ص 53
الثامن: زعم ابن تيمية في (المنهاج) تواتر الحديث الموضوع لو كنت متخذا من أهل
الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا بدعوى وروده عن ابن مسعود وأبي سعيد وابن عباس
وابن الزبير، وقوله ما نصه: وهذا الحديث مستفيض بل متواتر عند أهل العلم بالحديث،
فإنه قد أخرج في الصحاح من وجوه متعددة من حديث ابن مسعود وأبي سعيد وابن عباس وابن
الزبير . فيكون حديث مدينة العلم متواترا عند أهل العلم - بالأولوية القطعية -
لأنه قد أخرج من وجوه متعددة من حديث عشرة من الأصحاب وهم: أمير المؤمنين عليه
السلام والإمام الحسن والإمام الحسين - عليهما السلام - وابن عباس وجابر وابن مسعود
وحذيفة وعبد الله بن عمر وأنس وعمرو بن العاص. التاسع: دعوى (الدهلوي) في (التحفة)
في الكلام على مطاعن عثمان تواتر الكلام المكذوب على أمير المؤمنين عليه السلام
إنما مثلي ومثل عثمان كمثل أنوار ثلاثة بمجرد وروده في كتب الفريقين كما زعم حيث
قال: وهذه القصة بلغت من الشهرة والتواتر حدا حتى ذكرت في كتب الفريقين، فلا مجال
لإنكارها . فإذا كان ورود هذا الكلام الموضوع في كتب الفريقين! دليلا على تواتره،
كان تواتر حديث مدينة العلم قطعيا، لأن من المتعذر إحصاء الكتب التي ورد فيها هذا
الحديث عند الفريقين.
ص 54
الفائدة العاشرة في زيادة توضيح لثبوت الحديث

ويزيد ثبوت حديث مدينة العلم وقطعية
صدوره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضوحا وجوه: الأول: إنه من حديث أمير
المؤمنين عليه السلام، وقد قامت البراهين الواضحة والأدلة القويمة على عصمته عليه
الصلاة والسلام، بل اعترف بعصمته الشاه ولي الله و(الدهلوي) نفسه، كما صرح
(الدهلوي) بصدقه عليه السلام بإجماع أهل السنة.. فلا محيص من الاعتراف بقطعية
صدوره. الثاني: إنه من حديث سيدنا الإمام الحسن عليه السلام. ولا ريب في عصمته
بالأدلة العامة والخاصة، فلا ريب في قطعية صدوره.
ص 55
الثالث: إنه من حديث سيدنا الإمام الحسين عليه السلام. ولا ريب في عصمته كذلك
فالحديث قطعي الصدور. الرابع: أنه من حديث سيدنا الإمام زين العابدين عليه السلام.
ولا ريب في عصمته كذلك، فالحديث قطعي الصدور. الخامس: إنه من حديث سيدنا الإمام
الباقر عليه السلام ولا ريب في عصمته كذلك، فالحديث قطعي الصدور. السادس: إنه من
حديث سيدنا الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام - كما سيأتي إن شاء الله - وهو
لا ريب في عصمته، فالحديث قطعي الصدور. السابع: إنه من حديث سيدنا الإمام موسى
الكاظم عليه السلام - كما سيأتي - ولا ريب في عصمته كآبائه الطاهرين، فالحديث قطعي
الصدور. الثامن: إنه من حديث سيدنا الإمام الرضا عليه السلام - كما ستعلم عن قريب -
وهو لا ريب في عصمته، فالحديث قطعي الصدور.
ص 56
التاسع: لقد جعل (الدهلوي) في (التحفة) حديث لا نورث.. الموضوع كالقرآن الكريم
في إفادة اليقين، بزعم أنه من حديث أمير المؤمنين عليه السلام. وإن حديث مدينة
العلم من حديثه عليه الصلاة والسلام كما علمت، فهو كالقرآن الكريم في القطعية على
ضوء كلام (الدهلوي). العاشر: لقد جعل (الدهلوي) الحديث الموضوع المذكور مفيدا
لليقين كالقرآن المبين لكونه - بزعمه - من حديث حذيفة. وقد علمت أن حذيفة من رواة
حديث مدينة العلم، فهذا الحديث يساوي آي القرآن العظيم في إفادة اليقين. الحادي
عشر: لقد جعل (الدهلوي) الحديث الموضوع المذكور مفيدا لليقين، لأنه من حديث كل من
الزبير وأبي الدرداء وأبي هريرة والعباس وعبد الرحمن بن عوف وسعد. فحديث مدينة
العلم كذلك، لأنه من حديث عشرة من الصحابة كما عرفت. فظهر قطعية صدور حديث مدينة
العلم على ضوء كلمات (الدهلوي) نفسه، والحمد لله على ذلك. الثاني عشر: لقد ذكر
الحافظ القاضي عياض ما نصه .. وكذلك قصة نبع الماء
ص 57
وتكثير الطعام رواها الثقات والعدد الكثير عن الجماء الغفير عن العدد الكثير من
الصحابة.. فهذا النوع كله مما يلحق بالقطعي من معجزاته.. (1). قلت: فكذلك حديث
مدينة العلم، رواه الثقات والعدد الكثير من الأئمة عن العدد الكثير من الصحابة، فهو
قطعي أيضا. الثالث عشر: لقد قال القاضي عياض في كلامه السابق ومنها ما رواه
الكافة عن الكافة، متصلا عمن حدث بها من جملة الصحابة وأخبارهم، أن ذلك كان في
مواطن اجتماع الكثير منهم في يوم الخندق وفي غزوة بواط وعمرة الحديبية وغزوة تبوك
وأمثالها من محافل المسلمين ومجمع العساكر، ولم يؤثر عن أحد من الصحابة مخالفة
للراوي فيما حكاه ولا إنكار لما ذكر عنهم أنهم رووه كما رواه، فسكوت الساكت منهم
كنطق الناطق، إذ هم المنزهون عن السكوت على باطل والمداهنة في كذب، وليس هناك رغبة
ولا رهبة تمنعهم، ولو كان ما سمعوه منكرا عندهم غير معروف لديهم أنكروا كما أنكر
بعضهم على بعض أشياء رووها من السنن والسير وحروف القرآن، وخطأ بعضهم بعضا ووهمه في
ذلك مما هو معلوم، فهذا النوع كله مما يلحق بالقطعي من معجزاته لما بيناه.. (2).
هذا كلامه، وعلى هذا الأساس نقول: إن أكثر فضائل أمير المؤمنين عليه السلام قطعي،
ولا سيما حديث مدينة العلم لما سيجئ - في روايات الأعلام - من حديث جابر من أن
النبي صلى الله عليه وآله قال ذلك في غزوة الحديبية ولم يؤثر عن أحد من الصحابة
مخالفة لجابر فيما حكاه في الباب. بل يظهر من عبارة الزرندي إجماعهم على الاعتراف
بذلك، فقد قال هي فضيلة اعترف بها الأصحاب وابتهجوا، وسلكوا طريق الوفاق وانتهجوا
وقد نقل
(هامش)
(1) الشفا بتعريف حقوق المصطفى: 308 - 309 بشرح القاري. (2) الشفا بتعريف حقوق
المصطفى: 309 بشرح القاري. [*]
ص 58
شهاب الدين أحمد هذا الكلام عنه في [توضيح الدلائل]. فإذن كلهم معترفون بهذه
الفضيلة وناطقون بها، وليس هناك رغبة ولا رهبة تمنعهم، بل كان الأمر -. بالنسبة إلى
فضائل الإمام عليه السلام - بالعكس، فقد كانت دواعي الكتم والإخفاء في أكثرهم
موجودة. الرابع عشر: قال القاضي بعد كلامه السابق: وأيضا، فإن أمثال الأخبار التي
لا أصل لها وبنيت على باطل لا بد مع مرور الأزمان وتداول الناس وأهل البحث من
انكشاف ضعفها وخمول ذكرها، كما يشاهد في كثير من الأخبار الكاذبة والأراجيف
الطارية. وأعلام نبينا صلى الله عليه وآله هذه الواردة من الطريق الآحاد لا تزداد
مع مرور الزمان إلا ظهورا، ومع تداول الفرق وكثرة طعن العدو وحرصه على توهينها
وتضعيف أصلها واجتهاد الملحد على إطفاء نورها إلا قوة وقبولا، وللطاعن عليها إلا
حسرة وغليلا.. (1). أقول: وهذا البيان بحذافيره جار في باب فضائل أمير المؤمنين
عليه السلام كما هو الواقع - وهي يكفي برهانا على صحتها وقطعية صدورها عن النبي
الكريم صلى الله عليه وآله. الخامس عشر: لقد اشتغل كبار علماء الفريقين - من الصدر
الأول حتى الآن - بهذا الحديث وتناقلوه وحققوه وشرحوه مبتهجين ومتبركين به، ومن
راجع كلماتهم حوله لم يبق له ريب في صحته وثبوته، ولم يصغ إلى أراجيف شذاذ من أهل
الزيغ
(هامش)
(1) الشفا: 309 بشرح القاري. [*]
ص 59
والعناد. السادس عشر: إن هذا الحديث مما اتفق عليه الفريقان، وذلك من أوضح الأدلة
على قطعية صدوره، كما بينا ذلك بالتفصيل في مجلد حديث الطير على ضوء كلمات
(الدهلوي) في كتابه (التحفة).
ص 61
سند حديث مدينة العلم

ص 63
(1) رواية الإمام الرضا عليه السلام

لقد روى سيدنا الإمام الرضا عليه السلام حديث
مدينة العلم في (الصحيفة) المباركة عن آبائه المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين..
وهذا نصها: وبإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن قاتل الحسين
في تابوت من نار، وعليه نصف عذاب أهل الدنيا، وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من النار
حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم من شدة نتنه، وهو فيها خالد
ذائق العذاب الأليم، كلما نضجت جلودهم بدل الله لهم الجلود، لا يفتر عنهم ساعة،
ويسقون من حميم جهنم، فالويل من عذاب الله عز وجل. وبإسناده قال قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. وبإسناده
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان
العرش نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب .
ص 64
صحيفة الرضا من الأصول المعتبرة و(صحيفة الرضا عليه السلام) من الكتب المعروفة
المعتمدة والأصول المشهورة المعتبرة، لدى العلماء الأعلام من أهل السنة، فقد قال
أبو شجاع شيرويه ابن شهردار الديلمي ما نصه: أما بعد فإني رأيت أهل زماننا هذا
خاصة أهل بلدنا أعرضوا عن الحديث وأسانيده، وجهلوا معرفة الصحيح والسقيم، وتركوا
الكتب التي صنفها أئمة الدين قديما وحديثا، والمسانيد التي جمعوها في الفرائض
والسنن، والحلال والحرام، والآداب والوصايا، والأمثال والمواعظ، وفضائل الأعمال،
واشتغلوا بالقصص والأحاديث المحذوفة أسانيدها، التي لم يعرفها نقله الحديث، ولم
تقرأ على أحد من أصحاب الحديث، وطلبوا الموضوعات التي وضعها القصاص لينالوا بها
للقطعيات في المجالس على الطرق، ثبت في كتابي هذا اثني عشر ألف حديث ونيفا من
الأحاديث الصغار على سبيل الاختصار، من الصحاح والغرائب والأفراد والصحف المروية عن
النبي لعلي بن موسى الرضا وعمر بن شعيب.. (1). وقال جار الله الزمخشري: كان
يقول يحيى بن الحسين الحسيني في إسناد صحيفة الرضا: لو قرئ هذا الاسناد على أذن
مجنون لأفاق (2). وقال السمعاني: الرضوي بفتح الراء والضاد وفي آخرها الواو،
هذه النسبة إلى الرضا وهو علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب أبي الحسن المعروف بالرضا المدفون بطوس، يروي صحيفة عن آبائه، وجماعة من
أولاده نسبوا إليه يقال لكل واحد منهم الرضوي (3). وقال سبط ابن الجوزي بترجمة
الإمام عليه السلام: وذكر عبد الله بن أحمد
(هامش)
(1) مسند الفردوس - خطبة الكتاب - مخطوط. (2) ربيع الأبرار 3 / 278. (3) الأنساب -
الرضوي. [*]
ص 65
المقدسي في كتاب أنساب القرشيين نسخة يرويها علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى عن
أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي عليه السلام عن
النبي صلى الله عليه وسلم، إسناد لو قرئ على مجنون برئ (1). وقال المزي روى عنه
أبنه محمد، وعثمان بن المثاور، والنحوي علي بن علي الدعبلي، وأيوب بن منصور
النيسابوري، وأبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، والمأمون بن الرشيد، وعلي بن
مهدي بن صدقة له عنه نسخة، وأبو أحمد داود بن سليمان بن سيف الغازي القزويني له عنه
نسخة، وأحمد بن عامر ابن سليمان الطائي له عنه نسخة كبيرة (2). وقد عدها المحب
الطبري من مآخذ كتابه معبرا عنها ب (مسند الرضا)، ونقل عنها في مواضع منه، منها:
قوله في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ذكر أنه أول من يقرع باب الجنة بعد
النبي صلى الله عليه وسلم: عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي،
إنك أول من يقرع باب الجنة فيدخله بغير حساب بعدي. خرجه الإمام علي بن موسى الرضا
في مسنده (3). ومنها قوله ذكر إخبار جبرئيل عن الله تعالى أن عليا من النبي صلى
الله عليه وسلم بمنزلة هارون من موسى: عن أسماء بنت عميس قالت: هبط جبرئيل عليه
السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إن ربك يقرئك السلام ويقول لك:
علي منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبي بعدك. خرجه الإمام علي بن موسى الرضا
(4). ومنها قوله عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك سيد
(هامش)
(1) تذكرة خواص الأمة: 352. (2) تهذيب الكمال 21 / 148. (3) الرياض النضرة في مناقب
العشرة 2 / 211. (4) المصدر نفسه 2 / 216. [*]
ص 66
المسلمين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين. خرجه علي بن موسى الرضا (1). كما نقل
عنها المحب الطبري في كتابه الآخر (ذخائر العقبى) جملة من فضائل أهل البيت عليهم
السلام (2). وروى عن الصحيفة إبراهيم بن عبد الله الوصابي اليمني في مواضع من كتابه
(الاكتفاء في فضائل الأربعة الخلفاء) في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام معبرا
عنها ب (مسند الرضا) كذلك، فليراجع. وقال ابن باكثير المكي: وعن سيدنا علي كرم
الله وجهه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أسري بي إلى السماء، أخذ
جبرئيل بيدي وأقعدني على درنوك من درانيك الجنة وناولني سفرجلة، فكنت أقلبها إذ
انفلقت وخرجت منها حوراء لم أر أحسن منها، فقالت: السلام عليك يا محمد، فقلت: وعليك
السلام من أنت؟ قالت: أنا الراضية المرضية، خلقني الجبار من ثلاثة أصناف: أعلاي من
عنبر، ووسطي من كافور، وأسفلي من مسك، عجنني بماء الحيوان ثم قال لي: كوني فكنت،
خلقني لأخيك وابن عمك علي بن أبي طالب. أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا (3). بل
عدها محمد عابد السندي في الكتب المعتبرة التي يرويها بأسانيده الصحيحة حيث قال في
(حصر الشارد) وأما الأربعون من نسخة علي بن موسى الرضا عن آبائه فأرويها بالسند
المتقدم إلى الحافظ ابن حجر، عن أحمد بن أبي المقدسي، عن سليمان بن حمزة، أنا محمود
بن إبراهيم، أنا الحسن بن محمد بن عباس الراسمي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف،
أنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله حفيد العباس
بن حمزة، أنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي .
(هامش)
(1) الرياض النضرة 2 / 234. (2) ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، أنظر: 26، 32،
39، 44، 47، 48... (3) وسيلة المآل في مناقب الآل - مخطوط. [*]
ص 67
ترجمة السندي والسندي من أعلام علماء القوم، وقد ترجم الصديق حسن القنوجي للشيخ
محمد عابد السندي في (أبجد العلوم) وأثنى عليه قائلا: الشيخ محمد عابد السندي ابن
أحمد علي بن يعقوب، الحافظ، من بني أبي أيوب الأنصاري، ولد ببلدة سيون وهي على شاطئ
النهر شمالي حيدر آباد السند مما يلي بلدة بويك، هاجر جده الملقب بشيخ الإسلام إلى
أرض العرب، وكان من أهل العلم والصلاح. وأقام الشيخ محمد عابد بزبيد دارة علم
باليمن معروفة، واستفاد من علمائها واقتبس من أشعة عظمائها، حتى عد من أهلها، ودخل
صنعاء اليمن يتطبب لإمامهم وتزوج ابنة وزيره، وذهب مرة سفيرا من إمام صنعاء إلى
مصر، وكان شديد التحنن إلى ربوع طابة، وعاود مرة أرض قومه فدخل نواري بلدة بأرض
السند مما يلي بندر كراجي وأقام بها ليالي معدودات، ثم عاد إلى المدينة الطيبة،
وولي رئاسة علمائها من قبل والي مصر، وخلف من مصنفاته كتبا مبسوطة ومختصرة.. وكان
ذا عصبية للمذهب الحنفي.. من رواة الصحيفة لقد ظهر من عبارة السندي أن جماعة من
حفاظ أهل السنة - أمثال ابن حجر العسقلاني - يروون صحيفة الإمام الرضا عليه السلام.
ويوجد (في المكتبة الناصرية) نسختان من الصحيفة يروي إحداهما: أبو الفتح عبيد الله
بن عبد الكريم بن هوازن القشيري النيشابوري الشافعي، المترجم في (طبقات الشافعية
للسبكي 7 / 207) والأخرى يرويها: صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد الحموئي
الجويني المتوفى سنة 722، والمترجم في (تذكرة الحفاظ 4 / 298) و(مرآة الجنان -
حوادث 722) و(العبر حوادث 795) و(الدرر
ص 68
الكامنة 1 / 67) وغيرها. هذا، وسيعلم في محله إخراج العاصمي وابن النجار حديث مدينة
العلم من حديث سيدنا الإمام الرضا عليه السلام بعين لفظ (الصحيفة). ولا ريب أن
رواية هذا الإمام المعصوم عليه السلام كافية لمن رام الحق، ولا يجحدها إلا من أضمر
البغض والعداء.
(2) رواية الإمام الرضا عليه السلام

بلفظ آخر وروى الإمام عليه
السلام حديث مدينة العلم، عن آبائه الكرام عن جده رسول الله صلى الله عليه وعليهم
أجمعين بلفظ آخر، فقد قال ابن المغازلي ما نصه: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن
سهل النحوي رحمه الله تعالى فيما أذن لي في روايته عنه: أن أبا طاهر إبراهيم بن عمر
بن يحيى يحدثهم قال: نا محمد بن المطلب، نا أحمد بن محمد بن عيسى - سنة عشر
وثلاثمائة - نا محمد بن عبد الله بن عمر بن مسلم اللاحقي الصفار بالبصرة - سنة أربع
وأربعين ومائتين - نا أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي عن أبيه جعفر بن
محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: يا علي أنا مدينة العلم وأنت الباب، كذب من زعم أنه يصل إلى
المدينة إلا من [قبل] الباب (1). شأن هذا الاسناد وهذا إسناد يمتنع الوصول إلى كنه
عظمته وجلالته، إنه إسناد التمس كبار
(هامش)
(1) المناقب لابن المغازلي: 85. [*]
ص 69
الأئمة والحفاظ أن يحدثهم الإمام الرضا عليه السلام بحديث به. وقال أحمد بن حنبل لو
قرئ هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنونه فقد ذكر أبو سعيد منصور ابن الحسين الآبي
الوزير ما نصه: حدث أبو الصلت قال: كنت مع علي بن موسى - وقد دخل نيسابور وهو
راكب بغلة شهباء - فغدا إلى طلبه علماء البلد: أحمد بن حرب، وياسين بن النضر، ويحيى
بن يحيى، وعدة من أهل العلم. فتعلقوا بلجامه في المربعة فقالوا: بحق آبائك الطاهرين
حدثنا بحديث سمعته من أبيك. قال: حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر، قال حدثني
أبي الصادق جعفر بن محمد، قال حدثني أبي الباقر علم الأنبياء محمد بن علي، قال
حدثني أبي سيد العابدين علي بن الحسين، قال حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين بن
علي، قال سمعت أبي سيد العرب علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان. قال قال أحمد بن
حنبل: لو قرأت هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنونه. وروي عن عبد الرحمن بن أبي
حاتم مثل ذلك يحكيه عن أبيه وأنه قرأه على مصروع فأفاق (1). وقال ابن الصباغ
وروى المولى السعيد إمام الدنيا عماد الدين محمد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان
- في محرم سنة ست وتسعين وخمسمائة - قال: أورد صاحب صاحب كتاب تاريخ نيسابور في
كتابه: أن علي بن موسى الرضا لما دخل إلى نيسابور في السفرة التي خص فيها بفضيلة
الشهادة، كان في قبة مستورة بالسقلاط على بغلة شهباء، وقد شق سوق نيسابور، فعرض له
الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية، والمثابران على السنة المحمدية: أبو زرعة
الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي، ومعهما خلائق لا يحصون من طلبة العلم والحديث وأهل
الرواية والدراية فقالا له: أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة، بحق آبائك
الطاهرين
(هامش)
(1) نثر الدر 1 / 362. [*]
ص 70
وأسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك المبارك الميمون، ورويت لنا حديثا عن آبائك عن
جدك محمد صلى الله عليه وسلم نذكرك به، فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلة عن
القبة، وأقر عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة، فكانت له ذؤابتان مدليتان على
عاتقه، والناس كلهم قيام على طبقاتهم ينظرون إليه، وهم ما بين صارخ وباك ومتمرغ في
التراب ومقبل لحافر بغلته، وعلا الضجيج، فصاحت الأئمة والفقهاء والعلماء: معاشر
الناس اسمعوا وعوا وانصتوا لسماع ما ينفعكم ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم، وكان
المستملى أبو زرعة ومحمد بن أسلم الطوسي. قال علي بن موسى الرضا: حدثني أبي موسى
الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمد الباقر، عن أبيه زين العابدين، عن أبيه
الحسين الشهيد بكربلا، عن أبيه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال: حدثني
جبرئيل قال سمعت رب العزة سبحانه وتعالى يقول: كلمة لا إله إلا الله حصني فمن قالها
دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي. ثم أرخى الستر على القبة وسار، فعد أهل
المحابر والدوى الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفا. قال الأستاذ أبو القاسم
القشيري: إتصل هذا الحديث ببعض أمراء السامانية فكتبه بالذهب، وأوصى أن يدفن معه في
قبره، فرأى في النوم بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بتلفظي بلا إله
إلا الله وتصديقي بأن محمدا رسول الله (1). وفي (جواهر العقدين) عن الجمال
الزرندي في كتابه معراج الوصول: وزاد - عقب قوله وتصديقي بأن محمدا رسول الله -
وكتابتي هذا الحديث بالذهب تعظيما له واحتراما (2).
(هامش)
(1) الفصول المهمة في معرفة الأئمة 241. (2) جواهر العقدين - مخطوط. [*]
ص 71
وإن شئت المزيد من مراجع القضية فراجع (المقاصد الحسنة) و(مفتاح النجا) و(الحق
المبين) و(فصل الخطاب). وممن رواها أيضا سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص 352) وابن
حجر المكي في (الصواعق 122). وقد أضاف بعضهم في الرواية: فلما مرت الراحلة
نادانا: بشروطها وأنا من شروطها قال خواجه بارسا قيل: من شروطها الاقرار له
بأنه إمام مفترض الطاعة . الإمام الرضا عليه السلام معصوم من الخطأ وبالرغم من
ثبوت عصمة الإمام الرضا عليه السلام بالأدلة العامة والخاصة غير الخاضعة للحصر
والاحصاء، فإنا نذكر هنا دليلين من الأدلة الخاصة به من كتب أهل السنة بالمناسبة: 1
- ما رواه خواجه بارسا في (فصل الخطاب) وعبد الحق الدهلوي في (رسالة مناقب الأئمة)
ومحمد مبين اللكهنوي في (وسيلة النجاة) والجامي في (شواهد النبوة) ورشيد الدين
الدهلوي في (إيضاح لطافة المقال) وولي الله اللكهنوي في (مرآة المؤمنين) عن موسى
الكاظم عليه السلام أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام - وأمير
المؤمنين رضي الله عنه معه - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي ابنك ينظر
بنور الله عز وجل وينطق بحكمة، يصيب ولا يخطي، ويعلم ولا يجهل، قد ملئ حكما وعلما
. 2 - ما رواه الجامي في (شواهد النبوة) والشيخ عبد الحق الدهلوي في (رسالة مناقب
الأئمة) وخواجة بارسا في (فصل الخطاب) والمولوي محمد مبين في (وسيلة النجاة)
والمولوي ولي الله في (مرآة المؤمنين) أنه قيل لأبي جعفر محمد بن علي رضي الله
عنهما: إن أباك سماه المأمون الرضا ورضيه لولاية عهده، فقال: بل الله سبحانه سماه
الرضا، لأنه كان رضا الله عز وجل في سمائه ورضا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
أرضه، وخص من بين آبائه الماضين بذلك، لأنه رضي به
ص 72
المخالفون كما رضي به الموافقون، وكان أبوه موسى الكاظم رضي الله عنه يقول: أدعوا
لي ولدي الرضا، وإذا خاطبه قال يا أبا الحسن . وغير خفي أن رواية هذا الإمام
المعصوم هذا الحديث بهذا السند عن جده الأعظم عليه وآله السلام كاف للإذعان بأنه
حديث قطعي، لا يشوبه ريب ولا يعتريه شك، والحمد لله رب العالمين.
(3) رواية عبد
الرزاق الصنعاني

قال الحاكم بعد أن أخرج الحديث من حديث ابن عباس وصححه ما نصه:
ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري بإسناد صحيح: حدثني أبو بكر محمد بن علي
الفقيه الإمام الشاشي القفال ببخارى - وأنا سألته - حدثني النعمان بن هارون البلدي
ببلد من أصل كتابه، ثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، ثنا عبد الرزاق، ثنا
سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، قال:
سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا مدينة
العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (2). كما سيعلم روايته من (المناقب
لابن المغازلي) و(تاريخ دمشق) و(تاريخ بغداد) و(كفاية الطالب).
(هامش)
(1) المستدرك على الصحيحين 3 / 127. [*]
ص 73
رجال الحديث ولنذكر بعض كلماتهم في توثيق رجال هذا السند، تأكيدا لتصحيح الحاكم
إياه فنقول: أما سفيان الثوري فهو من رجال الصحاح الستة، وقد وثقه ابن حبان (1)،
ترجم له: 1 - السمعاني بقوله: وأما نسب ثور ابن عبد مناة فالإمام أبو عبد الله
سفيان بن سعيد.. وكان من سادات أهل زمانه فقها وورعا وحفظا وإتقانا، شمائله في
الصلاح والورع أشهر من أن يحتاج إلى الاغراق في ذكرها.. (2). 2 - ابن الأثير:
إمام المسلمين وحجة الله على خلقه، يفوت فضائله الاحصاء وتعجز العادين، جمع في زمنه
بين الفقه والاجتهاد فيه والحديث والزهد والعبادة والورع والثقة، وإليه المنتهى في
علم الحديث وغيره من العلوم، أجمع الناس على دينه وزهده وورعه وثقته، ولم يختلفوا
في ذلك، وهو أحد الأئمة المجتهدين وأحد أقطاب الإسلام، وأركان الدين .. (3). 3 -
الذهبي أحد الأعلام علما وزهدا (4). 4 - ابن حجر: قال شعبة وابن عيينة وأبو
عاصم وابن معين وغير واحد من العلماء: سفيان أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن
المبارك: كتبت عن ألف ومائة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان، فقال له رجل: يا أبا
عبد الله رأيت سعيد ابن جبير وغيره وتقول هذا؟ قال: هو ما أقول، ما رأيت أفضل من
سفيان.
(هامش)
(1) الثقات 6 / 401. (2) الأنساب - الثوري. (3) جامع الأصول لابن الأثير - مخطوط.
(3) الكاشف 1 / 378. [*]
ص 74
وقال وكيع عن شعبة: سفيان أحفظ مني: وقال ابن مهدي كان وهب يقدم سفيان في الحفظ على
مالك. وقال يحيى القطان: ليس أحد أحب إلي من شعبة ولا يعدله أحد عندي، وإذا خالفه
سفيان أخذت بقول سفيان. وقال الدوري: رأيت يحيى بن معين لا يقدم على سفيان في زمانه
أحدا في الفقه والحديث والزهد وكل شيء. وقال الآجري عن أبي داود: ليس يختلف سفيان
وشعبة في شيء إلا يظفر سفيان. وقال أبو داود: بلغني عن ابن معين قال: ما خالف أحد
سفيان في شيء إلا كان القول قول سفيان، وقال العجلي: أحسن أسناد الكوفة سفيان عن
منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.. وقال المروزي عن أحمد: لا يتقدم في قلبي
أحد سفيان. وقال عبد الله بن داود: ما رأيت أفقه من سفيان. وقال أبو قطن: قال لي
شعبة إن سفيان ساد الناس بالورع والعلم. قال الخطيب: كان إماما من أئمة المسلمين
وعلما من أعلام الدين، مجمعا على أمانته بحيث يستغني عن تزكيته، مع الاتقان والحفظ
المعرفة والضبط والورع والزهد. وقال ابن سعد: كان ثقة مأمونا وكان عابدا ثبتا. وقال
النسائي: هو أجل من أن يقال فيه ثقة، وهو أحد الأئمة الذين أرجوا أن يكون ممن جعله
الله للمتقين إماما. وقال ابن أبي حاتم: ما رأيت أشبه بالتابعين من سفيان. وقال
زائدة: كان أعلم الناس في أنفسنا. وقال ابن حبان: كان من سادات الناس فقها وورعا
وإتقانا (1). وأما عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري فقد ترجم له 1 - ابن حبان
قائلا: عبد الله بن عثمان بن خثيم المكي، يروي عن سعيد ابن جبير، روى عنه ابن
جريج، روى عنه أهل الحجاز. مات سنة 132 (2).
(هامش)
(1) تهذيب التهذيب 4 / 113. (2) الثقات 5 / 34. [*]
ص 75
2 - السمعاني: وأبو عثمان عبد الله بن عثمان بن خثيم من القارة، يروي عن أبي
الطفيل، عداده في أهل مكة، روى عنه معمر، مات سنة 144، وقد قيل سنة 135 (1). 3 -
ابن حجر: قال ابن أبي مريم عن ابن معين: ثقة حجة. وقال العجلي: ثقة. وقال أبو
حاتم: ما به بأس صالح الحديث. وقال النسائي: ثقة وقال مرة ليس بالقوي. وذكره ابن
حبان في الثقات.. وقال ابن سعد.. كان ثقة وله أحاديث حسنة (2). وأما عبد الرحمن بن
بهمان المدني الذي عبر عنه الحاكم في المستدرك ب عبد الرحمن بن عثمان التيمي
فقد. ترجم له 1 - ابن حبان في (الثقات). 2 - الذهبي وقال: وثق (3). 3 - ابن حجر
ووثقه (4). وروى عبد الرزاق بن همام حديث مدينة العلم بسند آخر، فقد جاء في
(المناقب) ما نصه: أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن
الصلت القرشي، نا علي بن محمد المصري، نا محمد بن عيسى بن شيبة البزار، نا أحمد بن
عبد الله بن يزيد المؤدب، نا عبد الرزاق، أنا معمر عن عبد الله
(هامش)
(1) الأنساب - القاري. (2) تهذيب التهذيب 5 / 314. (3) الكاشف 2 / 158. (4) تقريب
التهذيب 1 / 474، تهذيب التهذيب 6 / 149. [*]
ص 76
ابن عثمان عن عبد الرحمن قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية - وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب - هذا أمير البررة
وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله. ثم مد بها صوته فقال: أنا مدينة العلم
وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب (1). رجال السند ورجال هذا الحديث ثقات.
فأما معمر فقد أخرج له أصحاب الصحاح الستة وترجم له بكل ثناء وتعظيم في (الثقات)
و(تهذيب الأسماء واللغات 2 / 107) و(تذكرة الحفاظ 1 / 190) و(تهذيب التهذيب 10 /
243) و(العبر 1 / 220) و(الكاشف 2 / 266) و(مرآة الجنان 1 / 323) و(طبقات الحفاظ
82) وغيرها. وأما عبد الله بن عثمان، وعبد الرحمن بن بهمان، فقد مر طرف من كلمات
الثناء عليهما. وأما عبد الرزاق بن همام نفسه، فقد ترجمنا له بالتفصيل في مجلد
(حديث التشبيه) عن طائفة من معاجم التراجم المعتبرة (2). (4) تصحيح يحيى بن معين
على صحة حديث مدينة العلم، قال المزي والعسقلاني بترجمة أبي الصلت
(هامش)
(1) المناقب لابن المغازلي: 84. (2) أنظر: الكمال في أسماء الرجال - مخطوط،
الأنساب: الصنعاني، دول الإسلام: حوادث 211، مرآة الجنان حوادث: 211، تذكرة الحفاظ
1 / 334.. [*]
ص 77
عبد السلام بن صالح الهروي: قال القاسم بن عبد الرحمن الأنباري: حدثنا أبو الصلت
الهروي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش عن مجاهد، عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت بابه. عبد
الرحمن الأنباري: حدثنا أبو الصلت الهروي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش عن مجاهد،
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم): أنا مدينة العلم وعلي بابها،
فمن أراد العلم فليأت بابه. قال القاسم: سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث فقال:
صحيح. قال أبو بكر ابن ثابت الحافظ: أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية وليس بباطل،
إذ قد رواه غير واحد عنه (1). وقال السيوطي: روى الخطيب في تاريخه عن يحيى بن
معين أنه سئل عن حديث ابن عباس فقال: هو صحيح (2). وقال المناوي: ورواه الخطيب
في التاريخ باللفظ المذكور من حديث أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس. ثم
قال: قال القاسم سألت ابن معين عنه فقال: هو صحيح. قال الخطيب: قلت: أراد أنه صحيح
من حديث أبي معاوية وليس بباطل، إذ رواه غير واحد عنه (3). وقال الشوكاني في مقام
الجواب عن القدح فيه: وأجيب عن ذلك بأن محمد جعفر البغدادي الفيدي قد وثقه يحيى
بن معين، وأن أبا الصلت الهروي قد وثقه ابن معين والحاكم، وقد سئل يحيى عن هذا
الحديث فقال: صحيح (4).
(هامش)
(1) تهذيب الكمال في أسماء الرجال - مخطوط، تهذيب التهذيب 6 / 319. (2) جمع الجوامع
1 / 383. (3) فيض القدير في شرح الجامع الصغير 3 / 47. (4) الفوائد المجموعة للقاضي
الشوكاني 349. [*]
ص 78
وقال الأمير: وروى الخطيب في تاريخه عن يحيى بن معين أنه سئل عن حديث ابن عباس
فقال: هو صحيح (1). هذا، وأما دعوى أنه أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية..
فعارية عن الدليل، ومن هنا نقل السيوطي والشوكاني وغيرهما تصحيحه إياه مطلقا، ولو
سلم فإن أبا معاوية والأعمش ومجاهد ثقات، فالحديث صحيح بلا كلام، وسيأتي لذلك مزيد
تأييد وتحقيق من كلام الحافظ العلائي والعلامة الفيروز آبادي، كما ستعلم عند نقض
كلمات (الدهلوي) إثبات يحيى بن معين لهذا الحديث مرة بعد أخرى.. فانتظر. ترجمته 1 -
ابن جزلة: كان إماما حافظا متقنا.. قال علي بن المديني: إنتهى العلم بالبصرة إلى
يحيى بن أبي كثير وقتادة، وعلم الكوفة إلى إسحاق والأعمش، وانتهى علم الحجاز إلى
ابن شهاب وعمرو بن دينار، وصار علم هؤلاء الستة بالبصرة إلى سعيد بن أبي عروبة
وشعبة ومعمر وحماد بن سلمة وأبي عوانة، ومن أهل الكوفة إلى سفيان الثوري وسفيان بن
عيينة، ومن أهل الحجاز إلى مالك بن أنس، ومن أهل الشام إلى الأوزاعي، فانتهى علم
هؤلاء إلى محمد بن إسحاق وهشيم ويحيى بن سعيد وابن أبي زائدة ووكيع وابن المبارك -
وهو أوسع هؤلاء علما - وابن مهدي وابن آدم، وصار علم هؤلاء جميعا إلى يحيى بن معين.
وقال أحمد: كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث. وقال ابن الرومي: ما سمعت
أحدا قط يقول الحق في المشايخ غير يحيى بن معين، وغيره كان يتحامل بالقول.. (2).
(هامش)
(1) الروضة الندية - شرح التحفة العلوية. (2) مختار مختصر تاريخ بغداد - مخطوط. [*]
ص 79
2 - السمعاني: كان إماما ربانيا عالما حافظا ثبتا متقنا مرجوعا إليه في الجرح
والتعديل.. إنتهى علم العلماء إليه حتى قال أحمد بن حنبل: ههنا رجل خلقه الله لهذا
الشأن وأظهر كذب الكذابين - يعني يحيى بن معين - وقال علي بن المديني: لا نعلم أحدا
من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين. قال أبو حاتم الرازي: إذا رأيت
البغدادي يحب أحمد بن حنبل فأعلم أنه صاحب سنة، وإذا رأيته يبغض يحيى بن معين فاعلم
أنه كذاب (1). 3 - النووي: هو إمام أهل الحديث في زمنه والمعول عليه فيه..
أجمعوا على إمامته وتوثيقه وحفظه وجلالته وتقدمه في هذا الشأن واضطلاعه منه.
وأحواله وفضائله رضي الله عنه غير منحصرة.. (2). 4 - ابن خلكان: الحافظ
المشهور، كان إماما عالما حافظا متقنا.. وهو صاحب الجرح والتعديل، روى عنه كبار
الأئمة منهم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج
القشيري، وأبو داود السجستاني، وغيرهم من الحفاظ، وكان بينه وبين الإمام أحمد بن
حنبل رضي الله عنه من الصحبة والألفة والاشتراك في الاشتغال بعلوم الحديث ما هو
مشهور، لا حاجة إلى الاطالة فيه.. (3). 5 - أبو الفداء الأيوبي: كان إماما
حافظا.. (4). 6 - الذهبي: يحيى بن معين هو الإمام الحافظ الجهبذ شيخ
المحدثين... قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عن يحيى فقال: إمام. وقال
النسائي: أبو زكريا أحد الأئمة في الحديث، ثقة مأمون. (5).
(هامش)
(1) الأنساب - المري. (2) تهذيب الأسماء واللغات 1 / 156. (3) وفيات الأعيان 6 /
139. (4) المختصر في أحوال البشر 2 / 37. (5) سير أعلام النبلاء 11 / 71. [*]
ص 80
7 - الذهبي: يحيى بن معين الإمام الفرد سيد الحفاظ.. قال يحيى القطان: ما قدم
علينا مثل هذين أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. قال أحمد بن حنبل: يحيى بن معين أعلمنا
بالرجال. قلت: يحيى أشهر من أن نطول الشرح بمناقبه. قال خنيس بن مبشر أحد الثقات:
رأيت يحيى بن معين في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال أعطاني وحباني وزوجني ثلاث
مائة حوراء، ومهد لي بين الناس. توفي في ذي القعدة غريبا بمدينة النبي صلى الله
عليه وآله سنة 233) (1). 8 - الذهبي أيضا: الإمام أبو زكريا يحيى بن معين
البغدادي الحافظ، أحد الأعلام وحجة الإسلام.. حديثه في الكتب الستة (2). 9 -
الذهبي أيضا: إمام المحدثين، فضائله كثيرة، مولده سنة 158، ومات طالب الحج
بالمدينة في ذي القعدة 233، وحمل على أعواد النبي صلى الله عليه وسلم (3). 10 -
اليافعي بنحو ما تقدم (4). 11 - القنوجي في (التاج المكلل: 141).
(5) رواية سويد بن
سعيد الحدثاني

من مشايخ مسلم وابن ماجة. قال ابن كثير - بعد أن روى حديث أنا دار
(هامش)
(1) تذكرة الحفاظ 2 / 429. (2) العبر في خبر من غبر 1 / 415. (3) الكاشف 2 / 358.
(4) مرآة الجنان 2 / 108. [*]
ص 81
الحكمة.. عن الترمذي - قلت: رواية سويد بن سعيد عن شريك عن سلمة عن الصنابحي عن
علي مرفوعا: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب (1). ورواه
الذهبي بإسناده عنه، كما ستعلم في محله إن شاء الله تعالى.
ترجمته

1 - السمعاني في
(الأنساب - الحدثاني). 2 - المزي في (تهذيب الكمال 12 / 247). 3 - الذهبي في (تذهيب
التهذيب - مخطوط) و(تذكرة الحفاظ 2 / 454) و(العبر في خبر من غبر 1 / 432). 4 - ابن
حجر في (تهذيب التهذيب 4 / 272). 5 - السيوطي في (طبقات الحفاظ 198). وغيرهم.. وقد
أثنوا عليه ووصفوه بالأوصاف الحميدة، وأطروه غاية الاطراء، فليراجع.
(6) رواية أحمد
بن حنبل

رواه من طرق عديدة.. قال العلامة محمد بن علي بن شهر آشوب (المترجم في
الوافي بالوفيات 4 / 164 والبلغة للفيروز آبادي 240 ولسان الميزان 5 / 310 وبغية
الوعاة 1 / 181 وطبقات المفسرين للداودي 2 / 199) وقال النبي عليه السلام
بالاجماع أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت
(هامش)
(1) تاريخ ابن كثير 7 / 359. [*]
ص 82
الباب. رواه أحمد من ثمانية طرق (1). وقال سبط ابن الجوزي: أحمد في الفضائل:
ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد ابن عبد الله (عمر) الرومي، ثنا شريك عن سلمة بن
كهيل، عن الصنابحي، عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنا مدينة العلم
وعلي بابها (2). وقال السمهودي: رواه الإمام أحمد في الفضائل عن علي رضي الله
عنه (3). كما يظهر ذلك من كلام المناوي والشيخاني القادري فيما سيأتي إن شاء
الله. متى روى أحمد حديثا وجب المصير إليه ولقد بنى علماء أهل السنة على وجوب
المصير إلى الحديث الذي يرويه أحمد بن حنبل، لأنه إمام زمانه والمقتدى به في هذا
الفن، قال أخطب خوارزم والكنجي في بيان كثرة فضائل مولانا أمير المؤمنين عليه
السلام: ويدل على ذلك ما رويناه عن إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل، وهو أعرف أصحاب
الحديث في علم الحديث، قريع أقرانه وإمام زمانه، والمقتدى به في هذا الفن في إبانه،
والفارس الذي يكب فرسان الحافظ في ميدانه، وروايته مقبولة، وعلى كاهل التصديق
محمولة ولا يتهم في دينه، ولا يشك أنه يقول بتفضيل الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله
عنهما وأرضاهما وأظلنا بظل رضاهما - فجاءت روايته فيه كعمود الصباح، ولا يمكن ستره
بالراح.. (4). وقال سبط ابن الجوزي في ذكر الحديث المؤاخاة: ونحن نقول: الحديث
(هامش)
(1) مناقب آل أبي طالب 2 / 34. (2) تذكرة خواص الأمة: 47. (3) جواهر العقدين -
مخطوط. (4) المناقب للخوارزمي: 3، كفاية الطالب: 253. [*]
ص 83
الذي رواه أحمد في الفضائل ليس فيه ميسرة ولا الحكم، وأحمد مقلد في الباب، متى روى
حديثا وجب المصير إلى روايته، لأنه إمام زمانه وعالم أوانه والمبرز في علم النقل
علي أقرانه، والفارس الذي لا يجارى في ميدانه، وهذا هو الجواب عن جميع ما يرد في
الباب وفي أحاديث الكتاب (1).
(7) رواية عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي شيخ
البخاري وابن ماجة والترمذي

وسيظهر ذلك من كلام الخطيب البغدادي والكنجي إن شاء
الله. وقد ترجمنا له بالتفصيل في مجلد (حديث الطير).
(8) رواية الترمذي

رواه في
صحيحه كما في (جامع الأصول) حيث قال: علي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه الترمذي (2). وفي (مطالب السئول): ولم يزل -
أي علي عليه السلام - بملازمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يزيده الله تعالى علما
حتى قال رسول الله صلى الله عليه
(هامش)
(1) تذكرة خواص الأمة: 22. (2) جامع الأصول 9 / 473. [*]
ص 84
وسلم - فيما نقله الترمذي في صحيحه بسنده عنه - أنا مدينة العلم وعلي بابها (1).
وفيه في شواهد علمه عليه السلام: ومن ذلك ما رواه الإمام الترمذي في صحيحه بسنده
- وقد تقدم ذكره في الاستشهاد في صفة أمير المؤمنين بالأنزع البطين - إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها (2). وقال السيوطي: وأخرج
الترمذي والحاكم عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم
وعلي بابها، هذا حديث حسن على الصواب (3). وفي (السيرة الشامية) في أسماء الرسول
صلى الله عليه وسلم: مدينة العلم. روى الترمذي وغيره مرفوعا: أنا مدينة العلم
وعلي بابها. والصواب أنه حديث حسن . وقد اعترف ابن تيمية في (المنهاج) وابن
روزبهان في (الباطل) بإخراج الترمذي حديث العلم في صحيحه. كما سيظهر ذلك من:
(الصواعق) والنواقض) و(العقد النبوي) و(الصراط السوي) و(أسماء رجال المشكاة)
و(تيسير المطالب) و(النبراس) و(شرح المواهب اللدنية) و(إسعاف الراغبين) و(ذخيرة
المآل) و(شرح المثنوي) وغيرها - إن شاء الله تعالى.
ترجمته

ولا بأس بإيراد طرف من
فضائل الترمذي ومحامده عن كتب أعيان أهل السنة ومشاهيرهم، فممن ترجم له:
(هامش)
(1) مطالب السئول: 35. (2) مطالب السئول: 61. (3) تاريخ الخلفاء: 170. [*]
ص 85
1 - السمعاني: هذه النسبة إلى بوغ، وهي قرية من قرى ترمذ على ستة فراسخ، منها
الإمام أبو عيسى بن سورة بن شداد البوغي الترمذي الضرير، إمام عصره بلا مدافعه،
صاحب التصانيف.. (1). وقال: أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنف
كتاب الجامع والتاريخ والعلل تصنيف رجل عالم متقن، وكان يضرب به المثل في الحفظ
والضبط، تلمذ لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ويشارك معه في شيوخه.. (2).
2 - المجد ابن الأثير: هو أحد العلماء الحفاظ الأعلام، وله في الفقه يد صالحة،
أخذ عن جماعة من أئمة الحديث ولقي الصدر الأول من المشايخ.. وله تصانيف كثيرة في
علم الحديث، وكتابه هذا الصحيح أحسن الكتب وأكثرها فائدة وأحسنها ترتيبا وأقلها
تكرارا، وفيه ما ليس في غيره من ذكر المذاهب ووجوه الاستدلال وتبيين أنواع الحديث
من الصحيح والحسن والغريب، وفيه جرح وتعديل، وفي آخره كتاب العلل قد جمع فيه فوائد
حسنة كما لا يخفى قدرها على من وقف عليها. قال الترمذي رحمه الله: صنفت هذا الكتاب
فعرضته على علماء الحجاز فرضوا به، وعرضته على علماء العراق فرضوا به وعرضته على
علماء خراسان فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي يتكلم
(3). 3 - العز ابن الأثير: كان إماما حافظا، له تصانيف حسنة منها الجامع الكبير
في الحديث، وهو أحسن الكتب، وكان ضريرا (4). 4 - ابن خلكان بمثل كلام السمعاني
(5).
(هامش)
(1) الأنساب - البوغي. (2) المصدر - الترمذي. (3) جامع الأصول 1 / 193 - 194. (4)
الكامل في التاريخ - حوادث: 279. (5) وفيات الأعيان 4 / 278. [*]
ص 86
5 - أبو الفداء الأيوبي: كان إماما حافظا له تصانيف حسنة منها الجامع الكبير في
الحديث، وكان ضريرا، وهو من أئمة الحديث المشهورين الذين يقتدى بهم في علم الحديث..
(1). 6 - الذهبي: الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي
الضرير مصنف الجامع وكتاب العلل.. قال ابن حبان في كتاب الثقات: كان أبو عيسى ممن
جمع وصنف وحفظ وذاكر. وقال أبو سعيد الادريسي: كان أبو عيسى يضرب به المثل في
الحفظ. وقال الحاكم: سمعت عمر بن عليك يقول: مات البخاري فلم يخلف بخراسان مثل أبي
عيسى في العلم والحفظ والورع والزهد، بكى حتى عمي وبقي ضريرا سنين.. قال: ما أخرجت
في كتابي هذا إلا حديثا قد عمل به بعض الفقهاء.. (2). 7 - الذهبي أيضا: .. كان
من أئمة هذا الشأن.. (3). 8 - الخطيب التبريزي بمثل كلام المجد ابن الأثير (4). 9
- السيوطي: الحافظ العلامة، طاف البلاد وسمع خلقا كثيرا من الخراسانيين
والعراقيين والحجازيين وغيرهم.. (5). 10 - القاري: هو أحد أئمة عصره وأجلة حفاظ
دهره - قيل: ولد أكمه - سمع خلقا كثيرا من العلماء الأعلام وحفاظ مشايخ الإسلام،
مثل قتيبة بن سعيد والبخاري والدارمي ونظرائهم، وجامعه دال على اتساع حفظه ووفور
علمه، كأنه كاف للمجتهد وشاف للمقلد، ونقل عن الشيخ عبد الله الأنصاري
(هامش)
(1) المختصر - حوادث: 279. (2) تذكرة الحفاظ 2 / 633. (3) العبر 2 / 62. (4) أسماء
رجال المشكاة المطبوع مع المشكاة 3 / 803. (5) طبقات الحفاظ 278. [*]
ص 87
أنه قال: جامع الترمذي عندي أنفع من كتابي البخاري ومسلم.. (1). وانظر: (دول
الإسلام 1 / 168) و(مرآة الجنان 2 / 193) و(تتمة المختصر حوادث 279) وغيرها.
(9)
رواية ابن فهم البغدادي

قال الحاكم في (المستدرك) حدثنا بصحة ما ذكره الإمام أو
زكريا يحيى بن معين: أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري، ثنا الحسين بن فهم،
ثنا محمد بن يحيى بن الضريس، ثنا محمد بن جعفر الفيدي، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن
مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة
العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب. قال الحسين بن فهم: حدثناه أبو
الصلت الهروي عن أبي معاوية. قال الحاكم: ليعلم المستفيد لهذا العلم: أن الحسين بن
فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ (2).
ترجمته

وعبارة الحاكم هذه في حق ابن فهم
تغنينا عن ترجمته، وقد ذكره الحافظ الذهبي في حوادث سنة 289 قائلا: وفيها الحسين
بن محمد بن فهم بن علي البغدادي الحافظ، أحد أئمة الحديث، أخذ عن يحيى بن معين وروى
الطبقات عن ابن سعد (3).
(هامش)
(1) شرح الشمائل للقاري 1 / 7. (2) المستدرك على الصحيحين 3 / 127. (3) العبر في
خبر من غبر 2 / 83. [*]
ص 88
(10) رواية البزار ابن حجر المكي

أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن
عبد الله.. قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي
بابها.. (1). وستعلم روايته من (العقد النبوي) و(نزل الأبرار) و(إسعاف الراغبين)
و(مفتاح النجا) و(وسيلة النجاة) و(السيف المسلول) وغيرها أيضا.
ترجمته

1 - أبو
نعيم بقوله: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري أبو بكر البزار الحافظ، قدم
إصبهان مرتين (2). 2 - الذهبي: وفيها مات حافظ وقته أبو بكر أحمد بن عمرو
البصري البزار صاحب المسند الكبير بالرملة (3). 3 - السيوطي: البزار الحافظ
العلامة الشهير.. (4). 4 - الأزهري: سنن البزار الحافظ أبي بكر أحمد بن عبد
الخالق البزار العتكي.. قال ابن أبي خثيمة: هو ركن من أركان الإسلام، كان يشبه بابن
(هامش)
(1) الصواعق المحرقة: 73. (2) أخبار أصفهان 1 / 104. (3) دول الإسلام 1 / 177. (4)
طبقات الحفاظ 285. [*]
ص 89
حنبل في زهده وورعه.. (1). 5 - (الدهلوي) في كتابه (التحفة) ووصفه ب عمدة
المحدثين واعتمد على نقله واستشهد برواياته في مواضع عديدة منه.
(11) رواية ابن
جرير الطبري

قال السيوطي بعد أن روى حديث أنا دار الحكمة وعلي بابها عن الترمذي
والطبري وأبي نعيم، ثم ذكر عبارة الترمذي حوله، قال: وقال ابن جرير: هذا خبر صحيح
سنده، وقد يجب أن يكون هذا على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلتين: إحداهما: إنه
خبر لا يعرف له مخرج عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه،
والأخرى: إن سلمة بن كهيل عندهم ممن لا يثبت بنقله حجة. وقد وافق عليا في رواية هذا
الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم غيره: ثنا محمد بن إبراهيم الفزاري ثنا عبد
السلام بن صالح الهروي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من
بابها. ثنا إبراهيم بن موسى الرازي - وليس بالفراء - ثنا أبو معاوية بإسناده مثله.
هذا الشيخ لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث. إنتهى كلام ابن جرير (2).
(هامش)
(1) رسالة الأسانيد: 44. (2) جمع الجوامع 1 / 373. [*]
ص 90
ترجمته

1 - ابن جزلة في مختار مختصر تاريخ بغداد - مخطوط. 2 - السمعاني في الأنساب
- الطبري. 3 - ياقوت في معجم الأدباء 6 / 423. 4 - النووي في تهذيب الأسماء واللغات
1 / 78. 5 - الذهبي في تذكرة الحفاظ 2 / 710 والعبر. 6 - ابن الوردي في تتمة
المختصر حوادث 307. 7 - اليافعي في مرآة الجنان 2 / 261. 8 - السبكي في طبقات
الشافعية 2 / 135. 9 - ابن الشحنة في روضة المناظر حوادث 310. 10 - ابن قاضي شهبة
الأسدي في طبقات الشافعية 1 / 101. 11 - السيوطي في طبقات الحفاظ 307. 12 - الداودي
في طبقات المفسرين 2 / 106. وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلد حديث الولاية. وقال
ابن خلكان ما ملخصه: كان إماما في فنون كثيرة منها التفسير والحديث والفقه
والتاريخ وغير ذلك، وله مصنفات مليحة في فنون عديدة تدل على سعة علمه وغزارة فضله،
وكان من الأئمة المجتهدين لم يقلد أحدا، وكان أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني
المعروف بابن طرار على مذهبه، وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى. وكان ثقة في نقله
وتاريخه أصح التواريخ وأثبتها، وذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء من
جملة المجتهدين.. (1).
(هامش)
(1) وفيات الأعيان 4 / 191. [*]
ص 91
وقال أبو الفداء الأيوبي: كان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات، بصيرا
بالمعاني، وكان من المجتهدين لم يقلد أحدا، وكان فقيها عالما عارفا بأقاويل الصحابة
والتابعين ومن بعدهم.. ولما مات تعصبت عليه العامة ورموه بالرفض، وما كان سببه إلا
أنه صنف كتابا فيه اختلاف الفقهاء ولم يذكر فيه أحمد ابن حنبل فقيل له في ذلك،
فقال: لم يكن أحمد بن حنبل فقيها وإنما كان محدثا. فاشتد ذلك على الحنابلة وكانوا
لا يحصون كثرة ببغداد فشنعوا عليه بما أرادوه (1). وقال الجزري: الإمام أبو
جعفر الطبري الآملي البغدادي أحد الأعلام وصاحب التفسير والتاريخ والتصانيف.. قال
الخطيب: كان أحد الأئمة العلم يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد
جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظا لكتاب الله، عارفا
بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، صحيحها
وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، عارفا بأيام الناس
وأخبارهم.. (2).
(12) رواية أبي بكر الباغندي

قال ابن المغازلي: أخبرنا محمد بن
أحمد بن عثمان، أنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي، نا
الباغندي محمد بن محمد ابن سليمان، نا محمد بن مصفانا حفص بن عمر العدناني، نا علي
بن عمرو عن أبيه
(هامش)
(1) المختصر - حوادث 307. (2) غاية النهاية في طبقات القراء 2 / 106. [*]
ص 92
عن جرير عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها
ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها (1).
ترجمته

1 - السمعاني في (الأنساب -
الباغندي). 2 - الذهبي في (تذكرة الحفاظ 2 / 736) و(العبر 2 / 153) و(دول الإسلام
حوادث 312). 3 - السيوطي في (طبقات الحفاظ 311) وغيرهم، فليراجع.
(13) رواية الأصم

قال الحاكم ما نصه: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الرحيم
الهروي بالرملة، ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن
مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة
العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب. هذا حديث صحيح الاسناد ولم
يخرجاه، وأبو صلت ثقة مأمون، فإني سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب في التاريخ يقول:
سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي فقال: ثقة
فقلت: أليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش أنا مدينة العلم؟ فقال: حدث به محمد ابن
جعفر الفيدي وهو ثقة مأمون.. (2).
(هامش)
(1) المناقب لابن المغازلي: 81. (2) المستدرك على الصحيحين 3 / 126. [*]
ص 93
وقال ابن المغازلي أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الاصفهاني - قدم
علينا واسطا، إملاء في جامعنا في شهر رمضان من سنة أربع وثلاثين وأربعمائة - أنا
أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، أنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم، نا محمد بن عبد الرحيم الهروي، نا عبد السلام بن صالح نا أبو معاوية
عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة
العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (1).
ترجمته

1 - السمعاني:
الأصم - بفتح الألف والصاد المهملة وتشديد الميم في آخر الكلمة - هذه صفة لمن كان
لا يسمع، من الصمم، والمشهور به في المشرق والمغرب: أبو العباس محمد بن يعقوب، محدث
عصره بلا مدافعة، ولم يختلف قط في صدقه وصحة سماعه، قال الحاكم أبو عبد الله
الحافظ: ما رأينا الرحالة في بلد من بلاد الإسلام أكثر منها إليه، فناهيك بهذا شرفا
واشتهارا وعلوا في الدين وقبولا في بلاد المسلمين بطول الدنيا وعرضها (2). 2 -
الذهبي: الأصم: الإمام الثقة محدث المشرق، قال الحاكم: سمعت محمد بن الفضل بن
خزيمة قال سمعت جدي إمام الأئمة - وسئل عن كتاب المبسوط للشافعي فقال - إسمعوه من
أبي العباس الأصم فإنه ثقة قد رأيته يسمع بمصر، وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: سمعت
عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: ما بقي لكتاب المبسوط راو غير أبي العباس الوراق،
وبلغنا أنه ثقة صدوق (3).
(هامش)
(1) المناقب لابن المغازلي: 83. (2) الأنساب - الأصم. ملخصا. (3) تذكرة الحفاظ 3 /
860. ملخصا. [*]
ص 94
وفي (العبر): وفيها محدث خراسان ومسند العصر أبو العباس الأصم محمد بن يعقوب..
(1). 3 - السيوطي: الأصم: الإمام المفيد الثقة محدث المشرق.. محدث عصره بلا
مدافعة.. (2).
(14) رواية أبي الحسن ابن تميم البغدادي

لقد ظهرت روايته للحديث من
عبارة الحاكم الآنفة الذكر، كما ستعلم ذلك فيما يأتي أيضا.
(15) رواية أبي بكر ابن
الجعابي

قال ابن شهر آشوب: قال النبي عليه السلام بالاجماع: أنا مدينة العلم وعلي
بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه أحمد من ثمانية طرق، وإبراهيم الثقفي من
سبعة طرق، وابن بطة من ستة طرق، والقاضي الجعابي من ستة طرق (3).
(هامش)
(1) العبر في خبر من غبر - حوادث: 364. (2) طبقات الحفاظ 354. (3) مناقب آل أبي
طالب 2 / 34. [*]
ص 95
ترجمته

ترجم له الحافظ جلال الدين السيوطي بما هذا نصه: ابن الجعابي الحافظ
البارع، فريد زمانه، قاضي الموصل أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن مسلم التميمي
البغدادي، ولد في صفر سنة 284 وتخرج بابن عقدة، وصنف الأبواب والشيوخ، روى عنه
الدارقطني والحاكم وأبو نعيم - وهو خاتمة أصحابه -. قال أبو علي: ما رأيت في
المشايخ أحفظ من ابن الجعابي، وسمعت من يقول: إنه يحفظ مائتي ألف حديث ويجيب في
مثلها، إلا أنه كان يفضل الحافظ، فإنه يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يتسمحون
في ذلك، وكان إماما في معرفة العلل وثقات الرجال وتواريخهم. مات بغداد في رجب سنة
355 (1).
(16) رواية الطبراني

لقد أخرجه من حديث ابن عباس، حيث قال: ثنا الحسن
بن علي المعمري ومحمد بن علي الصائفي المكي قال ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح
الهروي، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه (2).
ورواه بهذا اللفظ عنه: ابن حجر - على ما نقل عنه السيوطي في شرح
(هامش)
(1) طبقات الحفاظ 375 وله ترجمة في تذكرة الحفاظ 3 / 925 وفي العبر 2 / 302. 2) عن
المعجم الكبير. [*]
ص 96
الترمذي والسيوطي في (جمع الجوامع)، والمتقي في (كنز العمال) والبدخشاني في (نزل
الأبرار) و(مفتاح النجا) والمولوي مبين في (وسيلة النجاة) وولي الله في (مرآة
المؤمنين) كما ستعرف فيما يأتي إن شاء الله تعالى. وأخرجه فيه عن ابن عباس بلفظ
آخر، قال السيوطي: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب، عق عد
طب ك (1). ورواه بهذا اللفظ عنه: السمهودي في (جواهر العقدين) والمتقي في (كنز
العمال) كما ستعلم. وتظهر روايته إياه من حديث ابن عباس من (النكت البديعات) و(شرح
المواهب) و(الفوائد المجموعة) كما سيأتي فيما بعد إن شاء الله. وأخرجه الطبراني في
(الأوسط) من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري، فقد قال ابن حجر المكي الحديث
التاسع: أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والطبراني والحاكم
والعقيلي في الضعفاء وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن علي رضي الله عنه،
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها (2). وتظهر
روايته له من حديث جابر من (العقد النبوي) و(النبراس) و(نزل الأبرار) و(مفتاح
النجا) و(تحفة المحبين) و(إسعاف الراغبين) و(وسيلة النجاة) و(السيف المسلول) كما
سيأتي فيما بعد إن شاء الله تعالى. وأخرجه من حديث ابن عمر كما عرفت ذلك من عبارة
(الصواعق) الآنفة قريبا، وستعرفه من عبارات (نزل الأبرار) و(مفتاح النجا) و(تحفة
المحبين) و(إسعاف الراغبين) و(وسيلة النجاة) إن شاء الله. هذا: ويعلم إخراجه حديث
مدينة العلم بنحو الإطلاق من عبارة (كنوز الحقائق) إن شاء الله.
(هامش)
(1) الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير 1 / 108. (2) الصواعق المحرقة: 73. [*]
ص 97
ترجمته

1 - السمعاني في (الأنساب - الطبراني). 2 - ابن خلكان في (وفيات الأعيان 1
/ 215). 3 - الذهبي في (العبر 2 / 315). 4 - اليافعي في (مرآة الجنان (2 / 372). 5
- السيوطي في (طبقات الحفاظ 372). 6 - الجزري في (طبقات القراء 1 / 311). وقد ذكرنا
ترجمة بالتفصيل عن هذه الكتب وغيرها في مجلد (حديث الطير). وقال الذهبي:
الطبراني: الحافظ الإمام العلامة الحجة أبو القاسم سليمان ابن أحمد بن أيوب بن مطير
الشامي اللخمي الطبراني مسند الدنيا.. (1). وفي (دول الإسلام) مسند الدنيا
الحافظ أبو القاسم.. (2). وقال القنوجي كان حافظ عصره، رحل في طلب الحديث من
الشام إلى العراق والحجاز واليمن ومصر وبلاد الجزيرة الفراتية، وأقام في الرحلة
ثلاثا وثلاثين سنة، وسمع الكثير، وعدد شيوخه ألف شيخ، وله المصنفات الممتعة النافعة
الغريبة، منها المعاجم الثلاثة.. (3). هذا، وقد تمسك (الدهلوي) - كغيره - في
مواضع عديدة من كتابه (التحفة) بأخبار الطبراني وأقواله.
(هامش)
(1) تذكرة الحفاظ 3 / 912. (2) دول الإسلام 1 / 223. (3) التاج المكلل: 54. [*]
ص 98
(17) رواية أبي بكر القفال الشاشي

قال الحاكم بعد أن أخرج الحديث من حديث ابن عباس
ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري بإسناد صحيح: حدثني أبو بكر محمد بن علي
الفقيه الإمام الشاشي القفال ببخارا - وأنا سألته - حدثني النعمان بن هارون البلدي
ببلد من أصل كتابه، ثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، ثنا عبد الرزاق، ثنا
سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، قال
سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا مدينة
العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (1).
ترجمته

1 - السمعاني:
الإمام أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي، أحد أئمة الدنيا في التفسير
والحديث والفقه واللغة... (2). وقال في (القفال) إمام أهل عصره بلا مدافعة،
وكان إماما أصوليا لغويا شاعرا، أفنى عمره في طلب العلم ونشره، وشاع ذكره في الشرق
والغرب، وصنف التصانيف الحسان.. (3).
(هامش)
(1) المستدرك على الصحيحين 3 / 127. (2) الأنساب - الشاشي. (3) المصدر نفسه -
القفال. [*]
ص 99
2 - الرافعي: إمام من أئمة أصحاب الشافعي رضي الله عنه، مقدم في العلوم، وله
تصانيف مشهورة في التفسير والحديث والأصول والفقه.. (1). 3 - النووي: كان إمام
عصره بما وراء النهر وأعلمهم بالأصول، وله مصنفات من أجل المصنفات، وهو أول من صنف
الجدل وشرح رسالة الشافعي، قال الشيخ أبو إسحاق في طبقاته: له مصنفات كثيرة ليس
لأحد مثلها.. وقال الإمام أبو عبد الله الحليمي: كان شيخنا القفال الشاشي أعلم من
لقيته من علماء عصره.. (2). 4 - ابن خلكان: الفقيه الشافعي، إمام عصره بلا
مدافعة، كان فقيها محدثا أصوليا لغويا شاعرا، لم يكن بما وراء النهر في الشافعيين
مثله في قوته.. (3). 5 - الذهبي: هو صاحب وجه في المذهب (4). 6 - اليافعي:
الإمام النحرير، الفاضل الشهير المعروف بالقفال الكبير وبالقفال الشاشي الفقيه
الشافعي، إمام عصره بلا منازع، وفريد دهره بلا مدافع، صاحب المصنفات المفيدة
والطريقة الحميدة،.. روى عن أكابر من العلماء منهم الإمامان الكبيران محمد بن جرير
الطبري وإمام الأئمة محمد بن خزيمة وأقرانهما، وروى عنه جماعة من الكبار منهم:
الحاكم أبو عبد الله وابن مندة وأبو عبد الرحمن السلمي وغيرهم.. (5). 7 - السبكي:
الإمام الجليل أحد أئمة الدهر، ذو الباع الواسع في العلوم واليد الباسطة والجلالة
التامة والعظمة الوافرة، كان إماما في التفسير، إماما في الحديث، إماما في الكلام،
إماما في الأصول، إماما في الفروع، إماما في الورع
(هامش)
(1) التدوين بذكر علماء قزوين 1 / 457. (2) تهذيب الأسماء واللغات 2 / 282. (3)
وفيات الأعيان 3 / 338. (4) العبر 2 / 338. (5) مرآة الجنان - حوادث: 365. [*]
ص 100
والزهد، إماما في اللغة والشعر، ذاكرا للعلوم، محققا لما يورده، حسن التصرف فيما
عنده، فردا من أفراد الزمان. قال فيه أبو عاصم العبادي: هو أفصح الأصحاب قلما،
وأثبتهم في دقائق العلوم قدما، وأسرعهم بيانا، وأثبتهم جنانا، وأعلاهم إسنادا،
وأرفعهم عمادا. قال الحليمي: كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من علماء عصره.. وقال
الحاكم أبو عبد الله: هو الفقيه الأديب إمام عصره بما وراء النهر للشافعيين،
وأعلمهم بالأصول وأكثرهم رحلة في طلب الحديث، وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: كان
إماما وله مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها. وقال ابن الصلاح: القفال الكبير علم من
أعلام المذهب مرفوع، ومجمع علوم هو بها عليم ولها جموع.. (1). 8 - الأسنوي: أحد
أئمة الإسلام.. (2).
(18) رواية أبي الشيخ ابن حيان

لقد رواه في (كتاب السنة) على
ما ذكره السخاوي حيث قال: حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها. الحاكم في المناقب من
مستدركه، والطبراني في معجمه الكبير، وأبو الشيخ ابن حيان في السنة له، وغيرهم،
كلهم من حديث أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا به بزيادة:
فمن أراد العلم فليأت الباب (3).
(هامش)
(1) طبقات الشافعية للسبكي 3 / 200. (2) طبقات الشافعية للأسنوي 2 / 79. (3)
المقاصد الحسنة: 97. [*]
ص 101
كما ستعلم ذلك من تصريح السمهودي والمناوي والزرقاني.
ترجمته

1 - السمعاني:
والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد عبد الله بن عبد الله بن جعفر ابن حيان الاصبهاني
المعروف بأبي الشيخ، حافظ كبير ثقة، صنف التصانيف الكثيرة وأكثر عنه أبو نعيم أحمد
بن عبد الله الحافظ، وآخر من روى عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب
بأصبهان (1). 2 - الذهبي: أبو الشيخ حافظ إصبهان ومسند زمانه، الإمام أبو محمد
عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري، صاحب التصانيف السائرة، ويعرف بأبي
الشيخ.. وكان مع سعة علمه وغزارة حفظه صالحا خيرا قانتا لله صدوقا.. قال ابن
مردويه: ثقة مأمون، صنف التفسير والكتب الكثيرة - في الأحكام وغير ذلك. قال أبو بكر
الخطيب: كان حافظا ثبتا صدوقا.. قال أبو نعيم: كان أحد الأعلام.. وكان ثقة (2). 3
- السيوطي: أبو الشيخ حافظ إصبهان ومسند زمانه، الإمام.. كان مع سعة علمه وغزارة
حفظه أحد الأعلام، صالحا خيرا صدوقا مأمونا ثقة متقنا، صنف التفسير وغيره. مات في
محرم سنة 369 (3). هذا، وجاء في (كفاية المتطلع) وهو الكتاب الذي ألفه تاج الدين
الدهان في الكتب التي يرويها الشيخ حسن العجيمي - ما نصه كتاب أخلاق النبي صلى
الله عليه وسلم للإمام المحدث أبي عبد الله محمد بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف
بأبي الشيخ رحمه الله تعالى: أخبر به عن الشيخ محمد بن علاء الدين البابلي عن محمد
حجازي الشعراني عن المعمر محمد أركماس عن الحافظ أحمد بن
(هامش)
(1) الأنساب - الحياني. (2) تذكرة الحفاظ 3 / 945. (3) طبقات الحفاظ: 381. [*]
ص 102
حجر العسقلاني عن أبي إسحاق إبراهيم بن صديق الرسام قال أنا أبو محمد إسحاق بن يحيى
الآمدي قال أنا أبو سفيان خليل الحافظ قال أنا ناصر بن محمد الويري قال أنا جعفر بن
عبد الواحد الثقفي قال أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم قال أنا به مؤلفه
أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان فذكره . والشيخ حسن العجيمي من المشايخ
السبعة الذي يفتخر شاه ولي الله في (الارشاد إلى مهمات الاسناد) باتصال أسانيده
إليهم. وعلى هذا يكون الشيخ أبو الشيخ الحياني من شيوخ مشايخ والد (الدهلوي). أضف
إلى ذلك: تمسك الكابلي في (الصواقع) وكذلك (الدهلوي) نفسه في (التحفة) برواية أبي
الشيخ.. فمن العجيب تمسكه بروايته في مورد وإعراضه عنها في مورد آخر، وهل هذا إلا
تعصب؟!
(19) رواية ابن السقا الواسطي

قال ابن المغازلي: قوله صلى الله عليه وسلم:
أنا مدينة العلم أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر أحمد العطار الفقيه الشافعي رحمه
الله - بقراءتي عليه فأقر به، سنة أربع وثلاثين وأربعمائة - قلت له: أخبركم أبو
محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقا الحافظ الواسطي رحمه
الله، نا عمر بن الحسن الصيرفي رحمه الله، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد، نا عبد
الرزاق قال أنا سفيان الثوري عن عبد الله ابن عثمان عن عبد الرحمن بن بهمان عن جابر
بن عبد الله قال: أخذ النبي صلى الله عليه وآله بعضد علي فقال: هذا أمير البررة
وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ثم مد بها صوته فقال: أنا مدينة العلم
وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (1).
(هامش)
(1) المناقب لابن المغازلي: 80. [*]