقة صدوق 3.

(هامش)

1. الكاشف 1 / 103. 2. تقريب التهذيب 1 / 429. 3. تهذيب الكمال - مخطوط. (*)

ص 291

3. الذهبي: قال (س): شيعي محض، ثقة مات 256) 1. 4 - ولي الدين الخطيب (أسماء رجال المشكاة) بنحو ما تقدم. 5 - العسقلاني: صدوق يتشيع، من العاشرة 2. 6 - الشيخ عبد الحق الدهلوي (أسماء رجال المشكاة) بنحو ما تقدم. *(38)*

 رواية مسلم بن الحجاج القشيري

 لقد أورد حديث الثقلين بطرق عديدة، وأسانيد كثيرة، فقال: حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية، قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثني أبو حيان، حدثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر (و) بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سنى وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوه (فاقبلوا) ومالا فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، ألا يا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا

(هامش)

1. الكاشف 2 / 296. 2. تقريب التهذيب 2 / 44. (*)

ص 292

به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا: محمد بن فضيل (ح) وحدثنا إسحاق ابن إبراهيم، أنا جرير، كلاهما عن أبي حيان بهذا الاسناد نحو حديث إسماعيل وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل. حدثنا محمد بن بكار بن الريان، ثنا حسان، يعني ابن إبراهيم، عن سعيد وهو ابن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: دخلنا عليه فقلنا له: لقد رأيت خيرا، لقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه. وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان، غير أنه قال: ألا وإني تارك فيكم الثقلين (ثقلين) أحدهما كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة. وفيه: فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، (و) أيم الله إن المرأة تكون من الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته: أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده 1.

ترجمته


: 1 - ابن خلكان: أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، صاحب (الصحيح) أحد الأئمة الحفاظ وأعلام المحدثين، رحل

(هامش)

1. صحيح مسلم 2 / 237 - 238. (*)

ص 293

إلى الحجاز والعراق والشام ومصر، وسمع يحيى بن يحيى النيسابوري، وأحمد ابن حنبل، وإسحاق ابن راهويه، وعبد الله بن مسلمة القعنبي وغيرهم. وقدم بغداد غير مرة فروى عنه أهلها وآخر قدومه إليها في سنة 259. وروى عنه الترمذي، وكان من الثقات. وقال محمد الماسرخسي: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، وقال الحافظ أبو علي النيسابوري ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم في علم الحديث. وقال الخطيب البغدادي كان مسلم يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه وبين محمد بن يحيى الذهلي بسببه. وقال أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ: لما استوطن البخاري نيسابور أكثر مسلم من الاختلاف إليه فلما وقع بين محمد بن يحيى والبخاري ما وقع في مسألة اللفظ ونادى عليه ومنع الناس من الاختلاف إليه حتى هجر وخرج من نيسابور في تلك المحنة قطعه أكثر الناس غير مسلم فإنه لم يتخلف عن زيارته فأنهي إلى محمد بن يحيى أن مسلم به الحجاج على مذهبه قديما وحديثا وإنه عوتب على ذلك بالحجاز والعراق ولم يرجع عنه. فلما كان يوم مجلس محمد بن يحيى قال في آخر مجلسه: ألا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رؤوس الناس وخرج من مجلسه وجمع كل ما كتب منه وبعث به على ظهر حمال إلى باب محمد بن يحيى فاستحكمت بذلك الوحشة وتخلف عنه وعن زيارته 1. 2 - الذهبي: قال أبو عمرو حمدان: سألت ابن عقدة: أيهما احفظ، البخاري أو مسلم؟ فقال: كان محمد عالما ومسلم عالما. فأعدت عليه مرارا، فقال: يقع لمحمد الغلط في أهل الشام وذلك لأنه أخذ كتبهم ونظر فيها فربما ذكر الرجل بكنيته ويذكره في موضع آخر يظنهما اثنين. وأما مسلم فقل ما

(هامش)

1. وفيات الأعيان 4 / 280. (*)

ص 294

يوجد له غلط في العلل لأنه كتب المسانيد ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل 1. 3 - وفي (الكاشف 3 / 140) و(العبر 1 / 23) كذلك. 4 - اليافعي. ثم ذكر المقارنة التالية: وقد اختلف أئمة الحديث المتأخرون في تفضيل الصحيحين، فالأكثرون منهم فضلوا صحيح البخاري على صحيح مسلم وبعضهم فضلوا صحيح مسلم، حتى قال أبو علي النيسابوري ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم في علم الحديث. قلت: والمعروف أن كتاب البخاري أفقه وكتاب مسلم أحسن سياقا للروايات 2. 5 - ابن الوردي (تتمة المختصر في أخبار البشر 1 / 327). 6 - الملا علي القاري (المرقاة 1 / 16 - 17). 7 - الشيخ عبد الحق الدهلوي (أسماء رجال المشكاة): أحد الأئمة الحفاظ من المتقنين المبرزين وأستاذ علماء الحديث وقدوتهم وعمدتهم، رحل في طلب الحديث إلى اقطار العالم وأكنافه وأمصار الإسلام.. . *(39)*

 رواية ابن ماجة القزويني ذكر الكنجي

 بعد روايته لحديث الثقلين بسنده ما يلي: أخرجه مسلم في صحيحه كما أخرجناه، ورواه أبو داود وابن ماجة القزويني في كتابيهما 3.

(هامش)

1. تذكرة الحفاظ 2 / 588 - 590. 2. مرآة الجنان 2 / 174. 3. كفاية الطالب: 53. (*)

ص 295

.

ترجمته


في (وفيات الأعيان 3 / 407) و(تهذيب الكمال - مخطوط) و(أسماء رجال المشكاة 3 / 804) و(تذكرة الحفاظ 2 / 636) و(سير أعلام النبلاء 13 / 277) و(العبر في خبر من غبر 2 / 51) و(الكاشف 3 / 110) و(مرآة الجنان 3 / 188) و(المختصر في أخبار البشر 2 / 54) و(تتمة المختصر 1 / 332) و(تهذيب التهذيب 9 / 530) و(تقريب التهذيب 2 / 220) و(طبقات الحفاظ 278) وغيرها من كتب الرجال والسير. وهنا نكتفي بترجمته عن ابن خلكان، فإنه قال: أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربيعي بالولاء، القزويني، الحافظ المشهور، مصنف كتاب (السنن) في الحديث، كان إماما في الحديث عارفا بعلومه وجميع ما يتعلق به، ارتحل إلى العراق والبصرة والكوفة وبغداد ومكة وشام ومصر والري لكتب الحديث، وله تفسير القرآن وتاريخ مليح. وكتابه في الحديث أحد الصحاح الستة.. . *(40)*

 رواية أبي داود السجستاني

 لقد ظهر لك روايته لحديث الثقلين من عبارة الحافظ الكنجي المتقدمة، كما يظهر ذلك أيضا من كلام سبط ابن الجوزي حيث يقول: وقد أخرجه أبو داود في سننه، والترمذي وعامة المحدثين، وذكره رزين في الجمع بين الصحاح 1.

ترجمته


: 1 - السمعاني: أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا وورعا

(هامش)

1. تذكرة خواص الأمة: 322. (*)

ص 296

واتقانا ممن جمع وصنف وذب عن السنن وقمع من خالفها وانتحل ضدها، توفي بالبصرة في شوال 275 1. 2 - ابن خلكان: قال إبراهيم الحربي لما صنف أبو داود كتاب السنن: ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد، وكان يقول: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس مائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب، يعني (السنن) جمعت فيه أربعة آلاف وثمان مائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه. ويكفي الانسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث: أحدها قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) والثاني قوله صلى الله عليه وسلم (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) والثالث قوله صلى الله عليه وسلم (لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه) والرابع قوله صلى الله عليه وسلم (الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهات) 2. 3 - المزي في (تهذيب الكمال) بنحو ما تقدم. 4 - الذهبي: أبو داود الإمام الثبت سيد الحفاظ 3. 5 - وأيضا: ثبت حجة إمام عامل، مات في شوال 275 4. 6 - وفي (العبر): وكان رأسا في الفقه، ذا جلالة وحرمة وصلاح وورع حتى كان يشبه بشيخه الإمام أحمد بن حنبل 5. 7 - اليافعي (مرآة الجنان 2 / 189). 8 - السبكي: وقال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي في تاريخ هراة: أبو داود كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلله وسنده، في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع من فرسان

(هامش)

1. الأنساب - السجستاني. 2. وفيات الأعيان 2 / 138. 3. تذكرة الحفاظ 2 / 591. 4. الكاشف 1 / 390. 5. العبر 2 / 54. (*)

ص 297

الحديث. وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة. وقال أبو بكر الخلال: أبو داود الإمام المقدم في زمانه، لم يسبق إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعه، رجل ورع مقدم. وقال الخطابي: حدثني عبد الله بن محمد المسكي، حدثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود قال: كنت مع أبي داود ببغداد فصليت المغرب فجاء الأمير أبو أحمد الموفق فدخل، فأقبل عليه أبو داود وقال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت؟ فقال: خلال ثلاث. قال: وما هي؟ قال: تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنا لترحل إليك طلبة العلم فتعمر بك فإنها قد خربت وانقطع عنها الناس لما جرى عليها من محنة الزنج. قال: هذه واحدة. قال: وتروي لأولادي (السنن) فقال: نعم، هات الثالث؟ قال: وتفرد لهم مجلسا فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة. قال: أما هذه فلا سبيل إليها لأن الناس في العلم سواء: قال ابن جابر: فكانوا يحضرون ويقعدون وبينهم وبين العامة ستر 1. 9 - القاري: قال الخطابي شارحه: لم يصنف في علم الدين مثله، وهو أحسن وضعا وأكثر فقها من الصحيحين. وقال أبو داود: ما ذكرت فيه حديثا أجمع الناس على تركه. وقال ابن الأعرابي: من عنده القرآن وكتاب أبي داود لم يحتج معهما إلى شيء من العلم البتة، وقال الناجي: كتاب الله أصل الإسلام وكتاب أبي داود عيد الإسلام. ومن ثم صرح حجة الإسلام الغزالي باكتفاء المجتهد به في الأحاديث، وتبعه أئمة الشافعية على ذلك 2. 10 - عبد الحق الدهلوي (أسماء رجال المشكاة) بنحو ما تقدم. 11 - الثعالبي: (مقاليد الأسانيد) هو الإمام الأوحد الحجة الحافظ

(هامش)

1. طبقات الشافعية 2 / 295. 2. المرقاة في شرح المشكاة 1 / 22. (*)

ص 298

النقاد سليمان بن الأشعث بن إسحاق.. وكان إليه المنتهى في الحفظ والاتقان وكان في الدرجة العالية من النسك والعفاف والصلاح والورع.. . *(41)*

 رواية عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي البصري

 تظهر روايته لحديث الثقلين من عبارة الحاكم في (المستدرك) الآتية.

ترجمته


: 1 - السمعاني: أبو محمد عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي كان يكنى أبا محمد فكني بأبي قلابة، وغلبت عليه. سمع أباه ويزيد بن هارون وعبد الله بن بكر السهيمي، وأبا داود الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وروح بن عبادة، وبشر بن عمر الزهراني، وأبا عامر العقدي، واشهل بن حاتم، وحجاج بن منهال، والقعنبي، ومعلى بن أسد. روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي المروزي، وأبو عمرو بن السماك، وأبو بكر أحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل ابن زياد القطان وجماعة آخرهم: أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي.. كان مذكورا بالصلاح والخير وكان سمج الوجه. وقال الدار قطني: هو صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون 1. 2 - عبد الغني المقدسي: ذكره ابن حبان في الثقات فقال: كان يحفظ أكثر حديثه، ويقال: إنه حدث من حفظ ستين ألف حديث. وقال

(هامش)

1. الأنساب - الرقاشي. (*)

ص 299

أبو داود السجستاني: رجل صدوق أمين مأمون 1. 3 - المزي (تهذيب الكمال) بنحو ما مر. 4 - الذهبي (تذكرة الحفاظ 2 / 580) بمثل ذلك. 5 - وأيضا في (العبر 2 / 56). 6 - وفي (دول الإسلام حوادث سنة 276). 7 - اليافعي (مرآة الجنان 2 / 190). 8 - السيوطي (طبقات الحفاظ 258). *(42)*

 رواية ابن أبي العوام التميمي

 لقد اثبت روايته لحديث الثقلين ابن المغازلي في (المناقب) فليراجع.

ترجمته


: السمعاني: أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد بن دينار الرياحي التميمي، من أهل بغداد. سمع يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، وقريش بن أنس، وأبا عامر العقدي، وعبد العزيز بن أبان القرشي وغيرهم. روى عنه القاضي أبو عبد الله المحاملي، وأبو العباس ابن عقدة الكوفي، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن جعفر بن الهيثم وهو آخر من حدث عنه. وقال أبو الحسن الدار قطني: هو صدوق، ومات في شهر رمضان سنة 276 2.

(هامش)

1. الكمال - مخطوط. 2. الأنساب - الرياحي. (*)

ص 300

*(43)*

 رواية محمد بن عيسى الترمذي

 لقد أورد حديث الثقلين بالسند الآتي: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، ثنا: زيد بن الحسن، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس، إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي. وفي الباب عن أبي ذر. وأبي سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد. هذا حديث حسن من هذا الوجه، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم 1. وقد روى هذا الحديث بسند آخر فقال: حدثنا علي بن المنذر الكوفي، ثنا: محمد بن فضيل، ثنا: الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، والأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. هذا حديث حسن غريب 2.

ترجمته


: في كافة معاجم التراجم، وهو أحد أرباب الصحاح الستة المعول عليهم في الحديث.. فهو غني عن الإشارة إلى فضله وبيان منزلته عند القوم.

(هامش)

1. صحيح الترمذي 2 / 219. 2. صحيح الترمذي 2 / 220. (*)

 012345678910111213141516171819202122232425262728293031323334353637383940414243444546474849

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب