نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء السابع

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء السابع

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 154

[ترجمته] قال ابن قاضي شهبة: فضل الله التوربشتي. قال السبكي في الطبقات الكبرى: فقيه محدث من أهل شيراز، شرح مصابيح البغوي شرحا حسنا، ولعله كان في حدود الستمائة.. (1). (92)

 [رواية أبي الفتوح العجلي]

 قال الشيخ نور الدين علي بن محمد المعروف بابن الصباغ المالكي: وروى الحافظ أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل بن خلف العجلي، في كتابه الموجز في فضائل الخلفاء الأربعة، يرفعه بسنده إلى حذيفة بن أسيد الغفاري وعامر بن ليلى بن ضمرة قالا: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع - ولم يحج غيرها - أقبل حتى إذا كان بالجحفة، نهى عن سمرات متقاربات بالبطحاء، أن لا ينزل تحتهن أحد، حتى إذا أخذ القوم منازلهم أرسل فقم ما تحتهن، حتى إذا ثوب بالصلاة - صلاة الظهر - غدا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس تحتهن، وذلك يوم غدير خم، ثم بعد فراغه من الصلاة قال: أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير، أنه لن يعمر نبي إلا نصف عمر النبي الذي كان قبله، وإني لأظن بأني أدعى فأجيب، وإني مسئول هل بلغت فما أنتم قائلون؟ قالوا: نقول: قد بلغت وجهدت ونصحت، فجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق

(هامش)

(1) طبقات الشافعية 1 / 367. وترجمته في طبقات السبكي 4 / 146. (*)

ص 155

وأن ناره حق، والبعث بعد الموت حق؟ قالوا: بلى نشهد. قال: اللهم اشهد. ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون: ألا فإن الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه، وأخذ بيد علي فعرفه حتى نظره القوم، ثم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (1). وقد عرفت من كلام السمهودي - في رواية أبي موسى المديني - رواية العجلي لحديث الغدير، في كتابه الموجز في فضائل الصحابة. [ترجمته] 1 - الذهبي: وفيها توفي العلامة أبو الفتح العجلي منتجب الدين، أسعد ابن أبي الفضائل محمود بن خلف الاصبهاني، الشافعي الواعظ، شيخ الشافعية، عاش خمسا وثمانين سنة.. (2). 2 - اليافعي: وفيها توفي الإمام العلامة أبو الفتح العجلي، كان من الفقهاء الفضلاء، الموصوفين بالعلم والزهد، مشهورا بالعبادة والنسك والقناعة، لا يأكل إلا من كسب يده.. (3). 3 - ابن قاضي شهبة: .. كان فقيها مكثرا من الرواية، زاهدا ورعا.. (4).

(هامش)

(1) الفصول المهمة في معرفة الأئمة: 41. (2) العبر - حوادث 600. (3) مرآة الجنان - حوادث 600. (4) طبقات الشافعية 1 / 358. (*)

ص 156

(93) [إثبات الفخر الرازي] إجماع الأمة على حديث الغدير، كما ذكرنا سابقا أنه قال في (الأربعين في أصول الدين): وأما الشبهة الثانية عشر، وهي التمسك بقوله عليه السلام: من كنت مولاه فعلي مولاه. فجوابها من وجوه، الأول: إنه خبر واحد، قوله: الأمة اتفقت على صحته، لأن منهم من تمسك به في فضل علي، ومنهم من تمسك به في إمامته. قلنا: تدعى أن كل الأمة قبلوه قبول القطع أو قبول الظن، الأول ممنوع وهو نفس المطلوب، والثاني: مسلم ولا ينفعكم في مطلوبكم (1) وتقدم أيضا: أنه اعترف في (نهاية العقول) بأن مخالفي الشيعة يروون حديث الغدير، للاحتجاج به في فضل علي بن أبي طالب. وذكر الرازي في (تفسيره) القول بنزول قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ. ما أنزل إليك) الآية في غدير خم، ناسبا إياه إلى ابن عباس والبراء بن عازب والإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام، كما علمت وستعلم إن شاء الله تعالى. [ترجمته] قال اليافعي: وفيها الإمام الكبير، العلامة النحرير، الأصولي المتكلم، المناظر المفسر، صاحب التصانيف المشهورة في الآفاق، الحظية في سوق الافادة بالنفاق، الإمام فخر الدين الرازي، أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي، التيمي البكري، الملقب بالامام عند علماء الأصول، المقرر لشبه مذاهب الفرق المخالفين، والمبطل لها بإقامة البراهين، الطبرستاني الأصل،

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 156:

(هامش)

(1) الأربعين في أصول الدين 462. (*)

ص 157

الرازي المولد المعروف به، الشافعي المذهب، فريد عصره ونسيج دهره، الذي قال فيه بعض العلماء: خصه الله برأي هو للغيب طليعة، فيرى الحق بعين دونها حد الطبيعة،.. فاق أهل زمانه في الأصلين والمعقولات وعلم الأوائل، صنف التصانيف المفيدة في فنون عديدة.. وكل كتبه مفيدة، وانتشرت تصانيفه في البلاد، ورزق فيها سعادة عظيمة بين العباد.. (1). (94)

 [رواية أبي السعادات ابن الأثير]

رواه بقوله: زيد بن أرقم - أو أبو سريحة، شك شعبة - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه الترمذي (2). [ترجمته] قال اليافعي: وفيها العلامة مجد الدين، أبو السعادات، المبارك بن محمد ابن محمد المعروف بابن الأثير، الشيباني الجزري ثم الموصلي الكاتب. قال أبو البركات ابن المستوفي في حقه: أشهر العلماء ذكرا، وأكبر النبلاء قدرا، وأحد الأفاضل المشار إليهم، وفرد الأماثل المعتمد في الأمور عليهم.. (3).

(هامش)

(1) مرآة الجنان - حوادث 606. (2) جامع الأصول 9 / 468. (3) مرآة الجنان - حوادث 606. وتوجد ترجمته في الكامل 12 / 120. (*)

ص 158

(95)

 [رواية أبي الحسن ابن الأثير]

رواه بقوله: عامر بن ليلى بن ضمرة. أورده أبو العباس ابن عقدة روى عبد الله بن سنان، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري وعامر بن ليلى بن ضمرة قالا: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع - ولم يحج غيرها - أقبل حتى إذا كان بالجحفة، وذلك يوم غدير خم من الجحفة - وله بها مسجد معروف - فقال: أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير، أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذين قبله، وإني يوشك أن أدعى فأجيب، ثم ذكر الحديث إلى أن قال: فأخذ بيد علي فرفعها وقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وذكر الحديث، قال أبو موسى: هذا حديث غريب جدا، لا أعلم أني كتبته إلا من رواية ابن سعيد. أخرجه أبو موسى (1). وقال: عبد الله بن ياميل. أورده ابن عقدة وحده. روى جعفر بن محمد عن أبيه وأيمن بن نائل، عن عبد الله بن ياميل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه أبو موسى (2). وقال: أبو سريحة الغفاري اسمه حذيفة بن أسيد بن خالد.. عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

(هامش)

(1) أسد الغابة 3 / 92. (2) أسد الغابة 3 / 274. (*)

ص 159

أخرجه أبو عمر وأبو نعيم وأبو موسى (1). [ترجمته] قال اليافعي: الإمام الحافظ ابن الأثير، أبو الحسن علي بن محمد الجزري صاحب التاريخ، ومعرفة الصحابة، وغير ذلك، كان صدرا معظما كثير

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 159:

الفضائل، كان بيته مجمع الفضل لأهل الموصل، وحافظا للتاريخ، وخبيرا لأنساب العرب وأخبارهم وأيامهم ووقائعهم.. (2). (96)

[رواية الضياء المقدسي]

 رواه في (المختارة)، الكتاب الذي التزم فيه بالصحة، قال السمهودي: عن حذيفة بن أسيد الغفاري أو زيد بن أرقم قال: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن، ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك، وعمد إليهن فصلى تحتهن، ثم قام فقال: يا أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير، أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسئول وإنكم مسئولون، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت، فجزاك الله خيرا، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد

(هامش)

(1) المصدر نفسه 5 / 208. (2) مرآة الجنان - حوادث: 630 وله ترجمة في: العبر 5 / 120 وتذكرة الحفاظ 4 / 1366 ووفيات الأعيان 2 / 278 وغيرها. (*)

ص 160

الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللهم اشهد. ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولا لي وأنا ولي المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، ثم قال: يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون علي الحوض، حوض أعرض مما بين بصري إلى صنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض. أخرجه الطبراني في الكبير، والضياء في المختارة من طريق سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل، وهما من رجال الصحيح عنه بالشك في صحابيته (1). وفي (الجامع الصغير) للسيوطي: من كنت مولاه فعلي مولاه. حم عن البراء، حم عن بريدة، ن والضياء عن زيد بن أرقم (2). [ترجمته] 1 - الذهبي: الضياء الإمام العالم، الحافظ الحجة، محدث الشام شيخ السنة، ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد.. ولد سنة 569.. حصل أصولا كثيرة، ونسخ وصنف وصحح ولين وجرح وعدل، وكان المرجوع إليه

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 160:

في هذا الشأن. قال تلميذه عمر بن الحاجب: شيخنا أبو عبد الله شيخ وقته، ونسيج وحده، علما وحفظا وثقة ودينا، من العلماء الربانيين، وهو أكثر من أن يدخل عليه مثل، كان شديد التحري في الرواية، مجتهدا في العبادة، كثير الذكر،

(هامش)

(1) جواهر العقدين - مخطوط. (2) الجامع الصغير 2 / 181. (*)

ص 161

منقطعا متواضعا سهل العارية، رأيت جماعة من المحدثين ذكروه فأطنبوا في حقه، ومدحوه بالحفظ والزهد، سألت الزكي البرزالي عنه فقال: ثقة جبل حافظ دين، وقال ابن النجار: حافظ متقن حجة عالم بالرجال ورع تقي، ما رأيت مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته، وقال الشرف ابن النابلسي، ما رأيت مثل شيخنا الضياء... عاش أربعا وسبعين سنة، وتوفي إلى رضوان الله في جمادى الآخرة سنة 643 (1). 2 - الذهبي أيضا: والشيخ الضياء أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي الحنبلي الحافظ أحد الأعلام.. أفنى عمره في هذا الشأن، مع الدين المتين والورع، والفضيلة التامة والثقة والاتقان، وانتفع الناس بتصانيفه والمحدثون بكتبه، فالله يرحمه ويرضى عنه، توفي في السادس والعشرين من جمادى الآخرة (2). 3 - السيوطي: الضياء المقدسي هو: الإمام العالم الحافظ الحجة محدث الشام شيخ السنة.. صنف وصحح ولين وجرح وعدل، وكان المرجوع إليه في هذا الشأن، جبلا ثقة دينا زاهدا ورعا.. (3). (97)

 [رواية ابن الشيخ البلوي]

رواه في كتابه (ألف باء) الذي ذكر في (كشف الظنون) بما هذا نصه:

(هامش)

(1) تذكرة الحفاظ 4 / 190. (2) العبر - حوادث 643. (3) طبقات الحفاظ 494. (*)

ص 162

ألف باء في المحاضرات للشيخ أبي الحجاج يوسف بن محمد البلوي الأندلسي المعروف بابن الشيخ، وهو مجلد ضخم، أوله: إن أفصح كلام سمع وأعجز حمد الله تعالى نفسه. الخ. ذكر فيه أنه جمع فوائد بدائع العلوم لابنه عبد الرحيم، ليقرأه بعد موته إذا لم يلحق بعد لصغره إلى درجة النبلاء، وسمى ما جمعه لهذا الطفل المربا بكتاب ألف با. ومن نظمه في أوله.. ثم ذكر تسعة وعشرين بيتا على عدد الحروف المعجمة، وشرحه كلمة كلمة مع مقلوبة ومعكوسة، وأورد في أول الشعر ثمانية أبواب، وفي آخرها أربعا من الكلمات المزدوجات المتشابهات الحروف، وهو تأليف غريب، لكن فيه فوائد كثيرة (1). فقال ما نصه: وأما علي رضي الله عنه فمكانه علي، وشرفه سني، أول من دخل في الإسلام، وزوج فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نظم في أبيات المفاخرة، وذكر فيه مآثره، حين فاخره بعض عداه ممن لم يبلغ مداه، فقال رضي الله عنه يفخر بحمزة عمه وبجعفر ابن أمه رضي الله عن جميعهم: محمد النبي أخي وصهري * وحمزة سيد الشهداء عمي - وبنت محمد بيتي وعرسي * مشوط لحمها بدمي ولحمي - وسبطا أحمد ولداي منها * فأيكم له سهم كسهمي - وجعفر الذي يمسي ويضحي * يطير مع الملائكة ابن أمي - سبقتكم إلى الإسلام طفلا * صغيرا ما بلغت أوان حلمي - وأوجب لي الولاء حقا علي‍ * كم رسول الله يوم غدير خم - يريد بذلك قوله عليه السلام: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (2).

(هامش)

(1) كشف الظنون 1 / 150. (2) ألف باء. وقد ذكر البلوي خير الدين الزركلي في كتابه الأعلام 8 / 274. (*)

ص 163

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 163:

(98)

 [رواية ابن طلحة]

رواه حيث قال: وأما مؤاخاة رسول الله صلى الله عليه وآله إياه وامتزاجه به، وتنزيله إياه منزلة نفسه، وميله إليه، وإيثاره إياه، فهذا بيانه: فإنه قد روى الإمام الترمذي في صحيحه، بسنده عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال: لما آخى رسول الله بين أصحابه جاءه علي تدمع عيناه، فقال يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد. قال: فسمعت رسول الله يقول: أنت أخي في الدنيا والآخرة. وروى بسنده أيضا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وهذا اللفظ بمجرده رواه الترمذي ولم يزد عليه، وزاد غيره ذكره اليوم والموضع، فذكر الزمان وهو عند عود رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع من اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، وذكر المكان وهو ما بين مكة والمدينة يسمى خما في غدير هناك، فسمي ذلك اليوم يوم غدير خم، وقد ذكره حسان في شعره الذي تقدم، وصار ذلك عيدا وموسما، لكونه كان وقتا خص رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا بهذه المنزلة العلية، وشرفه بها دون الناس كلهم. ونقل عن زاذان قال: سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد منكم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال، فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت

ص 164

مولاه فعلي مولاه (1). (99)

 [رواية سبط ابن الجوزي]

رواه حيث قال: حديث في قوله عليه الصلاة والسلام: من كنت مولاه فعلي مولاه، قال أحمد بن حنبل في المسند، ثنا ابن نمير، ثنا عبد الملك بن أبي عبد الرحيم الكندي عن زاذان، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول في الرحبة - وهو ينشد الناس - يقول: أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقام ثلاثة عشر رجلا من الصحابة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك. وأخرجه الترمذي أيضا في كتاب السنن، قال: حديث حسن، وزاد فيه: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأدر الحق معه كيفما دار وحيث دار. وخرجه أحمد أيضا في الفضائل فقال: حدثنا وكيع عن الأعمش عن سعد ابن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه - أو وليه - فعلي وليه. وفي رواية: لما نشد علي الناس في الرحبة، قام خلق كبير فشهدوا له بذلك، وفي لفظ: فقام له ثلاثون رجلا فشهدوا. وقال أحمد في الفضائل: حدثنا يحيى بن آدم، ثنا حنش بن الحارث بن لقيط النخعي عن رباح بن الحارث، قال: جاء رهط إلى علي فقالوا: السلام عليك يا مولانا - وكان بالرحبة - فقال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟

(هامش)

(1) مطالب السئول في مناقب آل الرسول: 16. وتوجد ترجمة ابن طلحة في مرآة الجنان 4 / 128، الأسنوي 2 / 503، السبكي 5 / 26 العبر 5 / 213 وغيرها. (*)

ص 165

قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه قال رباح: فقلت: من هؤلاء؟ فقيل: نفر من الأنصار فيهم

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 165:

أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أحمد في الفضائل: ثنا ابن نمير عن عبد الملك عن عطية العوفي قال: أتيت زيد بن أرقم فقلت له: إن ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي بن أبي طالب يوم الغدير، وأنا أحب أن أسمعه منك. فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس عليك مني بأس، فقال: نعم كنا بالجحفة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ظهرا، وهو آخذ بعضد علي بن أبي طالب، فقال: أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا: بلى، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. قالها أربع مرات. وقال أحمد في الفضائل: ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، ثنا علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم بين شجرتين، فصلى الظهر وأخذ بيد علي وقال: اللهم من كنت مولاه فهذا مولاه، قال: فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. وفي رواية: اللهم فانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه (1).

(هامش)

(1) تذكرة خواص الأمة في معرفة الأئمة 28 - 29 وقد ذكرنا ترجمة السبط عن أبي المؤيد الخوارزمي، وابن خلكان، وقطب الدين اليونيني، وأبي الفداء، والذهبي، وغيرهم، في قسم حديث النور. كما ذكرنا مصادر أخرى أيضا في قسم حديث الثقلين. (*)

ص 166

(100)

 [رواية الكنجي]

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 166:

رواه في كتابه (كفاية الطالب)، وبما أن كلامه يتضمن دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام، فإنا سنذكر نص روايته وكلامه في مبحث دلالة الحديث، إن شاء الله تعالى (1). (101)

 [رواية الرسعني]

رواه عبد الرزاق بن رزق الله الرسعني، وسيأتي نص روايته من كتاب (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) للبدخشاني. إن شاء الله تعالى (2). (102)

 [رواية النووي]

رواه حيث قال: وفي كتاب الترمذي عن أبي سريحة الصحابي أو زيد بن أرقم - شك شعبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي

(هامش)

(1) ذكرنا الثناء عليه وعلى كتابه في قسم حديث النور. (2) ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ 4 / 243، ابن كثير 13 / 241. (*)

ص 167

مولاه. رواه الترمذي وقال: حديث حسن، والشك في عين الصحابي لا يقدح في صحة الحديث، لأنهم كلهم عدول (1). [ترجمته] 1 - ابن قاضي شهبة: يحيى بن شرف.. الفقيه الحافظ الزاهد، أحد الأعلام، شيخ الإسلام، محي الدين أبو زكريا الحزامي النووي - بحذف الألف ويجوز إثباتها - الدمشقي، ولد في المحرم سنة 631.. كان محققا في علمه وفنونه، ومدققا في عمله وشئونه، حافظا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، عارفا بأنواعه من صحيحه وسقيمه، وغريب ألفاظه واستنباط فقهه، حافظا للمذهب وقواعده وأصوله، وأقوال الصحابة والتابعين، واختلاف العلماء ووفاقهم، سالكا في ذلك طريقة السلف.. إلى أن توفي.. في رجب سنة 677 (2). 2 - السيوطي: النووي الإمام الفقيه الحافظ، الأوحد القدوة، شيخ الإسلام علم الأولياء.. كان إماما بارعا حافظا متقنا، أتقن علوما شتى، وبارك الله في علمه وتصانيفه لحسن قصده، وكان شديد الورع والزهد، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر.. (3). (103)

 [رواية محب الدين الطبري]

وقال محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري: ذكر اختصاصه بأنه مولى من

(هامش)

(1) تهذيب الأسماء واللغات 1 / 347 ورواه أيضا في رياض الصالحين: 152. (2) طبقات الشافعية 2 / 9. (3) طبقات الحفاظ: 510. (*)

ص 168

النبي صلى الله عليه وسلم مولاه: عن رباح بن الحارث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: وكيف أكون مولاكم وأنتم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال رباح: فلما مضوا تبعتهم فسألت: من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري. خرجه أحمد. وعنه - قال: بينما علي جالس، إذ جاء رجل فدخل [و] عليه أثر السفر، فقال: السلام عليك يا مولاي. قال: من هذا؟ قال: أبو أيوب الأنصاري. فقال علي: أفرجوا له ففرجوا، فقال أبو أيوب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. خرجه البغوي في معجمه. وعن البراء بن عازب قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، فصلى الظهر وأخذ بيد علي، وقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. [قال:] فأخذ بيد علي وقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. وعن زيد بن أرقم مثله. خرجهما [خرجه] أحمد في مسنده، وخرج الأول ابن السمان. وخرج أحمد في كتاب المناقب معناه عن عمر وزاد بعد قوله: وعاد من عاداه: وانصر من نصره وأحب من أحبه. قال سعيد: أو قال: أبغض من أبغضه.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 168:

وخرج ابن السمان عن عمر منه: من كنت مولاه فعلي مولاه. وخرجه المخلص الذهبي عن حبشي بن جنادة وقال بعد وانصر من نصره: وأعن من أعانه. ولم يذكر بعده. وعن أبي الطفيل قال: قال علي: أنشد الله كل امرأ سمع رسول الله صلى

ص 169

الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لما قام. فقام ناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول: ألستم تعلمون أني أولى [الناس] بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فإن هذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فخرجت وفي نفسي من الريبة [ذلك] شيء، فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له فقال: قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ذلك. قال أبو نعيم: قلت لفطر - يعني الذي روى عنه الحديث -: كم بين القول وبين موته؟ قال: مائة يوم. خرجه أبو حاتم وقال: يريد موت علي بن أبي طالب. وخرج الترمذي عنه من ذلك: من كنت مولاه فعلي مولاه. وخرجه أحمد عن سعيد بن وهب ولفظه قال: [أ] نشد علي فقام خمسة أو ستة من أصحاب رسول الله [النبي] صلى الله عليه وسلم، فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. وعن زيد بن أرقم قال: استنشد علي الناس فقال: أنشد الله رجلا سمع

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 169:

النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقام ستة عشر رجلا فشهدوا. وعن زياد بن أبي زياد قال: سمعت علي بن أبي طالب ينشد الناس فقال: أنشد الله رجلا مسلما سمع رسول لله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال. فقام اثنا عشر رجلا بدريا فشهدوا. وعن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على النبي [رسول الله] صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير، وقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. خرجه أحمد. وعن عمر أنه قال: علي مولى من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاه. وعن سالم قيل لعمر: إنك تصنع بعلي شيئا ما تصنعه بأحد من أصحاب

ص 170

رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنه مولاي. وعن عمر - وقد جائه أعرابيان يختصمان - فقال لعلي: إقض بينهما يا أبا الحسن، فقضى علي بينهما، فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا! فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه وقال: ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن. وعنه وقد نازعه رجل في مسألة فقال: بيني وبينك هذا الجالس، وأشار إلى علي بن أبي طالب، فقال الرجل: هذا الأبطن!! فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض، ثم قال: أتدري من صغرت؟! [هذا] مولاي ومولى كل مسلم. خرجهن ابن السمان (1). وقد روى المحب الطبري طرفا من ألفاظ حديث الغدير في كتابه الآخر (ذخائر العقبى) تحت عنوان ذكر أنه من كان النبي صلى الله عليه وسلم مولاه فعلي مولاه (2). [ترجمته] وقد ترجم له الأسنوي بقوله: محب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الله ابن محمد الطبري، ثم المكي، شيخ الحجاز، كان عالما عاملا جليل القدر، عالما بالآثار والفقه، اشتغل بقوص على الشيخ مجد الدين القشيري، وشرح التنبيه، وألف كتابا في المناسك، وكتابا في الألغاز، وكتابا نفيسا في أحاديث الأحكام. ولد يوم الخميس سابع عشر جمادى الآخرة سنة 615. وتوفي في سنة 94، قيل في ذي القعدة، وقيل غير ذلك (3).

(هامش)

(1) الرياض النضرة في فضائل العشرة 2 / 222 - 225.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 170:

(2) ذخائر العقبى 67 / 68. (3) طبقات الشافعية 2 / 179 وله ترجمة في: تذكرة الحفاظ 4 / 1474 وطبقات السبكي 8 / 18 ومرآة الجنان 4 / 224 والنجوم الزاهرة 8 / 74 وشذرات الذهب 5 / 415 وغيرها. (*)

ص 171

(104)

 [رواية الوصابي]

رواه عن بريدة بقوله: وعنه رضي الله عنه قال: خرجت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوة،.. أخرجه أبو زيد عثمان بن أبي شيبة في سننه، وابن جرير في تهذيب الآثار، وأبو نعيم في فضائل الصحابة (1). وعن ابن عباس بقوله: وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه. أخرجه المحاملي في أماليه (2). قال: وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه الطبراني في الكبير، وأخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة، وأخرجه الترمذي في جامعه عن زيد بن أرقم (3). قال: وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه النسائي في سننه والطبراني في الكبير. وأخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة عن مالك بن الحويرث. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 171:

فعلي مولاه. أخرجه أبو زيد عثمان ابن أبي شيبة في سننه، وأخرجه ابن أبي عاصم وسعيد بن منصور في سننهما عن سعد بن أبي وقاص، عن علي رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه ابن عقدة

(هامش)

(1) الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء - مخطوط، الباب الرابع منه المسمى ب‍ أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب . (2) المصدر نفسه. (3) الاكتفاء - مخطوط. (*)

ص 172

في كتابه الموالاة. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده، عن علي وثلاثة عشر رجلا من الصحابة، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه عن جابر بن عبد الله الأنصاري (1). قال: وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. أخرجه الطبراني في الكبير. وعن أبي هريرة واثني عشر رجلا من الصحابة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في الكبير، والضياء في المختارة. وأخرجه أيضا عن زيد بن أرقم وثلاثين رجلا من الصحابة. وأخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة عن سعد بن أبي وقاص. وأخرجه الخطيب في المتفق والمفترق عن أنس. وعن عمرو ذي مر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره وأعن من أعانه. أخرجه الطبراني في الكبير. وعن علي وطلحة معه رضي الله عنهما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. أخرجه الحاكم في المستدرك.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 172:

وعن بريدة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وسمويه في فوائده (2). وقال: وعن رفاعة بن أياس الضبي عن أبيه عن جده قال: كنت مع علي في الجمل، فبعث إلى طلحة أن ألقني، فلقيه فقال: أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: نعم. قال: فلم تقاتلني؟ أخرجه ابن عساكر في تاريخه.

(هامش)

(1) الاكتفاء - مخطوط. (2) الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء - مخطوط. (*)

ص 173

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: كنا بالجحفة بغدير خم، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه عثمان بن أبي شيبة في سننه. وعنه رضي الله عنه في أخرى: قال كنا بالجحفة بغدير خم، وثمة ناس من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خباء أو فسطاط، فأشار بيده ثلاثا، فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه أخرجه النسائي في سننه (1). (105) [ذكر سعيد الدين الفرغاني] حديث الغدير في (شرح تائية ابن الفارض)، وسيأتي نص كلامه (2). (106)

 [رواية الحمويني]

ورواه إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي بن محمد بن حمويه، بسنده عن المطلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: كنت عند جابر بن عبد الله في بيته، وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنفية وأبو جعفر، فدخل رجل من أهل العراق فقال: أنشدك الله إلا حدثتني بما رأيت

(هامش)

(1) الاكتفاء - مخطوط.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 173:

(2) ترجمته في العبر حوادث 689 ونفحات الأنس: 559. (*)

ص 174

وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كنا بالجحفة بغدير خم، وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خباء أو فسطاط، فأشار بيده ثلاثا، فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه (1). ورواه بسنده عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب، ثم قال: أورده الإمام الحافظ شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي بتفاوت، في فضائل أمير المؤمنين علي، ونقلته من خطه المبارك (2). ورواه بسنده عن زيد بن عمر بن مورق قال: كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس، فتقدمت إليه فقال: ممن أنت؟ فقال: قلت من قريش قال: من أي قريش أنت؟ قلت: من بني هاشم. قال: من أي بني هاشم؟ فسكت، فوضع يده على صدره فقال: أنا والله مولى علي بن أبي طالب. ثم قال: حدثني عدة أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. ثم قال: يا مزاحم كم تعطي أمثاله؟ قال: مائة ومائتي درهم. قال: أعطه خمسين دينارا لولاية علي بن أبي طالب، ثم قال: الحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظرائك (3). ورواه أيضا بأسانيد وألفاظ أخرى فراجعه (4).

(هامش)

(1) فرائد السمطين 1 / 62 - 63. (2) المصدر 1 / 64 - 65. (3) فرائد السمطين 1 / 66. (4) ترجمته: تذكرة الحفاظ 4 / 298 العبر حوادث 722، الدرر الكامنة 1 / 67. (*)

ص 175

(107)

[رواية جمال الدين المزي]

 وقال جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن المزي: عامر بن واثلة أبو الطفيل الليثي الكناني - وله رواية [رؤية] - عن زيد بن أرقم حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه. ت في المناقب عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن محمد بن مثنى عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة - فذكره وقال: حسن غريب. س - فيه: عن محمد بن مثنى، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم به أتم من الأول: لما رجع ونزل غدير خم. الحديث (1). وقال: عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط الجمحي المكي، عن سعد حديثا قال: قدم معاوية في بعض حجاته، فدخل عليه سعد، فذكروا عليا. الحديث. ق - في السنة عن علي بن محمد عن أبي معاوية عن موسى بن مسلم عن ابن سابط به (2). [ترجمته]

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 175:

1 - السيوطي: المزي - الإمام العالم الحبر، الحافظ الأوحد، محدث الشام.. مات يوم السبت، ثاني عشر صفر سنة 742 (3).

(هامش)

(1) تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف 3 / 195. (2) تحفة الأشراف 3 / 302. (3) طبقات الحفاظ 517. (*)

ص 176

2 - الأسنوي: كان أحفظ أهل زمانه، لا سيما الرجال المتقدمين، وانتهت إليه الرحلة من أقطار الأرض، لروايته ودرايته، وكان إماما في اللغة والتصريف، دينا خيرا، منقبضا عن الناس، طارحا للتكلف، فقيرا، صنف: تهذيب الكمال في أسماء الرجال، وكتاب الأطراف (1). 3 - السبكي: شيخنا وأستاذنا وقدوتنا.. (2). 4 - الشوكاني: أخذ عنه الأكابر، وترجموا له، وعظموه جدا.. (3). وله ترجمة في: تذكرة الحفاظ 4 / 1498، الدرر الكامنة 5 / 233، النجوم الزاهرة 10 / 76، الكامل 14 / 191 وغيرها. (108)

 [رواية الذهبي]

وقال الذهبي بترجمة أمير المؤمنين عليه السلام: وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. وقال له: أنت مني بمنزلة

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 176:

هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وقال: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. ومناقب هذا الإمام جمة، أفردتها في مجلد وسميته بفتح المطالب في مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه (4). وقال بترجمة الحاكم: وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا، قد أفردتها بمصنف، ومجموعها يوجب أن يكون الحديث له أصل. وأما حديث من كنت

(هامش)

(1) طبقات الشافعية 2 / 464. (2) طبقات الشافعية 6 / 251. (3) البدر الطالع 2 / 353. (4) تذكرة الحفاظ 1 / 10. (*)

ص 177

مولاه فله طرق جيدة، وقد أفردت ذلك أيضا (1). (109)

 [رواية النيسابوري]

ورواه الحسن بن حسين النيسابوري أيضا، وسيأتي نص روايته. (110)

 [رواية السمناني]

ورواه علاء الدولة أحمد بن محمد السمناني، وسيأتي نص روايته كذلك. (111)

 [رواية الخطيب التبريزي]

 رواه حيث قال: وعن زيد بن أرقم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، رواه أحمد والترمذي (2). وقال: وعن البراء بن عازب وزيد بن أرقم: إن رسول الله صلى الله عليه

(هامش)

(1) نفس المصدر 3 / 1039 وتوجد ترجمة الذهبي في: الدرر الكامنة 4 / 426 والبدر الطالع 2 / 110 والنجوم الزاهرة 10 / 182 وشذرات الذهب 6 / 153 والوافي بالوفيات 2 / 163 وغيرها.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 177:

(2) مشكاة المصابيح 3 / 243. (*)

ص 178

وسلم لما نزل بغدير خم، أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا [لك] يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة، رواه أحمد (1). (112)

 [رواية ابن الوردي]

 وقال عمر بن مظفر المعروف بابن الوردي في ذكر علي عليه السلام: شيء من فضائله: من ذلك مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوة رسول الله له، وسبق إسلامه، وقوله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله. الحديث، وقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، وقوله: أقضاكم علي (2). [ترجمته] وقد ترجم له ابن قاضي شهبة الأسدي بقوله: عمر بن المظفر بن عمر ابن محمد بن أبي الفوارس بن علي، الإمام العلامة الأديب المؤرخ، زين الدين أبو حفص المعري الحلبي، الشهير بابن الوردي، فقيه حلب ومؤرخها وأديبها، تفقه على الشيخ شرف الدين البارزي، له مصنفات جليلة نظما ونثرا.. وكان ملازما

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 178:

(هامش)

(1) نفس المصدر 3 / 246. (2) تتمة المختصر في أخبار البشر 1 / 221. (*)

ص 179

للاشتغال والتصنيف، شاع ذكره، واشتهر بالفضل اسمه، ذكر له الصلاح الصفدي في تاريخه ترجمة طويلة.. (1). (113) [ذكر ابن مكتوم] القيسي حديث الغدير في (تذكرته)، كما سيأتي نص عبارته، نقلا عن (الأزهار فيما عقده الشعراء من الآثار) للسيوطي. وسنذكر هناك طرفا من ترجمته، إن شاء الله تعالى. (114)

 [رواية الزرندي]

ورواه جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي حيث قال: روى الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي رحمه الله، بسنده إلى البراء بن عازب قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، حتى إذا كنا بغدير خم، يوم الخميس ثامن عشر من ذي الحجة، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح للنبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي، ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألست أولى

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 179:

(هامش)

(1) طبقات الشافعية 2 / 197. (*)

ص 180

بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى قال: أليس أزواجي أمهاتكم؟ قالوا: بلى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد ذلك، فقال له: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. هذه إحدى رواياته له. وفي رواية قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم أعنه وأعن به، وارحمه وارحم به، وانصره وانصر به، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال الإمام أبو الحسن الواحدي رحمه الله: هذه الولاية التي أثبتها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه مسئول عنها يوم القيامة، وروى في قوله تعالى (وقفوهم إنهم مسئولون) أي عن ولاية علي رضي الله عنه، والمعنى: إنهم يسألون هل والوه حق الموالاة كما أوصاهم النبي صلى الله عليه وسلم أم أضاعوها وأهملوها (1). (115) [ذكر اليافعي] حديث الغدير بترجمة أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: ومن مناقبه رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 180:

الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. الحديث الصحيح. وقوله صلى الله عليه وسلم له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. الحديث الصحيح. وفيه: خلف رسول الله صلى الله عليه

(هامش)

(1) نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين: 109 وقد ذكرنا ترجمة الزرندي في قسم حديث النور. (*)

ص 181

وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان؟! فقال: أما ترضى. الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. رواه الإمام أحمد (1). (116) [ذكر سعيد الدين الكازروني] حديث الغدير بقوله: وقال صلى الله عليه وسلم في علي: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (2). (117)

 [رواية ابن كثير]

ورواه إسماعيل بن عمر المعروف بابن كثير الدمشقي الشافعي، في ذكر فضائل أمير المؤمنين عليه السلام تحت عنوان حديث غدير خم ، فأورد حديث

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 181:

مناشدة الإمام الناس في الرحبة عن أبي الطفيل، ورواية أبي بكر الشافعي بسنده عن زيد بن أرقم، ورواية أبي يعلى وعبد الله بن أحمد حديث المناشدة أيضا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكذا رواية الطبراني المناشدة عن عميرة بن سعد، وعن ابن عقدة بسنده عن زيد بن يثيع به، وكذا عن عبد الرزاق بسنده عن سعيد بن

(هامش)

(1) مرآة الجنان وعبرة اليقظان. حوادث سنة: 40 وترجمته في طبقات السبكي 6 / 103، الدرر الكامنة 2 / 247. (2) المنتقى في سيرة المصطفى - مخطوط. وترجمته في الدرر الكامنة 4 / 255. (*) سلام كما في الغدير. (187) محمد سعيد دحدوح. أحد أئمة الجماعة في حلب. أثبت الحديث في كتاب له ذكره العلامة الاميني في مقدمة الجزء الثامن من

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 410:

الغدير.

(هامش)

(1) شرح الهاشميات: 60. (2) الحسين 1 / 132. (*)

ص 182

وهب وعبد خير، وعن أحمد عن سعيد، وعنه عن زياد بن أبي الأسلمي، وعنه عن زاذان. قال: ورواه أحمد عن علي نفسه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، قال: فزاد الناس: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. وقد روى هذا عن طرق متعددة عن علي، وله طرق متعددة أيضا عن زيد ابن أرقم ثم روى أحاديث أخرى غيرها. وقد ذكرنا بعض تلك الأحاديث عن ابن كثير، كلا في محله مما تقدم في الكتاب.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 182:

وقال ابن كثير في ذكر خبر حجة الوداع: وقال المطلب بن زياد: عن عبد الله بن محمد بن عقيل، سمع جابر بن عبد الله يقول: كنا بالجحفة بغدير خم، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خباء أو فسطاط، فأخذ بيد علي فقال. من كنت مولاه فعلي مولاه. قال شيخنا الذهبي: هذا حديث حسن. وقد رواه ابن لهيعة عن بكر بن سوادة، وغيره عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بنحوه (1). وقال أيضا: وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة أنا شريك عن أبي يزيد الأودي عن أبيه قال: دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع الناس إليه، فقام إليه شاب فقال: أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: نعم. ورواه ابن جرير، عن أبي كريب، عن شاذان، عن شريك به. تابعه إدريس الأودي، عن أخيه أبي يزيد واسمه داود بن شريك به.

(هامش)

(1) تاريخ ابن كثير. حوادث السنة العاشرة. (*)

ص 183

ورواه ابن جرير أيضا من حديث إدريس وداود، عن أبيهما عن أبي هريرة

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 183:

فذكره (1). (118)

 [رواية أبي حفص المراغي]

ورواه أبو حفص عمر بن الحسن المراغي، فقد قال شمس الدين ابن الجزري: أخبرنا أبو حفص عمر بن الحسن المراغي فيما شافهني به، عن أبي الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني.. عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت عليا رضي الله عنه بالرحبة ينشد الناس: من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقام اثنا عشر بدريا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك. هذا حديث حسن من هذا الوجه، صحيح من وجوه كثيرة (2). [ترجمته] 1 - ابن الجزري: عمر بن الحسن بن مزيد بن أميلة بن جمعة، أبو حفص المراغي الأصل، الحلبي المحتد، الدمشقي المزي المولد، رحلة زمانه في

(هامش)

(1) نفس المصدر. وتوجد ترجمة ابن كثير في: طبقات ابن قاضي شهبة والبدر الطالع 1 / 153 والنجوم الزاهرة 11 / 123 وأنباء الغمر 1 / 39 والدرر الكامنة 1 / 399 وطبقات المفسرين 1 / 110 وشذرات الذهب 6 / 231. (2) أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب: 3 - 4. (*)

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 183:

ص 184

علو الاسناد.. وكان خيرا دينا ثقة صالحا، إنفرد بأكثر مسموعاته، وتوفي في يوم الاثنين، ثامن ربيع الآخر سنة 778. ودفن بالمزة ظاهر دمشق (1). 2 - ابن روزبهان في (شرح الشمائل): .. كان الشيخ المذكور ابن أميلة ثقة متقنا رحلة، يرحل إليه الناس في زمانه، وكان يسكن بمزة من الشام، وهو شيخ للشيخ أبي الخير محمد بن الجزري، وإليه ينتهي إسناده وغيره من أكابر المشايخ وأجلة الأصحاب.. . (119)

 [رواية السيد علي الهمداني]

ورواه السيد علي بن شهاب الدين الهمداني: عن أبي عبد الله الشيباني رضي الله عنه قال: بينما أنا جالس عند زيد بن أرقم في مجلس بني الأرقم، إذ جاء رجل فقال: أيكم زيد بن أرقم؟ فقال القوم: هذا زيد. فقال: أنشدك بالذي لا إله إلا هو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: نعم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: من صام يوم الثامن عشر من ذي الحجة كان له كصيام ستين شهرا، وهو اليوم الذي أخذ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي في غدير خم، فقال عليه الصلاة والسلام: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، واخذل من خذله. وعن الإمام الباقر عن آبائه عليهم السلام مثل ذلك، بل روي عن كثير من الصحابة في أماكن مختلفة هذا الخبر.

(هامش)

(1) طبقات القراء 1 / 590. (*)

ص 185

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا علما. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، واخذل من خذله وانصر من نصره، اللهم أنت شهيدي عليهم. قال: وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح، فقال لي: يا عمر لقد عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم عقدا لا يحله إلا منافق، فاحذر أن تحله. قال عمر: فقلت يا رسول الله إنك حيث قلت في علي كان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح قال: كذا وكذا قال: نعم يا عمر، إنه ليس من ولد آدم، لكنه جبرئيل أراد أن يؤكد عليكم ما قلته في علي. وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.. وفيه نزلت (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية (1). (120)

 [رواية ابن المحب]

ورواه محمد بن عبد الله ابن المحب المقدسي.. قال ابن الجزري: وألطف طريق وقع لهذا الحديث وأغربه: ما حدثنا به شيخنا خاتمة الحفاظ، أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب المقدسي مشافهة، أخبرتنا الشيخة أم محمد زينب ابنة أحمد بن عبد الرحيم المقدسية.. حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضا، حدثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر، قلن: حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق، حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي، حدثتني

(هامش)

(1) المودة في القربى للسيد علي الهمداني. أنظر ينابيع المودة: 249. (*)

ص 186

فاطمة بنت علي بن الحسين، حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي، عن أم كلثوم بنت فاطمة بنت النبي عليه السلام، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها. قالت: أنسيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 186:

يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله صلى الله عليه وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى عليهما السلام؟ هكذا أخرجه الحافظ الكبير أبو موسى المديني في كتابه المسلسل بالأسماء وقال: هذا الحديث مسلسل من وجه، وهو أن كل واحدة من الفواطم تروي عن عمة لها، فهو رواية خمس بنات أخ كل واحدة منهن عن عمتها (1). [ترجمته] 1 - ابن الجزري: شيخنا وإمامنا ومبرزنا، الحافظ الكبير، شمس الدين أبو بكر ابن الحافظ محب الدين أبي محمد الشهير بابن المحب الصامت، ولد يوم الجمعة أول شعبان سنة 712.. وسمع منه الأئمة والحفاظ.. وكان صالحا قانتا، قانعا باليسير، متقشفا لا مباليا لأحد غيري، ربما جاءني إلى منزلي فأسمعني وأسمع أهلي وأولادي، وانتهى إليه الحفظ في زمانه، رجالا ومتنا ومعرفة للأجزاء ورواتها، توفي في ليلة الأحد الخامس من شوال سنة 789.. (2). 2 - السيوطي: ابن المحب الحافظ.. وكان عالما متقنا فقهيا.. (3).

(هامش)

(1) أسنى المطالب: 3 - 4. (2) طبقات القراء 2 / 174. (3) طبقات الحفاظ: 535. (*)

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 186:

ص 187

(121)

[رواية خواجة پارسا]

ورواه محمد بن محمد الحافظي الشهير بخواجة پارسا بقوله: وعن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: من كنت مولاه فعلي مولاه (1). (122)

 [رواية ابن الجزري]

وروى شمس الدين محمد بن محمد بن الجزري حديث الغدير - كما علمت فيما تقدم عن شيخه المراغي ثم قال ما نصه: هذا حديث حسن من هذا الوجه، صحيح من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وهو متواتر أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه الجم الغفير عن الجم الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم. فقد ورد مرفوعا عن: أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف

(هامش)

(1) ترجمته في الضوء اللامع 10 / 20 والشقائق النعمانية 1 / 286 وفوائد أبي الحسنات ص 199، ونفحات الأنس 392 وغيرها. (*)

ص 188

والعباس بن عبد المطلب، وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وبريدة بن

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 188:

الحصيب، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، وحبشي بن جنادة، وعبد الله بن مسعود، وعمران بن حصين، وعبد الله ابن عمر، وعمار بن ياسر، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وأسعد بن زرارة، وخزيمة بن ثابت، وأبي أيوب الأنصاري، وسهل بن حنيف، وحذيفة بن اليمان، وسمرة بن جندب، وزيد بن ثابت، وأنس بن مالك، وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم، وصح عن جماعة منهم ممن يحصل القطع بخبرهم. وثبت أيضا أن هذا القول كان منه صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم.. . ثم إن الحافظ ابن الجزري روى ما تقدم نقله عنه عن شيخه الحافظ ابن المحب المقدسي (1)، ولا نعيده.. [ترجمته] 1 - القاضي مجير الدين أبو اليمن عبد الرحمن العليمي: شيخ الإسلام شمس الدين، أبو الخير محمد بن محمد الجزري، الدمشقي المقري الشافعي. مولده في ليلة السبت سادس عشر رمضان سنة 751، اعتنى بالقراءات فأتقنها ومهر فيها، وله مصنفات جليلة.. وتوفي بشيراز نهار عيد الأضحى سنة 833 رضي الله عنه ورحمه (2). 2 - الفضل بن روزبهان في (شرح الشمائل): أبو الخير محمد بن محمد بن محمد الجزري رحمه الله تعالى، شيخ مشائخ الإسلام، وقاضي القضاة بين الأنام، الجامع لأقسام العلوم الشرعية، والحاوي للمعارف الأصلية والفرعية، كان متوحدا في زمانه في علو الشأن في العلوم سيما في القراءة، فقد وصف الشيخ الإمام

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 188:

(هامش)

(1) أسنى المطالب: 3 - 4. (2) الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل 2 / 109. (*)

ص 189

الأجل أبو الفضل العسقلاني - شهر بابن حجر - إنه المتفرد الوحيد في القراءة، والمشارك في الحديث، وصاحب الفقه، إشتهر في زمانه بعلو الاسناد، سافر البلاد ولاقى المشايخ وصحبهم.. (1). (123)

[رواية المقريزي]

وقال أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي: عيد الغدير إعلم أن عيد الغدير لم يكن عيدا مشروعا، ولا عمله أحد من سالف الأمة المقتدى بهم، وأول ما عرف في الإسلام بالعراق أيام معز الدولة علي بن بويه، فإنه أحدثه في سنة 352، فاتخذه الشيعة من حينئذ عيدا. وأصلهم فيه ما خرجه الإمام أحمد في مسنده الكبير من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر لنا، فنزلنا بغدير خم، ونودي الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين، فصلى الظهر، وأخذ بيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فقال: من كنت مولاه

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 189:

فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة (2).

(هامش)

(1) شرح الشمائل لابن روزبهان الشيرازي. وله ترجمة في: البدر الطالع 2 / 257 والضوء اللامع 9 / 255 وطبقات الداودي 2 / 59 وشذرات الذهب 7 / 204. (2) المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار 1 / 388 وتوجد ترجمة المقريزي في الضوء اللامع 2 / 21. (*)

ص 190

(124)

[رواية الدولت آبادي]

 ورواه شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي حيث قال: وفي التشريح قال أبو القاسم رحمه الله: من قال: إن عليا أفضل من عثمان فلا شيء عليه، لأنه قال أبو حنيفة رضي الله عنه: وقال ابن مبارك: من قال إن عليا أفضل العالمين، أو أفضل الناس وأكبر الكبراء، فلا شيء عليه، لأن المراد منه أفضل الناس في عصره وزمان خلافته، كقوله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه. أي في زمان خلافته (1). (125)

 [رواية ابن حجر العسقلاني]

ورواه ابن حجر العسقلاني حيث قال: وروى هو (يعني بريدة) وأبو هريرة، وجابر، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه (2).

(هامش)

(1) هداية السعداء. مخطوط. وتوجد ترجمته في: سبحة المرجان: 39، نزهة الخواطر 3 / 19.

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 190:

(2) تهذيب التهذيب 8 / 337. (*)

ص 191

وقال بعد ذكر طرف من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام: قلت: لم يجاوز المؤلف ما ذكر ابن عبد البر وفيه مقنع، ولكنه ذكر حديث الموالاة عن نفر سماهم فقط، وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر، وصححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس ابن عقدة، فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر (1). وقد أورد ابن حجر حديث الغدير في (الإصابة 4 / 80) و(فتح الباري). و(المطالب العالية 4 / 60) أيضا. قال في الثاني: وأما حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقد أخرجه الترمذي والنسائي، وهو كثير الطرق جدا، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان 7 / 74. (126)

 [رواية ابن الصباغ المالكي]

ورواه نور الدين علي بن محمد المعروف بابن الصباغ المالكي المكي عن الترمذي من حديث زيد بن أرقم، وعن أحمد بن حنبل في مسنده عن البراء بن عازب، وعن البيهقي عن البراء أيضا. ثم رواه عن العجلي بسنده إلى حذيفة بن أسيد الغفاري، وعامر بن ليلى ابن ضمرة، وقد تقدم نقله سابقا (2).

(هامش)

(1) نفس المصدر 7 / 339. ومن مصادر ترجمة ابن حجر: الضوء اللامع 2 / 36 نظم العقيان: 5، شذرات الذهب 7 / 270، حسن المحاضرة 1 / 106، طبقات الحفاظ 547، البدر الطالع 1 / 87. (2) الفصول المهمة في معرفة الأئمة: 40 / 41. ترجمته في الضوء اللامع 5 / 283. (*)

ص 192

(127)

[رواية الحسين الميبدي]

 ورواه حسين بن معين الدين الميبدي، حيث أورده عن أحمد من حديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم مترجما إياه إلى الفارسية (1).

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 192:

(128)

[رواية العيني]

 ورواه محمود بن أحمد العيني، كما ستعرف ذلك إن شاء الله تعالى (2). (129)

 [رواية أصيل الدين الواعظ]

ورواه عبد الله بن عبد الرحمن الحسيني، المشتهر بأصيل الدين الواعظ، ذاكرا معناه بالفارسية ضمن بيان وقائع حجة الوداع (3).

(هامش)

(1) الفواتح: شرح ديوان أمير المؤمنين. (2) وتوجد ترجمة العيني في الضوء اللامع 10 / 131 وبغية الوعاة 386 وغيرهما. (3) درج الدرر ودرج الغرر في ميلاد سيد البشر. (*)

ص 193

[ترجمته] وأصيل الدين الواعظ من مشايخ (الدهلوي)، كما لا يخفى على ناظر رسالته في أصول الحديث، وقد ترجم له وأثنى عليه غياث الدين خواند أمير، وقد توفي في 17 ربيع الآخر سنة 883 (1). (130) [إثبات ابن روزبهان] حديث الغدير بقوله: وأما ما روي من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره يوم غدير خم، حين أخذ بيد علي وقال: ألست أولى. فقد ثبت هذا في الصحاح، وقد ذكرنا سر هذا في ترجمة كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة.. (2). (131)

 [رواية السمهودي]

ورواه نور الدين علي بن عبد الله السمهودي، وقد تقدم بعض ألفاظ

(هامش)

(1) حبيب السير في أخبار أفراد البشر 4 / 334، وانظر الضوء اللامع 5 / 12. (2) إبطال الباطل لابن روزبهان الشيرازي، ترجمته في الضوء اللامع 6 / 171. (*)

ص 194

روايته سابقا (1). وقال في (وفاء الوفاء): وفي مسند أحمد عن البراء بن عازب، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، فصلى الظهر، وأخذ بيد علي، وقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: فأخذ بيد علي وقال: أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. وعن زيد بن أرقم مثله . [ترجمته] 1 - السخاوي: ولد في صفر سنة 844.. هو إنسان فاضل، متفنن متميز في الفقه والأصلين، مديم للعمل والجمع والتأليف، متوجه للعبادة وللمباحثة والمناظرة، قوي الجلادة على ذلك، طلق العبارة فيه، مغرم به، مع قوة نفس وتكلف.. (2). 2 - ابن العماد: نزيل المدينة المنورة، وعالمها ومفتيها، ومدرسها ومؤرخها، الشافعي، الإمام القدوة الحجة المفنن (3). 3 - ابن العيدروس: وذكر مشايخه، وعد تآليفه، وأثنى عليها (4).

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 194:

4 - الشوكاني كذلك (5).

(هامش)

(1) جواهر العقدين - مخطوط. (2) الضوء اللامع 5 / 245. (3) شذرات الذهب 8 / 50. (4) النور السافر 58 - 60. (5) البدر الطالع 1 / 470. (*)

ص 195

(132)

[رواية السيوطي]

لقد تقدم كلامه الصريح في تواتر حديث الغدير. وقال في (تاريخ الخلفا): وأخرج الترمذي عن سريحة أو زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وأخرجه أحمد عن علي وأبي أيوب الأنصاري وزيد بن أرقم وعمرو ذي مر، وأبو يعلى عن أبي هريرة. والطبراني عن ابن عمر ومالك بن الحويرث وحبشي بن جنادة وجرير وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأنس. والبزار عن ابن عباس وعمارة وبريدة. وفي أكثرها زيادة: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ولأحمد عن أبي الطفيل قال: جمع علي الناس في الرحبة ثم قال لهم: أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام. فقام إليه ثلاثون من الناس فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (1). [ترجمته] 1 - ابن العماد: المسند المحقق المدقق، صاحب المؤلفات الفائقة النافعة (2).

(هامش)

(1) تاريخ الخلفاء: 169. (2) شذرات الذهب 8 / 51. (*)

ص 196

2 - ابن العيدروس، وقد أثنى عليه الثناء البالغ، وذكر بعض كراماته وتآليفه (1). 3 - السيوطي نفسه، فذكر ترجمته بالتفصيل، من ولادته في سنة 849 ودروسه ومشايخه، ومؤلفاته، وما قيل في حقه.. (2). (133)

 [رواية جمال الدين المحدث]

ورواه عطاء الله بن فضل الله المعروف بجمال الدين المحدث الشيرازي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وذكر نزول قوله تعالى: (سأل سائل..) الآية في حق الحارث، ثم قال: أصل هذا الحديث سوى قصة الحارث متواتر عن أمير المؤمنين عليه السلام، وهو متواتر عن النبي صلى الله عليه وآله أيضا، رواه جمع كثير وجم غفير من الصحابة، فرواه ابن عباس ولفظه قال: لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم بعلي بن أبي طالب الذي قام به، فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم إلى

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 196:

مكة فقال: رأيت الناس حديثي عهد بكفر وبجاهلية، ومتى أفعل هذا به يقولون: صنع هذا بابن عمه، ثم مضى حتى قضى حجة الوداع، ثم رجع حتى إذا كان بغدير خم أنزل الله عز وجل: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية. فقام مناد فنادى الصلاة جامعة، ثم قام وأخذ بيد علي، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

(هامش)

(1) النور السافر 58 - 60. (2) حسن المحاضرة 1 / 435 - 344. (*)

ص 197

ورواه حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن، ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك، ثم عمد إليهن فصلى تحتهن، ثم قام فقال: أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أن أوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسئول وإنكم مسئولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت، فجزاك الله خيرا، فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث بعد الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ ثم قال: أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، ثم

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 197:

قال: أيها الناس إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض، حوض أعرض مما بين بصري وصنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيها، الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. ورواه زر بن حبيش فقال: خرج علي عليه السلام من القصر، فاستقبله ركبان متقلدي السيوف، عليهم العمائم، حديثي عهد بسفر فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا مولانا، فقال علي عليه السلام بعد ما رد السلام: من ههنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقام اثنا عشر رجلا، منهم: خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري، وخزيمة ابن ثابت ذو الشهادتين، وثابت بن قيس بن شماس، وعمار بن ياسر، وأبو الهيثم ابن التيهان، وهاشم بن عتبة، وسعد بن أبي وقاص، وحبيب بن بديل بن ورقاء. فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت

ص 198

مولاه فعلي مولاه. الحديث. فقال علي لأنس بن مالك والبراء بن عازب: ما منعكما أن تقوما فتشهدا، فقد سمعتما كما سمع القوم؟ فقال: اللهم إن كانا كتماها معاندة فأبلهما، فأما البراء فعمي، فكان يسأل عن منزله فيقول: كيف يرشد من أدركته الدعوة، وأما أنس فقد برصت قدماه، وقيل: لما استشهده علي عليه السلام على قول النبي صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه، واعتذر بالنسيان فقال: اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببياض لا تواريه العمامة. فبرص وجهه، فسدل بعد ذلك برقعا على وجهه (1). ورواه أيضا في كتابه (روضة الأحباب في سيرة النبي والآل والأصحاب)

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 198:

وهو الكتاب الذي اعتمد عليه أصحاب السير والمؤرخون، كما لا يخفى على من راجع: (الخميس) و(حبيب السير) و(إزالة الخفاء). (134) [ذكر عبد الوهاب البخاري] ابن محمد بن رفيع الدين البخاري، حديث الغدير. وسيأتي نص كلامه إن شاء الله (2).

(هامش)

(1) الأربعين - مخطوط. (2) وهو من علماء الهند، وقد ترجمه الشيخ عبد الحق الدهلوي في أخبار الأخيار: 206. (*)

ص 199

(135)

[رواية ابن حجر المكي]

ورواه أحمد بن محمد بن علي بن حجر المكي، ضمن فضائل أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال: وأنه قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. رواه ثلاثون صحابيا (1). وقال في (الصواعق) في الجواب عن حديث الغدير: وجواب هذه الشبهة التي هي أقوى شبههم، يحتاج إلى مقدمة، وهي بيان الحديث ومخرجيه، وبيانه: إنه حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد، فطرقه كثيرة جدا، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا، وفي رواية لأحمد إنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته كما مر، وسيأتي، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في صحته، ولا لمن رده بأن عليا كان باليمن، لثبوت رجوعه منها، وإدراكه الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقول بعضهم: إن زيادة: اللهم وال من والاه إلى آخر موضوعة. مردود، فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيرا منها (2).

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 199:

وقال أيضا: قال صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وقد مر في حادي عشر الشبه أنه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا، وأن كثيرا من طرقه صحيح أو

(هامش)

(1) المنح المكية - شرح القصيدة الهمزية. (2) الصواعق المحرقة: 25. (*)

ص 200

حسن، ومر الكلام ثم على معناه مستوفى (1). [ترجمته] وتوجد ترجمة ابن حجر المكي في: ريحانة الألباء 1 / 435 والنور السافر 287، والبدر الطالع 1 / 109 وغيرها. قال العيدروس: الشيخ الإمام، شيخ الإسلام، خاتمة أهل الفتيا والتدريس، كان بحرا في علم الفقه وتحقيقه لا تدركه الدلاء، إمام الحرمين كما أجمع على ذلك العارفون، وانعقدت عليه خناصر الملأ، إمام اقتدت به الأئمة وهمام صار في إقليم الحجاز أمة، مصنفاته في العصر آية، يعجز عن الاتيان بمثلها المعاصرون، فهم عنها قاصرون . (136)

[رواية المتقي]

 ورواه علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي في (كنز العمال)، وقد علمت ذلك من مواضع متعددة من الكتاب. [ترجمته] وتوجد ترجمة المتقي في: أخبار الأخيار 245، وسبحة المرجان 43، والنور السافر 315. وقد وصفه ابن العيدروس: بقوله: كان من العلماء العاملين، وعباد الله

(هامش)

(1) الصواعق المحرقة: 84. (*)

ص 201

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 201:

الصالحين، على جانب عظيم من الورع والتقوى، والاجتهاد في العبادة ورفض السوى، له مصنفات عديدة، وذكروا عنه أخبارا حميدة.. فما كان هذا الرجل إلا من حسنات الدهر، وخاتمة أهل الورع، ومفاخر الهند، وشهرته تغني عن ترجمته، وتعظيمه في القلوب يغني عن مدحه . (137) [ذكر محمد طاهر الفتني] حديث الغدير في (مجمع البحار) نقلا عن النهاية حيث قال: إسم المولى يقع على: الرب، والمالك، والسيد، والمنعم، والناصر، والمحب، والتابع، والجار، وابن العم، والحليف، والعقيد، والصهر، والعبد، والمعتق، والمنعم عليه، وأكثرها جاء في الحديث، وكل من ولي أمرا أو قام به فهو مولاه ووليه، وقد يختلف مصادرها، فالولاية بالفتح في النسب والنصرة والعتق، وبالكسر في الإمارة، والولاء في المعتق، والموالاة من والى القوم، ومنه: من كنت مولاه فعلي مولاه، يحمل على أكثر الأسماء المذكورة (1).

(هامش)

(1) مجمع البحار -: مادة ولي. وتوجد ترجمه الفتني في النور السافر 361 وأخبار الأخيار 268 وسبحة المرجان في آثار هندوستان 43 وأبجد العلوم 895 وتفصيل الكلمات في حقه في قسم حديث (أنا مدينة العلم). (*)

ص 202

(138) [ذكر ميرزا مخدوم] ابن عبد الباقي حديث الغدير، وتصريحه بتواتره، مع ما هو عليه من التعصب والعناد، وقد تقدم ذلك سابقا. (139)

[رواية القاري]

ورواه علي بن سلطان محمد الهروي القاري، فقد قال في شرح قول الخطيب التبريزي: رواه أحمد والترمذي ما نصه: وفي الجامع رواه أحمد وابن ماجة عن البراء، وأحمد عن بريدة، والترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم. ففي إسناد المصنف الحديث عن زيد بن أرقم إلى أحمد والترمذي مسامحة لا تخفى. وفي رواية لأحمد والنسائي والحاكم عن بريدة بلفظ: من كنت وليه فعلي

............................................................

- نفحات الأزهار ج 7 - السيد علي الميلاني ص 202:

وليه. وروى المحاملي في أماليه عن ابن عباس ولفظه: علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه (1). [ترجمته] قال المحبي: أحد صدور العلم، فرد عصره، الباهر السمت في التحقيق

(هامش)

(1) المرقاة في شرح المشكاة 5 / 568. (*)

ص 203

وتنقيح العبارات، وشهرته كافية عن الاطراء في وصفه،.. إشتهر ذكره، وطار صيته، وألف التآليف الكثيرة اللطيفة، المحتوية على الفوائد الجليلة (1). وكذا ترجمه الشوكاني (2)، والقنوجي (3)، وسيأتي عبارتهما في قسم حديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها). (140)

 [رواية المناوي]

ورواه شمس الدين محمد المدعو بعبد الرؤف المناوي في (كنوز الحقائق) حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. حم (4). وقال في شرحه في (فيض القدير): قال ابن حجر: حديث كثير الطرق، قد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، منها صحاح ومنها حسان، وفي بعضها: قال ذلك يوم غدير خم. وزاد البزار في روايته: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. ولما سمع عمر ذلك قال: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة، خرجه الدارقطني. وأخرج أيضا: قيل لعمر إنك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من الصحابة، قال: إنه مولاي (5).

(هامش)

(1) خلاصة الأثر 3 / 185. (2) البدر الطالع 1 / 445. (3) إتحاف النبلاء المتقين. (4) كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق - هامش الجامع الصغير 2 / 118. (5) فيض القدير في شرح الجامع الصغير 6 / 217 - 218. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء السابع

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب