ص 200
أربعين مصنفا، وكان سريع الحفظ، وكان يقول: لا أنام إلا وأحفظ مائتي سطر، وكان كثير
العلم والاطلاع على المعارف العجيبة، وبالجملة: كان آية في الحفظ والتصنيف.. .
وقال الشوكاني ما ملخصه: الإمام الكبير، الماهر في اللغة وغيرها من الفنون ولد
سنة 729 بكازرون، وارتحل إلى العراق ودخل واسط، ثم دخل بغداد، ثم ارتحل إلى دمشق،
ودخل بعلبك وحماة وحلب والقدس، واستقر بالقدس نحو عشر سنين، ودرس وتصدر وظهرت
فضائله وكثر الأخذ عنه، وتلمذ له جماعة من الأكابر كالصلاح الصفدي وغيره، وجال في
البلاد الشمالية والمشرقية، ودخل الروم والهند، ثم دخل اليمن، وكان زائد الحظ
مقبولا عند السلاطين، فلم يدخل بلدا إلا وأكرمه صاحبها، مع كثرة دخوله إلى الممالك،
وله مصنفات كثيرة نافعة، وقد أخذ عند الأكابر في كل بلاد وصل إليه، ومن جملة
تلامذته: الحافظ ابن حجر والمقريزي والبرهان الحلبي، ومات ممتعا بسمعه وحواسه في
ليلة عشرين من شوال سنة 812 .
(76) إثبات إمام الدين الهجروي

وأثبت إمام الدين
محمد الهجروي الإيجي حديث مدينة العلم في كتاب (أسماء النبي وخلفائه الأربعة) على
ما نقل عنه شهاب الدين أحمد في (توضيح الدلائل) حيث قال بعد ذلك بعض أسماء أمير
المؤمنين عليه السلام وإيراد الهجروي المذكور لها: ومنها باب مدينة العلم - عن
علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وبارك وسلم: أنا مدينة العلم
وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت من بابه، رواه الطبري من تخريج أبي عمرو، وأورده
الإمام الفقيه المذكور وقال كما في الحديث .
ص 201
ترجمته

والهجروي من كبار فقهاء أهل السنة وعرفائهم، وقد وصفه شهاب الدين المذكور
في كتابه ب الإمام الشيخ العالم العارف الرباني، الملقب لوفور علمه ومعرفته
بالغزالي الثاني، مرشد الخلائق الفقيه إمام الدين محمد الهجروي الإيجي قدس سره
ونحو ذلك.
(77) إثبات يوسف الأعور الواسطي

ولم يجترء يوسف الأعور الواسطي في رسالته
المشهورة في رد الإمامية على جحد أصل حديث مدينة العلم، فأخذ يتنكب في تأويله يمينا
وشمالا، فذكر وجوها في الجواب عنه سنجيب عنها في ما بعد إن شاء الله تعالى، وهذا نص
كلامه: الثاني من وجوه حجج الرافضة بالعلم حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها.
والجواب عنه أيضا من وجوه: أحدها - إن هذا الحديث يتضمن العلم لعلي، ولا شك أنه بحر
علم زاخر لا يدرك قعره، إلا أنه لا يتضمن ثبوت الرجحان على غيره، بدليل ثبوت العلم
لغيره على وجه المساواة بقول النبي صلى الله عليه وسلم في مجموع الأصحاب: أصحابي
كالنجوم بأيديهم اقتديتم اهتديتم. فثبت العلم لكلهم. ثانيها: إن بعض أهل السنة ينقل
زيادة على هذا القدر، وذلك قولهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا مدينة
العلم وعلي بابها وأبو بكر وعمر وعثمان حيطانها وأركانها. والباب فضاء فارغ
والحيطان والأركان ظرف محيط، فرجحانهن
ص 202
على الباب ظاهر. ثالثها: دفع في تأويل علي بابها، أي مرتفع. وعلى هذا يبطل الاحتجاج
به للرافضة . فالعجب كل العجب من (الدهلوي) كيف جمع بين الطعن في سنده والنكول عن
معناه ومدلوله، حتى فاق بصنيعه أهل النصب والانحراف؟
(78) رواية شمس الدين ابن
الجزري

لقد روى حديث مدينة العلم حيث قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن هلال قراءة
عليه عن علي بن أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا أحمد بن محمد بن محمد في كتابه من
أصبهان، أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسين المقري، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد
الحافظ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، أخبرنا الجرجاني، أخبرنا الحسن بن
سفيان، أخبرنا عبد الحميد بن بحر، أخبرنا شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا دار الحكمة وعلي بابها.
ورواه الترمذي في جامعه عن إسماعيل بن موسى، حدثنا محمد بن عمر الرومي، حدثنا شريك
عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن علي وقال: حديث غريب. ورواه بعضهم
عن شريك ولم يذكروا فيه الصنابحي قال: ولا يعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات غير
شريك، وفي الباب عن ابن عباس. إنتهى. قلت: ورواه بعضهم عن شريك عن سلمة ولم يذكر
فيه عن سويد، ورواه الأصبغ بن نباتة والحارث عن علي نحوه.
ص 203
ورواه الحاكم من طرق مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه: أنا
مدينة العلم وعلي بابها. فمن أراد العلم فليأتها من بابها. وقال الحاكم: صحيح
الاسناد ولم يخرجاه. ورواه أيضا من حديث جابر بن عبد الله ولفظه: أنا مدينة العلم
وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (1). اعتبار أحاديث اسنى المطالب ولا
يخفى أن ابن الجزري يصرح في خطبة هذا الكتاب باعتبار الأحاديث التي حواها، وهذا نص
كلامه: وبعد، فهذه أحاديث مسندة مما تواتر وصح وحسن من أسنى مناقب الأسد الغالب،
مفرق الكتائب، ومظهر العجائب، ليث بني غالب أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي
طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه وأرضاه، أردفتها بمسلسلات من حديثه وبمتصلات من
روايته وتحديثه، وبأعلى إسناد صحيح إليه من القرآن والصحبة والخرقة التي اعتمد فيها
أهل الولاية عليه، نسأل الله تعالى أن يثيبنا على ذلك ويقربنا لديه . وقال في
خاتمته: فهذا نزر من بحر وقل من كثر، بالنسبة إلى مناقبه الجليلة ومحاسنه
الجميلة، ولو ذهبنا لاستقصاء ذلك بحقه لطال الكلام بالنسبة إلى هذا المقام، ولكن
نرجو من الله تعالى أن ييسر أفراد ذلك بكتاب نستوعب فيه ما بلغنا من ذلك، والله
الموفق للصواب .
ترجمته

ترجم له ووصف بالأوصاف الجليلة في جميع المعاجم الرجالية
وكتب الحديث وغيرها، ومن ذلك: 1 - معجم الشيوخ لنجم الدين ابن فهد المكي.
(هامش)
(1) أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب: 69. [*]
ص 204
2 - أنباء الغمر لابن حجر العسقلاني. 3 - الدرر الفريدة للمقريزي. 4 - الضوء اللامع
للسخاوي. 5 - الأنس الجليل للعليمي. 6 - الحبل المتين في إجازات الأمين لابن
روزبهان. - شرح الشمائل له. 8 - طبقات الحفاظ للسيوطي. 9 - حسن المقصد له. 10 -
ميزان المعدلة له. 11 - الاتقان له. 12 - الصواعق لابن حجر المكي. 13 - مقاليد
الأسانيد للثعالبي. 14 - الشقائق النعمانية لطاش كبرى زاده. 15 - النواقض للبرزنجي.
16 - كفاية المتطلع للدهان. 17 - مدارج الاسناد لأبي علي الصفوي. 18 - حصر الشارد
لمحمد عابد السندي. 19 - المرافض للسهارنفوري. 20 - الصواقع للكابلي. 21 - الانتباه
في سلاسل أولياء لشاه ولي الله الدهلوي. 22 - البدر الطالع للشوكاني. 23 - بستان
المحدثين (للدهلوي). 24 - التحفة له. 25 - إشباع الكلام لشاه سلامة الله.
ص 205
26 - التاج المكلل لصديق حسن خان. وقد ذكرنا ترجمته بالتفصيل في مجلد (حديث الغدير)
وهذا بعض مصادرها: الضوء اللامع 9 / 255، الأنس الجليل 2 / 109، الشقائق النعمانية
1 / 98 طبقات الحفاظ 543، البدر الطالع / 2 / 257، التاج المكلل 463.
(79) إثبات
زين الدين الخوافي

لقد أثبت الشيخ زين الدين أبو بكر محمد بن محمد بن علي الخوافي
حديث مدينة العلم جازما به، على ما نقل عنه شهاب الدين أحمد في (توضيح الدلائل) حيث
قال بعد ذكر نزول قوله تعالى: (وتعيها أذن واعية) في شأن أمير المؤمنين عليه السلام
قال: قال شيخ المشايخ في زمانه وواحد الاقران في علومه وعرفانه: الشيخ زين الدين
أبو بكر محمد بن علي الخوافي قدس الله تعالى سره: فلذا اختص علي كرم الله وجهه
بمزيد العلم والحكمة، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم: أنا مدينة
العلم وعلي بابها، وقال عمر: لولا علي لهلك عمر .
ترجمته

1 - عبد الرحمن الجامي
في (نفحات الأنس 492). 2 - عبد الحق الدهلوي في (أخبار الأخيار 48). 3 - القشاشي في
(السمط المجيد 77). وقد أثنوا عليه الثناء البالغ ووصفوه بالأوصاف الجميلة، وعن
الخواجا محمد بارسا - وهو شيخ الخوافي - وصف الخوافي بقوله: ذو العلم النافع
والعمل الرافع، ملاذ الجمهور شفاء الصدور، وصفوة العلماء والعرفاء والفقهاء، رافع
أعلام السنة
ص 206
وقامع أضاليل البدعة، ناهج مناهج الحقيقة سالك مسالك الشريعة والطريقة الداعي إلى
الله سبحانه على طريق اليقين: سيدنا ومولانا زين الملة والدين.. .
(80) إثبات ملك
العلماء الدولت آبادي

وقد أثبته ملك العلماء شهاب الدين ابن شمس الدين الزاولي
الدولت آبادي وأرسله إرسال المسلم في (هداية السعداء). وذكره من جملة الأدلة على أن
عليا عليه السلام هو وارث النبي صلى الله عليه وآله، دون عمه العباس.
ترجمته

وترجم
له كبار العلماء في كتبهم، وقد أوردنا ترجمته في مجلد (حديث النور) ونقتصر هنا على
ترجمة غلام علي آزاد له وهي هذه: مولانا القاضي شهاب الدين ابن شمس الدين الزاولي
الدولت آبادي نور الله ضريحه، ولد القاضي بدولت آباد دهلي وتلمذ على القاضي عبد
المقتدر الدهلي ومولانا خواجكي الدهلوي وهو من تلامذة مولانا معين الدين العمراني
رحمهم الله تعالى، ففاق أقرانه وسبق إخوانه، وكان القاضي عبد المقتدر يقول في حقه
يأتيني من الطلبة من جلده علم ولحمه علم وعظمه علم، ولما توجه الموكب التيموري إلى
الهند، وخرج مولانا خواجكي قبل وصوله إلى دهلي منها إلى بكالبي، وذهب القاضي شهاب
الدين صحبة أستاذه إلى كالبي فاقام مولانا خواجكي بكالبي، وذهب القاضي إلى دار
الخيور جونفور - بفتح الجيم وسكون الواو والنون وضم الفاء وسكون الواو وآخرها راء،
بلدة عظيمة من صوبة آله آباد، كانت دار الخلافة للسلاطين الشرقية، وذكر طبقتهم
مسطور في تواريخ الهند، نشأ بها كثير من المشايخ والعلماء - فاغتنم السلطان
ص 207
إبراهيم الشرقي والي جونفور وروده ونضر سقاه الله تعالى سحائب الاحسان وروده، عظمه
بين الكبراء ولقبه بملك العلماء، فزين القاضي مسند الافادة، وفاق البرجيس في إفاضة
السعادة، وألف كتبا سارت بها ركبان العرب والعجم، وأذكى سراجا أهدى من النار
الموقدة علم العلم.. توفي لخمس بقين من رجب المرجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة..
(1).
(81) إثبات ابن حجر العسقلاني

ولقد أثبت شهاب الدين أبو الفضل ابن حجر
العسقلاني حديث مدينة العلم، وأورده في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، وحكم
ببطلان القول بوضعه، ونص على كثرة طرقه.. في كتبه المختلفة: فقال بترجمة أمير
المؤمنين عليه السلام في جملة من فضائله: وروى أنه عليه الصلاة والسلام قال: أنا
مدينة العلم وعلي بابها. وقال عمر: علي أقضانا وأبي أقرؤنا. وقال يحيى بن سعيد عن
سعيد بن المسيب: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن. وقال سعيد بن جبير عن
ابن عباس: كنا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به. وقال معمر عن وهب بن عبد الله عن
أبي الطفيل شهدت عليا يخطب وهو يقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم
به، وسلوني عن كتاب الله
(هامش)
(1) سبحة المرجان في آثار هندوستان: 39. [*]
ص 208
فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل.. (1).
وقال السيوطي في (قوت المغتذي): وقال الحافظ ابن حجر في أجوبته: حديث ابن عباس
أخرجه ابن عبد البر في كتاب الصحابة المسمى بالاستيعاب ولفظه: أنا مدينة العلم وعلي
بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه، وصححه الحاكم، وأخرجه الطبراني من حديث ابن
عباس بهذا اللفظ، ورجاله رجال الصحيح إلا عبد السلام الهروي، فإنه ضعيف. قاله في
جواب فتيا رفعت إليه في هذا الحديث . وقد أورد هذه الفتوى عنه ابن حجر المكي في
(المنح المكية) كما سيأتي. وصرح في فتوى أخرى له بحسن حديث مدينة العلم وبطلان
القول بوضعه، جاء ذلك في (اللآلي المصنوعة) حيث قال: وسئل شيخ الإسلام أبو الفضل
ابن حجر عن هذا الحديث في فتيا فقال: هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك وقال:
إنه صحيح، وخالفه أبو الفرج ابن الجوزي فذكره في الموضوعات وقال: إنه كذب. والصواب
خلاف قوليهما معا، وأن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحط إلى كذب،
وبيان ذلك يستدعي طولا، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك، انتهى ومن خطه نقلت (2). وقد
ذكرت فتواه هذه في (جمع الجوامع) و(النكت البديعات) و(الدرر المنتثرة) و(جواهر
العقدين). كما ذكر حكمه بحسن الحديث في (السيرة الشامية) و(تنزيه الشريعة) و(تذكرة
الموضوعات) و(المرقاة) و(فيض القدير) و(رجال المشكاة) و(حاشية المواهب اللدنية)
و(شرح المواهب اللدنية) و(نزل الأبرار) و(تحفة المحبين) و(الروضة الندية) و(وسيلة
النجاة) و(السيف المسلول) و(الفوائد المجموعة) و(مرآة المؤمنين) و(القول المستحسن).
(هامش)
(1) تهذيب التهذيب 7 / 337. (2) اللآلي المصنوعة 1 / 334. [*]
ص 209
وقد حكم بحسنه في أجوبته عن الأحاديث التي انتقدها السراج القزويني على المصابيح،
وزاد أن له شاهدا.. جاء ذلك في (اللآلي المصنوعة) بعد العبارة السابقة، حيث قال:
وذكر في أجوبته عن الأحاديث التي انتقدها السراج القزويني على المصابيح نحو ذلك.
وزاد أن الحاكم روى له شاهدا من حديث جابر قال: حدثني أبو بكر محمد بن علي الفقيه
الشاشي القفال حدثني النعمان بن هارون البلدي، ثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد
الحراني، ثنا عبد الرزاق، ثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد
الرحمن بن عثمان التيمي عن جابر مرفوعا به . وقد صرح العسقلاني في (لسان الميزان)
بكثرة طرقه، وهذا نص كلامه كما في (اللآلي المصنوعة) بعد العبارة السابقة: وقال
في لسان الميزان - عقب إيراد الذهبي رواية جعفر بن محمد عن أبي معاوية وقوله: هذا
موضوع - ما نصه: وهذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون
للحديث أصل، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع (1).
ترجمته

1 - البدر البشتكي
في (الطبقات). 2 - الفاسي في (ذيل التقييد). 3 - ابن ناصر الدين في (توضيح
المشتبه). 4 - ابن خطيب الناصرية في (الدر المنتخب). 5 - المقريزي في (العقود
الفريدة). 6 - ابن قاضي شهبة الأسدي في (الأعلام). 7 - التقي ابن فهد المكي في (ذيل
طبقات الحفاظ). 8 - النجم ابن فهد المكي في (معجم الشيوخ).
(هامش)
(1) اللآلي المصنوعة 1 / 334، وانظر لسان الميزان 2 / 122. [*]
ص 210
9 - القطب الخيضري في (طبقات الشافعية). 10 - السخاوي في (الضوء اللامع). 11 -
السيوطي في (طبقات الحفاظ). 12 - السيوطي أيضا في (نظم العقيان). 13 - السيوطي أيضا
في (حسن المحاضرة). 14 - الشوكاني في (البدر الطالع). 15 - شاه ولي الله في (قرة
العينين). 16 - (الدهلوي) في (بستان المحدثين). 17 - صديق حسن خان في (التاج
المكلل). توجد ترجمته والنقل عنه والاعتماد عليه في هذه الكتب وغيرها، وقد أوردنا
طرفا من كلمات القوم في التعظيم له والثناء عليه في بعض مجلدات الكتاب، ومن مصادر
ترجمته

ذيل طبقات الحفاظ لابن فهد 380، الضوء اللامع 2 / 36 شذرات الذهب 7 / 270،
نظم العقيان 45، البدر الطالع 1 / 87 - 92 طبقات الحفاظ 547، حسن المحاضرة 1 / 363.
وللسخاوي: الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر.
(82) رواية شهاب الدين
أحمد

وعقد شهاب الدين أحمد في (توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل) بابا خاصا برواية
حديث مدينة العلم وحديث أنا دار الحكمة، وتحقيق أعلمية سيدنا أمير المؤمنين عليه
السلام، قال: الباب الخامس عشر في أن النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم دار
حكمة ومدينة علم وعلي لهما باب، وأنه أعلم الناس بالله
ص 211
تعالى وأحكامه وآياته، وكلامه بلا ارتياب: عن مولانا أمير المؤمنين علي رضي الله
تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم: يا علي إن الله
أمرني أن أدنيك فأعلمك لتعي، وأنزلت هذه الآية (وتعيها أذن واعية) وأنت أذن واعية
لعلمي. رواه الحافظ الإمام أبو نعيم في الحلية، ورواه سلطان الطريقة وبرهان الحقيقة
الشيخ شهاب الدين أبو جعفر عمر السهروردي في العوارف بأسناده إلى عبد الله بن الحسن
رضي الله تعالى عنهما ولفظه قال: حين نزلت هذه الآية: (وتعيها أذن واعية) قال رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم لعلي رضي الله تعالى عنه: سألت الله أن
يجعلها أذنك يا علي. قال علي كرم الله تعالى وجهه: فما نسيت شيئا بعده وما كان لي
أن أنسى. قال شيخ المشايخ في زمانه وواحد الاقران في علومه وعرفانه الشيخ زين الدين
أبو بكر محمد بن محمد بن علي الخوافي قدس الله تعالى سره: فلذا اختص علي كرم الله
وجهه بمزيد العلم والحكمة حتى قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم:
أنا مدينة العلم وعلي بابها، وقال عمر: لولا علي لهلك عمر. وعن علي رضي الله تعالى
عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها،
رواه في جامع الأصول وقال: أخرجه الترمذي. وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إن
رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن
أراد بابها فليأت عليا. رواه الزرندي وقال: هذه فضيلة اعترف بها الأصحاب وابتهجوا،
وسلكوا طريق الوفاق وانتهجوا. رواه الطبري وقال: أخرجه أبو عمر ولفظه: أنا مدينة
العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه . وقال في ذكر أسماء أمير
المؤمنين عليه السلام: ومنها: (باب مدينة العلم). عن علي رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم:
ص 212
أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه، رواه الطبري من تخريج
أبي عمر، وأورده الإمام الفقيه المذكور وقال كما في الحديث: واعلم أن الباب سبب
لزوال الحائل والمانع من الدخول إلى البيت، فمن أراد الدخول وأتى البيوت من غير
أبوابها شق وعسر عليه دخول البيت، فهكذا من طلب العلم ولم يطلب ذلك من علي رضي الله
عنه وبيانه، فإنه لا يدرك المقصود، فإنه رضي الله عنه كان صاحب علم وعقل وبيان، ورب
من كان عالما ولا يقدر على البيان والافصاح، وكان علي رضي الله عنه مشهورا من بين
الصحابة بذلك، فباب العلم وروايته واستنباطه من علي رضي الله عنه، وهو كان بإجماع
الصحابة مرجوعا إليه في علمه موثوقا بفتواه وحكمه، والصحابة كلهم يراجعونه مهما
أشكل عليهم ولا يسبقونه، ومن هذا المعنى قال عمر: لولا علي لهلك عمر. رضي الله
تعالى عنهم . وقال: ومنها (الفاروق وقد تقدم حديثه قبل ذلك، وإني قد وجدت بخط
بعض سادة العلماء والأكابر ما هذه صورته بتحبير المحابر مما قال أمير المؤمنين
وإمام المتقين علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه على المنبر: أنا النون والقلم،
وأنا نور ومصباح الظلم، أنا الطريق الأقوم، أنا الفاروق الأعظم، أنا عيبة العلم،
أنا أوبة الحلم، أنا النبأ العظيم، أنا الصراط المستقيم، أنا وارث العلوم، أنا
هيولى النجوم، أنا عمود الإسلام، أنا مكسر الأصنام، أنا ليث الزحام، أنا أنيس
الهوام، أنا الفخار الأفخر، أنا الصديق الأكبر، أنا إمام المحشر، أنا ساقي الكوثر،
أنا صاحب الرايات، أنا سريرة الخفيات، أنا جامع الآيات، أنا مؤلف الشتات، أنا مفرج
الكربات، أنا دافع الشقاة، أنا حافظ الكلمات، أنا مخاطب الأموات، أنا حلال
المشكلات، أنا مزيل الشبهات، أنا صنيعة الغزوات، أنا صاحب المعجزات، أنا الزمام
الأطول، أنا محكم المفصل، أنا حافظ القرآن، أنا تبيان الإيمان، أنا قسيم الجنان،
أنا شاطر النيران، أنا مكلم الثعبان، أنا حاطم الأوثان، أنا حقيقة الأديان، أنا عين
الأعيان، أنا قرن الاقران، أنا مذل الشجعان، أنا فارس الفرسان، أنا سؤال
ص 213
متى، أنا الممدوح بهل أتى، أنا شديد القوى، أنا حامل اللواء، أنا كاشف الردى، أنا
بعيد المدى، أنا عصمة الورى، أنا ذكي الوغى، أنا قاتل من بغى، أنا موهوب الشذا، أنا
أئمد القذى، أنا صفوة الصفا، أنا كفو الوفا، أنا موضح القضايا، أنا مستودع الوصايا،
أنا معدن الانصاف، أنا محض العفاف، أنا صواب الخلاف، أنا رجل الأعراف، أنا سور
المعارف، أنا معارف العوارف، أنا صاحب الأذن، أنا قاتل الجن، أنا يعسوب الدين وصالح
المؤمنين وإمام المتقين، أنا أول الصديقين، أنا الحبل المتين، أنا دعامة الدين، أنا
صحيفة المؤمن، أنا ذخيرة المهيمن، أنا الحبل المتين، أنا دعامة الدين، أنا صحيفة
المؤمن، أنا ذخيرة المهيمن، أنا الإمام الأمين، أنا الدرع الحصين، أنا الضارب
بالسيفين، أنا الطاعن بالرمحين، أنا صاحب بدر وحنين، أنا شقيق الرسول، أنا بعل
البتول، أنا سيف الله المسلول، أنا أوام الغليل، أنا شفاء العليل، أنا سؤال
المسائل، أنا نجحة الوسائل، أنا قالع الباب، أنا مفرق الأحزاب، أنا سيد العرب، أنا
كاشف الكرب، أنا ساقي العطاش، أنا النائم على الفراش، أنا الجوهرة الثمينة، أنا باب
المدينة، أنا حكمة الحكمة، أنا واضع الشريعة، أنا حافظ الطريقة، أنا موضح الحقيقة،
أنا مطية الوديعة، أنا مبيد الكفرة، أنا أبو الأئمة، أنا الدوحة الأصلية، أنا مفضال
الفضيلة، أنا خليفة الرسالة، أما سميدع البسالة، أنا وارث المختار، أنا ظهير
الأطهار، أنا عقاب الكفور، أنا مشكاة النور، أنا جملة الأمور، أنا زهرة النور، أنا
بصيرة البصائر، أنا ذخيرة الذخائر، أنا بشارة البشر، أنا الشفيع المشفع في المحشر،
أنا ابن عم البشير النذير، أنا طود الأطواد، أنا جود الأجواد، أنا حلية الخلد، أنا
بيضة البلد، أنا صمصام الجهاد، أنا جلسة الآساد، أنا الشاهد المشهود، أنا العهد
المعهود، أنا منحة المنائح، أنا صلاح المصالح، أنا غمضة الغوامض، أنا لحظة اللواحظ،
أنا عذوبة اللفظ، أنا أعجوبة الحفظ، أنا نفيس النفائس، أنا غياث الضنك، أنا سريع
الفتك، أنا رحيب الباع، أنا وقر الاسماع، أنا إرث الوارث، أنا نفثة النافث، أنا جنب
الله، أنا وجه الله .
ص 214
وقال: قال الإمام الهمام المتفق على علو شأنه في العلوم والأعمال، المتسق له
دراري الفضل في سلك النظم بألسنة أهل الكمال، الحافظ الورع البارع العالم العامل
العارف الكامل بلا شك ومرية، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصفهاني في كتابه الفائق
اللائق المسمى بالحلية: وسيد القوم، محب الشهود ومحبوب المعبود، باب مدينة الحكم
والعلوم ورأس المخاطبات ومستنبط الإشارات، راية المهتدين ونور المطيعين وولي
المتقين وإمام العادلين، أقدمهم إجابة وإيمانا، وأقومهم قضية وإيقانا، وأعظمهم حلما
وأوفرهم علما: علي بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليه، قدوة المتقين وزينة العارفين
المنبئ عن حقائق التوحيد والمشير إلى لوامع علم التفريد، صاحب القلب العقول،
واللسان السئول، والأذن الواعي والعهد الوافي، فقأ عيون الفتن، ووقى من فنون المحن،
فدفع الناكثين ووضع القاسطين ودمغ المارقين.. . كما أورد كلام العز ابن عبد السلام
عن لسان حال أمير المؤمنين عليه السلام وشعر أبي زكريا النووي، وكلام الزرندي في
نظم درر السمطين.. وقد تقدم كل واحد في محله.
(83) إثبات ابن الصباغ

وقد أرسله نور
الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي المكي إرسال المسلم بعد ذكر حكم الإمام عليه
السلام في قضية الخنثى، قال: فانظر رحمك الله إلى استخراج أمير المؤمنين علي رضي
الله عنه بنور علمه وثاقب فهمه ما أوضح به سبيل السداد وبين به طريق الرشاد، وأظهر
به جانب الذكورة على الأنوثة من مادة الايجاد وحصلت له هذه المنة الكاملة والنعمة
الشاملة بملاحظة النبي عليه
ص 215
السلام وتربيته إياه وحنوه عليه وشفقته، فاستعد لقبول الأنوار وتهيأ لفيض العلوم
والأسرار، فصارت الحكمة من ألفاظه ملتقطة والعلوم الظاهرة والباطنة بفؤاده مرتبطة،
لم تزل بحار العلوم تتفجر من صدره ويطفو عبابها، حتى قال صلى الله عليه وسلم: أنا
مدينة العلم وعلي بابها (1).
ترجمته

ترجم له نجم الدين عمر بن فهد المكي وعده من
علماء مكة المكرمة، وأرخ وفاته سنة 855، وكذا تلميذه السخاوي (2). وقد وصفه أحمد بن
عبد القادر العجيلي في (ذخيرة المآل) بأوصاف جليلة مثل الشيخ و الإمام وصرح
بكونه من علماء المالكية، ونقل كلماته واعتمد عليها في مواضع من كتابه. وكذا عبد
الله بن محمد المطيري في كتابه (الرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبي وعترته
الطاهرة) وهكذا اعتمد على كتابه (الفصول المهمة) ونقل عنه كل من: المولوي إكرام
الدين الدهلوي في (سعادة الكونين) والبلخي القندوزي في (ينابيع المودة) والسمهودي
في (جواهر العقدين) والحلبي في (إنسان العيون) والشيخاني القادري في (الصراط السوي)
والصفوري في (نزهة المجالس) ومحبوب عالم في (تفسيره) والصبان في (إسعاف الراغبين)
والعدوي الحمزاوي في (مشارق الأنوار) والشبلنجي في (نور الأبصار). هذا.. وقد عده
رشيد الدين خان - تلميذ (الدهلوي) - في (إيضاح لطافة المقال) في علماء أهل السنة
المؤلفين في فضائل أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، إذ ذكره واصفا إياه ب الشيخ
الجليل وذكر كتابه (الفصول المهمة). وكفى بذلك حجة قاهرة على ثقته واعتباره،
وبينة زاهرة على جلالته واشتهاره.
(هامش)
(1) الفصول المهمة في معرفة الأئمة: 19. (2) الضوء اللامع 5 / 284. [*]
ص 216
(84) إثبات البسطامي الحنفي

وقد أثبت عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد البسطامي
الحنفي حديث مدينة العلم في كتابه (درة المعارف الإلهية في الأسرار الحرفية) على ما
نقل عنه البلخي حيث قال: ثم إن الإمام عليا كرم الله وجهه ورث علم الأسرار
والحروف من سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، وإليه الإشارة بقوله
صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها (1).
ترجمته

ترجم له
السخاوي بقوله: عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد، أو أحمد ابن علي البسطامي
الحنفي، ممن أخذ عن العز محمد بن جماعة في سنة بضع وثماني مائة، وتميز في علم
الحروف، وله فيه شمس الآفاق في علم الحروف والأوفاق، وكان حيا سنة إحدى وأربعين
(2).
(85) إثبات الشمس الجيلاني

أثبت شمس الدين محمد بن يحيى بن علي الجيلاني
اللاهجي النور بخشي
(هامش)
(1) ينابيع المودة: 400. (2) الضوء اللامع 4 / 284. [*]
ص 217
حديث مدينة العلم، ضمن فضائل لأمير المؤمنين عليه السلام في (مفاتيح الاعجاز في شرح
كلشن راز) بشرح قوله: زهر سايه كه اول گشت حاصل * در آخر شد يكي ديگر مقابل
مفاتيح الاعجاز وقد ذكر حاجي خليفة كتابه المذكور في شروح كلشن راز حيث قال
وشرحه مظفر الدين علي الشيرازي، والشيخ شمس الدين محمد بن يحيى بن علي اللاهجي
الجيلاني النور بخشي شرحا فارسيا ممزوجا سماه مفاتيح الاعجاز، بيضه في ذي الحجة سنة
877 (1).
(86) إثبات شمس الدين السخاوي

وقد أثبت شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد
الرحمن السخاوي المصري وحقق حديث مدينة العلم في كتابه (المقاصد الحسنة) حيث قال:
حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، الحاكم في المناقب من مستدركه، والطبراني في
معجمه الكبير، وأبو الشيخ ابن حيان في السنة له، وغيرهم، كلهم من حديث أبي معاوية
الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا به بزيادة فمن أراد العلم فليأت
الباب. ورواه الترمذي في المناقب من جامعه، وأبو نعيم في الحلية وغيرهما من حديث
علي رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها.
(هامش)
(1) كشف الظنون 2 / 1505. [*]
ص 218
قال الدارقطني في العلل عقب ثانيهما: إنه حديث مضطرب غير ثابت. وقال الترمذي: إنه
منكر. وكذا قال شيخه البخاري وقال: إنه ليس له وجه صحيح. وقال يحيى بن معين - فيما
حكاه الخطيب في تاريخ بغداد -: إنه كذب لا أصل له. وقال الحاكم - عقب أولهما -: إنه
صحيح الاسناد. وأورده ابن الجوزي من هذين الوجهين في الموضوعات، ووافقه الذهبي
وغيره على ذلك، وأشار إلى هذا ابن دقيق العيد بقوله: هذا الحديث لم يثبتوه وقيل إنه
باطل، وهو مشعر بتوقفه فيما ذهبوا إليه من الحكم بكذبه، بل صرح العلائي بالتوقف في
الحكم عليه بذلك فقال: وعندي فيه نظر، ثم بين ما يشهد بصحته، لكون أبي معاوية راوي
حديث ابن عباس حدث به، فزال المحذور ممن هو دونه، قال: وأبو معاوية ثقة حافظ يحتج
بأفراده كابن عيينة وغيره، فمن حكم على الحديث بالوضع مع ذلك فقد أخطأ، قال: وليس
هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو كحديث أرحم أمتي بأمتي - يعني
الماضي -. وهو صنيع معتمد، فليس هذا الحديث بكذب. خصوصا وقد أخرج الديلمي في مسنده
بسند ضعيف جدا عن ابن عمر مرفوعا: علي بن أبي طالب باب حطة فمن دخل فيه كان مؤمنا
ومن خرج منه كان كافرا. ومن حديث أبي ذر رفعه: علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت
به من بعدي حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه عبادة. ومن حديث ابن عباس رفعه: أنا
ميزان العلم وعلي كفتاه والحسن والحسين خيوطه. الحديث. وأورد صاحب الفردوس - وتبعه
ابنه المذكور بلا إسناد - عن ابن عباس رفعه: أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها وعمر
حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها. وعن أنس مرفوعا: أنا مدينة العلم وعلي بابها
ومعاوية حلقتها. وبالجملة، فكلها ضعيفة، وألفاظ أكثرها ركيكة، وأحسنها حديث ابن
عباس بل هو حسن.
ص 219
وقد روى الترمذي أيضا والنسائي وابن ماجة وغيرهم من حديث حبشي بن جنادة مرفوعا: علي
مني وأنا من علي لا يؤدي عني إلا أنا أو علي (1).
ترجمته

1 - عبد القادر
العيدروس اليمني ترجمة مفصلة ذكر فيها شيوخه وتصانيفه وما قيل في حقه من سائر
العلماء، وقد وصفه في أول الترجمة ب الشيخ العلامة الرحلة الحافظ وقال: لم
يخلف بعده مثله في مجموع فنونه.. وأما مقرواته ومسموعاته فكثيرة جدا لا تكاد تنحصر،
وأخذ عن جماعة لا يحصون، حتى بلغت عدة من أخذ عنه زيادة عن أربعمائة نفس، وأذن له
غير واحد بالافتاء والتدريس والاملاء.. وكان شيخه شيخ الإسلام ابن حجر يحبه ويثني
عليه وينوه بذكره ويعرف بعلو فخره، ويرجحه على سائر جماعته المنسوبين إلى الحديث
وصناعته.. وما وصفه به بعض الحفاظ: هو والله بقية من رأيت من المشايخ، وأنا وجميع
طلبة الحديث بالبلاد الشامية والبلاد المصرية وسائر بلاد الإسلام عيال عليه، والله
ما أعلم في الوجود له نظيرا. وقال غيره: هو الآن من الأفراد في علم الحديث الذي
اشتهر فيه فضله وليس بعد شيخ الإسلام ابن حجر فيه مثله.. وقال آخر: هو الذي انعقد
على تفرده بالحديث النبوي الإجماع، وأنه في كثرة اطلاعه وتحقيقه لفنونه بلغ ما لا
يستطاع، ودونت تصانيفه واشتهرت، وثبت سيادته في هذا الفن النفيس وتقررت، ولم يخالف
أحد من العقلاء في جلالته ووفور ثقته وديانته وأمانته، بل صرحوا بأجمعهم بأنه هو
المرجوع إليه في التعديل والتجريح والتحسين والتصحيح، بعد شيخه شيخ الإسلام ابن حجر
حامل راية العلوم والأثر.. (2).
(هامش)
(1) المقاصد الحسنة: 97. (2) النور السافر: 16. [*]
ص 220
2 - فضل الله بن روزبهان في (شرح الشمائل) إذ وصفه ب الشيخ الإمام الرحلة، حافظ
العصر مسند مصر، الذي تفرد في زمانه بعلو الاسناد ورفعة الشأن، حتى أذعن لجلالة
قدره أجلة أئمة الدوران . 3 - عبد الغفار العد ثاني في (عجالة المراكب وبغية
الطالب) بقوله: الحافظ الكبير العلم الشهير خاتمة الحفاظ بلا نزاع، ولد بربيع
الأول سنة 821 بالقاهرة.. إمام جليل القدر وخاتم حفاظ العصر. توفي سنة 901 بالمدينة
الشريفة . 4 - الشوكاني ترجمة مفصلة كذلك (1).
(87) إثبات الكاشفي الواعظ

ولقد
أثبته حسين بن علي الكاشفي المعروف بالواعظ البيهقي في ذكر مولانا أمير المؤمنين
عليه السلام وبيان فضائله ومناقبه.. من كتابه الشهير (روضة الشهداء). روضة الشهداء
وغير خفي أن كتاب (روضة الشهداء) من الكتب المعروفة التي اعتنى بها العلماء قال في
(كشف الظنون) روضة الشهداء فارسي لحسين بن علي الكاشفي المعروف بالواعظ البيهقي
المتوفى سنة 910، وترجمه الفضولي محمد بن سليمان البغدادي المتوفى سنة 970 وسماه
حديقة السعداء قال فيه: اقتديت بروضة الشهداء في أصل التأليف وألحقت الفوائد من
الكتب، فكان كتابا مستقلا كما مر في الحاء، وترجمه أيضا الجامي المصري المتوفى سنة،
وسماه سعادت نامه، قال:
(هامش)
(1) البدر الطالع 2 / 184. [*]
ص 221
اقتفيت أثره غير أني أوردت الآيات والأحاديث في خلال الحكايات.. (1).
(88) رواية
جلال الدين السيوطي

لقد روى جلال الدين السيوطي حديث مدينة العلم وأثبته وحققه في
جملة من مصنفاته: قال في (القول الجلي) الحديث السادس عشر، وعنه - أي علي كرم
الله وجهه - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
أخرجه أبو نعيم في المعرفة. الحديث السابع عشر عن جابر: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. أخرجه الحاكم
وتعقب. الحديث الثامن عشر - عن ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا
مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه. أخرجه الطبراني . القول
الجلي وقد قال السيوطي في أول كتابه (القول الجلي): وبعد، فهذه نبذة من قطرة من
قطرات بحار زاخرة، أوردت فيها يسيرا من المناقب الباهرة، لسيدنا علي كرم الله وجهه،
ملقبة بالقول الجلي في فضائل علي، وضمنتها أربعين حديثا مختصرة متبعة بالعزو
لمخرجيها وبعض غريب ألفاظها ومشكل معانيها، والله أسأل أن يتحفني بالقبول، وأن
يرزقني ببركة الاستمساك بحب آل البيت أشرف مأمول . وقد عده (الدهلوي) في (رسالة
أصول الحديث) والمولوي صديق حسن
(هامش)
(1) كشف الظنون 1 / 926. [*]
ص 222
خان القنوجي في (الحطة في ذكر الصحاح الستة) في كتب أحاديث المناقب التي صنفها كبار
المحدثين، حيث قالا - واللفظ للثاني -: وأحاديث المناقب والمثالب تسمى علم
المناقب، وفيها أيضا تصانيف عديدة متنوعة، وقد أفرز بعض المحدثين مناقب بعضهم عن
بعض سيما مناقب الآل والأصحاب لغرض تعلق به، كمناقب قريش، ومناقب الأنصار، ومناقب
العشرة المبشرة المسماة بالرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة للمحب الطبري،
وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، وحلبة الكميت في مناقب أهل البيت، والديباج في
مناقب الأزواج. وصنفت كتب كثيرة في مناقب الخلفاء الراشدين كالقول الصواب في مناقب
عمر ابن الخطاب، والقول الجلي في مناقب علي، وللنسائي رسالة طويلة الذيل في مناقبه
كرم الله وجهه، وعليها نال الشهادة في دمشق من أيدي نواصب الشام، لفرط تعصبهم
وعداوتهم معه رضي الله عنه . وقال السيوطي في (جمع الجوامع): أنا مدينة العلم
وعلي بابها ومن أراد العلم فليأت الباب: ك وتعقب عن جابر، ك وتعقب، والخطيب عن ابن
عباس. أنا مدينة العلم وعلي بابها. أبو نعيم في المعرفة عن علي. أنا مدينة العلم
وعلي بابها ومن أراد العلم فليأته من بابه. طب عن ابن عباس (1). ورواه في (الجامع
الصغير) بقوله: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. عق عد طب
ك (2). وقال في (الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة): حديث أنا مدينة العلم
وعلي بابها. الترمذي من حديث علي وقال منكر، وأنكره البخاري أيضا، والحاكم في
مستدركه من حديث ابن عباس وقال: صحيح، قال الذهبي: بل هو موضوع
(هامش)
(1) جمع الجوامع 1 / 388. (2) الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير بشرح المناوي
3 / 47. [*]
ص 223
وقال أبو زرعة: كما خلق افتضحوا فيه، وقال يحيى بن معين: لا أصل له، وكذا قال أبو
حاتم ويحيى بن سعيد، قال الدارقطني: غير ثابت، وقال ابن دقيق العيد: لم يثبتوه،
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات. وقال الحافظ أبو سعيد العلائي: الصواب أنه حسن
باعتبار طرقه لا صحيح ولا ضعيف، فضلا عن أن يكون موضوعا. قلت: وكذا قال شيخ الإسلام
ابن حجر في فتوى له، وقد بسطت كلام العلائي وابن حجر في التعقبات التي لي على
الموضوعات (1). وقال في (تاريخ الخلفاء): وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن
جابر بن عبد الله، وأخرج الترمذي والحاكم عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، هذا حديث حسن على الصواب لا صحيح كما قال الحاكم
ولا موضوع كما قاله جماعة منهم ابن الجوزي والنووي، وقد بينت حاله في التعقبات على
الموضوعات (2). وتعقب في (النكت البديعات على الموضوعات) على ابن الجوزي في حكمه
بوضعه قائلا: حديث ت ك: أنا مدينة العلم وعلي بابها، أورده من حديث علي وابن
عباس. قلت: حديث علي أخرجه الترمذي والحاكم، وحديث ابن عباس أخرجه الحاكم
والطبراني، وحديث جابر أخرجه الحاكم. وتعقب الحافظ أبو سعيد العلائي على ابن الجوزي
في هذا الحديث بفصل طويل سقته في الأصل وملخصه أن قال: هذا الحديث حكم ابن الجوزي
وغيره بوضعه، وعندي في ذلك نظر، إلى أن قال: والحاصل أنه ينتهي بطرقه إلى درجة
الحسن المحتج به، ولا يكون ضعيفا فضلا عن أن يكون موضوعا. ورأيت فيه فتوى قدمت
للحافظ ابن حجر فكتب عليها: هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك وقال إنه صحيح،
وخالفه ابن
(هامش)
(1) الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة: 23. (2) تاريخ الخلفاء: 170. [*]
ص 224
الجوزي فذكره في الموضوعات وقال: إنه كذب، والصواب خلاف قوليهما معا، وأن الحديث من
قسم الحسن لا يرتقى إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي طولا. ولكن هذا
هو المعتمد، هذا لفظه بحروفه . وكذا فعل في (اللآلي المصنوعة) وانتقد حكم ابن
الجوزي مستشهدا بكلمات الحاكم والخطيب والعلائي وابن حجر العسقلاني.. (1). وهكذا في
(قوت المغتذي على جامع الترمذي) حيث شيد أركانه وأثبته بكلام العلائي وابن حجر
المتقدمين في محلهما. بل حكم بصحته في كتاب (جمع الجوامع) حيث قال ما نصه: قال
الترمذي وابن جرير معا: ثنا إسماعيل بن موسى السري أنا محمد بن عمر الرومي عن شريك
عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن علي قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: أنا دار الحكمة وعلي بابها. حل. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي نسخة:
منكر، وروى بعضهم هذا الحديث عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصنابحي ولا نعرف هذا
الحديث عن أحد من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس. وقال ابن جرير: هذا خبر
عندنا صحيح، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلتين: إحداهما أنه
خبر لا يعرف له مخرج عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه.
والأخرى: إن سلمة بن كهيل عندهم ممن لا يثبت بنقله حجة، وقد وافق عليا في رواية هذا
الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم غيره: حدثني محمد بن إسماعيل الفزاري ثنا عبد
السلام بن صالح الهروي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من
بابها. حدثني إبراهيم بن موسى الرازي - وليس بالفراء - ثنا أبو معاوية بإسناده
مثله، هذا الشيخ لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث انتهى كلام ابن جرير.
(هامش)
(1) اللآلي المصنوعة 1 / 332. [*]
ص 225
وقد أورد ابن الجوزي في الموضوعات حديث علي وابن عباس وأخرج ك حديث ابن عباس وقال:
صحيح الاسناد. وروى خط في تاريخه عن يحيى بن معين أنه سئل عن حديث ابن عباس فقال:
هو صحيح. وقال عد في حديث ابن عباس: إنه موضوع. وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: قد
قال ببطلانه أيضا الذهبي في الميزان وغيره، ولم يأتوا في ذلك بعلة قادحة سوى دعوى
الوضع دفعا بالصدر. وقال الحافظ ابن حجر في لسانه: هذا الحديث له طرق كثيرة في
مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه
بالوضع، وقال في فتوى له: هذا الحديث أخرجه ك في المستدرك وقال: إنه صحيح، وخالفه
ابن الجوزي فذكره في الموضوعات وقال إنه كذب، والصواب خلاف قوليهما معا وإن الحديث
من قسم الحسن، لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي طولا ولكن
هذا هو المعتمد في ذلك انتهى. وقد كنت أجيب بهذا الجواب دهرا إلى أن وقفت على تصحيح
ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار، مع تصحيح ك لحديث ابن عباس، فاستخرت الله
تعالى وجزمت بارتقاء الحديث عن رتبة الحسن إلى مرتبة الصحة. والله أعلم (1) وصنف
السيوطي جزء في طرق حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، كما نص على ذلك في فهرست
مصنفاته في الكتب التي صنفها في فن الحديث وتعلقاته، وقد أورد الفهرست في ترجمته
لنفسه في (حسن المحاضرة).
ترجمته

1 - الشعراني ترجمة مطولة في (لواقح الأنوار)
نلخصها فيما يلي: ومنهم شيخنا وقدوتنا إلى الله الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه
الله تعالى، وقد ذكر الشيخ عبد القادر الشاذلي بعض مناقبه في جزء، وها أنا ملخص لك
عيونه فأقول
(هامش)
(1) جمع الجوامع 1 / 388. [*]
ص 226
وبالله التوفيق: كان الشيخ جلال الدين رحمه الله تعالى مجبولا على الخصال الحميدة
الجميلة من صفاء الباطن وسلامة السريرة وحسن الاعتقاد، زاهدا ورعا مجتهدا في العلم
والعمل، وله من المؤلفات أربعمائة وستون مؤلفا مذكورة في فهرست كتبه من عشر مجلدات
إلى ما دونها، وانتشرت مؤلفاته في البلاد، وكان رضي الله عنه يقول: قد رزقني الله
تعالى التبحر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو المعاني والبيان
والبديع، وكان رضي الله عنه يقول: قد بلغت مقام الكمال في جميع آلات الاجتهاد
المطلق المنتسب، وصرحت بذلك تحدثا بنعمة الله تعالى، قال: وأما أنا فأحفظ مائتي ألف
حديث، ولو وجدت أكثر لحفظته، ولعله لا يوجد على وجه الأرض الآن أكثر من ذلك، وأما
الاجتهاد في الفقه فقد ألفنا فيه كتبا، وكان يقول: ما أجبت قط عن مسألة إلا وأعددت
لها جوابا بين يدي الله عز وجل أن سئلت عنه. وكان رضي الله عنه أعلم أهل زمانه
بالفقه والحديث وفنونه، حافظا متفننا، يعرف غريب ألفاظه واستنباط الأحكام، وكان رضي
الله عنه يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة، ومناقب الشيخ كثيرة مشهورة . 2 -
العيدورس اليمني وفي يوم الجمعة وقت العصر تاسع عشر جمادى الأولى، سنة إحدى عشرة
توفي الشيخ العلامة الحافظ أبو الفضل جلال الدين.. السيوطي المصري الشافعي.. ووصلت
مصنفاته نحو ستمائة مصنف، سوى ما رجع عنه وغسله، وولي المشيخة في مواضع متعددة من
القاهرة، ثم إنه زهد في جميع ذلك وانقطع إلى الله بالروضة، وكانت له كرامات وعلم
غالبها بعد وفاته.. (1). 3 - أبو مهدي الثعالبي في (مقاليد الأسانيد) بقوله: هو
الإمام الحافظ أبو الفضل.. له التصانيف التي عم نفعها وعظم في نفوس ذوي الكمال
وقعها، واغتبط بها الشادي والبادي، وانتجع إلى خصيب مرعاها الحاضر والبادي، وقد
(هامش)
(1) النور السافر عن أخبار القرن العاشر 54 - 58. [*]
ص 227
أفرد أسماءها في جزء.. . 4 - ووصفه محمد بن يوسف الشامي في أول (سبل الهدى
والرشاد) ب شيخنا حافظ الإسلام بقية المجتهدين الأعلام . 5 - المناوي ب
الحافظ الكبير الإمام الجلال (1). 6 - والمقري المالكي في (فتح المتعال في مدح
النعال) ب مجدد المائة التاسعة ومقرب الفوائد الشاسعة الجلال السيوطي . 7 -
والقشاشي ب شيخ الإسلام الحافظ الزاهد الجامع بين العلم والدين السالك سبيل
السادة الأقدمين (2). والجدير بالذكر: إن السيوطي شيخ مشايخ والد (الدهلوي) كما
في (الارشاد إلى مهمات الاسناد) حيث قال: فصل: قد اتصل سندي والحمد لله بسبعة من
المشايخ الجلة الكرام الأئمة القادة الأعلام من المشهورين بالحرمين المحترمين
المجمع على فضلهم من بين الخافقين.. فصل: سند هؤلاء المشايخ السبعة ينتهي إلى
الإمامين الحافظين القدوتين الشهيرين بشيخ الإسلام زين الدين زكريا والشيخ جلال
الدين السيوطي.. . كما أنه من مشايخه في سلسة التصوف والخرقة كما في (الانتباه في
سلاسل أولياء الله) وقد ذكر ذلك ولده (الدهلوي) في (رسالة أصول الحديث) أيضا.
(89)
رواية نور الدين السمهودي

وقد رواه نور الدين علي بن عبد الله السمهودي وأثبته إذ
قال: وقد أخرج
(هامش)
(1) فيض القدير في شرح الجامع الصغير - مقدمة الكتاب. (2) السمط المجيد: 86. [*]
ص 228
ابن السمان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع عمر يقول لعلي رضي الله عنهما
- وقد سأله عن شيء فأجابه ففرج عنه -: لا أبقاني الله بعدك يا علي. قال الزين
العراقي في شرح التقريب في ترجمة علي رضي الله عنه قال عمر رضي الله عنه: أقضانا
علي، وكان يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن. إنتهى، وهذا التعوذ رواه الدارقطني
وغيره ولفظه: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن، وفي رواية له عن أبي سعيد
الخدري قال: قدمنا مع عمر مكة ومعه علي بن أبي طالب فذكر له علي شيئا فقال عمر:
أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن قالوا: وإنما لم يوله شيئا من
البعوث لأنه كان يمسكه عنده لأخذ رأيه ومشاورته. وأخرج الحافظ الذهبي عن عبد الملك
بن أبي سليمان قال: ذكر لعطاء أكان أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفقه
من علي؟ قال: لا والله ما علمته. قلت: وهذا وأشباهه مما جاء في فضيلة علي في هذا
الباب شاهد لحديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، رواه الإمام أحمد في الفضائل عن علي
رضي الله عنه والحاكم في المناقب من مستدركه، والطبراني في معجمه الكبير، وأبو
الشيخ ابن حيان في السنة له، وغيرهم، كلهم عن ابن عباس مرفوعا بزيادة: فمن أراد
العلم فليأت الباب. ورواه الترمذي من حديث علي مرفوعا: أنا مدينة العلم وعلي بابها،
وقال الترمذي عقب هذا: إنه منكر، وكذا قال شيخه البخاري، وقال الحاكم عقب الأول:
إنه صحيح الاسناد، وأورده ابن الجوزي مع الثاني في الموضوعات. وقال الحافظ أبو سعيد
العلائي: الصواب أنه حسن باعتبار طرقه لا صحيح ولا ضعيف، فضلا عن أن يكون موضوعا،
وكذا قال الحافظ ابن حجر في فتوى له (1).
(هامش)
(1) جواهر العقدين - مخطوط. [*]
ص 229
ترجمته

ترجم له وأثنى عليه واعتمد على كلماته في الكتاب المذكور وغيره جل من تأخر
عنه من العلماء الأعلام.. راجع: 1 - السخاوي في (الضوء اللامع). 2 - جار الله بن
فهد المكي في (ذيل الضوء اللامع). 3 - قطب الدين المكي في (الأعلام بأعلام بيت الله
الحرام). 4 - العيدروس اليمني في (النور السافر). 5 - العد ثاني في (عجالة الراكب
وبلغة الطالب). 6 - محمد بن يوسف الشامي في (سبل الهدى والرشاد). 7 - ابن باكثير
المكي في (وسيلة المآل). 8 - الشيخاني في (الصراط السوي). 9 - عبد الحق الدهلوي في
(جذب القلوب). 10 - الكدري الكوراني في (بلغة المسير). 11 - تاج الدين الدهان في
(كفاية المتطلع). 12 - رضي الدين الشامي في (تنضيد العقود السنية). 13 - البرزنجي
في (الاشاعة) و(النواقض). 14 - البدخشي في (مفتاح النجا). 15 - العجيلي في (ذخيرة
المآل). 16 - الشوكاني في (البدر الطالع). 17 - رشيد الدين الدهلوي في (إيضاح لطافة
المقال). 18 - حيدر علي في (إزالة الغين). وقد أوردنا شطرا من عبارات هؤلاء القوم
في مجلد (حديث الغدير) وانظر: الضوء اللامع 5 / 245، البدر الطالع 1 / 470، النور
السافر 85 - 60. [*]
ص 230
جواهر العقدين: قال في (كشف الظنون): جواهر العقدين في فضل الشرفين شرف العلم
الجلي والنسب العلي، للسيد نور الدين أبي الحسن علي بن عبد الله السمهودي المدني
الشافعي المتوفى سنة إحدى عشرة وتسعمائة، وهو مجلد أوله: الحمد لله الذي أعز
أوليائه الخ، رتب على قسمين الأول في فضل العلم والعلماء وفيه ثلاثة أبواب، والثاني
في فضل أهل البيت النبوي وشرفهم وفيه خمسة عشر بابا، ذكر أنه فرغ من تأليفه سنة 898
(1). وقد ذكر رشيد الدين خان كتاب - جواهر العقدين) في الكتب التي ألفها علماء
أهل السنة في مناقب أهل البيت النبوي عليهم الصلاة والسلام. كما يظهر اعتباره من
كلام السمهودي نفسه في خطبة الكتاب.
(90) تصحيح ابن روزبهان

وقد اعترف فضل الله بن
روزبهان الخنجي الشيرازي - مع ما هو عليه من التعصب والتعنت - بصحة حديث مدينة
العلم، إذ قال في (إبطال الباطل) في جواب كلام العلامة الحلي رحمه الله واستدلاله
بأعلمية أمير المؤمنين عليه السلام لإثبات الإمامة، ثم استشهاده بحديث الترمذي في
صحيحه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. قال
ابن روزبهان: ما ذكره المصنف من علم أمير المؤمنين فلا شك في أنه من علماء الأمة،
والناس محتاجون إليه فيه وكيف لا؟ وهو وصي النبي صلى الله
(هامش)
(1) كشف الظنون 1 / 614. [*]
ص 231
عليه وسلم في إبلاغ العلم وبدائع حقائق المعارف، فلا نزاع لأحد فيه، وأما ما ذكره
من صحيح الترمذي فصحيح . وقال بجواب قوله التاسع عشر: في مسند أحمد بن حنبل
وصحيح مسلم قال: لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سلوني إلا
علي بن أبي طالب. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي
بابها قال: هذا يدل على وفور علمه واستحضاره أجوبة الوقائع واطلاعه على العلوم
والمعارف، وكل هذه الأمور مسلمة، ولا دليل على النص.. . فهذا منه اعتراف بصحة حديث
مدينة العلم مع ما هو عليه من العناد واللجاج مع الحق وأهله، فالعجب من (الدهلوي)
كيف تفوه بالطعن في سند هذا الحديث؟
ترجمته

ترجم له شمس الدين السخاوي (1). وأثنى
عليه رشيد الدين خان الدهلوي، واعتمد على أقواله في مختلف كتبه، كما نسج على منواله
وتبعه في خرافاته حيدر علي صاحب (منتهى الكلام) في مواضع من كتابه. وبالجملة، فهو
من أكابر محدثي أهل السنة، ومن مشاهر متكلميهم، وقد ذكرنا ترجمته في مجلد (حديث
الطير).
(91) إثبات العز ابن فهد المكي

وقال عز الدين عبد العزيز عمر المعروف بابن
فهد الهاشمي المكي، بترجمة
(هامش)
(1) الضوء اللامع 6 / 171. [*]
ص 232
مولانا علي عليه السلام: مفرق الكتائب ومفرج النوائب، غضنفر الهيجاء بلا مرية
وهزبر المعامع من غير ما فرية، معدن الفضائل وطيب الشمائل، ذي العدل العميم والفضل
الجسيم المجمع على كمال سيادته، المتفق على شدة إبائه وفرط شجاعته، ذي السبق
والأخوة والمنعة والفتوة، زوج البتول وابن عم الرسول، ليث بني غالب ذي الفضائل
والمناقب، أمير المؤمنين علي الذي فضله بين الأنام جلي، عليه من ربه الرحمة
والرضوان ما اختلف الملوان: ليث الحروب المدره الضرغام من * بحسامه جاب الدياجي
والظلم صهر الرسول أخوه باب علومه * أقضى الصحابة ذو الشمائل والشيم الزهد والورع
الشديد شعاره * ودثاره العدل العميم مع الكرم في جوده ما البحر ما التيار ما * كل
السيول وما الغوادي والديم وله الشجاعة والشهامة والحيا * وكذا الفصاحة والبلاغة
والحكم ما عنتر ما غيره في البأس ما * أسد الشرى معه إذا الحرب اصطلم ما نجل ساعدة
البليغ لديه ما * سحبان إن نثر الكلام وإن نظم حاز الفضائل كلها سبحان من * من فضله
أعطاه ذاك من القدم نصر الرسول وكم فداه فياله * من نجل عم فضله للخلق عم كل أقر
بفضله حقا وذا * أمر جلي في علي ما انبهم فعليه مني ألف ألف تحية * وعلى الصحابة
كلهم أهل الذمم (1)
ترجمته

1 - السخاوي بقوله: عبد العزيز بن عمر بن محمد بن
محمد بن أبي الخير محمد العز أبو فارس وأبو الخير، ابن صاحبنا النجم أبي القاسم
الهاشمي المكي الشافعي ويعرف كسلفه ابن فهد . برع في الحديث طلبا وضبطا.. وأذنت
(هامش)
(1) غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام - ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام. [*]
ص 233
له في التدريس والافادة والتحديث، وكذا أذن له الجوجري في تدريس الفقه والنحو
والافادة، والمحيوي ضمن جماعة في إقراء الألفية، وليس بعد أبيه ببلاد الحجاز من
يدانيه في الحديث، مع المشاركة في الفضائل، وجودة الخط والفهم، وجميل الهيئة وعلي
الهمة، والمروة والتخلق بالأوصاف الجميلة، والتقنع باليسير وإظهار التجمل وعدم
التشكي، وهو حسنة من حسنات بلده (1). 2 - ابنه جار الله ابن فهد وقال: وبعد
المؤلف انفرد بها وصار شيخ المحدثين فيها، وأخذ عنه غالب مروياته خلق من أهلها
والقادمين عليها.. (2). 3 - وقال تاج الدين المكي في كتابه (كفاية المتطلع) الذي
جمع فيه مرويات شيخه حسن العجيمي ما نصه: الموطأ رواية أبي عبد الرحمن عبد الله
بن سلمة القعنبي رحمه الله تعالى - أخبر به عن الإمام صفي الدين أحمد بن محمد
القشاشي عن الشيخ عبد الرحمن بن عبد القادر بن فهد الهاشمي عن عمه الرحلة محمد جار
الله ابن الرحلة عز الدين عبد العزيز ابن الحافظ عمر ابن الحافظ تقي الدين بن فهد
قال أخبرني والدي عمر بن فهد مع ابن عمه شيخنا الخطيب محب الدين النويري.. .
ويستفاد من هذه العبارة أيضا كون عبد العزيز بن فهد من مشايخ الشيخ حسن
العجيمي المعلوم كونه أحد السبعة من مشايخ شاه ولي الله الدهلوي ، فهو إذن من
شيوخ مشايخ والد (الدهلوي).
(هامش)
(1) الضوء اللامع 4 / 224. (2) ذيل الضوء اللامع. وتوجد ترجمته في شذرات الذهب 8 /
100. [*]
ص 234
(92) إثبات القسطلاني

ولقد أثبته شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني الشافعي حيث
قال في ذكر أسماء الرسول صلى الله عليه وآله: والذي رأيته في كلام شيخنا في القول
البديع، والقاضي عياض في الشفاء، وابن العربي في القبس والأحكام له، وابن سيد
الناس، وغيرهم، يزيد على الأربعمائة، وقد سردتها مرتبة على حروف المعجم . ثم ذكر
في حرف الميم أسماء له صلى الله عليه وآله منها مدينة العلم (1).
ترجمته

1 -
السخاوي في (الضوء اللامع 2 / 103). 2 - ابن فهد المكي في (ذيل الضوء اللامع). 3 -
الشعراني في (لواقح الأنوار). 4 - العيدروس في (النور السافر: 113). 5 - الثعالبي
في (مقاليد الأسانيد). 6 - القشاشي في (السمط المجيد: 97). 7 - الدهان المكي في
(كفاية المتطلع). 8 - الشوكاني في (البدر الطالع 1 / 102).
(هامش)
(1) المواهب اللدنية 1 / 183. [*]
ص 235
9 - (الدهلوي) في (بستان المحدثين). 10 - صديق حسن خان في (إتحاف النبلاء المتقين).
قال ابن فهد: كثرت مؤلفاته واشتهرت، منها المواهب اللدنية بالمنح المحمدية عظيم
في بابه، وإرشاد الساري على صحيح البخاري مزجا في أربع مجلدات، وشرح صحيح مسلم مثله
لم يكمله، واشتهر بالصلاح والتقشف على طريق أهل الفلاح.. مات في ليلة الجمعة سابع
المحرم سنة 393.. ولم يخلف بعده مثله. نفعنا الله ببركاته .
(93) إثبات جلال الدين
الدواني

ولقد أثبت جلال الدين محمد بن أسعد الدواني الصديقي حديث مدينة العلم إذ
قال في (شرح الزوراء) ما نصه: فأول ما أقول: إن لهذه الرسالة شأنا وهو: إني رأيت
في منامي - في خارج بغداد ظاهر دار السلام على قرب من شاطئ الزوراء - أمير المؤمنين
يعسوب الموحدين عليا كرم الله وجهه في مبشرة طويلة محصلها: إنه كرم الله وجهه كان
ملتفتا إلي بنظر العناية، ومعتنيا بشأني بطريق الكلائة، فصار ذلك باعثا على أن أعلق
رسالة معنوية باسمه العالي متبركا به، وأتلوها على روضته المقدسة وقت التشرف
بزيارته والاكتحال بنور تراب عتبته، وكنت مترددا في تعيين المقصد في تلك الرسالة،
فتارة كنت أعزم أن اكتبها في تحقيق ماهية العلم لمناسبة قول النبي صلى الله عليه
وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وأخرى يخطر ببالي غير ذلك، ولم يتعين شيء من
الخواطر، إلى أن وفقني الله تعالى للاستسعاد بلثم العتبة القدسية الغروية والمقدسة
الحائرية على النبي وعلى ساكنيهما الصلاة والسلام، ثم بعد المراجعة سألني واحد من
أصحابي المستعدين
ص 236
لدرك الحقائق ممن كان له درك رائق وذهن فائق، كريم الشيم والسجايا، حسن الاسم
والمسمى، وقد قرأ علي كتاب حكمة الاشراق للشيخ الأجل والحكيم الأكمل شهاب الدين
السهروردي، وكنت أقرر له أثناء مباحثة هذا الكتاب طرفا من السوانح، وأملي عليه بعضا
من اللوائح، أن أجمعها له في رسالة، فصار سؤاله سببا للإقدام على هذه الرسالة،
فاجتمع مقاصدها في خاطري في أقرب من ساعة وكنت ذاهلا عن المقصد الأول إلى أن
أتممته، فلما نظرت فيها بعد التمام، وجدتها بعينها هي التي كانت ترام، فتيقنت أن
نفحات الأمداد فيها كانت تهب من باب مدينة العلم، وسفينة الجود المستوي على جودي
الحكم والحلم على النبي وعليه الصلاة والسلام والتحية والاكرام، وسميتها بالزوراء،
وهي اسم الدجلة، والمناسبة ظاهرة، مع ما فيه من التلويح إلى أن هذا الفيض من زيارة
المشاهد المقدسة والمواقف المؤنسة، والله تعالى مناح الغيوب فتاح القلوب . وقال:
فاجعل ذلك هنا لك تكسر به صولة ما فر طبعك عنه في بدو النظر حتى يأتيك اليقين،
وتتصعد إلى الأفق المبين، وترى بعين العيان ما يعجز عنه البيان، وتشرف على حقيقة
قول سيدنا النبي المبعوث عليه السلام لتتميم سائر ما أتت به الأنبياء: النوم أخ
الموت، وقول صاحب سره وباب مدينة علمه عليه السلام: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا
.
ترجمته

1 - السخاوي قائلا: محمد بن أسعد مولانا جلال الدين الصديقي الدواني -
بفتح المهملة وتخفيف النون نسبة لقرية من كازرون - الكازروني الشافعي القاضي بإقليم
فارس، والمذكور بالعلم الكثير، ممن أخذ عن المحيوي اللاري وحسن ابن البقال، وتقدم
في العلوم سيما العقليات، وأخذ عنه أهل تلك النواحي، وارتحلوا إليه من الروم
وخراسان وما وراء النهر، وسمعت الثناء عليه من جماعة ممن أخذ عني، واستقر به
السلطان يعقوب في القضاء، وصنف الكثير، من
ص 237
ذلك شرح على شرح التجريد للطوسي عم الانتفاع به، وكذا كتب على العضد، مع فصاحة
وبلاغة وصلاح وتواضع، هو الآن في سنة سبع وتسعين حي ابن بضع وسبعين (1). 2 -
العيدروس قال: وفي سنة ثمان وعشرين: توفي العلامة محمد بن أسعد جلال الدين الصديق
الدواني.. (2). 3 - محمد بن يعقوب الأماسي في (حاشية روض الأخيار) وقال: قد
تفوق في رأس المائة التاسعة في الفنون الحكمية، وتبحر في العلوم الشرعية من الفقه
والحديث والقرائة، وصنف في التصوف وعلم الأخلاق، ومؤلفاته قريبة إلى مائة. روى
العلوم الأدبية والعقلية والحديث والتفسير والفقه، عن والده مولانا أسعد الصديقي
المحدث بالجامع المرشدي بكازرون.. . 4 - الشوكاني وقال: عالم العجم بأرض فارس،
وإمام المعقولات وصاحب المصنفات، أخد العلم عن المحيوي والبقال، وفاق في جميع
العلوم لا سيما العقلية، وأخذ عنه أهل تلك النواحي، وارتحل إليه أهل الروم وخراسان
وما وراء النهر، وله شهرة كبيرة وصيت عظيم، وتكاثر تلامذته.. (3). روايتهم
لتصانيفه وقد روى علماء أهل السنة تصانيف جلال الدين الدواني بأسانيدهم المتصلة،
كما هو واضح لمن راجع كتب هذا الشأن مثل (الأمم لإيقاظ الهمم) و(كفاية المتطلع)
و(الأمداد بمعرفة الاسناد) و(الدرر السنية فيما علا من الأسانيد الشنوانية) و(إتحاف
الأكابر بإسناد الدفاتر) و(حصر الشارد).
(هامش)
(1) الضوء اللامع 7 / 133. (2) النور السافر 133 - 134. (3) البدر الطالع 2 / 130.
[*]
ص 238
(94) إثبات الميبدي

وقد أثبت القاضي كمال الدين حسين بن معين الدين اليزدي الميبدي
وحقق حديث مدينة العلم، حيث أورده عن صحيح الترمذي ولفظه: أنا مدينة العلم وعلي
بابها ونقل بعده قوله صلى الله عليه وسلم: أنا ميزان الحكمة وعلي لسانه عن
الغزالي، إلى غيرهما من فضائله عليه السلام الباهرة ومناقبه المشتهرة.. (1).
ترجمته

ترجم له كبار العلماء الأعلام ووصفوه بالأوصاف الجميلة الحميدة، وقد ترجمنا
له بالتفصيل في مجلد (حديث التشبيه).
(95) إثبات عبد الوهاب البخاري

وقد أثبته عبد
الوهاب بن محمد رفيع الدين أحمد البخاري في تفسيره (الأنوري) بتفسير قوله تعالى (قل
لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) إذ قال: إعلم يا هذا أن الآية لبيان
فرضية حب أهل البيت على جميع المسلمين إلى
(هامش)
(1) الفواتح - شرح ديوان أمير المؤمنين: 3. [*]
ص 239
يوم القيامة صلى الله على محمد وأهل بيته، فقد روي: أنها لما نزلت قيل يا رسول الله
من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما ثم قال بعد
ذكر نبذة من فضائلهم عن جابر رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعضد علي وقال: هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، مخذول من خذله منصور من نصره، ثم مد
صوته وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. رواه ابن
المغازلي ثم قال بعد أحاديث رواها ما نصه: إعلم يا هذا أن هذه الأحاديث وردت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي رضي الله عنه.. .
ترجمته

1 - الشيخ عبد الحق
الدهلوي في (أخبار الأخيار 206). 2 - السيد محمد ماه عالم في (تذكرة الأبرار -
مخطوط.
(96) إثبات خواند أمير

وقال غياث الدين بن همام الدين المدعو بخواند أمير في
خطبة كتابه (حبيب السير في أخبار أفراد البشر): .. صلوات الله عليه وسلامه وعلى
عترته، سيما وصيه ووارث علمه وخليفته المكرم بتكريم: أنا مدينة العلم وعلي بابها،
المتشرف بتشريف: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، مظهر العجائب ومظهر الغرائب، أمير
المؤمنين وإمام المسلمين علي بن أبي طالب.. .
ص 240
حبيب السير جاء في (كشف الظنون): حبيب السير في أخبار أفراد البشر - فارسي، لغياث
الدين بن همام الدين المدعو بخواند أمير، وهو تاريخ كبير.. من الكتب الممتعة
المعتبرة.. . وقد اعتمد عليه العلماء كحسام الدين السهارنفوري في (المرافض)
و(الدهلوي) نفسه في مواضع من (التحفة)..
(97) إثبات محمد بن يوسف الصالحي الشامي

وقد حكم بحسنه وأثبته محمد بن يوسف الصالحي الشامي في (سبل الهدى والرشاد في سيرة
خير العباد) حيث قال في ذكر أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: مدينة العلم.
روى الترمذي وغيره مرفوعا: أنا مدينة العلم وعلي بابها، والصواب أنه حديث حسن كما
قال الحافظان العلائي وابن حجر، وقد بسط الشيخ الكلام عليه في كتابه تهذيب
الموضوعات، وفي النكت .
ترجمته

1 - الشعراني في (لواقح الأنوار): ومنهم: الأخ
الصالح العالم الزاهد المتمسك بالسنة المحمدية: الشيخ محمد الشامي نزيل التربة
البرقوتية رضي الله عنه، كان عالما صالحا متفننا في العلوم، وألف السيرة المشهورة
التي جمعها من ألف كتاب، وأقبل الناس على كتابتها، ومشى فيها على أنموذج لم يسبق
إليه.. . 2 - ووصفه ابن حجر المكي في (الخيرات الحسان) ب الإمام العلامة
ص 241
الصالح الفهامة، الثقة المطلع والحافظ المتتبع، الشيخ محمد الشامي الدمشقي ثم
المصري.. . 3 - وقال المفتي صدر الدين خان في (منتهى المقال): قال الشيخ الإمام
العالم العلامة، أفضل المحققين والمحدثين محمد الشامي، في باب الدليل على مشروعية
السفر، وشد الرحال لزيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرد على من زعم أن
شد الرحل لزيارته صلى الله عليه وسلم معصية: قد تقدم أنه انعقد الإجماع على تأكد
زيارته.. . 4 - وقال المولوي حسن زمان: وقال العلامة الحافظ الشامي صاحب
السيوطي، في السيرة المسماة بسبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد صلى الله عليه
وسلم: ومشروعية السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله الأمجاد قد ألف فيها
الشيخ تقي الدين السبكي، والشيخ كمال الدين ابن الزملكاني، والشيخ أبو داود سليمان
كتاب الانتصار، وابن جملة، وغيرهم من الأئمة.. (1).
(98) تحسين أبي الحسن ابن
عراق الكناني

وقد حكم بحسنه أبو الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني قال: حديث أنا
دار الحكمة وعلي بابها. ابن بطة نع مرطب حب عد خط. وفي لفظ: أنا مدينة الفقه، وآخر:
أنا مدينة العلم. وفيه جماعة كثيرة مجروحون ومجاهيل، تعقب بأنه أخرجه الحاكم
والترمذي، وقال الحافظ ابن حجر: أخرجه الحاكم وصححه، وخالف أبو الفرج ابن الجوزي
فذكره في الموضوعات. والصواب خلاف قوليهما معا، وأن الحديث من قسم الحسن، لا يرتقي
إلى
(هامش)
(1) القول المستحسن في فخر الحسن. وله ترجمة في شذرات الذهب 8 / 250. [*]
ص 242
الصحة ولا ينحط إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي طولا، لكن هذا هو المعتمد. وكذا حسنه
العلائي (1).
ترجمته

1 - رحمة الله السندي في خطبة (مختصر تنزيه الشريعة):
شيخنا الإمام الحافظ العلامة، عالم المدينة النبوية في زمانه، الشيخ علي بن محمد بن
العراق، ولي الخلاق المشهور في الآفاق . 2 - العيدروس: إعلم أن في قلبي حسرة
عظيمة، إذ لم يتيسر لي الوقوف على تواريخ جماعة من الأعيان المشهورين، كطائفة من
الأولياء الكرام، وجملة من العلماء الأعلام، مثل شيخ الشيوخ على الإطلاق الشيخ محمد
بن عراق وولديه الشيخ الإمام العلامة علي والشيخ الفاضل عبد النافع.. (1). قال:
.. فكان من كبار أهل العلم وله جملة مصنفات.. (2). 3 - الصديق حسن خان القنوجي:
في (أبجد العلوم): الشيخ علي بن محمد ابن عراق عالم المدينة المنورة، وخطيب مسجد
النبي صلى الله عليه وسلم، كان نائبا مناب أبيه في العلم والعمل والتقوى، له تصانيف
مفيدة، منها كتاب: تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة، لخصه تلميذه الشيخ رحمة
الله السندي، وهو في غاية اللطف من الاختصار . وله ترجمة في: شذرات الذهب 8 / 337،
الكواكب السائرة 2 / 197.
(هامش)
(1) تنزيه الشريعة 1 / 377. (2) النور السافر في أعيان القرن العاشر: 84. [*]
ص 243
(99) تحسين ابن حجر المكي

وحكم بحسنه شهاب الدين أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي المكي
في عدة من مصنفاته: قال في (الصواعق) في أحاديث فصائل علي عليه السلام: التاسع -
أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والطبراني والحاكم والعقيلي
في الضعفاء وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن علي رضي الله عنه، قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وفي رواية: فمن أراد
العلم فليأت الباب. وفي أخرى عند الترمذي عن علي قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها.
وفي أخرى عند ابن عدي: علي باب علمي.. وصوب بعض محققي المتأخرين المطلعين من
المحدثين أنه حديث حسن ومر الكلام عليه (1). وقال في (المنح المكية شرح القصيدة
الهمزية) -: .. وكعلي رضي الله عنه لقوله صلى الله عليه وسلم - في الحديث الحسن -
خلافا لمن زعم وضعه - أنا مدينة العلم وعلي بابها، ومن ثم قال ابن عباس رضي الله
عنه: جميع ما آثرته لكم من التفسير فإنما هو من علي كرم الله وجهه.. . وقال .. إن
لهم فيه أربعة آراء: صحيح وهو ما ذهب إليه الحاكم ويوافقه قول الحافظ العلائي..
وحسن وهو التحقيق، ويوافقه قول شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر: رجاله رجال الصحيح إلا
عبد السلام الهروي فإنه
(هامش)
(1) الصواعق المحرقة: 73. [*]
ص 244
ضعيف عندهم انتهى وسبقه إلى آخر كلامه الحافظ العلائي فقال: الهروي هذا تكلموا فيه
كثيرا انتهى. ويعارض ذلك تعقيب أبي زرعة على حديثه، ونقل الحاكم عن يحيى بن معين:
أنه وثقه، فثبت أنه حسن مقارب للصحيح بما علمت من قول ابن حجر أن رواته كلهم رواة
الصحيح إلا الهروي، وأن الهروي وثقه جماعة وضعفه آخرون. وضعيف أي بناء على رأى من
ضعف الهروي. وموضوع وعليه كثيرون أئمة حفاظ كالقزويني وابن الجوزي، وجزم ببطلان
جميع طرقه الذهبي في ميزانه وغيره. وهؤلاء - وإن كانوا أئمة أجلاء، لكنهم - تساهلوا
تساهلا كثيرا كما علم مما قررته، وكيف ساغ الحكم بالوضع مع ما تقرر أن رجاله كلهم
رجال الصحيح إلا واحدا فمختلف فيه، ويجب فيه تأويل كلام القائلين بالوضع، بأن ذلك
لبعض طرقه لا كلها، وما أحسن قول بعض الحفاظ في أبي معاوية أحد رواته المتكلم فيهم
بما لا يسمع: هو ثقة مأمون من كبار المشايخ وحفاظهم، وقد تفرد به عن الأعمش فكان
ماذا؟ وأي استحالة في أنه صلى الله عليه وسلم: يقول مثل هذا في حق علي.. . وقال في
(تطهير الجنان) مدافعا عن معاوية السادس - خروجه على علي كرم الله وجهه ومحاربته
له، مع أنه الإمام الحق بإجماع أهل الحل والعقد والأفضل والأعدل والأعلم بنص الحديث
الحسن - لكثرة طرقه، خلافا لمن زعم وضعه، ولمن زعم صحته، ولمن أطلق حسنه -: أنا
مدينة العلم وعلي بابها. قال الأئمة الحفاظ: لم يرد لأحد من الصحابة رضي الله عنهم
من الفضائل والمناقب والمزايا ما ورد لعلي كرم الله وجهه.. (1).
(هامش)
(1) تطهير الجنان: 74 هامش الصواعق. [*]
ص 245
قال: قال ابن عباس: وهذا - أي كون علي رضي الله عنه يخبر بالأشياء المغيبة فيقع
كما أخبر - لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره - أي بالمغيبات - فيخبر بها
علي كرم الله وجهه كما أخبره صلى الله عليه وسلم: ومن استند إخباره إلى إخبار
الصادق لا يكون إلا صادقا، وفي هذه منقبة علية جدا لعلي كرم الله وجهه لما أتحفه
صلى الله عليه وسلم به من العلوم الغيبية، ولذا كان باب مدينة العلم النبوي وأمين
السر العلوي . وفي (فتاواه): وسئل رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها. هل
الحديث صحيح أم لا؟ فأجاب بقوله: الحديث رواه صاحب مسند الفردوس وتبعه ابنه بلا
إسناد، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا، وهو حديث ضعيف، كحديث أنا مدينة العلم
وعلي بابها ومعاوية حلقتها، وهو ضعيف أيضا. وأما حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها،
فهو حديث حسن، بل قال الحاكم: صحيح - وقول البخاري: ليس له وجه صحيح والترمذي:
منكر، وابن معين: كذب، معترض - وإن ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وتبعه الذهبي
وغيره على ذلك.. .
ترجمته

1 - الشعراني في (لواقح الأنوار في طبقات الأخيار). 2 -
الخفاجي في (ريحانة الألباء 211 - 212). 3 - العيدروس في (النور السافر 287 - 298).
4 - الشرقاوي في (التحفة البهية في طبقات الشافعية). 5 - القاري في (المرقاة في شرح
المشكاة). 6 - عبد الحق الدهلوي في (ما ثبت بالسنة).
ص 246
7 - الدهان المكي في (كفاية المتطلع). 8 - ابن سالم البصري في (الإمداد في علو
الاسناد). 9 - الشنواني في (الدرر السنية في الأسانيد الشنوانية). 10 - (الدهلوي)
في (رسالة أصول الحديث). ولعبد القادر بن أحمد الفاكهي: (كتاب في فضائل شيخه ابن
حجر الهيتمي) كما في (البدر الطالع 1 / 109) بترجمته.
(100) رواية المتقي الهندي

وقال علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد
العلم فليأت الباب. عق، عد، طب، ك، عن ابن عباس، عد، ك عن جابر (1). أنا مدينة
العلم وعلي بابها. أبو نعيم في المعرفة، عن علي. أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن
أراد العلم فليأته من بابه. طب، عن ابن عباس (2). وقال المتقي: قال الترمذي
وابن جرير معا: ثنا إسماعيل بن موسى السري أنبأ محمد بن عمر الرومي عن شريك عن سلمة
بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أنا دار الحكمة وعلي بابها. حل. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي نسخة: منكر، وروى
بعضهم هذا الحديث عن شريك ولم يذكروا فيه الصنابحي ولم يعرف هذا الحديث
(هامش)
(1) كنز العمال 12 / 201. (2) كنز العمال 12 / 212. [*]
ص 247
عن أحد من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس. إنتهى. وقال ابن جرير: هذا خبر
صحيح سنده، وقد يجب أن يكون هذا على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلتين، إحداهما:
أنه خبر لا يعرف له مخرج عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه.
والأخرى: أن سلمة ابن كهيل عندهم ممن لا يثبت بنقله حجة. وقد وافق عليا في هذا
الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم غيره: ثنا محمد ابن إبراهيم الفزاري، ثنا عبد
السلام بن صالح الهروي، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة
فليأتها من بابها. ثنا إبراهيم بن موسى الرازي - وليس بالفرا - ثنا أبو معاوية
بإسناده مثله. هذا الشيخ لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث. إنتهى كلام ابن
جرير. وقد أورد ابن الجوزي في الموضوعات حديث علي وابن عباس. وأخرج ك حديث ابن عباس
وقال: صحيح الاسناد، وروى خط في تاريخه عن يحيى بن معين: أنه سئل عن حديث ابن عباس
فقال: هو صحيح، وقال عد في حديث ابن عباس: إنه موضوع، وقال الحافظ صلاح الدين
العلائي: قد قال ببطلانه أيضا الذهبي في الميزان وغيره، ولم يأتوا في ذلك بعلة
قادحة سوى دعوى الوضع دفعا بالصدر. وقال الحافظ ابن حجر في لسانه: هذا الحديث له
طرق كثيرة في مستدرك الحاكم، أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل، فلا ينبغي أن يطلق
القول عليه بالوضع. وقال في فتوى: هذا الحديث أخرجه ك في المستدرك وقال: إنه صحيح،
وخالفه ابن الجوزي فذكره في الموضوعات وقال: إنه كذب. والصواب خلاف قولهما معا وأن
الحديث من قسم الحسن، لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي
طولا، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك. إنتهى.
ص 248
وقد كنت أجيب بهذا الجواب دهرا، إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب
الآثار مع تصحيح ك لحديث ابن عباس فاستخرت الله وجزمت بارتقاء الحديث عن مرتبة
الحسن إلى مرتبة الصحة. والله أعلم (1).
ترجمته

ذكر جماعة ترجمة المتقي وآيات
علو درجته ومقامه، ومنهم: 1 - عبد الحق الدهلوي في (أخبار الأخيار 245). 2 -
العيدروس اليمني في (النور السافر 315). 3 - غلام علي آزاد في (سبحة المرجان 43). 4
- حاجي خليفة في (كشف الظنون 2 / 1518). وللشيخ عبد القادر الفاكهي كتاب (القول
النقي في مناقب المتقي). كما للشيخ عبد الوهاب المتقي القادري كتاب (إتحاف التقي في
فضل الشيخ علي المتقي).
(101) رواية الوصابي الشافعي

ورواه إبراهيم بن عبد الله
الوصابي اليمني الشافعي في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال: الباب
التاسع في فضل علمه رضي الله عنه.. وعنه - أي عن علي رضي الله عنه - إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه أبو نعيم في المعرفة
(2).
(هامش)
(1) كنز العمال 15 / 129 - 130. (2) الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء - مخطوط. [*]
ص 249
قال: وعنه - أي عن ابن عباس رضي الله عنه - قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب، أخرجه الحاكم في
المستدرك، والخطيب في المفترق والمتفق (1).
(102) تحسين محمد طاهر الفتني

وقال
محمد طاهر الفتني: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أورده من حديث علي وابن عباس
وجابر: قلت: قد تعقب العلائي على ابن الجوزي في حكمه بوضعه، فإنه ينتهي طرقه إلى
درجة الحسن، فلا يكون ضعيفا فضلا عن أن يكون موضوعا. وقال ابن حجر: صححه الحاكم
وخالفه ابن الجوزي فكذبه، والصواب خلاف قولهما، والحديث حسن لا صحيح ولا كذب (2).
قال: له متابعات، فمن حكم بكذبه فقد أخطأ (3).
ترجمته

1 - العيدروس في حوادث
سنة 986: وفيها استشهد الرجل الصالح العلامة جمال الدين محمد طاهر الملقب بملك
المحدثين الهندي رحمه الله آمين، على يد المبتدعة من فرقتي الرافضة السبابة
والمهدوية القتالة، وسبب ذلك أنه كان يناقرهم ويناظرهم ويريدهم يرجعون إلى الحق،
ويتركون ما هم عليه من الضلالة والزندقة، وكان هذا دأبه أبدا، وجرى له معهم وقائع
كثيرة وقهرهم في مجالس عديدة، وأظهر فضائحهم وكشف خزعبلاتهم وردعهم، وأدحض حجتهم
(هامش)
(1) نفس المصدر - مخطوط. (2) تذكرة الموضوعات: 95. (3) نفس المصدر: 96. [*]
ص 250
وأبطلها وبالغ في الرد عليهم والتحذير عنهم، حتى قال بكفرهم وجزم بخروجهم من الدين
والمنهج القويم وضلالهم عن الصراط المستقيم، وأراد إعدام هذا المذهب القبيح رأسا،
وسعى في ذلك سعيا بليغا، وأراد التوصل إلى سلطان الزمان لذلك، فاحتالوا عليه حتى
قتلوه قبل أن يصل إلى ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وهو الذي أشار إليه صلى الله
عليه وسلم بالمزية في الرؤيا التي رآها الشيخ المتقي السابقة، وناهيك بها من منقبة
علية، وكان على قدم من الصلاح والورع والتبحر في العلم.. (1). 2 - عبد الحق
الدهلوي بمثل ما تقدم (2). 3 - غلام علي آزاد بقوله: مولانا الشيخ محمد طاهر
الفتني.. هو خادم الأحاديث المقدسة وناصر السنن المؤسسة.. (3). 4 - صديق حسن خان
القنوجي بقوله: .. صار رأسا في العلوم الحديثية والأدبية، ورحل إلى الحرمين
الشريفين وأدرك علماءهما ومشايخهما سيما الشيخ علي المتقي.. وقد ذكر الشيخ عبد الحق
الدهلوي ترجمته في أخبار الأخيار، وذكرتها أنا في إتحاف النبلاء، وأيضا أفردت
ترجمته في رسالة مستقلة.. (4).
(103) رواية ميرزا مخدوم الشيرازي

وقد ذكره عباس
بن معين الدين الشهير بميرزا مخدوم الجرجاني ثم
(هامش)
(1) النور السافر 361. (2) أخبار الأخيار: 268. (3) سبحة المرجان 43 - 44. (4) أبجد
العلوم 895. [*]
ص 251
الشيرازي في (نواقض الروافض) في الفصل الثاني في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله
عنه.. حديث أورد طائفة من أحاديث فضائله ومناقبه عليه السلام، قائلا: وعن علي:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. أخرجه الترمذي
.
(104) رواية العيدروس اليمني

وروى شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني حديث مدينة
العلم حيث قال: وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والطبراني
والحاكم والعقيلي في الضعفاء وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن علي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وفي رواية: فمن أراد
العلم فليأت الباب، وفي أخرى عند الترمذي عن علي: أنا دار الحكمة وعلي بابها. وفي
أخرى عند ابن عدي: علي باب علمي (1). وقد ذكر العيدروس قصيدة ابن جابر الأندلسي
مستحسنا إياها بقوله: ولله در ابن جابر الأندلسي حيث قال: وإن عليا كان سيف رسوله
* وصاحبه السامي لمجد مشيد وصهر النبي المجتبى وابن عمه * أبا الحسنين المحتوي كل
سؤدد وخير نساء الغر زوجته غدت * وحسبك هذا سؤدد المسود وزوجه رب السماء من سمائه *
وناهيك تزويجا من العرش قد بري فباتا وحلي الزهد خير حلاهما * وقد آثرا بالزاد من
جاء يجتدي فأثمرت الجنات من حلل ومن * حلاهما رعيا لذاك التزهد
(هامش)
(1) العقد النبوي والسر المصطفوي - مخطوط. [*]
ص 252
وما ضر من قد بات والصوف لبسه * وفي السندس الغالي سوف يغتدي وقال رسول الله إني
مدينة * من العلم وهو الباب والباب فاقصد (1) كما أورد قصيدة أبي الحسن علي بن
أبي بكر بن عبد الرحمن السقاف، وقد نظم في أحد أبياتها حديث مدينة العلم وهو ذا:
ومن سر باب العلم أكرم حلة * علي العلى أكرم بذاك المهذب (2)
ترجمته

1 - عبد
القادر بن شيخ العيدروس ترجمة مطولة هذا ملخصها: وفي ليلة السبت لخمس وعشرين خلت
من رمضان سنة تسعين: توفي الشيخ الكبير والعلم الشهير القطب العارف بالله شيخ بن
عبد الله العبد روس بأحمد آباد، ودفن بها في صحن داره، وعليه قبة عظيمة، وكان مولده
سنة تسع عشرة وتسعمائة.. ولقد صار بحمد الله شيخ زمانه باتفاق عارفي وقته، وقد ألهم
الله أهله حيث سموه شيخا قبل أوانه ووقته.. ومن شيوخه شيخ الإسلام الحافظ شهاب
الدين ابن حجر الهيتمي المصري، والفقيه الصالح العلامة عبد الله بن أحمد باقشير
الحضرمي، وله من كل منهما إجازة، في جماعة آخرين يكثر عددهم، واجتمع بالعلامة
الديبع بزبيد، وأما مقرواته فكثيرة جدا، ومن تصانيفه العقد النبوي والسر المصطفوي..
ومناقبه وكراماته ليس هذا محلها، وقد أفردها غير واحد من العلماء بالتصنيف.. (3).
2 - ووصفه الشيخاني القادري لدى النقل عن كتابه ب الشيخ الإمام والغوث الهمام،
بحر الحقائق والمعارف السيد السند والفرد الأمجد الشريف الحسيني (4).
(هامش)
1 - العقد النبوي والسر المصطفوي - مخطوط. 2 - نفس المصدر. (3 - النور السافر 372.
4 - الصراط السوي - مخطوط. [*]
ص 253
(105) رواية جمال الدين المحدث الشيرازي

وقال جمال الدين عطاء الله بن فضل الله
الشيرازي المعروف بجمال الدين المحدث: الحديث السادس عشر عن جابر بن عبد الله
وعبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا مدينة العلم - وفي رواية:
أنا دار الحكمة - وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب (1). وقال المحدث
الشيرازي في مقدمة كتابه: وبعد: فيقول العبد الفقير إلى الله الغني، عطاء الله بن
فضل الله المشتهر بجمال الدين المحدث الحسيني، أحسن الله أحواله وحقق بجوده العميم
آماله: هذه أربعون حديثا في مناقب أمير المؤمنين وإمام المتقين، ويعسوب المسلمين
ورأس الأولياء والصديقين، ومبين مناهج الحق واليقين، كاسر الأنصاب وهازم الأحزاب،
المتصدق بخاتمه في المحراب، فارس ميدان الطعان والضراب، المخصوص بكرامة الأخوة
والانتجاب، المنصوص عليه بأنه لدار الحكمة ومدينة العلم باب، وبفضله واصطفائه نزل
الوحي ونطق الكتاب.. . وقد وصفه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه العبارات في صدر
كتابه الآخر (تحفة الأحبا من مناقب آل العبا). كما أثبته في كتاب (روضة الأحباب)
عند بيان مقام أمير المؤمنين عليه السلام ومنزلته العلمية..
(هامش)
(1) الأربعين في فضائل أمير المؤمنين - مخطوط. [*]