نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الثالث عشر

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الثالث عشر

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 204

المحدثين، فأكثرهم علما وأقواهم قوة وأشدهم تحقيقا في علم الحديث هؤلاء، وهم: أبو الحسن الدارقطني والحاكم... فهؤلاء العلماء صدور هذا العلم بعد الشيخين، وهم بأسرهم متفقون على تعظيم الشافعي... . وقال ابن تيمية في (المنهاج): الثعلبي وأمثاله لا يتعمدون الكذب، بل فيهم من الصلاح والدين ما منعهم من ذلك، لكن ينقلون ما مجدوه في الكتب ويدونون ما سمعوه، وليس لأحدهم من الخبرة بالأسانيد ما لائمة الحديث، كشعبة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى الذهلي، والبخاري، ومسلم، وأبي داود، والنسائي، وأبي حاتم وأبي زرعة الرازيان، وأبي عبد الله بن مندة، والدارقطني، وعبد الغني بن سعيد، وأمثال هؤلاء من أئمة الحديث ونقاده وحكامه وحفاظه، الذين لهم خبرة ومعرفة تامة بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وأحوال من نقل العلم والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم... (1).

 26 رواية أبي الحسن الحربي

 أخرج هذا الحديث في (فوائده) المعروفة ب‍ (الحربيات) (2). وقال ابن عساكر: أخبرنا أبو الفرج قرام بن زيد بن عيسى، وأبو القاسم ابن السمرقندي قالا: أنبأنا أبو الحسين ابن النقور، أنبأنا علي بن عمر بن محمد الحربي، أنبأنا أبو الحسن علي بن سراج المصري، أنبأنا أبو محمد فهد بن

(هامش)

(1) منهاج السنة 4 / 83. (2) موجودة في المجموع رقم 104 في دار الكتب الظاهرية. (*)

ص 205

سليمان بن النحاس، أنبأنا أحمد بن يزيد الورتنيس، أنبانا زهير، أنبانا عثمان الطويل، عن أنس بن مالك... (1). وقال محب الدين الطبري: عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل هذا الطير، فجاء علي بن أبي طالب فأكل معه. خرجه الترمذي وقال: غريب، والبغوي في المصابيح في الحسان، وخرجه الحربي وزاد بعد قوله: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير وكان مما يعجبه أكله، وزاد بعد قوله: فجاء علي بن أبي طالب فقال: استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما عليه إذن وكنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار (2). وقال المولوي حسن زمان في (القول المستحسن): وفي الرياض النضرة بعد ذكر تخريج الترمذي له والبغوي في المصابيح في الحسان: وخرجه الحربي، أي: الحافظ أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن السكري الحربي في أجزاء من حديثه... . ترجمته 1 - السمعاني: أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان بن إبراهيم بن إسحاق السكري الحميري، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ وقال: أبو الحسن الحميري - أصله ناحية من حضر موت إلى جبل - ويعرف بالسكري، وبالصيرفي، وبالكيال، وبالحربي، سمع: أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وجعفر بن أحمد بن محمد الصباح الجرجرائي، والهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن محمد بن سليمان بن

(هامش)

(1) ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق 2 / 117 حديث: 622. (2) الرياض النضرة 2 / 114 - 115. (*)

ص 206

الباغندي، وأبا القاسم البغوي، وغيرهم وروى عنه: القاضي أبو الطيب الطبري، وأبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو الحسن ابن حسنون بن النرسي - في جماعة - آخرهم: أبو الحسن بن النقور البزاز. وتكلم فيه أبو بكر البرقاني وقال: لا يساوي فلسا، وقال أبو القاسم الأزهري: هو صدوق، وكان سماعه في كتب أخيه، لكن بعض أصحاب الحديث قرأ عليه شيئا منها لم يكن فيه سماعه والحق فيه السماع، وجاء آخرون فحكوا الالحاق وأنكروه، وأما الشيخ فكان في نفسه ثقة. وقال عبد العزيز الأرجي: الحربي كان صحيح السماع، ولما أضر قرأ بعض الطلبة عليه شيئا لم يكن فيه سماعه ولا ذنب له في ذلك، وكف بصره في آخر عمره. وقال العتيقي: كان ثقة مأمونا. وكان ولادته مستهل المحرم من سنة 296، ومات في شوال سنة 386 ببغداد (1). 2 - الذهبي: والحربي، أبو الحسن علي بن عمر الحميري البغدادي، ويعرف أيضا بالسكري... (2). 3 - وذكره ابن الأثير: في حوادث سنة 386 (3).

27 رواية ابن بطة

 رواه في كتاب (الإبانة)، فقد تقدم عن ابن شهرآشوب قوله: قد روى

(هامش)

(1) الأنساب، / 96. (2) العبر 3 / 33. (3) الكامل في التاريخ 9 / 128. (*)

ص 207

حديث الطير جماعة منهم: الترمذي في جامعه، وأبو نعيم في حلية الأولياء... ورواه ابن بطة في الإبانة من طريقين . ترجمته وابن بطة العكبري من كبار محدثي أهل السنة الثقات، وسنذكر ترجمته في مجلد حديث التشبيه. ومن مصادر ترجمته: 1 - تاريخ بغداد 10 / 371 2 - سير أعلام النبلاء 16 / 529. 3 - تاريخ ابن كثير 11 / 321. 4 - العبر 3 / 35. 5 - شذرات الذهب 3 / 122. وقد عنونه الذهبي بقوله: ابن بطة الإمام القدوة، العابد الفقيه المحدث، شيخ العراق، أبو عبد الله، عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري الحنبلي، ابن بطة، مصنف كتاب: الإبانة الكبرى، في ثلاث مجلدات . ويذكر أن ابن بطة من شيوخ المشايخ السبعة الذين يتباهى والد (الدهلوي) باتصال أسانيده بهم. ويكفي لاثبات جلالته اعتماد ابن تيمية المتعصب العنيد على روايته في كتابه (المنهاج).

ص 208

28 رواية أبي بكر النجار

 قال الحب الطبري: وخرجه النجار عنه وقال: قدمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طائر، فسمى فأكل لقمة وقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي، فأتى علي فضرب الباب فقلت: من أنت؟ قال: قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة ثم أكل لقمة وقال مثل الأول، فضرب علي فقلت: من أنت؟ قال: علي، قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، ثم أكل لقمة وقال مثل ذلك، قال: فضرب علي ورفع صوته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس، إفتح الباب، قال: فدخل، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم تبسم وقال: الحمد لله الذي جعلك، فإني أدعو في كل لقمة أن يأتيني الله بأحب الخلق إليه وإلي، فكنت أنت، قال: فوالذي بعثك بالحق نبيا، إني لأضرب الباب ثلاث مرات ويردني أنس، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم رددته؟ قال: كنت أحب معه رجلا من الأنصار، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ما يلام الرجل على حب قومه (1). وستعلم ذلك من (ذخائر العقبى) و(توضيح الدلائل) و(الروضة الندية) أيضا. ترجمته الخطيب: محمد بن عمر بن بكر (2) بن ود بن وداد، أبو بكر النجار، جار

(هامش)

(1) الرياض النضرة 2 / 114 - 115. (2) في العبر 2 / 267: بكير . (*)

ص 209

أبي القاسم بن بشران، في الجانب الشرقي، بدرب الديوان. سمع: أبا بكر ابن خلاد النصيبي، وأبا بحر بن كوثر البربهاري، وأبا إسحاق المزكي، وأحمد بن جعفر بن سلم، وأبا بكر ابن مالك القطيعي، والحسن بن أحمد الشماخي الهروي، ومحمد بن يوسف بن يعقوب الصواف، وأبا الحسن بن مقسم، وجماعة نحوهم. كتبت عنه، وكان شيخا مستورا ثقة، من أهل القرآن. قرأ على البزوردي - صاحب أحمد بن فرج - وسمعته يقول: ولدت لثمان خلون من شوال سنة 346، ومات في يوم الخميس الثالث من شهر ربيع الأول، سنة 432. ودفن من الغد في مقبرة الخيزران (1).

29  رواية الحاكم

 وتصنيفه في جمع طرقه رواه في كتاب (المستدرك على الصحيحين)، ونص على أنه صحيح على شرط الشيخين، وتضاف بأنه قد رواه عن أنس بن جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا قال: ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة ... وقد أحرق الحاكم بذلك قلوب منكري هذا الحديث الشريف، والله الحمد على وضوح الحق جهرة مرة بعد أخرى... وإليك نص كلامه. حدثني أبو علي الحافظ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أيوب الصفار وحميد بن يوسف بن يعقوب الزيات قالا: ثنا محمد بن أحمد بن عياض

(هامش)

(1) تاريخ بغداد 3 / 39. (*)

ص 210

ابن أبي طيبة، ثنا يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم لرسول الله صلى الله على وسلم فرخ مشوي فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر قال فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فجاء علي رضي الله عنه فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، ثم جاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إفتح، فدخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حملك على ما صنعت؟ فقلت: يا رسول الله، سمعت دعائك فأحببت أن يكون رجلا من قومي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل قد يحب قومه. هذا حديث صحيح على شري الشيخين ولم يخرجاه، وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة. وفي حديث ثابت البناني عن أنس زيادة ألفاظ، كما حدثنا به الثقة المأمون أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين بن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علية بن خالد السكوني - بالكوفة من أصل كتابه ثنا عبيد بن كثير العامري، ثنا عبد الرحمن بن دبيس. وحدثنا أبو القاسم، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان بن صالح قالا: ثنا إبراهيم بن ثابت البصري القصار، ثنا ثابت البناني: إن أنس بن مالك - رضي الله عنه - كان شاكيا فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له، فجرى الحديث حتى ذكروا عليان - رضي الله عنه - فتنقصه محمد بن الحجاج، فقال أنس: من هذا؟ أقعدوني، فأقعدوه فقال: يا ابن الحجاج أراك تنقص علي بن أبي طالب! والذي بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق، لقد كنت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه، وكان كل يوم يخدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص 211

غلام من أبناء الأنصار، وكان ذلك اليوم يومي، فأتت أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بطير، فوضعته بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أم أيمن ما هذا الطائر؟ قالت: هذا الطائر أصبته فصنعته لك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم جئني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر، وضرب الباب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس، فانظر من على الباب فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فذهبت فإذا علي بالباب، قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، فجئت حتى قمت مقامي، فلم ألبث أن ضرب الباب فقال: يا أنس انظر من على الباب، فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فذهبت فإذا علي بالباب، قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، فجئت حتى قمت مقامي، فلم ألبث أن ضرب الباب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس، إذهب فأدخله، فلست بأول رجل أحب قومه، ليس هو من الأنصار. فذهبت فأدخلته فقال: يا أنس قرب إليه الطير، قال: فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكلا جميعا. قال محمد بن الحجاج: يا أنس كان هذا بمحضر منك؟ قال: نعم، قال: أعطي الله عهدا أن لا أنتقص عليا بعد مقامي هذا، ولا أعلم أحدا ينتقصه إلا أشبت له وجهه (1). هذا، وعن محمد بن طاهر المقدسي: قال أبو عبد الله الحاكم: حديث الطائر لم يخرج في الصحيح، وهو صحيح (2).

(هامش)

(1) المستدرك على الصحيحين 3 / 130. (2) المنتظم 7 / 275 ترجمة الحاكم - حوادث 405. (*)

ص 212

كلام الحاكم في كتاب الطير وقد نص على أن الحديث من الأحاديث الصحاح المشهورة الكثيرة الطرق والأسانيد حيث قال: فرب حديث مشهور لم يخرج في الصحيح، من ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: طلب العلم فريضة... الخوارج كلاب النار... فكل هذه الأحاديث مشهورة بأسانيدها وطرقها، وأبواب يجمعها أصحاب الحديث، وكل حديث منها تجمع طرقه في جزء أو جزئين.. ومن الطوالات المشهورة التي لم تخرج في الصحيح: حديث الطير (1). وقد كان هذا مما دعا الحاكم إلى تأليف كتاب مفرد، قال: جمع الأبواب التي يجمعها أصحاب الحديث... وأنا أذكر... الأبواب التي جمعتها وذاكرت جماعة من المحدثين ببعضها، فمن هذه الأبواب: قصة الخوارج، لا تذهب الأيام والليالي، قصة الغار، من كنت مولاه... لأعطين الراية، قصة المخدج، قصة الطير... أنت مني بمنزلة هارون من موسى... تقتل عمارا الفئة الباغية (2). وقد كان كتابه كتابا ضخما، قال محمد بن طاهر: ورأيت أنا حديث الطير جمع الحاكم بخطه في جزء ضخم، فكتبته للتعجب! (3). وقد أخرج هذا الحديث - في كتابه - عن أنس بن مالك عن ستة وثمانين رجلا، قال الحافظ محمد بن يوسف الكنجي: وحديث أنس الذي صدرته في أول الباب خرجه الحاكم أبو عبد الله الحافظ النيسابوري، عن ستة وثمانين رجلا، كلهم رووه عن أنس، وهذا ترتيبهم على حروف المعجم:

(هامش)

(1) علوم الحديث: 114. (2) علوم الحديث: 310. (3) سير أعلام النبلاء 17 / 176. (*)

ص 213

إبراهيم بن هدبة، أبو هدبة. وإبراهيم بن مهاجر أبو إسحاق البجلي. وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي. وإسماعيل بن سلمان بن المغيرة الأزرق. وإسماعيل بن وردان. وإسماعيل بن سليمان. وإسماعيل - غير منسوب - من أهل الكوفة. وإسماعيل بن سليمان التيمي. وإسحاق بن عبد الله بت أبي طلحة. وأبان بن أبي عياش أبو إسماعيل. وبسام الصيرفي الكوفي. وبرذعة بن عبد الرحمن، وثابت بن أسلم البنانيان. وثمامة بن عبد الله بن أنس. وجعفر بن سليمان الضبعي. وحسن بن أبي حسن البصري. وحسن بن الحكم البجلي. وحميد بن تيرويه الطويل. وخالد بن عبيد أبو عصام. والزبير بن عدي. وزياد بن محمد الثقفي. وزياد بن ثروان. وسعيد بن المسيب. وسعيد بن ميسرة البكري.

ص 214

وسليمان بن طرخان التيمي. وسليمان بن مهران الأعمش. وسليمان بن عامر بن عبد الله بن عباس. وسليمان بن الحجاج الطائفي. وشقيق بن أبي عبد الله. وعبد الله بن أنس بن مالك. وعبد الملك بن عمير. وعبد الملك بن أبي سليمان. وبعد العزيز بن زياد. وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي. وعمر بن أبي حفص الثقفي. وعمر بن سليم البجلي. وعمر بن يعلى الثقفي. وعثمان الطويل. وعلي بن أبي رافع. وعامر بن شراحيل الشعبي. وعمران بن مسلم الطائي. وعمران بن هيثم. وعطية بن سعد العوفي. وعباد بن عبد الصمد. وعيسى بن طهمان. وعمار بن معاوية الدهني. وفضيل بن غزوان. وقتادة بن دعامة.

ص 215

وكلثوم بن جبر. ومحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الباقر. ومحمد بن مسلم الزهري. ومحمد بن عمرو بن علقمة. ومحمد بن عبد الرحمن أبو الرجال. ومحمد بن خالد بن المنتصر الثقفي. ومحمد بن سليم. ومحمد بن مالك الثقفي. ومحمد بن جحادة. ومطير بن أبي خالد. ومعلى بن هلال. وميمون بن أبي خلف. وميمون - غير منسوب -. ومسلم الملائي. ومطر بن طهمان الوراق. وميمون بن مهران. ومسلم بن كيسان. وميمون بن جابر السلمي. وموسى بن عبد الله الجهني. ومصعب بن سليمان الأنصاري. ونافع مولى عبد الله بن عمر. ونافع أبو هرمز. وهلال بن سويد. ويحيى بن سعيد الأنصاري.

ص 216

ويحيى بن هاني. ويوسف بن إبراهيم ويوسف أبو شيبة - وقيل: هما واحد -. ويزيد بن سفيان. ويعلى بن مرة. ونعيم بن سالم. وأبو الهندي. وأبو مليح. وأبو داود السبيعي. وأبو حمزة الواسطي. وأبو حذيفة العقيلي. ورجل من آل عقيل. وشيخ - غير منسوب - (1). * ومما رواه الحاكم في كتاب الطير حديث مناشد أمير المؤمنين عليه السلام أهل الشورى بعدة من فضائله الباهرة، ومنها حديث الطير، قال الكنجي: روي عن عامر بن واثلة أبو الطفيل قال: كنت يوم الشورى على الباب، وعلي يناشد عثمان، وطلحة والزبير، وسعدا، وعبد الرحمن - بعدة من فضائله - منها رد الشمس. كما أخبرنا أبو بكر بن الخازن، أخبرنا أبو زرعة، أخبرنا أبو بكر بن خلف الحاكم، أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة - من أصل كتابه - حدثنا منذر بن محمد بن منذر، حدثنا أبي، حدثنا عمي، حدثنا أبي، عن تبان بن تغلب، عن عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى وعلز في البيت

(هامش)

(1) كفاية الطالب: 144. (*)

ص 217

يقول: استخلف أبو بكر وأنا في نفسي أحق بها منه، فسمعت وأطعت، واستخلف عمر وأنا في نفسي أحق بها منه، فسمعت وأطعت، وأنتم تريدون أن تستخلفوا عثمان، إذا لا أسمع ولا أطيع، جعل عمر في خمسة أنا سادسهم لا يعرف لهم فضل، أما - والله - لأحاجنهم بخصال لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم المعاهد منهم والمشرك أن ينكر منها خصلة: أنشدكم بالله - أيها الخمسة - أمنكم أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري؟ قال: لا. قال: أمنكم أحد له أخ مثل أخي، المزين بجناحين يطير مع الملائكة في الجنة؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيدة نساء الأمة؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطي هذه الأمة ابني رسول الله صلى الله عليه وسلم، غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد قتل مشركي قريش، قبلي؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر، غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم - حين قرب إليه الطير فأعجبه -: اللهم أئتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجئت وأنا أعلم ما كان من قول النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت، قال: وإلي يا رب، وإلي يا رب، غيري؟ قالوا: لا. هكذا رواه الحاكم في كتابه بجمع طرق حديث الطير، وناهيك به

ص 218

راويا (1). ترجمته وإليك قائمة بأسماء مصادر ترجمة الحاكم الحافلة بالتعظيم والتبجيل والثناء العظيم: 1 - تهذيب الأسماء واللغات. 2 - وفيات الأعيان 4 / 280. 3 - تذكرة الحفاظ 3 / 1039. 4 - تاريخ بغداد 5 / 473. 5 - الأنساب 2 / 370. 6 - المنتظم 7 / 274. 7 - الوافي بالوفيات 3 / 320. 8 - طبقات السبكي 4 / 155. 9 - طبقات القراء 2 / 184. 10 - طبقات الحفاظ: 409. ولا بأس بإيراد بعض الكلمات في حقه. قال عبد الغافر (ذيل تاريخ نيسابور): أبو عبد الله الحاكم: هو إمام أهل الحديث في عصره، العارف به حق معرفته... ولقد سمعت مشايخنا يذكرون أيامه ويحكون أن مقدمي عصره - مثل الصعلوكي والإمام ابن فورك وسائر الأئمة - يقدمونه على أنفسهم، ويراعون حق فضيلته، ويعرفون له الحرمة الأكيدة . وبعد ما أطنب في تعظيمه وتبجيله قال: هذه جمل يسيرة، وهو غيض

(هامش)

(1) كفاية الطاب في مناقب علي بن أبي طالب: 368. (*)

ص 219

من فيض سيرته وأحواله، ومن تأمل كلامه في تصانيفه وتصرفه في أماليه ونظره في طرق الحديث، أذعن بفضله واعترف له بالمزية على من تقدمه، وإتعابه من بعده، وتعجيزه اللاحقين عن بلوغ شانه، عاش حميدا ولم يخلف في وقته مثله (1). وقال السبكي (الطبقات): ... كان إماما جليلا وحافظا حفيلا، اتفق على إمامته وجلالته وعظمة قدره... قال أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ: إن الحافظ أبا عبد الله قلد قضاء نسأ سنة تسع وخمسين في أيام السامانية ووزارة العتبي، فدخل الخليل بن أحمد السجزي القاضي على أبي جعفر العتبي فقال: هنأ الله الشيخ فقد جهز لي نسأ ثلاثمائة ألف حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتهلل وجهه، (قال): وقلد بعد ذلك قضاء جرجان، فامتنع. قال: وسمعت مشيختنا يقولون: كان الشيخ أو بكر بن إسحاق وأبو الوليد النيسابوري يرجعان إلى أبي عبد الله الحاكم في السؤال عن الجرح والتعديل وعلل الحديث وصحيحه وسقيمه، (قال): وأقمت عند الشيخ أبي عبد الله العصمي قريبا من ثلاث سنين - ولم تر في جملة مشايخنا أتقى منه ولا أكثر تنقيرا - فكان إذا أشكل عليه شيء أمرني أن أكتب إلى الحاكم أبي عبد الله، وإذا ورد عليه جوابه حكم به وقطع بقوله. وحكى القاضي أبو بكر الحيري: أن شيخا من الصالحين حكى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، قال: قلت يا رسول الله بلغني أنك قلت: ولدت في زمن الملك العادل، وإني سألت الحاكم أبا عبد الله عن هذا الحديث فقال: هذا كذب ولم يقله رسول الله، فقال: صدق أبو عبد الله. قال أبو حازم... وتفرد الحاكم أبو عبد الله في عصرنا من غير أن يقابله

(هامش)

(1) ذيل تاريخ نيسابور - مخطوط. (*)

ص 220

أحد: بالحجاز، والشام، والعراقين، والجبال، والري، وطبرستان، وقومس، وخراسان بأسرها، وما وراء النهر... .

 30 رواية الخركوشي

 رواه في كتابه (شرف المصطفى) كما علمت سابقا من عبارة ابن شهرآشوب إذ قال: قد روى حديث الطير جماعة، منهم: الترمذي في جامعه، وأبو نعيم في حلية الأولياء، والبلاذري في تاريخه، والخركوشي في شرف المصطفى . ترجمته 1 - السمعاني: وأما أبو سعيد بعبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم الواعظ الخرجوشي من أهل نيسابور: كان إماما زاهدا فاضلا عالما، له البر وأعمال الخير، والقيام بمصالح الناس وإيصال النفع إليهم، سمع ببلده: أبا عمرو بن بخيد السلمي، وجماعة كثيرة سواهم، ورحل إلى: العراق، والحجاز، وديار مصر، وأدرك الشيوخ، وصنف التصانيف المفيدة... وتوفي في جمادى الأولى سنة سبع وأربع مائة (1). وأضاف في (الخركوشي): تفقه في حداثة السن، وتزهد وجالس الزهاد والمجردين، إلى أن جعله الله خلف الجماعة ممن تقدمه من العباد المجتهدين والزهاد القانعين، وتفقه بفقه الشافعي على أبي الحسن الماسرخسي، وسمع بالعراق بعد السبعين والثلاثمائة، ثم خرج إلى الحجاز وجاور حرم الله وأمنه

(هامش)

(1) الأنساب - الخرجوشي. (*)

ص 221

مكة، وصحب به العباد الصالحين، وسمع الحديث من أهلها والواردين، وانصرف إلى نيسابور ولزم منزلة... (1). 2 - الذهبي في حوادث سنة 407: وعبد الملك بن أبي عثمان أبي سعد النيسابوري، الواعظ القدوة، المعروف بالخركوشي، صنف: كتاب الزهد، وكتاب دلائل النبوة، وغير ذلك. قال الحاكم: لم أر أجمع منه علما وزهدا وتواضعا وإرشادا إلى الله، زاده الله توفيقا وأسعدنا بأيامه. قلت: روى عن حامد الرفاء وطبقته، وتوفي في جمادى الأولى (2). 3 - ابن الأثير حوادث 416: وفيها توفي: عبد الملك بن أبي عثمان الخركوشي الواعظ النيسابوري، وكان صالحا خيرا، وكان إذا دخل على محمود ابن سبكتكين يقوم ويلتقيه، وكان محمود قد قسط على نيسابور مالا يأخده منهم فقال له الخركوشي: بلغني أنك تكدي الناس وضاق صدري، فقال: وكيف؟ قال: بلغني أنك تأخذ أموال الضعفاء وهذه كدية، فترك القسط وأطلقه (3). 4 - الأسنوي: الأستاذ الكامل، الزاهد ابن الزاهد، الواعظ، من أفراد خراسان... (4). 5 - السبكي: كذلك (5).

(هامش)

(1) الأنساب - الخركوشي. (2) العبر 3 / 96. (3) الكامل 9 / 350. (4) طبقات الشافعية 1 / 228. (5) طبقات الشافعية 5 / 222. (*)

ص 222

تصنيف ابن مردويه في جمع طرق الحديث وروايته له لقد صنف طراز المحدثين أبو بكر ابن مردويه الإصبهاني كتابا جمع فيه طرق حديث الطير، جاء ذلك في كلام جماعة: قال ابن حجر العسقلاني بترجمة إبراهيم بن ثابت القصار: قد جمع طرق حديث الطير ابن مردويه والحاكم وجماعة، وأحسن شيء منها طريق أخرجه النسائي في الخصائص (1). وقال ابن كثير: وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة، منهم أبو بكر ابن مردويه (2). وقال ابن تيمية: قال الحافظ أبو موسى المديني: قد جمع غير واحد من الحفاظ طرق حديث الطير للاعتبار والمعرفة، كالحاكم النيسابوري، وأبي نعيم، وابن مردويه (3). وقال ابن حجر المكي في (المنح المكية) بعد كلام له: فالحق ما سبق أن كثرة طرقه - أي كثرة طرق حديث الطير - صيرته حسنا يحتج به، ولكثرتها جدا أخرج الحافظ أبو بكر ابن مردويه فيها جزءا . وقال الموفق المكي الخوارزمي: وأخرج الحافظ ابن مردويه هذا الحديث بمائة وعشرين إسنادا (4).

(هامش)

(1) لسان الميزان 1 / 42. (2) تاريخ ابن كثير 7 / 354. (3) منهاج السنة 4 / 99. (4) مقتل الحسين 1 / 46. (*)

ص 223

أقول: لقد أخرجه فيه من طرق عديدة، هذا بعضها: نا علي بن إبراهيم بن حماد قال: نا محمد بن خليد بن الحكم قال: نا محمد بن طريف قال: نا مفضل بن صالح، عن الحسن بن الحكم، عن أنس ابن مالك: إن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بطير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك - ثلاثا -. فدق علي، فقال: يا أنس، إفتح له، فدخل . نا فهد بن إبراهيم البصري قال: نا محمد بن زكريا قال: نا العباس بن بكار الضبي قال: نا بعد الله بن المثنى الأنصاري، عن عمه ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك: إن أم سلمة صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا - أو اضباعا - فبعثت به إليه، فلما وضع بين يديه قال: اللهم جئني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي بن أبي طالب، فقال له أنس: إن رسول الله صلى الله عليه وسل على حاجة، فرجع علي (فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم جئني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي بن أبي طالب، فقال له أنس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة فرجع علي. ظ) واجتهد النبي في الدعاء قال: اللهم جئني بأحب خلقك إليك وأوجههم عندك، فجاء علي، فقال له أنس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، قال أنس: فرفع علي يده فوكز في صدري ثم دخل، فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قام قائما فضمه إيه قال: يا رب وإلي يا رب وإلي. ما أبطأ بك يا علي؟ قال: يا رسول الله، قد جئت ثلاثا كل ذلك يردني أنس، قال أنس: فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا أنس ما حملك على رده؟ قلت: يا رسول الله، سمعتك تدعو فأحببت أن تكون الدعوة في الأنصار، قال: لست بأول رجل أحب قومه، أبي الله - يا أنس - إلا أن يكونه ابن أبي طالب . نا محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن قال: نا علي بن الحسن السمالي قال: حدثني محمد بن الحسن با الجهم، عن

ص 224

عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن أنس قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير، فأعجبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطير، قال أنس قلت: اللهم اجعله رجلا منا حتى نشرف به، قال: فإذا علي، فلما أن رأيته حسدته فقلت: النبي صلى الله عليه وسلم مشغول، فرجع، قال: فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الثانية، فأقبل علي كأنما يضرب بالسياط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إفتح إفتح، فدخل فسمعته يقول: اللهم وإلي، حتى أكل معه من ذلك الطير (1).

(هامش)

(1) قال الميلاني: وهذه الأحاديث الثلاثة أوردها بن الجوزي عن ابن مردويه في كتابه (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية 1 / 234) والذي نحن بصدده - الآن - ذكر رواة حديث الطير وأسانيدهم، ولسنا في مقام مناقشة الأقوال، إلا أن تعصب ابن الجوزي يضطرنا إلى أن نتعقب بعض كلامه، لتبين حقيقة الحال، وعليه فقس ما سواه. قال ابن الجوزي - بعد الحديث الثاني من الأحاديث الثلاثة المذكورة -: قال المصنف: في هذا الحديث (عبد الله بن المثنى) وكان ضعيفا. وفيه (العباس بن بكار) قال الدارقطني: هو كذاب . فنقول: إن ابن الجوزي لم يطعن في هذا السند إلا من جهة (عبد الله بن المثنى) و(العباس بن بكار) لكن: الأول: من رجال: البخاري والترمذي وابن ماجة كما بترجمته من (تهذيب التهذيب 5 / 388) وقال: قال ابن معين - في رواية إسحاق بن منصور - وأبو زرعة أبو حاتم: صالح، زاد أبو حاتم: شيخ ثم نقل ثقته عن: ابن حبان والعجلي والترمذي والدارقطني. وهذا القدر يكفي للاحتجاج به، لا سيما كلام أبي حاتم، بالنظر إلى ما سننقله عن الذهبي. وأما الثاني، فإنه وإن أورده الذهبي في (الميزان 2 / 382) ونقل عن الدارقطني قوله كذاب فقد أوضح العلة في رميه بالكذب بقوله: قلت: اتهم بحديثه عن خالد بن عبد الله، عن بيان، عن شعبة، عن أبي جحيفة، عن علي - مرفوعا - إذا كن يوم القيامة نادى مناد: يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة حتى تمر على الصراط إلى الجنة. وقال العقيلي: الغالب عن حديثه الوهم والمناكير فذكر حديثا. (*)

ص 225

هذا، وسيأتي عن أخطب خوارزم رواية ابن مردويه حديث مناشدة الإمام (عليه السلام) في الشورى، المشتمل على حديث الطير، مع جملة من فضائله عليه الصلاة والسلام. ترجمته وابن مردويه من أعلام الحفاظ المشاهير، تجد الثناء العظيم عليه في: 1 - تذكرة الحفاظ 3 / 1050. 2 - سير أعلام النبلاء 17 / 308. 3 - الوافي بالوفيات 8 / 201. 4 - طبقات المفسرين 1 / 93.

(هامش)

ثم زعم الاتحاد بينه وبين العباس بن الوليد بن بكار الذي عنونه ابن حبان وجعل من أباطيله: عن خالد بن أبي عمرو الأزدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: مكتوب على العرش: لا إله إلا الله وحدي، محمد عبدي ورسولي، أيدته بعلي ومن مصائبه: حدثنا عبد الله بن زياد الكلابي عن الأعمش، عن زر، عن حذيفة - مرفوعا - في المهدي، فقال سلمان: يا رسول الله، من أي ولدك؟ قال: من ولدي هذا، وضرب بيده على الحسين . أقول: كان الرجل يستكثر مثل هذا النداء في حق فاطمة الزهراء بضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيرى مثل هذا الخبر كذبا فيتهم الراوي له!!. والجدير بالالتفات هنا أن الذهبي لا يذكر قدحا للرجل إلا هذا، ولو كان هناك جرح من أحد الأئمة كيحيى بن معين وأبي حاتم وأمثالهما لأورده، لكنه تعنت ولم يذكر كلمة أبي حاتم المادحة له: قال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 6 / 216): عباس بن بكار الضبي أبو الوليد، بصري، روى عن أبي بكر الهذلي، حماد بن سلمة، وسعيد بن زربي. سمع منه أب ي بالبصرة أيام الأنصاري. نا عبد الرحمن قال: سئل أبي عنه فقال: شيخ . فإذا عرفنا علة القدح وأنها واهية، بقي هذا المدح بلا معارض. وعلى فرض التنزل تقدم كلام أبي حاتم إذ لا يعارض قول الدارقطني قوله، وعلى فرض التكافؤ تقدم قول: أبي حام لقول الذهبي نفسه 6 إذا وثق أبو حاتم رجلا فتمسك بقوله، فإنه لا يوثق إلا رجلا صحيح الحديث سير أعلام النبلاء 13 / 247. (*)

ص 226

5 - طبقات الحفاظ: 412. 6 - العبر 3 / 102. 7 - تاريخ صبهان 1 / 168. 8 - النجوم الزاهرة 4 / 245. قال الذهبي في (السير) ما ملخصه: ابن مردويه - الحافظ المجود العلامة، محدث أصبهان، قال أبو بكر بن أبي علي - وذكر أبا بكر ابن مردويه - هو أكبر من أن تدل عليه وعلى فضله وعلمه وسيره، وأشهر بالكثرة والثقة من أن يوصف حديثه. وكان من فرسان الحديث، فهما يقظا متقنا، كثير الحديث جدا، ومن نظر في تواليفه عرف محله من الحفظ . 32 تصحيح القاضي عبد الجبار لقد أثبت القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني حديث الطير وذكر رجوع الشيخ أبي عبد الله البصري إلى هذا الحديث لاثبات أفضلية أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، فقد قال أبو محمد الحسن بن أحمد بن متويه في (المجموع المحيط بالتكليف - وهو في الأصل تصنيف القاضي - ما نصه: وقد ذكر - يعني قاضي القضاة - في الكتاب إنه قد يستعمل لفظ الفضل فيما لا يتعلق بفعل العبد واختياره، كنحو تفضيل العاقل على غيره، وتفضيل الشجاع على غيره، وتفضيل من له نسب مخصوص على من ليس له ذلك النسب، وليس هذا هو المقصود بهذه المسألة، فإنا نتكلم في الفضل الذي يقتضي مدحا وتعظيما في الدين، فهذا لا بد من تعلقه باختيار الفاضل ووقوفه على فعله، وفي هذا الباب خاصة يجوز وقوع الخلاف بين العلماء دون الأول.

ص 227

وإذا كان كذلك وقف العلم بالقطع على الأفضل على سمع وارد به، لأنه لا مجال للعقل فيه، وعلى هذا لا يصح الرجوع في إثبات الأفضل إلى عد الفضائل، لأن تلك الأفعال تختلف مواقعها بحسب ما ينضاف عليها من النيات والقصود، وذلك مما هو عنا مغيب، فلا يمكن القضاء بفعل أحد والقطع على ثوابه فضلا عن تفضيله على غيره، فيجب الاعتماد في ذلك على السمع، فلهذا رجع الشيخ أبو عبد الله إلى خبر الطير، لأنه قد دل بظاهره على ثبوته أفضل في الحال، وكل من أثبته في تلك الحال أفضل قضى باستمرار هذه القضية فيه، وهكذا خبر المنزلة لأنها إذا لم يرد بها ما يتصل بالإمامة فيجب أن نريد به الفضل الذي يلي هارون فيه موسى عليهما السلام، وأراد بعضهم إثباته في غالب الظن بالرجوع إلى أمارات مخصوصة من نحو ما انتشر عنه من الزهد والعبادة والعناء في الحرب والسبق إلى الإسلام وغير ذلك، فهذا غير ممنوع، وإليه ذهب بعض الشيوخ الذين أثروا الموازنة... . فظهر من هذا الكلام أن الشيخ أبا عبد الله البصري يرى ثبوت حديث الطير، ويعتقد بدلالته على أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام. كما أن قاضي القضاة عبد الجبار نفسه يرى صحة حديث الطير أيضا فقد قال ابن شهرآشوب: قال القاضي عبد الجبار: قد صح عندي حديث الطير، وقال أبو عبد الله البصري: إن طريقة أبي علي الجبائي في تصحيح الأخبار يقتضي القول بصحة هذا الخبر، لا يراده يوم الشورى فلم ينكر أحد (1). أقول: وجاء في كتاب (المغني) ما نصه: فصل - فيما يدل قطعا على أن أمير المؤمنين أفضل: قد استدل شيخنا أبو عبد الله على ذلك بأمور، واستدل بها الاسكافي، لكنه في نصرته بلغ ما لم يبلغه، فمن ذلك قوله عليه السلام - وقد أهدي إليه طير مشوي -: اللهم أدخل إلي أحب أهل الأرض إليك يأكل

(هامش)

(1) مناقب آل أبي طالب 2 / 282. (*)

ص 228

معي، فدخل علي عليه السلام. وفي خبر آخر: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك إليك فهو أحب خلقك إلي - ثلاثا - قال: روى ذلك: أنس، وسعد بن أبي وقاص، وأبو رافع مولى النبي، وصفيه (1)، وابن عباس. فاستدل على صحة ذلك بطريقين: أحدهما: إن هذه الأخبار كانت مشهورة بين الصحابة، لم يختلفوا في قبولها، مع وقوع الكلام بينهم في التفضيل، ولم يقع من أحدهم الردة والنكير، ولم يجروه مجرى أخبار الآحاد. والثاني: إن أمير المؤمنين أنشد ذلك أهل الشورى، مع سائر الفضائل، وقام به خطيبا عليهم، ومعرفا حالهم، فأقروا بذلك. فكما ظهر فيهم ظهر في غيرهم، فلم ينكروا كلا الوجهين. فدل على صحة الخبر (2). ترجمته 1 - الخطيب: سمع علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني و... وكان ينتحل مذهب الشافعي في الفروع ومذاهب المعتزلة في الأصول، وله في ذلك مصنفات، وولي قضاء القضاة بالري، وورد بغداد حاجا وحدث بها، حدثنا عنه... مات عبد الجبار بن أحمد قبل دخولي الري في رحلتي إلى خراسان، وذلك في سنة 415 (3).

(هامش)

(1) كذا، ولعله سفينة . (2) المغني ج 20 / ق 2 ص 122. (3) تاريخ بغداد 11 / 113. (*)

ص 229

الرافعي: الخامس: عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار بن أحمد ابن خليل بن عبد الله الأسد آبادي، قاضي القضاة، أبو الحسن، تولى القضاء: بالري، وقزوين، وأبهر، وزنجان، وسهرورد، وقم، ودنباوند، وغيرها، وهذه نسخة عهده حين استقضي في هذه البلاد، أنشأه الصاحب إسماعيل بن عباد... ثم أورد متن العهد، وهو الذي تلقبه المعتزلة قاضي القضاة، ولا يطلقون هذا اللقب على سواه ولا يعنون به عند الاطلاق غيره، كان إمام أهل الاعتزال في زمانه، وكان ينتحل مذهب الشافعي في الفروع، وله التصانيف السائرة والذكر الشائع بين الأصوليين، عمر دهرا طويلا حتى ظهر له الأصحاب، وبعد صيته، ورحلت إليه اللاب... (2). وأنظر: 1 - الأنساب 1 / 225. 2 - المختصر في أخبار البشر 2 / 162. 3 - مرآة الجنان 3 / 29. 4 - طبقات المفسرين 1 / 256. 5 - دول الإسلام 1 / 247. 6 - شذرات الذهب 3 / 202.

(هامش)

(1) التدوين بذكر أهل العلم بقزوين 3 / 119. (2) طبقات السبكي 5 / 97. (*)

ص 230

(33) رواية أبي نعيم الإصبهاني وتصنيفه في هذا الحديث

 لقد جمع أبو نعيم الإصبهاني طرق حديث الطير في مصنف منفرد، فقد قال ابن تيمية: قال أبو موسى المديني: قد جمع غير واحد من الحفاظ طرق حديث الطير للاعتبار والمعرفة: كالحاكم النيسابوري وأبي نعيم، وابن مردويه (1). أقول: ومن روايات هذا الكتاب ما يلي: نا علي بن حميد الواسطي، نا أسلم بن سهل قال: نا محمد بن صالح بن هران قال: نا عبد الله بن محمد ابن عمارة قال: سمعت من مالك بن أنس. ح عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس: قال: بعثتني أم سليم إلى رسول الله بطير مشوي - ومع أرغفة من شعير - فأتيته به فوضعته بين يديه، فقال: يا أنس ادع لنا من يأكل معنا هذا الطير، اللهم ائتنا بخير خلقك، فخرجت فلم يكن بي همة إلا رجل من أهلي أيه فادعوه، فإذا أنا بعلي بن أبي طالب، فدخلت فقال: أما وجدت أحدا؟ فقلت: لا، قال: انظر، فنظرت فلم أجد أحد إلا عليا، ففعلت ذلك ثلاث مرات، فرجعت فقلت: هذا علي ابن أبي طالب فقال: إئذن له، اللهم وإلي، اللهم وإلي . وقال أبو نعيم، بترجمة ابن أبي ليلى: حدثنا محمد بن المظفر قال: ثنا زيد بن محمد قال: ثنا أحمد بن محمد بن الحميم قال: نا رجا بن الجارود أبو

(هامش)

(1) منهاج السنة 4 / 99.

ص 231

المنذر قال: ثنا سليمان بن محمد المباركي قال: ثنا محمد بن جرير الصنعاني - وأثنى عليه خيرا - قال: ثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن سعد ابن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في علي بن أبي طالب ثلاث خصال: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، وحديث الطير، وحديث غدير خم. غريب من حديث شعبة والحكم، ما كتبناه إلا من هذا الوجه (1). وقال أبو نعيم: حدثنا علي بن حميد الواسطي، ثنا أسلم بن سهل، ثنا محمد بن صالح ابن مهران، ثنا عبد الله بن محمد بن عمارة القداحي ثم السعدي قال: سمعت قذا من مالك بن أنس سماعا يحدثنا به عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال: بعثتني أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطير مشوي - ومعه أرغفة ن شعر -، فأتيته به، فوضعته بين يديه، فقال: يا أنس، ادع لنا من يأكل معنا من هذا الطير، اللهم آتنا بخير خلقك، فخرجت فلم تكن لي همة إلا رجل من أهلي آتيه فادعوه، فإذا أنا بعلي بن أبي طالب، فدخلت، فقال: أما وجدت أحدا؟ قلت: لا، قال: انظر، فنظرت فلم أجد أحدا إلا عليا ففعلت ذلك ثلاث مرات، ثم خرجت فرجعت فقلت: هذا علي بن أبي طالب يا رسول الله، فقال: إئذن له، اللهم وال، اللهم وال، وجعل يقول ذلك بيده، وأشار بيده اليمنى يحركها. غريب من حديث مالك وإسحاق. رواه الجم الغفير عن أنس. وحديث مالك لم نكتبه إلا من حديث القداحي، تفرد به (2).

(هامش)

(1) حلية الأولياء 4 / 356. (2) حلية الأولياء 6 / 339. (*)

ص 232

وقال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر الطلحي ومحمد بن عبد الله الكاتب قالا: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا الحسن بن حماد، ثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع، عن عيسى بن عمر، عن إسماعيل السدي، عن أنس: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده طائر فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي فأذن له، فأكل معه (1). وقال: حدثنا أبو بكر ابن خلاد ثنا محمد بن هارون بن مجمع، ثنا الحجاج ابن يوسف بن قتيبة ثنا بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طير مشوي، فلما وضع بين يديه قال: اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطير، فقرع الباب فقلت: من هذا؟ فقال: علي، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة. الحديث (2). كتاب حلية الأولياء وكتاب (حلية الأولياء) من أشهر كتب أبي نعيم الإصبهاني وأحسنها، وهو من مرويات السيوطي والثعالبي وغيرهما، كما علمت سابقا، وقال ابن خلكان بترجمته: وكتابة الحلية من أحسن الكتب (3).

(هامش)

(1) تاريخ إصبهان 1 / 205. (2) تاريخ إصبهان 1 / 232. (3) وفيات الأعيان 1 / 91. (*)

ص 233

وقال الذهبي: صنف التصانيف الكبار المشهورة في الأقطار (1) وقال البكي: قال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا شرقا ولا غربا أعلى إسنادا منه ولا أحفظ، وكانوا يقولون: لما صنف كتاب الحلية حمل إلى نيسابور حال حياته، واشتروه بأربع مائة دينار، وقال ابن الفضل الحافظ: قد جمع شيخنا السلفي أخبار أبي نعيم، وذكر من حدث عنه، وهم نحو ثماني رجلا، قال: ولم يصنف مثل كتابه حلية الأولياء، سمعناه على أبي المظفر القاساني عنه، سوى فوت عنه يسير (2). وقال الصفدي: أملى في فنون الحديث كتبا سارت في البلاد وانتفع بها العباد... وصنف مصنفات كثيرة منها: حلية الأولياء، والمستخرج على الصحيحين، ذكر فيهما أحاديث ساوى فيها البخاري ومسلم، وأحاديث علا عليهما فيها كأنهما سمعاها منه، وذكر فيهما حديثا كان البخاري ومسلم سمعاه ممن سمعه منه... ولما كتب كتاب الحلية وحمل إلى نيسابور بيع بأربعمائة دينار (3). وقال ابن قاضي شهبة الأسدي: وله التصانيف المشهورة، منها: كتاب الحلية، وهو كتاب جليل حفيل (4). وفي (فيض القدير): قالوا: لما صنف بيع في حياته بأربع مائة دينار، واشتهرت بركته وعلت في الخافقين درجته، وناهيك بقول الإمام أبي عثمان الصابوني - كما نقله عنه في الضوء وغيره - كل بيت فيه حلية الأولياء لأبي نعيم

(هامش)

(1) العبر 3 / 170. (2) طبقات الشافعية 4 / 18. (3) الوافي بالوفيات 7 / 81. (4) طبقات الشافعية 1 / 206. (*)

ص 234

لا يدخل [لا يدخله] الشيطان (1). وفي (كشف الظنون): ... وهو كتاب حسن معتبر... (2). هذا، وقد ذكر (الدهلوي) بترجمة أبي نعيم من (بستان المحدثين): إن من نوادر كتبه كتاب حلية الأولياء الذي لم يصنف له نظير في الإسلام . ترجمته ولقد ترجم لأبي نعيم وأثنى عليه كبار أئمة علماء أهل السنة كما لا يخفى على من راجع: 1 - الكامل لابن الأثير 9 / 466. 2 - وفيات الأعيان 1 / 91. 3 - تذكرة الحفاظ 3 / 1092. 4 - طبقات القراء 1 / 71. 5 - العبر 3 / 170. 6 - طبقات السبكي 4 / 18. 7 - الوافي بالوفيات 7 / 81. 8 - مرآة الجنان 3 / 52. 9 - طبقات الأسنوي 2 / 474. 10 - طبقات الحفاظ: 423. وغيرها، وقد أوردنا ترجمته بالتفصيل في مجلد حديث التشبيه.

(هامش)

(1) فيض القدير 1 / 28. (2) كشف الظنون 1 / 689. (*)

ص 235

(34) تصنيف ابن حمدان في طرق هذا الحديث لقد جمع أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان - وهو من مشاهير الحفاظ - طرق حديث الطير في مجلد، وقد ذكر المترجمون له هذا الكتاب في مؤلفاته. قال الذهبي: ابن حمدان الإمام الحافظ الثبت، أبو طاهر، محمد بن أحمد بن علي ابن حمدان، خراساني رحال، صحب الحاكم ابن البيع، وتخرج به، وسمع... وله تواليف منها: طرق حديث الطير. سمع منه... (1). وقال: ابن حمدان الحافظ، أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان، الخراساني، أحد الرحالين المصنفين المجود أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي ابن حمدان الخراساني، أحد الرحالين المصنفين. صحب أبا عبد الله الحاكم وتخرج به، سمع من: أبي بكر الطرازي، والحافظ أبي بكر الجوزقي، وأبي الحسين القنطري، وأبي طاهر بن خزيمة، وزاهر بن أحمد الفقيه، وإبراهيم ابن محمد بن موسى السرخسي، ونحوهم بنيسابور... وله مسند بهز بن حكيم، وطرق حديث الطير. سمع منه: أبو سعيد محمد بن أحمد بن حسين النيسابوري، توفي سنة

(هامش)

(1) سير أعلام النبلاء 17 / 663. (*)

ص 236

441... (1). وقال السيوطي: ابن حمدان الحافظ المجود، أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان الخراساني، أحد الرحالين المصنفين، صحب الحاكم وتخرج به، وسمع الطبراني، والجوزقي، وله مسند بهز بن حكيم، وطرق حديث الطير، مات سنة 441 (2).

 (35) رواية أبي الحسن العطار

 قال ابن المغازلي أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي رحمه الله - بقراءتي عليه فأقر به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة - قلت: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقا الحافظ الواطي رحمه الله، نا أبو الحسن علي بن محمد بن صدقة الجوهري الواسطي رحمه الله - سنة ثلاث وثلاثمائة - نا محمد بن زكريا بن دويد العبدي، نا حميد الطويل عن أنس بن مالك، قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحمامة مشوية فقال: اللهم ابعث إلي أحب خلقك إليك وإلى نبيك يأكل معنا من هذه المائدة، قال: فأتى علي فقال: يا أنس استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فقلت: النبي عنك مشغول، فرجع علي ولم يلبث إلا قليلا أن رجع فقال: يا أنس

(هامش)

(1) تذكرة الحفاظ 3 / 1111. (4) طبقات الحفاظ: 426. (*)

ص 237

استأذن لي على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: النبي عنك مشغول، فرجع ولم يلبث إلا قليلا أن رجع فقال: يا أنس استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهممت أن أقول مثل قولي الأول والثاني، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم من داخل الحجرة كلام علي فقال: أدخل يا أبا الحسن، ما أبطأ بك عني؟ قال: جئت يا رسول الله، هذه الثالثة، كل ذلك يردني أنس يقول: النبي عنك مشغول، فقال: يا أنس ما حملك على هذا؟ فقال: يا رسول الله، سمعت الدعوة فأحببت أن يكون رجلا من قومي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أنس، كل يحب قومه (1). ترجمته قال الذهبي في حوادث 441: وأحمد بن المظفر بن أحمد بن يزداد الواسطي العطار، أبو الحسن، راوي مسند مسدد عن ابن السقا، توفي في شعبان (2).

 (36) رواية أبي بكر البيهقي

 ورواه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي - الذي يرى صاحب المشكاة أن إسناد الحديث إليه كإسناده إلى رسول الله صلى عليه وسلم - فقد قال ابن الجوزي: أنا زاهر بن طاهر قال: أنبأنا إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبو بكر

(هامش)

(1) مناقب علي بن أبي طالب: 156. (2) العبر في خبر من غبر 2 / 278. (*)

ص 238

البيهقي قالا: أنا محمد بن عبد الله الأندلسي قال: نا سليمان بن أحمد اللخمي قال: نا أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي قال: نا أبو حمة محمد بن يوسف اليمامي قال: نا أبو قرة يوسف بن طارق، عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله، عن أنس بن مالك قال: بينا أنا واقف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أهدي إليه طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي، فقلت: رسول الله على حاجة ثم جاء فدخل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وإلي اللهم وإلي. فأكل معه (1). أقول: لقد سكت ابن الجوزي عن الكلام على هذا الطريق، وسكوته إقرار بصحته، وقد تقدم هذا الطريق تحت عنوان أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي وعرفت صحته. وقال الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي: أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الحافظ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن علي الروذباري، أخبرنا أبو بكر محمد بن مهرويه بن عباس بن سنان الرازي، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسماعيل الأزرق، عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار،

(هامش)

(1) العلل المتناهية 1 / 230. (*)

ص 239

فجاء علي، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، قال: فذهب ثم جاء فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، فذهب ثم جاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إفتح، ففتحت، ثم دخل، فقال: ما حديثك يا علي؟ فقال: هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس، يزعم أنك على حاجة!! قال: ما حملك على ما صنعت يا أنس؟ قال: سمعت دعاءك فأحببت أن تكون في رجل من قومي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرجل قد يحب قومه (1). ترجمته والبيهقي - هذا - من أكابر أئمة أهل السنة ومشاهير حفاظهم، وقد أثنى عليه علماؤهم الثناء البالغ، كما لا يخفى على من راجع: 1 - معجم البلدان 1 / 538. 2 - الأنساب 2 / 381. 3 - التاريخ الكامل 10 / 52. 4 - وفيات الأعيان 1 / 75. 5 - تذكرة الحفاظ 2 / 1132. 6 - دول الإسلام 1 / 269. 7 - المختصر في أخبار البشر 2 / 185. 8 - طبقات السبكي 4 / 8. 9 - الوافي بالوفيات 6 / 354. 10 - طبقات الحفاظ: 433. وغيرها، وهذه خلاصة ما ذكره السبكي بترجمته:

(هامش)

(1) مناقب أمير المؤمنين: 64. (*)

ص 240

أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى الحافظ، أبو بكر البيهقي النيسابوري الخسروجردي، كان الإمام البيهقي أحد أئمة المسلمين وهداة المؤمنين والدعاة إلى حبل الله المتين، فقيه جليل، حافظ كبير، أصولي نحرير، زاهد ورع، قانت لله، قائم بنصرة المذهب، أصولا وفروعا، جبلا من جبال العلم. اشتغل بالتصنيف بعد أن صار أوحد زمانه وفارس ميدانه، وأحذق المحدثين ذهنا وأسرعهم فهما وأجودهم قريحة، وبلغت تصانيفه ألف جزء، ولم يتهيأ لأحد مثلها. أما السنن الكبير فما صنف في علم الحديث مثله تهذيبا وترتيبا وجودة، وأما المعرفة معرفة السنن والآثار فلا يستغني عنه فقيه شافعي، وسمعت الشيخ الإمام [الوالد - ظ] رحمه الله يقول: مراده معرفة الشافعي بالسنن والآثار، وأما المبسوط في نصوص الشافعي فما صنف في نوعه مثله، وأما كتاب الأسماء والصفات فلا أعرف له نظيرا، وأما كتاب الاعتقاد، وكتاب دلائل النبوة، وكتاب شعب الايمان، وكتاب مناقب الشافعي، وكتاب الدعوات الكبير، فأقسم ما لواحد منها نظير، وأما كتاب الخلافيات فلم يسبق إلى نوعه ولم يصنف مثله، وهو طريقة مستقلة حديثية لا يقدر عليها إلا مبرز في الفقه والحديث. قال عبد الغفار: وكان على سيرة العلماء، قانعا من الدنيا باليسير، متجملا في زهده وورعه، عاد إلى الناحية في آخر عمره، وكانت وفاته بها. قال شيخنا الذهبي: كان البيهقي واحد زمانه، وفرد أقرانه، وحافظ أوانه... وقال إمام الحرمين: ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا البيهقي، فإنه له على الشافعي منة... .

ص 241

(37) رواية أبي غالب ابن بشران النحوي

 قال ابن المغازلي: أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل النحوي - رحمه الله، إذنا - أن أبا نصر بن محمد بن أحمد بن سهل بن مردويه البزاز - حدثهم إملاء في صفر سنة أربعمائة - نا أحمد بن عيسى الناقد، نا صالح بن مسمار، نا ابن أبي فديك، نا الحسن بن عبد الله، عن نافع، عن أنس بن مالك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرب إليه الطير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي بن أبي طالب، فأكل معه (1). ترجمته 1 - الذهبي حوادث سنة 462: وأبو غالب بن بشران الواسطي، صاحب اللغة، محمد بن أحمد بن سهل المعدل الحنفي، ويعرف بابن الخالة، وله اثنتان وثمانون سنة، ولم يكن بالعراق أعلم منه باللغة، روى عن أحمد بهرى وطبقته (2). 2 - وقال: العلامة، شيخ الأدب، أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل ابن بشران، الواسطي، اللغوي، الحنفي، المعدل، وكان جده للأم هو ابن عم المحدث أبي الحسين ابن بشران. مولد أبي غالب في سنة 380. وسمع من... روى عنه... وقال أحمد بن صالح الجيلي: كان أحد شهود واسط، وكان عالما

(هامش)

(1) مناقب علي بن أبي طالب: 167. (2) العبر، حوادث 462. (*)

ص 242

بالأدب، رواية له، ثقة، بارعا في النحو، صار شيخ العراق في اللغة في وقته، وانتهت الرحلة إليه في هذا العلم... مات في نصف رجب سنة 462. قلت: شاخ وعمر (1). 3 - عبد القادر القرشي ... أحد الأئمة في اللغة، مولده سنة 380، سمع وحدث وحرض، روى عنه فضل الله بن محمد العراقي، قال السمعاني في ذيله: أحد الأئمة اللغوية [كان] فاضلا مكثرا بارعا شيخ العراق في وقته، مات رحمه الله تعالى سنة 462 . (2). 4 - اليافعي: وفيها الإمام اللغوي أبو غالب... (3).

 (38) رواية ابن عبد البر

 رواه في سياق فضائل سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال: وأهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث طوائر فقال: اللهم سق أحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي - رضي الله عنه - فقال: كل يا علي فأنت أحب خلق الله إليه (4). ترجمته أثنى عليه وبالغ في مدحه، ووصفه بأجل الصفات جميع الأعلام (1) سير أعلام النبلاء 18 / 235. (2) الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2 / 11. (3) مرآة الجنان، حوادث 462. (4) بهجة المجالس. (*)

ص 243

المترجمين له، في الكتب والتواريخ، راجع منها: 1 - الأنساب القرطبي. 2 - وفيات الأعيان 7 / 66. 3 - تذكرة الحفاظ 3 / 1128. 4 - المختصر في أخبار البشر 2 / 187. 5 - تتمة المختصر 1 / 564. 6 - مرآة الجنان 3 / 89. 7 - دول الإسلام 1 / 273. 8 - طبقات الحفاظ: 432. وقد أوردنا ترجمته عن هذه وغيرها في مجلد حديث الولاية. كتاب بهجة المجالس وكتابه (بهجة المجالس وأنس الجالس) من الكتب المعتبرة كما نص عليه في (كشف الظنون) حيث قال: بهجة المجالس وأنس الجالس للحافظ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي، المتوفى سنة 463، وهو في مجلد، من الكتب المعتبرة في المحاضرات، مرتب على مائة وأربعة وعشرين بابا... (1).

 (39) رواية الخطيب البغدادي

 لقد روى حديث الطير في (تاريخه) بطرق عديدة، قال ابن شهرآشوب:

(هامش)

(1) كشف الظنون 1 / 258. (*)

ص 244

ورواه ابن بطة في الإبانة من طريقين، والخطيب أبو بكر في تاريخ بغداد، من سبعة طرق (1). أقول: منها: قوله: أخبرنا التنوخي، حدثنا أبو الطيب ظفران بن الحسن بن الفيرزان النخاس المعروف بالفافا - في سنة 384 - حدثنا أبو هارون موسى بن محمد ابن هارون الأنصاري، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم الرازي، حدثنا حفص ابن عمر المهرقاني. وأخبرنا أبو بكر عبد القاهر بن محمد بن عترة الموصلي، أخبرنا أبو هارون موسى بن محمد الأنصاري الرازي، حدثنا أحمد - يعني ابن علي الخراز - حدثنا محمد بن عاصم الرازي، حدثنا حفص بن عمر المهرقاني: حدثنا النجم بن بشير، عن إسماعيل بن سليمان - أخي إسحاق بن سليمان - الرازي، عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن أنس بن مالك قال: أبي النبي - صلى الله عليه وسلم - بطائر فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء على بن أبي طالب فدق الباب، وذكر الحديث (2). وقوله: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي - بصور - أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني، حدثنا محمد بن مخلد، حدثني أبو محمد علي بن الحسن إبراهيم بن قتيبة نب جبلة القطان، حدثنا سهل بن زنجلة، حدثنا البصاح - يعني ابن محارب - عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن

(هامش)

(1) مناقب آل أبي طالب 2 / 282. (2) تاريخ بغداد 9 / 369. (*)

ص 245

مرد، عن أبيه، عن جده وعن أنس بن مالك قالا: أهدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طير - ما نراه إلا حبارى - فقال: اللهم ابعث إلي أحب أصحابي إليك يؤاكلني هذا الطير. وذكر الحديث (1). وقوله: أنبأنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح، حدثنا محمد بن القاسم النحوي أبو عبد الله، حدثنا أبو عاصم، عن أبي الهندي عن أنس قال: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بطائر فقال: اللهم آتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي، فحجبته مرتين، فجاء في الثالثة فأذنت له فقال: يا علي ما حسبك؟ قال: هذه ثلاث مرات قد جئتها فحجبني أنس. قال: لم يا أنس؟ قال: سمعت دعوتك يا رسول الله، فأحببت أن يكون رجلا من قومي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل يحب قومه (2). وقوله: قرأت في كتاب عبيد الله بن أحمد النحوي - المعروف بجحجح - سماعه من أحمد بن كامل قال: قال لنا محمد بن موسى البربري: رأيت شيخا في المسجد الجامع بالرصافة - سنة 29 - طويلا أسود يخضب بالحناء فسمعته يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: أهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - طير فقال: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطير وذكر الحديث. فسألت عن الشيخ فقيل: هذا دينار خادم أنس بن مالك (3). قلت: وقد سكت الحافظ الخطيب البغدادي عن التكلم في سند

(هامش)

(1) تاريخ بغداد 11 / 376. (2) تاريخ بغداد 3 / 171. (3) تاريخ بغداد 8 / 382. (*)

ص 246

الحديثين الأول والثاني، وكذلك الآخران غير أنه ذكر أن أبا الهندي و دينارا الراويين عن أنس مجهولان. * ثم إن الخطيب أخرج هذا الحديث في كتاب (موضح أوهام الجمع التفريق) حيث قال: أخبرني أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه قال: حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق - إملاء - حدثنا أحمد بن القاسم بن مسار الجوهري، حدثنا مسلم بن كيسان الضبي، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيار، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك. قال أنس فقلت: اللهم إن شئت جعلته رجلا من الأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنت بأول رجل أحب قومه، فجاء علي، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم وإلي (1). وقال الخطيب: أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، حدثنا محمد بن إسحاق القطيعي، حدثنا أحمد بن نصر بن طالب حدثنا عبد الملك بن يحيى ابن عبد الله بن بكير، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن المغيرة، عن أبي الخليل قال: حدثني أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: أهدت أم أيمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير. فدخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: اللهم وإلي. قال أحمد بن نصر: أبو الخليل هذا اسمه: عائذ بن شريح (2). * ثم إن كثيرا من الأعلام أخرجوا هذا الحديث عن الخطيب بهذه

(هامش)

(1) موضح أوهام الجمع والتفريق 2 / 398. (2) موضح أوهام الجمع والتفريق 2 / 304. (*)

ص 247

الأسانيد: كالحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق، بترجمة أمير المؤمنين عليه السلام، كالحديث رقم: 628، 638. وكالحافظ ابن كثير في تاريخه 7 / 351. وكالحافظ الكنجي في كفاية الطالب: 59. كما ستعلم رواية الخطيب هذا الحديث من كلام شهاب الدين أحمد الآتي في محله، إن شاء الله تعالى. ترجمته 1 - السمعاني 6 والإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي، الخطيب الحافظ الثابتي البغدادي، صاحب التصانيف في الحديث، منها كتاب تاريخ مدينة السلام بغداد، أشهر من أن يذكر... (1). وفيه أيضا: ... كان أمام عصره بلا مدافعة، وحافظ وقته بلا منازعة، صنف قريبا من مائة مصنف صارت عمدة لأصحاب الحديث، منها التاريخ الكبير لمدينة السلام بغداد... (2). 2 - السمعاني أيضا: والخطيب في درجة القدماء من الحفاظ والأئمة الكبار: كيحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن أبي خيثمة، وطبقتهم، وكان علامة العصر، اكتسى به هذا الشأن غضارة وبهجة ونضارة، وكان مهيبا وقورا نبيلا خطيرا، ثقة صدوقا متبحرا، حجة فيما يصنفه ويقوله ويجمعه، حسن النقل والخط، كثير الشكل والضبط، قاريا للحديث فصيحا، وكان في درجة الكمال والرتبة العليا خلقا وخلقا وهيأة ومنظرا، إنتهى إليه علم

(هامش)

(1) الأنساب - الثابتي. (2) الأنساب - الخطيب. (*)

ص 248

الحديث وحفظه، وختم به الحفاظ رحمهم الله... (1). 3 - ابن خلكان: الحافظ أبو بكر... صاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنفات المفيدة، كان من الحفاظ المتقنين والعلماء المتبحرين، ولم لم يكن له سوى التاريخ لكفاه، فإنه يدل على اطلاع عظيم، وصنف قريبا من مائة مصنف، وفضله أشهر من أن يوصف... وكان قد انتهى إليه علم الحديث وحفظه في وقته... (2). 4 - الذهبي: الخطيب الإمام الأوحد صاحب التصانيف وخاتمة الحفاظ، ولد سنة 392... كتب الكثير وتقدم في هذا الشأن وبذ الأقران وجمع وصنف وصحح وعلل وجرح وعدل وأوضح، وصار أحفظ أهل عصره على الاطلاق... وكان من كبار الشافعية... قال ابن ماكولا: كان أبو بكر آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظا وإتقانا وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفننا في علله وأسانيد، وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه، ولم يكن للبغداديين بعد أبي الحسن الدارقطني مثله. سألت أبا عبد الله الصوري عن الخطيب وأبي نصر السجزي أيهما أحفظ؟ ففضل الخطيب تفضيلا بينا. قال المؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب، وقال أبو علي البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه... وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه: أبو بكر الخطيب يشبه الدارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب، وقال أبو علي البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه... وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه: أبو بكر الخطيب يشبه الدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه، وقال أبو الفتيان الحافظ: كان الخطيب إمام هذه الصنعة، ما رأيت مثله... وقال السلفي: سألت شجاعا الذهلي عن الخطيب فقال: إمام مصنف حافظ لم يدرك مثله... (3).

(هامش)

(1) ذيل تاريخ بغداد - مخطوط. (3) سير أعلام النبلاء 18 / 270. (*)

ص 249

5 - الذهبي أيضا: الخطيب الحافظ الكبير، الإمام محدث الشام والعراق (1). 6 - الذهبي أيضا حوادث 463: وأبو بكر الخطيب، أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي، البغدادي الحافظ، أحد الأئمة الأعلام وصاحب التواليف المنتشرة في الإسلام. قال: ولدت سنة 392... وتوفي ببغداد في سابع ذي الحجة، رحمه الله (2). 7 - ابن الأثير: في حوادث السنة المذكورة: وفي هذه السنة في ذي الحجة توفي الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، صاحب التاريخ، والمصنفات الكثيرة ببغداد، وكان إمام الدنيا في زمانه، وممن حمل جنازته الشيخ أبو إسحاق الشيرازي (3). 8 - أبو الفداء: كان إمام الدنيا في زمانه، وممن حمل جنازته الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وصنف تاريخ بغداد الذي ينبئ عن اطلاع عظيم، وكان من الحفاظ المتبحرين، وكان فقيها وغلب عليه الحديث والتاريخ، ومولده في جمادى الأخرى سنة 392. وكان الخطيب المذكور في وقته حافظ المشرق، وأبو عمر يوسف بن عبد البر صاحب الإستيعاب حافظ المغرب، وماتا في هذه السنة، ولم يكن للخطيب عقب، وصنف أكثر من ستين كتابا، ووقف جميع كتبه رحمه الله (4). وراجع أيضا إن شئت: 1 - معجم الأدباء 4 / 13. 2 - الوافي بالوفيات 7 / 190.

(هامش)

(1) تذكرة الحفاظ 3 / 1134. (2) العبر 3 / 253. (3) الكامل 10 / 68. (4) المختصر في أخبار البشر 2 / 187. (*)

ص 250

3 - مرآة الجنان 3 / 87. 4 - طبقات السبكي 4 / 29. 5 - طبقات الحفاظ: 434. 6 - تتمة المختصر 1 / 564. 7 - النجوم الزاهرة 5 / 87. 8 - طبقات الأسنوي 1 / 201. 9 - طبقات الأسنوي 1 / 201. 10 - البداية والنهاية 12 / 101.

 (40) رواية ابن المغازلي

 رواه بطرق عديدة وألفاظ مختلفة وهذه نصوص عباراته (1). حدثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الحلواني قال: حدثنا يوسف بن عدي قال: حدثنا حماد بن مختار - من أهل الكوفة - عن عبد الملك بن عمير، عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعام، فوضع بين يديه فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، قال: فجاء علي بن أبي طالب فدق الباب، قلت من ذا؟ قال: أنا علي، قال [قلت - ظ]: النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة، فأتى ثلاث مرات، كل ذلك يجئ فأرده، فضرب الباب برجله فدخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حسبك؟ قال: جئت ثلاث مرات، كل ذلك يقول [أنس] النبي على حاجة، فقال لي: ما حملك على ذلك؟ قال [قلت. ظ]

(هامش)

(1) مناقب علي بن أبي طالب: 156 - 175.

ص 251

كنت أحب أن يكون رجل من قومي . حديث الطائر وطرقه: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي رحمه الله - بقراءتي عليه، فأقر به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة - قلت: أخبر كم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني، الملقب بابن السقا الحافظ الواسطي - رحمه الله تعالى - نا أبو الحسن علي بن محمد بن صدقة الجوهري الواسطي - رحمه الله تعالى، سنة ثلاث وثلاثمائة - نا محمد بن زكريا بن دويد العبدي، نا حمى الطويل، عن أنس بن مالك قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحمامة مشوية، فقال: اللهم ابعث إلي أحب خلقك إليك وإلى نبيك يأكل معنا من هذه المائدة، قال: فأتى علي فقال: يا أنس، استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فقلت: النبي عنك مشغول، فرجع ولم يلبث إلا قليلا أن رجع فقال: يا أنس، استأذن لي على النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: النبي عنك مشغول، فرجع ولم يلبث إلا قليلا أن رجع فقال: يا أنس، استأذن لي على النبي صلى الله عليه وسمل، فهممت أن أقول مثل قولي الأول والثاني، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم من داخل الحجرة كلام علي فقال: أدخل أبا الحسن، ما أبطأ بك عني / قال: جئت يا رسول الله [مرتين] هذه الثالثة، كل ذلك يردني أنس يقول: النبي صلى الله عليه وسلم عنك مشغول، فقال: يا أنس ما حملك على هذا؟ فقال يا رسول الله سمعت الدعوة فأحببت أن يكون رجلا من قومي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أسن كل يحب قومه. أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان السمسار - بقرائتي عليه، فأقر به سنة تسع وأربعين وأربعمائة - قلت له: حدثكم القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الحنوطي الحافظ الواسطي، وأخبرنا القاضي أبو علي إسماعيل بن محمد بن الطيب الفقيه

ص 252

العرفا الواسطي - بقراءتي عليه فأقر به - قلت له: أخبركم أبو بكر أحمد بن عبيد بن المفضل بن سهل بن بري الواسطي، وأخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد ابن سهل النحوي - سنة أربع وخمسين وأربعمائة - نا أبو الحسن علي بن الحسن الجاذري الطحان قالوا: نا محمد بن عثمان بن سمعان المعدل الحافظ الواسطي، نا أبو الحسن أسلم بن سهل الرزاز المعروف ببحشل الواسطي، نا وهب بن بقية أبو محمد الواسطي، نا إسحاق بن يوسف الأزرق - وهو واسطي - عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أنس بن مالك قال: دخلت على محمد بن الحجاج فقال: يا أبا حمزة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا، ليس بينك وبينه فيه أحد، فقلت: تحدثوا، فإن الحديث شجون يجر بعضه بعضا، فذكر إنسان حديثا عن علي بن أبي طالب، فقال له محمد بن الحجاج: عن أبي تراب تحدثنا؟! دعنا من أبي تراب! فغضب أنس وقال: ألعلي تقول هذا؟ [أما والله إذا قلت هذا] لأحدثنك حديثا فيه سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس بيني وبينه أحد: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يعاقيب، فأكل منها وفضلت فضلة وشيء من خبز، فلما أصبح أتيته به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء رجل فضرب الباب، فرجوت أن يكون رجلا من الأنصار، فإذا بعلي فقلت [رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة] فرجع، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء رجل فضرب الباب، وإذا به علي، فقلت: أليس إنما جئت الساعة، فرجع، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء رجل فضرب الباب، وإذا به علي، فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إئذن له، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم وإلي، اللهم وإلي.

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الثالث عشر

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب