ص 103
ترجمته

1 - ابن المغازلي في (ذيل تاريخ واسط - مخطوط). 2 - السمعاني في (الأنساب -
السقا). 3 - الذهبي في (تذكرة الحفاظ 3 / 965) و(العبر 2 / 365). 4 - ابن ناصر
الدين في (الطبقات). 5 - السيوطي في (طبقات الحفاظ 385). 6 - البدخشاتي في (تراجم
الحفاظ - مخطوط). ونكتفي هنا بعبارة الذهبي في (العبر) حيث قال وأبو محمد ابن
السقا الحافظ عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، روى عن أبي خليفة وعبدان
وطبقتهما، وما حدث إلا من حفظه، توفي في جمادي الآخرة، وكان من كبراء أهل واسط
وأولي الحشمة، رحل به أبوه (1).
(20) رواية أبي الليث

وروى أبو الليث نصر بن محمد
السمرقندي حديث مدينة العلم حيث قال: عن قيس بن أبي حازم رضي الله عنه قال: جاء
رجل إلى معاوية رضي الله عنه فسأله عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فهو
أعلم بها، فقال الرجل: قولك أحب إلي من قول علي، فقال معاوية: بئسما قلت ولؤم ما
جئت
(هامش)
(1) العبر في خبر من غبر 3 / 365. [*]
ص 104
به، لقد كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهزه للعلم هزا (1) وقد قال
النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
بعدي، ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله ويأخذ عنه، ولقد شهدت عمر ابن الخطاب إذا أشكل
عليه شيء فقال (2) ههنا علي بن أبي طالب. ثم قال للرجل - معاوية رضي الله عنه - قم
لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان. ويروي أن سائلا سأل عائشة رضي الله عنها
عن المسح على الخفين فقالت: سلوا عنها علي بن أبي طالب، فإنه أعلم بالسنة. وقال
النبي صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها (3).
ترجمته

1 - الذهبي
في (تذكرة الحفاظ). 2 - عبد القادر في (الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2 / 196).
3 - الكفوي في (كتائب أعلام الأخيار - مخطوط). 4 - القاري في (الأثمار الجنية في
طبقات الحنفية). 5 - الدهان في (كفاية المتطلع - مخطوط). 6 - الكاتب الجلبي في (كشف
الظنون 441). وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلد (حديث الطير).
(هامش)
(1) كذا. (2) كذا. (3) المجالس - مخطوط. [*]
ص 105
(21) رواية محمد بن المظفر البغدادي

قال ابن المغازلي: أخبرنا محمد بن أحمد بن
عثمان، أنا أبو الحسين محمد ابن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي، نا
الباغندي محمد بن محمد بن سليمان، نا محمد بن مصفا، نا حفص بن عمر العدني، نا علي
بن عمرو عن أبيه عن جرير عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أنا مدينة العلم وعلي بابها، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها (1).
ترجمته

1 -
الذهبي: في (تذكرة الحفاظ 3 / 980) و(العبر 3 / 12) ودول الإسلام 1 / 231). 2 -
الصفدي في (الوافي بالوفيات 4 / 34). 3 - السيوطي في (طبقات الحفاظ 389). وغيرهم..
وقد أوردنا ترجمته بالتفصيل في مجلد (حديث الثقلين).
(22) رواية ابن شاهين

قال ابن
شهر آشوب: وقال النبي عليه السلام بالاجماع: أنا مدينة العلم
(هامش)
(1) المناقب لابن المغازلي: 80. [*]
ص 106
وعلى بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه أحمد من ثمانية طرق وإبراهيم الثقفي
من سبعة طرق، وابن بطة من ستة طرق، والقاضي الجعابي من ستة طرق، وابن شاهين من
أربعة طرق (1).
ترجمته

1 - السمعاني في (الأنساب). 2 - ابن الأثير في (الكامل
حوادث: 385). 3 - الخوارزمي في (أسماء رجال مسانيد أبي حنيفة). 4 - الذهبي في
(العبر 3 / 29). 5 - اليافعي في (مرآة الجنان 2 / 426). 6 - الجزري في (طبقات
القراء 1 / 588). 7 - السيوطي في (طبقات الحفاظ 392). 8 - الداودي في (طبقات
المفسرين 2 / 2). 9 - الديار بكري في (الخميس حوادث 385). 10 - الزرقاني في (شرح
المواهب اللدنية 1 / 166). ونكتفي هنا بخلاصة ترجمته في (تذكرة الحفاظ) للاختصار:
ابن شاهين، الحافظ المفيد المكثر محدث العراق، قال ابن ماكولا: ثقة مأمون، سمع
بالشام وفارس والبصرة، جمع الأبواب والتراجم، وصنف شيئا كثيرا. قال الأزهري: وابن
شاهين ثقة عنده عن البغوي سبعمائة جزء، وقال ابن أبي الفوارس: ثقة مأمون صنف ما لم
يصنفه أحد (2).
(هامش)
(1) مناقب آل أبي طالب 2 / 34. (2) تذكرة الحفاظ 3 / 977. [*]
ص 107
(23) إثبات الصاحب بن عباد

لقد جاء في (المناقب) حيث استشهد بأبيات لبعض الشعراء في
علم أمير المؤمنين عليه السلام - ما نصه: الصاحب: كان النبي مدينة هو بابها * لو
أثبت النصاب ذات المرسل وله: باب المدينة لا تبغوا سواه لها * لتدخلوها فخلوا جانب
التيه وقال في ذكر بعض من نظم حديث رد الشمس وأشعارهم: الصاحب: كان النبي مدينة
العلم التي * حوت الكمال وكنت أفضل باب ردت عليك الشمس وهي فضيلة * ظهرت فلم تستر
بلف نقاب (1)
ترجمته

1 - الثعالبي في (يتيمة الدهر 3 / 31 - 118). 2 - ابن خلكان
في (وفيات الأعيان 1 / 75). 3 - ابن الفداء الأيوبي في (المختصر - حوادث: 385). 4 -
ابن الأثير في (الكامل - حوادث: 385). 5 - الذهبي في (العبر - حوادث: 385).
(هامش)
(1) مناقب آل أبي طالب 2 / 35. [*]
ص 108
6 - ابن الوردي في (تتمة المختصر - حوادث: 385). 7 - اليافعي في (مرآة الجنان -
حوادث: 385). 8 - السيوطي في (بغية الوعاة 196). وقد ذكرنا ترجمته في مجلد (حديث
الطير) بالتفصيل.
(24) رواية ابن شاذان السكري الحربي

رواه في كتاب (الأمالي) حيث
قال: ثنا إسحاق بن مروان، ثنا أبي، ثنا عامر بن كثير السراج عن أبي خالد عن سعد
بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، يا علي كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها .
ترجمته

1 - السمعاني في (الأنساب - السكري). 2 - ابن الأثير في (الكامل - حوادث:
386). 3 - الذهبي في (العبر - حوادث: 386). وقد أوردنا ترجمته في مجلد (حديث
الطير).
(25) رواية ابن بطة

لقد علمت من كلام ابن شهر آشوب أنه قد رواه من ستة طرق.
ص 109
ترجمته

1 - السمعاني في (الأنساب - العكبري). 2 - الذهبي في (سير أعلام النبلاء 6
/ 529). 3 - ابن كثير في (تاريخه 11 / 321). 4 - ابن العماد في (شذرات الذهب 3 /
122). وغيرهم، وقد ذكرنا في مجلد (حديث الطير) تمسك ابن تيمية برواياته واعتماده
عليها، كما ذكرنا في مجلد (حديث التشبيه) أن ابن بطة من شيوخ مشايخ شاه ولي الله
والد (الدهلوي)..
(26) رواية الحاكم النيسابوري

لقد رواه من طرق عديدة حديث قال:
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة، ثنا أبو
الصلت عبد السلام بن صالح، ثنا أبو معاوية بن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة من العلم وعلي بابها،
فمن أراد المدينة فليأت الباب. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، وأبو الصلت ثقة
مأمون، فإني سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب في التاريخ يقول: سمعت العباس بن محمد
الدوري يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي فقال: ثقة، فقلت: أليس قد حدث
عن أبي معاوية عن الأعمش حديث أنا مدينة العلم؟ فقال: قد حدث به محمد بن جعفر
الفيدي وهو ثقة مأمون.
ص 110
سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني أمام عصره ببخارا يقول: سمعت صالح بن محمد
بن حبيب الحافظ يقول - وسئل عن أبي الصلت الهروي فقال - دخل يحيى بن معين ونحن معه
على أبي الصلت فسلم عليه فلما خرج تبعته فقلت له: ما تقول رحمك الله في أبي الصلت؟
فقال: هو صدوق، فقلت له: إنه يروي حديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى
الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأتها من بابها؟
فقال: قد روى هذا ذاك الفيدي عن أبي معاوية عن الأعمش كما رواه أبو الصلت. حدثنا
بصحة ما ذكره الإمام أبو زكريا يحيى بن معين: - أبو الحسين محمد ابن أحمد بن تميم
القنطري، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمد بن يحيى بن الضريس، ثنا محمد بن جعفر الفيدي،
ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. قال
الحسين بن فهم: حدثناه أبو الصلت الهروي عن أبي معاوية. قال الحاكم: ليعلم المستفيد
لهذا العلم أن الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ. ولهذا الحديث شاهد من
حديث سفيان الثوري بإسناد صحيح: حدثني أبو بكر محمد بن علي الفقيه الإمام الشاشي
القفال ببخارا - وأنا سألته - حدثني النعمان بن هارون البلدي - ببلد من أصل كتابه -
ثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان الثوري عن عبد
الله بن عثمان ابن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: سمعت جابر بن عبد الله
يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن
أراد العلم فليأت الباب (1).
(هامش)
(1) المستدرك على الصحيحين 3 / 126 - 127. [*]
ص 111
أقول: لقد جهد الحاكم في تصحيح هذا الحديث الشريف وسعى في تنقيحه، وصحح سنده مرة
بعد أخرى، ليوهن كيد الجاحدين ويقلع ريب المرتابين.. والحمد لله رب العالمين. ولقد
أخرج الحاكم حديث مدينة العلم من حديث أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام أيضا..
قال السيوطي: وأخرج الترمذي والحاكم عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها.. (1). كما يعلم ذلك من (الصواعق) و(العقد
النبوي) و(النبراس) و(شرح المواهب) و(نزل الأبرار) و(مفتاح النجا) و(تحفة المحبين)
و(إسعاف الراغبين) و(وسيلة النجاة) و(مرآة المؤمنين) و(ينابيع المودة). وأخرجه من
حديث ابن عمر أيضا. قال ابن حجر: الحديث التاسع: أخرج البزار والطبراني في الأوسط
عن جابر بن عبد الله، والطبراني والحاكم والعقيلي في الضعفاء وابن عدي عن ابن عمر،
والترمذي والحاكم عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
أنا مدينة العلم وعلي بابها.. (2). ويعلم ذلك أيضا من (العقد النبوي) و(نزل
الأبرار) و(مفتاح النجا) و(تحفة المحبين) و(إسعاف الراغبين) و(وسيلة النجاة) و(مرآة
المؤمنين) و(ينابيع المودة) كما ستقف عليه فيما بعد إن شاء الله تعالى.
ترجمته

1 -
أبو موسى المديني في (المصنف المفرد - مخطوط). 2 - عبد الغافر الفارسي في (تاريخ
نيسابور).
(هامش)
(1) تاريخ الخلفاء: 170. 2 - الصواعق المحرقة: 73. [*]
ص 112
3 - الفخر الرازي في (مناقب الشافعي). 4 - ابن الأثير في (جامع الأصول - مخطوط). 5
- ابن الأثير في (الكامل - حوادث: 405). 6 - النووي في (تهذيب الأسماء واللغات). 7
- ابن خلكان في (وفيات الأعيان 3 / 408). 8 - أبو الفداء الأيوبي في (المختصر 2 /
144). 9 - الذهبي في (تتمة المختصر 1 / 453). 10 - ابن الوردي في (تتمة المختصر 1 /
453). 11 - الخطيب التبريزي في (رجال المشكاة - المطبوع مع المشكاة). 12 - اليافعي
في (مرآة الجنان - حوادث: 405). 13 - السبكي في (طبقات الشافعية 4 / 155). 14 -
السيوطي في (طبقات الحفاظ 409). 15 - القنوجي في (التاج المكلل 113). وغيرهم، وقد
ذكرنا طرفا من تراجمه في بعض المجلدات السابقة، ولعلنا نذكر بعضها الآخر في
المجلدات اللاحقة. هذا، بالاضافة إلى أن شاه ولي الله الدهلوي يعتبره في (قرة
العينين) مجدد الدين على رأس القرن الرابع، ويتمسك برواياته فيه وفي (إزالة
الخفاء)، وكذلك (الدهلوي) نفسه في مباحث كتابه (التحفة).
(27) إثبات الفردوسي

لقد
أرسل أبو القاسم حسن بن إسحاق الفردوسي حديث مدينة العلم
ص 113
إرسال المسلم حيث قال في (الشاهنامه): چهارم علي بود جفت بتول * كه أو را بخوبي
ستايد رسول كه من شهر علمم عليم درست * درست اسن سخن قول بيغمبر است گواهي دهم كين
سخن را زاوست * تو گوئي دو گوشم بر آواز اوست بدان باش كو گفت زان بر مگرد * چو
گفتار روايت نياور بدرد أقول: وهذا خير شاهد على اشتهار حديث مدينة العلم
واستفاضته بين الأمة منذ العصور القديمة، بل يدل على صحته وثبوته لدى جميع المسلمين
حتى المتعصبين من أهل السنة، وذلك لأن الفردوسي نظم (الشاهنامه) بأمر السلطان محمود
ابن سبكتكين، وقد كان هذا السلطان من أشد الناس قياما على الشيعة واتباع أهل البيت
عليهم السلام، وكان مولعا بعلم الحديث ومن فقهاء الشافعية، فلو كان في الحديث مجال
للطعن لفعل، وهذه عبارات بعض علماء أهل السنة في الثناء عليه: ترجمة السلطان محمود:
1 - قال ابن تيمية في (منهاج السنة): وأما ما ذكره من الصلاة التي لا يجيزها أبو
حنيفة وفعلها عند بعض الملوك حتى رجع عن مذهبه، فليس بحجة على فساد مذهب أهل السنة،
لأن أهل السنة يقولون أن الحق لا يخرج عنهم، لا يقولون أنه لا يخطئ أحد منهم، وهذه
الصلاة ينكرها جمهور أهل السنة كمالك والشافعي وأحمد، والملك الذي ذكره هو محمود بن
سبكتكين، وإنما رجع إلى ما ظهر عنده أنه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم: وكان من
خيار الملوك وأعدلهم، وكان من أشد الناس قياما على أهل البدع لا سيما الرافضة . 2
- قال ابن خلكان: وذكر إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني - المقدم ذكره
- في كتابه الذي سماه مغيث الخلق في اختيار الأحق: إن السلطان
ص 114
المحمود المذكور كان على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، وكان مولعا بعلم الحديث،
وكانوا يسمعون الحديث من الشيوخ بين يديه وهو يسمع، وكان يستفسر الأحاديث، فوجد
أكثرها موافقا لمذهب الشافعي رضي الله عنه، فوقع في جلده حكة فجمع الفقهاء من
الفريقين في مرو والتمس منهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين على الآخر، فوقع الاتفاق
على أن يصلوا بين يديه ركعتين على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه وعلى مذهب أبي
حنيفة رضي الله عنه، لينظر فيه السلطان ويتفكر ويختار ما هو أحسنهما، فصلى القفال
المروزي - وقد تقدم ذكره - بطهارة مسبغة وشرائط معتبرة من الطهارة والسترة واستقبال
القبلة، وأتى بالأركان والهيئات والسنن والآداب والفرائض على وجوه الكمال والتمام
وقال: هذه صلاة لا يجوز الإمام الشافعي دونها رضي الله تعالى عنه. ثم صلى ركعتين
على ما يجوز أبو حنيفة رضي الله عنه، فلبس جلد كلب مدبوغا، ثم لطخ ربعه بالنجاسة،
وتوضأ بنبيذ التمر، وكان في صميم الصيف في المفازة، واجتمع الذباب والبعوض، وكان
وضوئه منكسا منعكسا، ثم استقبل القبلة وأحرم بالصلاة من غير نية في الوضوء وكبر
بالفارسية، ثم قرأ آية بالفارسية دو برك سبز، ثم نقر نقرتين كنقرات الديك من غير
فصل ومن غير ركوع، وتشهد وضرط في آخره من غير نية السلام، وقال: أيها السلطان هذه
صلاة أبي حنيفة. فقال السلطان: لو لم تكن هذه الصلاة صلاة أبي حنيفة لقتلتك، لأن
مثل هذه الصلاة لا يجوزها ذو دين، فأنكرت الحنفية أن تكون هذه صلاة أبي حنيفة، فأمر
القفال بإحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السلطان نصرانيا كاتبا يقرأ المذهبين جميعا،
فوجدت الصلاة على مذهب أبي حنيفة على ما حكاه القفال، فأعرض السلطان عن مذهب أبي
حنيفة وتمسك بمذهب الشافعي رضي الله عنه. إنتهى كلام إمام الحرمين. وكانت مناقب
السلطان محمود كثيرة، وسيرة من أحسن السير، ومولده ليلة عاشوراء سنة إحدى وستين
وثلاثمائة، وتوفي في شهر ربيع الآخر وقيل حادي عشر
ص 115
صفر سنة إحدى وقيل: اثنتين وعشرين وأربعمائة بعزنة، رحمه الله تعالى (1). 3 -
الذهبي: قال عبد الغافر الفارسي: كان صادق النية في أعلاه كلمة الله تعالى، مظفرا
في غزواته، ما خلت سنة من سني ملكه عن غزوة أو سفرة، وكان ذكيا بعيد الغور موفق
الرأي، وكان مجلسه مورد العلماء.. (2). 4 - اليافعي: بنحو ما تقدم (3). 5 -
السبكي: محمود بن سبكتكين السلطان الكبير، أبو القاسم، سيف الدولة ابن الأمير
ناصر الدولة أبي منصور: أحد أئمة العدل، ومن دانت له البلاد والعباد وظهرت محاسن
آثاره، وكان يلقب قبل السلطنة سيف الدولة، وأما بعدها فلقب يمين الدولة، وبهذا
اللقب سمي الكتاب اليميني الذي صنفه أبو النصر محمد بن عبد الجبار العتبي في سيرة
هذا السلطان، وأهل خوارزم وما والاها يعتنون بهذا الكتاب ويضبطون ألفاظه أشد من
عناية أهل بلدنا بمقامات الحريري. كان هذا السلطان إماما عادلا شجاعا مفرطا فقيها
سمحا جوادا سعيدا مؤيدا، وقد اعتبرت فوجدت أربعة لا خامس لهم في العدل بعد عمر بن
عبد العزيز رضي الله عنه - إلا أن يكون بعض الناس لم تطل لهم مدة ولا ظهرت عنهم
آثاره ممتدة وهم: السلطان محمود والوزير نظام الملك - وبينهما في الزمان مدة -
وسلطان وملك في بلدنا هما السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب فاتح بيت المقدس، وقبله
الملك نور الدين محمود بن زنكي الشهيد.. (4). هذا، وقد ترجم الفردوسي: دولت شاه
السمرقندي في (تذكرة الشعراء: 57) وذكر بعض أحواله مع السلطان محمود بن سبكتكين
بالتفصيل.. فليراجع.
(هامش)
(1) وفيات الأعيان 2 / 84. (2) العبر - حوادث: 421. (3) مرآة الجنان - حوادث: 421.
(4) طبقات الشافعية للسبكي 5 / 314 - 327. [*]
ص 116
(28) رواية أبي بكر ابن مردويه

رواه من حديث أمير المؤمنين عليه السلام قائلا: عن
علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي
بابها فمن أراد العلم فليأت الباب . ومن حديث ابن عباس حيث قال: عن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم
فليأت الباب . وتظهر روايته له من حديث ابن عباس من عبارة الشوكاني الآتية إن شاء
الله تعالى.
ترجمته

1 - ياقوت الحموي (معجم البلدان 2 / 346). 2 - الذهبي (تذكرة
الحفاظ 4 / 1212) و(العبر - حوادث: 458). 3 - ابن كثير (التاريخ - حوادث: 458). 4 -
السيوطي (طبقات الحفاظ 446). 5 - الزرقاني (شرح المواهب اللدنية 1 / 68).
(29)
رواية أبي نعيم الاصبهاني

لقد رواه أبو نعيم الاصبهاني في كتاب (معرفة الصحابة) فقد
جاء في:
ص 117
(جمع الجوامع) أنا مدينة العلم وعلي بابها. أبو نعيم في المعرفة عن علي (1).
وقال السيوطي أيضا: الحديث السادس عشر: عنه - أي عن علي كرم الله وجهه -: إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه أبو نعيم في
المعرفة (2). كما تعلم روايته الحديث في (المعرفة) من (الاكتفاء) و(نزل الأبرار)
و(مفتاح النجا) و(تحفة المحبين)، وقد أوردها نور الدين السليماني في (الدر اليتيم)
كما ستعرف إن شاء الله تعالى. كما ذكر أبو نعيم معنى حديث مدينة العلم في جملة
ألقاب سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام، وذلك يدل على ثبوته بلا ريب، وهذا نص كلامه
بترجمة الإمام عليه السلام. سيد القوم، محب المشهود ومحبوب المعبود، باب مدينة
الحكم [العلم] والعلوم، ورأس المخاطبات ومستنبط الإشارات، راية المهتدين ونور
المطيعين، وولي المتقين وإمام العادلين، أقدمهم إجابة وإيمانا، وأقومهم قضية
وإيقانا، وأعظمهم حلما وأوفرهم علما، علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قدوة المتقين،
وزينة العارفين، المنبي عن حقائق التوحيد، المشير إلى لوامع علم التفريد، صاحب
القلب العقول واللسان السئول، والأذن الواعي والعهد الوافي، فقأ عيون الفتن، ووقى
من فنون المحن، فدفع الناكثين ووضع القاسطين ودمغ المارقين، الأخيشن في دين الله،
المموس في ذات الله (3).
ترجمته

1 - الفخر الرازي في (مناقب الشافعي).
(هامش)
(1) جمع الجوامع 1 / 388. 2 - القول الجلي في مناقب علي: 35. (3) حلية الأولياء 1 /
61. [*]
ص 118
2 - ابن الأثير في (الكامل - حوادث: 430). 3 - الخوارزمي في (أسماء رجال مسانيد أبي
حنيفة). 4 - ابن خلكان في (وفيات الأعيان 1 / 26). 5 - أبو الفداء الأيوبي في
(المختصر - حوادث 430). 6 - الذهبي في (تذكرة الحفاظ 3 / 1092) و(العبر 3 / 170)
و(دول الإسلام حوادث 430). 7 - ابن الوردي في (تتمة المختصر - حوادث: 430). 8 -
الخطيب التبريزي في (أسماء رجال المشكاة - المطبوع مع المشكاة 3 / 805). 9 - الصفدي
في (الوافي بالوفيات 7 / 81). 10 - اليافعي في (مرآة الجنان - حوادث 430). 11 -
السبكي في (طبقات الشافعية 4 / 18). 12 - الأسنوي في (طبقات الشافعية 2 / 474). 13
- السيوطي في (طبقات الحفاظ 423). 14 - الشعراني في (لواقح الأنوار في طبقات
الأخيار). 15 - الديار بكري في (الخميس - حوادث: 430). 16 - القنوجي في (التاج
المكلل: 31). 17 - (الدهلوي) في (بستان المحدثين). وغيرهم كما سيأتي في بعض مجلدات
الكتاب. قال ابن خلكان: الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق ابن
موسى بن مهران الاصبهاني الحافظ المشهور، صاحب كتاب حلية الأولياء، كان من أعلام
المحدثين وأكابر الحفاظ الثقات، أخذ عن الأفاضل وأخذوا عنه وانتفعوا به، وكتابه
الحلية من أحسن الكتب، وله كتب تاريخ إصبهان نقلت
ص 119
منه.. (1). وفي (العبر).. تفرد بالدنيا بعلو الاسناد، مع الحفظ والاستبحار من
الحيث وفنونه.. وصنف التصانيف الكبار المشهورة في الأقطار (2).
(30) رواية أحمد
بن المظفر الفقيه الشافعي

رواه بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تقدم
عن (المناقب) لابن المغازلي، وستقف عليه فيما بعد أيضا إن شاء الله تعالى.
ترجمته

ترجم له الذهبي (3) كما تظهر جلالته من رواية ابن المغازلي عنه ووصفه إياه بالفقيه
الشافعي في مواضع عديدة من كتابه (المناقب).
(31) رواية أبي الحسن الماوردي

وقد
رواه أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الشافعي المعروف بالماوردي
على ما نقل عنه ابن شهر آشوب حيث قال: وقال
(هامش)
(1) وفيات الأعيان 1 / 26. (2) العبر في خبر من غبر 3 / 170. (3) نفس المصدر. [*]
ص 120
النبي عليه السلام بالاجماع: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت
الباب. رواه أحمد من ثمانية طرق، وإبراهيم الثقفي من سبعة طرق، وابن بطة من ستة
طرق، والقاضي الجعابي من ستة طرق، وابن شاهين من أربعة طرق، والخطيب التاريخي من
ثلاثة طرق، ويحيى بن معين من طريقين. وقد رواه السمعاني والقاضي الماوردي وأبو
منصور السكري (1).
ترجمته

1 - السمعاني: أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن
حبيب البصري المعروف بالماوردي، من أهل البصرة سكن بغداد، وكان من وجوه الفقهاء
الشافعيين، وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه وغير ذلك، قال الخطيب كتبت عنه
وكان ثقة (2). 2 - ابن الأثير: وكان إماما وله تصانيف كثيرة، منها الحاوي وغيره
في علوم كثيرة، وكان عمره ستا وثمانين سنة (3). 3 - ابن خلكان: كان من وجوه
الفقهاء الشافعية وكبارهم وكان حافظا للمذهب، وله فيه كتاب الحاوي الذي لم يطالعه
أحد إلا وشهد له بالتبحر والمعرفة التامة بالمذهب، وفوض إليه القضاء ببلدان كثيرة..
(4). 4 - الذهبي: وكان إماما في الفقه والأصول والتفسير، بصيرا بالعربية..
(5). 5 - اليافعي: الإمام النحرير والبحر الكبير أقضى القضاة.. (6).
(هامش)
(1) مناقب آل أبي طالب 2 / 34. (2) الأنساب - الماوردي. ملخصا. (3) الكامل في
التاريخ - حوادث: 450. ملخصا. (4) وفيات الأعيان 1 / 326. (5) العبر في خبر من غير
- حوادث: 450. (6) مرآة الجنان - حوادث: 450. [*]
ص 121
6 - السبكي: الإمام الجليل القدر الرفيع الشأن أبو الحسن الماوردي صاحب الحاوي..
كان إماما جليلا رفيع الشأن، له اليد الباسطة في المذهب والتفنن التام في سائر
العلوم، قال الشيخ أبو إسحاق: درس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة، وله تصانيف كثيرة في
الفقه والأدب، وكان حافظا للمذهب. وقال الخطيب: من وجوه الفقهاء الشافعيين، وله
تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه وغير ذلك، قال: وجعل إليه القضاء ببلدان السلطان،
وكان أحد الأئمة، له التصانيف الحسان في كل فن من العلم.. ومن كلام الماوردي الدال
على دينه ومجاهدته لنفسه ما ذكره في كتاب أدب الدين والدنيا فقال: ومما أتدرك به من
حالي أني صنفت في البيوع كتابا جمعته ما استطعت من كتب الناس، واجتهدت فيه نفسي
وكررت فيه خاطري، حتى إذا نهدت واستكمل وكدت أعجب به، وتصورت أني أشد الناس اطلاعا
بعلمه، حضرني - وأنا في مجلس - أعرابيان فسألاني عن بيع عقداه في البادية على شروط
تضمنت أربع مسائل لم أعرف لشيء منها جوابا، فأطرقت مفكرا وبحالي وحالهما معتبرا،
فقالا: أما عندك فيما سألنا جواب وأنت زعيم هذه الجماعة؟ فقلت: لا، فقالا: إيها لك
وانصرافا، ثم أتيا من قد يتقدمه في العلم كثير من أصحابي فسألاه فأجابهما مسرعا بما
أقنعهما، فانصرفا عنه راضيين بجوابه حامدين لعلمه - إلى أن قال - فكان ذلك زاجر
نصيحة وتدبر عظيمة، تذلل لهما قياد النفس وانخفض لهما جناح العجب. قال الخطيب: كان
ثقة.. (1).
(هامش)
(1) طبقات الشافعية للسبكي 3 / 303. [*]
ص 122
(32) رواية أبي بكر البيهقي

قال أخطب خوارزم أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو
الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، قال أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد
الواعظ، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن
الحسين ابن داود العلوي رحمه الله تعالى، قال أخبرنا محمد بن محمد بن سعد الهروي
الشعراني، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن النيسابوري، قال حدثنا أبو الصلت الهروي،
قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب (1).
ترجمته

1 - الفخر الرازي في (مناقب الشافعي). 2 - ابن الأثير في (الكامل - حوادث: 458). 3
- ياقوت في (معجم البلدان 1 / 804). 4 - ابن خلكان في (وفيات الأعيان 1 / 20). 5 -
أبو الفداء الأيوبي في (المختصر - حوادث: 458). 6 - ابن الوردي في (تتمة المختصر -
حوادث: 458). 7 - الذهبي في (تذكرة الحفاظ 3 / 1132) و(العبر 3 / 240) و(دول
(هامش)
(1) المناقب للخوارزمي: 40. [*]
ص 123
الإسلام حوادث: 458). 8 - الخطيب التبريزي في (أسماء رجال المشكاة المطبوع مع
المشكاة 3 / 806). 9 - اليافعي في (مرآة الجنان - حوادث 458). 10 - السبكي في
(طبقات الشافعية 4 / 8). 11 - الأسنوي في (طبقات الشافعية 1 / 198). 12 - السيوطي
في (طبقات الحفاظ 433). 13 - القاري في (المرقاة 1 / 23). 14 - المناوي في (فيض
القدير 1 / 28). 15 - الزرقاني في (شرح المواهب 1 / 33). 16 - (الدهلوي) في (بستان
المحدثين). 17 - القنوجي في (التاج المكلل: 28). وغيرهم، وقد ذكرنا ترجمته في بعض
مجلدات الكتاب بالتفصيل، ونقتصر هنا على عبارة ابن خلكان، وهي هذه: أبو بكر أحمد
بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي الخسروجردي، الفقيه الشافعي، الحافظ
الكبير المشهور، واحد زمانه وفرد أقرانه في الفنون، من كبار أصحاب الحاكم أبي عبد
الله ابن البيع في الحديث، ثم الزائد عليه في أنواع العلوم، أخذ الفقيه عن أبي
الفتح ناصر بن محمد العمري المروزي، غلب عليه الحديث واشتهر به ورحل في طلبه إلى
العراق، والحجاز، وسمع بخراسان من علماء عصره، وكذلك ببقية البلاد التي انتهى
إليها، وشرع في التصنيف، فصنف فيه كثيرا حتى قيل تبلغ تصانيفه ألف جزء، وهو أول من
جمع نصوص الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه في عشر مجلدات.. وكان قانعا من الدنيا
بالقليل، وقال إمام الحرمين في حقه: ما من شافعي المذهب إلا وللشافعي عليه منة إلا
أحمد البيهقي فإن له على الشافعي منة. وكان من أكثر الناس نصرا لمذهب الشافعي، وطلب
إلى نيسابور لنشر العلم
ص 124
فأجاب وانتقل إليها، وكان على سيرة السلف، وأخذ عنه الحديث جماعة من الأعيان.. .
(33) رواية أبي غالب ابن بشران النحوي

لقد علمت روايته من عبارة (المناقب) لابن
المغازلي، وستقف على ذلك فيما بعد أيضا إن شاء الله تعالى.
ترجمته

1 - الذهبي في
(العبر - حوادث 462). 2 - القرشي في (الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2 / 11). 3 -
اليافعي (مرآة الجنان - حوادث 462). 4 - القاري في (الأثمار الجنية في طبقات
الحنفية). وقد أوردنا ذلك في مجلد (حديث الطير).
(34) رواية الخطيب البغدادي

لقد
أخرج حديث مدينة العلم عن ابن عباس بطرق متعددة حيث قال: أخبرنا الحسين بن علي
الصيمري، قال حدثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي، قال ثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي
حصين، قال حدثنا محمد بن عبد الله
ص 125
أبو جعفر الحضرمي، قال حدثنا جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفقيه - وكان في
لسانه شيء - قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت
الباب (1). أخبرني أحمد بن محمد العتيقي، قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله
الشاهد، قال ثنا أبو بكر أحمد بن فاذويه بن عزرة الطحان، قال ثنا أبو عبد الله أحمد
بن أحمد بن يزيد بن سليم، قال حدثني رجاء بن سلمة قال حدثنا أبو معاوية الضرير عن
الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما مدينة
العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (2). حدثنا محمد بن أحمد بن رزق،
قال أخبرنا أبو بكر مكرم القاضي، قال حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنباري، قال ثنا
أبو الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان بن ميسرة الهروي، قال حدثنا أبو معاوية عن
الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة
العلم وعلي بابها (3). وأخرجه من حديث جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث
قال: أخبرنا يحيى بن علي الدسكري بحلوان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن المقري
بأصبهان، قال ثنا أبو الطيب محمد بن عبد الصمد الدقاق، قال ثنا أحمد بن عبد الله
أبو جعفر المكتب، قال أخبرنا عبد الرزاق قال ثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان بن
خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان قال سمعت جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي: هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور
من نصره مخذول من خذله - يمد بها صوته - أنا مدينة
(هامش)
(1) تاريخ بغداد 7 / 172. (2) المصدر نفسه 4 / 348. (3) المصدر نفسه 11 / 204. [*]
ص 126
العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (1). وأخرجه من حديث سيدنا أمير
المؤمنين عليه السلام قائلا: أخبرنا عبد الله ابن محمد بن عبد الله، حدثنا محمد
بن المظفر، حدثنا أبو جعفر الحسين بن حفص الخثعمي، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا يحيى
بن بشير الكندي عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. وعن
عاصم بن ضمرة عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله خلقني وعليا من
شجرة، أنا أصلها وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من
الطيب إلا الطيب، وأنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب
(2). ويعلم هذا من (كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) أيضا.
كما سيأتي. وأخرجه من حديث ابن عباس في كتاب (المتفق والمفترق) على ما جاء في
(الاكتفاء للوصابي) وهذا نصه: - وعنه (أي عن ابن عباس رضي الله عنه) قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.
أخرجه الحاكم في المستدرك والخطيب في المفترق والمتفق (3). كما أورد في (تاريخ
بغداد) عدة روايات عن يحيى بن معين تتضمن إثبات وتصحيح حديث مدينة العلم، وستقف
عليها إن شاء تعالى فيما بعد.
ترجمته

1 - السمعاني في (الأنساب - البغدادي). 2 -
ابن الأثير في (الكامل - حوادث: 463).
(هامش)
1 - تاريخ بغداد 2 / 377. 2 - المصدر نفسه 11 / 49. 3 - الاكتفاء للوصابي عن المتفق
والمفترق للخطيب - مخطوط. [*]
ص 127
3 - الخوارزمي في (أسماء رجال جامع مسانيد أبي حنيفة). 4 - ابن خلكان في (وفيات
الأعيان 1 / 27). 5 - أبو الفداء الأيوبي في (المختصر - حوادث: 463). 6 - ابن
الوردي في (تتمة المختصر - حوادث: 463). 7 - الذهبي في (تذكرة الحفاظ 3 / 1135)
و(العبر 3 / 253) وغيرهما. 8 - اليافعي في (مرآة الجنان 3 / 87). 9 - السبكي في
(طبقات الشافعية 4 / 29). 10 - الأسنوي في (طبقات الشافعية 1 / 201). 11 - السيوطي
في (طبقات الحفاظ: 434). 12 - الديار بكري في (الخميس - حوادث: 463). 13 - المناوي
في (فيض القدير 1 / 29). 14 - الزرقاني في (شرح المواهب 1 / 105). 15 - ابن قاضي
شهبة في (طبقات الشافعية 1 / 246). 16 - (الدهلوي) في (بستان المحدثين). 17 -
القنوجي في (التاج المكلل). قال القنوجي: الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن
أحمد بن مهدي ابن ثابت البغدادي، المعروف بالخطيب صاحب تاريخ بغداد وغيره من
المصنفات، كان من الحفاظ المتقنين والعلماء المتبحرين، ولو لم يكن له سوى التاريخ
لكفاه فإنه يدل على اطلاع عظيم، وصنف قريبا من مائة مصنف، وفضله أشهر من أن يوصف،
وأخذ الفقه عن أبي الحسن المحاملي والقاضي أبي الطيب الطبري وغيرهما، وكان فقيها
فغلب عليه الحديث والتاريخ، ولد في جمادى الآخرة سنة 392 يوم الخميس لست بقين من
الشهر، وتوفي يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة 463 ببغداد، رحمه الله تعالى، وقال
السمعاني: توفي في شوال. وسمعت أن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي رحمه الله كان من جملة
من حمل نعشه، لأنه انتفع به
ص 128
كثيرا وكان يراجعه في تصانيفه، والعجب إنه كان في وقته حافظ المشرق وأبو عمرو يوسف
بن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب حافظ المغرب، وماتا في سنة واحدة.. (1).
(35)
رواية ابن عبد البر القرطبي

لقد روى حديث مدينة العلم بترجمة الإمام أمير المؤمنين
عليه السلام حيث قال: وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنا مدينة العلم
وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه (2).
ترجمته

1 - السمعاني في
(الأنساب - القرطبي). 2 - ابن خلكان في (وفيات الأعيان 2 / 348). 3 - أبو الفداء في
(المختصر حوادث: 463). 4 - ابن الوردي في (تتمة المختصر حوادث: 463). 5 - الذهبي في
(تذكرة الحفاظ 3 / 1128) و(العبر 3 / 255) وغيرهما. 6 - اليافعي في (مرآة الجنان -
حوادث: 463). 7 - ابن شحنة في (روضة المناظر - حوادث 463). 8 - ابن ناصر الدين في
(طبقات الحفاظ - مخطوط).
(هامش)
(1) التاج المكلل: 32. (2) الاستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 1102. [*]
ص 129
9 - السيوطي في (طبقات الحفاظ 432). 10 - الزرقاني في (شرح المواهب 1 / 126). 11 -
البدخشاني في (تراجم الحفاظ - مخطوط). 12 - القنوجي في (التاج المكلل 153). 13 -
(الدهلوي) في (بستان المحدثين). قال الميرزا محمد البدخشاني ما ملخصه: يوسف بن
عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الأندلسي أبو عمر، المعروف بابن عبد البر، أحد
الأئمة - ذكره في نسبة القرطبي - الحافظ، كان إماما فاضلا كبيرا جليل القدر، صنف
التصانيف. مات سنة 463. وذكره الذهبي وابن ناصر الدين في طبقات الحفاظ .
(36)
رواية الغندجاني

لقد روى أبو محمد الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني حديث مدينة
العلم، كما تقدم ويأتي في كلام ابن المغازلي، وقد أوردنا ترجمة الغندجاني في مجلد
حديث الثقلين عن (كتاب الأنساب) فإنه جاء فيه: كان شيخا صالحا ثقة صدوقا، سكن
واسط بأخرة.. وله ترجمة في (معجم الأدباء 7 / 261) و(بغية الوعاة: 217) وغيرهما.
(37) رواية ابن المغازلي

لقد روى هذا الحديث بطرق عديدة وألفاظ مختلفة، حيث قال:
حدثنا
ص 130
إبراهيم بن عبد الرحمن، قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة. قال حدثنا
أبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن
ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن
أراد العلم فليأته من بابه . قوله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي
بابها، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي رحمه الله
بقراءتي عليه فأقر به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الله
بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقا الحافظ الواسطي رحمه الله، نا عمر بن
الحسن الصيرفي رحمه الله، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد، نا عبد الرزاق، قال أنا
سفيان الثوري عن عبد الله ابن عثمان عن عبد الرحمن بن بهمان عن جابر بن عبد الله
قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بعضد علي فقال: هذا أمير البررة وقاتل الكفرة،
منصور من نصره مخذول من خذله، ثم مد بها صوته فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن
أراد العلم فليأت الباب. أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج رحمه الله
تعالى، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز إذنا، نا محمد بن
حميد اللخمي أنا أبو جعفر محمد بن عمار بن عطية، نا عبد السلام بن صالح الهروي، نا
أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. أخبرنا محمد بن أحمد بن
عثمان، أنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى ابن عيسى الحافظ البغدادي، نا
الباغندي محمد بن محمد بن سليمان، نا محمد بن مصفا، نا حفص بن عمر العدني، نا علي
بن عمر عن أبيه عن جرير عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة
العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها. أخبرنا أبو منصور زيد بن طاهر بن
سيار البصري - قدم علينا واسطا - نا
ص 131
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داسة، نا أحمد بن عبيد الله، نا بكر بن أحمد بن
مقيل نا محمد بن الحسن بن العباس، نا عبد السلام بن صالح، نا أبو معاوية عن الأعمش
عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي
بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله
الاصفهاني - قدم علينا واسطا إملاء في جامعنا في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين
وأربعمائة - أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، أنا
أبو العباس محمد ابن يعقوب الأصم، نا محمد بن عبد الرحيم الهروي، نا عبد السلام بن
صالح، نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. أخبرنا الحسن
بن أحمد بن موسى، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي، نا علي بن محمد
المقري، نا محمد بن عيسى بن شعبة البزاز، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب، نا
عبد الرزاق، أنا معمر عن عبد الله بن عثمان عن عبد الرحمن قال سمعت جابر بن عبد
الله الأنصاري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الحديبية - وهو
آخذ بضبع علي بن أبي طالب - هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من
خذله، ثم مد بها صوته فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت
الباب. أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه الله تعالى - فيما أذن لي
في روايته عنه - أن أبا طاهر إبراهيم بن عمر بن يحيى يحدثهم نا محمد بن عبيد الله
بن [محمد بن عبيد الله بن] المطلب، نا أحمد بن محمد بن عيسى سنة عشر وثلاثمائة، نا
محمد بن عبد الله بن عمر بن مسلم اللاحقي الصفار بالبصرة سنة أربع وأربعين ومائتين،
نا أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن
جده علي بن الحسن عن أبيه الحسين عن أبيه علي ابن أبي طالب قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: يا علي أنا مدينة العلم
ص 132
وأنت الباب، كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلا من قبل الباب (1).
ترجمته

ترجم
له جماعة من أكابر علماء أهل السنة، وأثنوا عليه الثناء البالغ، كما ذكرنا في بعض
مجلدات الكتاب، وهذه جملة من مصادر
ترجمته

الأنساب - الجلابي، ذيل تاريخ بغداد
لابن النجار 4 / 71، الوافي بالوفيات 22 / 133، واللباب في الأنساب 1 / 319، تبصير
المنتبه 1 / 380...
(38) رواية أبي المظفر السمعاني

قال ابن شهر آشوب قال النبي
عليه السلام بالاجماع: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.
رواه أحمد من ثمانية طرق، وإبراهيم الثقفي من سبعة طرق، وابن بطة من ستة طرق،
والقاضي الجعابي من ستة طرق، وابن شاهين من أربعة طرق، والخطيب التاريخي من ثلاثة
طرق، ويحيى بن معين من طريقين. وقد رواه السمعاني والقاضي الماوردي وأبو منصور
السكري (2).
ترجمته

1 - عبد الغافر الفارسي في (سياق تاريخ نيسابور). 2 -
السمعاني في (الأنساب - السمعاني).
(هامش)
(1) المناقب لابن المغازلي 80 - 85. (2) مناقب آل أبي طالب 2 / 34. [*]
ص 133
3 - الرافعي في (التدوين 4 / 118). 4 - ابن خلكان في (وفيات الأعيان). 5 - الذهبي
في (العبر حوادث 489) و(دول الإسلام حوادث 489). 6 - اليافعي في (مرآة الجنان -
حوادث: 489). 7 - السبكي في (طبقات الشافعية 5 / 330). 8 - الأسنوي في (طبقات
الشافعية 2 / 29). 9 - ابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية 1 / 381). 10 - الداودي في
(طبقات المفسرين 2 / 339). وغيرهم. قال الرافعي ما ملخصه: ومنصور بن محمد السمعاني
التميمي أبو المظفر، تفقه على أبيه على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه حتى برع في
الفقه، ثم ورد بغداد واجتمع بأبي إسحاق الشيرازي، وجرى بينه وبين أبي نصر بن الصباغ
صاحب الشامل مسألة أحسن الكلام فيها، ثم انتقل إلى مذهب الشافعي رضي الله عنه. وقال
أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في سياق تاريخ نيسابور: أبو المظفر
السمعاني وحيد عصره فضلا وطريقة، من بيت العلم والزهد. وصنف الإمام أبو المظفر
التفسير في ثلاثة مجلدات، وصنف في الخلاف كتبا مشهورة، توفي سنة تسع وثمانين
وأربعمائة .
(39) رواية أبي علي البيهقي

لقد روى أبو علي إسماعيل بن أحمد بن
الحسين البيهقي حديث مدينة العلم، كما علمت سابقا من عبارة (المناقب) لأخطب خطباء
خوارزم.
ص 134
ترجمته

1 - ابن الأثير في (الكامل - حوادث: 507). 2 - أبو الفداء في (المختصر -
حوادث: 507). 3 - أبو الوردي في (تتمة المختصر - حوادث 507). 4 - السبكي في (طبقات
الشافعية الوسطى - مخطوط). 5 - الأسنوي في (طبقات الشافعية 1 / 200). 6 - ابن شحنة
في (روضة المناظر - حوادث: 507). وغيرهم. قال ابن الأثير: وإسماعيل بن أحمد بن
الحسين بن علي، أبو علي، ابن أبي بكر البيهقي، الإمام ابن الإمام، ومولده سنة ثمان
وعشرين وأربعمائة، وتوفي بمدينة بيهق، ولوالده تصانيف كثيرة مشهورة .
(40) رواية
شيرويه الديلمي

رواه حيث قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت
الباب (1).
ترجمته

1 - الرافعي في (التدوين 3 / 85). 2 - الذهبي في (تذكرة
الحفاظ 4 / 1259) و(العبر 4 / 18) وغيرهما. 3 - اليافعي في (مرآة الجنان - حوادث:
509). 4 - الأسنوي في (طبقات الشافعية 2 / 104).
(هامش)
(1) فردوس الأخبار 1 / 76. [*]
ص 135
5 - السبكي في (طبقات الشافعية 7 / 111). 6 - ابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية 1 /
292). 7 - السيوطي في (طبقات الحفاظ: 457). 8 - المناوي في (فيض القدير 1 / 28).
وغيرهم، وستقف على ترجمته بالتفصيل في موضعه إن شاء الله تعالى: هذا، ولا يخفى على
أهل العلم أن كتاب (الفردوس) في أعلى درجات الاعتبار والشهرة لدى العلماء الأعلام،
وجهابذة الحديث والأخبار، كما نص مؤلفه (الديلمي) في ديباجته على أنه قد انتقى
أحاديثه من الأحاديث الصحاح والغرائب والأفراد، وصرح بخلوه عن الأكاذيب الموضوعات.
كما أشاد ولده بفضل هذا الكتاب وشأنه في (مسند الفردوس)، وكذا السيد علي الهمداني
في (روضة الفردوس) فراجع.
(41) رواية العاصمي

رواه في (زين الفتى في تفسير سورة هل
أتى) حيث قال: ذكر مشابه أبينا آدم عليه السلام: أما آدم عليه السلام، فإنه قد
وقعت المشابهة بين المرتضى وبينه عليه السلام بعشرة أشياء، أولها: بالخلق والطينة،
والثاني: بالمكث والمدة، والثالث: بالصاحبة والزوجة، والرابع: بالتزويج والخلعة،
والخامس: بالعلم والحكمة، والسادس: بالذهب والفطنة، والسابع: بالأمر والخلافة،
والثامن: بالأعداء والمخالفة، والتاسع: بالوفاة والوصية والعاشر: بالأولاد والعترة
. قال: وأما بالعلم والحكمة فإن الله تعالى قال لآدم عليه السلام: (وعلم آدم
الأسماء كلها) ففضل بالعلم العباد الذين كانوا لا يعصون الله ما أمرهم
ص 136
ويفعلون بما يؤمرون، واستحق بذاك منهم السجود له، فكما لا يصير العلم جهلا والعالم
جاهلا فكذلك لم يصر آدم المفضل بالعلم مفضولا، وكذلك حال من فضل بالعلم، وأما من
فضل بالعبادة فربما يصير مفضولا، لأن العابد ربما يسقط عن درجة العبادة إن تركها
معرضا عنها، أو توانى فيها تغافلا منها فيسقط فضله، ولذلك قيل: بالعلم يعلو ولا
يعلى، والعالم يزار ولا يزور، ومن ذلك وجوب الوصف لله سبحانه بالعلم والعالم وفساد
الوصف له بالعبادة والعابد، ولذلك من على نبيه عليه السلام بقوله: (وعلمك ما لم تكن
تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) فعظم الفضل عليه بالعلم دون سائر ما أكرمه به من
الخصال والأخلاق، وما فتح عليه البلاد والآفاق. وكذلك المرتضى رضوان الله عليه، فضل
بالعلم والحكمة ففاق بهما جميع الأمة ما خلا الخلفاء الماضين رضي الله عنهم أجمعين،
ولذلك وصفه الرسول عليه السلام بهما حيث قال: يا علي ملئت علما وحكمة، وذكر في
الحديث عن المرتضى رضوان الله عليه: إن النبي (ص) كان ذات ليلة في بيت أم سلمة
فبكرت إليه بالغداة، فإذا عبد الله بن عباس بالباب، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم
إلى المسجد وأنا عن يمينه وابن عباس عن يساره فقال النبي عليه السلام: يا علي ما
أول نعم الله عليك؟ قال: أن خلقني فأحسن خلقي. قال: ثم ماذا؟ قال: أن عرفني نفسه،
قال: ثم ماذا؟ قال قلت: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. قال: فضرب النبي صلى الله
عليه وآله على كتفي وقال: يا علي ملئت علما وحكمة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه
وسلم: أنا مدينة وعلي بابها، وفي بعض الروايات: أنا دار الحكمة وعلي بابها. أخبرني
شيخي محمد بن أحمد رحمه الله، قال حدثنا أبو سعيد الرازي، قال قرئ على أبي الحسن بن
محمد بن مهرويه القزويني بها في الجامع وأنا اسمع، قال حدثنا أبو أحمد داود بن
سليمان بن وهب الفراء قال حدثني علي بن موسى الرضا، قال حدثني أبي موسى بن جعفر عن
أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن
ص 137
أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم
فليأت الباب. ولهذا الحديث طرق أخر نذكرها في فصل خصائص المرتضى رضوان الله عليه إن
شاء الله عز وجل . ورواه في ذكر مشابه داود ذي الأيد صلوات الله وسلامه عليه
قال: ووقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين داود عليه السلام بثمانية
أشياء.. والثامن بفصل الخطاب.. وأما فصل الخطاب فقوله تعالى: (وآتيناه الحكمة وفصل
الخطاب).. فكذلك المرتضى رضوان الله عليه أوتي من فصل الخطاب كما ذكرناه في معنى
قوله عليه السلام: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي فصل قضائه . ورواه أيضا في
أسماء الإمام عليه السلام حيث ذكر فيها باب مدينة العلم وباب دار الحكمة ثم
قال: وأما باب مدينة العلم فإنه أخبرنا محمد بن أبي زكريا رحمه الله، قال فيما أجاز
لنا أبو حفص بن عمر، قال أخبرنا أبو بكر بن إسحاق قال أخبرنا العباس بن الفضل قال
حدثنا أبو الصلت الهروي قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها .
(42) إثبات
الحكيم السنائي

لقد أرسله أبو المجد مجدود بن آدم الشهير بالحكيم السنائي في كتاب
[حديقة الحقيقة والشريعة والطريقة] إرسال المسلم حيث قال ما نصه في مناقب زوج
البتول وابن عم الرسول أبي الحسن والحسين، المبارز الكرار غير الفرار،
ص 138
غالب الجيش، سيد المهاجرين والأنصار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
من أحب عليا فقد استمسك بالعروة الوثقى، الذي أنزل الله تعالى في شأنه: (إنما وليكم
الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وقال
النبي عليه السلام: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وقال: يا علي أنت مني بمنزلة هارون
من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. وقال
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: دخلت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها على النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: يا عائشة ما تقولين في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم
الله وجهه؟ فأطرقت مليا ثم رفعت رأسها فقالت بيتين: إذا ما التبر حك على المحك *
تبين غشه من غير شك وفينا الغش والذهب المصفى * على بيننا شبه المحك وفي [حديقة
الحقيقة] في مدح الإمام عليه السلام: آل يس شرف بدو ديده * ايزد أو را بعلم
بگزيده مر نبي را وصى وهم داماد * جان بيغمبر از جمالش شاد كتب ناديده بود خوانده
بود بدل * علم هر دو جهان ورا حاصل بفصاحت جو أو سخن گفتي * مستمع زان حديث در سفتي
لطف أو بود لطف بيغمبر * عنف أو عنف شير شرزه نر خوانده در دين وملك مختارش * هم در
علم وهم علمدارش
ترجمته

1 - عبد الرحمن الجامي في (نفحات الأنس من حضرات القدس
595). 2 - دولت شاه السمرقندي في (تذكرة الشعراء 106). 3 - مجد الدين البدخشاني في
(جامع السلاسل - مخطوط).
ص 139
وغيرهم.. وقد عده (الدهلوي) في (التحفة) من كبار أهل السنة المقبولين لديهم، ومن
أجلة عظمائهم الذين جمعوا بين الشريعة والطريقة.. كما استشهد بشعر له في تفسيره
(فتح العزيز) معتبرا عنه ب بعض المحققين . هذا، وقد ذكر الكاتب الجلبي كتابه
المذكور بقوله: حديقة الحقيقة وشريعة الطرقة المعروف بفخري نامه، فارسي منظوم
لأبي المجد - محمد - بن آدم الشهير بالحكيم السنائي المتوفي سنة 525، نظمه من بحر
الخفيف لبهرام شاه القونوي السبكتكيني، ورتب على عشرين بابا في التوحيد وكلام الله
ونعت الرسول وفضل الصحابة والخلفاء وفضل السيدين الشهيدين، والإمامين أبي حنيفة
والشافعي، والعقل والعلم والعشق والقلب والتصوف وصفة البشر والشيخوخة وغور الغفلة
والحكمة والشهوة وصنعة الأفلاك والربيع. ومدح بهرام شاه ومدح ولده دولت شاه. والحكم
والأمثال. فرغ من نظمه سنة 524 (1).
(43) رواية شهردار الديلمي

لقد روى حديث
مدينة العلم في كتابه (مسند الفردوس) الذي خرج فيه سند كل حديث رواه والده في كتاب
(الفردوس). قال المناوي في (فيض القدير) فر للديلمي في مسند الفردوس المسمى
بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب، والفردوس للإمام عماد الإسلام أبي شجاع
الديلمي، ألفه محذوف الأسانيد مرتبا على الحروف ليسهل حفظه، وأعلم بإزائها بالحروف
للمخرجين كما مر، ومسنده لولده سيد الحفاظ أبي منصور شهردار بن شيرويه، خرج سند كل
حديث تحته وسماه: إبانة الشبهة في معرفة كيفية الوقوف على ما في كتاب الفردوس من
علامات الحروف (2).
(هامش)
(1) كشف الظنون 1 / 645. (2) فيض القدير 1 / 28. [*]
ص 140
وقد تقدم ذكر رواية والده الحديث في كتاب (الفردوس).
ترجمته

1 - الذهبي في (العبر
- حوادث: 558). 2 - السبكي في (طبقات الشافعية 4 / 229). 3 - الأسنوي في (طبقات
الشافعية 2 / 105). 4 - ابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية 1 / 324). 5 - (الدهلوي)
في (بستان المحدثين). وقد تقدم عن المناوي وصفه إياه بسيد الحفاظ.
(44) إثبات
السمعاني

لقد قال السمعاني ما نصه: الشهيد - بفتح الشين المعجمة وكسر الهاء وسكون
الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وفي آخرها الدال المهملة - اشتهر بهذا الاسم جماعة
من العلماء المعروفين قتلوا فعرفوا بالشهيد، أولهم ابن باب مدينة العلم وريحانة
رسول الله الشهيد ابن الشهيد الحسين بن علي سيد شبان أهل الجنة، وكان يكنى أبا عبد
الله.. (1).
ترجمته

1 - ابن الأثير في (الكامل - حوادث: 562) و(اللباب -
السمعاني). 2 - المحب ابن النجار في (تاريخه - مخطوط).
(هامش)
(1) الأنساب - الشهيد. [*]
ص 141
3 - ابن خلكان (وفيات الأعيان 1 / 301). 4 - أبو الفداء في (المختصر - حوادث: 562).
5 - ابن الوردي في (تتمة المختصر - حوادث: 562). 6 - الذهبي في (تذكرة الحفاظ 4 /
1316) و(العبر 4 / 178). 7 - اليافعي في (مرآة الجنان 4 / 371). 8 - السبكي في
(طبقات الشافعية 7 / 180). 9 - الأسنوي في (طبقات الشافعية 2 / 55). 10 - السيوطي
في (طبقات الحفاظ 471). 11 - الديار بكري في (الخميس - حوادث 562). 12 - القنوجي في
(التاج المكلل 76). وغيرهم. قال في (تذكرة الحفاظ) ما ملخصه: السمعاني: الحافظ
البارع العلامة تاج الإسلام، أبو سعد عبد الكريم التميمي السمعاني المروزي صاحب
التصانيف، ولد في شعبان سنة ست وخمسمائة، ورحل إلى الأقاليم النائية، وكان ذكيا
فهما سريع الكتابة مليحها، درس وأفتى ووعظ وأملى، وكتب عمن دب ودرج، وكان ثقة حافظا
حجة واسع الرحلة عدلا دينا جميل السيرة حسن الصحبة كثير المحفوظ. قال ابن النجار:
وسمعت من يذكر أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ وهذا شيء لم يبلغه أحد، وكان مليح
التصانيف كثير الشيء والأسانيد لطيف المزاج ظريفا حافظا واسع الرحلة ثقة صدوقا
دينا، سمع منه مشايخه وأقرانه، وحدث عنه جماعة. مات في ربيع الأول سنة اثنتين وستين
وخمسمائة بمرو، وله ست وخمسون سنة .
ص 142
(45) رواية الخطيب الخوارزمي

قال أبو المؤيد الموفق بن أحمد بن إسحاق الخوارزمي
المكي المعروف بأخطب خوارزم والخطيب الخوارزمي، في ألقاب علي عليه السلام:
الألقاب له، هو: أمير المؤمنين، ويعسوب الدين والمسلمين، ومبير الشرك والمشركين،
وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، ومولى المؤمنين، وشبيه هارون، والمرتضى، ونفس
الرسول، وأخوه، وزوج البتول، وسيف الله المسلول وأبو السبطين، وأمير البررة، وقاتل
الفجرة، وقسيم الجنة والنار، وصاحب اللواء، وسيد العرب، وخاصف النعل، وكاشف الكرب،
والصديق الأكبر، وأبو الريحانتين، وذو القرنين، والهادي، والفاروق، والواعي،
والشاهد، وباب المدينة، وبيضة البلد، والولي، والوصي، وقاضي دين الرسول، ومنجز وعده
(1). وقال في الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصاب: - أخبرنا
الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي قال أخبرنا شيخ
القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله، قال أخبرنا محمد بن
محمد بن سعد الهروي الشعراني، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن النيسابوري، قال حدثنا
أبو الصلت الهروي، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت
الباب (2).
(هامش)
(1) المناقب للخوارزمي: 8. (2) نفس المصدر: 40. [*]
ص 143
وقال في الفصل السادس عشر ما نصه: روى أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أرسل إلى
معاوية رسله: الطرماح وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهما قبل مسيره إلى صفين، وكتب
إليه مرة بعد أخرى يحتج عليه ببيعة أهل الحرمين له وسوابقه في الإسلام، لئلا يكون
بين أهل العراق وأهل الشام محاربة، ومعاوية يعتل بدم عثمان ويستغوي بذلك جهال أهل
الشام وأجلاف العرب، ويستميل طلبة الدنيا والولايات، وكان يشاور في أثناء ذلك ثقاته
وأهل مودته وعشيرته في قتال علي عليه السلام، فقال له أخوه عتبة: هذا أمر عظيم لا
يتم إلا بعمرو بن العاص فإنه قريع زمانه في الدهاء والمكر، يخدع ولا يخدع، وقلوب
أهل الشام مائلة إليه، فقال معاوية: صدقت ولكنه يحب عليا فأخاف أن لا يجيبني، فقال:
إخدعه بالأموال ومصر. فكتب إليه معاوية: من معاوية بن أبي سفيان - خليفة عثمان بن
عفان إمام المسلمين وخليفة رسول رب العالمين ذو النورين، ختن المصطفى على ابنتيه
وصاحب جيش العسرة وبئر دومة، المعدوم الناصر الكثير الخاذل المحصور في منزله
المقتول عطشا وظلما في محرابه المعذب بأسياف الفسقة - إلى عمرو بن العاص صاحب رسول
الله صلى الله عليه وسلم وثقته وأمير عسكره بذات السلاسل، المعظم رأيه المفخم
تدبيره: أما بعد فلن يخفى عليك احتراق قلوب المؤمنين وما أصيبوا به من الفجيعة بقتل
عثمان، وما ارتكب به جاره حسدا وبغيا بامتناعه من نصرته وخذلانه إياه، وإشلائه
الغاغة عليه [واشيا العامة عليه] حتى قتلوه في محرابه، فيالها من مصيبة، عمت
المسلمين وفرضت عليهم طلب دمه من قتلته، وأنا أدعوك إلى الحظ الأجزل من الثواب
والنصيب الأوفر من حسن المآب، بقتال من آوى قتلة عثمان رضي الله عنه وأحله جنة
المأوى. فكتب إليه عمرو: من عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
معاوية بن أبي سفيان: أما بعد فقد وصل كتابك فقرأته وفهمته، فأما
ص 144
ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهور في الضلالة معك وإعانتي إياك
على الباطل واختراط السيف على وجه علي بن أبي طالب رضي الله عنه - وهو أخو رسول
الله صلى الله عليه وسلم ووصيه ووارثه وقاضي دينه ومنجز وعده وزوج ابنته سيدة نساء
أهل الجنة وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة - [فلن يكون]. وأما ما
قلت من أنك خليفة عثمان فقد صدقت، ولكن تبين اليوم عزلك عن خلافته، وقد بويع لغيره
وزالت خلافتك. وأما ما عظمتني ونسبتني إليه من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأني صاحب جيشه فلا أغتر بالتزكية ولا أميل بها عن الملة. وأما ما نسبت أبا الحسن
أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصيه إلى الحسد والبغي على عثمان، وسميت الصحابة
فسقه، وزعمت أنه أشلاهم على قتله، فهذا غواية، ويحك يا معاوية: أما علمت أن أبا حسن
بذل نفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبات على فراشه، وهو صاحب السبق إلى
الإسلام والهجرة وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو مني وأنا منه، وهو
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وقد قال فيه رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم غدير خم: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من
عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، وهو الذي قال فيه عليه السلام يوم خيبر: لأعطين
الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وهو الذي قال فيه عليه السلام يوم
الطير: اللهم أيتني بأحب خلقك إليك، فلما دخل إليه قال: وإلي وإلي، وقد قال فيه يوم
النظير: علي إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله، وقد قال فيه:
علي وليكم من بعدي، وآكد القول عليك وعلي وعلى جميع المسلمين وقال: إني مخلف فيكم
الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي وقد قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وقد علمت يا
معاوية ما أنزل الله تعالى من الآيات المتلوات في فضائله التي
ص 145
لا يشترك فيها أحد كقوله تعالى: (يوفون بالنذر) و(وإنما وليكم الله ورسوله والذين
آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). (أفمن كان على بينة من ربه
ويتلوه شاهد منه) (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) وقال الله تعالى لرسوله (ع) (قل
لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وقد قال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أما ترضى أن يكون سلمك سلمي وحربك حربي وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة،
يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أحبك أدخله الله الجنة،
ومن أبغضك أدخله الله النار. وكتابك يا معاوية الذي كتبت هذا جوابه، ليس مما ينخدع
به من له عقل أو دين، والسلام (1).
ترجمته

والخطيب الخوارزمي من أعيان علماء أهل
السنة، ومن أساطين محدثيهم الثقات المعتمدين، وقد أثنى عليه ونقل عنه كبار علمائهم
ومشاهير حفاظهم أمثال: أبي حامد محمود بن محمد الصالحاني. وعماد الدين الكاتب
الاصفهاني. وأبي الفتح ناصر بن عبد السيد المطرزي. ومحب الدين ابن النجار البغدادي.
وجمال الدين القفطي. وأبي المؤيد الخوارزمي. وأبي عبد الله الكنجي الشافعي. وشمس
الدين الذهبي. وجمال الدين الزرندي.
(هامش)
(1) المناقب للخوارزمي: 128. [*]
ص 146
وصلاح الدين الصفدي. وعبد القادر القرشي. ومحمد بن أحمد الفارسي. وأحمد بن إبراهيم
الصنعاني المعروف بابن الوزير. وشهاب الدين أحمد صاحب توضيح الدلائل. ونور الدين
ابن الصباغ المالكي. وجلال الدين السيوطي. ونور الدين السمهودي. والشمس الدمشقي
الصالحي. وشهاب الدين ابن حجر المكي. وأحمد بن باكثير المكي. وعبد الله بن محمد
المطيري. وولي الله اللكهنوي. و(الدهلوي نفسه).. فراجع أسفارهم، وقد أوردنا طرفا من
كلماتهم في بعض المجلدات.
(46) رواية ابن عساكر

لقد روى أبو القاسم علي بن الحسن
المعروف بابن عساكر الدمشقي حديث مدينة العلم بطرق عديدة كما قال الكنجي وهذا نصه
عبارته: أخبرنا العلامة قاضي القضاة أبو نصر محمد بن هبة الله ابن قاضي القضاة
ومحمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي، أخبرنا الحافظ أبو القاسم أخبرنا أبو القاسم
ابن [محمد] السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف
ص 147
أخبرنا أبو أحمد ابن عدي، حدثنا النعمان بن هارون البلدي ومحمد بن أحمد بن المؤمل
الصيرفي وعبد الملك بن محمد قالوا: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب حدثنا
عبد الرزاق عن سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان قال سمعت
جابرا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الحديبية - وهو آخذ بضبع
علي بن أبي طالب وهو يقول -: هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره ومخذول من
خذله، ثم مد بها صوته وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت
الباب. قلت: هكذا رواه ابن عساكر في تاريخه وذكر طرقه عن مشايخه (1).
ترجمته

1 -
ياقوت الحموي في (معجم الأدباء 13 / 73). 2 - الخوارزمي في (أسماء رجال جامع مسانيد
أبي حنيفة). 3 - ابن خلكان في (وفيات الأعيان 1 / 335). 4 - أبو الفداء في (المختصر
- حوادث: 571). 5 - ابن الوردي في (تتمة المختصر - حوادث: 571). 6 - الذهبي في
(تذكرة الحفاظ 4 / 1328) و(العبر 4 / 212) و(دول الإسلام حوادث 571). 7 - اليافعي
في (مرآة الجنان 3 / 393). 8 - السبكي في (طبقات الشافعية 7 / 215). 9 - الأسنوي في
(طبقات الشافعية 2 / 216). 10 - ابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية 1 / 345). 11 -
جلال الدين السيوطي في (طبقات الحفاظ 474). 12 - الديار بكري في (الخميس - حوادث:
571).
(هامش)
(1) كفاية الطالب: 220. [*]
ص 148
13 - القنوجي في (التاج المكلل 84). قال ابن خلكان ما ملخصه: الحافظ أبو القاسم
ابن عساكر الدمشقي الملقب ثقة الدين، كان محدث الشام في وقته، ومن أعيان الفقهاء
الشافعية، غلب عليه الحديث فاشتهر به وبالغ في طلبه إلى أن جمع منه ما لم يتفق
لغيره، ورحل وطوف وجاب البلاد ولقي المشايخ، وكان حافظا دينا جمع بين معرفة المتون
والأسانيد وكان حسن الكلام على الأحاديث، محفوظا في الجمع والتأليف، صنف التاريخ
الكبير لدمشق في ثمانين مجلدة أتى فيه بالعجائب، وهذا الذي ظهر هو الذي اختاره وما
صح له هذا بعد مسودات ما يكاد ينضبط حصرها، وله غيره تواليف حسنة وأجزاء ممتعة .
وفي (العبر): الحافظ ابن عساكر صاحب التاريخ الثمانين مجلدا، محدث الشام، ثقة
الدين، ساد أهل زمانه في الحديث ورجاله، وبلغ في ذلك الذروة العليا، ومن تصفح
تاريخه علم منزلة الرجل في الحفظ .
(47) إثبات أفضل الدين الخاقاني

لقد أرسله أفضل
الدين إبراهيم بن علي المعروف بالخاقاني إرسال المسلم، وأثبته جازما به في كتابه
(تحفة العراقين) حيث قال في قصيدة له في مدح محمد بن مطهر العلوي: أين قدر وصفا
كه خاطرم راست * از خدمت سيد اجل خاست اين مايه كه طبع را قوام است * هم همت سيد
امام است ذو الفضل محمد مطهر * آن عرق محمد پيمبر آن مردم ديده مصطفى را * وان وارث
صدق مصطفى را قدرش زدو كون بر گذشته * يكموي زمصطفى نگشته
ص 149
إلى أن قال: در شهر علم حيدر * وين سيد دين كليد آن در وقف ابديست بر زبانش * هر
خانه كه داشت شهر دانش جاي شرفست وبحر علم است * استاد سراى شهر علم است بيش كرمش
زروى تسليم * بيش قلمش ببوى تعليم شهرى كه خراجش آورد دهر * أو ميوه باغ آنچنان شهر
هذا، وقد ذكر كتاب (تحفة العراقين) في (كشف الظنون) بقوله: تحفة العراقين،
فارسي، منظومة لأفضل الدين إبراهيم بن علي الخاقاني الشاعر المتوفى سنة 582، وزنه
من مزاحفات المسدس (1).
ترجمته

1 - دولت شاه السمرقندي في (تذكرة الشعراء: 88).
2 - عبد الرحمن الجامي في (نفحات الأنس: 607).
(48) إثبات ابن الشيخ البلوي

لقد ذكر
أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي الأندلسي المعروف بابن الشيخ حديث مدينة العلم في
مناقب أمير المؤمنين عليه السلام، جازما بصحته وقاطعا بثبوته وذلك حيث قال في كتابه
(ألف با) بعد أن أورد كلمات لابن عباس في أعلمية الإمام ما نصه: وإذ قد وقع ذكر
علي وابن عباس رضي
(هامش)
(1) كشف الظنون 1 / 369). [*]
ص 150
الله عنهما فلنذكر بعض فضائلهما، ولنبدأ بمفاخر علي الزكي العلي ابن عم النبي،
ولنثن بالثناء على ابن عباس العدل الرضي ابن عم النبي أيضا: قال أبو الطفيل: شهدت
عليا يخطب وهو يقول: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به، وسلوني عن
كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في
جبل، ولو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب. وسيأتي قول النبي صلى الله
عليه وسلم فيه: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه، وقول
ابن عباس فيه: لقد أعطي على تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شاركهم في العشر
العاشر.. (1). وأورده مرة أخرى في كتابه المذكور - بعد أن ذكر حكاية فيها قول
الحجاج الثقفي في أمير المؤمنين عليه السلام فإنه المرء يرغب عن قوله - قائلا:
قلت: ولما رأيت هذه الحكاية في الكامل وقول الحجاج في علي رضي الله عنه هذا الجفا
لم أملك نفسي، وحملتني الغيرة على حبيبي علي رضي الله عنه أن كتبت في طرة الكتاب:
حجاج فيما قلته تكذب * في قول من فيه الورى يرغب ذاك علي ابن أبي طالب * من مثله أو
منه من يقرب يكفيه أن كان ابن عم الذي * في جاهه تطمع يا مذنب صلى عليه الله من سيد
* ما تطلع الشمس وما تغرب وقلت أيضا: أنظر إلى الحجاج وقلة جده مع سطاحة خده، يقول
في مولانا علي هذه المقالة ويرغب عما قاله، تالله ما حمله على هذا القول الردي إلا
الحسد المردي، وإلا فقد علم الغوي أن مكان علي في العلم المكان العلي، كيف لا؟
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيه: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد
العلم
(هامش)
(1) كتاب الألف باء 2 / 122. [*]
ص 151
فليأته من بابه. وابن عباس رضي الله عنه يقول: والله لقد أعطي علي بن أبي طالب رضي
الله عنه تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر. وقال عمر بن
الخطاب رضي الله عنه: أقضانا علي. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: أعلم أهل المدينة
بالفرائض ابن أبي طالب.. (1). كتاب إلف باء هذا، وقد ذكر كتابه (ألف باء) في (كشف
الظنون) بقوله: ألف با في المحاضرات للشيخ أبي الحجاج يوسف بن محمد البلوي
الأندلسي المعروف بابن الشيخ، هو مجلد ضخم، أوله: إن أفصح كلام سمع وأعجز وأوضح
نظام وأوجز حمد الله تعالى نفسه.. الخ، ذكر فيه أنه جمع فوائد بدائع العلوم لابنه
عبد الرحيم ليقرأه بعد موته، إذ لم يلحق بعد لصغره إلى درجة النبلاء، وسمى ما جمعه
لهذا الطفل بكتاب ألف با.. وهو تأليف غريب لكن فيه فوائد كثيرة (2).
(49) رواية
أبي السعادات ابن الأثير

لقد روى أبو السعادات المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير
الجزري حديث مدينة العلم حيث قال: علي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا
مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه الترمذي (3). وفي (توضيح الدلائل) عن علي رضي
الله تعالى عنه: إن رسول الله صلى
(هامش)
(1) الألف باء. (2) كشف الظنون 1 / 150. (3) جامع الأصول 9 / 473. [*]