نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء السابع

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء السابع

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 105

نعيم: فقلت لفطر: كم بين هذا القول وبين موته؟ قال: مائة يوم. قال أبو حاتم: يريد به موت علي بن أبي طالب. رضي الله عنه 9 / 42. قال الحافظ محب الدين الطبري: عن أبي الطفيل قال قال علي: أنشد الله كل امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لما قام، فقام ناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول: ألستم تعلمون أني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فإن هذا مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فخرجت وفي نفسي من ريبة شيء، فلقيت زيد بن أرقم، فذكرت له ذلك فقال: قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ذلك قال أبو نعيم: قلت لفطر - يعني الذي روى عنه الحديث -: كم بين القول وموته؟ قال: مائة يوم. خرجه أبو حاتم وقال: يريد موت علي بن أبي طالب. وخرجه أحمد (1). وقال العلامة البدخشاني: وفي رواية أخرى عند ابن حبان والحاكم

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 105:

والحافظ أبي بشير إسماعيل بن عبد الله الاصبهاني المشهور بسمويه، عن ابن عباس عن بريدة بلفظ: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت مولاه فعلي مولاه (2). [ترجمته] قال الذهبي: وفيها العلامة أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان ابن معاذ، التميمي البستي الحافظ، صاحب التصانيف.. وكان من أوعية العلم في الحديث والفقه واللغة والوعظ وغير ذلك.. (3).

(هامش)

(1) الرياض النضرة 2 / 223. (2) مفتاح النجا - مخطوط. (3) العبر حوادث سنة 354 وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ 3 / 920 وطبقات السبكي 3 / 131 والوافي بالوفيات 2 / 317 وتاريخ ابن كثير 11 / 295 والنجوم الزاهرة 3 / 342 وشذرات الذهب 3 / 16. (*)

ص 106

(59)

[رواية الطبراني]

قال المتقي: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، وأعن من أعانه. طب عن عمرو مرة وزيد بن أرقم معا (1). وقال المتقي: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأعن من أعانه. طب عن حبشي بن جنادة (2). وقال: عن عميرة بن سعد قال: شهدت عليا على المنبر ناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 106:

غدير خم يقول ما قال فيشهد. فقام اثنا عشر رجلا منهم: أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. طس (3). ورواه الطبراني في (المعجم الصغير) أيضا حيث قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان الثقفي المديني الاصبهاني سنة 290، حدثنا إسماعيل بن عمرو، حدثنا مسعر عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد قال: شهدت عليا رضي الله عنه على المنبر يناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم

(هامش)

(1) كنز العمال 11 / 610 و طب رمز للطبراني في المعجم الكبير. (2) كنز العمال 11 / 609. (3) المصدر 13 / 157 و طس رمز للطبراني في المعجم الأوسط. (*)

ص 107

يقول ما قال فليشهد. فقام اثنا عشر رجلا منهم أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [اللهم] من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. لم يروه عن مسعر إلا إسماعيل (1). وقال: حدثنا أحمد بن إسماعيل بن يوسف العابد الاصبهاني، حدث أحمد ابن الفرات الرازي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بريدة بن الحصيب عن النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه. لم يروه عن سفيان بن عيينة إلا عبد الرزاق، تفرد به أحمد بن الفرات (2). وذكر الحافظ ابن كثير روايته لحديث الغدير في مواضع من تاريخه (3). ورواه الطبراني في (المعجم الكبير) بألفاظ وأسانيد عديدة، نذكر هنا بعضها: حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس الاصبهاني، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، ثنا عبد الرحمن بن مصعب، ثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عن زيد ابن أرقم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كنت وليه فعلي وليه (4). حدثنا محمد بن عثمان المازني، حدثنا كثير بن يحيى، ثنا أبو عوانة وسعيد ابن عبد الكريم بن سليط الحنفي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عمرو

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 107:

ابن واثلة عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمت ثم قام فقال: كأني قد دعيت فأجبت، إني تارك فيكم ثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل

(هامش)

(1) المعجم الصغير 1 / 64 - 65. (2) المعجم الصغير 1 / 71. (3) أنظر منها: 7 / 348، و5 / 210 (4) المعجم الكبير 5 / 185. (*)

ص 108

بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقلت لزيد: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه (1). حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا جعفر بن حميد، وحدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا النضر بن سعيد أبو صهيب، قالا: ثنا عبد الله بن بكير عن حكيم بن جبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: نزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة، ثم أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب.. ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (2). حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا إسماعيل بن موسى السدي، ثنا علي بن عابس عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم قال:

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 108:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (3). حدثنا إبراهيم بن نائلة الاصبهاني، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي عبد الله الشيباني، قال: كنت جالسا في مجلس بني الأرقم، فأقبل رجل من مراد يسير على دابته، حتى وقف على المجلس فسلم فقال: أفي القوم زيد؟ قالوا: نعم هذا زيد، فقال: أنشدك بالله الذي لا إله إلا هو يا زيد أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: من كنت

(هامش)

(1) المصدر نفسه 5 / 185 - 186. (2) المعجم الكبير 5 / 186 - 187. (3) المصدر نفسه 5 / 191. (*)

ص 109

مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: نعم. فانصرف الرجل (1). [ترجمته] قال اليافعي: وفيها الحافظ مسند العصر: أبو القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب اللخمي الطبراني، في ذي القعدة بإصبهان، وله مائة سنة وعشرة أشهر، كان ثقة صدوقا، واسع الحفظ، بصيرا بالعلل والرجال والأبواب، كثير التصانيف.. (2). (60)

 [رواية القطيعي]

 قال الحاكم: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من أصل كتابه، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو بلج، ثنا عمرو بن ميمون، قال: إني لجالس عند ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو بنا من بين هؤلاء. فقال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم. قال - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال: فانتدوا [فابتدءوا] فتحدثوا فلا ندري ما قالوا. قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف، وقعوا في رجل له بضع عشر فضائل ليست لأحد غيره. وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم: لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا

(هامش)

(1) المصدر نفسه 5 / 219 - 220. (2) مرآة الجنان حوادث 360 وتوجد ترجمته أيضا في: وفيات الأعيان 1 / 215 وتذكرة الحفاظ 3 / 912 وتاريخ ابن كثير 11 / 270 والمنتظم 7 / 54 وتاريخ إصبهان 2 / 335 والنجوم الزاهرة 4 / 59 وطبقات الحنابلة 2 / 49 وطبقات المفسرين 1 / 198. (*)

ص 110

يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فاستشرف لها مستشرف، فقال: أين علي؟ فقالوا: إنه في الرحى يطحن، قال: وما كان أحد ليطحن!! قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر قال: فنفث في عينه، ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه، فجاء علي بصفية بنت حي. قال ابن عباس: ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلانا بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه فأخذها منه، وقال: لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه. فقال ابن عباس: وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبني عمه أيكم يواليني في الدنيا والآخرة - قال وعلي جالس معهم - فقال رسول الله - وأقبل على رجل رجل منهم فقال -: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا. فقال: لعلي: أنت وليي

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 110:

في الدنيا والآخرة. قال ابن عباس: وكان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنها. قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. قال ابن عباس: وشرى علي نفسه فلبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه. قال ابن عباس: وكان من المشركون يرومون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر وعلي نائم قال وأبو بكر يحسب أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقال: يا نبي الله فقال له علي: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بير ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل علي رضي الله عنه يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يتضور، وقد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه

ص 111

فقالوا: إنك للئيم وكان صاحبك لا يتضور ونحن نرميه وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك. فقال ابن عباس: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وخرج الناس معه. قال فقال له علي: أخرج معك؟ قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، فبكى علي. فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي قال ابن عباس: وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة. قال ابن عباس: وسد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره. قال ابن عباس: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فإن مولاه علي قال ابن عباس: وقد أخبرنا الله عز وجل في القرآن أنه رضي عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم، فهل أخبرنا أنه سخط عليهم بعد ذلك؟!

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 111:

قال ابن عباس: وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لعمر حين قال: ائذن لي فأضرب عنقه قال: وكنت فاعلا! وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة (1). [ترجمته] 1 - السمعاني: المحدث المشهور، أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان.. وكان مكثرا. يروي عنه: أبو عبد الله الحافظ ابن البيع، وأبو نعيم الحافظ

(هامش)

(1) المستدرك 3 / 133. (*)

ص 112

الاصبهاني، في جماعة كثيرة، وآخرهم أبو محمد الحسن بن علي الجوهري. ومات في ذي الحجة سنة 368 (1). 2 - الذهبي: .. مسند العراق.. وكان شيخا صالحا (2). (61)

[رواية ابن بطة]

في (بحار الأنوار) نقلا عن المناقب لابن شهر آشوب: فضائل أحمد، وأحاديث أبي بكر بن مالك، وإبانة ابن بطة، وكشف الثعلبي - عن البراء قال: لما أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، كنا بغدير خم فنادى أن الصلاة جامعة، وكسح للنبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين، فأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: أو لست أولى من كل مؤمن بنفسه؟ قالوا: بلى. قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر بن الخطاب فقال له: هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة (3). [ترجمته] السمعاني: أبو عبد الله عبيد الله بن محمد.. كان إماما فاضلا عالما بالحديث وفقهه، أكثر من الحديث، وسمع جماعة من أهل العراق، وكان من فقهاء الحنابلة، صنف التصانيف الحسنة المفيدة (4).

(هامش)

(1) الأنساب - القطيعي. (2) العبر - حوادث: 368. (3) بحار الأنوار للعلامة المجلسي، والخبر في المناقب 3 / 25. (4) الأنساب - البطي. (*)

ص 113

(62)

 [رواية الدار قطني]

 لقد جاء في كتاب (العلل) ما هذا نصه: وسئل عن حديث عميرة بن سعد عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال: هو حديث يرويه طلحة بن مصرف وزبيد الايامي عن عميرة بن سعد، فرواه محمد بن طلحة بن مصرف وهاني بن أيوب عن طلحة عن عميرة بن سعد. وكذلك قال ابن الأجلح عن أبيه عن طلحة. وقال أبو بكر بن عياش عن الأجلح عن طلحة عن عميرة بن مهاجر. وقال زبيد الايامي عن عميرة بن فلان والصواب عميرة بن سعد. وروى هذا الحديث: الزبير بن عدي عن عمير بن سعيد عن علي ولعله أراد عميرة بن سعد أو غيره 2 /. 19 وسئل عن حديث سعيد بن وهب عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال: حدث به الأعمش وشعبة وإسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن علي. واختلف عن الأعمش فقال عبد الواحد بن زياد: عنه عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع. وقال عبد الرزاق: عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعبد خير. وقال فضيل بن مرزوق: عن أبي إسحاق عن سعيد وعمرو ذي مر. وقال يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق: عن أبي إسحاق عن سعيد ابن وهب وزيد بن يثيع وعمرو ذي مر. وقال فطر: عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعمرو ذي مر وزيد بن يثيع، كقول يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق. وقال شريك: عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع. وقال عمران

ص 114

ابن أبان: عن شريك عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع وحده. وقال إسحاق بن محمد العزرمي: عن شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وزيد بن وهب. وهم، وإنما أراد: زيد بن يثيع. وقال عمرو بن ثابت: عن أبي إسحاق عن سعيد ابن وهب زيد بن يثيع وهبيرة بن بريم وحبة العرني. وقال الجراح بن الضحاك: عن أبي إسحاق عن عبد خير وعمرو ذي مر وحبة العرني. وقال الأجلح: عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر وحده. وقال أبان بن تغلب: عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر، وآخر لم يسمه. وقال خالد بن عامر بن عداس: عن فطر عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن علي، ولم يتابع على الحارث.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 114:

وأشبهها بالصواب قول الأعمش وشعبة وإسرائيل وإسحاق بن أبي إسحاق ومن تابعهم. والله أعلم 3 / 224 - 226. قال المتقي: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: خطب علي فقال: أنشد الله امرءا نشدة الإسلام سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم أخذ بيدي يقول: ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، إلا قام فشهد. فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا، وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا. قط في الأفراد (1). [ترجمته] الذهبي: الدار قطني: أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البغدادي، الحافظ المشهور، صاحب التصانيف، في ذي القعدة وله ثمانون سنة، روى عن البغوي وطبقته. ذكره الحاكم فقال: صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماما في القراء والنحاة، صادفته فوق ما وصف لي، وله مصنفات يطول ذكرها.

(هامش)

(1) كنز العمال 13 / 131. (*)

ص 115

وقال الخطيب: كان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، إنتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعلل، وأسماء الرجال، مع الصدق وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم سوى علم الحديث منها القراءات.. وقال القاضي أبو الطيب الطبري: الدار قطني أمير المؤمنين في الحديث (1). (63)

[رواية المخلص الذهبي]

 قال الحافظ محب الدين الطبري بعد رواية رباح والبراء وعن زيد بن أرقم مثله. خرجهما [خرجه] أحمد في مسنده. وخرج الأول ابن السمان، وخرج أحمد في كتاب المناقب معناه عن عمر وزاد بعد قوله وعاد من عاداه وانصر من نصره: وأحب من أحبه. قال شعبة أو قال: أبغض من أبغضه. وخرج ابن السمان عن عمر منه: من كنت مولاه فعلي مولاه. وخرجه المخلص الذهبي عن حبشي بن جنادة وقال بعد وانصر من نصره، وأعن من أعانه. ولم يذكر ما بعده (2). [ترجمته] 1 - السمعاني: المخلص.. اشتهر به: أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن. من أهل بغداد، وكان ثقة صدوقا صالحا مكثرا من الحديث.. (3).

(هامش)

(1) العبر - حوادث: 385، ومن مصادر ترجمة الدار قطني: تاريخ بغداد 12 / 34. تاريخ ابن كثير 11 / 317 تذكرة الحفاظ 3 / 991 طبقات القراء 1 / 558 المنتظم 7 / 183 النجوم الزاهرة 4 / 171 طبقات السبكي 3 / 462 شذرات الذهب 3 / 116 وفيات الأعيان 1 / 331. (2) الرياض النضرة 2 / 223. (3) الأنساب - المخلص. (*)

ص 116

2 - الذهبي: .. مسند وقته، سمع أبا القاسم البغوي وطبقته. وكان

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 116:

ثقة. توفي في رمضان وله ثمان وثمانون (1). (64)

 [رواية الحاكم]

رواه بأسانيده الصحيحة عن جماعة من الأصحاب، فرواه بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة الأسلمي وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (2) وبإسناده عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله. (قال): شاهده: حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما. ثم ذكر حديث سلمة بن كهيل الذي سبق في ذكر رواية دعلج (3). وبإسناد آخر عن حبيب عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم. وقال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (4). وقال الحاكم: أخبرني الوليد وأبو بكر بن قريش، ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبدة، ثنا الحسن بن الحسين، ثنا رفاعة بن أياس الضبي عن أبيه عن جده قال: كنا مع علي يوم الجمل، فبعث إلى طلحة بن عبيد الله أن ألقني، فأتاه طلحة، فقال: نشدتك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(هامش)

(1) العبر - حوادث: 393. (2) المستدرك 3 / 110. (3) المصدر نفسه 3 / 109. (4) المستدرك 3 / 109. (*)

ص 117

من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاده؟ قال: نعم قال فلم تقاتلني؟ قال: لم أذكر، قال: فانصرف طلحة (1). [ترجمته] قال اليافعي: وفيها - الإمام الكبير الحافظ الشهير أبو عبد الله محمد بن عبد الله، المعروف بالحاكم ابن البيع النيسابوري، إمام أهل الحديث في وقته، كتب عن نحو ألفي شيخ، وبرع في معرفة الحديث وفنونه، وصنف التصانيف.. (2). (65)

[رواية الخركوشي]

قال الحافظ ابن شهر آشوب في كتاب (المناقب) في ذكر حديث الغدير كما في (بحار الأنوار): الخركوشي في شرف المصطفى عن البراء بن عازب في خبر: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (3).

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 117:

(هامش)

(1) المصدر نفسه 3 / 371. (2) مرآة الجنان - حوادث 405، وتوجد ترجمته في: تاريخ بغداد 5 / 473 وتذكرة الحفاظ 3 / 1039 وتاريخ ابن كثير 7 / 274 ووفيات الأعيان 1 / 484 وغيرها. (3) بحار الأنوار، والخبر في المناقب 3 / 35. (*)

ص 118

[ترجمته] قال الذهبي: عبد الملك بن أبي عثمان أبو سعد النيسابوري، الواعظ القدوة المعروف بالخركوشي، صنف كتاب الزهد وكتاب دلائل النبوة وغير ذلك، قال الحاكم: لم أر أجمع منه علما وزهدا وتواضعا وإرشادا إلى الله، زاده الله توفيقا وأسعدنا بأيامه... (1). (66)

 [رواية أبي بكر الشيرازي]

 رواه في كتاب (الألقاب) كما سيأتي في قسم دلالة حديث الغدير. (67)

 [رواية ابن مردويه]

قال الميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس مرفوعا: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، واخذل من خذله وأبغض من أبغضه (2).

(هامش)

(1) العبر حوادث 407. (2) مفتاح النجا - مخطوط. (*)

ص 119

[ترجمته] قال السيوطي: ابن مردويه الحافظ الكبير العلامة أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الاصبهاني، صاحب التفسير والتاريخ والمستخرج على البخاري، سمع أبا سهل بن زياد القطان وخلقا. وكان قيما [فهما] بهذا الشأن، بصيرا بالرجال، طويل الباع، مليح التصانيف، ولد سنة 323، ومات لست بقين من رمضان سنة 410 (1). (68)

 [رواية مسكويه]

رواه في كتابه (نديم الفريد) الذي ذكره الكاتب الجلبي (2).

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 119:

إذ جاء فيه ما كتبه المأمون بجواب بني هاشم فلم يقم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد من المهاجرين كقيام علي بن أبي طالب، فإنه آزره ووقاه بنفسه ونام في مضجعه، ثم لم يزل بعد متمسكا بأطراف الثغور، ينازل الأبطال ولا ينكل عن قرن، ولا يولي عن جيش، منيع القلب، يؤمر على الجميع ولا يؤمر عليه أحد، أشد الناس وطأة على المشركين، وأعظمهم جهادا في الله، وأفقههم في دين الله، وأقرأهم لكتاب الله وأعرفهم بالحلال والحرام، وهو صاحب الولاية في حديث غدير خم، وصاحب قوله صلى الله عليه وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.. .

(هامش)

(1) طبقات الحفاظ 412 وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ 3 / 1050 والنجوم الزاهرة 4 / 254 وتاريخ إصبهان 1 / 168 وطبقات الداودي 1 / 93 وشذرات الذهب 3 / 190.. (2) كشف الظنون 2 / 1937. (*)

ص 120

[ترجمته] وقد ترجم لأبي علي أحمد بن محمد بن يعقوب الملقب بمسكويه، المتوفى سنة 421، أثنى عليه جماعة من الأعلام، منهم: 1 - أبو حيان التوحيدي في الإمتاع 1 / 35. 2 - ياقوت الحموي في معجم الأدباء 5 / 5 - 19. 3 - ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات 2 / 269. (69)

 [رواية الثعلبي]

رواه في تفسيره حيث قال: أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد، حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، نا حجاج بن منهال، نا حماد عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء، قال: لما نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع كنا بغدير خم، فنادى أن الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت الشجرتين، فأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة (1).

(هامش)

(1) الكشف والبيان في تفسير القرآن - مخطوط. (*)

ص 121

[ترجمته] قال ابن خلكان: أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري، المفسر المشهور، كان أوحد زمانه في علم التفسير، وصنف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير.. وذكره عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في كتاب سياق تاريخ نيسابور، وأثنى عليه وقال: هو صحيح النقل موثوق به.. وتوفي في سنة 427.. وقال غيره: توفي يوم الأربعاء لسبع بقين من المحرم سنة 437. رحمه الله تعالى (1). (70)

[رواية الحافظ أبي نعيم]

 رواه في كتاب (معرفة الصحابة) حيث قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا الفضل بن دكين ثنا ابن أبي غنية عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة قال: غزوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير، وقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 121:

رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن الفضل مثله 3 / 164. ورواه في كتاب (حلية الأولياء) حيث قال:

(هامش)

(1) وفيات الأعيان 1 / 6. (*)

ص 122

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا العباس بن علي النسائي، ثنا محمد بن علي بن خلف، ثنا حسين الأشقر، ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاووس عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. غريب من حديث طاووس، لم نكتبه إلا من هذا الوجه 4 / 23. وقال: حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا مسعر بن كدام عن طلحة بن مصرف عن عميرة ابن سعد قال: شهدت عليا على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - وفيهم: أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك - وهم حول المنبر وعلي على المنبر، وحول المنبر اثنا عشر رجلا هؤلاء منهم. فقال علي: نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقاموا كلهم فقالوا: اللهم نعم. وقعد رجل فقال: ما منعك أن تقوم؟ قال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت. فقال: أللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء حسن. قال: فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة. غريب من حديث طلحة، تفرد به مسعود عنه مطولا. ورواه ابن عائشة عن إسماعيل مثله. ورواه الأجلح وهانئ ابن أيوب عن طلحة 5 / 27. ورواه في كتاب (أخبار أصبهان) حيث قال: حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان المديني سنة 290 ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا مسعر عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد قال: شهدت عليا على المنبر يناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول ما قال فيشهد. فقام اثنا عشر رجلا منهم: أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه 1 / 107. قال المتقي: ألا إن الله وليي وأنا ولي كل مؤمن، من كنت مولاه فعلي

ص 123

مولاه، أبو نعيم في فضائل الصحابة عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب معا (1).

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 123:

وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه طب عن ابن عمر. ش عن أبي هريرة وأثني عشر من الصحابة حم. طب عن أبي أيوب وجمع من الصحابة، ك عن علي وطلحة. حم طب ص. عن علي وزيد بن أرقم وثلاثين رجلا من الصحابة. أبو نعيم في فضائل الصحابة عن سعد. الخطيب عن أنس (2). [ترجمته] 1 - الذهبي: وفيها: توفي أبو نعيم الاصبهاني أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ الصوفي.. تفرد في الدنيا بعلو الاسناد، مع الحفظ والاستبحار في الحديث وفنونه.. وصنف التصانيف الكبار المشهورة في الأقطار (3). 2 - اليافعي: فيها: توفي الحافظ الشيخ العارف أبو نعيم الاصفهاني.. كان من أعلام المحدثين وأكابر الحفاظ المفيدين، أخذ عن الأفاضل وأخذوا عنه وانتفعوا به.. (4).

(هامش)

(1) كنز العمال 11 / 608. (2) نفس المصدر 11 / 609. (3) العبر حوادث سنة 430. (4) مرآة الجنان حوادث سنة 430. (*)

ص 124

(71)

[رواية ابن السمان]

 قال الحافظ محب الدين الطبري بعد ذكر حديث رباح: وعنه قال: بينما علي جالس، إذ جاء رجل فدخل وعليه أثر السفر فقال: السلام عليك يا مولاي، قال: من هذا؟ فقال: أبو أيوب الأنصاري. قال علي: أفرجوا له، ففرجوا. فقال أبو أيوب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. خرجه البغوي في معجمه. وعن البراء بن عازب قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، فصلى الظهر، وأخذ بيد علي، وقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، فأخذ بيد علي وقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. وعن زيد بن أرقم مثله. خرجهما أحمد في مسنده، وخرج الأول ابن السمان، وأخرج أحمد في كتاب المناقب معناه (1) وقال الطبري: وخرج ابن السمان عن عمر منه: من كنت مولاه فعلي مولاه. وخرجه المخلص الذهبي (1).

(هامش)

(1) الرياض النضرة 2 / 223.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 124:

(2) الرياض النضرة 2 / 223. (*)

ص 125

وقال الطبري: وعن عمر أنه قال: علي مولى من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاه. وعن سالم قيل لعمر: إنك تصنع بعلي شيئا ما تصنعه بأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: إنه مولاي. وعن عمر - وقد جاء أعرابيان يختصمان فقال لعلي: إقض بينهما يا أبا الحسن، فقضى علي بينهما. فقال أحدهما: أهذا يقضي بيننا؟ فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه وقال: ويحك ما تدري من هذا! هذا مولاي ومولى كل مؤمن، ومن لم يكن علي مولاه فليس بمؤمن. وعنه وقد نازعه رجل في مسألة فقال: بيني وبينك هذا الجالس، وأشار إلى علي بن أبي طالب. فقال الرجل: هذا الأبطن! فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض، ثم قال: أتدري من صغرت؟ إنه مولاي ومولى كل مؤمن. خرجهن ابن السمان (1). [ترجمته] 1 - الرافعي: إسماعيل بن علي بن الحسين السمان أبو سعد الرازي، حافظ مكثر، سمع وجمع وكتب وطاف الكثير، ومعجم شيوخه ومعجم البلدان من جمعه يوضحان سعة رحلته وطلبه وسماعه، وورد قزوين.. (2). 2 - الذهبي: أبو سعد السمان إسماعيل بن علي الرازي الحافظ.. قال الكناني: كان من الحفاظ الكبار، زاهدا عابدا، يذهب إلى الاعتزال، قلت: كان متبحرا في العلوم، وهو القائل: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام. وله تصانيف كثيرة، يقال: إنه سمع من ثلاثة آلاف شيخ، وكان رأسا في القراءة

(هامش)

(1) نفس المصدر 2 / 224 - 225. (2) التدوين في أهل العلم بقزوين 2 / 298. (*)

ص 126

والحديث والفقه، بصيرا بمذهبي أبي حنيفة والشافعي، لكنه من رؤس المعتزلة، وكان يقال: إنه ما رأى مثل نفسه (1). 3 - اليافعي: الحافظ أبو سعد السمان إسماعيل بن علي الرازي، قال الكناني: كان من الحفاظ الكبار زاهدا عابدا.. (2). 4 - السيوطي: السمان الحافظ الكبير المتقن أبو سعد.. وكان من الحفاظ الكبار، إماما بلا مدافعة في القرآن والحديث والرجال والفرائض والشروط وفقه أبي حنيفة والخلاف، زاهدا ورعا معتزليا.. ومات في شعبان سنة 443 (3). (72)

[رواية أبي بكر البيهقي]

قال الشيخ نور الدين ابن الصباغ المالكي المكي: وروى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن البراء بن عازب أنه قال: كنا [مع النبي صلى الله عليه وسلم] في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين، فصلى الظهر وأخذ بيد علي فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له: هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. وروى الحافظ أبو بكر

(هامش)

(1) طبقات الحفاظ 430. (2) العبر حوادث سنة 445. (3) مرآة الجنان حوادث سنة 445. (*)

ص 127

أحمد بن الحسين البيهقي رحمه الله تعالى أيضا هذا الحديث بلفظه مرفوعا إلى البراء ابن عازب (1). وقد روى الخطيب الخوارزمي روايات عديدة عن البيهقي، وكذا جمال الدين الزرندي.. كما ستسمع فيما بعد إن شاء الله تعالى.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 127:

[ترجمته] قال السيوطي: البيهقي - الإمام الحافظ العلامة شيخ خراسان، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي، صاحب التصانيف. ولد سنة 384 في شعبان، ولزم الحاكم، وتخرج به، وأكثر عنه جدا، وهو من كبار أصحابه، بل زاد عليه بأنواع من العلوم، كتب الحديث وحفظه من صباه وبرع، وأخذ في الأصول، وانفرد بالإتقان والضبط والحفظ.. مات في عاشر جمادى الأولى سنة 458 بنيسابور، ونقل في تابوت إلى بيهق مسيرة يومين.. (2). (73)

[رواية ابن عبد البر]

قال أبو عمر ابن عبد البر: وروى بريدة وأبو هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد بن أرقم كل واحد منهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وبعضهم لا

(هامش)

(1) الفصول المهمة في معرفة الأئمة: 40. (2) طبقات الحفاظ 433 وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ 3 / 1132 وتاريخ ابن كثير 12 / 94 طبقات السبكي 4 / 8 وفيات الأعيان 1 / 20 وشذرات الذهب 3 / 304 والنجوم الزاهرة 5 / 77 والمنتظم 8 / 242.. (*)

ص 128

يزيد عن: من كنت مولاه فعلي مولاه (1). [ترجمته] قال اليافعي: الحافظ أبو عمر ابن عبد البر القرطبي، أحد الأعلام وصاحب التصانيف، وعمره خمس وتسعون سنة وخمسة أيام، قيل: وليس لأهل المغرب أحفظ منه، مع الثقة والدين والنزاهة والتبحر في الفقه والعربية والأخبار.. وكان له بسطة كثيرة في علم النسب، مع ما تقدم من الفقه والأخبار والعربية (2). (74)

 [رواية الخطيب البغدادي]

أخرج في (تاريخ بغداد) بقوله: الحسن بن علي بن سهل العاقولي، حدث عن حمدان بن المختار. روى عنه القاضي أبو بكر ابن الجعابي. أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار - قطيط - أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدل بإصبهان، حدثنا محمد بن عمر التميمي الحافظ، حدثنا الحسن بن علي بن سهل العاقولي، حدثنا حمدان بن المختار، حدثنا حفص بن عبيد الله بن عمر عن سفيان الثوري، عن علي بن زيد، عن أنس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه 7 / 377.

(هامش)

(1) الاستيعاب 3 / 1099. (2) مرآة الجنان حوادث 463 وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ 3 / 1128 ووفيات الأعيان 2 / 348 وشذرات الذهب 3 / 314 والعبر 3 / 255 والديباج المذهب: 375. (*)

ص 129

أخبرنا ابن بكر، أخبرنا أبو عمر يحيى بن محمد بن عمر بن عبد الله بن عمر

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 129:

ابن حفص بن بيان بن دينار الأخباري - في منزله بدرب الساج، في جوار ابن الشونيزي، في سنة 363 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي، حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج، حدثنا العلاء بن سالم العطار، عن يزيد أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: سمعت عليا - بالرحبة - ينشد الناس: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه 14 / 236. قال المتقي الهندي: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت عليا في الرحبة ينشد الناس: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير: من كنت مولاه فعلي مولاه لما قام. فشهد اثنا عشر بدريا. قالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. عم ع وابن جرير خط ص (1). [ترجمته] 1 - اليافعي: والحافظ أحد أئمة الأعلام، صاحب التواليف المنتشرة في الإسلام، أبو بكر الخطيب، أحمد بن علي بن ثابت البغدادي.. صنف قريبا من مائة مصنف، وفضله أشهر من أن يوصف.. وكان فقيها يغلب عليه الحديث والتاريخ، توفي يوم الاثنين سابع ذي الحجة، وقال السمعاني: في شوال.. وكان قد انتهى إليه علم الحديث وحفظه، قال ابن ماكولا: لم يكن

(هامش)

(1) كنز العمال 13 / 171. (*)

ص 130

للبغداديين بعد الدار قطني مثل الخطيب (1). 2 - ابن قاضي شهبة: أحد حفاظ الحديث وضابطيه المتقنين،.. وشهرته في الحديث تغني عن الاطناب في ذكر مشايخه فيه، وتعداد البلدان التي رحل إليها وسمع فيها، وذكر مصنفاته في ذلك، فإنها تزيد على ستين مصنفا، منها تاريخ بغداد، قال ابن ماكولا: كان آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظا وإتقانا وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفننا في علله وأسانيده، وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره، وقال: ولم يكن للبغداديين بعد الدار قطني مثله، وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: كان أبو بكر الخطيب يشبه بالدار قطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه، قال ابن السمعاني: كان مهيبا وقورا، ثقة متحريا، حجة حسن الخط، كثير الضبط فصيحا ختم به الحافظ.. (2). (75)

 [رواية أبي الحسن الواحدي]

سيأتي نص عبارته في وجوه دلالة حديث الغدير إن شاء الله تعالى. [ترجمته] قال ابن خلكان: علي بن أحمد بن علي بن متويه الواحدي، صاحب التفاسير المشهورة، كان أستاد عصره في النحو والتفسير، ورزق السعادة في

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 130:

تصانيفه، وأجمع الناس على حسنها، وذكرها المدرسون في تدريسهم، منها: البسيط في تفسير القرآن الكريم، وكذلك الوسيط، وكذلك الوجيز، ومنه أخذ أبو حامد الغزالي أسماء كتبه الثلاثة، وله كتاب أسباب النزول، والتحبير في التفسير.. وكان الواحدي المذكور تلميذ الثعلبي صاحب التفسير المقدم ذكره في حرف

(هامش)

(1) مرآة الجنان حوادث 463. (2) طبقات الشافعية 1 / 246. (*)

ص 131

الهمزة، وعنه أخذ علم التفسير وأربى عليه، وتوفي عن مرض طويل في جمادى الآخرة سنة 468 بمدينة نيسابور. رحمه الله تعالى (1). (76)

 [رواية أبي سعيد السجستاني]

لقد علم فيما تقدم أن أبا سعيد مسعود بن ناصر السجستاني ممن قد جمع طرق حديث الغدير وأسانيده، وقد أسمى كتابه ب‍ الدراية في حديث الولاية ومن ذلك الحديث التالي عن عبد الله بن عباس: قال: لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حجة الوداع، نزل بالجحفة، فأتاه جبرئيل عليه السلام فأمره أن يقوم بعلي فقال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس ألستم تزعمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره وأعز من أعزه، وأعن من أعانه. قال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم . (77)

[رواية ابن المغازلي]

 روى حديث الغدير حيث قال: قوله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه: - أخبرنا أبو يعلى علي بن عبيد الله بن العلاف البزار إذنا قال: أخبرنا عبد السلام بن حبيب البزار قال: أخبرنا عبد الله بن محمد ابن عثمان قال: حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق، حدثنا أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي قال:

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 131:

حدثني مسلم بن إبراهيم، حدثنا نوح بن قيس الحداني، حدثنا الوليد بن صالح

(هامش)

(1) وفيات الأعيان 2 / 464. (*)

ص 132

عن امرأة زيد بن أرقم قالت: أقبل نبي الله من مكة في حجة الوداع، حتى نزل صلى الله عليه وسلم بغدير الجحفة، بين مكة والمدينة، فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك، ثم نادى الصلاة جامعة، فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في يوم شديد الحر، وإن منا لمن يضع رداءه على رأسه، وبعضه على قدميه، من شدة الرمضاء، حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا الظهر، ثم انصرف إلينا فقال: الحمد لله نحمده ونستعينه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. أما بعد، أيها الناس فإنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف من عمر من قبله، وإن عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة، وإني قد أسرعت في العشرين، ألا وإني يوشك أن أفارقكم، ألا وإني وأنتم مسؤولون، فهل بلغتكم، فماذا أنتم قائلون؟ فقام من كل ناحية من القوم مجيب، يقولون: نشهد أنك عبد الله ورسوله، قد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره، وعبدته حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته. فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق وأن النار حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلى، قال: فإني أشهد أن قد صدقتكم وصدقتموني. ألا وإني فرطكم وإنكم تبعي، توشكون أن تردوا علي الحوض، فأسألكم حين تلقونني عن ثقلي. كيف خلفتموني فيهما. قال: فأعيل علينا ما ندري ما

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 132:

الثقلان، حتى قام رجل من المهاجرين وقال: بأبي وأمي أنت يا نبي الله ما الثقلان؟ قال صلى الله عليه وسلم: الأكبر منهما كتاب الله تعالى، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم، فتمسكوا به ولا تضلوا، والأصغر منهما عترتي، من استقبل قبلتي

ص 133

وأجاب دعوتي، فلا تقتلوهم، ولا تقهروهم، ولا قصروا عنهم، فإني قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني، ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل، ووليهما لي ولي وعدوهما لي عدو. ألا وإنها لم تهلك أمة قبلكم حتى تتدين بأهوائها، وتظاهر على نبوتها، وتقتل من قام بالقسط. ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فرفعها، ثم قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قالها ثلاثا. هذا آخر الخطبة . أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن الحسين ابن السماك قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدثنا علي بن سعيد بن قتيبة الرملي، قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثماني عشرة خلت من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا علي بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن، فأنزل الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم). أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا أبو الحسين عبيد الله ابن أحمد بن البواب قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا وهبان قال: أخبرنا خالد بن عبد الله، عن الحسن بن عبد الله، عن أبي الضحى عن زيد ابن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت وليه فعلي وليه - أو مولاه - . أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي البيع قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الصلت الأهوازي، قال حدثنا محمد بن جعفر المطيري قال: حدثنا علي بن

ص 134

الحسين الهاشمي، حدثنا أبي، حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر ابن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي قال: حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 134:

قال: حدثنا الحسين بن علي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش قاضي الري، عن الجراح الكندي عن أبي إسحاق الهمداني عن عبد خير وعمرو ذي مر وحبة العرني قالوا: سمعنا علي بن أبي طالب عليه السلام ينشد الناس في الرحبة: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقام اثنا عشر رجلا من أهل بدر منهم زيد بن أرقم قالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين ابن محمد العدل العلوي الواسطي قال: حدثنا أبو عيسى جبير بن محمد الواسطي قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، واستعمل علينا عليا عليه السلام، فلما رجعنا قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله كيف وجدتم صحبة صاحبكم؟ قال: فشكوته - أو شكاه غيري - وكنت رجلا مكبابا، فرفعت رأسي فإذا النبي صلى الله عليه وآله قد احمر وجهه وهو يقول: من كنت وليه فعلي وليه . أخبرنا أبو الفضل محمد بن حسين بن عبيد الله البرجي الاصفهاني فيما كتب إلي أن أحمد بن عبد الرحمن بن العباس الأسدي حدثهم: حدثنا أبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري قال: حدثنا يعلى بن محمد ابن جمهور، عن أحمد بن حمزة عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده

ص 135

عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . أخبرنا أحمد بن محمد البزار، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد العدل قال: حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر قال: حدثنا الرمادي قال حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا حنش بن الحارث عن رباح بن الحارث قال: كنا مع علي عليه السلام في الرحبة، إذ جاء ركب من الأنصار فقالوا: السلام عليك يا مولانا قال: كيف ذا وأنتم قوم من العرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. ثم انصرفوا. فقلت: من القوم؟ قالوا: قوم من الأنصار وفينا أبو أيوب الأنصاري . أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسين بن محمد العدل قال: حدثنا الجورابي قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثنا إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي قال: حدثني شاذان عن عمران بن مسلم عن سويد بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه . أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا أبو الحسين محمد ابن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ، قال: حدثنا محمد يعني ابن علي بن إسماعيل قال: حدثنا محمد بن نهار بن عمار، قال: حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، قال: حدثنا يحيى الحماني، حدثنا أبو محمد قيس بن الربيع، عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه . أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قال: حدثني أحمد بن يحيى بن عبد الحميد، حدثنا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم قال: نشد علي عليه السلام الناس في المسجد قال: أنشد الله رجلا

ص 136

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 136:

سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وكنت أنا ممن كتم فذهب بصري . أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي العدل الواسطي قال: حدثنا ابن مبشر، قال: حدثنا عمار بن خالد قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن عبد الملك عن عطية العوفي قال: رأيت ابن أبي أوفى وهو في دهليز له بعد ما ذهب بصره فسألته عن حديث فقال: إنكم يا أهل الكوفة فيكم ما فيكم قال: قلت: أصلحك الله إني لست منهم، ليس عليك مني عار، قال: أي حديث؟ قال قلت: حديث علي يوم غدير خم، فقال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم غدير خم، وهو آخذ بعضد علي، فقال: يا أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: فمن كنت مولاه فهذا مولاه . أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن العلوي العدل، قال حدثنا أبو الحسن علي بن مبشر، قال حدثنا الحسن بن عرفة، قال حدثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت وليه فعلي وليه . أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي العدل، قال حدثنا أبو الحسين بن أخي كبير الزيات قال: حدثنا إسحاق الحربي قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا ابن أبي غنية، عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة، قال: غزوت مع علي اليمن، فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير، قال: يا بريدة أو لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه . أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي العدل قال: حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي

ص 137

قال: حدثنا عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة عن أبي هبيرة وبكر بن سوادة، عن قبيصة بن ذويب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بخم فتنحى الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب فشق على النبي تأخر الناس، فأمر عليا فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فهم متوسدا علي بن أبي طالب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنه قد كرهت تخلفكم عني، حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني. ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه، فرضي الله عنه كما أنا عنه راض، فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئا، ثم رفع يديه وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فابتدر الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكون ويتضرعون،

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 137:

ويقولون: يا رسول الله ما تنحينا عنك إلا كراهية أن نثقل عليك، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا وسخط رسول الله، فرضي رسول الله عنهم عند ذلك . وحدثني أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الاصفهاني - قدم علينا واسطا - إملاءا من كتابه لعشر بقين من شهر رمضان سنة 434، قال حدثنا محمد بن علي بن عمر بن المهدي قال: حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان الثقفي الاصفهاني، قال: حدثنا إسماعيل ابن عمر البجلي قال: حدثنا مسعر بن كدام عن طلحة بن مصرف، عن عميرة ابن سعد قال: شهدت عليا عليه السلام على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع رسول الله يوم غدير خم يقول ما قال فليشهد، فقام اثنا عشر رجلا منهم أبو سعيد الخدري وأبو هريرة وأنس بن مالك، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال أبو القاسم الفضل بن محمد: هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى

ص 138

الله عليه وسلم، وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو من مائة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة. تفرد علي عليه السلام بهذه الفضيلة ليس يشركه فيها أحد (1). [ترجمته] 1 - السمعاني: كان فاضلا، عارفا برجالات واسط وحديثهم، وكان حريصا على سماع الحديث وطلبه، رأيت له ذيل التاريخ الواسط وطالعته، وانتخب منه، سمع: أبا الحسن علي بن عبد الصمد الهاشمي، وأبا بكر أحمد بن محمد الخطيب، وأبا الحسن أحمد بن المظفر العطار وغيرهم. روى عنه: ابنه بواسط، وأبو القاسم علي بن طراد الوزير ببغداد. وغرق ببغداد في دجلة، في صفر سنة 483، وحمل ميتا إلى واسط، ودفن بها (2). 2 - الزبيدي: وأبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الطيب الجلابي، عالم مؤرخ، سمع الكثير من أبي بكر الخطيب، وله ذيل تاريخ واسط.. (3). 3 - محمد بن عبد الله الحضرمي: كان محدثا يسند إليه في زمانه، روى عنه

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 138:

الكثير، وهو عن جماعة، وكان ثقة أمينا، صدوقا معتمدا في منقولاته مسندا إليه في مروايته، له كتب منها ذيل تاريخ واسط لأسلم المشهور ببحشل وكتاب في مناقب سيدنا علي كرم الله وجهه، جمع فيه فأوعى، نقل فيه عن ثقاة الرواة (4).

(هامش)

(1) مناقب علي بن أبي طالب 16 - 27. (2) الأنساب - الجلابي. (3) تاج العروس 1 / 186. (4) الميزان القاسط في ترجمة مؤرخ واسط: 19 عن طبقات الحضرمي. (*)

ص 139

(78)

[رواية الحسكاني]

 ولقد علم فيما تقدم أن عبيد الله بن الحسكاني، ممن ألف في جمع طرق حديث الغدير مؤلفا خاصا، وقد أسماه ب‍ دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة (1). (79)

 [رواية السمعاني]

ورواه أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني، المتوفى 489. فقد روى السيد هاشم بن سليمان الحسيني البحراني رحمه الله عن كتاب (فضائل الصحابة) له ما نصه: عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، حتى إذا كنا بغدير خم نودي فينا: الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثم قال رسول الله: فإن هذا مولى من أنا مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت

(هامش)

(1) وتوجد ترجمة القاضي الحسكاني في تذكرة الحفاظ 4 / 390، وطبقات الحفاظ للسيوطي، وتاريخ نيسابور لعبد الغافر النيسابوري، وغيرها. (*)

ص 140

وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (1). وعنه: عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (2). وعنه: عن البراء: إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل بغدير خم، وأمر فكسح بين شجرتين، وصيح بين الناس فاجتمعوا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألست أولى بالمؤمنين من آبائهم؟ قالوا: بلى. فدعا عليا فأخذ بعضده ثم قال: هذا وليكم من بعدي. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقام عمر إلى علي فقال ليهنئك يا ابن أبي طالب، أصبحت - أو قال: أمسيت - مولى كل مؤمن (3). وعنه: عن سالم بن أبي الجعد قال: قيل لعمر: إنك تصنع بعلي ما لا تصنع بأحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: لأنه مولاي (4). وقال السيد البحراني: ومن كتاب الفضائل لأبي المظفر السمعاني أيضا بإسناده قال: قدم أبو هريرة ودخل المسجد، فاجتمعنا حوله، وقام رجل وقال: أنشدك - أي أسألك - إن حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: نعم.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 140:

قال: فإني رأيتك واليت أعدائه وعاديت أوليائه (5). [ترجمته] والسمعاني: من أكابر المحدثين ومشاهيرهم. ترجم له: الأسنوي: في طبقاته 2 / 29. والسبكي: في طبقاته 5 / 325. والذهبي: في العبر ودول الإسلام حوادث 489.

(هامش)

(1 - 4) غاية المرام: 84. (5) غاية المرام: 85. (*)

ص 141

(80)

[رواية الخلعي]

قال المتقي: عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب وزيد ابن يثيع قالوا: سمعنا عليا يقول: نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام، فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال فأخذ بيد علي قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله. البزار وابن جرير والخلعي في الخلعيات، قال الهيثمي: رجال إسناده ثقات. قال ابن حجر: ولكنهم شيعة (1). [ترجمته] 1 - الذهبي: والخلعي القاضي أبو الحسن علي بن الحسن المصري الفقيه الشافعي، وله ثمان وثمانون سنة، سمع عبد الرحمن بن عمر النحاس وأبا سعد الماليني، وطائفة، وانتهى إليه علو الاسناد بمصر، قال ابن سكرة: فقيه له تصانيف، ولي القضاء وحكم يوما واستغفى وانزوى بالقرافة. توفي في ذي الحجة. قلت: وكان يوصف بدين وعبادة (2). 2 - الأسنوي: القاضي أبو الحسن.. ولد بمصر في المحرم من السنة

(هامش)

(1) كنز العمال 13 / 158. (2) العبر حوادث سنة 492. (*)

ص 142

الخامسة بعد الأربعمائة، وكان فقيها صالحا، له كرامات وتصانيف، وروايات متسعة، وكان أعلى أهل مصر إسنادا، جمع له أبو نصر أحمد بن الحسن الشيرازي عشرين جزءا، خرجها عنه وسماها الخلعيات.. (1). (81) [ذكر أبي حامد الغزالي] حديث الغدير في كتابه (سر العالمين وكشف ما في الدارين)، وسيأتي نص عبارته مع ترجمته فيما بعد إن شاء الله تعالى. (82)

 [رواية البغوي]

رواه في (المصابيح) حيث قال: عن زيد بن أرقم عن النبي عليه السلام قال: من كنت مولاه فعلي مولاه . [ترجمته] قال السيوطي: محي السنة البغوي، الإمام الفقيه، الحافظ المجتهد، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفراء الشافعي ويلقب أيضا ركن الدين، صاحب معالم التنزيل، وشرح السنة، والتهذيب والمصابيح، وغير ذلك. تفقه على القاضي حسين، وحدث عنه، وعن أبي عمر عبد الواحد المليجي، وبورك له في

(هامش)

(1) طبقات الشافعية 1 / 479. (*)

ص 143

تصانيفه لقصده الصالح، فإنه كان من العلماء الربانيين، ذا تعبد ونسك وقناعة باليسير، وآخر من روى عنه بالاجازة: أبو المكارم فضل الله بن محمد البرقاني، الذي أجاز للفخر ابن البخاري. مات بمرو الروذ في شوال سنة 516 عن ثمانين (1). (83)

 [رواية رزين العبدري]

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 143:

رواه عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (2). [ترجمته] قال الذهبي: ورزين بن معاوية أبو الحسن العبدري الأندلسي السرقسطي مصنف تجريد الصحاح، روى كتاب البخاري عن أبي مكتوم ابن أبي ذر، وكتاب مسلم عن الحسين الطبري، وجاور بمكة دهرا، وتوفي في المحرم (3).

(هامش)

(1) طبقات الحفاظ 457. وفيه بدل البرقاني : النوقاني ، وتوجد ترجمته في: تذكرة الحفاظ 4 / 1257 وتاريخ ابن كثير 12 / 193 ومرآة الجنان 3 / 193 ووفيات الأعيان 1 / 145 وطبقات السبكي 7 / 75 وشذرات الذهب 4 / 48 والعبر 4 / 37 وغيرها. (2) الجمع بين الصحاح الستة - مخطوط. (3) العبر - حوادث سنة: 535. وتوجد ترجمته في: طبقات الحفاظ 457 وتذكرة الحفاظ 4 / 1257 ومرآة الجنان 3 / 213 وطبقات المفسرين 1 / 205 وغيرها. (*)

ص 144

(84)

[رواية العاصمي]

ورواه أحمد بن محمد العاصمي بأسانيده المختلفة، بعد أن قال في ذكر مشابه أمير المؤمنين عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأما المولى والولاية فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه . وقد ذكر في خطبة كتابه ما هذا نصه: .. ولقد كان من أوكد ما دعاني إليه وأشد ما حداني عليه - بعد الذي قدمت ذكره وبينت أمره - ظن بعض الجهلة الأغثام والغفلة الذين هم في بلادة الأغنام، بنا معاشر آل الكرام وجماعة أهل السنة والجماعة الأحكام، أنا نستجيز الوقيعة في المرتضى رضوان الله عليه وحباه

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 144:

خير ما لديه، وفي أولاده ثم في شيعته وأحفاده، وكيف نستجيز ذلك!! وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه وهذا حديث تلقته الأمة بالقبول، وهو موافق للأصول، أخبرنا الشيخ الزاهد.. ثم قال بعد روايته ببعض أسانيده وطرقه: ولهذا الحديث طرق سوى ما ذكرناه، يأتيك في الفصل الخامس من هذا الكتاب إن شاء الله عز وجل . وقال: ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه ثم رواه بطرقه وأسانيده المختلفة (1).

(هامش)

(1) زين الفتى في تفسير سورة هل أتى - مخطوط. (*)

ص 145

(85) [ذكر جار الله الزمخشري] حديث الغدير وأرسله إرسال المسلم حيث قال: ليلة الغدير معظمة عند الشيعة، محياة عندهم بالتهجد، وهي الليلة التي خطب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير خم على أقتاب الجمال وقال في خطبته: من كنت مولاه فعلي مولاه (1). [ترجمته] قال عبد القادر القرشي الحنفي: محمد بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشري، الإمام الكبير، المضروب به المثل في علم الأدب، لقي الفضلاء وصنف التصانيف: التفسير وغريب الحديث وغيرهما. وله ديوان شعر. وشهرته تغني عن الاطناب بذكره. ولد بزمخشر، قرية من قرى خوارزم، في رجب سنة 467. وتوفي رحمه الله تعالى بجرجانية خوارزم، ليلة عرفة سنة 537. وأجاز للحافظ السلفي (2).

(هامش)

(1) ربيع الأبرار ونصوص الأخبار 1 / 85. (2) الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2 / 160. (*)

ص 146

(86)

[رواية النطنزي]

وروى أبو الفتح محمد بن علي بن إبراهيم النطنزي حديث الغدير، وستأتي عبارته فيما بعد، إن شاء الله تعالى (1). (87)

 [رواية الموفق الخوارزمي]

ورواه الموفق بن أحمد المكي المعروف بأخطب خوارزم حيث قال: وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا [بهذا] علي بن أحمد ابن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا أحمد بن سليمان المؤدب قال: حدثنا عثمان قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا أحمد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته، حتى إذ كنا بين مكة والمدينة نزل فأمر مناديا الصلاة جامعة، قال فأخذ بيد علي ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فهذا ولي من أنا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، من كنت مولاه فعلي مولاه، فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (2).

(هامش)

(1) وتوجد ترجمة أبي الفتح النطنزي في: الأنساب - النطنزي، الوافي بالوفيات، وغيرهما. (2) مناقب علي بن أبي طالب: 94 باختلاف في بعض أسماء الرواة. (*)

ص 147

وروى أخطب خوارزم كتابا لعمرو بن العاص إلى معاوية جاء فيه: وأما ما نسيت أبا الحسن أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصيه، إلى الحسد والبغي على عثمان، وسميت الصحابة فسقة، وزعمت أنه أشلاهم على قتله، فهذا غواية، ويحك يا معاوية أما علمت أن أبا حسن بذل نفسه بين يدي رسول

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 147:

الله صلى الله عليه وسلم، وبات على فراشه، وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله (1). (88)

 [رواية عمر الملا]

ورواه الشيخ عمر بن محمد بن خضر المعروف بالملا في كتابه في السيرة النبوية: عن البراء قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، حتى إذا كنا بغدير خم نودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي، ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: أليس أزواجي أمهاتكم؟ قالوا: بلى. قال: فإن هذا مولى من أنا مولاه. اللهم وال من

(هامش)

(1) مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وتوجد ترجمة الخوارزمي في: شذرات الذهب حوادث: 568، الجواهر المضية في طبقات الحنفية، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، وستأتي ترجمته عن المصادر المذكورة وغيرها في قسم حديث التشبيه. (*)

ص 148

والاه وعاد من عاداه، فلقيه بعد ذلك عمر فقال له: هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (1). (89)

[رواية ابن عساكر]

 أخرج حديث الغدير بترجمة سيدنا الأمير عليه السلام من (تاريخ دمشق) بأسانيد وألفاظ كثيرة جدا. من الحديث رقم (501) إلى الحديث رقم (588)، فأخرجه عن أمير المؤمنين عليه السلام، وعن: عبد الله بن مسعود، وجابر، وأبي سعيد، والبراء، وطلحة، وسعد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد، وأبي هريرة، وعمر، وعبد الله بن عمر، وسمرة، وأنس وجماعة غيرهم. كما روى خبر مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام الناس في رحبة الكوفة عن عدة من الصحابة والتابعين. ونحن نكتفي هنا بإيراد الرواية التالية: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا السيد أبو الحسن محمد بن علي، أنبأنا أحمد بن علي بن مهدي، أنبأنا أبي، أنبأنا علي بن موسى الرضا، أنبأنا أبي، عن أبيه جعفر الصادق، حدثني أبي، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله . قال الحافظ ابن كثير: وقد رواه معروف بن خربوذ [المكي] عن أبي الطفيل [عامر بن واثلة] عن حذيفة بن أسيد [الغفاري]. قال: لما قفل رسول

(هامش)

(1) وسيلة المتعبدين إلى متابعة سيد المرسلين 5 / 162، وستأتي ترجمته وبيان اعتبار كتابه المذكور في

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 148:

قسم حديث التشبيه. (*)

ص 149

الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، أمر أصحابه أن ينزلوا عند شجرات متقاربات بالبطحاء، فنزلوا حولهن، ثم أمر فقم ما تحتهن من الشوك، وشذ بن بمقدار الرؤس ثم بعث إليهم فصلى تحتهن، ثم قام فقال: أيها الناس لقد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني لأظن أنه يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسئول وأنتم مسئولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت، فجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله ومحمد عبده ورسوله، وأن الجنة حق وأن النار حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللهم اشهد. ثم قال: أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم، من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، ثم قال: أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون علي الحوض، حوض أعرض مما بين بصري وصنعاء، فيه آنية عدد النجوم، قدحان من ذهب وقدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإني نبأني اللطيف الخبير أنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض. رواه ابن عساكر بطوله من طريق معروف كما ذكرنا (1). وقال المتقي الهندي: عن رفاعة بن أياس الضبي عن أبيه عن جده، قال: كنت مع علي في الجمل فبعث إلى طلحة أن ألقني فلقيه، فقال: أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: نعم. قال: فلم تقاتلني؟!. كر (2).

(هامش)

(1) تاريخ ابن كثير 7 / 349 مع الاختلاف في ألفاظ الحديث. (2) كنز العمال 11 / 332. (*)

ص 150

[ترجمته] قال ابن قاضي شهبة علي بن الحسين بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين، الحافظ الكبير، ثقة الدين، أبو القاسم بن عساكر، فخر الشافعية وإمام أهل الحديث في زمانه وحامل لوائهم، صاحب تاريخ دمشق، وغير ذلك من المصنفات المفيدة المشهورة، مولده في مستهل سنة 499. ورحل إلى بلاد كثيرة، وسمع الكثير من نحو ألف وثلاثمائة شيخ وثمانين امرأة، وتفقه بدمشق وبغداد، وكان دينا خيرا يختم في كل جمعة، وأما في رمضان ففي كل يوم، معرضا عن المناصب بعد عرضها عليه، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قليل الالتفات إلى الأمراء وأبناء الدنيا. قال الحافظ أبو سعد السمعاني في تاريخه: هو كثير العلم، غزير الفضل حافظ ثقة متقن، دين خير حسن السمت، جمع بين معرفة المتون والأسانيد، صحيح القراءة متثبت محتاط، رحل وبالغ في الطلب، إلى أن جمع ما لم يجمع غيره، وأربى على أقرانه، وصنف التصانيف وخرج التخاريج، وشرع في تاريخ دمشق. وقال أبو محمد عبد القادر الرهاوي: رأيت الحافظ السلفي والحافظ أبا العلاء الهمداني والحافظ أبا موسى المديني، ما رأيت فيهم مثل ابن عساكر. توفي في رجب سنة 571.. (1).

(هامش)

(1) طبقات الشافعية. وتوجد ترجمة ابن عساكر في: تذكرة الحفاظ 4 / 1328 وطبقات السبكي 7 / 215 وتاريخ ابن كثير 12 / 294 ومرآة الجنان 3 / 393 والمنتظم 10 / 261 والنجوم الزاهرة 6 / 77 ووفيات الأعيان 1 / 335 وشذرات الذهب 4 / 239. (*)

ص 151

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 151:

(90)

[رواية أبي موسى المديني]

 قال الحافظ السمهودي: وعن عامر بن ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنهما، قالا: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع - ولم يحج غيرها - أقبل حتى إذا كان بالجحفة، نهى عن شجرات بالبطحاء متقاربات، لا ينزلوا تحتهن، حتى إذا نزل القوم وأخذوا منازلهم سواهن، أرسل إليهن فقم ما تحتهن وشذبن عن رؤس القوم، حتى إذا نودي للصلاة غدا إليهن، فصلى تحتهن، ثم انصرف إلى الناس، وذلك يوم غدير خم - وخم من الجحفة وله بها مسجد معروف - فقال: يا أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أن أدعى فأجيب، وإني مسئول وأنتم مسئولون هل بلغت، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نقول قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرا، وقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وأن ناره حق، والبعث بعد الموت حق؟ قالوا: بلى. قال: اللهم اشهد، ثم قال: يا أيها الناس ألا تسمعون! ألا فإن الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فهذا علي مولاه، وأخذ بيد علي فعرفها (1) حتى عرفه القوم أجمعون، ثم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ثم قال: أيها الناس إني فرطكم، وأنتم واردون علي الحوض، أعرض مما بين بصري وصنعاء، فيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة، ألا وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين،

(هامش)

(1) كذا ولعله: فرفعها. (*)

ص 152

فانظروا كيف تخلفوني فيهما حين تلقوني. قالوا: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا بعدي ولا تبدلوا، وعترتي، فإني قد نبأني الخبير أن لا يتفرقا حتى يلقياني، وسألت الله ربي لهم ذلك فأعطاني، فلا تسبقوهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فهم أعلم منكم. أخرجه ابن عقدة في الموالاة من طريق عبد الله بن سنان عن أبي الطفيل عنهما به. ومن طريق ابن عقدة أورده أبو موسى المديني في الصحابة وقال: إنه غريب جدا، والحافظ أبو الفتوح العجلي في كتابه الموجز في فضائل الصحابة (1). وقال علي بن محمد المعروف بابن الأثير الجزري: عبد الله بن ياميل. أورده ابن عقدة وحده. روى جعفر بن محمد عن أبيه وأيمن بن نائل عن عبد الله بن ياميل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه أبو موسى (2). وروى عنه أحاديث أخرى، كما سيظهر عن كثب إن شاء الله تعالى. [ترجمته] 1 - الذهبي: وأبو موسى المديني، محمد بن أبي بكر عمر بن أحمد الحافظ صاحب التصانيف، وله ثمانون سنة، سمع من غانم البرحي وجماعة من أصحاب أبي نعيم، ولم يخلف بعده مثله. مات في جمادي الأولى، وكان مع براعته في الحفظ والرجال صاحب ورع وعبادة وجلالة وتقى (3). 2 - الأسنوي: الحافظ أبو موسى المديني محمد بن عمر بن أحمد المديني الاصبهاني، الإمام الحافظ، ولد ليلة الأربعاء تاسع عشر ذي القعدة سنة 501،

(هامش)

(1) جواهر العقدين - مخطوط. (2) أسد الغابة 3 / 274. (3) العبر - حوادث سنة 581. (*)

ص 153

وتخرج بالامام إسماعيل بن محمد التيمي، وأخذ عنه المذهب، وعلوم الحديث، وسمع من خلائق كثيرين، وصنف التصانيف المشهورة النافعة، وكان ورعا زاهدا متواضعا متعففا عما في أيدي الناس، لا يقبل لأحد شيئا قط، مع الهرب من الناس. قال ابن الدبيثي: وعاش حتى صار أوحد وقته وشيخ زمانه، توفي منتصف يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة 581. ذكره في العبر قال: لم يخلف بعده مثله (1). 3 - ابن قاضي شهبة: محمد بن عمر بن محمد الحافظ الكبير، أبو موسى المديني الاصبهاني أحد الأعلام،.. وكان حافظا، واسع الدائرة، جم العلوم. قال أبو سعد السمعاني: كتبت عنه وسمعت منه، وهو ثقة صدوق. وقال ابن الدبيثي.. (2). (91) [حكم التوربشتي]

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 153:

باعتبار حديث الغدير وشهرته، فإنه قال بعد ذكر حديث: علي مني بمنزلة هارون من موسى.. وحديث الغدير.. والجواب عنهما - ما تعريبه: وليس لهذه الطائفة في الأحاديث ما يتمسكون به، إلا هذين الحديثين المشهورين المعتبرين، وقد ذكرنا وجه الاستدلال بهما، وأما غيرهما فإما ضعيف لا يصلح للاحتجاج به، وإما موضوع لا يجوز التفوه به، فضلا عن الاستدلال.. (3).

(هامش)

(1) طبقات الشافعية 2 / 440. (2) طبقات الشافعية 1 / 373. (3) المعتمد في المعتقد للتوربشتي. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء السابع

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب