نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء السادس

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء السادس

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 55

سلمان الفارسي أسعد بن زرارة الأنصاري خزيمة بن ثابت الأنصاري أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري سهل بن حنيف الأنصاري عثمان بن حنيف الأنصاري حذيفة بن اليمان عبد الله بن عمر بن الخطاب البراء بن عازب الأنصاري رفاعة بن رافع الأنصاري سمرة بن جندب سلمة بن الأكوع الأسلمي زيد بن ثابت الأنصاري أبو ليلى الأنصاري أبو قدامة الأنصاري سهل بن سعد الأنصاري عدي بن حاتم الطائي ثابت بن يزيد بن وديعة كعب بن عجرة الأنصاري أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري المقداد بن عمرو الكندي عمران بن حصين الخزاعي عمر بن أبي سلمة

ص 56

عبد الله بن أبي عبد الأسد المخزومي بريد بن الحصيب الأسلمي جبلة بن عمر الأنصاري أبو هريرة الدوسي أبو برزة فضلة بن عبيد الأسلمي أبو سعيد الخدري جابر بن عبد الله الأنصاري جرير بن عبد الله زيد بن أرقم الأنصاري أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاري أنس بن مالك الأنصاري ناجية بن عمر الخزاعي أبو زينب بن عوف الأنصاري يعلى بن مرة الثقفي سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري حذيفة بن أسيد أبو سريحة الغفاري عمرو بن الحمق الخزاعي زيد بن حارثة الأنصاري مالك بن الحويرث أبو سليمان جابر بن سمرة السوائي عبد الله بن ثابت الأنصاري حبشي بن جنادة السلولي ضميرة الأسدي

ص 57

عبيد بن عازب الأنصاري عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي زيد بن شراحيل الأنصاري عبد الله بن بسر المازني النعمان بن العجلان الأنصاري عبد الرحمن بن يعمر الديلي أبو الحمراء خادم رسول الله، صلى الله عليه وآله أبو فضالة الأنصاري عطية بن بسر المازني عامر بن ليلى الغفاري أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني عبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري حسان بن ثابت الأنصاري سعد بن جنادة العوفي عامر بن عمير النميري عبد الله بن ياميل حبة بن جوين العرني عقبة بن عامر الجهني أبو ذؤيب الشاعر أبو شريح الخزاعي أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي أبو أمامة الصدي عن عجلان الباهلي عامر بن ليلى بن ضمرة جندب بن سفيان البجلي

ص 58

أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي وحشي بن حرب قيس بن ثابت بن شماص الأنصاري عبد الرحمن بن مدلج حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي فاطمة بنت رسول الله، صلى الله عليه وآله. عائشة بنت أبي بكر أم سلمة أم المؤمنين أم هاني بنت أبي طالب فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب أسماء بنت عميس الخثعمية ثم ذكر ابن عقدة ثمانية وعشرين رجلا من الصحابة لم يذكرهم ولم يذكر أسمائهم أيضا (1).

(هامش)

(1) الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف. ومن الذين رووا حديث الغدير: (1) أبي بن كعب الأنصاري الخزرجي. (2) جبير بن مطعم بن عدي القرشي. (3) أبو جنيدة جندع بن عمرو بن مازن الأنصاري. (4) رفاعة بن عبد المنذر الأنصاري.

(5) زيد بن عبيد الله الأنصاري. (6) سعد بن عبادة الأنصاري. (7) سعيد بن زيد القرشي العدوي. (8) عبد الله بن بديل بن ورقاء. (9) عبد الله بن حنطب القرشي المخزومي. (10) عبد الله بن ربيعة. (11) عبد الله بن مسعود. (12) عمارة الخزرجي الأنصاري. - > (*)

ص 59

ذكر من صرح بتأليف ابن عقدة الكتاب المذكور هذ

 وقد نص على تصنيف أبي العباس ابن عقدة مصنفا في جمع طرق حديث الغدير عدة من أكابر أهل السنة، نذكر بعضهم في ما يلي:

1) ابن تيمية

 قال ابن تيمية الحراني * وهو تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني الحنبلي المتوفى سنة 728، توجد ترجمته في: (المعجم المختص للذهبي) و(فوات الوفيات 1 / 62) و(تتمة المختصر - حوادث 728) و(الدرر الكامنة 1 / 144) و(طبقات الحفاظ / 516) و(الوافي بالوفيات 7 / 15) وغيرها *: وقد صنف أبو العباس ابن عقدة مصنفا في جمع طرقه (1).

2) ابن حجر العسقلاني

 وقال ابن حجر العسقلاني * وهو الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد ابن حجر العسقلاني المصري الشافعي، توجد ترجمته في: (البدر الطالع 1 / 87) و(شذرات الذهب 7 / 27) و(القلائد الجوهرية / 331) و(نظم العقيان / 45)

(هامش)

< - (13) عمرو بن شراحيل. (14) عمرو بن العاص. (15) عمرو بن مرة الجهني. (16) قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري. (17) أبو برزة فضلة بن عتبة الأسلمي. (18) وهب بن حمزة. (1) منهاج السنة 4 / 86. (*)

ص 60

و (ذيل تذكرة الحفاظ / 380) و(الضوء اللامع 2 / 36) و(طبقات الحفاظ / 547) و(حسن المحاضرة 1 / 363) وغيرها)*: وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه)، أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان (1). ذكر من أورد كلام العسقلاني ولقد أورد كلام ابن حجر هذا جماعة من أعيان أهل السنة في كتبهم، ولنقتصر على ذكر اثنين منهم: الأول: الشريف السمهودي قال السمهودي * وهو نور الدين أبو الحسن علي بن عبد الله الحسيني السمهودي، المترجم له والمذكور اسمه بكل تعظيم وتكريم في: (الضوء اللامع 5 / 245) و(النور السافر / 58) و(البدر الطالع 1 / 470) و(شذرات الذهب 8 / 50) وقد أورد كتبه في (كشف الظنون) وهي كتب معتمدة لديهم، كما صرح رشيد الدين الدهلوي بأنه من أعاظم علماء أهل السنة، واستند حيدر علي الفيض آبادي في كتبه - في الرد على الإمامية - إلى كلماته وصرح بأنه من جهابذة الثقات *: قال الحافظ ابن حجر: حديث من كنت مولاه فعلي مولاه أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدا، واستوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان (2). الثاني: المناوي. وقال المناوي * وهو عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي المناوي الفاسي الشافعي، قال المحبي في (خلاصة الأثر 2 / 412): كان إماما كبيرا وحجة ثبتا

(هامش)

(1) فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 61. (2) جواهر العقدين - مخطوط. (*)

ص 61

وقدوة، صاحب تصانيف سائرة وأجل أهل عصرة بغير ارتياب وإماما فاضلا، وزاهدا عابدا قانتا، وخاشعا لله... *: قال ابن حجر: حديث كثير الطرق جدا، استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، منها صحاح ومنها حسان (1). 3

) ابن حجر العسقلاني أيضا

وذكر ابن حجر العسقلاني كتاب ابن عقدة في مواضع من (الإصابة في معرفة الصحابة) فأثبت صحبة عدد منهم، استنادا إلى رواية ابن عقدة عنهم في كتاب الموالاة الذي جمع فيه طرق حديث الغدير. فمن ذلك قوله: عبد الله بن ياميل - آخره لام، رأيته مجودا بخط الصريفيني، ذكره أبو العباس ابن عقدة في جمع طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه أخرج بسند له إلى إبراهيم بن محمد - أظنه ابن أبي يحيى - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، وأيمن بن نابل - بنون وموحدة - عن عبد الله بن ياميل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه، الحديث، واستدركه أبو موسى (2). ومن ذلك قوله: عبد الرحمن بن مدلج، ذكره أبو العباس ابن عقدة في كتاب الموالاة، وأخرج من طريق موسى بن نصر بن الربيع الحمصي: حدثني سعد ابن طالب أبو غيلان، حدثني أبو إسحاق، حدثني من لا أحصي: أن عليا أنشد الناس في الرحبة: من سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه؟، فقام نفر - منهم عبد الرحمن بن مدلج - فشهدوا أنهم سمعوا إذ ذاك من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرجه ابن شاهين عن ابن عقدة،

(هامش)

(1) فيض القدير في شرح الجامع الصغير 6 / 218. (2) الإصابة في أسماء الصحابة 2 / 374. (*)

ص 62

واستدركه أبو موسى (1). ومن ذلك قوله: أبو قدامة الأنصاري، ذكره أبو العباس ابن عقدة في كتاب الموالاة الذي جمع فيه طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه فأخرج فيه من طريق محمد بن كثير، عن فطر، عن أبي الطفيل، قال: كنا عند علي، فقال: أنشد الله من شهد يوم غدير خم، فقام سبعة عشر رجلا - منهم أبو قدامة الأنصاري - فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك. واستدركه أبو موسى، وسيأتي في الذي بعده ما يؤخذ منه اسم أبيه وتمام نسبه (2).

 4) الشريف السمهودي

 فقد ذكر كتاب ابن عقدة ونقل عنه في كتابه (جواهر العقدين) كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

5) الشيخاني القادري

 وقال الشيخاني القادري * وهو محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري المدني، ويظهر تعصبه من مراجعة كتابه الذي ننقل عنه * بعد أن ذكر بعض طرق حديث الغدير: وقد استوعب طرق الأحاديث المذكورة وغيرها ابن عقدة في كتاب مفرد، وذكر أيضا بعضها الشيخ نور الدين السيد الجليل علي بن جمال الدين عبد الله بن أحمد الحسيني السمهودي الشافعي في كتابه المسمى: أنجح المساعي في رد شبهة الداعي (3).

(هامش)

(1) الإصابة 2 / 413. (2) المصدر نفسه 4 / 159. (3) الصراط السوي في مناقب آل النبي - مخطوط. (*)

ص 63

6) البدخشاني

 وقال البدخشاني * وهو المرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني، وهو من كبار العلماء المشهورين في الديار الهندية، وقد أثنى عليه رشيد الدين الدهلوي وحيدر علي الفيض آبادي في كتابيهما واستندا إليه * بعد أن ذكر بعض طرق الحديث: أقول: هذا حديث صحيح مشهور، نص الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي التركماني الفارقي ثم الدمشقي على كثير من طرقه بالصحة، وهو كثير الطرق جدا، وقد استوعبها الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة في كتاب مفرد (1). وقال أيضا: فإن الحديث كثير الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وقد نص الذهبي على كثير من طرقه بالصحة (2).

 رواة كتاب الموالاة

 لقد أثبت جماعة من الأعلام كتاب (الموالاة) لأبي العباس ابن عقدة، وهم ابن تيمية وابن حجر العسقلاني والسمهودي والمناوي والقادري والبدخشاني، وقد تقدمت نصوص كلماتهم المفيدة لذلك. وعلمنا من خلال التتبع لكتب الأسانيد أن كتاب (الموالاة) من مرويات جماعة من أعيان علماء أهل السنة، فهم يروونه عن مؤلفه الحافظ ابن عقدة، بسند متصل إليه فيه الحافظ ابن حجر العسقلاني، وهؤلاء هم:

(هامش)

(1) مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط. (2) نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت الأطهار: 21. (*)

ص 64

1) محمد بن عابد السندي

وهو محدث المدينة المنورة في وقته، ومن مشاهير علماء أهل السنة في عصره... قال عمر رضا كحالة: حافظ فقيه عالم بالعربية... رجع إلى الحجاز وولاه محمد علي رياسة العلماء بالمدينة، وتوفي بها في 18 ربيع الأول، ودفن بالبقيع، ثم ذكر تصانيفه، وقد أرخ وفاته بسنة 1257 (1). 2

) محمد حسين الأيوبي

 وهو شيخ السندي المذكور، فقد ذكره في (حصر الشارد) بقوله: قد من الله تعالى علي - وله الحمد - بقراءة القرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته على قراءة الأئمة السبعة المشهورين، برواتهم الأربعة عشر المحصورة من طرقهم المشهورة، على شيخنا العلامة الفهامة زينة دهره، وقدوة عصره، الحاوي لعلم الأديان والأبدان الجامع للفنون العقلية والنقلية، والموضح لنا بأحسن بيان، عمي وصنو أبي الشيخ محمد حسين بن محمد مراد الأنصاري الخزرجي الأيوبي نسبا، السندي بلدا، النقشبندي طريقة، والحنفي مذهبا، رحمه الله تعالى وبوأه دار كرامته (2).

3) محمد مراد الأنصاري

 وهو والد الأيوبي المذكور وشيخه، قال محمد عابد السندي بعد ما تقدم قال شيخنا قرأت بها على والدنا وشيخنا الحافظ الإمام المحقق ولي الله تعالى العارف الشيخ محمد مراد بن محمد يعقوب بن محمود الأنصاري السندي .

(هامش)

(1) معجم المؤلفين 10 / 113. (2) حصر الشارد من أسانيد محمد عابد: 3. (*)

ص 65

4) محمد هاشم السندي

 وهو شيخ محمد مراد المذكور، قال السندي بعد العبارة المتقدمة: قال - يعني محمد مراد - قرأت بها جميع القرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته على شيخنا الإمام الهمام مقتدى الأنام الشيخ محمد هاشم... .

5) عبد القادر الصديقي

 وهو مفتي الحنفية بمكة المكرمة في عصره وشيخ محمد هاشم السندي، قال السندي: قال - يعني محمد هاشم -: قرأت بها على جماعة أجلهم علامة دهره وحجة الله تعالى على عصره، الشيخ عبد القادر بن أبي بكر بن عبد القادر الصديقي نسبا، المكي بلدا، والحنفي مذهبا، مفتي الحنفية بمكة المشرفة . وقال غلام علي آزاد بترجمة محمد طاهر الكجراتي: ومن أحفاده الشيخ عبد القادر ابن الشيخ أبي بكر مفتي مكة المعظمة، كان عالما جيدا لا سيما في الفقاهة، فصيحا بليغا، ومن تآليفه: الفتاوي، أربع مجلدات، ومجموعة المنشآت، توفي سنة 1138... (1). وقال عبد الرحمن الكزبري الدمشقي، في (أسانيده) في ذكر شيوخه: ومنهم العلامة المسند الشيخ عبد القادر الصديقي المكي المفتي (2). وترجم له أيضا: المرادي في أعيان القرن الثاني عشر (3).

 6) حسن العجيمي

 وهو من أعلام علمائهم، قال السندي بعد العبارة المذكورة عنه: قال

(هامش)

(1) سبحة المرجان / 44. (2) رسالة الأسانيد: 5. (3) سلك الدرر 3 / 49. (*)

ص 66

عبد القادر: قرأت بها علي ولي الله تعالى العارف، عمدة القراء قدوة الحفاظ، أبي البقاء الحسن بن علي العجيمي المكي . والعجيمي - هذا - من مشايخ إجازة شاه ولي الله، فقد قال: قد اتصل سندي - والحمد لله - بسبعة من المشايخ الأجلة الكرام، الأئمة القادة الأعلام من المشهورين بالحرمين المحترمين، المجمع على فضلهم بين الخافقين، الشيخ محمد ابن العلاء... والشيخ حسن بن العجيمي المكي... (1). وترجم له عمر رضا كحالة وأرخ وفاته بسنة 1113 (2).

 7) أحمد الشناوي

 المتوفى سنة 1028 ترجم له المحبي ترجمة ضافية (3). وهو من أكابر مشايخ إجازة الشاه ولي الله الدهلوي أيضا، فقد قال الدهلوي: وقد استفاد واستوعب الوالد الماجد أخيرا في المدينة المنورة ومكة المعظمة من أجلاء مشايخ الحرمين بكل استيعاب واستقصاء، وقد كان أكثر ذلك عند جناب حضرة الشيخ أبي طاهر المدني - قدس الله سره - الذي كان وحيد عصره في هذا الباب - رحمة الله عليه وعلى أسلافه ومشايخه -. ومن حسن الاتفاق: أن للشيخ أبي طاهر - قدس سره - سندا مسلسلا إلى الصوفيين والعرفاء حتى الشيخ زين الدين زكريا الأنصاري، وذلك أنه أخذ عن أبيه الشيخ إبراهيم الكردي، وهو عن الشيخ أحمد القشاشي، وهو عن الشيخ أحمد الشناوي، وهو عن والده الشيخ (4) عبد القدوس الشناوي. وأيضا عن الشيخ محمد بن أبي الحسن البكري. وأيضا عن الشيخ محمد بن أحمد الرملي. وأيضا عن الشيخ عبد الرحمن

(هامش)

(1) الارشاد إلى مهمات الاسناد، وقد أدرج هذه الرسالة ولده الدهلوي في رسالة أصول الحديث له. (2) معجم المؤلفين 3 / 264. (3) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1 / 243 - 246. (4) كذا، والصحيح: علي بن عبد القدوس الشناوي. (*)

ص 67

ابن عبد القادر بن فهد، وهؤلاء كلهم من أجلة المشايخ العارفين بالله. (1).

 8) علي بن عبد القدوس الشناوي

 وهو والد الشناوي المتقدم ذكره، ومن شيوخ مشايخ الشاه ولي الله الدهلوي، والشيخ عبد الله بن سالم البصري (2)، وكان حيا سنة 1142.

 9) عبد الوهاب الشعراني

 وهو من أكابر العلماء الثقات وجهابذة العرفاء المشهورين، وكثيرا ما تنتهي سلاسل إجازات الشاه ولي الله الدهلوي إليه.

 10) جلال الدين السيوطي

 وهو أيضا من شيوخ مشايخ والد الدهلوي، كما أثنى هو عليه في (أصول الحديث). وقد لقبه المقري في (فتح المتعال) بمجدد الدين النبوي في المائة التاسعة.

 11) ابن حجر العسقلاني

 وهو الحافظ، صاحب التصانيف، شيخ الإسلام.

 12) أبو العباس المقدسي الحنبلي

 وهو أحمد بن أبي بكر شيخ ابن حجر العسقلاني المذكور، ومن مشاهير الفقهاء والمحدثين، ترجم له ابن حجر بقوله: أحمد بن أبي بكر بن أحمد... أبو

(هامش)

(1) أصول الحديث لعبد العزيز الدهلوي: 25. (2) الانتباه في سلاسل أولياء الله، الامداد بمعرفة علو الاسناد: 14. (*)

ص 68

العباس المقدسي، حديث بالكثير وكان خاتمة المسندين بدمشق، مات في ربيع الآخر سنة 798 وقد أجاز لي غير مرة. (1).

 13) إسحاق بن يحيى الحنفي

 ترجم له الذهبي في (معجمه المختص) بقوله: إسحاق بن يحيى بن إسحاق المسند، عفيف الدين أبو محمد الآمدي الحنفي، ولد سنة 742 بآمد... وتفرد بأشياء، مات في رمضان سنة 725... . وأورد ابن حجر كلام الذهبي هذا ثم قال: قلت: ثنا عنه بالسماع غير واحد، منهم أحمد بن أقبرص بن بلعاق، وحدث بالكثير، وكان يشهد على القضاة، وكان لطيفا بشوشا، يتفرد بأشياء من العوالي، وعمل لنفسه معجما، مات سنة 725 (2).

 4) يوسف بن خليل الدمشقي

 وهو من كبار الحفاظ، ترجم له الذهبي بقوله: ويوسف بن خليل الحافظ الرحال محدث الشام... (3) وقال السيوطي: ابن خليل الحافظ المفيد الرحال الإمام مسند الشام... وكان حافظا ثقة عالما بما يقرأ عليه، لا يكاد يفوته اسم رجل، واسع الرواية متقنا... (4).

15) محمد بن حيدرة

 وهو شيخ ابن خليل المتقدم ذكره، وقد صرح العلماء بأن رواية العدل الثقة

(هامش)

(1) الدرر الكامنة 1 / 117. (2) الدرر الكامنة 1 / 381. (3) العبر - حوادث سنة 648. (4) طبقات الحفاظ / 495. (*)

ص 69

عن رجل - هي وحدها - دليل عدالة المروي عنه وإن لم يصرح الراوي باسمه، فكيف إذا كان من شيوخ الإجازة؟ ومن ذلك: جعل ابن حجر المكي رواية الصحابة والتابعين عن معاوية بن أبي سفيان دليلا على اجتهاد معاوية وإمامته!!. كما في كتاب (تطهير الجنان). ومن ذلك: أخذ سيف الله بن أسد الله الملتاني رواية مالك وأبي حنيفة وجماعة دليلا على وثاقة الإمام جعفر بن محمد الصادق - عليه السلام! كما في (تنبيه السفيه). ومن ذلك: استناد الذهبي في إثبات وثاقة أحمد بن عمر بن أنس بن دلهان الأندلسي إلى رواية ابن عبد البر وابن حزم عنه... كما في (العبر). ومن ذلك: اعتزاز المقري برواية ابن عبد البر والخطيب عن أبي الوليد الباجي... كما في (نفح الطيب). هذا... ولقد نص ابن القيم على ما ذكرنا في (زاد المعاد) بقوله: وأحد القولين: إن مجرد رواية عدل عن غيره هو تعديل لذلك الغير وإن لم يصرح الراوي بتعديله، وهذا إحدى الروايتين عن أحمد بن حنبل . ونستنتج من ذلك كله: أن رواية الحافظ ابن خليل عن ابن حيدرة تدل على جلالة ابن حيدرة ووثاقته.

 16) محمد بن علي بن ميمون الكوفي

 وهو من الحفاظ المشهورين، قال الذهبي: أبي النرسي أبو الغنائم محمد ابن علي بن ميمون الكوفي الحافظ، روى عن محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي وطبقته بالكوفة، وعن أبي إسحاق البرمكي وطبقته ببغداد، وناب في خطابة الكوفة، وكان يقول: ما بالكوفة من أهل السنة والحديث إلا أنا. وقال ابن ناصر: كان حافظا متقنا ما رأينا مثله، كان يتهجد ويقوم الليل، وكان أبو عامر العبدري

ص 70

يثني عليه ويقول: ختم به هذا الشأن... (1).

 17) دارم بن محمد النهشلي

وهو شيخ أبي الغنائم المذكور.

 18) محمد بن إبراهيم السري

 وهو شيخ دارم المذكور. هؤلاء رواة كتاب (الموالاة) وفيما يلي النص الكامل للسند: قال الشيخ محمد عابد السندي: وأما كتاب الموالاة لأبي العباس ابن عقدة، فأرويه عن عمي الشيخ محمد حسين بن محمد مراد الأنصاري السندي عن أبيه، عن الشيخ محمد هاشم بن عبد الغفور السندي، عن مفتي مكة الشيخ عبد القادر الصديقي الحنفي، عن الشيخ حسن العجيمي، عن الشيخ أحمد الشناوي، عن أبيه الشيخ علي الشناوي، عن الشيخ عبد الوهاب الشعراني، عن الحافظ السيوطي، عن الحافظ ابن حجر، عن أحمد بن أبي بكر بن عبد الحميد المقدسي، أنا إسحاق بن يحيى بن إسحاق الآمدي، عن يوسف بن خليل الحافظ، أنا أبو المعمر محمد بن حيدرة بن عمر الحسيني، أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون، أنا دارم بن محمد بن زيد النهشلي، أنا محمد بن إبراهيم بن السري التميمي، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة (1).

(هامش)

(1) العبر حوادث سنة 510 - 4 / 22، وأنظر: تذكرة الحافظ 4 / 1260 والنجوم الزاهرة 5 / 212، وشذرات الذهب 4 / 29، وطبقات الحفاظ / 458، ومرآة الجنان، وحوادث سنة 510. (2) حصر الشارد - حرف الميم: 162 قلت: وفي كفاية الطالب للحافظ الكنجي / 62، ما نصه: أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل الدمشقي بحلب، قال: أخبرنا الشريف أبو المعمر بن حيدرة الحسيني الكوفي ببغداد، أخبرنا أبو الغنائم محمد بن ميمون النرسي بالكوفة، أخبرنا أبو المثني دارم ابن محمد بن زيد النهشلي، حدثنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم السري التميمي، حدثنا أبو العباس (*)

ص 71

ويظهر من كلام السندي في خطبة كتابه أنه لا يذكر فيه إلا أسانيده في الكتب المعتبرة إذ قال: ... إنه طالما لاذ بي بعض طلبة علم الحديث، وسألوني أن ألخص لهم شيئا من أسانيدي في الكتب المعتبرة... .

 ترجمة ابن عقدة ووثاقته

 هذا، ولما رأى المعاندون كثرة طرق حديث الغدير، بحيث جمعها واستوعبها الحافظ ابن عقدة في كتاب مجرد، وأنه لا يمكن الطعن في شيء من تلك الطرق... عمدوا إلى الطعن في ابن عقدة نفسه، حتى لا يتم للإمامية مطلوبهم بالاستناد إلى كتابه... فهذا أبو نصر الكابلي يذكر: أن ابن عقدة ليس من أهل السنة، وكان جاروديا رافضيا، وإليك نص كلامه في المطلب السادس من (الصواقع الموبقة) الذي خصه بذكر المكايد: التاسع والتسعون: نقل ما يؤيد مذهبهم عن كتاب رجل يتخيل أنه من أهل السنة وليس منهم، كابن عقدة كان جاروديا رافضيا، فإنه ربما ينخدع منه كل ذي رأي غبين، ويميل إلى مذهبهم أو تلعب به الشكوك (1). وهذا (الدهلوي) يقلد الكابلي في هذا الحكم كغيره، ويضيف إلى ابن عقدة: ابن قتيبة وأخطب خوارزم... (2).

(هامش)

< - أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني (ابن عقدة) وحدثنا إبراهيم بن الوليد بن حماد، أخبرنا أبي، أخبرنا يحيى بن يعلى، عن حرب بن صبيح، عن ابن أخت حميد الطويل، عن ابن جدعان، عن سعيد ابن المسيب قال: قلت لسعد بن أبي وقاص: إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أتقيك. قال: سل عما بدا لك فإنما أنا عمك. قال: قلت: مقام رسول الله - صلى الله عليه وآله - فيكم يوم غدير؟ قال: نعم قام فينا بالظهيرة فأخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعادم من عاداه وانصر من نصره. قال: فقال أبو بكر وعمر: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة . (1) الصواقع الموبقة. المطلب السادس في المكائد. (2) التحفة الاثنا عشرية، الباب الثاني، المكيدة الحادية والثمانون: 68. (*)

ص 72

ومن قبلهما حثالة من الناس... ولكن يكفي دليلا على جلالة ابن عقدة وكونه من أكابر حفاظ أهل السنة: إعتماد كبار أئمتهم عليه وأخذهم بآرائه وأقواله... ألا ترى أن ابن حجر العسقلاني يعتبر الرجل صحابيا إستنادا إلى (كتاب الموالاة) المذكور، وأنه يلقبه بأمير المؤمنين في الحديث، وأنه يصحح كثيرا من طرق حديث الغدير في كتاب الموالاة!؟ بل إن كتبهم في الرجال مشحونة بذكر آراء ابن عقدة من جرح وتعديل ومدح وذم...، فقد ذكر المزي بترجمة أحمد بن محمد بن نيزك بن حبيب أبي جعفر البغدادي: ... قال أبو العباس ابن عقدة: في أمره نظر... (1). وقد أورد رأي ابن عقدة في هذا الرجل هكذا كل من: الذهبي وابن حجر العسقلاني، فقال الذهبي: قال ابن عقدة: في أمره نظر (2) وقال ابن حجر قال ابن عقدة: في أمره نظر (3). وقال الذهبي في العبر: ... أبو إسحاق بن حمزة الحافظ... قال ابن عقدة: قل من رأيت مثله... (4) وكذا نقل قول ابن عقدة جلال الدين السيوطي بترجمة الرجل من طبقاته (5). بل لابن عقدة آراؤه في علم قواعد الحديث، قال السيوطي في بيان أقسام تحمل الحديث: السابع: إجازة المجاز كأجزتك مجازاتي، [أو جميع ما أجيز روايته] فمنعه بعض من لا يعتد به... والصحيح الذي عليه العمل: جوازه، وبه قطع الحفاظ: الدارقطني و[أبو العباس] ابن عقدة [الكوفي] وأبو نعيم وأبو

(هامش)

(1) تهذيب الكمال 1 / 475. (2) تذهيب التهذيب - مخطوط. (3) تهذيب التهذيب 1 / 78. (4) العبر - حوادث سنة 332. (5) طبقات الحفاظ / 371. (*)

ص 73

الفتح نصر المقدسي... (1). أقول: وفي هذا القدر كفاية لثبوت جلالة ابن عقدة ووثاقته.

 كلمات في توثيقه

 أضف إلى ذلك: توثيق علماء الرجال وفطاحل أهل السنة أبا العباس ابن عقدة، وثنائهم الصريح عليه، وتنصيصهم على رواية الأكابر عنه، واعتمادهم عليه، ولنذكر نصوص عبارات بعضهم:

 1) السمعاني

 كان حافظا متقنا عالما، جمع التراجم والأبواب والمشيخة، وأكثر الرواية وانتشر حديثه، سمع أحمد بن عبد الحميد الحارثي وعبد الله بن أبي سلمة... روى عنه الأكابر من الحفاظ مثل: أبي بكر محمد بن عمر [ابن] الجعابي وأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبي نعيم، وعبد الله بن عدي الجرجاني، وأبي الحسين محمد بن المظفر البغدادي، وأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين.... وخلق يطول ذكرهم... وكان الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس ابن عقدة أحفظ منه، وقال أبو الطيب ابن هرثمة: كنا بحضرة ابن عقدة المحدث ونكتب عنه، وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه، فجرى حديث حفاظ الحديث، فقال أبو العباس: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم - وضرب بيده على الهاشمي - ولد في سنة أربع [تسع] وأربعين ومائتين ليلة النصف من المحرم، ومات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة (2).

(هامش)

(1) تدريب الراوي 2 / 40. (2) الأنساب - العقدي. (*)

ص 74

2) البدخشاني

 فإنه أورد كلمات السمعاني هذه، ثم قال: قلت: ذكره الذهبي وابن ناصر الدين في طبقات الحفاظ (1).

3) السيوطي

 في ذكر حديث رد الشمس ردا على قدح ابن الجوزي في ابن عقدة: وابن عقدة من كبار الحفاظ، والناس مختلفون في مدحه وذمه، قال الدارقطني: كذب من اتهمه بالوضع، وقال حمزة السهمي: ما يتهمه بالوضع إلا طمل، وقال أبو علي الحافظ، أبو العباس إمام حافظ، محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم (2)

 تراجم الموثقين لابن عقدة

 أقول: ولنعرف هؤلاء الموثقين لأبي العباس ابن عقدة فنقول: أما الدارقطني، فقد أوردنا ترجمته بالتفصيل في (مجلد حديث الطير) وأما السيوطي فستأتي ترجمته في كتاب إن شاء الله تعالى، وأما حمزة السهمي:

 ترجمة السهمي

 فقد قال الذهبي: وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني الحافظ من ذرية أو شام بن العباس، سمع سنة أربع وخمسين من محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرام صاحب محمد بن الضريس، ورحل إلى العراق سنة ثمان وستين فأدرك ابن ماشي، وهو مكثر عن ابن عدي والإسماعيلي... وكان من أئمة

(هامش)

(1) تراجم الحفاظ. وهو كتاب مستخرج من الأنساب للسمعاني، وهو مخطوط. (2) اللئالي المصنوعة 1 / 337. (*)

ص 75

الحديث حفظا ومعرفة واتقافا (1). وبمثله قال السيوطي وأضاف: صنف وخرج وعدل وصحح وعلل، مات سنة 427 (2). وقال السمعاني بترجمته: أحد الحفاظ المكثرين (3)

 ترجمة أبي علي الحافظ

 وأما أبو علي النيسابوري، فقد ترجم له الذهبي بقوله: أبو علي الحافظ الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري، أحد الأعلام... قال الحاكم: هو واحد عصره في الحفظ والاتقان والورع والمذاكرة والتصنيف، سمع إبراهيم ابن أبي طالب وطبقته، وفي الرحلة من النسائي وأبي خليفة وطبقتهما، وكان آية في الحفظ، كان ابن عقدة يخضع لحفظه (4). وبمثله قال اليافعي (5). ونقل السيوطي عن تلميذه الحاكم قوله: وأقام ببغداد وما بها أحفظ منه إلا أن يكون أبو بكر الجعابي، فإني سمعت أبا علي يقول: ما رأيت ببغداد أحفظ منه... قال ابن منده: سمعت أبا علي يقول - وما رأيت أحفظ منه -: ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم، وقال ابن منده: ما رأيت في اختلاف الحديث والاتقان أحفظ من أبي علي. وقال القاضي أبو بكر الأبهري: سمعت أبا بكر ابن أبي داود يقول لأبي علي: من إبراهيم عن إبراهيم عن إبراهيم؟ قال: إبراهيم بن طهمان، عن إبراهيم بن

(هامش)

(1) العبر - حوادث سنة 427. (2) طبقات الحفاظ / 422. (3) الأنساب - الحافظ. (4) العبر - حوادث سنة 349. (5) مرآة الجنان، حوادث سنة 349. (*)

ص 76

عامر البجلي، عن إبراهيم النخعي. فقال: أحسنت يا أبا علي. قال الحاكم: كان أبو علي يقول: ما رأيت في أصحابي مثل الجعابي في حفظه، فحكيت هذا للجعابي، فقال: يقول أبو علي هذا وهو استادي في الحقيقة (1).

 4) محمد بن طاهر الفتني

 حديث أسماء في رد الشمس، فيه فضيل بن مرزوق، ضعيف، وله طريق آخر فيه ابن عقدة: رافضي رمي بالكذب، ورافضي كاذب. قلت: فضيل صدوق احتج به مسلم والأربعة، وابن عقدة من كبار الحفاظ وثقة الناس، وما ضعفه إلا عصري متعصب، والحديث صرح جماعة بتصحيحه منهم القاضي عياض (2).

5) سبط ابن الجوزي

 في الكلام على حديث رد الشمس: وكذا قول جدي: أنا لا أتهم به إلا ابن عقدة من باب الظن والشك لا من باب القطع واليقين، وابن عقدة مشهور بالعدالة، كان يروي فضائل أهل البيت ويقتصر عليها ولا يتعرض للصحابة - رضي الله تعالى عنهم، بمدح ولا بذم، فنسبوه إلى الرفض (3).

6) الخوارزمي

 أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الله بن العجلان

(هامش)

(1) طبقات الحفاظ: 368. (2) تذكرة الموضوعات: 96. وتوجد ترجمة محمد بن طاهر الفتني في أخبار الأخبار للشيخ عبد الحق الدهلوي، وسبحة المرجان في آثار هندوستان لغلام علي آزاد البلجرامي، وغيرهما، وستأتي خلاصتها عن النور السافر في أخبار القرن العاشر . (3) تذكرة خواص الأمة: 51. (*)

ص 77

أبو العباس الكوفي الهمداني المعروف بابن عقدة، كان ثقة فقيها عالما بالنحو واللغة والقراءة متقنا في الحديث حافظا لرواته، ومدار هذه المسانيد عليه (1)

7) السبكي

 - في ذكر الطبقات - فأين أهل عصرنا من حفاظ هذه الشريعة أبي بكر الصديق... ومن طبقة أخرى من التابعين... طبقة أخرى... أخرى... أخرى... أخرى... أخرى: وأبي بكر بن زياد النيسابوري وأبي حامد أحمد بن محمد بن السرفي وأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي وأبي العباس الدغولي وعبد الرحمن ابن أبي حاتم وأبي العباس ابن عقدة... فهؤلاء مهرة هذا الفن، وقد أغفلنا كثيرا من الأئمة، وأهملنا عددا صالحا من المحدثين، وإنما ذكرنا من ذكرنا لننبه بهم على من عداهم، ثم أفضى الأمر إلى طي بساط الأسانيد رأسا، وعد الاكثار منها جهالة ووسواسا (2). أقول: ومن هذه العبارة التي اختصرنا نستفيد أمورا: الأول: كون ابن عقدة أعظم من علماء عصر السبكي وما قبله، وبما أن مرتبة (الدهلوي) وغيره أدنى بكثير من مرتبة علماء عصر السبكي، فإن كلامهم غير مسموع في ابن عقدة. الثاني: كون ابن عقدة من حفاظ الشريعة.

(هامش)

(1) جامع مسانيد أبي حنيفة، لأبي المؤيد الخوارزمي المتوفى سنة: 655 توجد ترجمته في الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية 2 / 132 وتاج التراجم: 49. (2) طبقات الشافعية الكبرى 1 / 314 - 318. (*)

ص 78

الثالث: كون ابن عقدة في طبقة كبار أساطين الأئمة من أهل السنة، كالعقيلي وابن أبي حاتم وو وو... الرابع: كون ابن عقدة من مهرة فن الحديث وأئمة هذا العلم. الخامس: كون ابن عقدة أعظم من الأئمة الذين أغفل السبكي ذكرهم، وهم كثيرون... السادس: كون ابن عقدة كأبي بكر... وو و... من حفاظ الشريعة. وبعد هذا، فهل تبقى قيمة لطعن طاعن أو قدح قادح؟.

8) السيوطي

 ابن عقدة - حافظ العصر والمحدث البحر أبو العباس... كان إليه المنتهى في قوة الحفظ وكثرة الحديث، ورحلته قليلة، ألف وجمع، حدث عنه الدارقطني وقال: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير بها من زمن ابن مسعود إلى زمنه أحفظ منه. وعنه: أحفظ مائة ألف حديث بأسنادها، وأجيب عن ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم. وقال أبو علي: ما رأيت أحفظ منه لحديث الكوفيين. وعنده تشيع. ولد سنة 249 ومات في ذي القعدة سنة 332 (1). أقول: قوله: وعنده تشيع ليس بقادح عندهم ولا سيما بعد تلك الفضائل وآيات الثناء عليه - وقد قال ابن حجر الحافظ: والتشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة، فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غال في التشيع ويطلق عليه رافضي وإلا فشيعي، وإن انضاف إلى ذلك السب والتصريح بالبغض فغال في الرفض، وإن اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشد في

(هامش)

(1) طبقات الحفاظ / 348. (*)

ص 79

الغلو (1). فالحمد لله الذي حللنا بعونه عقدة كيد (الدهلوي) في جرح ابن عقدة، حيث أثبتنا أنه ثقة معتمد، بأقوال الأساطين الذين بيدهم عقدة الجرح والتعديل، وهم أهل الحل والعقد في هذا الفن الجميل.

(هامش)

(1) فتح الباري شرح صحيح البخاري - مقدمة الكتاب: 460 (*)

ص 80

3 - تصنيف الطبري

 كتابا في طرق حديث الغدير وصنف أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري مصنفا بطرق حديث الغدير... قال صاحب العمدة: وقد ذكر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ خبر يوم الغدير وطرقه في خمسة وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه كتاب الولاية (1). قال السيد ابن طاووس - رحمه الله -: من ذلك: ما رواه محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ الكبير، صنفه وسماه كتاب الرد على الحرقوصية روى [فيه] حديث الغدير وما نص النبي - عليه السلام - على علي بالولاية والمقام الكبير، وروى ذلك من خمس وسبعين طريقا (2). وقال - رحمه الله - أيضا: وأما الذي ذكره محمد بن جرير صاحب التاريخ في ذلك فإنه مجلد (3). وقال السيد - رحمه الله -: وقد روى حديث يوم الغدير محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ من خمس وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه كتاب

(هامش)

(1) العمدة: 55. (2) الاقبال، 453. (3) المصدر نفسه: 457. (*)

ص 81

الولاية، ورأيت في بعض ما صنفه الطبري في صحة خبر يوم الغدير أن اسم الكتاب الرد على الحرقوصية يعني: الحنبلية، لأن أحمد بن حنبل من ولد حرقوص بن زهير الخارجي، وقيل: إنما سماه الطبري بهذا الاسم لأن البر بهاري الحنبلي تعرض للطعن في شيء مما يتعلق بخبر يوم غدير خم (1).

ذكر من قال ذلك

 هذا، وقد أثبت كتاب الطبري هذا جماعة من كبار حفاظ أهل السنة وعلمائهم:

 1) الذهبي

 فقد قال محمد بن إسماعيل الأمير: قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة من كنت مولاه: ألف محمد بن جرير فيه كتابا، - قال الذهبي - وقفت عليه فاندهشت لكثرة طرقه (2).

2) ابن كثير

 وستأتي ترجمته في محلها، قال بترجمة الطبري: وقد رأيت كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين، وكتابا جمع فيه طرق حديث الطير (3).

 3) ياقوت الحموي

 ترجم له ابن حجر العسقلاني (لسان الميزان 6 / 239) بقوله ياقوت الرومي الكاتب الحموي، قال ابن النجار: كان ذكيا حسن الفهم، ورحل في

(هامش)

(1) الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، للسيد ابن طاوس: 38. (2) الروضة الندية: شرح التحفة العلوية: 57. (3) التاريخ لابن كثير 11 / 147. (*)

ص 82

طلب النسب إلى البلاد والشام ومصر والبحرين وخراسان، وسمع الحديث وصنف معجم البلدان ومعجم الأدباء... مات بحلب سنة 626 *: وكان قد قال بعض الشيوخ ببغداد بتكذيب غدير خم وقال: إن علي بن أبي طالب كان باليمن في الوقت الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير خم، وقال هذا الانسان في قصيدة مزدوجة يصف فيها بلدا منزلا منزلا أبياتا يلوح فيها إلى معنى حديث غدير، قال: ثم مررنا بغدير خم * كم قائل فيه بزور جم على علي والنبي الأمي وبلغ أبا جعفر ذلك فابتدأ بالكلام في فضائل علي وذكر طريق حديث خم (1).

 4) ابن حجر العسقلاني

 قال بترجمة مولانا أمير المؤمنين - عليه السلام -: قلت: ولم يجاوز المؤلف ما ذكر ابن عبد البر وفيه مقنع، ولكنه ذكر حديث الموالاة عن نفر سماهم فقط، وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر وصححه، واعتنى بجمع طرقه أبو العباس ابن عقدة، فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر (2).

ترجمة الطبري

 وإن شئت أن تعرف ما لابن جرير الطبري من مكانة مرموقة لدى القوم

(هامش)

(1) معجم الأدباء 6 / 455. (2) تهذيب التهذيب 7 / 339. (*)

ص 83

فضع يدك على أي معجم من معاجم الرجال شئت، تجد هناك المدح البليغ والثناء العظيم، وغاية التجليل والتكريم لابن جرير الطبري، وهذا بعض مصادر ترجمته: 1 - معجم الأدباء 18 / 40. 2 - الأنساب - الطبري. 3 - تهذيب الأسماء واللغات 1 / 78. 4 - وفيات الأعيان 4 / 191. 5 - العبر - حوادث سنة 310. 6 - مرآة الجنان - حوادث سنة 310. 7 - طبقات السبكي 2 / 135. 8 - تتمة المختصر في أخبار البشر - حوادث سنة 310. 9 - لسان الميزان 5 / 100. 10 - طبقات الحفاظ / 307. 11 - تذكرة الحفاظ / 710. 12 - ميزان الاعتدال 3 / 498. 13 - تاريخ بغداد 2 / 162. 14 - طبقات القراء 2 / 106. 15 - شذرات الذهب 2 / 260. وسنترجم له بالتفصيل في هذا الكتاب إن شاء الله، ونكتفي هنا بذكر عبارتين فقط: قال ابن تيمية في كلام له في الرد على الإمامية: ولا يشك أن رجوع مثل: مالك وابن أبي ذؤيب وابن الماجشون والليث بن سعد والأوزاعي والثوري وابن أبي ليلى وشريك وأبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن وزفر والحسن بن زياد واللؤلؤي والشافعي والبويطي والمزني وأحمد بن حنبل وأبي داود السجستاني وإبراهيم

ص 84

الحربي والبخاري وعثمان بن سعيد الدارمي وأبي بكر ابن خزيمة ومحمد بن جرير الطبري ومحمد بن نصر المروزي وغير هؤلاء إلى اجتهادهم واعتبارهم، مثل أن يعلموا سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الثابتة عنه، ويجتهدوا في تحقيق مناط الأحكام وتنقيحها وتخريجها، خير لهم من أن يتمسكوا بنقل الروافض عن العسكريين وأمثالهما، فإن الواحد من هؤلاء أعلم بدين الله ورسوله من العسكريين أنفسهما، فلو أفتاه أحدهما بفتيا كان رجوعه إلى اجتهاده أولى من رجوعه إلى فتيا أحدهما، بل هو الواجب عليه، فكيف إذا كان نقلا عنهما من مثل الرافضة، والواجب على مثل العسكريين وأمثالهما أن يتعلموا من الواحد من هؤلاء (1). أقول: ونحن لا يسعنا إلا أن نقول: *(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)*(2). وقال السيوطي في (التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كل مائة): وممن يصلح أن يعد على رأس الثلاثمائة: الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، وعجبت كيف لم يعدوه، وهو أجل من ابن شريح وأوسع علوما، وبلغ مرتبة الاجتهاد المطلق المستقل، ودون لنفسه مذهبا مستقلا، وله أتباع قلدوه وأفتوا وقضوا بمذهبه ويسمون الجريرية. وكان إماما في كل علم من القراءة والتفسير والحديث والفقه والأصول وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم والعربية والتاريخ، قال النووي: أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل تفسيره. قال الخطيب: كان أئمة العلماء تحكم بقوله وترجع إليه، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، قال ابن خزيمة: ما أعلم على الأرض أعلم من ابن جرير، وقد أراد الخليفة المقتدر بالله مرة أن يكتب كتاب وقف تكون شروطه متفقا عليها بين العلماء، فقيل له:

(هامش)

(1) منهاج السنة 2 / 127. (2) سورة الكهف: 5. (*)

ص 85

لا يقدر على استحضار هذا إلا محمد بن جرير، فطلبه عند ذلك فكتبها. مات في شوال سنة عشر وثلاثمائة . هذا شأن الطبري صاحب التفسير والتاريخ، وراوي حديث الغدير بطرقه في كتاب (الموالاة).

ص 86

4 - تصنيف الحسكاني

 في طرق حديث الغدير وصنف أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني كتابا، أثبت فيه حديث الغدير وجمع طرقه، فقد قال السيد ابن طاووس - رحمه الله -: ومن ذلك: ما رواه أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في كتاب سماه: كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة (1). وقال: وصنف في حديث الغدير الحاكم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني كتاب سماه: كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة، اثنا عشر كراسا مجلدا (2).

 ترجمة الحسكاني

 وقد ترجم الحافظ السيوطي للقاضي الحسكاني بقوله: الحسكاني القاضي المحدث أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حسكان القرشي العامري النيسابوري، ويعرف بابن الحذاء، شيخ متقن ذو عناية تامة بعلم الحديث، عمر وعلا أسناده وصنف في الأبواب، وجمع، وحدث عن جده والحاكم

(هامش)

(1) الاقبال: 453. (2) الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف. (*)

ص 87

وأبي طاهر بن محمش، وتفقه بالقاضي أبي العلاء صاعد. أملى مجلسا صحح فيه رد الشمس لعلي، وهو يدل على خبرته بالحديث، وتشيع، مات بعد الأربعمائة وسبعين (1). أقول: ليس التشيع بقادح في وثاقة الرجل، إذ قد عرفت من كلام ابن حجر الحافظ أن التشيع ليس إلا محبة علي - عليه السلام -. على أن محمد بن يوسف الشامي، صاحب السيرة الشامية - وهو تلميذ السيوطي * وقد ترجم له مع الاطراء والثناء عليه في (لواقح الأنوار للشعراني) و(الرسالة المستطرفة / 113) و(كفاية المتطلع للدهان) و(شذرات الذهب 8 / 250) و(أصول الحديث للدهلوي) وغيرها * قد نفى عن الحسكاني التشيع... فقد قال محمد أمين بن محمد معين السندي بعد كلام له في إثبات عصمة أئمة أهل البيت عليهم السلام: ومما يجب أن أنبه عليه: إن هذا الكلام في عصمة الأئمة إنما جرينا فيها على جري الشيخ الأكبر - قدس سره - فيها في المهدي - رضي الله تعالى عنه - من حيث أن مقصودنا منه أن قوله صلى الله تعالى عليه وسلم فيه: يقفو أثري لا يخطأ لما دل عند الشيخ على عصمته، فحديث الثقلين يدل على عصمة الأئمة الطاهرين - رضي الله تعالى عنهم - بما مر تبيانه، وليست عقدة الأنامل على أن العصمة الثابتة في الأنبياء - عليهم السلام - توجد في غيرهم، وإنما اعتقد في أهل الولاية قاطبة العصمة بمعنى الحفظ وعدم صدور الذنب لا استحالة صدوره، والأئمة الطاهرون أقدم من الكل في ذلك، وبذلك يطلق عليهم الأئمة المعصومين. فمن رماني من هذا المبحث باتباع مذهب غير السنية مما يعلم الله سبحانه براءتي منه، فعليه إثم فريته والله خصمه، وكيف لا أخاف الاتهام من هذا

(هامش)

(1) طبقات الحفاظ 443 وفيه: عبيد الله بن أحمد بن محمد بن... (*)

ص 88

الكلام، وقد خاف شيخ أرباب السير في (السيرة الشامية) من الكلام على طرق حديث الشمس بدعائه صلى الله تعالى عليه وسلم لصلاة علي - رضي الله تعالى عنه - وتوثيق رجالها أن يرمى بالتشيع، حيث رأى الحافظ الحسكاني في ذلك سلفا له، ولننقل ذلك بعين كلامه، قال - رحمه الله تعالى - لما فرغ من توثيق رجال سنده: ليحذر من يقف على كلامي هذا هنا أن يظن بي أني أميل إلى التشيع، الله تعالى يعلم أن الأمر ليس كذلك . (قال): والحامل على هذا الكلام (يعني قوله: ليحذر... إلى آخره): أن الذهبي ذكر في ترجمة الحسكاني أنه كان يميل إلى التشيع، لأنه أملى جزءا في طرق حديث رد الشمس (قال): وهذا الرجل (يعني الحسكاني) ترجمه تلميذه الحافظ عبد الغافر في ذيله تاريخ نيسابور، فلم يصفه بذلك، بل أثنى عليه ثناءا حسنا، وكذلك غيره من المؤرخين، فنسأل الله تعالى السلامة من الخوض في أعراض الناس بما لا نعلم وبما نعلم، والله تعالى أعلم. إنتهى. أقول: وهذا الجرح في الحافظ الحسكاني، إنما نشأ من كمال عصبية الجارح وانحرافه من مناهج العدل والانصاف، وإلا فالحافظ في خدمة الحديث بذل جهده في تصحيح الحديث وجمع طرقه وأسناده، وأثبت بذلك معجزة من أعظم علامات النبوة وأكملها، بما يقر بصحته عين كل من يؤمن بالله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم. وكيف يتهم وينسب إلى التشيع بملابسة القضية لعلي - رضي الله عنه -؟ ولو صحح حافظ حديثا متمحضا في فضله لا يتهم بذلك، ولو كان كذلك لترك أحاديث فضائل أهل البيت رأسا. ومن مثل هذه المؤاخذة الباطلة طعن كثير من المشايخ العظام، ومولع هذا الفن الشريف إذا صح عنده حديث في أدنى شيء من العادات كاد أن يتخذ لذلك طعاما فرحا بصحة قول الرسول صلى الله عليه وسلم عنده، وأين هذا من ذاك؟ ولما اطلع هذا الفقير على صحته كأنه ازداد سمنا من سرور ذلك ولذته، أقر الله سبحانه وتعالى عيوننا بأمثاله،

ص 89

والحمد لله رب العالمين (1).

ترجمة عبد الغافر

ولنترجم للحافظ عبد الغافر تلميذ الحافظ الحسكاني ومادحه... فقد ذكره ابن خلكان بقوله: أبو الحسن عبد الغافر إسماعيل... الحافظ، كان إماما في الحديث والعربية، وقرأ القرآن الكريم، ولقن الاعتقاد بالفارسية وهو ابن خمس سنين، وتفقه على إمام الحرمين أبي المعالي الجويني صاحب نهاية المطلب في المذهب، والخلاف، ولازمه مدة أربع سنين وهو سبط الإمام أبي القاسم عبد الكريم القشيري المقدم ذكره، وسمع عليه الحديث... كانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، وتوفي في سنة تسع وعشرين وخمسمائة بنيسابور، رحمه الله تعالى (2). وبمثل هذا ترجم له كل من الذهبي واليافعي والاسنوي (3). وذكره ابن قاضي شهبة الأسدي بقوله: الحافظ العالم الفقيه البارع أبو الحسن الفارسي النيسابوري، ذو الفنون والمصنفات . وقال في آخر كلامه: قال الذهبي: كان إماما، حافظا، محدثا، لغويا، أديبا، كاملا، فصيحا، مفوها (4). هذا وكأن (الدهلوي) لم يقف على ما تقدم، ولا سيما ما ذكره صاحب دراسات اللبيب - وهو في طبقته ومن تلامذة والده - فحكم على رواية الحسكاني الموافقة لرواية الحافظ الثعلبي في التفسير وابن حجر المكي في صواعقه: بأنها تحريف للقرآن، وذلك حيث قال:

(هامش)

(1) دراسات اللبيب: 246 - 248. (2) وفيات الأعيان 3 / 225. (3) العبر، حوادث 529، مرآة الجنان حوادث 529، طبقات الشافعية 2 / 275. (4) طبقات الشافعية 2 / 274. هذا وللحافظ أبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ترجمة في تذكرة الحفاظ / 1276، طبقات السبكي 4 / 255، شذرات الذهب 4 / 93، تاريخ ابن كثير 12 / 235. (*)

ص 90

وأخرج الحسكاني بإسناده عن الأصبغ بن نباتة، أنه سأل أمير المؤمنين عن قوله تعالى: *(وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم)*(1)، فقال: ويحك يا أصبغ! أولئك نحن، نقف بين الجنة والنار فنعرف من نصرنا بسيماه وندخله الجنة ونعرف من عادانا بسيماه وندخله النار. وكل هذه الرواية تحريف، فإنه ذكر في حقهم صريحا طمعهم في دخول الجنة وخوفهم من دخول النار، وهذا لا يناسب شأن الأئمة المهديين (2). أقول: ومن أراد الاطلاع على تفصيل وجوه قلع هذه الشبهة الركيكة فعليه بكتاب (مصارع الأفهام) للعلامة السيد محمد قلي، أحله دار السلام.

(هامش)

(1) سورة الأعراف: 46. (2) هامش التحفة الاثنا عشرية، الباب الحادي عشر. (*)

ص 91

5 - تصنيف أبي سعيد السجستاني

 مصنفا في طرق حديث الغدير وصنف أبو سعيد مسعود السجستاني كتابا مفردا في طرق حديث الغدير... قال السيد ابن طاووس - رحمه الله تعالى -: إعلم أن نص النبي صلى الله عليه وسلم على مولانا علي بن أبي طالب - عليه السلام - يوم الغدير بالامامة لا يحتاج إلى كشف وبيان لأهل العلم والامامة والدراية، وإنما نذكر تنبيها على بعض من رواه، ليقصده من شاء ويقف على معناه: فمن ذلك: ما صنفه أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني المخالف لأهل البيت في عقيدته، المتفق عند أهل المعرفة على صحة ما يرويه لأهل البيت وأمانته، صنف كتابا سماه كتاب دراية حديث الولاية، وهو سبعة عشر جزء، روى فيه حديث نص النبي بتلك المناقب والمراتب على مولانا علي بن أبي طالب عن مائة وعشرين نفسا من الصحابة (1).

(هامش)

(1) الاقبال: 453. (*)

ص 92

وقال أيضا: قد وقفت على كتاب صنفه أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني سماه كتاب دراية حديث الولاية، وهو سبعة عشر جزء ما وقفت على مثله، وهذا مسعود بن ناصر من أوثق رجال الأربعة المذاهب، وقد كشف عن حديث يوم الغدير ونص النبي على علي بن أبي طالب بالخلافة بعده، رواه عن مائة وعشرين نفسا من الصحابة منهم ست نساء، ومن عرف ما تضمنه كتاب دراية حديث الولاية ما يشك في أن الذين تقدموا على علي بن أبي طالب عاندوا ومالوا إلى طلب الرئاسة. وعدد أسانيد كتاب دراية الولاية ألف وثلاثمائة إسناد (1).

 ترجمة أبي سعيد السجستاني

 وأبو سعيد السجستاني من كبار حفاظ أهل السنة... قال السمعاني: أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجزي الركاب: كان حافظا متقنا فاضلا رحل إلى خراسان والجبال والعراقين والحجاز، وأكثر من الحديث وجمع الجمع، روى لنا عنه جماعة كثيرة بمرو ونيسابور وأصبهان، وتوفي سنة سبعة وسبعين وأربعمائة (2). وقال الذهبي: ومسعود بن ناصر السجزي، أبو سعيد الركاب الحافظ رحل وصنف وحدث عن أبي حسان المزكى وعلي بن بشرى وطبقتهما، ورحل إلى بغداد وأصبهان، قال الدقاق: لم أر أجود إتقانا ولا أحسن ضبطا منه. توفي بنيسابور في جمادى الأولى (3). وقال اليافعي في حوادث سنة 477: وفيها الحافظ أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي، رحل وصنف وحدث عن جماعة، قال الدقاق: لم أر أجود إتقانا

(هامش)

(1) الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف للسيد ابن طاووس: 38. (2) الأنساب - السجستاني. (3) العبر - حوادث سنة 477. (*)

ص 93

ولا أحسن ضبطا منه (1).

ترجمة الدقاق

 ولنذكر ترجمة السيوطي للدقاق المادح لأبي سعيد، قال: الدقاق الحافظ المفيد الرحال، أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد الاصبهاني، ولد سنة بضع وثلاثين وأربعمائة وسمع وأكثر، وأملى بسرخس، وكان صالحا يقرئ، متعففا، صاحب سنة وأتباع. قال الحافظ إسماعيل بن محمد: ما أعرف أحدا أحفظ لغرائب الأحاديث وغرائب الأسانيد منه، مات ليلة الجمعة سادس شوال سنة 514 (2).

(هامش)

(1) مرآة الجنان، حوادث سنة 477. وانظر: تذكرة الحفاظ / 1216، شذرات الذهب 3 / 357، طبقات الحفاظ: 477. (2) طبقات الحفاظ: 456. وفيه بدل يقرى : فقيرا . وتاريخ الوفاة فيه: 516. (*)

ص 94

6 - تصنيف الحافظ الذهبي

 في جمع طرق حديث الغدير وصنف الحافظ شمس الدين الذهبي كتابا مفردا في طرق حديث الغدير وصرح بأن له طرقا جيدة... جاء ذلك في (مفتاح كنز دراية المجموع) حيث قال: وقال الخطيب البغدادي: كان الحاكم ثقة وكان يميل إلى التشيع، جمع أحاديث وزعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم، منها حديث الطير، ومن كنت مولاه فعلي مولاه، فأنكرها عليه أصحاب الحديث ولم يلتفتوا إلى قوله. قال الحافظ الذهبي: ولا ريب أن في المستدرك أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحة، بل فيه أحاديث موضوعة شان المستدرك بإخراجها فيه، وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا، قد أفردتها بمصنف بمجموعها يوجب أن الحديث له أصل، وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه، فله طرق جيدة وقد أفردت ذلك أيضا (1).

(هامش)

(1) مفتاح كنز دراية المجموع من درر المجلد المسموع: 107. (*)

ص 95

أقول: والجدير بالذكر هنا أن (الدهلوي) أسقط من عبارة الذهبي هذه - حيث نقلها - تصريح الذهبي بتصنيفه كتابا في طرق حديث الغدير، فقد جاء في (بستان المحدثين) له، المنحول من كتاب (مفتاح كنز دراية المجموع) بترجمة الحاكم ما هذا تعريبه: قال الخطيب البغدادي: كان الحاكم ثقة وكان يميل إلى التشيع، وقال بعض العلماء بالنسبة إلى تشيعه أنه كان يقول بتفضيل علي على عثمان، وهو مذهب جماعة من الأسلاف، والله أعلم. ولقد أنكر عليه جماعة من أجلة العلماء كثيرا من أحاديث المستدرك التي حكم بصحتها وزعم أنها صحاح على شرط الشيخين، منها: حديث الطير وهو من مناقب المرتضى المشهورة المعروفة، ومن هنا قال الذهبي: لا يحل لأحد أن يغتر بتصحيح الحاكم ما لم يلاحظ تعقيباتي عليه. وقال أيضا: في المستدرك أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحة، بل فيه أحاديث موضوعة شان المستدرك بإخراجها فيه. وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا قد أفردتها بمصنف بمجموعها يوجب أن الحديث له أصل (1). فحيا الله أمانة (الدهلوي) وديانته، وخدمته للحديث وأهله!!

(هامش)

(1) بستان المحدثين - ترجمة الحاكم: 34. (*)

ص 96

7 - تصنيف بعض العلماء

 في طرق حديث الغدير وصنف بعض العلماء كتابا كبيرا في طرق حديث الغدير، وهو يزيد على ثمانية وعشرين مجلدا، على ما نقل الحسين بن جبر عن ابن شهر آشوب * الذي ترجم له في (الوافي بالوفيات 4 / 164) و(البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة / 240) و(بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة 1 / 181)* حيث قال قال جدي شهر آشوب: سمعت أبا المعالي الجويني يتعجب ويقول: شاهدت مجلدا ببغداد في يد صحاف فيه روايات هذا الخبر مكتوبا عليه: المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه ، يتلوه المجلدة التاسعة والعشرون (1). وحكاه الحافظ القندوزي الحنفي عن الجويني كذلك (2). أقول: فأي حديث أكثر تواتر من هذا الحديث الذي استغرقت طرقه هذه المجلدات الكثيرة عن أكثر من مائة صحابي!؟

(هامش)

(1) نخب المناقب: 92. (2) ينابيع المودة: 36. (*)

ص 97

ترجمة أبي المعالي الجويني

 وأبو المعالي الجويني، الذي شاهد هذا الكتاب العظيم، من كبار مهرة فن الحديث وفحول التحقيق وفطاحل الأئمة، ترجم له: ابن خلكان: وفيات الأعيان 2 / 341. اليافعي: مرآة الجنان حوادث 478. الذهبي: العبر حوادث 478. الأسنوي: طبقات الشافعية 1 / 409. الأسدي: طبقات الشافعية 1 / 218. ابن الجوزي: المنتظم حوادث سنة 478. ابن كثير: التاريخ حوادث سنة 478. ابن العماد: شذرات الذهب حوادث سنة 478. السبكي: طبقات الشافعية 5 / 165. ولنقتصر على ترجمته من اليافعي: وفيها الإمام الحفيل السيد الجليل، المجمع على إمامته، المتفق على غزارة مادته وتفننه في العلوم، من الأصول والفروع والأدب وغير ذلك، الإمام الناقد، المحقق البارع، النجيب المدقق، أستاذ الفقهاء والمتكلمين، وفحل النجباء والمناظرين، المقر له بالنجابة والبراعة، والبلاغة والبداعة، وتحقيق التصانيف وملاحتها وحسن العبارة وفصاحتها، والتقدم في الفقه، والأصلين، النجيب ابن النجيب، إمام الحرمين، حامل راية المفاخر وعلم العلماء الأكابر، أبو المعالي عبد الملك ابن ركن الإسلام ابن محمد، إمام الحرمين، فخر الإسلام، إمام الأئمة ومفتي الأنام، المجمع على إمامته شرقا وغربا، المقر بفضله السراة والحراة عجما وعربا، رباه حجر الإمامة، وحرك ساعد السعادة مهده، وأرضعه ثدي العلم والورع إلى أن ترعرع فيه ويفع.

ص 98

أخذ من العربية وما يتعلق بها أوفر حظ ونصيب، وزاد فيها على كل أديب، من التوسع في العبارة بعلوها ما لم يعهد من غيره، حتى أنسى سحبان وفاق فيه الاقران، وأعجز الفصحاء اللد وجاوز الوصف والحد، وكان يذكر دروسا يقع كل واحد منها في أطباق وأوراق، لا يتلعثم في كلمة ولا يحتاج إلى استدراك عثرة، يمر فيها كالبرق الخاطف ويصوت كالرعد القاصف، لا يلحقه المبرزون ولا يدرك شأوه المتشدقون المتفيهقون، وما يوجد من كثير من العبارات البالغة كنه الفصاحة، غيض من غيض ما كان على لسانه، وغرفة من أمواج ما كان يعهد من بيانه. تفقه في صباه على والده ركن الإسلام... ثم خلفه من بعد وفاته وأتى على جميع مصنفاته فقلبها ظهرا لبطن وتصرف فيها، خرج المسائل بعضها على بعض، ودرس سنين، ولم يرض في شبابه تقليد والده وأصحابه، حتى أخذ في التحقيق وجد واجتهد في المذهب والخلاف ومجالس النظر حتى ظهرت نجابته، ولاح على أيامه همة أبيه وفراسته، وسلك طرق المباحثة وجمع الطرق بالمطالعة والمناظرة، حتى أربى على المتقدمين وأنسى مصنفات الأولين، وسعى في دين الله سعيا يبقى أثره إلى يوم الدين... إلى آخر الترجمة الحافلة (1).

(هامش)

(1) مرآة الجنان - حوادث سنة 478. أقول: وممن ألف في حديث الغدير من أعلام أهل السنة: 1 - أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني الكوفي المتوفى سنة 351، عدة العلامة الأميني من رواة القرن الرابع وقال: ممن ألف في الحديث، ثم لم يعده في المؤلفين. 2 - الحافظ العراقي زين الدين عبد الرحيم بن الحسين الشافعي المتوفى سنة 806، ترجم له ابن فهد المكي في ذيل تذكرة الحفاظ / 231، وذكر هذا الكتاب في مؤلفاته. 3 - أبو بكر محمد بن عمر البغدادي، المعروف بالجعابي، المتوفى سنة 355، والمترجم له في تذكرة الحفاظ وتاريخ بغداد وطبقات الحفاظ / 375، له كتاب: من روى حديث غدير خم عده أبو العباس النجاشي من كتبه في فهرسته 281. 4 - الحافظ الدارقطني علي بن عمر البغدادي المتوفى سنة 385، قال الكنجي في كفاية الطالب - > (*)

ص 99 (هامش)

< - عند ذكر حديث الغدير: أجمع الحافظ الدارقطني طرقه في جزء. 5 - شمس الدين محمد بن محمد المعروف بابن الجزري الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 833. أفرد رسالة في إثبات تواتر حديث الغدير وأسماها أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب وقد عدها في تآليفه السخاوي في ترجمته في الضوء اللامع. (*)

ص 101

تواتر حديث الغدير

ص 103

هذا، ولبلوغ طرق حديث الغدير حد التواتر القطعي، الذي قل أن يتحقق مثله لحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يجد أكابر محققي أهل السنة بدا من الاعتراف بتواتره، مصرحين باعتقادهم الجازم بذلك وقطعهم بصدوره عنه صلى الله عليه وآله، وإليك ذلك بالتفصيل:

 ذكر من نص على ذلك

 1. الحافظ الذهبي

وتوجد ترجمته في كثير من المعاجم مثل: (طبقات الأسنوي 1 / 558) و(فوات الوفيات 2 / 370)، وقد عبر عنه ابن الوزير الصنعاني في (الروض الباسم) ب‍ شيخ الإسلام ورثاه تلميذه الشيخ تاج الدين عبد الوهاب بقصيدة بليغة مفصلة، وقال السبط ابن العجمي في مقدمة (الكشف الحثيث) الذي انتخبه من (الميزان) في وصفه: حافظ جهبذ ومؤرخ الإسلام وشيخ جماعة من الشيوخ كما عبر عنه (الدهلوي) ب‍ إمام أهل الحديث (1)* فقد قال الحافظ ابن كثير ما نصه:

(هامش)

(1) وتوجد ترجمته في: الوافي بالوفيات 2 / 163، وطبقات القراء 2 / 71، وطبقات الشافعية للسبكي 5 / 216، والنجوم الزاهرة 10 / 182، وغيرها. (*)

ص 104

فأما الحديث الذي رواه ضمرة، عن أبي شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فأنزل الله عز وجل *(اليوم أكملت لكم دينكم)*(1). قال أبو هريرة: وهو يوم غدير خم، من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا. فإنه حديث منكر جدا بل كذب، لمخالفته ما ثبت في الصحيحين عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: أن هذه الآية نزلت في يوم الجمعة يوم عرفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بها كما قدمنا. وكذا قوله: إن صيام يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم غدير خم يعدل صيام ستين شهرا، لا يصح، لأنه قد ثبت ما معناه في الصحيح: أن شهر رمضان بعشر أشهر، فكيف يكون صيام يوم واحد يعادل ستين شهرا؟ هذا باطل. وقد قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي - بعد إيراد هذا الحديث -: هذا حديث منكر جدا، ورواه خيشون الخلال وأحمد بن عبد الله بن أحمد الديري - وهما صدوقان - عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة، قال: ويروي هذا الحديث من حديث عمر بن الخطاب ومالك بن الحويرث وأنس بن مالك وأبي سعيد وغيرهم بأسانيد واهية. قال: وصدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله وأما: اللهم وال من والاه، فزيادة قوية الاسناد. وأما هذا الصوم فليس بصحيح، ووالله نزلت الآية يوم عرفة قبل غدير خم بأيام، والله أعلم (2).

2. الحافظ ابن الجزري

 أخبرنا أبو حفص عمر بن الحسن المراغي فيما شافهني به، عن أبي الفتح

(هامش)

(1) سورة المائدة: 3. (2) التاريخ لابن كثير 5 / 213 - 214. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء السادس

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب