ص 152
الله عليه وسلم وبارك وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. رواه في جامع الأصول
وقال: أخرجه الترمذي (1).
ترجمته

1 - أبو الحسن ابن الأثير في (الكامل - حوادث:
606). 2 - ابن المستوفي في (تاريخ إربل - مخطوط). 3 - ابن خلكان في (وفيات الأعيان
1 / 441). 4 - أبو الفداء في (المختصر - حوادث: 606). 5 - ابن الوردي في (تتمة
المختصر - حوادث: 606). 6 - الذهبي في (العبر حوادث 606) و(دول الإسلام - حوادث
606). 7 - الخطيب التبريزي في (أسماء رجال المشكاة 3 / 808). 8 - اليافعي في (مرآة
الجنان - حوادث: 606). 9 - السبكي في (طبقات الشافعية 5 / 153). 10 - الأسنوي في
(طبقات الشافعية 1 / 130). 11 - ابن شحنة في (روضة المناظر - حوادث: 606). 12 - ابن
قاضي شهبة في (طبقات الشافعية 1 / 392). 13 - السيوطي في (بغية الوعاة: 385). 14 -
القنوجي في (التاج المكلل 100). وغيرهم، وقد ذكرنا ذلك في مجلد (حديث الطير) قال
السبكي ما ملخصه المبارك بن محمد الشيباني العلامة مجد الدين أبو السعادات الجزري
ابن الأثير، صاحب جامع الأصول وغريب الحديث وشرح مسند الشافعي وغيره ذلك، كان فاضلا
رئيسا مشارا إليه، توفي سنة ست وستمائة .
(هامش)
(1) توضيح الدلائل - مخطوط. [*]
ص 153
(50) إثبات فريد الدين العطار

لقد أثبت الشيخ فريد الدين محمد بن إبراهيم الهمداني
المعروف بالعطار حديث مدينة العلم في مواضع من ديوانه (مظهر العجائب) منها قوله في
قصيدة له: هيج ميداني كه معجز آن كيست * وين همه مدح وثنا در شأن كيست كه نهاده باى
بر كتف رسول * مصطفى كرده ومعراجش قبول كه بده خود تاجدار انما * كه بده در ملك
معنى هل أتى كه بده قرآن ناظق در عيان * كه شده در لو كشف اسرار دان كيست باب علم
از كفت رسول * خودكرا بودست در علم قبول وقال في ديوانه (اسرار نامه): أگر فرمانبرى
فرمان شه بر * وگرنه اوفتادى خود به چه در اگر فرمانبرى فرمان حيدر * چو باب است آن
بعلم مصطفى در وقال في ديوانه (الهي نامه). پيمبر گفت با آن نور ديده * زيك
نوريم هر دو آفريده على چون بانبى باشد زيك نور * يكى باشند هر دو از دوى دور چنان
در شهر دانش باب آمد * كه جنت را بحق بواب آمد
ص 154
ترجمته

ترجم له كبار علماء أهل السنة وعدوه من مشاهير عرفائهم، كما سيأتي في بعض
مجلدات الكتاب بالتفصيل إن شاء الله تعالى، وقد نص (الدهلوي) على أنه من الأكابر
المقبولين لدى أهل السنة، كما استشهد هو والكابلي بكلام له، قال الكابلي: قال الشيخ
الجليل فريد الدين أحمد بن محمد النيسابوري: من آمن بمحمد ولم يؤمن بأهل بيته فليس
بمؤمن، أجمع العلماء والعرفاء على ذلك ولم ينكره أحد أنظر: (الصواعق للكابلي)
و(التحفة الاثنا عشرية).
(51) رواية أبي الحسن ابن الأثير

لقد روى أبو الحسن علي بن
محمد الجزري المعروف بابن الأثير حديث مدينة العلم في كتابه (أسد الغابة في معرفة
الصحابة) حيث قال: أنبأنا زيد بن الحسن بن زيد أبو اليمن الكندي وغيره كتابة
قالوا: أنبأنا أبو منصور زريق أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا محمد بن أحمد بن
رزق، أنبأنا أبو بكر بن مكرم بن أحمد بن مكرم القاضي، حدثنا القاسم بن عبد الرحمن
الأنباري، حدثنا أبو الصلت الهروي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم
فليأت بابه (1).
ترجمته

1 - ابن خلكان في (وفيات الأعيان 1 / 347).
(هامش)
(1) أسد الغابة 4 / 22. [*]
ص 155
2 - الذهبي في (دول الإسلام - حوادث: 630) و(العبر 5 / 120). 3 - اليافعي في (مرآة
الجنان - حوادث: 630). 4 - السبكي في (طبقات الشافعية 5 / 127). 5 - الأسنوي في
(طبقات الشافعية 1 / 132). 6 - ابن شحنة في (روضة المناظر حوادث 630). 7 - ابن قاضي
شهبة في (طبقات الشافعية 1 / 412). 8 - السيوطي في (طبقات الحفاظ: 492). وغيرهم من
كبار العلماء في كتبهم المعتبرة، قال الذهبي ما ملخصه بلفظه: ابن الأثير: الإمام
العلامة الحافظ فخر العلماء، عز الدين أبو الحسن علي بن الأثير الجزري المحدث
اللغوي صاحب التاريخ ومعرفة الصحابة والأنساب وغير ذلك، كانت داره مجمع الفضلاء،
وكان مكملا في الفضائل، علامة نسابة أخباريا عارفا بالرجال وأنسابهم، لا سيما
الصحابة مع الأمانة والتواضع والكرم. مات في أواخر شهر شعبان سنة ثلاثين وستمائة
(1).
(52) إثبات محيي الدين ابن عربي

لقد أرسله محيي الدين ابن عربي الطائي إرسال
المسلم حيث قال في كتابه (الدر المكنون والجوهر المصون) - على ما نقل عنه البلخي
القندوزي - ما نصه: والإمام علي رضي الله عنه ورث علم الحروف من سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم، وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي
بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (2).
(هامش)
(1) تذكرة الحفاظ 4 / 1399. (2) ينابيع المودة 414. [*]
ص 156
ترجمته

وقد ترجم لابن عربي جمع من أعلام المؤرخين والرجاليين، ونقل عنه كبار
المحدثين والعرفاء، وفيهم من وصفه بالأوصاف الجليلة وعزاه إلى المقامات العالية،
وممن ترجم له وأثنى عليه أو نقل عنه في كتابه واعتمد عليه: 1 - ابن النجار في (ذيل
تاريخ بغداد). 2 - ابن نقطة في (تكملة الاكمال). 3 - ابن العديم في (تاريخ حلب). 4
- المنذري في (الوفيات). 5 - ابن الآبار في (التاريخ). 6 - ابن الزبير في
(التاريخ). 7 - ابن الدبيثي في (ذيل تاريخ بغداد). 8 - أبو العلاء الفرضي في (مشتبه
النسبة). 9 - قطب الدين اليونيني في (تاريخ مصر). 10 - سبط ابن الجوزي في (مرآة
الزمان). 11 - القطب اليونيني في (ذيل مرآة الزمان). 12 - ابن فضل الله في
(المسالك). 13 - الاسكندري في (لطائف المنن). 14 - اليافعي في (مرآة الجنان). 15 -
الصفدي في (الوافي بالوفيات). 16 - ابن شاكر الكتبي في (فوات الوفيات). 17 -
الشعراني في (لواقح الأنوار). 18 - الجامي في (نفحات الأنس). 19 - الكفوي في (كتائب
أعلام الأخيار).
ص 157
20 - الأزنيقي في (مدينة العلوم). 21 - البرزنجي في (الاشاعة). 22 - السهالوي في
(الصبح الصادق). 23 - صديق حسن في (الجنة في اتباع السنة). 24 - (الدهلوي) في
(رسالة الرؤيا). ومنهم من ألف في مناقبه كتابا مفردا كالجلال السيوطي، له (تنبيه
الغبي في مناقب ابن عربي). وإليك بعض مصادر
ترجمته

الوافي بالوفيات 4 / 173،
البداية والنهاية 13 / 156، سير أعلام النبلاء 15 / 48، مرآة الجنان 4 / 100، طبقات
المفسرين 38، النجوم الزاهرة 6 / 339 فوات الوفيات 2 / 241، شذرات الذهب 5 / 190
نفح الطيب 7 / 90، تاريخ ابن الآبار 1 / 356، التكملة لوفيات النقلة 3 / 555.
(53)
رواية محب الدين ابن النجار

ورواه محب الدين محمد بن محمود البغدادي المعروف بابن
النجار بإسناده عن سيدنا الإمام الرضا عليه السلام إذ قال: أنبأتنا رقية بنت معمر
بن عبد الواحد أنبأتنا فاطمة بنت محمد بن أبي سعد البغدادي، أنا سعيد بن أحمد
النيسابوري أنا علي بن الحسن بن بندار بن المثنى، أنا علي بن محمد مهرويه ثنا داود
بن سليمان الغازي ثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي مرفوعا: أنا مدينة العلم
وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (1).
(هامش)
(1) ذيل تاريخ بغداد - مخطوط. [*]
ص 158
ترجمته

1 - الذهبي في (تذكرة الحفاظ 4 / 1428) و(العبر 5 / 180). 2 - الصفدي في
(الوافي بالوفيات 5 / 9). 3 - اليافعي في (مرآة الجنان 4 / 111). 4 - الأسنوي في
(طبقات الشافعية 2 / 502). 5 - الكتبي في (فوات الوفيات 2 / 522). 6 - ابن قاضي
شهبة في (طبقات الشافعية 1 / 454). 7 - صديق حسن القنوجي في (التاج المكلل 180).
ترجمة علي بن محمد بن مهرويه ولا يخفى أن: علي بن محمد بن مهرويه الواقع في سند
الحديث في رواية ابن النجار والعاصمي من كبار المحدثين الموثقين، فقد قال السمعاني:
وأبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني حدث في القرية ببغداد والجبال. عن
يحيى بن عبدك القزويني، وداود بن سليمان الغازي، ومحمد بن المغيرة، والحسن ابن علي
بن عفان. روى عنه: عمر بن محمد بن سنبك، وأبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري، ومحمد
بن عبيد الله بن الشخير، وأبو حفص ابن شاهين الواعظ وغيرهم. ذكره أبو الفضل صالح بن
محمد بن أحمد الحافظ في طبقات أهل همدان وقال: أبو الحسن القزويني قدم علينا سنة
ثمان عشرة، روى عن هارون بن هزاري وداود بن سليمان الغازي نسخة علي بن موسى الرضا،
ومحمد بن الجهم السمري والعباس بن محمد الدوري ويحيى بن أبي طالب وأبي حاتم الرازي،
سمعت منه مع أبي، وكان يأخذ على نسخة علي بن موسى الرضا، وكان شيخا، مسنا ومحله
الصدق (1).
(هامش)
(1) الأنساب - القزويني. [*]
ص 159
وكذا ذكره الرافعي (1)، وذكر عن الخطيب أنه حدث ببغداد سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
ترجمة داود بن سليمان الغازي و داود بن سليمان الغازي القزويني أيضا من مشاهير
الرواية وأئمة الحديث، فقد ذكر الرافعي ما نصه: داود بن سليمان بن يوسف الغازي
أبو أحمد القزويني، شيخ اشتهر بالرواية عن علي بن موسى الرضا، ويقال: إن عليا كان
مستخفيا في داره مدة مكثه بقزوين، وله نسخة عنه يرويها أهل قزوين عن داود، كإسحاق
بن محمد وعلي بن محمد بن مهرويه وغيرهما.. (2). وفي (إيضاح لطافة المقال للرشيد
الدهلوي) في ذكر الإمام الرضا عليه السلام وقد روى عنه أكثر أئمة الحديث، قال في
مفتاح النجا ب
ترجمته

روى عنه إسحاق ابن راهويه، ويحيى بن يحيى، وعبد الله بن عباس
القزويني، وداود بن سليمان، وأحمد بن حرب، ومحمد بن أسلم وخلق غيرهم، روى له ابن
ماجة.. .
(54) إثبات ابن طلحة الشافعي

وقد أثبته ابن طلحة الشافعي جازما بصحته،
مستشهدا به، في كلام له في الفصل الرابع حول صفة أمير المؤمنين ب الأنزع البطين
. وهذا نص بعض كلامه:
(هامش)
(1) التدوين بذكر علماء قزوين 3 / 417. (2) التدوين 3 / 3. [*]
ص 160
ولم يزل بملازمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيده الله تعالى علما حتى قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم -: فيما نقله الترمذي في صحيحه بسنده عنه - أنا مدينة
العلم وعلي بابها. فكان من غزارة علمه يذلل جوامع القضايا، ويوضح مشكلات الوقائع،
ويسهل مستصعب الأحكام، فكل علم كان له فيه أثر، وكل حكمة كان له عليها استظهار،
وسيأتي تفصيل هذا التأصيل في الفصل السادس المعقود لبيان علمه وفضله إن شاء الله
تعالى . وقال في الفصل السادس الذي أشار إليه: ومن ذلك ما رواه الإمام الترمذي
في صحيحه بسنده وقد تقدم ذكره في الاستشهاد في صفة أمير المؤمنين بالأنزع البطين:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، ونقل الإمام أبو
محمد الحسين بن مسعود القاضي البغوي في كتابه الموسم بالمصابيح إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها. لكنه صلى الله عليه وسلم وسلم خص
العلم بالمدينة والدار بالحكمة لما كان العلم أوسع أنواعا وأبسط فنونا، وأكثر
تشعبا، وأغزر فائدة، وأعم نفعا من الحكمة، خص الأعم بالأكبر والأخص بالأصغر، إلى
آخر ما سيأتي إن شاء الله تعالى فيما بعد . كتاب مطالب السئول وكتاب (مطالب
السئول) يعد في الكتب الجليلة والأسفار المعتبرة، وقد اعتمد عليه كبار العلماء في
شتى كتبهم، ولقد استند إليه واستشهد بمواضيعه محمد محبوب العالم في مواضع من تفسيره
الذي أثنى عليه (الدهلوي) وتلميذه الرشيد وأشادوا بعظمته ووثاقته. كما صرح ابن طلحة
نفسه في صدر كتابه المذكور بثقته بأحاديث هذا الكتاب، وقد أوردنا نص كلامه في مجلد
(حديث الطير). بل صرح في الفصل السادس - حيث أورد فيه حديث مدينة العلم - بقوله:
لم أورد فيه ما يصل إليه وارد الاضطراب، ولا أودعته ما يدخل عليه رائد الارتياب،
ولا ضمنته غثا تمجه أصداف الاسماع، ولا غثاء تقذفه أصناف
ص 161
الألباب، بل مريت له أخلاف رواية الخلف عن السلف، حتى اكتنفت بزبد الأوطاب، ونظمت
فيه جواهر درر صرحت ألسن السنن ونطقت بها آيات الكتاب، وقررته بأدلة نظر محكمة
الأسباب بالصواب، هامية السحاب بالمحاب، مفتحة الأبواب للطلاب مثمرة إن شاء الله
تعالى لجامعها جميل الثناء وجزيل الثواب . ومما قال في الفصل المذكور: فقد صدرت
هذا الفصل المعقود لبيان فضله الموفور وعلمه المشهور، من الآيات القرآنية والأحاديث
النبوية بما فيه شفاء الصدور ووفاء بالمستطاع والمقدور، واهتداء يخرج القلوب الضالة
من الظلمات إلى النور، واقتصرت عليها لكونها واضحة جددا، راجحة صحة ومعتقدا، وقد
جعلت المعقبات الإلهية من بين يديها ومن خلفها لحفظها رصدا، ولم أتجاوزها إلى إيراد
أخبار كثيرة عددا واهية سندا ومستندا..
(55) رواية سبط ابن الجوزي

ونقله شمس
الدين أبو المظفر يوسف بن قزعلي المعروف ب سبط ابن الجوزي عن أحمد بن حنبل
وصححه حيث قال: حديث أنا مدينة العلم: قال أحمد في الفضائل: حدثنا إبراهيم بن عبد
الله ثنا محمد بن عبد الله (1) الرومي ثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي رواية: أنا
دار الحكمة وعلي بابها، وفي رواية: أنا مدينة الفقه وعلي بابها، فمن أراد العلم
فليأت الباب. ورواه عبد الرزاق فقال: فمن أراد الحكم فليأت الباب.
(هامش)
(1) كذا. [*]
ص 162
فإن قيل: قد ضعفوه. فالجواب: إن الدارقطني قال: قد رواه السويد بن غفلة عن الصنابحي
ولم يذكر سويد بن غفلة، وقول الدارقطني إن ثبت فهو صفة الإرسال، والمرسل حجة في باب
الأحكام فكيف بباب الفضائل؟ فإن قيل: في هذه الروايات مقال، قلنا: نحن لم نتعرض
لها، بل نحتج بما خرجه أحمد وهو الرواية الأولى عن علي، وإذا ثبتت الرواية الأولى
ثبتت الروايات كلها، لأن رواية الحديث بالمعنى جائزة في أحكام الشريعة فههنا أولى.
فإن قيل: محمد بن علي (1) الرومي شيخ شيخ أحمد بن حنبل ضعفه ابن حبان فقال: يأتي
على الثقات بما ليس من أحاديث الاثبات. قلنا: قد روى عنه إبراهيم بن محمد شيخ أحمد،
ولو كان ضعيفا لبين ذلك، وكذا أحمد فإنه أسند إليه ولم يضعفه ومن عادته الجرح
والتعديل، فلما أسند عنه علم أنه عدل في روايته (2). هذا، والجديد بالذكر أنه قال
في كتابه في الباب الثاني المعقود لبيان فضائل أمير المؤمنين عليه السلام: فضائله
أشهر من الشمس والقمر، وأكثر من الحصى والمدر، وقد اخترت منها ما ثبت واشتهر، وهي
قسمان: قسم مستنبط من الكتاب والثاني من السنة الطاهرة التي لا شك فيها ولا ارتياب
(3). فثبت أن حديث مدينة العلم من فضائله عليه السلام الثابتة المشتهرة التي لا
ريب فيها ولا ارتياب. ويدل على التزامه بنقل ما ثبت فحسب قوله في الفصل الذي عقد في
ذكر أم أمير المؤمنين عليهما السلام: قلت: وقد أخرج لها أبو نعيم الحافظ حديثا
طويلا في فضلها، إلا أنهم قالوا: في إسناده روح بن صلاح، ضعفه ابن عدي، فلذلك لم
نذكره (4).
(هامش)
(1) كذا. (2) تذكرة خواص الأمة: 47 - 48. (3) تذكرة خواص الأمة: 13. (4) المصدر
نفسه: 10. [*]
ص 163
على أن مجرد رواية أحمد الحديث في فضائله كاف لصحته لدى سبط ابن الجوزي وغيره،
لأنهم يرون أن كل حديث يرويه أحمد حجة، وأنه يجب المصير إليه، كما تقدم في رواية
أحمد للحديث.
ترجمته

وتوجد ترجمة سبط ابن الجوزي مع التجليل والإكبار في كتب
التاريخ وطبقات الفقهاء، كما نقل عنه كبار العلماء الأعلام في كتب الحديث والفقه
والسيرة.. ومن ذلك: 1 - وفيات الأعيان لابن خلكان. 2 - ذيل مرآة الزمان لليونيني. 3
- المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء. 4 - تتمة المختصر لابن الوردي. 5 - العبر في
خبر من غبر للذهبي. 6 - الوافي بالوفيات للصفدي. 7 - مرآة الجنان لليافعي. 8 -
الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي. 9 - الأثمار الجنية في طبقات الحنفية
للقاري. 10 - طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة. 11 - مختصر الجواهر المضية للفيروز
آبادي. 12 - غاية المرام بأخبار البلد الحرام لابن فهد. 13 - إتحاف الورى بأخبار أم
القرى لابن فهد. 14 - طبقات المفسرين للداودي. 15 - كتائب أعلام الأخيار للكفوي. 16
- القول المنبي للسخاوي. 17 - حسن المقصد للسيوطي.
ص 164
18 - الدر المختار للحصكفي. 19 - جواهر العقدين للسمهودي. 20 - الصواعق المحرقة
لابن حجر. 21 - إنسان العيون للحلبي. 22 - كفاية الطالب للكنجي. 23 - مفتاح النجا
للبدخشاني. 24 - التحفة (للدهلوي). وإليك بعض مصادر
ترجمته

المختصر 3 / 26، العبر
5 / 220، مرآة الجنان 4 / 136، الجواهر المضية 2 / 231، طبقات المفسرين 2 / 383.
(56) رواية الكنجي الشافعي

وقد عقد أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي بابا
من كتابه (كفاية الطالب) لحديث مدينة العلم، فأثبته فيه بطرق عديدة ووجوه سديدة حيث
قال: الباب الثامن والخمسون في تخصيص علي بقوله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة
العلم وعلي بابها. أخبرنا العلامة قاضي القضاة صدر الشام أبو الفضل محمد ابن قاضي
القضاة شيخ المذاهب أبي المعالي محمد بن علي القرشي، أخبرنا حجة العرب زيد ابن
الحسن الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا زين الحفاظ وشيخ أهل الحديث على
الإطلاق أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، أخبرنا أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله،
حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أبو جعفر الحسين بن حفص الخثعمي، حدثنا عباد بن يعقوب،
حدثنا يحيى بن بشير [بشر] الكندي عن
ص 165
إسماعيل بن إبراهيم الهمداني عن أبي إسحاق عن الحرث عن علي، وعن عاصم ابن ضمرة عن
علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله خلقني وعليا من شجرة أنا أصلها
وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرتها والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلا الطيب؟ أنا
مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها [فليأت الباب]. قلت: هكذا رواه
الخطيب في تاريخه وطرقه. وأخبرنا العلامة قاضي القضاة أبو نصر محمد بن هبة الله
وقاضي القضاة محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي: أخبرنا الحافظ أبو القاسم أخبرنا
أبو القاسم ابن السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف،
أخبرنا أبو أحمد ابن عدي، حدثنا النعمان بن هارون البلدي ومحمد بن أحمد بن المؤمل
الصيرفي وعبد الملك بن محمد قالوا: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب، حدثنا
عبد الرزاق عن سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان قال سمعت
جابرا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الحديبية - وهو آخذ بضبع
علي بن أبي طالب وهو يقول - هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره، مخذول من
خذله، ثم مد بها صوته وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت
الباب [فليأتها من بابها]. [قلت] هكذا رواه ابن عساكر في تاريخه وذكر طرقه عن
مشايخه. أخبرنا علي بن عبد الله بن أبي الحسن الأزجي بدمشق عن المبارك بن الحسن
أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أخبرنا أبو عبد الله [بن] محمد أخبرنا محمد بن الحسين
حدثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن زاطيا، حدثنا عثمان بن عبد الله العثماني حدثنا
عيسى بن يونس، عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: أنا مدينة العلم وعلي بابها. قلت: هذا حديث حسن عال. وقد تكلم العلماء في
معنى هذا الحديث إن عليا باب العلم، فأكثروا حتى قالت طائفة: إنما أراد النبي صلى
الله عليه وآله: أنا مدينة العلم أي: أنا
ص 166
معدن العلم وموضعه، وما كان عند غيري فغير معدود من العلم، وقوله: وعلي بابها
يريد: إن باب هذه المدينة رفيع من حيث إن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم أثبت
الشرائع وأقومها وأهداها، لا يدخل عليها النسخ ولا التحريف ولا التبديل، بل هي
محفوظة بحفظ الله عز وجل، مصونة من النقص لا ينسخها شيء، فلهذا نسبها إلى العلو،
وكتابه آخر الكتب التي أنزلها الله عز وجل فلا يدخل عليه النسخ قال الله تعالى:
(ومهيمنا عليه) أي: إن القرآن يحكم على سائر الكتب المنزلة قبله، وما ورد فيه من
الحرام والحلال لا يتغير ولا ينسخ ولا يبطل، فكان القرآن أجل الكتب التي أنزلها
الله تعالى، وشريعة الرسول صلى الله عليه وسلم أجل الشرائع وأعلاها وأبهاها وأسناها
وأسماها، حيث لا يدخل عليها النسخ ولا التبديل، فهي عالية سامية عال بابها. قلت -
والله أعلم - إن وجه الحديث عندي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا مدينة
العلم وعلي بابها أراد صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى علمني العلم وأمرني
بدعاء الخلق إلى الاقرار بوحدانيته في أول النبوة، حتى مضى شطر زمان الرسالة على
ذلك، ثم أمرني الله بمحاربة من أبى الاقرار لله عز وجل بالوحدانية بعد منعه من ذلك
فأنا مدينة العلم في الأوامر والنواهي، وفي السلم والحرب حتى جاهدت المشركين
وعلي بن أبي طالب بابها أي هو أن من يقاتل أهل البغي بعدي من أهل بيتي وسائر
أمتي، ولولا أن عليا بين [سن] للناس قتال أهل البغي وشرع الحكم في قتلهم وإطلاق
الأسارى منهم وتحريم سلب أموالهم وذراريهم لما عرف ذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم
سن في قتال المشركين نهب أموالهم وسبي ذراريهم، وسن علي في قتال أهل البغي أن لا
يجهز على جريح، ولا يقتل الأسير، ولا تسبى النساء والذرية، ولا تؤخذ أموالهم، وهذا
وجه حسن صحيح. ومع هذا، فقد قال العلماء من الصحابة والتابعين وأهل بيته بتفضيل
علي، وزيادة علمه وغزارته وحدة فهمه ووفور حكمته وحسن قضاياه وصحة فتواه، وقد كان
أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من علماء الصحابة يشاورونه في الأحكام،
ص 167
ويأخذون بقوله في النقض والابرام، اعترافا منهم بعلمه ووفور فضله ورجاحة عقله وصحة
حكمه. وليس هذا الحديث في حقه بكثير، لأن رتبته عند الله وعند رسوله صلى الله عليه
وسلم وعند المؤمنين من عباده أجل وأعلى من ذلك (1). كفاية الطالب هذا، وقد صرح
الحافظ الكنجي في مقدمة كتابه بأنه كتاب يشتمل على بعض ما رويناه عن مشايخنا في
البلدان، من أحاديث صحيحة من كتب الأئمة والحفاظ في مناقب أمير المؤمنين علي، الذي
لم ينل رسول الله صلى الله عليه وسلم فضيلة في آبائه وطهارة إلا وهو قسيمه فيها..
.
ترجمته

وترجم له كبار العلماء وأعيان المؤرخين في كتب التاريخ والرجال، وقد
ترجمنا له في بعض مجلدات الكتاب، ومن مصادر
ترجمته

ذيل مرآة الزمان 1 / 392،
الوافي بالوفيات 5 / 254، تلخيص مجمع الآداب 3 / 389.
(57) إثبات العز ابن عبد
السلام

ولقد ذكره الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي،
في كلام له أنشأه عن لسان مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، أورده بنصه شهاب الدين
أحمد في كتابه (توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل) حيث
(هامش)
(1) كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: 220 - 223. [*]
ص 168
قال: قال سلطان العلماء في عصره، وبرهان العرفاء في دهره، الشيخ القدوة الإمام في
الأجلة الأعلام، مفتي الأنام، عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام عن لسان حال أول
الأصحاب بلا مقال، وأفضل الأتراب لدى عد الخصال: علي ولي الله في الأرض والسماء،
رضي الله تعالى عنه ونفعنا به في كل حال: يا قوم نحن أهل البيت، عجنت طينتنا بيد
العناية في معجن الحماية، بعد أن رش علينا [عليها] فيض الهداية، ثم خمرت بخميرة
النبوة وسقيت بالوحي، ونفخ فيها روح الأمر، فلا أقدامنا تزل، ولا أبصارنا تضل، ولا
أنوارنا تقل، وإذا نحن ضللنا فمن بالقوم يدل الناس؟! من أشجار شتى وشجرة النبوة
واحدة، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبارك وسلم أصلها وأنا فرعها، وفاطمة
الزهراء ثمرها، والحسن والحسين أغصانها، فأصلها نور، وفرعها نور، وثمرها نور،
وغصنها نور، يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه النار، نور على نور، يا قومي: لما كانت
الفروع تبنى على الأصول، بنيت فصل فضلي على طيب أصلي، فورثت علمي عن ابن عمي، وكشف
به غمي، تابعت رسولا أمينا، وما رضيت غير الإسلام دينا، لو كشف الغطاء ما ازددت
يقينا، ولقد توجني بتاج من كنت مولاه ومنطقني بمنطقة أنا مدينة العلم وعلي بابها،
وقلدني بتقليد أقضاكم علي، وكساني بحلة أنا من علي وعلي مني، شعر: عجبت منك أشغلتني
بك عيني * أدنيتني منك حتى ظننت أنك أني إلى آخر ما ذكر (1).
ترجمته

1 - الذهبي:
وعز الدين شيخ الإسلام أبو محمد عبد العزيز بن
(هامش)
(1) توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل - مخطوط. [*]
ص 169
عبد السلام بن أبي القاسم السلمي الدمشقي الشافعي.. برع في الفقه والأصول والعربية،
ودرس وأفتى وصنف، وبلغ رتبة الاجتهاد، وانتهت إليه معرفة المذهب، مع الزهد والورع
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصلابة في الدين.. (1). 2 - اليافعي: الشيخ
الفقيه العلامة الإمام المفتي المدرس القاضي الخطيب سلطان العلماء ومحل النجباء،
المقدم في عصره على سائر الاقران، بحر العلوم والمعارف والمعظم في سائر البلدان، ذو
التحقيق والاتقان، والعرفان والإيقان المشهود له بمصاحبة العلم والصلاح والجلالة
والوجاهة والاحترام، الذي أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الشاذلي إليه
السلام، مفتي الأنام وشيخ الإسلام: عز الدين عبد العزيز عبد السلام أبي القاسم
السلمي الدمشقي الشافعي... برع في الفقه والأصول والعربية، ودرس وأفتى، وصنف
المصنفات المفيدة، وأفتى الفتاوى السديدة، وجمع من فنون العلوم العجب العجاب من
التفسير والحديث والفقه والعربية والأصول واختلاف المذهب والعلماء وأقوال الناس
ومآخذهم، حتى قيل بلغ رتبة الاجتهاد، ورحل إليه الطلبة من سائر البلاد، وانتهت إليه
معرفة المذهب مع الزهد والورع، وقمعه للضلالات والبدع، وقيامه بالأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، وغير ذلك مما عنه اشتهر، كان يصدع بالحق ويعمل به، متشددا في
الدين، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يخاف سطوة ملك ولا سلطان، بل يعمل بما أمر
الله ورسوله وما يقتضيه الشرع المطهر، توفي رحمه الله بمصر سنة ستين وستمائة (2).
3 - الأسنوي: كان رحمه الله شيخ الإسلام علما وعملا وورعا وزهدا وتصانيف وتلاميذ،
آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر.. (3).
(هامش)
(1) العبر في خبر من غبر حوادث: 660. (2) مرآة الجنان - حوادث: 660. (3) طبقات
الشافعية للأسنوي 2 / 197. [*]
ص 170
4 - ابن قاضي شهبة: الشيخ الإمام العلامة وحيد عصره، سلطان العلماء عز الدين أبو
محمد السلمي.. روى عنه الدمياطي وخرج له أربعين حديثا، وابن دقيق العيد - وهو الذي
لقبه بسلطان العلماء - وخلق، وكان أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر، وقد ولي الخطابة
بدمشق فأزال كثيرا من بدع الخطباء.. وأبطل صلاة الرغائب والنصف فوقع بينه وبين ابن
الصلاح بسبب ذلك منازعة.. (1). 5 - السيوطي: أبو محمد شيخ الإسلام، سلطان
العلماء، قال الذهبي في العبر: إنتهت إليه معرفة المذهب مع الزهد والورع وبلغ رتبة
الاجتهاد. وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي: قيل لي ما على وجه الأرض مجلس في الفقه
أبهى من مجلس الشيخ عز الدين بن عبد السلام وقال ابن كثير في تاريخه: إنتهت إليه
رياسة المذهب وقصد بالفتوى من سائر الآفاق، ثم كان في آخر عمره لا يتعبد بالمذهب،
بل اتسع نطاقه وأفتى بما أدى إليه اجتهاده. وقال تلميذه ابن دقيق العيد: كان ابن
عبد السلام أحد سلاطين الإسلام. وقال الشيخ جمال الدين ابن الحاجب: ابن عبد السلام
أفقه من الغزالي (2).
(58) إثبات جلال الدين محمد المعروف بمولوي

وقد ضمن جلال
الدين محمد بن محمد البلخي المعروف بمولوي حديث مدينة العلم قصيدة له أنشأها بمدح
مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في ديوانه (المثنوي) هذا أولها: از على آموز
اخلاص عمل * شير حق را دان منزه از دغل
(هامش)
(1) طبقات الشافعية 1 / 440. (2) حسن المحاضرة 1 / 314. [*]
ص 171
إلى أن قال: چون تو بابى آن مدينه علم را * چون شعاعى آفتاب حلم را باز باش أي باب
بر جوياى باب * تا رسند از تو قشور اندر لباب باز باش أي باب رحمت تا ابد * بارگاه
ما له كفوا احد
ترجمته

1 - عبد القادر القرشي: محمد بن محمد بن محمد بن حسين
بن أحمد بن قاسم بن مسيب بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ابن أبي
قحافة التيمي، المعروف بمولانا جلال الدين الغزنوي. [القونوي] كان عالما بالمذهب،
واسع الفقه، عالما بالخلاف وأنواع من العلوم،.. ثم إن الشيخ جلال الدين انقطع وتجرد
وهام، وترك التصنيف والاشتغال.. (1). 2 - الفاضل الأزنيقي ومن علماء الحنفية
الشيخ جلال الدين.. وتلقب أيضا بسلطان العلماء، أو لقب [لقبه] بهذا اللقب النبي صلى
الله عليه وسلم، هكذا سمعه كثير من الصلحاء عن النبي صلى الله عليه وآله في
المنام.. (2). 3 - عبد الرحمن الجامي ترجمة مفصلة (3). 4 - مجد الدين البدخشاني
كذلك 4). هذا، وقد أثنى المولوي عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري الملقب عندهم ب
بحر العلوم على المولوي و المثنوي في مقدمة كتابه شرح المثنوي .
(هامش)
(1) الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2 / 123 - 124. (2) مدينة العلوم للأزنيقي.
(3) نفحات الأنس: 459. (4) جامع السلاسل - مخطوط. [*]
ص 172
(59) إثبات محيي الدين النووي

لقد أثبت حديث مدينة العلم، حيث ضمنه في بيت شعر له
في مدح أمير المؤمنين عليه السلام... كما في (توضيح الدلائل) في ذكر من مدح الإمام
عليه السلام: وكالإمام في الإسلام والمشار إليه في الأعلام، مرجع العلوم والفتاوى
أبي زكريا محيي الدين يحيى النووي، فإنه قد قال وأجاد المقال: إمام المسلمين بلا
ارتياب * أمير المؤمنين أبو تراب نبي الله خازن كل علم * علي للخزانة مثل باب
ترجمته

ترجم له أعلام الحفاظ والمؤرخين وأثنوا عليه بما لا مزيد عليه.. راجع: 1 -
تذكرة الحفاظ 4 / 1470. 2 - العبر 5 / 312. 3 - مرآة الجنان - حوادث سنة 676. 4 -
تتمة المختصر - حوادث 676. 5 - طبقات الشافعية للأسنوي 2 / 476. 6 - طبقات الشافعية
للسبكي 8 / 395. 7 - النجوم الزاهرة 7 / 378. 8 - طبقات الحفاظ 510. 9 - الخميس -
حوادث 676. [*]
ص 173
(60) إثبات السعدي الشيرازي

لقد أثبت الشيخ شرف الدين مصلح بن عبد الله السعدي
الشيرازي هذا الحديث، حيث ضمنه في قصيدة له في مدح مولانا أمير المؤمنين عليه
السلام، ذكرها نور الدين جعفر الشهير بمير ملا البدخشي، وهذا نصها: منم كز جان
شدم مولاى حيدر * امير المؤمنين آن شاه صفدر على كورا خدا بى شك ولى خواند * بامر
حق على كردش بيمبر بحق بادشاه هر دو عالم * خداى بى نياز فرد اكبر بحق آسمانها
وملائك * كز آن جا هيج جاى نيست برتر به بنج اركان شرع وهفت اقليم * به نه جرخ وده
ودو برج ديكر به كرسى وبه عرش ولوح محفوظ * بحق جبرئيل آن خوب منظر به ميكائيل
واسرافيل وصورش * به عزرائيل وهول كور ومنكر به تورات وزبور وصحف وانجيل * بحق حرمت
هر جار دفتر بحق آية الكرسي ويس * بحق سورة طه سراسر بحق آدم ونوح ستوده * بحق هود
وشيث دادكستر بدرد يحيى ودرمان لقمان * به ذو القرنين ولوط نيك محضر به ابراهيم
وقربان كردن أو * به اسحاق واسماعيل وهاجر بختم انبيا احمد كه باشد * شفيع عاصيان
در روز محشر بحق مكه وبطحا وزمزم * بحق مروه وركني زمشعر بتعظيم رجب باقدر شعبان *
بحق روزه وتصديق داور به رنج اهل بيت وآه زهرا * به خون ناحق شبير وشبر به آب ديده
طفلان محروم * به سوز سينه بيران محروم
ص 174
كه بعد از مصطفى در جمله عالم * نه بد فاضل تر وبهتر زحيدر مسلم بد سلوني كفتن أو
را * كه علم مصطفى را بود أو در يقين اندر سخا وعلم وعصمت * زپيغمر نبود أو هيج
كمتر اكر داني بكوئى جز على كيست * كه دلدل زير رانش بود ورخور چه گويم وصف آن شاهى
كه جبريل * گهي بد مدح گويش گاه چاكر بدان گفتم كه تا خلقان بدانند * كه سعدى زين
سعادت نسيت بى بر يا سعدى تو نيكو اعتقادي * زدين واعتقاد خويش بر خورد (1)
ترجمته 1 - عبد الرحمن الجامي في (نفحات الأنس 600). 2 - السمرقندي في (تذكرة
الشعراء: 223).
(61) رواية المحب الطبري

رواه في (الرياض النضرة) حيث قال: ذكر
اختصاصه بأنه باب دار العلم وباب مدينة العلم: عن علي رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا دار العلم وعلي بابها. أخرجه في المصابيح في
الحسان، وأخرجه أبو عمرو قال: أنا مدينة العلم وزاد: فمن أراد العلم فليأته من
بابه (2). وفي (ذخائر العقبى): ذكر أنه رضي الله عنه باب دار العلم وباب مدينة
العلم عن علي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا دار العلم وعلي
بابها. أخرجه البغوي في المصابيح في الحسان.
(هامش)
(1) خلاصة المناقب - مخطوط. (2) الرياض النضرة في مناقب العشرة 2 / 255. [*]
ص 175
وخرجه أبو عمرو قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وزاد: فمن أراد العلم فليأته من
بابه (1). ترجمة ترجم له كبار الأئمة الحفاظ بكل تبجيل وإكبار. راجع: 1 - تذكرة
الحفاظ 4 / 1474. 2 - طبقات السبكي 8 / 18. 3 - مرآة الجنان 4 / 224. 4 - النجوم
الزاهرة 8 / 74. 5 - طبقات الحفاظ 511.
(62) إثبات الفرغاني

وقد أثبته سعيد الدين
محمد بن أحمد الفرغاني، وأرسله إرسال المسلم حيث قال في (شرح التائية) بشرح قول ابن
الفارض: كراماتهم من بعض ما خصهم به * بما خصهم من إرث كل فضيلة قال: وأما
حصة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: العلم [فالعلم] والكشف وكشف معضلات الكلام
العظيم والكتاب الكريم، الذي هو من أخص معجزاته صلى الله عليه وسلم، بأوضح بيان بما
ناله بقوله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وبقوله: أنا مدينة
العلم وعلي بابها، مع فضائل أخر لا تعد ولا تحصى . وقال في الشرح الفارسي بشرح:
وأوضح بالتأويل ما كان مشكلا * علي بعلم ناله بالوصية
(هامش)
(1) ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: 77. [*]
ص 176
قال: أوضح علي بالتأويل ما كان مشكلا فهمه من معاني الكتاب والسنة على غيره من
الأصحاب، لا سيما عمر القائل في هذا الشأن: لولا علي لهلك عمر، ولقد أوضح تلك
المشكلات بما ناله من العلوم وانتقل إليه بالوصية من المصطفى صلى الله عليه وسلم،
ولهذا قال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، أذكركم الله في أهل بيتي -
قاله ثلاثا -. وقال أيضا: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. وقال
أيضا: أنا مدية العلم وعلي بابها . الفرغاني وشرح التائية وليعلم أن شرح الفرغاني
على التائية من الكتب المعروفة، وهو من أكابر علماء أهل السنة، قال في (كشف
الظنون): تائية في التصوف للشيخ أبي حفص عمر بن علي من الفارض الحموي المتوفى سنة
576.. ولها شروح، منها: شرح السعيد محمد بن أحمد الفرغاني المتوفى في حدود سنة 700،
وهو الشارح الأول لها، وأقدم الشارحين له، حكى أن الشيخ صدر الدين القونوي عرض
لشيخه محيي الدين ابن العربي في شرحها، فقال للصدر: لهذه العروس لعل من أولادك،
فشرحها الفرغاني والتلمساني، وكلاهما من تلاميذه، وحكى أن ابن عربي وضع عليها قدر
خمسة كراريس وكانت بيد صدر الدين، قالوا: وكان في آخر درسه يختم ببيت منها ويذكر
عليه كلام ابن عربي، ثم يتلوه بما هو رده بالفارسية، وانتدب لجمع ذلك سعيد الدين.
وحكى أن الفرغاني قرأها أولا على جلال الدين الرومي المولوي، ثم شرحها فارسيا ثم
عربيا، وسماه منتهى المدارك، وهو كبير أورد في أوله مقدمة في أحوال السلوك أوله:
الحمد لله الرب القديم الذي تعزز.. (1). وقد ذكره الجامي وقال: هو من أكمل
أرباب العرفان، وأكابر أصحاب
(هامش)
(1) كشف الظنون 1 / 265. [*]
ص 177
الذوق والوجدان، ولم يبين أحد مسائل علم الحقيقة مع الضبط والتحقيق كما بين في
ديباجة شرح تائية ابن الفارض، وقد كان قد كتبه أولا بالفارسية، وعرضه على شيخه
الشيخ صدر الدين القونوي قدس سره وقد استحسنه الشيخ كثيرا وقرضه، وقد أورد الشيخ
السعيد تقريضه في ديباجة الشرح على سبيل التيمن والتبرك، ثم إنه كتبه لتعميم وتتميم
فائدته باللسان العربي، وأضاف إليه فوائد أخرى، جزاه الله تعالى عن الطالبين خير
الجزاء. وله تصنيف آخر سماه بمناهج العباد إلى المعاد، بين فيه مذاهب الأئمة
الأربعة رضوان الله عليهم أجمعين في مسائل العبادات وبعض المعاملات.. (1). وترجم
له محمود بن سليمان الكفوي بقوله: الشيخ الفاضل الرباني، الكامل الصمداني، سعيد
الدين الفرغاني. هو من أعزة أصحاب الشيخ صدر الدين القونوي، مريد الشيخ محيي الدين
العربي. كان من أكمل أرباب العرفان، وأفضل أصحاب الذوق والوجدان، وكان جامعا للعلوم
الشرعية والحقيقة. وقد شرح أحسن الشروح أصول الطريقة، وكان لسان عصره وبرهان دهره
ودليل طريق الحق، وسر الله بين الخلق، بسط مسائل علم الحقيقة وضبط فنون أصول
الطريقة في ديباج شرح القصيدة التائية الفارضية.. (2). وقال الذهبي: الشيخ سعيد
الكاشاني الفرغاني، شيخ خانقاه الطاجون وتلميذ الصدر القونوي، كان أحد من يقول
بالوحدة، شرح تائية ابن الفارض في مجلدتين، ومات في ذي الحجة عن نحو سبعين سنة
(3).
(هامش)
(1) نفحات الأنس: 559 (2) كتائب أعلام الأخيار - مخطوط. (3) العبر في خبر من غبر -
حوادث: 699. [*]
ص 178
(63) إثبات الكازروني

لقد أثبت أحمد بن منصور الكازروني حديث مدينة العلم، إذ وصف
أمير المؤمنين عليه السلام ب باب العلم بترجمته عليه السلام في كتابه (مفتاح
الفتوح) حيث قال ما نصه: أبو الحسن علي بن أبي طالب، أول من سماه النبي صلى الله
عليه وسلم أمير المؤمنين، خاتم الخلفاء الراشدين، أقدمهم إجابة وإيمانا، وأولهم
تصديقا وإيقانا، وأقومهم قضية وإتقانا، باب العلم، ومعدن الفضل، وحائز السبق،
ويعسوب الدين، وقاتل المشركين والمتمردين، ذو القرنين، وأب [أبو] الريحانتين، ابن
عم النبي لحا وقسمة، وأخوه حقا ونسبا، وصاحبه دنيا ودينا، ختم الله به الخلافة كما
ختم بمحمد صلى الله عليه وسلم الرسالة، ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم يضم
الشكل إلى الشكل، والجنس إلى الجنس، والمثل إلى المثل، ادخر عليا لنفسه واختصه
بأخوته، وناهيه بهذا شرفا وفخرا. ومن تأمل في كلامه وكتبه وخطبه ورسالاته علم أن
علمه لا يوازي علم أحد، وفضائله لا يشاكل فضائل أحد بعد محمد صلى الله عليه وسلم:
ومن جملتها كتاب نهج البلاغة، وأيم الله لقد وقف دونه فصاحة الفصحاء وبلاغة البلغاء
وحكمة الحكماء. نزلت في شأنه آيات كثيرة، ووردت في فضائله أحاديث غير قليلة، كتب
التفاسير مشحونة بذلك، وبطون الأسانيد مطوية عليها، لا يحصيها عاد، ولا يحويها
تعداد، فما من مشكل إلا وله فيه اليد البيضاء، ولا من معضل إلا وجلاه حق الجلاء،
لقد صدق الفاروق حيث قال: أعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو
ص 179
الحسن. لعلي أسماء أوردها الأئمة في كتبهم منها في السماء أعلى ، وفي الأرض:
علي ، وفي التوراة: ولي وفي الانجيل: وفي ، وفي الزبور: تقي وعند جملة
العرش: سخي وفي الجنة: الساقي ، وعند المؤمنين: المرتضى و حيدر ، وفي
القرآن: (ركعا سجدا) ويسمى قصما ، سماه النبي صلى الله عليه وسلم عليا وكناه
بأبي الحسن، وأبي التراب، نسبه نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسبه حسبه،
ودينه دينه، قريب القربة، قديم الهجرة. وأمه فاطمة رضي الله عنها بنت أسد، وهي أول
هاشمية ولدت لهاشمي، قيل: ولدت فاطمة عليا في الكعبة، ونقل عنها: أنها كانت إذا
أرادت أن تسجد لصنم وعلي في بطنها لم يمكنها، يضع رجله على بطنها ويلصق ظهره
بظهرها، ويمنعها عن ذلك، ولذلك يقال عند ذكر اسمه: كرم الله وجهه، أي: كرم الله
وجهه من أن يسجد لصنم (1). كتاب مفتاح الفتوح وكتاب (مفتاح الفتوح) من شروح كتاب
(المصابيح) المعروفة، قال في (كشف الظنون): ومن شروح المصابيح: مفتاح الفتوح،
أوله: الحمد لله الذي قصرت الأفهام عما يليق بكبريائه.. الخ. ذكر فيه: أنه جمعه من
شرح السنة والغريبين والفائق والنهاية، ووضع حروف الرموز لتلك الكتب، وفرغ منه في
إحدى وعشرين [من] رمضان سنة سبع وسبعمائة (2).
(هامش)
(1) مفتاح الفتوح في شرح المصابيح - مخطوط. (2) كشف الظنون 2 / 1701. [*]
ص 180
(64) إثبات أمير حسيني الفوزي

لقد أثبت حسين بن محمد المعروف بأمير حسيني الفوزي
حديث مدينة العلم، إذ وصف أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الوصف في جملة أوصافه
التي ذكرها في ترجمته عليه السلام في كتاب (نزهة الأرواح).
ترجمته

ويوجد الثناء
عليه وعلى (نزهة الأرواح) وسائر مصنفاته في الكتب المؤلفة في تراجم العرفاء ومشايخ
الصوفية، مثل: 1 - نفحات الأنس: 605. 2 - جامع السلاسل - مخطوط. وفي (كشف الظنون):
نزهة الأرواح فارسي لفخر السادات حسين بن محمد المعروف بأمير حسيني الفوزي، ألفه
سنة 711، مختصر منثور ومنظوم.. (1).
(65) رواية صدر الدين الحموئي

لقد روى صدر
الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد الحموئي الجويني
(هامش)
(1) كشف الظنون 2 / 1939. [*]
ص 181
حديث مدينة العلم حيث قال: أخبرني الشيخ الصالح أحمد بن محمد بن محمد القزويني
مشافهة بها، بروايته عن الإمام أبي القاسم محمد بن عبد الكريم إجازة ح وأنبأني
الشيخ العدل بهاء الدين محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف بسماعي عليه بمسجد الربوة
ظاهر مدينة دمشق، قال أنبأنا شيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي
بن محمد بن حمويه الجويني إجازة، قالا أنبأنا شيخ الشيوخ سعد الدين أبو سعد عبد
الواحد بن أبي الحسن علي بن محمد بن حمويه إجازة ح وأخبرنا الشيخ علي بن محمد
بن أحمد بن محمد بن حمزة الثعلبي إجازة بروايتهما عن أبي بكر وجيه بن طاهر بن محمد
الشحامي، قال أنبأنا شيخ الشيوخ أبو سعد قراءة عليه بنيسابور في سلخ شهر رمضان سنة
ثمان وثلاثين وخمسمائة أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد الحافظ قال أنبأنا السيد أبو
طالب حمزة بن محمد الجعفري قال أنبأنا محمد بن أحمد الحافظ قال أنبأنا أبو صالح
الكرسي [الكرابيسي] أنبأنا صالح ابن أحمد قال أنبأنا أبو الصلت الهروي قال أنبأنا
أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد بابها فليأت عليا (1). وفي (ينابيع المودة)
بعد أن أورده عن ابن المغازلي: أيضا: أخرج هذا الحديث موفق بن أحمد، والحمويني،
والديلمي في الفردوس، وصاحب كتاب المناقب عن مجاهد عن ابن عباس (2).
ترجمته

1 -
الذهبي: وفيها قدم شيخ الشيوخ صدر الدين إبراهيم ابن الشيخ
(هامش)
(1) فرائد السمطين 1 / 98. (2) ينابيع المودة: 72. [*]
ص 182
سعد الدين بن حمويه الجويني طالب حديث، فسمع الكثير، وروى لنا عن أصحاب المؤيد
الطوسي، وأخبر أن ملك التتار غازان ابن أرغون أسلم على يده بواسطة نائبه نوروز،
وكان يوما مشهودا (1). 2 - الذهبي أيضا حيث قال في ذكر شيوخه: وسمعت من الإمام
المحدث الأوحد الأكمل فخر الإسلام صدر الدين إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه
الخراساني الجويني شيخ الصوفية، قدم علينا طالب حديث، وروى لنا عن رجلين من أصحاب
المؤيد الطوسي، وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الأجزاء، على يده أسلم غازان
الملك، مات سنة 722، وله ثمان وسبعون سنة (2). 3 - اليافعي بمثل عبارة العبر (3).
4 - الأسنوي: كان إماما في علوم الحديث والفقه، كثير الأسفار في طلب العلم، طويل
المراجعة، مشهور بالولاية (4). وقد أوردنا هذه الكلمات وغيرها في مجلد (حديث
الطير).
(66) إثبات نظام الأولياء البخاري

لقد أثبت - نظام الدين محمد بن أحمد بن
علي البخاري المشهور على ألسنتهم بنظام الأولياء - حديث مدينة العلم، وصرح بأنه من
فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وخصائصه، على ما نقل عنه عبد الرحمن الجشتي في
(مرآة الأسرار) ذكر أحواله عليه الصلاة والسلام.
(هامش)
(1) العبر - حوادث: 795. (2) تذكرة الحفاظ 4 / 1505. (3) مرآة الجنان - حوادث: 722.
(4) طبقات الشافعية 1 / 217. [*]
ص 183
ترجمته

ترجم له كبار العرفاء في كتبهم المؤلفة في تراجم مشايخهم أمثال: 1 - عبد
الرحمن الجامي في (نفحات الأنس 504). 2 - مجد الدين البدخشاني في (جامع السلاسل -
مخطوط). 3 - عبد الحق الدهلوي في (أخبار الأخيار: 56). 4 - والد (الدهلوي) في
(الانتباه في سلاسل أولياء الله).
(67) رواية أبي الحجاج المزي

لقد روى جمال الدين
أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي حديث مدينة العلم بترجمة الإمام عليه السلام
قائلا: وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد
العلم فليأت من بابه (1). وقد رواه أيضا في الكتاب المذكور بترجمة أبي الصلت
الهروي كما تقدم ويأتي.
ترجمته

1 - الذهبي في (تذكرة الحفاظ 4 / 1498) وغيره. 2 -
ابن الوردي في (تتمة المختصر حوادث: 742). 3 - الأسنوي في (طبقات الشافعية 2 /
464).
(هامش)
(1) تهذيب الكمال 20 / 485. [*]
ص 184
4 - ابن شحنة في (روضة المناظر حوادث 742). 5 - ابن حجر في (الدرر الكامنة 5 /
233). 6 - ابن تغري بردى في (النجوم الزاهرة 10 / 76). 7 - السيوطي في (طبقات
الحفاظ 517). 8 - الشوكاني في (البدر الطالع 2 / 353). 9 - صديق حسن خان في (التاج
المكلل 475). قال السيوطي: المزي الإمام العالم الحبر الحافظ الأوحد محدث الشام..
تفقه قليلا ثم أقبل على هذا الشأن، ورحل وسمع الكثير ونظر في اللغة ومهر فيها وفي
التصريف وقرأ العربية، وأما معرفة الرجال فهو حامل لوائها، لم تر العيون مثله، صنف
تهذيب الكمال والأطراف، وأملى مجالسه وأوضح مشكلات ومعضلات ما سبق إليها من علم
الحديث ورجاله، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، مات يوم السبت ثاني عشر صفر سنة
742 . وقال الأسنوي ما ملخصه: كان أحفظ أهل زمانه، لا سيما الرجال المتقدمين
وانتهت إليه الرحلة من أقطار الأرض لروايته ودرايته، وكان إماما في اللغة والتصريف،
دينا خيرا منقبضا عن الناس، طارحا للتكلف، فقيرا، صنف تهذيب الكمال في أسماء
الرجال، وكتاب الأطراف .
(68) رواية جمال الدين

الزرندي قال جمال الدين محمد بن
يوسف الزرندي الأنصاري في ذكر ترتيب كتابه: فالسمط الأول مشتمل على فضائل جناب
سيد المرسلين وخاتم النبيين ورسول رب العالمين محمد - عليه أفضل صلوات المصلين -
وشمائله وصفاته وما
ص 185
خصه الله تعالى به من آياته ومعجزاته، وعلى مناقب ابن عمه وباب مدينة علمه أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه (1). ثم قال في القسم الثاني من السمط
الأول: القسم الثاني من السمط الأول في مناقب أمير المؤمنين وإمام المتقين، عين
مناهج الحق واليقين ورأس الأولياء والصديقين، زوج فاطمة البتول قرة عين الرسول، ابن
عمه وبابن مدينة علمه، مؤازره وأخيه، وقرة عين صنو أبيه، المرتضى المجتبى الذي في
الدنيا والآخرة إمام سيد. وفي ذات الله سبحانه وتعالى وإقامة دينه قوي أيد، ذي
القلب العقول والأذن الواعية والهمة التي هي بالعهود والذمام وافية، يعسوب الدين
وأخي رسول رب العالمين.. الليث القاهر والعقاب الكاسر والسيف البتور والبطل المنصور
والضيغم الهصور والسيد الوقور والبحر المسجور والعلم المنشور، والعباب الزاخر الخضم
والطود الشاهق الأشم، وساقي المؤمنين من الحوض بالأوفى والأتم، أسد الله الكرار،
أبي الأئمة الأطهار. المشرف بمزية من كنت مولاه فعلي مولاه، المؤيد بدعوة اللهم وال
من والاه وعاد من عاداه، كاسر الأنصاب وهازم الأحزاب، المتصدق بخاتمه في المحراب،
فارس ميدان الطعان والضراب، هزبر كل عرين وضرغام كل غاب، الذي كل لسان كل معتاب
ومغتاب وبيان كل ذام ومرتاب عن قدح في قدح معاليه لنقاء جنابه عن كل ذم وعاب،
المخصوص من الحضرة النبوية بكرامة الأخوة والانتخاب المنصوص عليه بأنه لدار الحكمة
ومدينة العلم باب، وبفضله واصطفائه نزل الوحي ونزل [نطق] الكتاب، المكنى بأبي
الريحانتين وأبي الحسن وأبي التراب.. (2). وقال: فضيلة أخرى اعترف بها الأصحاب
وابتهجوا، وسلكوا طريق الوفاق وانتهجوا: عن ابن عباس رضي الله عنهما: إن رسول الله
صلى الله عليه
(هامش)
(1) نظم درر السمطين: 20. (2) نظم درر السمطين: 77. [*]
ص 186
وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد بابها فليأت عليا (1). وقال
الزرندي في كتابه (معارج الوصول): روى ابن عباس رضي الله عنهما: إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد بابها فليأت عليا (2).
وقال الزرندي في كتابه (الأعلام) ما نصه: باب في خلافة أمير المؤمنين أبي الحسن
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي رضي الله عنه، يجتمع مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في عبد المطلب، فهو ابن عمه وباب مدينة علمه ومؤازره ومؤاخيه وقرة عين
صنو أبيه.. المخصوص من الحضرة النبوية بكرامة الأخوة والانتخاب والمنصوص عليه بأنه
لدار الحكمة ومدينة العلم باب.. (3). الزرندي حجة والزرندي من أكابر حفاظ أهل
السنة، وقد أوردنا نصوص عباراتهم في الثناء عليه في مجلد (حديث النور). وجاء في
(ذخيرة المآل): هذا الذي قرره الأجلة * والمقتضى ولازم الأدلة وذلك أن أجلة
العلماء لما صرحت لهم الأدلة بهذه الخصوصيات لأهل البيت الشريف قرروا ذلك وحرروه،
مثل: السيد علي السمهودي إمام أهل السنة في جواهره والحافظ الطبري الشافعي في
ذخائره، والحجة الزرندي الشافعي في معارجه وشيخ الإسلام ابن حجر الشافعي في صواعقه،
وجلال الدين السيوطي الشافعي في الثغور الباسمة في مناقب السيدة فاطمة، وإحياء
الميت في ذكر أهل البيت، والسمطين في السبطين، وأسنى المطالب في فضائل علي بن أبي
طالب .
(هامش)
(1) المصدر: 113. (2) معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول - مخطوط. (3) الأعلام -
مخطوط. [*]
ص 187
الحجة في الاصطلاح قال الذهبي: فأعلى العبارات في الرواة المقبولين: ثبت حجة،
حافظ ثقة متقن ثقة، ثقة ثم ثقة، ثم صدوق، ولا بأس به، وليس به بأس، ثم محله الصدق
وجيد الحديث، وصالح الحديث، وشيخ وسط، وشيخ، وحسن الحديث، وصدوق إن شاء الله،
وصويلح، ونحو ذلك (1). وقال: والحافظ أعلى من المفيد في العرف، كما أن الحجة
فوق الثقة (1). وقال العراقي: قال ابن أبي حاتم وجدت الألفاظ في الجرح والتعديل
على مراتب شتى، فإذا قيل: للواحد: أنه ثقة أو متقن فهو ممن يحتج بحديثه. قال ابن
الصلاح: وكذا إذا قيل: ثبت أو حجة، وكذا إذا قيل في العدل: أنه حافظ أو ضابط. قال
الخطيب: أرفع العبارات أن يقال: حجة أو ثقة (3). وقال السخاوي: فكلام أبي داود
يقتضي أن الحجة أقوى من الثقة، وذلك أن الآجري سأله عن سليمان بن بنت شرحبيل فقال:
ثقة يخطئ كما يخطئ الناس. قال الآجري: فقلت: هو حجة؟ قال: الحجة أحمد بن حنبل. وكذا
قال عثمان بن أبي شيبة في أحمد بن عبد الله بن يونس: ثقة وليس بحجة، وقال ابن معين
في محمد بن إسحاق: ثقة وليس بحجة، وفي أبي أويس: صدوق وليس بحجة. وكأن لهذه النكتة
قدمها الخطيب حيث قال: أرفع العبارات أن يقال: حجة أو ثقة (4). وقال القاري: ثم
الحافظ في اصطلاح المحدثين من أحاط علمه بمائة ألف حديث متنا وإسنادا، والطلب هو
المبتدي الراغب فيه، والمحدث والشيخ والإمام هو الأستاذ الكامل، والحجة من أحاط
علمه بثلاثمائة ألف حديث متنا وإسنادا،
(هامش)
(1) ميزان الاعتدال 1 / 4. (2) تذكرة الحفاظ 3 / 979. (3) شرح ألفية الحديث للزين
العراقي 2 / 4. (4) شرح ألفية الحديث للسخاوي 3 / 21. [*]
ص 188
وأحوال رواته جرحا وتعديلا وتاريخا، والحاكم هو الذي أحاط علمه بجميع الأحاديث
المروية كذلك (1).
(69) تحسين صلاح الدين العلائي

لقد أثبت صلاح الدين أبو سعيد
خليل بن كيكلدي العلائي الدمشقي الشافعي حديث مدينة العلم وذكر ما يشهد بصحته، فقد
جاء في (المقاصد الحسنة) في الكلام على هذا الحديث ما نصه: بل صرح العلائي
بالتوقف في الحكم عليه بذلك، فقال: وعندي فيه نظر، ثم بين ما يشهد بصحته، لكون أبي
معاوية راوي حديث ابن عباس حدث به، فزال المحذور ممن هو دونه، قال: وأبو معاوية ثقة
حافظ يحتج بأفراده كابن عيينة وغيره، فمن حكم على الحديث مع ذلك بالكذب فقد أخطأ،
قال: وليس هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو كحديث أرحم أمتي بأمتي
- يعني الماضي - وهو صنيع معتمد (2). وقال السيوطي: قال الحافظ صلاح الدين
العلائي - ومن خطه نقلت - في أجوبته عن الأحاديث التي تعقبها السراج القزويني على
مصابيح البغوي وادعى أنها موضوعة -: حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، قد ذكره أبو
الفرج في الموضوعات من طرق عدة وجزم ببطلان الكل، وكذلك قال من بعده جماعة منهم
الذهبي في الميزان وغيره، والمشهور بروايته أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي عن
أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا. وعبد السلام هذا تكلموا فيه
كثيرا: قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني وابن عدي: متهم زاد الدارقطني:
رافضي، وقال أبو حاتم: لم يكن عندي
(هامش)
(1) جمع الوسائل في شرح الشمائل 1 / 7. (2) المقاصد الحسنة: 97. [*]
ص 189
بصدوق، وضرب أبو زرعة على حديثه. ومع ذلك فقد قال الحاكم: ثنا الأصم ثنا عباس -
يعني الدوري - قال: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت، فقال: ثقة، فقلت: أليس قد حدث
عن أبي معاوية حديث أنا مدينة العلم؟ فقال: قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة
عن أبي معاوية. وكذلك روى صالح جزرة عن ابن معين، ثم ساقه الحاكم من طرق محمد بن
يحيى بن الضريس وهو ثقة حافظ عن محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية. قال العلائي:
فقد برئ أبو الصلت عبد السلام من عهدته وأبو معاوية ثقة مأمون من كبار الشيوخ
وحفاظهم المتفق عليهم، وقد تفرد به عن الأعمش فكان ماذا. وأي استحالة في أن يقول
النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا في حق علي رضي الله عنه؟ ولم يأت كل من تكلم في
هذا الحديث وجزم بوضعه بجواب عن هذه الروايات الصحيحة عن ابن معين. ومع ذلك، فله
شاهد رواه الترمذي في جامعه عن إسماعيل بن موسى الفزاري عن محمد بن عمر بن الرومي
عن شريك بن عبد الله عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن أبي عبد الله الصنابحي عن
علي مرفوعا: أنا دار الحكمة وعلي بابها. ورواه أبو مسلم الكجي وغيره عن محمد بن عمر
بن الرومي وهو ممن روى عنه البخاري في غير الصحيح وقد وثقه ابن حبان وضعفه أبو
داود، قال أبو زرعة فيه لين، وقال الترمذي بعد إخراج الحديث: هذا حديث غريب، وقد
روى بعضهم هذا عن شريك ولم يذكر فيه الصنابحي ولا يعرف هذا عن أحد من الثقات غير
شريك. قال العلائي: فقد برئ محمد بن عمر بن الرومي من التفرد به، وشريك هو: ابن عبد
الله النخعي القاضي، احتج به مسلم وعلق له البخاري ووثقه يحيى ابن معين، وقال
العجلي: ثقة حسن الحديث، وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحدا قط أورع في علمه من شريك،
فعلى هذا يكون تفرده [مفرده] حسنا فكيف
ص 190
إذا انضم إلى حديث أبي معاوية؟ ولا يرد عليه رواية من أسقط منه الصنابحي، لأن سويد
بن غفلة تابعي مخضرم أدرك الخلفاء الأربعة، وسمع منهم، فذكر الصنابحي فيه من المزيد
في متصل الأسانيد، ولم يأت أبو الفرج ولا غيره بعلة قادحة في حديث شريك، سوى دعوى
الوضع دفعا بالصدر. إنتهى كلام الحافظ صلاح الدين العلائي (1). وقد أورد السيوطي
هذا الكلام في (قوت المغتدي في شرح الترمذي) أيضا (2). وقال في (النكت البديعات):
وتعقب الحافظ أبو سعيد العلائي على ابن الجوزي في هذا الحديث بفصل طويل سقته في
الأصل وملخصه، أن قال: هذا الحديث حكم ابن الجوزي وغيره بوضعه، وعندي في ذلك نظر،
إلى أن قال: والحاصل إنه ينتهي بطرقه إلى درجة الحسن المحتج به، فلا يكون ضعيفا
فضلا عن أن يكون موضوعا . وتجد كلام العلائي المذكور في الكتب التالية أيضا:
(الأحاديث المشتهرة للزركشي) و(الدرر المنتثرة للسيوطي) و(جواهر العقدين للسمهودي)
و(السيرة الشامية) و(تنزيه الشريعة لابن عراق) و(تذكرة الفتني) و(المرقاة للقاري)
و(فيض القدير للمناوي) و(حاشية المواهب اللدنية للشبراملسي) و(القول المستحسن).
ترجمته

1 - الذهبي في (المعجم المختص: 92). 2 - الأسنوي في (طبقات الشافعية 2 /
239). 3 - ابن حجر في (الدرر الكامنة 2 / 179). 4 - السيوطي في (طبقات الحفاظ 528).
5 - العليمي في (الأنس الجليل 2 / 106).
(هامش)
(1) اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 1 / 332. (2) قوت المغتدي في شرح صحيح
الترمذي. [*]
ص 191
6 - الشوكاني في (البدر الطالع 1 / 245). وهذه ترجمة الشوكاني له ملخصة: ولد في
ربيع الأول سنة 694، سمع شرف الدين الفزاري، وبرهان الدين الذهبي وابن عبد الدائم
والقاسم بن عساكر، وجماعة كثيرة بلغوا إلى سبعمائة، ورحل إلى الأقطار، واشتغل قبل
ذلك بالفقه والعربية، ومهر وصنف التصانيف في الفقه والأصول والحديث. قال ابن حجر في
الدرر: إنه صنف كتبا كثيرة جدا سائرة مشهورة نافعة. ووصفه الذهبي بالحفظ وقال:
استحضر الرجال والعلل وتقدم في هذا الشأن، مع صحة الذهن وسرعة الفهم. وقال غيره:
وكان إماما في الفقه والنحو والأصول والحديث وفنونه حتى صار بقية الحفاظ، عارفا
بالرجال علامة في المتون والأسانيد، ومصنفاته تنبئ عن إمامته في كل فن. وقال
الأسنوي: كان حافظ زمانه.. مات سنة 761 .
(70) رواية السيد علي الهمداني

لقد روى
حديث مدينة العلم حيث قال: عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وعن ابن مسعود، وعن أنس مثل ذلك (1). وقال في
(السبعين في فضائل أمير المؤمنين علي): الحديث الثاني والعشرون: قال جابر: أخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم عضد علي وقال: هذا إمام البررة وقاتل الفجرة، مخذول
من خذله، منصور من نصره، ثم مد صوته
(هامش)
(1) أنظر: ينابيع المودة: 254. [*]
ص 192
وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه ابن المغازلي
(1). وقال في (روضة الفردوس): الباب الأول يفتتح بما يروي باب مدينة العلم ومنبع
الكرم والحلم صاحب المناقب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (2). وقال في الباب
الحادي عشر الحاوي لما روي عن جابر: وعنه قال قال عليه السلام: أنا مدينة العلم
وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب (3). وأرسله إرسال المسلم في كتابه الآخر:
(مشارب الأذواق).
ترجمته

ترجم له كبار العلماء الأعيان والعرفاء الأعلام ذاكرين
مدائحه العظيمة ومناقبه الكريمة، كما تقدم في (حديث الغدير) وسيأتي في مجلد (حديث
التشبيه) إن شاء الله تعالى.
(71) إثبات نور الدين البدخشاني

وفد أثبته نور الدين
جعفر بن سالار البدخشاني المعروف بأمير ملا، خليفة السيد الهمداني المذكور، حيث نقل
حديثا عن الإمام عليه السلام واصفا إياه ب باب مدينة العلم ومنبع الكرم والحلم..
(4).
(هامش)
(1) أنظر: ينابيع المودة: 234. (2) روضة الفردوس - مخطوط. (3) المصدر نفسه. (4)
خلاصة المناقب - مخطوط. [*]
ص 193
ترجمته

1 - شاه ولي الله في (الانتباه في سلاسل أولياء الله). 2 - مجد الدين
البدخشاني في (جامع السلاسل - مخطوط). (72) تحسين البدر الزركشي لقد حكم بدر الدين
محمد بن بهادر الزركشي الشافعي بأن حديث مدينة العلم ينتهي إلى درجة الحسن المحتج
به، ولا يكون ضعيفا فضلا عن كونه موضوعا . وممن نقل عنه ذلك: المناوي (1).
ترجمته

1 - ابن قاضي شهبة: محمد بن بهادر بن عبد الله، العالم العلامة المصنف المحرر بدر
الدين أبو عبد الله المصري الزركشي، مولده سنة خمس وأربعين، وأخذ عن الشيخين جمال
الدين الأسنوي وسراج الدين البلقيني، ورحل إلى حلب إلى الشيخ شهاب الدين الأذرعي
وتخرج في الحديث بمغلطائي، وسمع الحديث بدمشق وغيرها. وقال بعض المؤرخين: كان
فقيها، أصوليا، فاضلا في جميع ذلك، ودرس وأفتى، توفي في رجب سنة أربع وتسعين
وسبعمائة (2).
(هامش)
(1) فيض القدير شرح الجامع الصغير 3 / 47. (2) طبقات الشافعية 2 / 319. [*]
ص 194
2 - ابن حجر فذكر مشايخه ومصنفاته (1). 3 - السيوطي وقال: أخذ عن الأسنوي
ومغلطائي وابن كثير والأذرعي وغيرهم، وألف تصانيف كثيرة في عدة فنون.. (2). 4 -
الداودي: الإمام العالم العلامة المصنف المحرر.. وكان فقيها أصوليا مفسرا، أديبا
فاضلا في جميع ذلك، ودرس وأفتى.. (3). 5 (الدهلوي) نفسه في (بستان المحدثين) حيث
ذكر كتابه (التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح). وقد ذكر مشايخه ومصنفاته وأثنى عليه.
(73) إثبات فخر الدين ابن مكانس

وقد أثبته فخر الدين عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن
إبراهيم بن مكانس القبطي المصري، حيث أورده في أبيات له امتدح بها أمير المؤمنين
عليه السلام، فقد قال ابن حجة: وقد نقلت منه ما امتدح به أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب كرم الله وجهه: يا ابن عم النبي إن أناسا * قد توالوك بالسعادة فازوا أنت
للعلم في الحقيقة باب * يا إماما وما سواك مجاز (4)
(هامش)
(1) الدرر الكامنة لابن حجر 4 / 17. (2) حسن المحاضرة 1 / 437. (3) طبقات المفسرين
2 / 157. (4) خزانة الأدب لابن حجة الحموي: 75، 339. [*]
ص 195
ترجمته

ترجم له ابن حجر العسقلاني بقوله: عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن إبراهيم
بن مكانس القبطي المصري فخر الدين، ولد في سلخ ذي الحجة سنة 645، وكان أبوه من
الكتاب في الدواوين فنشأ في ذلك، وكان له ذكاء، فتولع بالأدب فأخذ عن القيراطي
وغيره، وصحب الشيخ بدر الدين البشتكي، ونظم الطريقة النباتية فأجاد مع قصور بين في
العربية لكنه كان قوي الذهن، حسن الذوق، حاد النادرة، يتوقد ذكاء، وولي نظر الدولة
وغيرها من المناصب بالقاهرة، وصودر مرة مع الصاحب كريم الدين أخيه، ثم ولي وزارة
الشام فأقام بها مدة، ودخل إلى حلب صحبة الظاهر برقواق، وطارح فضلاء الشام في
البلدين، ثم طلب من دمشق ليلي الوزارة بالديار المصرية فيقال إنه اغتيل بالسم وهو
راجع، فوصل إلى بيته ميتا، وذلك في ثاني عشر ذي الحجة سنة 794 ولم يكمل خمسين سنة،
اجتمعت به غير مرة، وسمعت منه شيئا من الشعر.. (1).
(74) إثبات كمال الدين
الدميري

وقال كمال الدين محمد بن موسى الدميري ما نصه: ومناقبه رضي الله تعالى
عنه كثيرة جدا، ويكفي منها قوله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها
(2).
(هامش)
(1) الدرر الكامنة 2 / 330. (2) حياة الحيوان للدميري 1 / 55. [*]
ص 196
ترجمته

1 - ابن قاضي شهبة قائلا: محمد بن موسى بن عيسى الدميري المصري كمال
الدين، ولد في حدود الخمسين وتكسب بالخياطة، ثم خدم الشيخ بهاء الدين السبكي وأخذ
عنه، وعن الشيخ جمال الدين الأسنوي وأثنى عليه ثناء كثيرا، وتخرج ومهر في الفنون
وقال الشعر، وولي تدريس الحديث بالقبة الزكية بالقرب من باب النصر، وحج مرارا وجاور
وتكلم على الناس في جامع الظاهر بالحسينية، وكان ذا حظ من العبادة والتلاوة لا يفتر
لسانه غالبا عنهما، وله شرح المنهاج في أربع مجلدات ضمنه فوائد كثيرة خارجة عن
الفقه، والديباجة في شرح سنن ابن ماجة في أربع مجلدات، وجمع كتابا سماه حياة
الحيوان أجاد فيه ذكر فيه جملا من الفوائد الطبية والخواص والأدبية والحديثية وغير
ذلك، وله خطب مدونة جمعية ووعظية. وقال الحافظ شهاب الدين ابن حجر في المعجم: وكان
له حظ من العبادة تلاوة وصياما ومجاورة بمكة والمدينة، واشتهرت عنه كرامات وإخبار
بأمور مغيبات يسندها إلى المنامات تارة وإلى بعض الشيوخ أخرى، وغالب الناس يعتقد
أنه يقصد بذلك الستر. توفي في جمادي الآخرة سنة ثمان وثمانمائة (1). 2 - تقي
الدين الفاسي فذكر شيوخه ومصنفاته، وذكر كتاب (حياة الحيوان) وقال وهو كتاب نفيس
وقد اختصرته وذكر أنه لما رآه الشيخ بهاء الدين السبكي أهلا للتدريس والفتوى
تكلم له مع جدي القاضي كمال الدين أبي الفضل النويري في أن يجيز له ذلك ففعل قال:
وبرع في التفسير والحديث والفقه وأصوله والعربية والأدب (2). 3 - شمس الدين
السخاوي ترجمة مطولة نلخصها في ما يلي بلفظه: وصفه
(هامش)
(1) طبقات الشافعية 2 / 390. (2) العقد الثمين في تاريخ بلد الله الأمين 2 / 372.
[*]
ص 197
الزيلعي في الطبقة بالفاضل كمال الدين كمال، وبرع في التفسير والحديث والفقه وأصوله
والعربية والأدب وغيرها. وأذن له بالافتاء والتدريس وتصدى للإقراء، انتفع به جماعة،
وكتب على ابن ماجة شرحا عظم الانتفاع به، وحياة الحيوان وهو نفيس أجاده وأكثر
فوائده. وقد ترجمه التقي الفاسي في تاريخ مكة، وذكره شيخنا في أنبائه فقال: مهر في
الفقه والأدب والحديث وشارك في الفنون، ودرس للمحدثين بقية بيبرس وفي عدة أماكن،
ووعظ فأفاد وخطب فأجاد، وكان ذا حظ من العبادة تلاوة وصياما ومجاورة بالحرمين،
ويذكر عنه كرامات كان يخفيها وربما أظهرها وأحالها على غيره (1). 4 - جلال الدين
السيوطي وقال: .. مهر في الأدب ودرس الحديث بقبة بيبرس، وله تصانيف منها شرح
المنهاج والمنظومة الكبرى وحياة الحيوان، واشتهرت عنه كرامات وأخبار بأمور مغيبات..
(2).
(75) إثبات مجد الدين الفيروز آبادي

وقال مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي
الفيروز آبادي ما نصه: - حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها. ذكره أبو الفرج ابن
الجوزي في الموضوعات من عدة طرق، وجزم ببطلان الكل، وقال مثل ذلك جماعة. وعندي في
ذلك نظر كما سنبينه. والمشهور بروايته أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي عن أبي
معاوية
(هامش)
(1) الضوء اللامع بأعيان القرن التاسع 10 / 59 - 62. (2) حسن المحاضرة 1: 330. [*]
ص 198
محمد بن خازم الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه، وعبد السلام هذا
ضعفوه جدا واتهم بالرفض وهو مع ذلك صدوق، وقد روى عباس بن محمد الدوري في سؤالاته
عن يحيى بن معين أنه سأله عن أبي الصلت هذا فوثقه، فقال: أليس قد حدث عن أبي معاوية
حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها؟ فقال: قد حدث به عن أبي معاوية محمد بن جعفر
الفيدي، وكذلك روى صالح بن محمد الحافظ وأحمد بن محمد بن محرز عن يحيى بن معين
أيضا، وفي رواية ابن محرز قال يحيى: هذا الحديث هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن
نمير قال: حدث به أبو معاوية قديما ثم كف عنه، وأبو الصلت الهروي كان رجلا موسرا
يطلب هذه الأحاديث ويكرم المشايخ، يعني: فخصه أبو معاوية بهذا الحديث. فقد برئ عبد
السلام عن عهدة هذا الحديث من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو مثل قوله
صلى الله عليه وسلم: في حديث أرأف أمتي بأمتي أبو بكر الحديث. وقد حسنه الترمذي
وصححه غيره، ولم يأت من تكلم على حديث أنا مدينة العلم بجواب عن هذه الروايات
الثابتة عن يحيى بن معين، والحكم بالوضع عليه باطل قطعا، وإنما سكت أبو معاوية عن
روايته شائعا لغرابته لا لبطلانه، إذا لو كان كذلك لم يحدث به أصلا مع حفظه
وإتقانه. وللحديث طرق آخر رواه الترمذي في جامعه عن إسماعيل بن موسى الفزاري عن
محمد بن عمر الرومي عن شريك بن عبد الله عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن أبي
عبد الله الصنابحي عن علي رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا دار
الحكمة وعلي بابها، وتابعه أبو مسلم الكجي، وغيره على روايته عن محمد بن عمر
الرومي، ومحمد هذا روى عنه البخاري في غيره الصحيح، ووثقه ابن حبان وضعفه، أبو
داود، وقال الترمذي بعد سياق الحديث: هذا حديث غريب وقد روى بعضهم هذا عن شريك ولم
يذكروا فيه
ص 199
الصنابحي، قال: ولا نعرف هذا عن أحد من الثقات غير شريك. قلت: فلم يبق الحديث من
أفراد محمد الرومي، وشريك هذا احتج به مسلم وعلق له البخاري، ووثقه ابن معين
والعجلي وزاد حسن الحديث، وقال عيسى بن يونس: ما رأيت أحدا قط أورع في علمه من
شريك، فعلى هذا يكون مفرده حسنا ولا يرد عليه رواية من أسقط الصنابحي منه، لأن سويد
بن غفلة تابعي مخضرم، روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وسمع منهم
فيكون ذكر الصنابحي من باب المزيد في متصل الأسانيد. والحاصل: إن هذا الحديث ينتهي
بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به، ولا يكون ضعيفا فضلا عن
أن يكون موضوعا، ولم أجد لمن ذكره في الموضوعات طعنا مؤثرا في هذين السندين، وبالله
التوفيق (1). وقد أورد الشيخ عبد الحق الدهلوي هذه العبارة في (اللمعات في شرح
المشكاة) كما ستعرف فيما بعد إن شاء الله تعالى.
ترجمته

1 - ابن قاضي شهبة في
(طبقات الشافعية 2 / 391). 2 - تقي الدين الفاسي في (العقد الثمين 2 / 392). 3 -
السخاوي في (الضوء اللامع 10 / 79). 4 - السيوطي في (بغية الوعاة 1 / 273). 5 -
الشوكاني في (البدر الطالع 2 / 280). 6 - طاش كبرى زاده في (الشقائق النعمانية:
21). وغيرهم.. ولنذكر طرفا من عبارات بعضهم، قال طاش كبرى زاده في ذكر علماء الطبقة
الرابعة ما ملخصه: ومنهم المولى الفاضل صاحب القاموس، برع في العلوم كلها، سيما
الحديث والتفسير واللغة، وله تصانيف كثيرة تنيف على *(هامش) (1) نقد الصحيح. [*]