نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 354

الحديث ووجه الجمع بين الأحاديث 1. وانظر: (الأنساب - البيهقي) و(معجم البلدان 2 / 346) و(وفيات الأعيان 1 / 57) و(الكامل 10 / 18) و(مرآة الجنان 3 / 81) و(طبقات السبكي 4 / 8) و(طبقات الأسنوي 1 / 198) و(طبقات ابن قاضي شهبة 1 / 226) و(المختصر 2 / 185) و(تتمة المختصر 1 / 516) و(طبقات الحفاظ 433) و(التاج المكلل 28) وغيرها. *(78)*

رواية أبي غالب النحوي

 لقد أخرج روايته لحديث الثقلين، ابن المغازلي في (المناقب) بالسند الآتي: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، ثنا: أبو عبد الله محمد بن علي السقطي، ثنا أبو محمد عبد الله بن شوذب، ثنا: محمد بن أبي العوام الرياحي ثنا: أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمر، ثنا: محمد بن طلحة، عن الأعمش، عن عطية بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما .

ترجمته


: توجد في كثير من الكتب المعتبرة.. كما أوردنا ترجمته في مجلد حديث الطير عن (العبر 4 / 250) و(الجواهر المضية 2 / 11 - 12) و(مرآة الجنان 3 / 86) وغيرها.

(هامش)

1. تذكرة الحفاظ 3 / 1132. (*)

ص 355

*(79)*

 رواية ابن عبد البر القرطبي

 ذكر الشاه ولي الله في (إزالة الخفا) خطبة الغدير المتضمنة لفضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال: أخرج الحاكم، وأبو عمرو وغيرهما - وهذا لفظ الحاكم - عن زيد بن أرقم: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال: كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: إن الله عز وجل مولاي وأنا ولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه .

ترجمته


: قال الذهبي: كان فقيها عابدا متهجدا، قال الحميدي: أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال، قديم السماع يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي. وقال أبو علي الغساني: لم يكن أحد ببلدنا في الحديث مثل قاسم بن محمد، وأحمد بن خالد الجباب، ثم قال أبو علي: ولم يكن ابن عبد البر بدونهما ولا متخلفا عنهما. قلت: كان إماما دينا ثقة متقنا علامة متبحرا صاحب سنة وأتباع، وكان أولا أثريا ظاهريا فيما قيل، ثم تحول مالكيا مع ميل بين إلى فقه الشافعي في مسائل ولا ينكر له ذلك فإنه ممن بلغ رتبة الأئمة المجتهدين. ومن نظر في مصنفاته بان له منزلته من سعة العلم وقوة الفهم وسيلان الذهن، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا أخطأ إمام في اجتهاده لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه ونغطي معارفه بل نستغفر الله له ونعتذر عنه.

ص 356

قال أبو القاسم ابن بشكوال: ابن عبد البر إمام عصره، وواحد دهره يكنى أبا عمر. قال أبو علي بن سكرة: سمعت أبا الوليد الباجي يقول: لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث، وهو أحفظ أهل المغرب 1. وانظر: (الأنساب - القرطبي) و(وفيات الأعيان 2 / 348) و(تذكرة الحفاظ 3 / 1128) و(العبر 3 / 255) و(المختصر 2 / 187) و(تتمة المختصر 1 / 521) و(طبقات الحفاظ 436) و(التاج المكلل 153) وغيرها. *(80)*

 رواية الخطيب البغدادي

 تظهر روايته لحديث الثقلين من مراجعة عبارة البدخشاني حيث يقول: أخرجه ابن أبي شيبة، والخطيب في (المتفق والمتفرق) عنه - أي عن جابر - بلفظ: إني تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به، كتاب الله وعترتي أهل بيتي . أقول: وهو بسنده عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في (تاريخ بغداد 8 / 442) لكن بتره الأمناء على الحديث.

ترجمته


: قال الذهبي: الخطيب الحافظ الكبير الإمام محدث الشام والعراق.. كان من كبار الشافعية، تفقه بأبي الحسن بن المحاملي وبالقاضي أبي الطيب.. قال ابن ماكولا: كان أبو بكر الخطيب آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظا واتقانا وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

(هامش)

1. سير أعلام النبلاء 18 / 153 ملخصا. (*)

ص 357

وتفننا في علله وأسانيده وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه.. قال أبو سعد السمعاني: كان الخطيب مهيبا وقورا ثقة متحريا، حسن الخط، كثير الضبط، فصيحا ختم به الحفاظ.. قال أبو الحسن الهمذاني: مات هذا العلم بوفاة الخطيب، وقد كان رئيس الرؤساء، تقدم إلى الوعاظ والخطاب أن لا يرووا حديثا حتى يعرضوه على أبي بكر، وأظهر بعض اليهود كتابا بإسقاط النبي صلى الله عليه وسلم الجزية عن الخيابرة، وفيه شهادة الصحابة. فعرضه الوزير على أبي بكر، فقال: هذا مزور؟ قيل من أين قلت هذا؟ قال: فيه شهادة معاوية وهو أسلم عام الفتح بعد خيبر؟ وفيه شهادة سعيد بن معاذ ومات قبل خيبر بسنين. قال شباع الذهلي: والخطيب إمام مصنف حافظ لم يدرك مثله.. 1. وانظر: (الأنساب - الخطيب) و(الكامل 10 / 25) و(وفيات الأعيان 1 / 27) و(العبر 3 / 253) و(دول الإسلام 1 / 211) و(المختصر 2 / 187) و(تتمة المختصر 1 / 520) و(مرآة الجنان 3 / 87) و(طبقات السبكي 4 / 29) و(طبقات الأسنوي 1 / 201) و(طبقات الحفاظ 434 و(التاج المكلل 32) وغيرها من المصادر التاريخية والرجالية. *(81)*

 رواية أبي محمد الحسن الغندجاني

أورد الحديث ابن المغازلي في كتاب المناقب بالسند الآتي: أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني ثنا: أحمد بن محمد، ثنا: علي بن محمد المصري، ثنا: محمد بن عثمان، ثنا: مصرف بن عمر، ثنا: عبد الرحمن بن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري

(هامش)

1. تذكرة الحفاظ 3 / 1135. (*)

ص 358

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما 1.

ترجمته


: قال السمعاني: أبو محمد الحسن بن موسى الغندجاني، كان شيخا ثقة صدوقا سكن واسط بآخره، سمع ببغداد مع ابن عمه أبا طاهر المخلص، وأبا حفص الكناني وأبا أحمد الفرضي وأبا عبد الله بن دوست العلاف. روى لي عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن الجلابي الثقة، وكانت ولادته في شوال سنة 282، ووفاته في جمادى الأولى سنة 467 2. *(82)*

 رواية علي بن محمد الطيب - ابن المغازلي

أخرج حديث الثقلين في كتابه بعدة طرق نقتصر هنا على واحد منها: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان المعروف بابن الصيرفي البغدادي قدم علينا واسطا سنة أربعين وأربعمائة، قال: نا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن البواب، نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، نا: وهبان - وهو ابن بقية الواسطي - ثنا: خالد بن عبد الله، عن الحسن بن عبد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض 3.

(هامش)

1. المناقب: 235. 2. الأنساب - الغندجاني. 3. المناقب 234 - 236. (*)

ص 359

.

ترجمته


ترجم له كبار علماء أهل السنة في كتبهم المعتمدة، وقد ذكرنا ترجمته في بعض مجلدات هذا الكتاب. *(83)*

 رواية محمد بن فتوح الحميدي

لقد أخرج حديث الثقلين بالسند الآتي: عن يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا ابن أخي؟ والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوه، وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، أيها الناس؟ فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل. وفي حديث سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان، نحوه.. غير أنه قال: ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله وهو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة. وفيه فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، أيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر ثم الدهر ثم يطلقها

ص 360

فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته: أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده 1. .

ترجمته


1 - السمعاني: أحد حفاظ عصره، صنف التصانيف وجمع الجموع، فنسب إلى جده الأعلى.. 2. 2 - ابن خلكان: الحافظ المشهور.. كان موصوفا بالنباهة والمعرفة والاتقان والدين والورع، وكانت له نغمة حسنة في قراءة الحديث 3. 3 - الذهبي: الحميدي الحافظ الثبت القدوة حدث عن ابن حزم فأكثر، وعن أبي عبد الله القضاعي، وأبي عمرو بن عبد البر، وأبي زكريا عبد الرحيم البخاري وأبي القاسم الجياني الدمشقي وعبد الصمد بن المأمون وأبي بكر الخطيب وأبي جعفر بن مسلمة وأبي غالب بن بشران اللغوي، ولم يزل يسمع ويكثر ويجد حتى كتب عن أصحاب الجوهري وابن المذهب.. قال الأمير ابن ماكولا: لم أر مثل صديقنا الحميدي في نزاهته وعفته وتشاغله بالعلم.. وقال يحيى بن إبراهيم السلماسي قال أبي: لم تر عيناي مثل الحميدي في فضله ونبله وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم. قال: وكان ورعا ثقة إماما في الحديث وعلله ورواته، متحققا في علم التحقيق والأصول على مذهب أصحاب الحديث بموافقة الكتاب والسنة، فصيح العبارة، متبحرا في علم الأدب والعربية والترسل 4.

(هامش)

1. الجمع بين الصحيحين - مخطوط. 2. الأنساب - الحميدي. 3. وفيات الأعيان 3 / 410. 4. تذكرة الحفاظ 4 / 1218. (*)

ص 361

4 - الصفدي: كان من كبار الحفاظ ثقة متدينا بصيرا بالحديث عارفا بفنونه، حسن النغمة بالقراءة، مليح النظم، ظاهري المذهب 1. وانظر: (مرآة الجنان 3 / 149) و(تتمة المختصر 2 / 12) و(طبقات الحفاظ 447) و(تراجم الحفاظ - مخطوط) وغيرها. *(84)*

 رواية أبي المظفر السمعاني

 أورد حديث الثقلين في (الرسالة القوامية) المعروفة بفضائل الصحابة بالسند الآتي: عن طلحة بن مصرف، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض .

ترجمته


: ترجم له مشاهير علماء أهل السنة في كتبهم الرجالية والتاريخية، وقد ذكرنا ترجمته في مجلد حديث الطير. ونذكر هنا طرفا منها: 1 - ابن خلكان عند ترجمة حفيده صاحب الأنساب: وكان جده المنصور إمام عصره بلا مدافعة، أقر له بذلك الموافق والمخالف، وكان حنفي المذهب، متعينا عند أئمتهم، فحج في سنة 462 وظهر له بالحجاز مقتضى انتقاله إلى مذهب الشافعي (رض) فلما عاد إلى (مرو) لقي بسبب انتقاله محنا وتعصبا شديدا فصبر على ذلك، وصار إمام الشافعية بعد ذلك يدرس ويفتي. وصنف في مذهب الإمام الشافعي وفي غيره من العلوم تصانيف

(هامش)

1. الوافي بالوفيات 4 / 317. (*)

ص 362

كثيرة 1. 2 - الداودي: تفقه على والده حتى برع في فقه أبي حنيفة وصار من فحول النظر، ومكث كذلك ثلاثين سنة، ثم صار إلى مذهب الشافعي وأظهر ذلك في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، فاضطرب أهل مرو لذلك وتشوش العوام، فخرج منها وخرج معه طائفة من الفقهاء وقصد نيسابور.. 2. وانظر (الأنساب - السمعاني) و(العبر 3 / 326) و(مرآة الجنان 3 / 151) و(طبقات السبكي 5 / 235) و(طبقات الأسنوي 2 / 29) و(دول الإسلام 2 / 13) وغيرها. *(85)*

 رواية إسماعيل بن أحمد البيهقي

 تظهر روايته لحديث الثقلين من مراجعة كتاب (المناقب) للخوارزمي.

ترجمته


: 1 - السبكي: إسماعيل بن أحمد بن الحسين الخسروجردي، شيخ القضاة أبو علي ولد الإمام الجليل الحافظ أبي بكر البيهقي، تفقه على أبيه وتخرج به في الحديث وسافر الكثير، ودخل خوارزم فسكن بهامدة، وولي بها الخطابة وتدريس الشافعية والقضاء من وراء جيحون الذي كان برسم أصحاب الشافعي، ثم سافر إلى بلخ وأقام بها مدة، ثم عاد إلى بيهق بعد ما

(هامش)

1. وفيات الأعيان 2 / 380. 2. طبقات المفسرين 2 / 339. (*)

ص 363

غاب عنها نحو ثلاثين سنة 1. 2 - الأسنوي بعد ذكر أبي بكر البيهقي: وكان له ولد فقيه محدث يقال له أبو علي إسماعيل، ويلقب شيخ القضاة. تولي القضاء والتدريس والخطابة بما وراء النهر 2. 3 - ابن الوردي: إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي الإمام ابن الإمام ببيهق، ومولده سنة 428 3. *(86)*

رواية محمد بن طاهر المقدسي

 تظهر روايته لحديث الثقلين من مراجعة ترجمته في (المقفى) للمقريزي، حيث يقول في ضمن مؤلفاته: .. وكتاب طريق حديث: إني تارك فيكم الثقلين . ورواه عنه السخاوي في (استجلاب إرتقاء الغرف) والسمهودي في (جواهر العقدين).

ترجمته


: 1 - ابن خلكان: أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي الحافظ المعروف بابن القيسراني، كان أحد الرحالين في طلب العلم والحديث سمع بالحجاز والشام ومصر والثغور والجزيرة والعراق والجبال

(هامش)

1. طبقات الشافعية 7 / 44. 2. طبقات الشافعية 1 / 200. 3. تتمة المختصر 2 / 31. (*)

ص 364

وفارس وخوزستان وخراسان واستوطن همذان. وكان من المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث. وله في ذلك مصنفات ومجموعات تدل على غزارة علمه وجودة معرفته 1. 2 - الذهبي: قال ابن عساكر: سمعت محمد بن إسماعيل الحافظ يقول: أحفظ من رأيت ابن طاهر. وقال أبو زكريا ابن مندة: كان ابن طاهر أحد الحفاظ، حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، صدوقا عالما بالصحيح والسقيم، كثير التصانيف، لازما للأثر.. قال ابن مسعود عبد الرحيم الحاجي: سمعت ابن طاهر يقول: بلت الدم في طلب الحديث مرتين، مرة ببغداد ومرة بمكة. كنت أمشى حافيا في الحر فلحقني ذلك، وما ركبت دابة قط في طلب الحديث، وكنت أحمل كتبي على ظهري، وما سألت في حال الطلب أحدا، كنت أعيش على ما يأتي.. 2. 3 - والذهبي في (العبر في خبر من غبر 4 / 14). 4 - واليافعي في (مرآة الجنان 3 / 195) بمثل ما تقدم. 5 - المقريزي في: (التاريخ المقفى): كان ثقة صدوقا، حافظا، عالما بالصحيح والسقيم، حسن المعرفة بالرجال والمتون، كثير التصانيف، جيد الخط لازما للأثر، بعيدا من الفضول، والتعصب، خفيف الروح، قوي السير في السفرة، كثير الحج والعمرة . 6 - السيوطي في (طبقات الحفاظ 452) بنحو ما تقدم.

(هامش)

1. وفيات الأعيان 3 / 415. 2. تذكرة الحفاظ 4 / 1242. (*)

ص 365

*(87)*

 رواية شيرويه الديلمي

 أخرج حديث الثقلين باللفظ الآتي: زيد بن أرقم: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيكم منه حبل، من اتبعه كان على الهدى ومن ترك كان على الضلالة، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض - يعني: الأخذ بهما ثقيل . وعن أبي سعيد الخدري 1.

ترجمته


: وتوجد ترجمة شيرويه الديلمي في (تذكرة الحفاظ 4 / 53) و(مرآة الجنان 3 / 198) و(طبقات الشافعية للسبكي 4 / 229) و(الأسنوي 2 / 104) و(طبقات الحفاظ 482) وغيرها من كتب التراجم المشهورة. *(88)*

رواية البغوي - محيى السنة 1

 - لقد أخرج حديث الثقلين في كتاب (المصابيح) عند ذكر الأحاديث الصحاح عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، أيها الناس: إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا

(هامش)

1. فردوس الأخبار 1 / 166. (*)

ص 366

بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي 1. 2 - كما أورد الحديث في نفس الكتاب عند ذكر الأحاديث الحسان عن جابر 2. 3 - وأخرج الحديث أيضا عند تفسير آية المودة 3. 4 - كما أخرجه عند تفسير قوله تعالى سنفرغ لكم أيها الثقلان 4. 5 - وأخرجه في (شرح السنة) أيضا على ما ستأتي الإشارة إليه في عبارة الخلخالي في (المفاتيح).

ترجمته


: وقد ترجم للبغوي في جميع المعاجم المعتبرة، مثل: (جامع الأصول) و(مشكاة المصابيح 1 / 4) و(تذكرة الحفاظ 4 / 1281) و(العبر حوادث 535) و(دول الإسلام 2 / 39) و(مرآة الجنان 3 / 263) و(المرقاة) و(أشعة اللمعات) وغيرها. *(89)*

 رواية رزين العبدري

 أخرج حديث الثقلين باللفظ الآتي: عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى

(هامش)

1. مصابيح السنة بشرح القاري 5 / 593. 2. المصدر نفسه 5 / 600. 3. معالم التنزيل 6 / 101. 4. المصدر 7 / 6. (*)

ص 367

الأرض، وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما 1. ورواه عنه أيضا بلفظ آخر، كما ستعلم روايته لهذا الحديث من تصريح سبط ابن الجوزي.

ترجمته


: ترجم له كبار علماء أهل السنة في كثير من كتب التراجم والحديث وتجدها في الكتب التالية أسماؤها: (العبر 4 / 37) و(تذكرة الحفاظ 4 / 1257) و(دول الإسلام 2 / 30) و(مرآة الجنان 3 / 213) و(طبقات السبكي 7 / 75) و(طبقات الأسنوي) و(طبقات الحفاظ 457) و(طبقات المفسرين 1 / 205) و(الخميس 2 / 361) و(التاج المكلل 41) وغيرها. *(90)*

 رواية عبد الوهاب الأنماطي

 تظهر روايته الحديث الثقلين من مراجعة عبارتي ابن الجوزي وسبطه.

ترجمته


: 1 - الذهبي: قال السمعاني: هو الحافظ، ثقة، متقن، واسع الرواية دائم البشر، سريع الدمعة عند الذكر، حسن المعاشرة، جمع الفوائد وخرج التخاريج، قلما بقي من جزء مروي إلا قد قرأه وحصل نسخته، ونسخ الكتب الكبار مثل الطبقات لابن سعد وتاريخ الخطيب. كان متفرغا للحديث، إما

(هامش)

1. الجمع بين الصحاح الستة - مخطوط. (*)

ص 368

أن يقرأ عليه أو ينسخ شيئا، وكان لا يجوز الإجازة على الإجازة، وصنف في ذلك. قال السلفي: كان عبد الوهاب رفيقنا حافظا ثقة، لديه معرفة جيدة. قال ابن ناصر: كان بقية الشيوخ، سمع الكثير، وكان يفهم، مضى مستورا وكان ثقة، ولم يتزوج قط 1. 2 - وكذلك في (العبر في خبر من غبر 4 / 104). 3 - واليافعي في (مرآة الجنان 3 / 268). 4 - السيوطي الأنماطي الحافظ العالم، محدث بغداد، أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد البغدادي... قال أبو سعد: حافظ متقن جامع، واسع الرواية، جمع وخرج، وكان لا يجوز الإجازة على الإجازة 2. *(91)*

رواية القاضي عياض اليحصبي

 1 - أخرج حديث الثقلين في (الشفاء بتعريف حقوق المصطفى). حيث قال: وقال عليه الصلاة والسلام: إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما 3. 2 - كما قال في نفس الكتاب: وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قد طلب التنصل في مرضه ممن كان له عليه مال أو حق في بدن، وأقاد من نفسه وماله، وأمكن من القصاص منه على ما ورد في حديث الفضل وحديث الوفاة، وأوصى بالثقلين بعده كتاب الله عز وجل وعترته، وبالأنصار عيبته 4.

(هامش)

1. تذكرة الحفاظ 4 / 1282. 2. طبقات الحفاظ: 464. 3. الشفاء بشرح القاري 485. 4. المصدر 657 - 658. (*)

ص 369

.

ترجمته


1 - ابن خلكان: كان إمام وقته في الحديث وعلومه، والنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم. وصنف التصانيف المفيدة 1. 2 - الذهبي: قال ابن بشكوال: هو من أهل العلم واليقين والذكاء والفهم، استقضى ببسته مدة طويلة حمدت سيرته فيها، ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة فلم تطل مدته بها، وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه 2. 3 - وفي (العبر 4 / 122). 4 - واليافعي في (مرآة الجنان 3 / 282) بمثل ما مر. 5 - ابن الوردي: القاضي عياض بن موسى بن عياض البستي بمراكش ومولده بسبتة سنة 476، أحد الأئمة الحفاظ المحدثين الأدباء، وتآليفه وأشعاره شاهدة بذلك 3. 6 - السيوطي: كان إمام الحديث في وقته وأعلم الناس بعلومه، والنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم.. 4. 7 - الداودي (طبقات المفسرين 2 / 18) ترجمة طويلة. 8 - والثعالبي في (مقاليد الأسانيد). 9 - والقنوجي في (التاج المكلل 95). *(92)*

 رواية أبي محمد العاصمي

 أخرج حديث الثقلين في كتابه (زين الفتى في تفسير سورة هل أتى - مخطوط) وذلك في سياق طرق الحديث السفينة بقوله:

(هامش)

1. وفيات الأعيان 3 / 152. 2. تذكرة الحفاظ 4 / 1304. 3. تتمة المختصر 2 / 72. 4. طبقات الحفاظ: 468. (*)

ص 370

أخبرني شيخي الإمام رحمة الله عليه، قال: أخبرنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر الشورميني رحمة الله عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن يونس ابن الهياج الأنصاري، قال: حدثنا الحسين بن عبد الله، وعمران بن عبد الله، وعيسى بن علي، وعبد الرحمن النسائي، قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن صالح، قال حدثنا علي بن عابس، عن أبي إسحاق، عن حنش، قال: رأيت أبا ذر متعلقا بباب الكعبة وهو يقول: من يعرفني فليعرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر. قال حنش: فحدثني بعض أصحابي أنه سمعه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، ألا وإن أهل بيتي فيكم مثل باب بني إسرائيل ومثل سفينة نوح 1. كما ذكر الحديث بسند زيد بن أرقم في سياق طرق حديث الغدير أيضا في الكتاب المذكور. *(93)*

 رواية الموفق بن أحمد (اخطب خوارزم)

 أورد حديث الثقلين في كتابه (المناقب) بالسند الآتي: أخبرني الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن محمد (أحمد) العاصمي الخوارزمي (قال) أخبرنا (أخبرني) (الشيخ) شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ (قال) أخبرنا (أخبرني) أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي.. وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين - هذا (قال) أخبرنا (أخبرني) أبو عبد الله قال: وحدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى (قال) حدثنا صالح بن محمد الحافظ (قال) حدثنا (حدثني) خلف بن سالم (قال) حدثنا (حدثني) يحيى ابن حماد، (قال) حدثنا أبو عوانة، عن سليمان الأعمش، قال: حدثنا

(هامش)

1. زين الفتى - مخطوط. (*)

ص 371

(حدثني) حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت وانى تارك (قد تركت) فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروني (فانظروا) كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: إن الله عز وجل مولاي (ولي) كل مؤمن (ومؤمنة) ثم أخذ بيد علي عليه السلام فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت: أنت سمعت (ذلك) من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: (نعم) ما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينه وسمعه بأذنه .

ترجمته


: وتوجد ترجمة الخوارزمي في (شذرات الذهب - حوادث 568) و(الجواهر المضية في طبقات الحنفية) و(بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة) و(العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين) وستأتي ترجمته عن المصادر المذكورة وغيرها في قسم (حديث التشبيه). *(94)*

 رواية ابن عساكر الدمشقي

 أخرج حديث الثقلين ابن كثير في (تاريخه) عند ذكر طرق حديث الغدير وقال في نهاية رواية معروف بن خربوذ المكي ما يلي: رواه ابن عساكر من طوله بطريق معروف كما ذكرناه 1. كما يظهر لك رواية ابن عساكر لهذا الحديث عن زيد بن أرقم من عبارة الحافظ الكنجي من (كفاية الطالب). أقول: تجده بطوله بإسناده بترجمة علي من تاريخه 2 / 45.

(هامش)

1. تاريخ ابن كثير 5 / 208. (*)

ص 372

.

ترجمته


وقد ترجم لابن عساكر كافة أصحاب التراجم والرجال وأثنوا عليه الثناء البالغ. أنظر (معجم البلدان 2 / 470) و(وفيات الأعيان 2 / 471) و(العبر 4 / 212) و(دول الإسلام 2 / 62) و(مرآة الجنان 3 / 393) و(طبقات السبكي 7 / 215) و(طبقات الأسنوي 2 / 216) و(المختصر 3 / 59) و(تتمة المختصر 2 / 124) و(طبقات الحفاظ 474) و(الخميس 2 / 366) و(التاج المكلل 84) وغيرها. ونكتفي هنا بما ورد في حقه في (تذكرة الحفاظ 4 / 1328) وهذا نصه: ابن عساكر الإمام الحافظ الكبير، محدث الشام، فخر الأئمة، ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الشافعي، صاحب التصانيف.. عدد شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ، ونيف وثمانون امرأة قال السمعاني: أبو القاسم حافظ، ثقة متقن، دين، خير، حسن السمت، جمع بين معرفة المتن والإسناد، وكان كثير العلم، غزير الفضل، صحيح القراءة، متثبتا، رحل وتعب وبالغ في الطلب، وجمع ما لم يجمعه غيره وأربى على الاقران. قال ابن النجار: أبو القاسم إمام المحدثين في وقته، انتهت إليه الرياسة في الحفظ والاتقان والنقل والمعرفة التامة، وبه ختم هذا الشأن.. وكان مع ذلك فقيها أديبا سنيا، جزاه الله خيرا وكثر في الإسلام مثله . *(95)*

رواية أبي موسى المديني

1 - أخرج حديث الثقلين في (تتمة معرفة الصحابة) الذي هو ذيل كتاب أبي نعيم الاصفهاني، عن طريق عامر بن ليلى بن ضمرة، وحذيفة بن أسيد الغفاري، كما يظهر لك من عبارة السخاوي في (استجلاب ارتقاء

ص 373

الغرف - مخطوط) المتقدمة. 2 - كما نقل روايته لحديث الثقلين السمهودي في (جواهر العقدين - مخطوط) حيث قال: ومن طريق ابن عقدة أورده أبو موسى المديني في الصحابة . 3 - كما نقل ذلك ابن الأثير في (أسد الغابة). 4 - وابن حجر العسقلاني في (الإصابة).

ترجمته


: 1 - الذهبي: الحافظ شيخ الإسلام الكبير.. قال الزينبي: عاش أبو موسى حتى صار وحيد وقته وشيخ زمانه اسنادا وحفظا. قال السمعاني: سمعت منه وكتب عني، وهو ثقة، صدوق 1. 2 - السبكي: قال ابن النجار: انتشر علمه في الآفاق وكتب عنه الحفاظ واجتمع له ما لم يجتمع لغيره من الحفظ والعلم والثقة والاتقان والدين والصلاح وسديد الطريقة وصحة الضبط والنقل وحسن التصانيف 2. 3 - والسيوطي في (طبقات الحفاظ 475) بنحو ما تقدم. 4 - الثعالبي (مقاليد الأسانيد): كان واسع الدراية في معرفة الحديث وعلله وأبوابه ورجاله وفنونه، ولم يكن في وقته أعلم ولا أحفظ ولا أعلى سندا منه . 5 - والقنوجي في (التاج المكلل 117) بمثل ما مر. وانظر: (وفيات الأعيان 3 / 414) و(العبر 4 / 246) و(مرآة الجنان 3 / 423) و(تتمة المختصر 2 / 1360) و(طبقات الأسنوي 2 / 439)

(هامش)

1. تذكرة الحفاظ 3 / 1334. 2. طبقات الشافعية 6 / 161. (*)

ص 374

وغيرها. *(96)*

 رواية محمد بن مسلم بن أبي الفوارس

 أخرج حديث الثقلين في (كتاب الأربعين في فضائل الإمام أمير المؤمنين - مخطوط) وقال فيه: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فهما خليفتان بعدي، أحدهما أكبر من الآخر، سبب موصول من السماء إلى الأرض، فإن استمسكتم بهما لن تضلوا، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة، فلا تسبقوا أهل بيتي بالقول فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتذهبوا، فإن مثلهم فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك، ومثلهم فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له، ألا وإن أهل بيتي أمان أمتي، فإذا ذهب أهل بيتي جاء أمتي ما يوعدون، ألا وإن الله عصمهم من الضلالة وطهرهم من الفواحش واصطفاهم على العالمين، ألا وإن الله أوجب محبتهم وأمر بمودتهم.. . *(97)*

رواية سراج الدين الفرغاني الحنفي

 أخرج حديث الثقلين في كتابه (نصاب الأخبار لتذكرة الأخيار) على ما ينقل عنه ملك العلماء الدولتابادي في (هداية السعداء).

ترجمته


: وقد ترجم له عبد القادر القرشي بقوله: علي بن عثمان الأوسي

ص 375

الإمام العلامة المحقق سراج الدين، له القصيدة المشهورة في أصول الدين ستة وستون بيتا.. 1. *(98)*

 رواية أبي الفتوح العجلي

أخرج حديث الثقلين في كتاب (فضائل الخلفاء) على ما ظهر من عبارة السمهودي في (جواهر العقدين - مخطوط) المتقدمة. كما قال ابن باكثير المكي في (وسيلة المآل - مخطوط) بعد ذكر الحديث: .. وأورده الحافظ أبو الفتوح العجلي في فضائل الخلفاء .

ترجمته


: 1 - ابن خلكان: الفقيه الشافعي الواعظ، كان من الفقهاء الفضلاء الموصوفين بالعلم والزهد، مشهورا بالعبادة والنسك والقناعة.. 2. 2 - الأسنوي: كان فقيها مكثرا من الروايات زاهدا ورعا.. 3. 3 - ابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية 2 / 30) كذلك. وقد أوردنا ترجمته بالتفصيل عن مختلف الكتب في مجلد (حديث الغدير). *(99)*

رواية ابن الأثير الجزري

1 - أورد حديث الثقلين بالسند الآتي: جابر بن عبد الله، قال:

(هامش)

1. الجواهر المضية 1 / 367. 2. وفيات الأعيان 1 / 188. 3. طبقات الشافعية 2 / 196. (*)

ص 376

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي. أخرجه الترمذي 1. 2 - ورواه عن مسلم عن زيد بن أرقم 2. 3 - كما أورد الحديث في مادة (ثقل) من (النهاية). 4 - وأورده أيضا في مادة (عترة) منه.

ترجمته


: وقد ترجم له في كتب التراجم المشهورة وغيرها، فهي جميعها تشيد بفضله ووثاقته وبراعته في الفقه والصرف والحديث والنحو واللغة والتفسير. أنظر: (الكامل 12 / 120) و(المختصر 3 / 112) و(طبقات ابن قاضي شهبة) و(دول الإسلام 2 / 84) و(مرآة الجنان 4 / 11) و(تتمة المختصر 2 / 182) و(طبقات السبكي 5 / 153) و(طبقات الأسنوي 1 / 130) و(بغية الوعاة 385 - 386) و(التاج المكلل 100). *(100)*

 رواية فخر الدين الرازي

أخرج حديث الثقلين عند تفسير قوله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا حيث يقول: وروي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله تعالى حبل ممدود من

(هامش)

1. جامع الأصول 1 / 187. 2. المصدر 10 / 102 - 103. (*)

ص 377

السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي 1.

ترجمته


: 1 - ابن خلكان: فريد عصره، ونسيج وحده، فاق أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات وعلم الأوائل.. وكان العلماء يقصدونه من البلاد وتشد إليه الرحال من الأقطار 2. 2 - وترجم له الداودي ترجمة طويلة تشيد بعظم منزلته عند القوم 3. *(101)*

 رواية ابن الأخضر الجنابذي

أخرج حديث الثقلين في (معالم العترة النبوية) كما يذكر ذلك السمهودي في (جواهر العقدين - مخطوط) وابن باكثير المكي في (وسيلة المآل - مخطوط).

ترجمته


: 1 - الذهبي: كان ثقة صالحا عفيفا دينا 4. 2 - وفي (العبر): حصل الأصول الكثيرة وجمع وخرج مع الثقة والجلالة . 3 - واليافعي في (مرآة الجنان 4 / 21). 4 - والسيوطي في (طبقات الحفاظ 488) بمثل ما مر.

(هامش)

1. مفاتيح الغيب 7 / 173. 2. وفيات الأعيان 3 / 381 - 385. 3. طبقات المفسرين 2 / 213. 4. تذكرة الحفاظ 4 / 1383. (*)

ص 378

5 - ابن الوردي: من فضلاء المحدثين 1. *(102)*

رواية عز الدين ابن الأثير

أخرج حديث الثقلين بترجمة عبد الله بن حنطب إذ قال: وروى عنه ابنه أيضا أنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة قال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال: إني سائلكم عن اثنتين عن القرآن وعن عترتي 2. وبترجمة سيدنا الحسن بن علي السبط عليه السلام عن الترمذي عن زيد ابن أرقم 3.

ترجمته


: 1 - السبكي: الحافظ المؤرخ، قال ابن خلكان: كان بيته في الموصل مجمع الفضلاء، اجتمعت به بحلب فوجدته مكملا في التواضع وكرم الأخلاق 4. 2 - والذهبي في (تذكرة الحفاظ 4 / 1399) و(دول الإسلام 2 / 102). 3 - وابن خلكان في (وفيات الأعيان 3 / 33). 4 - واليافعي في (مرآة الجنان 4 / 70). 5 - والأسنوي في (طبقات الشافعية 1 / 132).

(هامش)

1. تتمة المختصر 2 / 190. 2. أسد الغابة 3 / 147. 3. المصدر 2 / 12. 4. طبقات الشافعية 8 / 299. (*)

ص 379

6 - والسيوطي في (طبقات الحفاظ 492). 7 - والقنوجي في (التاج المكلل 93). *(103)*

 رواية ضياء الدين المقدسي

أخرج حديث الثقلين في كتاب (المختارة) كما يظهر ذلك من عبارة ابن باكثير المكي في (وسيلة المآل - مخطوط) حيث يقول: بعد ذكر الحديث عن حذيفة: أخرجه الطبراني في الكبير، والضياء في المختارة - من طريق سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل، وهما من رجال الصحيح .

ترجمته


: 1 - الكتبي: الحافظ ضياء الدين المقدسي محمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بن إسماعيل الحافظ الحجة الإمام ضياء الدين 1. 2 - والذهبي في (العبر 5 / 179) و(تذكرة الحفاظ 4 / 1405). 3 - والثعالبي عن الذهبي: هو الإمام العالم الحافظ الحجة محدث الشام شيخ السنة في هذا الشأن، شيخ وقته ونسيج وحده، علما وحفظا وثقة ودينا، كان شديد التحرى في الرواية مجتهدا في العبادة، كثير الذكر منقطعا متواضعا. سئل الزكي البرزاني عنه فقال: ثقة جليل حافظ. وقال ابن النجار: حافظ متقن، عالم بالرجال، ورع تقي. 2.

(هامش)

1. فوات الوفيات 3 / 426. 2. مقاليد الأسانيد للثعالبي. (*)

ص 380

*(104)*

 رواية ابن النجار

أخرج حديث الثقلين على ما جاء في كتاب (كفاية الطالب) للكنجي.

ترجمته


: 1 - الذهبي: ابن النجار الحافظ الإمام البارع مؤرخ العصر مفيد العراق محب الدين، أبو عبد الله محمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن محاسن ابن النجار البغدادي صاحب التصانيف.. ألف كتاب القمر المنير في المسند الكبير وذكر كل صحابي وماله من الحديث وكتاب كنز الإمام في السنن والأحكام وكتاب المؤتلف والمختلف ذيل به على ابن ماكولا. وكتاب المعجم وكتاب أنساب المحدثين إلى الآباء والبلدان وكتاب العوالي وكتاب المتفق والمفترق وكتاب جنة الناظرين في معرفة التابعين وكتاب العقد الفائق وكتاب الكمال في الرجال وقرأت عليه ذيل التاريخ عمله في ستة عشر مجلدا وله كتاب الدرر الثمينة في أخبار المدينة وكتاب روضة الأوليا في إيليا وكتاب نزهة الورى في ذكر أم القرى وكتاب الأزهار في أنواع الأشعار وكتاب عيون الفوائد ستة أسفار، وكتاب مناقب الشافعي.. 1. 2 - وابن شاكر في (فوات الوفيات 4 / 36). 3 - والصفدي في (الوافي بالوفيات 5 / 9). *(105)*

رواية رضي الدين الصغاني

أخرج حديث الثقلين حيث قال: م. زيد بن أرقم. أما بعد: أيها

(هامش)

1. تذكرة الحفاظ 4 / 1428. (*)

ص 381

الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه النور والهدى فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.. 1. .

ترجمته


1 - ابن شاكر: الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي العلامة رضي الدين، أبو الفضائل القرشي العدوي العمري، المحدث الفقيه الحنفي اللغوي النحوي الصاغاني.. قال الدمياطي: كان شيخا صالحا صموتا عن فضول الكلام، صدوقا في الحديث، إماما في اللغة والفقه والحديث، قرأت عليه وحضرت دفنه بداره.. . 2 - الذهبي: وكان إليه المنتهى في معرفة اللغة، له مصنفات كبار في ذلك، وله بصر بالفقه والحديث مع الدين والأمانة، توفي في شعبان وحمل إلى مكة فدفن بها 3. 3 - ابن شحنة في حوادث سنة 650: وفيها توفي العلامة أبو الفضائل جار الله الحسن بن محمد الصاغاني الحنفي إمام اللغة، وكان مولده سنة سبع وسبعين وخمسمائة، ومن مؤلفاته مجمع البحرين في اللغة اثنى عشر مجلدا والعباب عشرة ولم يكمل، والشوارد ومشارق الأنوار في الحديث وشرح البخاري والمفصل وغير ذلك 4. 4 - اليافعي: له بصر في الفقه والحديث مع الدين والأمانة 5.

(هامش)

1. مشارق الأنوار بشرح ابن الملك 3 / 157. 2. فوات الوفيات 1 / 358. 3. العبر 5 / 205. 4. روضة المناظر - هامش الكامل. 5. مرآة الجنان 4 / 121. (*)

ص 382

5 - والسيوطي في (بغية الوعاة 227). *(106)*

 رواية ابن طلحة الشافعي

روى حديث الثقلين حيث قال: وقد روى مسلم في صحيحه بسنده عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال (له) حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت (يا زيد) خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا ابن أخي، لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوه وما لا فلا تكلفونيه ثم قال: قام (فينا) رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد (ألا) يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين (الثقلين) أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي (أذكركم الله في أهل بيتي) فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه بأهل بيته؟ قال: لا، أهل بيته من حرم الصدقة عليه بعده 1.

ترجمته


: ترجم له بكل اطراء في (مرآة الجنان 4 / 128) و(العبر 5 / 213) و(طبقات الأسنوي 2 / 503) و(طبقات السبكي 5 / 26) و(طبقات ابن

(هامش)

1. مطالب السئول: 8. (*)

ص 383

قاضي شهبة 2 / 53) وغيرها. كما عبر عنه الكنجي في (كفاية الطالب 231) في حديث رواه عنه ب‍ شيخنا حجة الإسلام شافعي الزمان.. وهذا كاف في حقه. والبدخشي في (مفتاح النجا - مخطوط) في ذكر أولاد الإمام الحسن عليه السلام عند النقل عنه ب‍ الشيخ العالم.. . واعتمد على أقواله محمد محبوب عالم في (تفسير شاهي) وهو الكتاب الذي يستند إليه (الدهلوي) وتلميذه في كتابيهما كما لا يخفى. وقد ذكرنا نبذا من شواهد اعتماده عليه في مجلد (حديث التشبيه). *(107)*

رواية سبط ابن الجوزي

لقد روى حديث الثقلين وتكلم عليه بما يؤدي حقه وأثبت سنده وصححه وحققه 1.

ترجمته


: ترجم له جماعة كبيرة من أعيان العلماء، ونقل عنه آخرون معتمدين عليه، منهم: - 1 - الكنجي في (كفاية الطالب). 2 - ابن خلكان في (وفيات الأعيان). 3 - القطب البعلبكي في (ذيل مرآة الزمان). 4 - أبو الفداء في (المختصر 3 / 206). 5 - ابن الوردي في (تتمة المختصر 2 / 286). 6 - الذهبي في (العبر 5 / 220).

(هامش)

1. تذكرة خواص الأمة: 322 - 323. (*)

ص 384

7 - الصفدي في (الوافي بالوفيات). 8 - اليافعي في (مرآة الجنان 4 / 136). 9 - ابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية 2 / 66). 10 - السمهودي في (جواهر العقدين - مخطوط). 11 - الداودي في (طبقات المفسرين 2 / 283). 12 - الحلبي في (السيرة) حيث ينقل عنه. 13 - ابن حجر في (لسان الميزان 6 / 338). 14 - ابن كثير في (البداية والنهاية 13 / 194). 15 - الذهبي في (ميزان الاعتدال 14 / 471). 16 - ابن تغرى بردى في (النجوم الزاهرة 7 / 39). 17 - ابن العماد في (شذرات الذهب 5 / 266). *(108)*

رواية الكنجي الشافعي

روى حديث الثقلين عن الصحاح والمسانيد في باب جعله الأول من الكتاب وعنونه ب‍ (في بيان صحة خطبته بماء يدعى خما).

ترجمته


: ترجم له في كثير من المصادر، ولقد ذكرنا له ترجمة بالتفصيل في بعض المجلدات. *(109)*

 رواية أبي المفتح الأبيوردي

أخرج حديث الثقلين كما يظهر ذلك من عبارة السيوطي حيث قال: الحديث الخامس والخمسون، أخرج الباوردي عن أبي سعيد، قال: قال

ص 385

رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله سبب طرفه بأيديكم وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض 1. وهكذا قال البدخشي في (مفتاح النجا - مخطوط).

ترجمته


: 1 - الذهبي: الإمام المحدث الحافظ المفيد.. 2. 2 - الذهبي أيضا: والأبيوردي - الحافظ زين الدين أبو الفتح محمد ابن أبي بكر الصوفي الشافعي. سمع وهو ابن أربعين سنة من كريمة وابن قميرة فمن بعدهما حتى كتب عن أصحاب محمد بن عماد، وشرع في المعجم وحرص وبالغ فما أفاق من الطلب إلا والمنية قد فاجأته، وكان ذا دين وورع، توفي بخانكاه سعيد السعداء في جمادى الأولى وله شعر 3. 3 - السيوطي: الأبيوردي الإمام المحدث الحافظ المفيد زين الدين أبو الفتح، محمد بن محمد بن أبي بكر الصوفي الشافعي نزيل القاهرة، ولد سنة 601 وطلب الحديث كهلا، فسمع من السخاوي والضياء الحافظ، وكان من أهل الدين والصلاح وله فهم ويقظة، خرج معجمه، ومات في حادي عشر جمادى الأولى سنة 667 4. 4 - السيوطي أيضا: الإمام المحدث الحافظ زين الدين.. 5.

(هامش)

1. إحياء الميت: 30. 2. تذكرة الحفاظ 4 / 1476. 3. العبر حوادث - 667. 4. طبقات الحفاظ: 511. 5. حسن المحاضرة 1 / 306. (*)

ص 386

*(110)*

 رواية أبي زكريا النووي

روى حديث الثقلين في ترجمة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وبيان فضائله. فقال: وفي صحيح مسلم أيضا عن زيد بن أرقم في جملة حديث طويل قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي (يأتيني) رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي (أذكركم الله في أهل بيتي). فقيل: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعد (ه) قال: ومن هم؟ قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس 1.

ترجمته


: 1 - الذهبي في (تذكرة الحفاظ) مفصلا نقتطف منها جملا. قال: النواوي - الإمام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء محيي الدين، أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي، صاحب التصانيف النافعة.. ولازم الاشتغال والتصنيف ونشر العلم والعبادة والأوراد، والصيام والذكر والصبر على المعيشة الخشنة في المأكل والملبس كلية لا مزيد عليها، ملبسه ثوب خام وعمامته سبجانية صغيرة، تخرج به جماعة من العلماء منهم: الخطيب الصدر سليمان الجعفري،

(هامش)

1. تهذيب الأسماء واللغات 1 / 347. (*)

ص 387

وشهاب الدين أحمد بن جعوان، وشهاب الدين الأربدي، وعلاء الدين ابن العطار، وحديث عنه ابن أبي الفتح، والمزي، وابن العطار.. فمن تصانيفه: شرح صحيح مسلم ورياض الصالحين والأذكار والأربعين والارشاد في علوم الحديث والتقريب مختصره وكتاب المهمات وتحرير الألفاظ والعمدة وتصحيح النسبة والايضاح والمناسك مجلد. وله ثلاثة مناسك سواه، والتبيان في آداب حملة القرآن والروضة.. وقال الشيخ شمس الدين بن الفخر الحنبلي: كان إماما بارعا حافظا متقنا . 2 - السيوطي: النووي الإمام الفقيه الحافظ الأوحد القدوة، شيخ الإسلام علم الأولياء.. كان إماما بارعا حافظا متقنا، أتقن علوما شتى، وبارك الله في علمه وتصانيفه لحسن قصده، وكان شديد الورع والزهد، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، تهابه الملوك، تاركا لجميع ملاذ الدنيا.. أفرزت ترجمته بالتأليف 1. وانظر: (مرآة الجنان 4 / 182) و(تتمة المختصر 2 / 322) و(النجوم الزاهرة 7 / 278) و(طبقات الأسنوي 2 / 476) و(طبقات السبكي 5 / 165) وغيرها. *(111)*

رواية محب الدين الطبري

روى حديث الثقلين حيث قال: الباب الخامس في فضل أهل البيت والحث على التمسك بهم وبكتاب الله عز وجل والخلف فيهما (بخير): عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا

(هامش)

1. طبقات الحفاظ: 510. (*)

ص 388

علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. أخرجه الترمذي. وقال: حديث غريب. وعنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله عز وجل وخذوا به، وحث عليه ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي، ثلاث مرات. فقيل لزيد: من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة عليهم، قيل: ومن هم؟ قال: هم آل جعفر وآل علي وآل عقيل وآل العباس. قيل: أكل هؤلاء قد حرم عليهم الصدقة؟ قال: نعم. أخرجه مسلم. وعند أحمد بمعناه من حديث أبي سعيد ولفظه أنه قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بما تخلفوني فيهما 1.

ترجمته


: وتوجد ترجمة محب الدين الطبري في كثير من المصادر المعتبرة، منها: 1 - تذكرة الحفاظ (4 / 1474). 2 - العبر (5 / 382). 3 - النجوم الزاهرة (8 / 74). 4 - البداية والنهاية (13 / 340). 5 - طبقات السبكي (5 / 8).

(هامش)

1. ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: 16. (*)

ص 389

6 - طبقات الأسنوي (2 / 179). 7 - الوافي بالوفيات (7 / 135). 8 - طبقات الحفاظ (510). 9 - مرآة الجنان (4 / 224). 10 - تتمة المختصر (2 / 343). 11 - دول الإسلام (2 / 153). *(112)*

 رواية النظام الأعرج

روى حديث الثقلين في تفسيره بتفسير قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا.. قال ما نصه: وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله حبل متين ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي 1.

ترجمته


: ترجم له كبار العلماء، وقد ذكرنا ترجمته والكلام على اعتبار تفسيره واعتماد أبناء السنة عليه، في مجلد (حديث الغدير). *(113)*

إثبات سعيد الدين محمد بن أحمد الفرغاني

فقد قال في الشرح الفارسي ل‍ (تائية ابن الفارض) بشرح قوله: وأوضح بالتأويل ما كان مشكلا * علي بعلم ناله بالوصية: لقد وضح وشرح علي ما كان مشكلا ومخفيا من القرآن والسنة لغيره

(هامش)

1. غرائب القرآن 1 / 349. (*)

ص 390

من الصحابة، وبالأخص عمر، ولذلك قال لولا علي لهلك عمر . ولقد كان بيانه لتلك المشكلات بعلم ورثه من المصطفى صلى الله عليه وسلم، بالاضافة إلى الوصية حيث قال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاثا - وقال أيضا: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. مع قوله: أنا مدينة العلم وعلي بابها .

ترجمته


: 1 - الذهبي في (العبر في خبر من غبر - وفيات سنة 699). 2 - والجامي في (نفحات الإنس 559). 3 - والكفوي في (كتاب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار). ولقد أوردنا ترجمته مفصلة في مجلد (حديث مدينة العلم). *(114)*

 رواية محمد بن مكرم الأنصاري الأفريقي

روى حديث الثقلين في كتابه (لسان العرب) كما تقدم في تخريج رواية ابن إسحاق والأزهري. وقال أيضا في مادة حبل نقلا عن الأزهري ما نصه: وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أوصيكم بكتاب الله وعترتي، أحدهما أعظم من الآخر، وهو كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض - أي نور ممدود. قال أبو منصور: في هذا الحديث اتصال كتاب الله عز وجل وإن كان يبقى في الأرض وينسخ ويكتب، ومعنى الحبل الممدود نور هداه، والعرب تشبه النور الممتد بالحبل والخيط. قال الله تعالى حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ، يعني نور الصبح من ظلمة الليل، فالخيط الأبيض

ص 391

هو نور الصبح إذا تبين للأبصار وانفلق. والخيط الأسود دونه في الانارة لغلبة سواد الليل عليه، ولذلك نعت بالأسود ونعت الآخر بالأبيض، والخيط والحبل قريبان من السواد. وفي حديث آخر: وهو حبل الله المتين، أي نور هداه، وقيل عهده وأمانه الذي يؤمن من العذاب، والحبل العهد والميثاق 1.

ترجمته


: 1 - الصفدي: محمد بن مكرم - بتشديد الراء - ابن علي بن أحمد الأنصاري الرويفعي الأفريقي ثم المصري، القاضي جمال الدين أبو الفضل، من ولد رويفع بن ثابت الصحابي. ولد أول سنة ثلاثين، وسمع من يوسف ابن الخيلي وعبد الرحمن بن الطفيل ومرتضى بن حاتم وابن المقير وطائفة، وتفرد وعمر وكبر وأكثروا عنه، وكان فاضلا، وعنده تشيع بلا رفض، مات في شعبان سنة إحدى عشرة وسبعمائة 2. 2 - وابن شاكر الكتبي في (فوات الوفيات 4 / 39). 3 - ابن حجر العسقلاني: عمر وكبر وحدث فأكثروا عنه، وكان مغرى باختصار كتب الأدب المطولة، اختصر الأغاني والعقد والذخيرة ونشوار المحاضرة ومفردات ابن البيطار والتواريخ الكبار، وكان لا يمل من ذلك. قال الصفدي: لا أعرف في الأدب وغيره كتابا مطولا إلا وقد اختصره. قال: أخبرني ولده قطب الدين أنه ترك بخطه خمسمائة مجلدة. ويقال: إن الكتب التي علقها بخطه من مختصراته خمسمائة مجلدة. قلت: وجمع في اللغة كتابا سماه (لسان العرب) جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح والجمهرة والنهاية وحاشية الصحاح، وجوده ما شاء ورتبه ترتيب الصحاح، وهو كبير. وخدم في ديوان الانشاء طول عمره، وولي قضاء

(هامش)

1. لسان العرب 11 / 137. 2. الوافي بالوفيات 5 / 54. (*)

ص 392

طرابلس، وكان عنده تشيع بلا رفض.. 1. 4 - الجلال السيوطي: وكان رئيسا فاضلا في الأدب مليح الانشاء، روى عنه السبكي والذهبي. وقال: تفرد بالعوالي، وكان عارفا بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة.. 2. *(115)*

رواية الحموئي

روى حديث الثقلين بسنده عن زيد بن أرقم قال: قام فينا ذات يوم رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس، إنما (فإنما - ظ) أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به، فحث على كتاب الله عز وجل ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاث مرات. فقال له حصين يا زيد من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى إن نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: آل علي. وآل جعفر وآل عباس وآل عقيل، فقال: كل هؤلاء يحرم الصدقة؟ قال: نعم 3. وروى عنه أيضا بسنده فقال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما كتاب الله عز وجل من تبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة، ثم أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاث مرات. قلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، أهل بيته

(هامش)

1. الدرر الكامنة 4 / 262. 2. بغية الوعاة 106 - 107. 3. فرائد السمطين 2 / 268. (*)

ص 393

عصبته الذين حرموا الصدقة بعده، آل علي وآل عباس وآل جعفر وآل عقيل 1. وروى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا ما تخلفوني فيهما 2. وروى بسند -. فيه الحكيم الترمذي - عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع خطب، قال: أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير إنه لم يعمر نبي الأمثل نصف عمر الذي يليه من قبل، وإني أظن أني موشك أن أدعى فأجيب، وإني فرطكم على الحوض، وإني سائلكم حيت تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله، طرف بيد الله وطرف بأيديكم، فاستمسكوا ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض 3.

ترجمته


: 1 - الذهبي في (العبر في خبر من غبر - وفيات سنة 722). 2 - وجمال الدين الأسنوي في (طبقات الشافعية). وقد أكثر النقل عنه جماعة من العلماء منهم: 1 - الزرندي في (نظم درر السمطين). 2 - نور الدين السمهودي في (جواهر العقدين).

(هامش)

1. فرائد السمطين 2 / 250. 2. فرائد السمطين 2 / 272. 3. المصدر نفسه 274. (*)

ص 394

*(116)*

 رواية نجم الدين القمولي

روى حديث الثقلين بتفسير قوله تعالى سنفرغ لكم أيها الثقلان فقال: والثقل: الأمر العظيم، قال عليه السلام: إني تارك فيكم الثقلين 1.

ترجمته


: 1 - الأسنوي: الشيخ نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الحرم المكي القمولي، تسربل بسربال الورع والتقوى، وتعلق بأسباب الرقي فارتقى، وخاض مع الأولياء فركب في فلكهم ولزمهم حتى انتظم في سلكهم. كان إماما في الفقه، عارفا بالأصول والعربية، صالحا سليم الصدر، كثير التلاوة متواضعا متوددا كريما كثير المروءة. شرح (الوسيط) شرحا مطولا، أقرب تناولا من شرح ابن الرفعة وإن كان كثير الاستمداد منه، وأكثر فروعا منه أيضا، بل لا أعلم كتابا في المذهب أكثر مسائل منه، وسماه البحر المحيط في شرح الوسيط، ثم لخص أحكامه خاصة كتلخيص الروضة من الرافعي سماه جواهر البحر، وشرح مقدمة ابن الحاجب في النحو شرح مطولا، وشرح الأسماء الحسنى في مجلد، وأكمل تفسير ابن الخطيب، تولى تدريس الفخرية بالقاهرة ونيابة الحكم بها، وتدريس الفائزية بمصر 2. 2 - ابن قاضي شهبة: الشيخ العلامة نجم الدين أبو العباس القمولي المصري، اشتغل إلى أن برع، ودرس وأفتى وصنف. قال السبكي في الطبقات الكبرى: كان من الفقهاء المشهورين والصلحاء المتورعين.. وكان الشيخ صدر الدين ابن الوكيل يقول فيما نقل لنا عنه: ليس بمصر أفقه من القمولي. وقال الكمال جعفر الأدفوي قال: لي أربعين سنة أحكم ما وقع

(هامش)

1. تفسير الرازي. 2. طبقات الشافعية 2 / 332. (*)

ص 395

لي حكم خطأ ولا مكتوب فيه خلل مني، وكان مع جلالته في الفقه عارفا بالنحو والتفسير.. 1. 3 - وابن حجر العسقلاني بمثل ما تقدم 2. 4 - الجلال والسيوطي: قال الأدفوي: كان من الفقهاء الأفاضل والعلماء المتقدمين والصلحاء المتورعين.. 3. 5 - الجلال السيوطي أيضا في ذكر من كان بمصر من الفقهاء الشافعية: كان إماما في الفقه، عارفا بالأصول والعربية، صالحا متواضعا.. 4. 6 - والداودي باعتبار أنه مفسر، لأنه كمل تفسير الفخر الرازي 5. *(117)*

رواية فخر الدين الهانسوي

روى حديث الثقلين في كتابه (دستور الحقائق)، فقد قال ملك العلماء الدولت آبادي ما نصه: وفي دستور الحقائق للإمام فخر الدين الهانسوي ما روي عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم - وهو اسم موضع بين مكة والمدينة - فأمر أن يجمع رحال الإبل، فجعلها كالمنبر فصعد عليها وقال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي 6.

(هامش)

1. طبقات الشافعية 3 / 107. 2. الدرر الكامنة 1 / 324. 3. بغية الوعاة: 168. 4. حسن المحاضرة 1 / 424. 5. طبقات المفسرين 1 / 87. 6. هداية السعداء - مخطوط. (*)

ص 396

.

ترجمته


ترجم له كبار العلماء ورجال التاريخ، وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلد (حديث الطير). *(118)*

 رواية علاء الدين الخازن

روى حديث الثقلين في تفسيره بتفسير قوله تعالى: *(واعتصموا بحبل الله جميعا)* فقال: واعتصموا بحبل الله جميعا، أي تمسكوا بحبل الله، والحبل هو السبب الذي يتوصل به إلى البغية، وسمي الأمان حبلا لأنه سبب يتوصل به إلى زوال الخوف، وقيل: حبل الله هو السبب الذي به يتوصل إليه. فعلى هذا اختلفوا في معاني الآية، فقال ابن عباس: معناه تمسكوا بدين الله، لأنه سبب يوصل إليه. وقيل: حبل الله هو القرآن، لأنه أيضا سبب يوصل إليه. وفي أفراد مسلم من حديث زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإني تارك فيكم ثقلين، أحدهما كتاب الله هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة - الحديث 1. وقال في تفسير آية المودة: م عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين: من أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرمت عليه الصدقة بعده. قال: ومن هم؟

(هامش)

1. لباب التأويل 1 / 328. (*)

ص 397

قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس 1. وقال في تفسير قوله تعالى: سنفرغ لكم أيها الثقلان : وأراد بالثقلين الإنس والجن، سميا ثقلين لأنهما ثقلا الأرض أحياءا وأمواتا، وقيل: كل شيء له قدر ووزن ينافس فيه فهو ثقل، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي. فجعلهما ثقلين إعظاما لقدرهما 2.

ترجمته


: 1 - ابن حجر العسقلاني: اشتغل كثيرا، وجمع تفسيرا كبيرا سماه (لباب التأويل لمعالم التنزيل) و(شرح (العمدة)، وهو الذي صنف (مقبول المنقول) في عشر مجلدات، جمع فيه بين مسند الشافعي وأحمد والستة والموطأ والدار قطني فصارت عشرة كتب، رتبها على الأبواب، وجمع سيرة نبوية مطولة، وكان حسن التحبب والبشر والتودد.. 3. 2 - واعتمد أحمد بن عبد القادر العجيلي على تفسير الخازن في كتابه (ذخيرة المآل) معبرا عنه ب‍ الإمام . 3 - وكذا الشبلنجي في كتابه (نور الأبصار) في مواضع منه. 4 - وذكر الكاتب الجلبي القسطنطيني تفسيره في (كشف الظنون 1540). هذا ومن الجدير بالذكر أن الخازن هذا من جملة شيوخ مشايخ (ولي الدين الدهلوي. والد الدهلوي) السبعة، الذين يفتخر ويتباهى باتصال سنده بهم، ويصرح بأنهم من الأئمة الأعلام، والمشايخ المشهورين في الحرمين،

(هامش)

1. لباب التأويل 6 / 102. 2. لباب التأويل 7 / 6. 3. الدرر الكامنة 3 / 79. (*)

ص 398

المجمع على فضلهم من بين الخافقين. *(119)*

 رواية الخطيب التبريزي

روى حديث الثقلين فقال: وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، وفي رواية: كتاب الله هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة. رواه مسلم 1. وقال فيه: عن جابر رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب، فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي. رواه الترمذي. عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. رواه الترمذي 2.

(هامش)

1. مشكاة المصابيح 3 / 255. 2. مشكاة المصابيح 3 / 258. (*)

ص 399

.

ترجمته


ترجم له وأثنى على (مشكاته) كبار علماء الرجال وأئمة الحديث، وقد ذكرنا بعض ذلك في مجلد (حديث الطير). *(120)*

رواية أبي الحجاج المزي

روى حديث الثقلين بطرق عديدة وألفاظ مختلفة في كتابه (تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف) عن الترمذي ومسلم والنسائي. فقال في مسند جابر تحت عنوان: جعفر بن محمد بن علي الهاشمي الصادق عن أبيه محمد بن علي عن جابر:. حديث ت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في حجته في عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب. الحديث ت في المناقب عن نصر بن عبد الرحمن الكوفي عن زيد بن الحسن عنه به وقال: حسن غريب . وقال في مسند زيد بن أرقم: حبيب بن أبي ثابت الأسدي الكوفي عن زيد بن أرقم حديث ت: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا. الحديث ت في المناقب عن علي بن المنذر عن ابن فضيل عن الأعمش عنه به. وعن عطية عن أبي سعيد به. وقال: حسن غريب . وقال فيه: عامر بن واثلة أبو الطفيل الليثي الكناني، وله رؤية، عن زيد بن أرقم: حديث ت س: من كنت مولاه فعلي مولاه. ت في المناقب عن محمد بن يسار عن غندر عن شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة - فذكره وقال: حسن غريب. س فيه عن محمد بن مثنى عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم به - أتم من الأول - لما رجع ونزل غدير خم.. الحديث . وقال فيه: يزيد بن حيان التيمي الكوفي عن أبي حيان التيمي عن

ص 400

زيد بن أرقم. حديث م س: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم قال له حصين: يا زيد لقد رأيت خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم - الحديث بطوله - وفيه: إني تارك فيكم الثقلين. م في الفضائل عن زهير بن حرب وشجاع بن مخلد كلاهما عن إسماعيل بن علية. وعن أبي بكر ابن أبي شيبة عن محمد بن فضيل وعن إسحاق بن إبراهيم عن جرير، ثلاثتهم عن أبي حيان التيمي وعن محمد بن بكار عن حسان بن إبراهيم عن سعيد بن مسروق كلاهما عنه به. س في المناقب عن زكريا بن يحيى السجزي عن إسحاق ابن إبراهيم به . وقال فيه في مسند أبي سعيد الخدري تحت عنوان سليمان بن مهران الأعمش عن عطية عن أبي سعيد: حديث ت إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي.. الحديث في ترجمة حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم .

ترجمته


: 1 - الذهبي في (تذكرة الحفاظ 4 / 1496) و(تذهيب التذهيب - مخطوط) وغيرهما. 2 - وابن الوردي في (تتمة المختصر 2 / 474). 3 - وتاج الدين السبكي في (طبقات الشافعية). 4 - وجمال الدين الأسنوي في (طبقات الشافعية 2 / 464). 5 - وابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية 1 / 99). 6 - وابن تغرى بردى في (النجوم الزاهرة 9 / 271). 7 - وابن حجر العسقلاني في (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 1 / 154). 8 - وابن الشحنة في (روضة المناظر في تاريخ الأوائل والأواخر - حوادث سنة 742).

ص 401

9 - والجلال السيوطي في (طبقات الحفاظ 517). 10 - والشوكاني في (البدر؟؟ الطالع لمحاسن من بعد القرن السابع 2 / 352). وهنا نكتفي بما ذكره الشوكاني، وهذا نصه: يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزاهر الحلبي الأصل المزي، أبو الحجاج جمال الدين، الإمام الكبير الحافظ، صاحب التصانيف. ولد في ربيع الآخر سنة 654 وطلب فأكثر عن أحمد بن أبي الخير ومسلم بن علان والفخر بن البخاري ونحوهم من أصحاب ابن طبرزد والكندي، وسمع الكتب الطوال والإجزاء، ومشايخه نحو ألف شيخ، ومن مشايخه النووي، وأسمع بالشام والحرمين ومصر وحلب والاسكندرية وغيرها. وأتقن اللغة والتصريف، وتبحر في الحديث، ودرس بمدارس منها دار الحديث الأشرفية، ولما ولي تدريسها قال ابن تيمية: لم يلها من حين بنيت إلى الآن أحق بشرط الواقف منه. قال الذهبي: ما رأيت أحدا في هذا الشأن أحفظ منه. ومن مصنفاته (تهذيب الكمال)، اشتهر في زمانه وحدث به خمس مرات، و(كتاب الأطراف) وهو كتاب مفيد جدا. وقد أخذ عنه الأكابر وترجموا له وعظموه جدا. قال ابن سيد الناس في .

ترجمته


إنه أحفظ الناس للتراجم وأعلمهم بالرواة الأعارب والأعاجم. وأطال الثناء عليه ووصفه بأوصاف ضخمة وقال: إنه في اللغة إمام، وله في الفرائض معرفة وإلمام. وقال الصفدي: سمعنا صحيح مسلم على السيد المنبجي وهو حاضر، فكان يرد على القارئ فيقول القارئ: ما عندي إلا ما قرأت، فيوافق المزي بعض من حضر ممن بيده نسخة، إما بأن يوجد فيها كما قال أو يوجد مظننا عليه أو في الحاشية، ولما كثر منه ذلك قلت له: ما النسخة الصحيحة

ص 402

إلا أنت. قال: ولم أر بعد أبي حيان مثله في العربية مثله خصوصا التصريف، ولم يكن مع توسعه في معرفة الرجال يستحضر تراجم غير المحدثين، لا من الملوك ولا من الوزراء والقضاة والأدباء. وقال الذهبي: كان خاتم الحفاظ، وناقد الأسانيد والألفاظ، وهو صاحب معضلاتنا ومرجع مشكلاتنا. قال: وفيه حياء وكرم وسكينة واحتمال وقناعة، وترك للتجمل وانجماع عن الناس، ومات يوم السبت ثاني عشر صفر سنة 744 . *(121)*

 إثبات شرف الدين الطيبى

أثبت حديث الثقلين في (شرح المشكاة) حيث قال: السادس زيد، قوله الثقلين، الثقل المتاع المحمول على الدابة، وإنما قيل للإنس والجن الثقلان لأنهما قطان الأرض فكأنهما ثقلاها. وقد شبه بها الكتاب والعترة لأن الدين يستصلح بهما ويعمر كما عمرت الدنيا بالثقلين. وقيل: سماهما ثقلين لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، وقيل: في تفسيره قوله تعالى: *(إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا)* أي أوامر الله ونواهيه، لأنه لا تؤدى إلا بتكليف ما ثقيل. وقيل قولا ثقيلا: أي له وزن. وسمي الجن والإنس ثقلين لأنهما فضلا بالتمييز على سائر الحيوان، وكل شيء له وزن وقدر يتنافس فيه فهو ثقل. قوله أذكركم الله في أهل بيتي أي أحذركم الله في شأن أهل بيتي وأقول لكم لا تؤذوهم واحفظوهم، والتذكير بمعنى الوعظ، يدل عليه قوله ووعظ وذكر . وقال فيه أيضا: الفصل الثاني - الأول جابر، قوله وعترتي أهل بيتي عترة الرجل أهل بيته ورهطه الأدنون، ولاستعمالهم العترة على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه.

ص 403

الثاني زيد، قوله ما إن تمسكتم به ما الموصولة، والجملة الشرطية صلتها، وإمساك الشيء التعلق به وحفظه، قال تعالى: *(ويمسك السماء أن تقع على الأرض)*. واستمسك الشيء: إذا تحرى الامساك به، ولهذا لما ذكر التمسك عقبه بالمتمسك به صريحا، وهو الحبل في قوله كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وفيه تلويح إلى معنى قوله تعالى: *(ولو شئنا لرفعناه به ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه)*. والتمسك بالعترة: محبتهم والاهتداء بهديهم وسيرتهم. وقوله إني تارك فيكم إشارة إلى أنهما بمنزلة التوأمين الخلفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه يوصي الأمة بحسن المعاشرة معهما وإيثار حقهما على أنفسهم، كما يوصي الأب المشفق لأولاده. ويعضده الحديث السابق في الفصل الأول أذكركم الله في أهل بيتي ، كما يقول الأب المشفق: الله الله في حق أولادي. ومعنى كون أحدهما أعظم من الآخر: إن القرآن مؤساة للعترة، وعليهم الاقتداء به، وهم أولى الناس بالعمل بما فيه. ولعل السر في هذه الوصية والاقتران بالقرآن إيجاب محبتهم، لقوله تعالى *(قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* فإنه تعالى جعل شكر إنعامه وإحسانه بالقرآن منوطا بمحبتهم على سبيل الحصر، وكأنه صلى الله عليه وسلم يوصي الأمة بقيام الشكر وقيد تلك النعمة به ويحذرهم عن الكفران، فمن قام بالوصية وشكر تلك الصنيعة بحسن الخلافة بينهما لن يتفرقا، فلا يفارقانه في مواطن القيامة ومشاهدها حتى يردا الحوض فيشكرا صنيعه عند رسول الله، فحينئذ هو بنفسه يكافيه والله يجازيه الجزاء الأوفى، ومن أضاع الوصية وكفر النعمة فحكمه بالعكس. وعلى هذا التأويل حسن موقع قوله أنظروا كيف تخلفوني فيهما ، والنظر بمعنى التأمل والتفكر، أي تفكروا واستعملوا الروية في استخلافي إياكم، هل تكونون خلف صدق أو خلف سوء. وإن استغربت قولي لا يفارقانه في مواقف الحشر حتى يردا علي الحوض تمسكت بما ورد عن

ص 404

رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأوا الزهراوين - إلى قوله - يحاجان عن صاحبهما . وإن استبعدت قولي أنشدت لك قول الأعشى.. 1.

ترجمته


: 1 - ابن حجر العسقلاني: الحسن بن محمد بن عبد الله الطيبى، الإمام المشهور، صاحب شرح المشكاة وغيره. قرأت بخط بعض الفضلاء: كان ذا ثروة من الإرث والتجارة، فلم يزل ينفق ذلك في وجوه الخيرات إلى أن كان في آخر عمره فقيرا. قال: وكان كريما متواضعا حسن المعتقد، شديد الرد على الفلاسفة والمبتدعة، مظهرا فضائحهم مع استيلائهم في بلاد المسلمين حينئذ، شديد الحب لله ولرسوله، كثير الحياء ملازما لأشغال الطلبة في العلوم الإسلامية بغير طمع، بل يجديهم ويعينهم ويعير الكتب النفيسة لأهل بلده وغيرهم من أهل البلدان من يعرف ومن لا يعرف، محبا لمن عرف منه تعظيم الشريعة، مقبلا على نشر العلم، آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنن. شرح الكشاف شرحا كبيرا.. وصنف في المعاني والبيان التبيان وشرحه، وأمر بعض تلامذته باختصار المصابيح على طريقة نهجها له وسماه المشكاة وشرحها هو شرحا حافلا، ثم شرع في جمع كتاب في التفسير وعقد مجلسا عظيما لقراءة كتاب البخاري.. 2. 2 - الجلال السيوطي: الإمام المشهور العلامة في المعقول والعربية والمعاني والبيان، قال ابن حجر: كان آية.. 3. 3 - والشمس الداودي بمثل ما تقدم 4. 4 - الشوكاني: الإمام المشهور، صاحب شرح المشكاة وحاشية

(هامش)

1. الكاشف في شرح المشكاة - مخطوط. 2. الدرر الكامنة 2 / 68. 3. بغية الوعاة 228. 4. طبقات المفسرين 1 / 143. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار  الجزء الأول

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب