نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 301

*(44)*

 رواية ابن أبي الدني

 لقد أورد حديث الثقلين بسنده فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وقرابتي 1. .

ترجمته


1 - الذهبي: ابن أبي الدنيا المحدث العالم الصدوق.. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق. وقال الخطيب: أدب غير واحد من أولاد الخلفاء. قال ابن كامل: هو مؤدب المعتضد 2. 2 - وفي (العبر): وكان صدوقا أديبا إخباريا كثير العلم، روى عن خالد بن خداش وسعيد بن سليمان سعدويه وطبقتهما 3. 3 - اليافعي (مرآة الجنان 2 / 193). 4 - السيوطي: وثقه ابن أبي حاتم وغيره 4. 5 - صلاح الدين الكتبي: وكان يؤدب المكتفي بالله في حداثته، وهو أحد الثقات المصنفين الأخبار والسير، وله كتب كثيرة تزيد على مائة كتاب 5. *(45)*

رواية محمد بن علي الحكيم الترمذي

 لقد أورد حديث الثقلين بسند جابر بن عبد الله الأنصاري، فقال:

(هامش)

1. فضائل القرآن - مخطوط. 2. تذكرة الحفاظ 2 / 677. 3. العبر 2 / 65. 4. طبقات الحفاظ: 294. 5. فوات الوفيات 2 / 228. (*)

ص 302

الأصل الخمسون - حدثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء، قال: حدثنا زيد ابن الحسن الأنماطي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب فسمعته يقول: أيها الناس، قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي 1. وقال بسند آخر: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا زيد بن الحسن، قال: حدثنا معروف بن خربوذ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع خطب فقال: أيها الناس، إنه قد نبأني اللطيف الخبير إنه لن يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي يليه من قبل، وإني أظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، وإني فرطكم على الحوض، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفونني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه (فإني) قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض 2. كما يعلم روايته لهذا الحديث من مراجعة (فرائد السمطين) و(مفتاح النجا).

ترجمته


: الكلاباذي (التعرف لمذهب التصوف) ومحمد بن الحسين السلمي (طبقات الصوفية 217) وأبو نعيم (حلية الأولياء 10 / 233) والغزنوي (كشف المحجوب لأرباب القلوب) والعطار (تذكرة الأولياء 2 / 75) والجامي (نفحات الإنس) وشيخ الإسلام (أحكام الدلالة على تحرير

(هامش)

1. نوادر الأصول: 68. 2. نوادر الأصول: 68 - 69. (*)

ص 303

الرسالة) والشعراني (لواقح الأنوار 1 / 106) والمناوي (فيض القدير) وغيرهم. *(46)*

رواية ابن أبي عاصم الشيباني

 لقد أخرج حديث الثقلين بسند زيد بن ثابت في (كتاب السنة) على ما يذكره السيوطي في كتابه (البدور السافرة عن أمور الآخرة) فقال: أخرج ابن أبي عاصم في (السنة) عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين الخليفتين من بعدي كتاب الله وعترتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . كما أخرجه بسند الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، على ما يرويه المتقي حيث يقول: عن علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر الشجرة بخم ثم خرج آخذا بيد علي فقال (يا) أيها الناس ألستم تشهدون إن الله ربكم؟ قالوا: بلي. قال: ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأن الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى. قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده كتاب الله سبب (سببه) بيده وسببه بأيديكم، وأهل بيتي. ابن راهويه وابن جرير وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه وصحح 1. أقول: عقد له بابا عنوانه: باب في فضائل أهل البيت فقال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت يرفعه.. حدثنا أبو بكر ثنا أبو داود عمر بن سعد ثنا شريك عن الركين عن القاسم عن زيد قال قال رسول الله..

(هامش)

1. كنز العمال 15 / 122. (*)

ص 304

حدثنا أبو بكر ثنا محمد بن فضيل عن أبي حيان عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين.. حدثنا حسين بن حسن حدثنا أبو الجواب حدثنا عمار بن رزيق عن الأعمش عن يزيد بن حبان عن زيد بن أرقم عن النبي.. حدثنا علي بن ميمون حدثنا سعيد بن سلمة عن عبد الملك عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله.. حدثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشر ثنا زكريا حدثنا عطية عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال.. حدثنا أبو مسعود الرازي حدثنا زيد بن عوف حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله.. ثنا أبو بكر ثنا زيد بن الحباب حدثنا موسى بن عبيدة حدثني صدقة بن يسار عن ابن عمر: إن النبي خطب.. حدثنا فضل بن سهل عن ابن أبي يونس حدثنا أبي عن عبد الله بن أبي عبد الله النضري وعن ثور بن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: فذكر الحديث. حدثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني حدثنا أبو عامر حدثنا كثير بن زيد عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال.. 1.

ترجمته


: 1 - الذهبي: قال ابن أبي حاتم: صدوق، وقد ولي قضاء أصبهان ستة عشرة سنة وعزل لشيء وقع بينه وبين علي بن متويه، وقيل: ذهبت

(هامش)

1. كتاب السنة 628 - 631. (*)

ص 305

كتبه بالبصرة في فتنة الزنج فأعاد من حفظه خمسين ألف حديث 1. 2 - وفي (العبر): وكان إماما، فقيها، ظاهريا، صالحا، ورعا، كبير القدر، صاحب مناقب 2. 3 - اليافعي (مرآة الجنان 2 / 215). 4 - السيوطي (طبقات الحفاظ 280). *(47)*

 رواية عبد الله بن أحمد بن حنبل

لقد جاء حديث الثقلين في (المستدرك) بالسند الآتي: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد، ثنا: أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا: يحيى بن حماد. وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، وأبو بكر أحمد بن جعفر البزار، قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا: يحيى بن حماد. وثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، ثنا: صالح بن محمد الحافظ البغدادي، ثنا: خلف بن سالم المخرمي، ثنا: يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن سليمان الأعمش، قال: ثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل، عند زيد بن أرقم رضي الله عنه، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن، قال (فقال) كأني قد دعيت فأجبت إني (قد) تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله (تعالى) وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله عز وجل مولاي وأنا ولي (مولى) كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت وليه (مولاه) فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه

(هامش)

1. تذكرة الحفاظ 2 / 640. 2. العبر 2 / 79. (*)

ص 306

- وذكر الحديث بطوله. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله، شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما 1. كما قال البلخي: وفي زيادات المسند، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي، قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة قال: لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده، فقلت له: أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني تارك فيكم الثقلين؟ قال: نعم. عبد الله بن أحمد في (زيادات المسند) قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. أيضا رواه عبد الله بن أحمد، عن أبي سعيد الخدري، وعن زيد بن أرقم 2.

ترجمته


: في (الكمال - مخطوط) و(تهذيب الكمال - مخطوط) و(تذهيب التهذيب - مخطوط) و(تذكرة الحفاظ 2 / 665) و(العبر 2 / 86) و(الكاشف 2 / 71) و(مرآة الجنان 2 / 218) و(تهذيب التهذيب 5 / 141) و(تقريب التهذيب 1 / 401) و(طبقات الحفاظ 288).. وغير ذلك من الكتب، لكنا سنكتفي هنا بترجمته الواردة في (تذكرة الحفاظ) وقد قال ما نصه:

(هامش)

1. المستدرك على الصحيحين 3 / 109. 2. ينابيع المودة: 32. (*)

ص 307

عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الإمام الحافظ الحجة أبو عبد الرحمن، محدث العراق، ولد إمام العلماء أبي عبد الله الشيباني المروزي الأصل البغدادي، ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين، وسمع من أبيه فأكثر، ومن يحيى بن عبد ربه صاحب شعبة، والهيثم بن خارجة، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، وشيبان بن فروخ وطبقتهم، ومنعه أبوه السماع من علي بن الجعد. حدث عنه النسائي، وابن صاعد، وأبو بكر النجاد، ودعلج، وإسحاق الكاذي، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن محمد البناني وأبو بكر القطيعي وخلائق. قال الخطيب: كان ثقة ثبتا فهما. وقال أحمد بن المنادي في تاريخه : لم يكن أحد أروى في الدنيا عن أبيه من عبد الله بن أحمد لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفا، والتفسير وهو مائة وعشرون ألفا، سمع ثلثيه والباقي وجادة، وسمع منه التاريخ، والناسخ والمنسوخ، وحديث شعبة، والمقدم والمؤخر من كتاب الله، والقرآن، والمناسك الكبير، وغير ذلك وحديث الشيوخ. وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون لعبد الله بمعرفة الرجال ومعرفة علل الحديث والأسماء والمواظبة على الطلب، حتى أفرط بعضهم وقدمه على أبيه في الكثرة والمعرفة، قال إسماعيل بن محمد بن حاجب سمعت صهيب ابن سليم يقول: سألت عبد الله بن أحمد قلت: كم سمعت من أبيك؟ قال: مائة ألف وبضعة عشر ألفا. ويروى عن أبي زرعة (قال) قال لي أحمد: ابني محفوظ من علم الحديث لا يذاكرني إلا بما لا أحفظ. قال عباس الدوري: قال لي أبو عبد الله (يا عباس) قد وعى عبد الله علما كثيرا. وقال أبو علي بن الصواف عنه، قال: كل شيء أقول قال أبي، قد سمعته منه مرتين أو ثلاثة وأقله مرة. قلت: مات عبد الله في سن أبيه في شهر جمادى الآخرة سنة 290، وكانت جنازته مشهودة، رحمه الله تعالى .

ص 308

*(48)*

 رواية أبي العباس ثعلب الشيباني

لقد أورد الأزهري رواية ثعلب، وإنه قال في معنى الحديث: سميا ثقلين لأن الأخذ بهما ثقيل والعمل بهما ثقيل. قال: وأصل الثقيل أن العرب تقول لكل شيء نفيس خطير مصون: ثقل. فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما 1.

ترجمته


: توجد ترجمته في أكثر المعاجم الرجالية، ونحن نكتفي هنا بما ذكره السيوطي في حقه، وهذا نصه: ثعلب، العلامة المحدث شيخ اللغة والعربية، أبو العباس أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني مولاهم البغدادي المقدم في نحو الكوفيين، ولد سنة 200 وابتدأ الطلب سنة 216 حتى برع في علم الحديث، وإنما أخرجته في هذا الكتاب لأنه قال: سمعت من عبد الله بن عمر القواريري مائة ألف حديث، وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا حجة صالحا مشهورا بالحفظ، مات في جمادى الآخرة سنة 291 2. *(49)*

 رواية أبي بكر البزار

لقد أخرج حديث الثقلين في (مسنده) بطريقين على ما ينقله السيوطي بقوله: الحديث الثاني والعشرون - أخرج البزار عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني (قد) خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما، كتاب الله ونسبي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.

(هامش)

1. تهذيب اللغة 9 / 78. 2. طبقات الحفاظ: 290. (*)

ص 309

الحديث الثالث والعشرون - أخرج البزار عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني مقبوض وإني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله تعالى وأهل بيتي، وإنكم لن تضلوا بعدهما 1. وقد جاءت روايته بهذين الطريقين في (جواهر العقدين) و(استجلاب ارتقاء الغرف) و(وسيلة المآل) و(الصراط السوي). أقول: وراجع: كشف الأستار عن زوائد البزار الحديث رقم: 2612، كما رواه عنه في: مجمع الزوائد 5 / 163.

ترجمته


: وقد ترجمنا لأبي بكر البزار في بعض مجلدات الكتاب، وذكرنا هناك كلمات بعض الأعاظم في حقه. *(50)*

 رواية أبي نصر القباني

ذكر الحاكم في رواية أبي نصر لحديث الثقلين فقال: ثنا: أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، ثنا: صالح بن محمد الحافظ، ثنا خلف بن سالم المخرمي، ثنا يحيى بن حماد، ثنا: أبو عوانة، عن سليمان الأعمش، قال: ثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، قال: كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله عز وجل مولاي وأنا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه - وذكر الحديث بطوله.

(هامش)

1. إحياء الميت: 19. (*)

ص 310

هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله 1.

ترجمته


: ويكفي في وثاقة الرجل واعتبار رواياته اعتماد الحاكم عليه في (المستدرك على الصحيحين) كثيرا، ذاكرا إياه بالتعظيم والاجلال، فقد قال في بعضها: سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني إمام عصره ببخارى يقول.. . *(51)*

رواية أبي عبد الرحمن النسائي

1 - أورد حديث الثقلين في كتاب (الخصائص) حيث قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا أبو عوانة، عن سليمان قال حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني دعيت فأجبت وإني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه 2. 2 - ويفهم من عبارة المزي أن النسائي روى هذا الحديث الشريف عن زيد بن أرقم بلفظ آخر مساوق للفظ الأول من (صحيح مسلم) فقد قال في مسند زيد بن أرقم:

(هامش)

1. المستدرك 3 / 109. 2. الخصائص: 93. (*)

ص 311

يزيد بن حيان التيمي الكوفي عم أبي حيان التيمي، عن زيد بن أرقم حديث (م، س): انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمر (و) بن مسلم، إلى زيد بن أرقم، قال له حصين: يا زيد لقد لقيت خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث بطوله. وفيه إني تارك فيكم الثقلين 1. 3 - كما ورد ذكر رواية النسائي لحديث الثقلين في عبارة (استجلاب ارتقاء الغرف للسخاوي - مخطوط) حيث يقول: وتعجبت من إيراد ابن الجوزي له في (العلل المتناهية) بل اعجب من ذلك قوله: إنه حديث لا يصح؟ مع ما سيأتي من طرقه التي بعضها في (صحيح مسلم).. وكذا النسائي باللفظ الأول، وأحمد، والدارمي في مسنديهما.. .

ترجمته


: ترجم له كبار الحفاظ والمؤرخين، وهذه قائمة بأسماء طائفة من مصادر .

ترجمته


1 - وفيات الأعيان 2 / 59. 2 - تتمة المختصر 2 / 351. 3 - مرآة الجنان 2 / 240. 4 - العبر 2 / 123. 5 - طبقات السبكي 3 / 14. 6 - طبقات الأسنوي 2 / 480. 7 - تهذيب التهذيب 1 / 36. 8 - تهذيب الكمال (مخطوط). 9 - تراجم الحفاظ (مخطوط).

(هامش)

1. تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ المزي. (*)

ص 312

*(52)*

 رواية أبي يعلى الموصلي

1 - أخرج روايته لحديث الثقلين، السيوطي بقوله: الحديث الثامن، أخرج أحمد وأبو يعلى، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما 1. 2 - السخاوي في ذكر طرق هذا الحديث الشريف: وحديث أبي سعيد عند أحمد في مسنده من حديث الأعمش وكذا من حديث أبي إسرائيل الملائي إسماعيل بن خليفة وعبد الملك بن أبي سليمان. ورواه الطبراني في الأوسط من حديث كثير النواء، أربعتهم عن عطية ورواه أبو يعلى وآخرون 2. 3 - السمهودي بعد نقل حديث الثقلين بلفظ الترمذي وأحمد وأخرجه أيضا الطبراني في الأوسط، وأبو يعلى، وغيرهما وسنده لا بأس به 3. 4 - أحمد بن الفضل بن باكثير بعد ذكر حديث الثقلين عن أبي سعيد الخدري: أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده، والطبراني في الأوسط وأبو يعلى وغيرهم، وسنده لا بأس به 4. 5 - والبدخشاني: وأخرج أبو يعلى والطبراني في الكبير عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس، إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أمرين: أحدهما أكبر من

(هامش)

1. إحياء الميت: 12. 2. استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط. 3. جواهر العقدين - مخطوط. 4. وسيلة المآل - مخطوط. (*)

ص 313

الآخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض 1.

ترجمته


: ترجم له كبار القوم مع الاجلال والتعظيم، كما يظهر ذلك من مراجعة كتب الرجال مثل: 1 - تذكرة الحفاظ 2 / 707. 2 - العبر 2 / 134. 3 - الوافي بالوفيات 7 / 241. 4 - مرآة الجنان 2 / 249. 5 - طبقات الحفاظ 306. * *(53)*

رواية ابن جرير الطبري

1 - ذكر روايته لحديث الثقلين، الملا علي المتقي بقوله: فضائل علي رضي الله عنه مسند زيد بن أرقم، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة (عن زيد ابن أرقم - ظ)، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع فنزل غدير خم أمر بدوحات فقممن، ثم قام فقال: كأني قد دعيت فأجبت وإني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت وليه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما

(هامش)

1. مفتاح النجا - مخطوط. (*)

ص 314

كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينه وسمعه بأذنه. ابن جرير. أيضا عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، مثل ذلك. ابن جرير 1. 2 - كما ذكره أيضا بقوله عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنشدكم الله في أهل بيتي مرتين. ابن جرير. أيضا عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، أيها الناس! إني أنتظر أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم الثقلين أحدهما كتاب الله فيه الهدى والصدق فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به، فرغب في كتاب الله وحث عليه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، ثلاث مرات. فقيل لزيد: ومن أهل بيته ألسن (أليس) نساؤه من أهل بيته؟ فقال زيد: إن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قيل: ومن هم؟ قال: هم آل العباس وآل علي وآل جعفر وآل عقيل. قيل: أكل هؤلاء يحرم الصدقة؟ قال: نعم. ابن جرير. أيضا، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم.. ابن جرير 2. ولقد روى ابن جرير هذا الحديث عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، بالاضافة إلى روايته عن زيد بن أرقم، وأبي سعيد الخدري، كما سبق آنفا من عبارة المتقي في (كنز العمال).

ترجمته


: ترجم له كبار الحفاظ والأئمة ووصفوه بما يفوق الحد والوصف، وقد

(هامش)

1. كنز العمال 15 / 91. 2. كنز العمال 16 / 252 - 253. (*)

ص 315

ذكرنا شطرا من مآثره في بعض مجلدات الكتاب نقلا عن عدة من معاجم الرجال مثل: 1 - تاريخ بغداد 2 / 162. 2 - الوافي بالوفيات 2 / 284. 3 - تذكرة الحفاظ 2 / 710. 4 - تهذيب الأسماء واللغات 1 / 78. 5 - مرآة الجنان 2 / 261. 6 - طبقات السبكي 3 / 120. 7 - طبقات الحفاظ 307. 8 - طبقات المفسرين 2 / 106. 9 - تتمة المختصر 1 / 356. 10 - الاعلام بأعلام البلد الحرام 131. 11 - طبقات ابن قاضي شهبة 1 / 101. 12 - النجوم الزاهرة 3 / 205. *(54)*

 رواية أبي بشر الدولابي

 1 - أخرج روايته لحديث الثقلين السخاوي حيث قال: وأما حديث علي فهو عند إسحاق بن راهويه في مسنده من طريق كثير بن زيد عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي. وكذا رواه الدولابي في - الذرية الطاهرة 1.

(هامش)

1. استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط. (*)

ص 316

2 - السمهودي في (جواهر العقدين - مخطوط) بعد ذكره الحديث عن طريق كثير بن زيد (وهو سند جيد) وكذا رواه الدولابي في (الذرية الطاهرة). 3 - وأشار أحمد بن فضل بن باكثير في (وسيلة المآل - مخطوط) إلى رواية الدولابي لحديث الثقلين. 4 - الشيخاني القادري في (الصراط السوي - مخطوط) عند ذكر هذا الحديث. أقول: وهذا نص روايته: حدثنا إبراهيم بن مرزوق نا أبو عامر العقدي حدثني كثير بن زيد عن محمد بن عمر بن علي عن علي: إن النبي صلى الله عليه وآله حضر الشجرة بخم، قال: فخرج آخذا بيد علي فقال: يا أيها الناس ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم، وإن الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى. قال: من كنت مولاه فإن عليا مولاه. أو قال: فإن هذا مولاه. إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا، كتاب الله وأهل بيتي (1).

ترجمته


: 1 - السمعاني: سمع محمد بن بشار بندار البصري، وأحمد بن أبي شريح الرازي، وأبا أسامة عبد الله محمد بن أبي أسامة الحلبي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبا الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، ويونس بن عبد الأعلى الصدفي، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقري، ومحمد بن حميد الرازي، وأبا بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعثمان بن عبد الله بن خرزاذ، وأبا جعفر أحمد بن يحيى الأودي، وأبا جعفر محمد بن عوض بن سفيان الطائي وإبراهيم بن يعقوب البصري نزيل مصر، وجماعة كثيرة سواهم من أهل

(هامش)

1. الذرية الطاهرة: 168. (*)

ص 317

العراقين والحجاز والشام وديار مصر. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقري وأبو القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب الطبراني، وأبو محمد الحسن بن رشيق العسكري، وأبو حاتم محمد بن حبان التميمي البستي، وأبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني وغيرهم 1. 2 - ابن خلكان: كان عالما بالحديث والأخبار والتواريخ، سمع الأحاديث بالشام والعراق.. واعتمد عليه أرباب هذا الفن في النقل، وأخبروا عنه في كتبهم ومصنفاتهم المشهورة، وبالجملة فقد كان من الأعلام في هذا الشأن ممن يرجع إليه وكان حسن التصنيف 1. *(55)*

 رواية ابن خزيمة النيسابوري

 لقد أورد حديث الثقلين في (صحيحه) على ما نقله السخاوي فقال: أخرجه مسلم، وكذا النسائي باللفظ الأول وأحمد والدارمي في مسنديهما، وابن خزيمة في صحيحه وآخرون، كلهم من حديث ابن حيان التيمي يحيى ابن سعيد بن حيان عن يزيد بن حيان 2.

ترجمته


: 1 - الذهبي: ابن خزيمة، الحافظ الكبير إمام الأئمة شيخ الإسلام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري.. حدث عنه الشيخان خارج صحيحيهما، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم أحد شيوخه، وأحمد بن المبارك المستملي، وإبراهيم بن أبي طالب وأبو علي النيسابوري، وإسحاق بن سعيد النسوي، وأبو عمرو بن حمدان،

(هامش)

1. الأنساب - الدولابي. 1. وفيات الأعيان 3 / 474. 2. استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط. (*)

ص 318

وأبو حامد أحمد بن محمد بن بالويه، وأبو بكر أحمد بن مهران المقري، ومحمد بن أحمد بن بصير، وحفيده محمد بن الفضل بن محمد وخلق لا يحصون قال أبو علي النيسابوري: لم أر مثل ابن خزيمة، وقال أبو أحمد حسنك: سمعت إمام الأئمة أبا بكر يحكي عن علي بن خشرم عن ابن راهويه أنه قال: أحفظ سبعين ألف حديث. فقلت لأبي بكر: فكم يحفظ الشيخ؟ فضربني على رأسي، وقال: ما أكثر فضولك؟ ثم قال: يا بني ما كتبت سوادا في بياض إلا وأنا أعرفه، وقال أبو علي النيسابوري: كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارئ السورة. قلت: هذا الإمام كان فريد عصره فأخبرني الحسن بن علي، أنا ابن اللتي أنا أبو الوقت، أنا: أبو إسماعيل الأنصاري، أنا: عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن صالح، أنا أبي، أنا أبو حاتم بن حبان التميمي، قال: ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها حتى كأن السنن بين عينيه إلا محمد بن إسحاق بن خزيمة فقط.. قال الدار قطني: كان ابن خزيمة إماما ثبتا معدوم النظير.. 1. 2 - الذهبي أيضا في العبر في خبر من غبر (2 / 149). 3 - اليافعي في مرآة الجنان (2 / 264). 4 - السبكي: المجتهد المطلق البحر العجاج، والحبر الذي لا يخاير في الحجى ولا يناظر في الحجاج، جمع أشتات العلوم وارتفع مقداره فتقاصرت عنه طوالع النجوم، وأقام بمدينة نيسابور إمامها حيث الضراغم مزدحمة، وفردها الذي رفع بين الأفراد علمه، والوفود تفد على ربعه لا يتجنبه منهم إلا الأشقى، والفتاوى تحمل منه برا وبحرا وتشق الأرض شقا.. وكيف لا وهو إمام الأئمة.. وقال الحاكم في (علوم الحديث): فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في

(هامش)

1. تذكرة الحفاظ 2 / 720. (*)

ص 319

أوراق كثيرة ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل، والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء، وله (فقه حديث بريرة) في ثلاثة أجزاء 1. 5 - الأسنوي: قال شيخه الربيع: استفدنا من أبي خزيمة أكثر مما استفاد منا. وكان متقللا، له قميص واحد دائما فإذا جدد آخر وهب ما كان عليه 2. 6 - السيوطي: ابن خزيمة الحافظ الكبير الثبت إمام الأئمة شيخ الإسلام حدث عنه الشيخان خارج صحيحيهما.. 3. 7 - القنوجي بنحو ما تقدم 4. *(56)*

 رواية الباغندي الواسطي

 أخرج روايته لحديث الثقلين ابن المغازلي قائلا: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان الأزهري المعروف بابن الصيرفي البغدادي: قدم علينا واسطا سنة أربعين وأربعمائة، قال: نا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ابن البواب، نا: محمد بن محمد بن سليمان الباغندي نا: وهبان وهو ابن بقية الواسطي، ثنا خالد بن عبد الله، عن الحسن بن عبد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض 5.

(هامش)

1. طبقات الشافعية 3 / 109. 2. طبقات الشافعية 1 / 462. 3. طبقات الحفاظ: 310. 4 - التاج المكلل: 298. 5. المناقب: 234. (*)

ص 320

.

ترجمته


1 - السمعاني: كان حافظا عارفا بالحديث، رحل إلى الأمصار البعيدة، وعنى به العناية العظيمة وأخذ من الحفاظ والأئمة. ومات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة 1. الذهبي: الحافظ الأوحد محدث العراق.. قال القاضي أبو بكر الأبهري، سمعت أبا بكر ابن الباغندي يقول: أجبت في ثلاثمائة ألف مسألة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. قال الخطيب: رأيت كافة شيوخنا يحتجون به ويخرجونه في الصحيح. وقال محمد بن أحمد بن زهير: هو ثقة لو كان بالموصل لخرجتم إليه ولكنه ينطرح عليكم.. 2. 3 - وأيضا في العبر في خبر من غبر (2 / 153). *(57)*

 رواية أبي عوانة الأسفراييني

 أورد حديث الثقلين في كتابه (المسند الصحيح) على ما ينقله الشيخ محمود الشيخاني القادري قائلا: وأخرج أبو عوانة، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن. ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله

(هامش)

1. الأنساب - الباغندي. 2. تذكرة الحفاظ 2 / 736. (*)

ص 321

مولاي وأنا ولي كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه، فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنه. قال الحافظ الذهبي: هذا حديث صحيح 1.

ترجمته


: 1 - السمعاني: فمن مشاهير المحدثين: أبو عوانة يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم بن يزيد الأسفراييني الحافظ، أحد حفاظ الدنيا ومن رحل في طلب الحديث وعني بجمعه وتعب في كتابته، وكانت له رحل عدة إلى العراق والشام والحجاز وديار مصر وفارس واليمن، وصنف: (المسند الصحيح) على (صحيح مسلم بن الحجاج القشيري) وأحسن، وكان زاهدا عفيفا متعبدا متقللا 2. 2 - ابن خلكان: كان أبو عوانة أحد الحفاظ الجوادين والمحدثين المكثرين.. قال أبو عبد الله الحاكم: أبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم ومن الرحالة في أقطار الأرض لطلب الحديث.. قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: حدثني الشيخ الصالح الأصيل أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر الصفار الأسفراييني: إن قبر أبي عوانة بأسفراين مزار العالم ومتبرك الخلق.. سمعت جدي الإمام عمر بن الصفار رحمه الله تعالى ونظر إلى القبور حول قبر الإمام الأستاذ أبي إسحاق، وأشار إلى المشهد، وقال: قد قيل هاهنا من الأئمة والفقهاء على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه أربعون إماما، كان

(هامش)

1. الصراط السوي - مخطوط. 2. الأنساب - الأسفراييني. (*)

ص 322

كل واحد منهم لو تصرف في المذهب وأفتى برأيه واجتهاده (يعني على مذهب الشافعي) لكان حقيقا بذلك. وكان جدي إذا وصل إلى مشهد الأستاذ لا يدخله احتراما بل كان يقبل عتبة المشهد، وهي مرتفعة بدرجات ويقف ساعة على هيئة التعظيم والتوقير، ثم يعبر عنه كالمودع لعظيم الهيبة، وإذا وصل إلى مشهد أبي عوانة كان أشد تعظيما له وإجلالا وتوقيرا، ويقف أكثر من ذلك. رحمهم الله تعالى أجمعين 1. 3 - الذهبي بنحو ما تقدم 2. 4 - وأيضا في (العبر في خبر من غبر 2 / 165). 5 - واليافعي في (مرآة الجنان 2 / 269). 6 - السبكي: وهو أول من أدخل مذهب الشافعي إلى أسفراين، أخذه عن المزني والربيع. سمع محمد بن يحيى، ومسلم بن الحجاج، ويونس ابن عبد الأعلى، وعمر بن شبة، وعلي بن حرب، وعلي بن أشكاب، وسعدان ابن نصر وخلقا سواهم 3. 7 - الأسنوي: كان إماما كبيرا عالما حافظا رحلا إلى الآفاق.. 4. 8 - الثعالبي: صحيح أبي عوانة الأسفراييني وهو مستخرج على صحيح مسلم، وزاد فيه طرقا في الإشارة، وقليلا من المتون 5. 9 - القنوجي بنحو ما تقدم 6.

(هامش)

1. وفيات الأعيان 5 / 436. 2. تذكرة الحفاظ 2 / 779. 3. طبقات الشافعية 3 / 487. 4. طبقات الشافعية 1 / 203. 5. مقاليد الأسانيد للثعالبي. 6. التاج المكلل: 150. (*)

ص 323

*(58)*

 رواية عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي

 روى حديث الثقلين في (الجعديات) حيث قال: حدثنا بشر بن الوليد نا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. فانظروا بما تخلفوني فيهما 1. ولقد أخرج روايته لحديث الثقلين الحموي بقوله: أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب بنت القاضي عماد الدين أبي صالح نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ قطب وقته عبد القادر، سماعا عليها بمدينة السلام بغداد عصر يوم الجمعة السادس والعشرين من صفر سنة اثنتين وسبعين وستمائة، قيل لها: أخبرك الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن السقا، قراءة عليه وأنت تسمعين في خامس رجب سنة سبع عشرة وستمائة بالمدرسة القادرية؟ قالت: نعم؟ قال: أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن البناء، وأبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، قالا: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد الريسي (الزينبي)، قال: أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن المخلص، قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، أنبأنا بشر بن الوليد الكندي، أنبأنا محمد بن طلحة عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا ما

(هامش)

1. مسند ابن الجعد 2 / 972. (*) تخلفوني فيهما 1.

ص 324

.

ترجمته


وقد ترجم لأبي القاسم البغوي المذكور كبار علماء وحفاظ أهل السنة، ذكرنا طرفا من ترجمته في مجلد حديث الطير نقلا عن: 1 - تذكرة الحفاظ 2 / 2 737 - العبر 2 / 107. 3 - طبقات الحفاظ 312. *(59)*

رواية ابن عبد ربه القرطبي

 لقد أخرج حديث الثقلين في (العقد الفريد) ضمن خطبة النبي صلى الله عليه وآله، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

ترجمته


: وتوجد ترجمة ابن عبد ربه في كثير من كتب التاريخ والرجال المشهورة، وقد ذكرنا له ترجمة مفصلة في مجلد حديث الطير عن: 1 - وفيات الأعيان 1 / 92. 2 - المختصر 2 / 87. 3 - تتمة المختصر 1 / 377. 4 - مرآة الجنان 2 / 295. 5 - بغية الوعاة 161.

(هامش)

1. فرائد السمطين 2 / 272. (*)

ص 325

*(60)*

 رواية ابن الأنباري

 1 - لقد أخرج حديث الثقلين في كتاب (المصاحف) على ما ينقله السيوطي قائلا: وأخرج الترمذي وحسنه وابن الأنباري في (المصاحف) عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما 1. 2 - وأخرجه برواية زيد بن ثابت أيضا، على ما ينقله البدخشاني عند ذكر طرق هذا الحديث الشريف بقوله: ولفظه عند الحافظين أبي محمد عبد الله ابن حميد الكشي وأبي بكر محمد بن القاسم المعروف بابن الأنباري، عن زيد بن ثابت: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض 2.

ترجمته


: 1 - السمعاني: كان صدوقا فاضلا دينا خيرا من أهل السنة، وصنف كتبا كثيرة في علم القرآن وغريب الحديث والمشكل والوقف والابتداء والرد على من خالف مصحف العامة. وكان يملي وأبوه حي، يملي هو في ناحية من المسجد وأبوه في ناحية أخرى، وكان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن، وكان يملي من حفظ، وما كتب عنه الاملاء قط إلا من حفظه 3.

(هامش)

1. الدر المنثور 6 / 7. 2. مفتاح النجا - مخطوط. 3. الأنساب - الأنباري. (*)

ص 326

2 - ابن خلكان: .. وكان صدوقا ثقة دينا خيرا من أهل السنة.. ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأثنى عليه. قيل: إنه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا للقرآن بأسانيدها. وحكى أبو الحسن الدار قطني إنه حضر في مجلس إملائه يوم جمعة، فصحف اسما أورده في إسناد حديث، إما كان (حيان) فقال (حبان) أو (حبان) فقال (حيان). قال الدار قطني: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته وهم، وهبت أن أوقفه على ذلك، فلما انقضى الاملاء تقدمت إلى المستملي فذكرت له وهمه وعرفته صواب القول فيه وانصرفت، ثم حضرت الجمعة الثانية في مجلسه، فقال أبو بكر: عرف جماعة الحاضرين إنا صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية، ونبهنا ذلك الشاب على الصواب، وهو كذا، وعرف ذلك الشاب إنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قال.. 1. 3 - اليافعي كما تقدم 2. *(61)*

 رواية أبي عبد الله الضبي المحاملي

 لقد أخرج حديث الثقلين في (أماليه) وصرح بصحته، كما ينقل ذلك الملا علي المتقي حيث يقول: عن علي عليه السلام إن النبي صلى الله عليه ولم حضر الشجرة بخم، ثم خرج آخذا بيد علي فقال: أيها الناس ألستم تشهدون إن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وإن الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى! قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي.

(هامش)

1. وفيات الأعيان 3 / 463. 2. مرآة الجنان 2 / 294. (*)

ص 327

ابن جرير، وابن أبي عاصم، والمحاملي في أماليه وصحح 1.

ترجمته


: وترجم المحاملي أكثر أصحاب الكتب الرجالية والمؤرخين، أنظر: 1 - الأنساب - المحاملي. 2 - الكامل 8 / 139. 3 - العبر 2 / 222. 4 - مرآة الجنان 2 / 297. 5 - طبقات الحفاظ 343. 6 - تاريخ بغداد 8 / 19. قال الذهبي: المحاملي، القاضي الإمام العلامة الحافظ، شيخ بغداد ومحدثها أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبي البغدادي.. قال الخطيب: كان فاضلا دينا صادقا شهد عند القضاة وله عشرون سنة، ولي قضاء الكوفة ستين سنة، وقال ابن جميع الغساني: عند المحاملي سبعون نفسا من أصحاب سفيان بن عيينة، وقال أبو بكر الداودي: كان يحضر مجلس المحاملي عشرة آلاف رجل، واستعفى من القضاء قبل عشرين وثلاثمائة وكان محمودا في ولايته 2. *(62)*

 رواية أحمد بن محمد بن سعيد (ابن عقدة)

 لقد أخرج حديث الثقلين في (كتاب الولاية) المعروف ب‍ (كتاب الموالاة) أيضا بثمان طرق، كما ينقل ذلك السخاوي في (استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط).

(هامش)

1. كنز العمال 15 / 122 - 123. 2. تذكرة الحفاظ 3 / 824. (*)

ص 328

ولقد أوردها السمهودي في (جواهر العقدين - مخطوط) وابن باكثير المكي في (وسيلة المآل - مخطوط) أيضا. أما الشيخاني القادري فقد أورد في (الصراط السوي - مخطوط) روايتين منها فقط.

ترجمته


: ترجم له أرباب المعاجم الرجالية مع الاجلال والتكريم، وقد ذكرنا له ترجمة مفصلة في مجلد حديث الغدير.. *(63)*

 رواية دعلج السجزي

 أخرج روايته لحديث الثقلين الحاكم بعد ذكر الحديث عن طريق زيد بن أرقم، حيث قال: شاهده: حديث سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما. حدثنا (ه) أبو بكر بن إسحاق، ودعلج ابن أحمد السجزي، قالا: أنبأ محمد بن أيوب، ثنا الأزرق بن علي، ثنا حسان ابن إبراهيم الكرماني، ثنا محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم رضي الله عنه يقول: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة عند سمرات (شجرات) خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت السمرات (الشجرات)، ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية فصلى ثم قام خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: أيها الناس، إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموها، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي، ثم قال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات، قالوا: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه 1.

(هامش)

1. المستدرك على الصحيحين 3 / 109 - 110. (*)

ص 329

.

ترجمته


1 - الذهبي: كان من أوعية العلم وبحور الرواية، روى عنه: الدار قطني، والحاكم، وابن زرقويه، وأبو إسحاق الأسفراييني، وأبو القاسم بن بشران وعدد كثير، قال الحاكم: أخذ دعلج عن ابن خزيمة المصنفات، قال: وكان يفتي بمذهبه وكان شيخ أهل الحديث، وله صدقات جارية على أهل الحديث بمكة والعراق وسجستان. قال الحاكم: سمعت الدار قطني يقول: صنف دعلج (المسند الكبير) ولم أر في مشايخنا أثبت منه. وسمعت عمر البصري يقول: ما رأيت ببغداد من انتخبت عليهم أصح كتبا منه ولا أحسن سماعا 1. 2 - وأيضا في العبر في خبر من غبر (6 / 291) بمثل ما مر. 3 - وكذا اليافعي في مرآة الجنان (2 / 347). 4 - السبكي: قال الحاكم: سمعت الدار قطني يقول: صنفت لدعلج (المسند الكبير) فكان إذا شك في حديث ضرب عليه، ولم أر في مشايخنا أثبت منه. قال الحاكم إشترى دعلج بمكة دار العباسية بثلاثين ألف دينار قال: ويقال: لم يكن في الدنيا من التجار أيسر من دعلج، وقال الخطيب: بلغني أنه بعث بالمسند إلى ابن عقدة لينظر فيه وجعل في الأجزاء بين كل ورقتين دينارا 2. 5 - السيوطي: دعلج بن أحمد بن دعلج، الإمام الفقيه محدث بغداد سمع البغوي ومنه الدار قطني والحاكم، وكان من أوعية العلم وبحور الرواية وشيخ أهل الحديث. صنف (المسند الكبير) ومات في جمادى الآخرة سنة 351 وخلف ثلاثمائة ألف دينار 3.

(هامش)

1. تذكرة الحفاظ 3 / 881. 2. طبقات الشافعية 3 / 291. 3. طبقات الحفاظ: 360. (*)

ص 330

*(64)*

 رواية ابن الجعابي

 1 - أخرج روايته لحديث الثقلين، العلامة السخاوي بقوله: ورواه الجعابي من حديث عبد الله بن موسى، عن أبيه عن عبد الله بن حسن، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله عز وجل طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض 1. 2 - السمهودي حيث قال: ورواه الجعابي في الطالبيين من حديث عبد الله بن موسى الخ 2.

ترجمته


: ترجم له أعلام المؤرخين، وقد ذكرنا ترجمة مفصلة له في مجلد حديث مدينة العلم، فلا حاجة إلى إعادتها هنا.. *(65)*

رواية سليمان بن أحمد الطبراني

 لقد أخرج حديث الثقلين في معاجمه الثلاثة بطرق عديدة، وألفاظ مختلفة: 1 - ففي (المعجم الصغير) برواية أبي سعيد الخدري: حدثنا الحسن ابن محمد بن مصعب الأشاني (الأشنان) الكوفي، حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، حدثنا عبد الرحمن المسعودي، عن كثير النواء، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك

(هامش)

1. استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط. 2. جواهر العقدين - مخطوط. (*)

ص 331

فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله عز وجل، حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا (يفترقا) حتى يردا علي الحوض. لم يروه عن كثير النواء إلا المسعودي . 2 - وأيضا في (المعجم الصغير) برواية أبي سعيد بسند آخر 1. 3 - وأخرجه في (المعجم الأوسط) كما ذكر السخاوي والسمهودي. 4 - وفي (المعجم الكبير) حيث قال: حدثنا أحمد بن مسعود المقدسي، ثنا: الهيثم بن سليمان الخزاز (ح)، وثنا: أبو حصين القاضي، ثنا: يحيى الحماني قالوا: ثنا: شريك، عن الركين ابن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني قد تركت فيكم خليفتين، كتاب الله وأهل بيتي، وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض 2. حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت يرفعه قال: إني قد تركت فيكم الخليفتين، كتاب الله وعترتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض 3. حدثنا عبيد بن غنام، ثنا: أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا: عمر بن سعد أبو داود الحضري، ثنا: شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين من بعدي، كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض 4.

(هامش)

1. المعجم الصغير 1 / 135. 2. المعجم الكبير 5 / 170. 3. المعجم الكبير 5 / 171. 4. المعجم الكبير 5 / 171. (*)

ص 332

حدثنا محمد بن حيان المازني، حدثنا كثير بن يحيى، ثنا: أبو كثير بن يحيى، ثنا: أبو عوانة وسعيد بن عبد الكريم بن سليط الحنفي، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عامر بن واثلة، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمت ثم قال فقال: كأني قد دعيت فأجبت، إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه... فقلت لزيد: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه 1. حدثنا أحمد بن عمرو القطراني، ثنا: محمد بن الطفيل (ح) وحدثنا أبو حصين القاضي، ثنا: يحيى الحماني قالا: ثنا: شريك، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . حدثنا محمد بن عبد الله الضرمي، ثنا: جعفر بن حميد، وحدثنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا النصر بن سعيد أبو صهيب، قالا: عبد الله بن بكير، عن حكيم بن جبير، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، قال: نزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة، ثم أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون؟ قالوا: نصحت. قال أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن البعث بعد

(هامش)

1. المعجم الكبير 5 / 185. 2. المعجم الكبير 5 / 186. (*)

ص 333

الموت حق؟ قالوا: نشهد. قال: فرفع يده فوضعهما على صدره، ثم قال: وأنا أشهد معكم. ثم قال: ألا تسمعون؟ قالوا: نعم، قال: فإني فرطكم على الحوض وأنتم واردون علي الحوض وأن عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى، فيه أقداح عدد النجوم من فضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين. فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: كتاب الله طرف بيد الله (عز وجل) وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا، والآخر عترتي. وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. وسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم. ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت أولى به من نفسي فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه 1. حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا: عمرو بن عون الواسطي، ثنا: خالد ابن عبد الله، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض 2. حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا: علي بن المديني، ثنا: جرير بن عبد الحميد، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض 3. حدثنا أبو حصين القاضي، ثنا: يحيى الحماني، ثنا: جرير بن عبد الحميد، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله 4.

(هامش)

1. المعجم الكبير 5 / 186 - 187. 2. المعجم الكبير 5 / 190. 3. المعجم الكبير 5 / 190. 4. المعجم الكبير 5 / 190. (*)

ص 334

حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا: أبو نعيم، ثنا: كامل أبو العلاء، قال: سمعت حبيب بن أبي ثابت يحدث، عن يحيى بن جعدة، عن زيد بن أرقم، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهينا إلى غدير خم أمر بدوح فكسح في يوم ما أتى علينا يوم كان أشد حرا منه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس: إنه لم يبعث نبي قط إلا عاش نصف ما عاش الذين كانوا قبله وأني أوشك أن أدعى فأجيب وأني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده، كتاب الله. ثم قام وأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس: من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه 1. 5 - وتجد روايته لحديث الثقلين في (الدر المنثور 2 / 60) و(إحياء الميت 27، 30) وفي (كنز العمال) و(الصواعق) و(السيرة الحلبية) وغيره.

ترجمته


: وقد ترجم الطبراني وأثنى عليه كبار الأئمة وكافة أرباب الكتب الرجالية، مثل: ابن خلكان في وفيات الأعيان (2 / 215). والسمعاني في الأنساب (الطبراني). والذهبي في تذكرة الحفاظ (3 / 912) والعبر (2 / 315). واليافعي في مرآة الجنان (2 / 372). وابن الجزري في (طبقات القراء). والقنوجي في التاج المكلل (54). ولغرض الاختصار نقتصر على ما ورد من ترجمته في طبقات الحفاظ

(هامش)

1. المعجم الكبير 5 / 192. (*)

ص 335

للسيوطي حيث يقول: الطبراني - الإمام العلامة الحجة، بقية الحفاظ أبو القاسم سليمان ابن أحمد ابن أيوب بن مطير اللخمي الشامي. مسند الدنيا وأحد فرسان هذا الشأن. ولد بعكا في صفر سنة 260، وسمع في سنة 273، بمدائن الشام والحجاز واليمن ومصر وبغداد والكوفة والبصرة وأصبهان والجزيرة وغير ذلك، وحدث عن ألف شيخ أو يزيدون. صنف (المعجم الكبير) وهو المسند، ولم يسبق فيه من مسند المكثرين إلا ابن عباس وابن عمر، فأما أبو هريرة، وأنس، وجابر، وأبو سعيد، وعائشة فلا بد، ولا حديث جماعة من المتوسطين، لأنه أفرد لكل مسندا فاستغنى عن إعادته. وله (المعجم الأوسط) على شيوخه، فأتى عن كل شيخ بما له من الغرائب فهو نظير (الأفراد) للدار قطني، وكان يقول: هذا الكتاب روحي، فإنه تعب عليه. و(المعجم الصغير) وهو عن كل شيخ له حديث.. قال أبو العباس الشيرازي: كتبت عن الطبراني ثلاثمائة ألف حديث، وهو ثقة. قال الذهبي في (الميزان): ومع سعة روايته لم ينفرد بحديث 1. *(66)*

 رواية أبي بكر القطيعي

 أخرج روايته لحديث الثقلين الحاكم بالسند الآتي: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد، ثنا: أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا: يحيى بن حماد، وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، وأبو بكر أحمد بن جعفر البزاز، قالا: ثنا: عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا: يحيى بن حماد، وثنا: أبو نصر أحمد

(هامش)

1. طبقات الحفاظ: 372. (*)

ص 336

ابن سهل الفقيه ببخارى، ثنا: صالح بن محمد الحافظ البغدادي، ثنا خلف ابن سالم المخرمي، ثنا: يحيى بن حماد، ثنا: أبو عوانة، عن سليمان الأعمش قال: ثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن، فقال: كأني قد دعيت فأجبت، إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: الله عز وجل مولاي وأنا ولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه، فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه 1.

ترجمته


: 1 - السمعاني: المحدث المشهور أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي - من قطيعة الدقيق محلة في أعلى غربي بغداد - يروي عن إسحاق وإبراهيم الحربيين والكديمي وأبي مسلم الكشي، وكان يروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل (المسند) عن أبيه، وكان مكثرا، يروي عنه: أبو عبد الله الحافظ ابن البيع، وأبو نعيم الحافظ الاصبهاني، في جماعة كثيرة آخرهم أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، ومات في ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة 2. 3 - الذهبي: وكان شيخا صالحا 3.

(هامش)

1. المستدرك على الصحيحين 3 / 109. 2. الأنساب - القطيعي. 3. العبر 2 / 346. (*)

ص 337

*(67)*

رواية الأزهري اللغوي

 1 - لقد أورد حديث الثقلين في كتاب (تهذيب اللغة) في مادة (عترة) على ما ذكر العلامة ابن منظور حيث قال: قال الأزهري رحمه الله: وفي حديث زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين خلفي، كتاب الله وعترتي فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. وقال: قال محمد بن إسحاق: وهذا حديث صحيح، ورفعه نحو زيد بن أرقم وأبو سعيد الخدري: وفي بعضها: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فجعل العترة أهل البيت 1. 2 - وأورده في مادة (ثقل) من كتابه قائلا: التهذيب: وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في آخر عمره: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، فجعلهما كتاب الله عز وجل وعترته. وقد تقدم ذكر العترة. وقال ثعلب: سميا ثقلين لأن الأخذ بهما ثقيل، والعمل بهما ثقيل. قال: وأصل الثقل إن العرب تقول لكل شيء نفيس خطير مصون ثقل، فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما، وأصله في بيض النعام المصون، وقال ثعلبة ابن صغير المازني يذكر الظليم والنعامة: فتذكرا ثقلا رشيدا بعد ما ألقت ذكاء يمينها في كافر ويقال للسيد العزيز ثقل من هذا، وسمى الله تعالى الجن والإنس الثقلين سميا ثقلين، لتفضيل الله تعالى إياهما على سائر الحيوان المخلوق في

(هامش)

1. لسان العرب 4 / 538. (*)

ص 338

الأرض بالتمييز والعقل الذي خصا به 1. 3 - وأورده في مادة (حبل) قائلا: وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أوصيكم بكتاب الله وعترتي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض. قال أبو منصور: وفي هذا الحديث اتصال كتاب الله عز وجل وإن كان يتلى في الأرض وينسخ ويكتب، ومعنى الحبل الممدود نور هداه، والعرب تشبه النور بالحبل والخيط. قال الله: حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود. فالخيط الأبيض هو نور الصبح إذا تبين للأبصار وانفلق، والخيط الأسود دونه في الانارة لغلبة سواد الليل عليه، ولذلك نعت بالأسود ونعت الآخر بالأبيض، والخيط والحبل قريبان من السواء 2.

ترجمته


: 1 - ابن خلكان: كان فقيها شافعي المذهب، غلبت عليه اللغة فاشتهر بها، كان متفقا على فضله وثقته ودرايته وورعه.. وكان.. جامعا لشتات اللغة مطلعا على أسرارها ودقائقها، وصنف في اللغة كتاب (التهذيب) وهو من الكتب المختارة، يكون أكثر من عشر مجلدات، وله تصنيف في غريب الألفاظ التي استعملها الفقهاء في مجلد واحد، وهو عمدة الفقهاء في تفسير ما يشكل عليهم من اللغة المتعلقة بالفقه، وكتاب التفسير 3. 2 - الذهبي: روى عن البغوي ونفطويه وأتى ابن السراج، وترك الأخذ عن ابن دريد تورعا لأنه رآه سكران، وقد بقي الأزهري في أسر القرامطة مدة طويلة 4.

(هامش)

1. المصدر نفسه 11 / 88. 2. لسان العرب 11 / 137. 3. وفيات الأعيان 3 / 458. 4. العبر 2 / 356. (*)

ص 339

3 - اليافعي بنحو ما تقدم 1. 4 - وكذا ابن الوردي 2. 5 - السبكي: كان إماما في اللغة، بصيرا بالفقه، عارفا بالمذهب، عالي الاسناد، ثخين الورع، كثير العبادة والمراقبة، شديد الانتصار لألفاظ الشافعي، متحريا في دينه 3. 6 - ابن قاضي شهبة: كان فقيها صالحا غلب عليه علم اللغة وصنف فيه كتاب (التهذيب) الذي جمع فيه فأوعى في عشر مجلدات.. توفي بهراة سنة 370.. نقل الرافعي عنه مواضع تتعلق باللغة في ضبط السنة 4. 7 - السيوطي: بنحو ما تقدم 5. *(68)*

رواية محمد بن المظفر البغدادي

 لقد أخرج روايته لحديث الثقلين ابن المغازلي بقوله: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، نا: أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى ابن عيسى الحافظ أذنا، نا: محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، نا: سويد، ثنا: علي بن مسهر، عن أبي حيان التيمي، حدثني يزيد بن حيان، قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبنا فقال: أما بعد: أيها الناس! إنما أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين، وهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في

(هامش)

1. مرآة الجنان 2 / 395. 2. تتمة المختصر 1 / 423. 3. طبقات الشافعية 3 / 63. 4. طبقات الشافعية 1 / 123. 5 - بغية الوعاة: 8. (*)

ص 340

أهل بيتي. قالها ثلاث مرات 1.

ترجمته


: 1 - الذهبي: محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ الإمام الثقة أبو الحسين البغدادي محدث العراق.. قال الخطيب: كان ابن المظفر فهما حافظا صادقا، وقال البرقاني: كتب الدار قطني عن ابن المظفر ألوف حديث.. قال السلمي: سألت الدار قطني عن ابن المظفر، فقال ثقة مأمون. فقلت: يقال أنه يميل إلى تشيع؟ فقال: قليلا بمقدار ما لا يضر إن شاء الله 2. 2 - وفي (العبر في خبر من غبر) بنحو ما تقدم 3. 3 - الصفدي: رحل إلى الأمصار وبرع في علم الحديث ومعرفة الرجال وتوفي في جمادى الأولى سنة 279، وسمع الطبري وغيره. وروى عنه الدار قطني وغيره، واتفقوا على فضله وصدقه وثقته 4. 4 - السيوطي: قال الخطيب: كان حافظا صادقا. قال ابن أبي الفوارس: سألت ابن المظفر من حديث الباغندي عن أبي زيد الحزازي عن عمرو بن عاصم فقال: ما هو عندي، قلت: لعله عندك! قال: لو كان عندي لكنت أحفظه، عندي عن الباغندي مائة ألف حديث ما هذا منها! وكان الدار قطني يجله ويعظمه ولا يستند بحضرته. وقال فيه: ثقة مأمون يميل إلى التشيع قليلا. وقال أبو الوليد الباجي: حافظ فيه تشيع، مات يوم الجمعة في جمادى الأولى سنة 379 5.

(هامش)

1. المناقب: 236. 2. تذكرة الحفاظ 3 / 980. 3. العبر 3 / 12. 4. الوافي بالوفيات 5 / 34. 5. طبقات الحفاظ: 389. (*)

ص 341

*(69)*

 رواية أبي الحسن الدار قطني

 لقد ذكر روايته لحديث الثقلين، ابن باكثير المكي بعد ذكر هذا الحديث عن طريق أم سلمة، قال: وأخرجه محمد بن جعفر البزاز عنها بلفظ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قبض فيه وقد امتلأت الحجرة من أصحابه، قال: أيها الناس، يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي، وقد قدمت القول معذرة إليكم! إلا أني مخلف فيكم كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي. ثم أخذ بيد علي فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض، فأسألهما عما خلفت فيهما - أخرجه الدار قطني 1. أقول: وأخرجه في (المؤتلف والمختلف) عن أبي ذر وأبي سعيد حيث قال: حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر الكوفي الخزاز في سنة إحدى وعشرين، حدثنا الحسين بن الحكم الحبري حدثنا الحسن بن الحسين العرفي حدثنا علي بن الحسين العبدي عن محمد بن رستم أبو الصامت الضبي عن زاذان أبي عمر عن أبي ذر: إنه تعلق بأستار الكعبة وقال: أيها الناس! من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب الغفاري.. وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، سبب بيد الله تعالى وسبب بأيديكم، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإن إلهي عز وجل قد وعدني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

(هامش)

1. وسيلة المآل - مخطوط. (*)

ص 342

وسمعته يقول: إن مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك 1. وقال: حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم عن عمرو أبي محرز عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب وعترتي. الحديث. 2.

ترجمته


: له ترجمة في كتب التراجم جميعها، ولكنا نقتصر هنا على ترجمته في بعضها: 1 - الذهبي: الدار قطني أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البغدادي الحافظ المشهور، صاحب التصانيف، في ذي القعدة وله ثمانون سنة، روى عنه البغوي وطبقته، ذكره الحاكم فقال: صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماما في القراء والنحاة صادفته فوق ما وصف لي، وله مصنفات يطول ذكرها. وقال الخطيب: كان فريد عصره، وفزيع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، إنتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال مع الصدق وصحة الاعتقاد والاضطلاع من علوم سوى علم الحديث، منها: القراءة وقد صنف فيها مصنفات، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الاصطخري، ومنها المعرفة بالأدب والشعر فقيل: إنه كان يحفظ دواوين جماعة. وقال أبو ذر الهروي: قلت للحاكم: هل رأيت مثل الدار قطني؟ فقال: هو إمام لم ير مثل نفسه فكيف أنا! وقال البرقاني: كان الدار قطني يملي علي العلل من حفظه. وقال القاضي أبو الطيب

(هامش)

1. المؤتلف والمختلف 2 / 1045. 2. المؤتلف والمختلف 4 / 2060. (*)

ص 343

الطبري: الدار قطني أمير المؤمنين في الحديث 1. 2 - ابن قاضي شهبة: قال ابن ماكولا: رأيت في المنام كأني أسأل عن حال الدار قطني في الآخرة، فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة بالامام؟ نقل عنه في - الروضة - في أثناء كتاب القضاء في الكلام على الرواية بالاجازة 2. 3 - القنوجي: كان عالما حافظا فقيها على مذهب الإمام الشافعي وانفرد بالامامة في علم الحديث في عصره، ولم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه، وكان عارفا باختلاف الفقهاء 3. وانظر: (وفيات الأعيان 1 / 331) و(تذكرة الحفاظ 3 / 991) و(طبقات القراء 1 / 558) و(طبقات السبكي 3 / 462) و(الكامل 9 / 43) و (طبقات الحفاظ 393 و(الأنساب - الدار قطني) وغيرها. *(70)*

 رواية محمد بن عبد الرحمن المخلص الذهبي

 تظهر روايته لحديث الثقلين من مراجعة عبارة الحموي حيث يقول: أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب بنت القاضي عماد الدين أبي صالح نصر ابن عبد الرزاق ابن الشيخ قطب وقته عبد القادر، سماعا عليها بمدينة السلام بغداد عصر يوم الجمعة السادس والعشرين من صفر سنة اثنتين وسبعين وستمائة. قيل لها: أخبرك الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن علي ابن السقاء، قراءة عليه وأنت تسمعين في خامس رجب سنة سبع عشرة وستمائة بالمدرسة القادرية؟ قالت: نعم؟ قال: أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن

(هامش)

1. العبر 3 / 28. 2. طبقات الشافعية 1 / 147. 3. التاج المكلل 82. (*)

ص 344

البناء، وأبو محمد بن المبارك ابن أحمد بن بركة الكندي في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. قالا: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن الريسي قال: أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، أنبأنا بشر بن الوليد الكندي، أنبأنا محمد بن طلحة، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا ما تخلفوني فيهما 1.

ترجمته


: قال السمعاني: وكان ثقة صدوقا صالحا مكثرا من الحديث 2. *(71)*

 رواية محمد بن سليمان بن داود البغدادي

 لقد روى حديث الثقلين بسنده: عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد تركت ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي 3.

(هامش)

1. فرائد السمطين 2 / 272. 2. الأنساب - المخلص. 3. مناقب أهل البيت - مخطوط. (*)

ص 345

*(72)*

 رواية الحاكم النيسابوري

 أخرج حديث الثقلين في كتابه في باب مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد، ثنا: أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا: يحيى بن حماد. وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، وأبو بكر أحمد بن جعفر البزاز. قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا: يحيى بن حماد، وثنا: أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، ثنا: صالح بن محمد الحافظ البغدادي، ثنا: خلف بن سالم المخرمي، ثنا: يحيى بن حماد، ثنا: أبو عوانة، عن سليمان الأعمش، قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال: كأني قد دعيت فأجبت، إني (قد) تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: الله عز وجل مولاي وأنا ولي (مولى) كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه، فقال: من كنت وليه (مولاه) فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله، شاهده: حديث سلمة بن كهيل.. 1. كما أخرج الحديث من طريق آخر 2. .

ترجمته


1 - الذهبي: الحاكم الحافظ الكبير، إمام المحدثين أبو عبد الله محمد

(هامش)

1. المستدرك 3 / 109. 2. المصدر 3 / 174. (*)

ص 346

ابن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع صاحب التصانيف. ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة في ربيع الأول، طلب الحديث من الصغر باعتناء أبيه وخاله فسمع سنة ثلاثين، ورحل إلى العراق وهو ابن عشرين وحج ثم جال في خراسان وما وراء النهر فسمع بالبلاد من ألفي شيخ أو نحو ذلك 3. 2 - القنوجي: إمام أهل الحديث في عصره، والمؤلف فيه الكتب التي لم يسبق إلى مثلها. كان عالما عارفا واسع العلم، تفقه ثم طلب الحديث وغلب عليه فاشتهر به وسمعه من جماعة لا يحصون كثرة، فإن معجم شيوخه يقرب من ألفي رجل، حتى روى عمن عاش بعده لسعة روايته وكثرة شيوخه. وصنف في علومه ما يبلغ ألفا وخمسمائة جزء.. ناظر الحفاظ وذاكر الشيوخ وكتب عنهم أيضا وباحث الدار قطني فرضيه، وتقلد القضاء بنيسابور في سنة 359 في أيام الدولة السامانية 1. 3 - البدخشي: الحاكم لقب به جماعة من أهل الحديث، فمنهم من لقب به لأجل رياسة دنيوية كالحاكم الشهيد.. ومنهم من لقب به لأجل الرياسة في الحديث، وهما رجلان فاقا أهل عصرهما في معرفة الحديث، أحدهما الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري وليس له ذكر في هذا الكتاب وهو الأكبر. والثاني: الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري صاحب (المستدرك على الصحيحين) و(تاريخ نيسابور) وغير ذلك من المصنفات وهو الأشهر 2. وانظر: (وفيات الأعيان 3 / 408) و(المختصر 2 / 144) و(تتمة المختصر 1 / 435) و(مرآة الجنان 3 / 14) و(طبقات الأسنوي 1 / 405) و

(هامش)

1. تذكرة الحفاظ 3 / 1039. 2. التاج المكلل 114. 3. تراجم الحفاظ - مخطوط. (*)

ص 347

(طبقات السبكي 4 / 155) و(العبر 3 / 91). *(73)*

 رواية عبد الملك الخركوشي

 أخرج حديث الثقلين في كتابه المسمى ب‍ (شرف النبوة) على ما جاء في (مناقب السادات): الحديث الثالث في (المشارق) و(المصابيح) و(شرف النبوة) و(الدرر) و(تاج الأسامي) وغير ذلك: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي فإن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي 1.

ترجمته


: وتوجد ترجمة الخركوشي في كثير من كتب التراجم والتواريخ مثل (الأنساب - الخركوشي) و(تذكرة الحفاظ 3 / 253) و(العبر 3 / 96) و(طبقات السبكي 5 / 222) و(طبقات الأسنوي 1 / 477) ونقتصر هنا بخلاصة ما وصفه به السبكي، قال: وكان فقيها زاهدا من أئمة الدين وأعلام المؤمنين، ترتجى الرحمة بذكره قال فيه الحاكم: إنه الواعظ الزاهد ابن الزاهد، وإنه تفقه في حداثة سنه وتزهد وجالس الزهاد والمجردين إلى أن جعله الله خلف الجماعة ممن تقدمه من العباد المجتهدين والزهاد القانعين 2. *(74)*

رواية أبي إسحاق الثعلبي

 لقد أورد حديث الثقلين في تفسيره عند تفسير قوله تعالى واعتصموا

(هامش)

1. مناقب السادات لشهاب الدين الدولت آبادي. 2. طبقات الشافعية 5 / 222. (*)

ص 348

بحبل الله جميعا فقال: حدثنا الحسن بن محمد بن حبيب المفسر، قال: وجدت في كتاب جدي بخطه نا: أحمد بن الأحجم القاضي المرندي، نا، الفضل بن موسى الشيباني، أنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، قال: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض 1. كما ذكر الحديث عند تفسير قوله تعالى: سنفرغ لكم أيها الثقلان .

ترجمته


: 1 - السبكي: وكان أوحد زمانه في علم القرآن وله كتاب (العرائس) في قصص الأنبياء عليهم السلام 2. 2 - الأسنوي: ذكره ابن الصلاح والنووي من الفقهاء الشافعية، وكان إماما في اللغة والنحو.. 3. 3 - الداودي: كان أوحد أهل زمانه في علم القرآن حافظا للغة، بارعا في العربية، واعظا، موثقا 4. وانظر (وفيات الأعيان 1 / 61) و(الوافي بالوفيات 7 / 307) و(العبر 3 / 161) و(مرآة الجنان 3 / 46) و(تتمة المختصر 1 / 477) و(المختصر 2 / 160) و(بغية الوعاة 154) وغيرها.

(هامش)

1. الكشف والبيان - مخطوط. 2. طبقات الشافعية 4 / 58. 3. طبقات الشافعية 1 / 429. 4. طبقات المفسرين 1 / 65. (*)

ص 349

*(75)*

 رواية أبي نعيم الاصبهاني

 1 - أخرج حديث الثقلين في كتاب (منقبة المطهرين) بطرق عديدة وألفاظ كثيرة، عن أبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم وأنس بن مالك والبراء ابن عازب وعن جبير بن مطعم. 2 - كما أخرج الحديث في (حلية الأولياء 1 / 355) وفي كلام العلامة السخاوي في (استجلاب ارتقاء الغرف - مخطوط) وكذلك في كلام العلامة السمهودي في (جواهر العقدين - مخطوط): عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه، أو زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: لما صدر رسول الله من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن، ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد إليهن فصلى تحتهن. ثم قام فقال: يا أيها الناس: إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب وإني مسؤول وإنكم مسؤولون، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرا. فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق، وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وإن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك؟ قال: اللهم اشهد؟ ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا ولي المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا - اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. ثم قال: يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون علي الحوض، حوض أعرض مما بين بصري إلى صنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟ الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف

ص 350

الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض. أخرجه الطبراني في (الكبير) والضياء في (المختارة) من طريق سلمة ابن كهيل عن أبي الطفيل وهما من رجال (الصحيح) عنه بالشك في صحابيته، وأخرجه أبو نعيم في الحلية.. .

ترجمته


: 1 - الذهبي: قال أحمد بن محمد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه، لم يكن في افق من الآفاق أحد أحفظ منه ولا أسند منه، كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده وكل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريد إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزؤ، لم يكن له غذاء سوى التسميع والتصنيف. وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي الحافظ أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد لا شرقا ولا غربا أعلى اسنادا منه ولا أحفظ منه 1. 2 - الصفدي: تاج المحدثين وأحد أعلام الدين، له العلو في الرواية والحفظ والفهم والدراية، وكانت الرحال تشد إليه. أملى في فنون الحديث كتبا سارت في البلاد وانتفع به العباد وامتدت أيامه حتى لحق الأحفاد بالأجداد وتفرد بعلو الاسناد 2. 3 - القنوجي: الحافظ المشهور صاحب كتاب حلية الأولياء. كان من الأعلام المحدثين وأكابر الحفاظ، أخذ عن الأفاضل وأخذوا عنه وانتفعوا به وكتابه الحلية من أحسن الكتب 3. وانظر (العبر 3 / 170 و(وفيات الأعيان 1 / 75) و(طبقات السبكي

(هامش)

1. تذكرة الحفاظ 3 / 1096. 2. الوافي بالوفيات 7 / 81. 3. التاج المكلل 31. (*)

ص 351

3 / 7) و(مرآة الجنان 3 / 52) و(طبقات الأسنوي 2 / 474) و(طبقات الحفاظ 423) و(طبقات ابن قاضي شهبة 1 / 301) و(المختصر 2 / 162) وتتمة المختصر 1 / 480) و(البداية والنهاية 12 / 45) و(النجوم الزاهرة 5 / 30) و(شذرات الذهب 3 / 245) وغيرها.

 *(76)*

 رواية أبي نصر العتبي

 لقد أشار إلى حديث الثقلين في صدر كتابه (التاريخ اليميني) حيث يقول .. إلى أن قبضه الله جل ذكره إليه مشكور السعي والأثر، ممدوح النصر والظفر، مرضي السمع والبصر، محمود العيان والخبر، فاستخلف في أمته الثقلين كتاب الله وعترته اللذين يحميان الأقدام أن تزل، والأحلام أن تضل، والقلوب أن تمرض، والشكوك أن تعرض، فمن سلك بهما فقد سلك الخيار وأمن العثار وربح اليسار، ومن صدف عنهما فقد أساء الاختيار وركب الخسار وارتدف الأدبار، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى، فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين .

ترجمته


: قال الثعالبي: أبو نصر محمد بن عبد الجبار العتبي، هو لمحاسن الأدب وبدائع النثر ولطائف النظم ودقائق العلم كالينبوع للماء والزند للنار، يرجع معها إلى أصل كريم وخلق عظيم. وكان فارق وطنه الري في اقتبال شبابه وقدم خراسان على خاله أبي نصر العتبي وهو من وجوه المال بها وفضلائهم، فلم يزل عنده كالولد العزيز عند الوالد الشفيق إلى أن مضى أبو نصر لسبيله، وتنقلت بأبي النصر أحوال وأسفار في الكتابة للأمير أبي علي، ثم للأمير أبي منصور سبكتكين مع أبي الفتح البستي، ثم النيابة بخراسان لشمس المعالي

ص 352

واستوطن نيسابور وأقبل على خدمة الآداب والعلوم 1. *(77)*

 رواية أبي بكر البيهقي

ذكر روايته لحديث الثقلين الخوارزمي في مناقبه بقوله وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا (هو أبو بكر البيهقي، حيث قال قبل ذلك: وأخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرني شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرني أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي). قال: أخبرنا أبو عبد الله، قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى قال: حدثنا صالح بن محمد الحافظ، قال: حدثنا خلف بن سالم، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش، قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت: أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينه وسمعه بأذنه 2. كما تظهر روايته لهذا الحديث من عبارة الحموئي نقلا عن ابن عمه

(هامش)

1. يتيمة الدهر 4 / 397. 2. المناقب 93. (*)

ص 353

نظام الدين الحموي، والقاضي البتاكشي 1. أقول: وأخرجه في (سننه) في غير موضع منه، ففي باب بيان أهل بيته الذين هم آله أخرجه عن الحاكم بسنده عن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بماء يدعى خما بين مكة والمدينة.. 2. وبسنده عن زيد بن أرقم كذلك في باب بيان آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة المفروضة 3. وبسنده عنه أيضا كذلك في كتاب آداب القاضي وقال: أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي حيان التيمي 4.

ترجمته


: قال الذهبي: البيهقي الإمام الحافظ العلامة شيخ خراسان أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي البيهقي، صاحب التصانيف.. قال عبد الغافر في تاريخه: كان البيهقي على سيرة العلماء قانعا باليسير متجملا في زهده وورعه. وعن إمام الحرمين أبي المعالي قال: ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا أبا بكر البيهقي فإنه له المنة على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه قال أبو الحسن عبد الغافر في (ذيل تاريخ نيسابور): أبو بكر البيهقي الفقيه الحافظ الأصولي الدين الورع، واحد زمانه في الحفظ وفرد أقرانه في الاتقان والضبط، من كبار أصحاب الحاكم ويزيد عليه بأنواع من العلوم، كتب الحديث وحفظه من صباه وتفقه وبرع وأخذ في الأصول، وارتحل إلى العراق والجبال والحجاز، ثم صنف وتواليفه تقارب ألف جزء لم يسبقه إليه أحد، جمع بين علم الحديث والفقه وبيان علل

(هامش)

1. فرائد السمطين 2 / 233. 2. سنن البيهقي 2 / 148. 3. سنن البيهقي 7 / 30. 4. سنن البيهقي 10 / 114. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب