ص 253
قال أسلم: روي هذا الحديث عن أنس بن مالك: يوسف بن إبراهيم الواسطي. وإسماعيل بن
الأزرق. والزهري. وإسماعيل السدي. وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. وثمامة بن عبد
الله بن أنس. وسعيد بن زربي. قال ابن سمعان: سعيد بن زربي إنما حدث بن عن أنس. وقد
روى جماعة عن أنس منهم: سعيد بن المسيب. وعبد الملك بن عمير. ومسلم الملائي.
وسليمان بن الحجاج الطائفي. وابن أبي الرجال المدني. وأبو الهندي. وإسماعيل بن عبد
الله بن جعفر. ويغنم بن سالم بن قنبر. وغيرهم. قال ابن سمعان: ووهم ابن أسلم في
قوله: سعيد بن زربي، لأن سعيد ابن زربي إنما حدث بن عن ثابت البناني عن أنس. أخبرنا
أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قلت له: أخبركم أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن
بن شاذان البزاز البغدادي - إذنا - أن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع حدثهم: نا
جدي، نا عبد الله بن موسى نا إسماعيل
ص 254
ابن أبي المغيرة، عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أطيار،
فقسمها بين نسائه، فأصاب كل امرأة منهن ثلاثة، فأصبح عند بعض نسائه طيران، فبعث
بهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك
يأكل معي من هذا الطعام، فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فجاء علي، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: انظر من على الباب، فنظرت فإذا علي، فقلت له: رسول الله
على حاجة، ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله، فجاء علي فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
يا أنس انظر من على الباب؟ فنظرت فإذا علي [حتى فعل ذلك ثلاثا] ففتحت له فدخل يمشي
وأنا خلفه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما حسبك؟ فقال: هذا آخر
ثلاث مرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ما حملك على ما صنعت؟ قلت يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلا من قومي،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل قد يحب قومه، إن الرجل قد يحب قومه،
إن الرجل قد يحب قومه. أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان أن أبا الحسين محمد بن المظفر
بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي أخبرهم - إذنا - حدثنا محمد بن موسى الحضرمي بمصر،
حدثنا محمد بن سليمان، حدثنا أحمد بن يزيد، حدثنا زهير، حدثنا عثمان الطويل، عن أنس
بن مالك قال: أهدي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم طير كان بعجبه أكله فقال: اللهم
ائتني بأحب خلقك إليك يأكل من هذا الطائر معي، فجاء علي فاستأذن على النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فقلت: ما عليه إذن - وكنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار - فذهب ثم
رجع فقال: استأذن لي عليه: فسمع النبي كلامه فقال: أدخل يا علي، ثم قال: وإلي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن
ص 255
حيويه الخزاز وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز البغداديان - إذنا
- أن الحسين بن محمد حدثهم قال: حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة الأصفهاني، حدثنا
بشر بن الحسين، حدثني الزبير بن عدي، عن أنس قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم طير مشوي، فلما وضع بين يديه قال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي
من هذا الطائر، قال: فقلت في نفسي: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، قال: فجاء علي
فقرع الباب قرعا خفيفا فقلت: من هذا؟ فقال: علي. فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم على حاجة، فانصرف. قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فسمعته يقول الثانية: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فقلت في
نفسي: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، قال: فجاء علي فقرع الباب فقلت: ألم أخبرك أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حاجة؟ فانصرف ورجعت إلى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فسمعته يقول الثالثة: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا
الطير، فجاء علي فضرب الباب ضربا شديدا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
إفتح إفتح إفتح! قال: فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: اللهم
وإلي، اللهم وإلي، اللهم وإلي. قال: فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فأكل معه من الطير. أخبرنا محمد بن علي إجازة أن أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين
الواعظ حدثهم قال: حدثنا محمد بن الحسين الجواربي، حدثنا إبراهيم بن صدقة، حدثنا
يغنم بن سالم، حدثنا أنس قال: أهدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طائر... وذكر
الحديث. أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي - قدم علينا واسطا،
بقراءتي عليه فأقر به - قلت له: أخبركم عمر بن أحمد بن شاهين أبو حفص
ص 256
- إذنا - حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا حسين
بن محمد، حدثنا سليمان بن قرم، عن محمد بن شعيب، عن داود بن علي بن عبد الله بن
عباس، عن أبيه عن جده: ابن عباس قال: أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطائر
فقال: اللهم ائتني برجل يحبه الله ورسوله، فجاء علي فقال: اللهم وإلي. هذا حديث
غريب تفرد به حسين المروزي عن سليمان بن قرم ولم يحدث به إلا إبراهيم بن سعيد.
أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي البغدادي - فيما كتب به إلي أن أبا
حفص عمر بن أحمد بن شاهين حدثهم قال: حدثنا نصر بن القاسم الفرضي حدثنا عيسى بن
مساور الجوهري قال: قال لي يغنم بن سالم ابن قنبر - ولقيته سنة تسعين ومائة، وقال
يغنم بن سالم: لي اثنا عشر ومائة سنة -: قال لي أنس بن مالك: أهدي إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم طير مشوي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم
ائتني بأحب خلقك إليك - أو بمن تحبه - الشك من عيسى بن مساور الجوهري - فجاء علي
فرددته ثم جاء فرددته، فدخل في الثالثة أو في الرابعة فقال له النبي صلى الله عليه
وآله وسلم: ما حسبك عني - أو ما أبطأ بك عني - يا علي؟ قال: جئت فردني أنس، ثم جئت
فردني أنس، ثم جئت فردني أنس! قال لي: يا أنس ما حملك على ما صنعت؟ أرجوت أن يكون
رجلا من الأنصار؟ فقلت: نعم، فقال: يا أنس أو في الأنصار خير من علي؟ أو في الأنصار
أفضل من علي؟. أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس البزاز الواسطي،
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أسد البزار، حدثنا محمد بن العباس
ابن أحمد أبو مقاتل، حدثنا العباس حدثنا أبو عاصم، عن أبي الهندي عن أنس أن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم أتي بسير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من
هذا الطير، قال: فجاء علي بن أبي طالب فقال: اللهم
ص 257
وإلي اللهم وإلي. أخبرنا محمد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه الله - إذنا - أن أبا نصر
أحمد بن محمد بن سهل بن مردويه البزار حدثهم - إملاء في صفر من سنة أربعمائة - قال:
حدثنا أحمد بن عيسى الناقد، حدثنا صالح بن مسمار، حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا الحسن
بن عبد الله، عن نافع، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرب
إليه طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير! قال: فجاء علي
بن أبي طالب فأكل معه. حدثني أبو غالب محمد بن الحسين بن أبي صالح المقرء العدل -
رحمه الله تعالى - حدثنا أبو نصر أحمد بن أحمد بن سهل بن مردويه البزار، حدثنا أبو
بكر أحمد بن عيسى الناقد، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الهيثم، حدثنا عبيد الله ابن
عمر القواريري، حدثنا يونس بن أرقم، حدثنا مسلم بن كيسان، عن أنس بن مالك قال: أتي
النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأطيار فوضعهن بين يديه فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك
إليك، فقل: اللهم إن شئت جعلته امرءا من الأنصار، فقال - يعني النبي صلى الله عليه
وآله وسلم -: إنك لست بأول من أحب قومه، فجاء علي فضرب الباب فأذنت له، فلما دخل
قال: اللهم وإلي. أخبرنا الحسن بن موسى، أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان أبو
الفتح، حدثنا إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمان بن عبد الله بن بديل
بن ورقاء الخزاعي - بحران - حدثنا وهب بن بقية عن أبي جعفر السباك، عن أنس بن مالك
قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طائر مشوي أهدته له امرأة من
الأنصار، فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوضعت ذلك بين يديه فقال: اللهم
أدخل علي أحب خلقك إليك من الأولين والآخرين ليأكل معي من هذا الطائر قال أنس: فقلت
في
ص 258
نفسي: اللهم اجعله رجلا من الأنصار من قومي، فجاء علي فطرق الباب فرددته وقلت: رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم متشاغل، ولم يعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بذلك، فقال: اللهم أدخل علي أحب خلقك إليك من الأولين والآخرين يأكل معي من هذا
الطائر قلت: اللهم اجعله رجلا من قومي الأنصار، فجاء علي، فرددته. فلما جاء الثالثة
قال لي رسول الله: قم فافتح الباب لعلي، فقمت ففتحت الباب فأكل معه، فكانت الدعوة
له. أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن الطيب الصوفي الواسطي - بقرائتي عليه في
المحرم سنة خمس وثلاثين وأربعمائة قلت له -: أخبركم أبو القاسم عبيد الله بن أحمد
بن جعفر بن محمد الصفار قال: حدثنا قاضي القضاة أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن
معروف قال: قرئ على أبي بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي - وأنا أسمع - حدثكم
محمد بن عمر بن نافع، حدثنا علي بن الحسن، حدثنا خليد - وهو ابن دعلج - عن قتادة عن
أنس قال: قدمت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طيرا مشويا فسمى وأكل منه ثم
قال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي، قال: فأتى علي فضرب الباب فقلت: من أنت؟
فقال: أنا علي قال: قلت: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حاجة، قال: ثم أكل
منه لقمة ثم قال مثل قوله الأول، فضرب الباب، فقلت: من أنت فقال: أنا علي قال: قلت:
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حاجة قال: ثم أكل منه لقمة ثم قال مثل قوله
الأول والثاني فضرب الباب فقلت: من أنت؟ فقال علي: أنا، قال: قلت: إن رسول الله على
حاجة قال: ثم أكل منه لقمة ثم قال مثل قوله الأول والثاني [والثالث]، قال فضرب
الباب ورفع صوته فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس افتح الباب قال: فدخل
فلما رآنا تبسم ثم قال: الحمد لله الذي جعلك، أدعو في كل لقمة أن يأتيني الله بأحب
الخلق إليه وإلي، قال: فكنت أنت، قال:
ص 259
فوالذي بعثك بالحق إني لأضرب الباب ثلاث مرات يردني أنس، قال: فقال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: لا يلام الرجل على حب قومه. أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
عبد الوهاب بن طاوان السمسار - إجازة - أن أبا أحمد عمر بن عبد الله بن أحمد بن عمر
بن شوذب المقرئ الواسطي أخبرهم قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن سعيد
الزعفراني العدل الواسطي قال: أخبرنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم حدثنا يوسف بن عدي
قال: حدثنا حماد بن المختار رجل من تهل الكوفة عن عبد الملك بن عمير عن تنس....
وأخبرنا عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب، حدثنا محمد بن الحسن بن زياد - يعني
النقاش - أخبرنا أبو الجارود مسعود بن محمد - بالرملة - حدثنا عمران بن هارون،
حدثنا يغنم حدثنا أنس.... وأخبرنا عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب، حدثنا أحمد بن
عيسى، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الهيثم، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا
يونس بن أرقم، حدثنا مسلم بن كيسان عن أنس.... وأخبرنا عمر بن عبد الله قال: حدثني
عيسى بن محمد بن أحمد بن جريح - يعني الطوماري - حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان،
حدثنا حسن بن حماد، حدثنا مسهر بن عبد الملك، عن عيسى بن عمر، عن السدي.... وأخبرنا
عمر بن عبد الله، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد، حدثنا أحمد بن الحسن،
حدثنا الحسن بن حماد، غ حدثنا مسهر بن عبد الملك ابن سلع الهمداني، عن عيسى بن عمر،
عن إسماعيل السدي.... وأخبرنا عمر بن عبد الله، أخبرنا أبي رحمه الله، حدثنا أحمد
بن عمار، حدثنا قطن بن نسير الذراع أبو عباد، حدثنا جعفر - وهو ابن سليمان الضبعي -
حدثنا عبد الله بن المثنى، عن عبد الله بن أنس عن أنس... وأخبرنا [أبي] عبد الله بن
عمر، حدثنا محمد بن إسحاق السوسي، حدثنا
ص 260
الحسين بن إسحاق الدقيقي، حدثنا بشر بن هلال، حدثنا جعفر بن سليمان، عن عبد الله بن
المثنى بن عبد الله، عن عبد الله بن أنس قال: قال: أنس.... وأخبرنا عمر بن عبد
الله، حدثنا محمد بن عثمان بن سمعان المعدل، حدثنا أسلم بن سهل، حدثنا وهب بن بقية،
أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أنس بن مالك....
وأخبرنا عمر بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا صالح بن مسمار، حدثنا ابن
أبي فديك، عن الحسن بن عبد الله، عن نافع عن أنس بن مالك.... وأخبرنا عمر بن عبد
الله، حدثنا محمد بن يونس بن الحسين، حدثنا أبو جعفر الحسن بن علي بن الوليد
الفسوي، حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي، حدثنا علي بن مسهر، عن مسلم بن أبي عبد
الله، عن أنس بن مالك... وأخبرنا عمر بن عبد الله، حدثنا محمد بن الحسن بن زياد،
حدثنا أحمد ابن روح المروزي بمروز، حدثنا العلاء بن عمران، حدثنا خالد بن عبيد قال:
قال أنس بن مالك: بينا أنا ذات يوم بباب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاءه رجل
بطبق مغطى فقال: هل من إذن؟ فقلت: نعم، فوضع الطبق بين يدي رسول الله وعليه طائر
مشوي فقال: أحب أن تملأ بطنك من هذا يا رسول الله: قال: غط عليه، ثم شال يديه فقال:
اللهم أدخل علي أحب خلقك إليك ينازعني هذا الطعام، قال أنس: فلما سمعت ذلك قلت:
اللهم اجعل هذه الدعوة في رجل من الأنصار، فخرجت أشوف رجلا من الأنصار. بينا أنا
كذلك إذ دخل علي فقال: هل من إذن؟ فقلت: لا، ولم يحملني على ذلك إلا الحسد، فانصرف
فجعلت أنظر يمينا وشمالا هل من أنصاري فلم أجد، ثم عاد علي فقال: هل من إذن؟ فقلت:
لا، فانصرف! فنظرت يمينا وشمالا ولا أنصاري إذ عاد علي فقال: هل من إذن؟ إذ نادى
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أن ائذن له، فدخل، فجعل ينازع النبي صلى الله عليه
وآله وسلم،
ص 261
فيومئذ ثبتت مودة علي عليه السلام في قلبي. قال عمر بن عبد الله: هذا لفظ النقاش في
حديث المروزي، وفي حديث محمد بن يونس: قال أنس: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم طير مشوي فوضع بين يديه فقال: اللهم أدخل علي من تحبه وأحبه، فجاء علي.....
وذكر الحديث. أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن محمد بن البيع البغدادي - رحمه الله
قدم علينا واسطا - أنبأنا أبو عبد الله محمد بن بكران قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل
المحاملي، حدثنا عبد الأعلى بن واصل، حدثنا عون بن سلام [حدثنا] سهل بن شعيب عن
بريدة بن سفيان عن سفينة - وكان خادما لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - قال:
أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طوائر، قال: فرفعت له أم أيمن بعضها فلما
أصبح أتته به فقال: ماذا يا أم أيمن؟ فقالت: هذا بعض ما أهدي إليك أمس، قال: أو لم
أنهك أن ترفعي بعد طعاما؟ إن لكل غد رزقه، ثم قال: اللهم أدخل أحب خلقك إليك يأكل
معي من هذا الطائر، فدخل علي عليه السلام فقال: اللهم وإلي. هذا حديث غريب من هذا
الطريق . ترجمته وابن المغازلي من أعاظم محدثي أهل السنة وحفاظهم المعتمدين
الثقات، فقد أثنى عليه ومدحه السمعاني في (الأنساب) ونص على روايته عنه بواسطة ابنه
وعلي بن طراد الوزير. وأورده العلامة البدخشاني في (تراجم الحفاظ) ناقلا ما ذكره
السمعاني بعين لفظه. مضافا إلى اعتماد أعيان العلماء على أقواله ووثوقهم بنقوله،
فالعلامة الحافظ خميس المترجم له في (تذكرة الحفاظ) و(العبر) و(مرآة الجنان)
و(طبقات الحفاظ) وغيرها، ينقل بواسطة ابن المغازلي إملاء ابن السقا حديث
ص 262
الطير في مدينة واسط معبرا عن ابن المغازلي بكلمة شيخنا . والحافظ الذهبي يترجم
ابن السقا في (تذكرته) ويصفه بالإمامة والحفظ... نقلا عن تاريخ ابن المغازلي.
والحفاظ والعلماء: كالسمهودي، وابن حجر المكي، والبرزنجي، وابن باكثير،
والقندوزي... وغيرهم... يحتجون بمروياته... في كتبهم... و(الدهلوي) نفسه يذكر ابن
المغازلي في عداد أعلام العلماء من أهل السنة، الذين صنفوا في فضائل علي وأهل
البيت... وكذلك تلميذه الرشيد في (عزة الراشدين)... والمولوي حيدر علي الفيض آبادي
في (إزالة الغين)...
41 - رواية أبي المظفر السمعاني

روى حديث الطير بطريقين قال:
روى حديث الطير بطريقين قال: عن عمران الطائي قال: سمعت أنسا يقول: أهدي لرسول
الله صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، وجاء علي
يستأذن. فقال أنس: وأحببت أن يكون من الأنصار فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم على حاجة. ثم جاء الثانية، فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على
حاجة، ثم الثالثة فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، فدفعني ودخل.
فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم وإلي (1). ورواه أيضا: عن
السدي عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي
(هامش)
(1) الرسالة القوامية في مناقب الصحابة - مخطوط. (*)
ص 263
صلى الله عليه وسلم طير، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير.
فجاء علي فأكل معه (1). ترجمته 1 - عبد الكريم بن محمد السمعاني: وجدنا الإمام
أبو المظفر منصور ابن محمد بن عبد الجبار السمعاني: إمام عصره بلا مدافعة وعديم
النظير في فنه ولا تقدر على أن أصف بعض مناقبه، ومن طالع تصانيفه وأنصف عرف محله من
العلم، صنف التفسير الحسن المليح الذي استحسنه كل من طالعه، وأملى المجالس في
الحديث، وتكلم على كل حديث بكلام مفيد، وصيف التصانيف في الحديث مثل: منهاج أهل
السنة، والانتصار، والرد على القدرية، وغيرها، وصنف في أصول الفقه والقواطع، وهو
مغن عما صنف في ذلك الفن، وفي الخلاف: البرهان، وهو مشتمل على قريب من ألف مسألة
خلافية، والأوسط، والمختصر الذي سار في الآفاق والأقطار الملقب بالصطلام. ورد فيه
على زيد الدبوسي وأجاب عن الأسرار التبي جمعها. وكان فقيها مناظرا، فانتقل بالحجاز
في سنة اثنتين وستين وأربعمائة إلى مذهب الشافعي رحمه الله، وأخفى ذلك وما أظهره،
إلى أن وصل إلى مرو، وجرى له في الانتقال محن ومخاصمات وثبت على ذلك ونصر ما
اختاره. وكانت مجالس وعظه كثيرة النكت والفوائد. سمع الحديث الكثير في صغره وكبره،
وانتشرت عنه الرواية وكثر أصحابه، وتلامذته، وشاع ذكره. سمع بمرو أباه وأبا غانم
أحمد بن الحسين الكراعي وأبا بكر محمد بن عبد الصمد الترابي المعروف بابن أبي
الهيثم وجماعة كثيرة، بخراسان والعراق
(هامش)
(1) الرسالة القوامية - مخطوط. (*)
ص 264
وجرجان والحجاز، وقد جمع الأحاديث الألف الحسان عن مسموعات عن مائة شيخ، له عن كل
شيخ عشرة أحاديث. أدركت جماعة من أصحابه، وتفقهت على صاحبيه أبي حفص عمر بن محمد بن
علي السرخسي وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد المروروذي والله يرحمهما. وروى لي
عنه الحديث أبو نصر محمد بن محمد بن يوسف القاشاني بمرو، وأبو القاسم الجنيد بن
محمد بن علي القائني بهراة، وأبو طاهر محمد ابن أبي بكر السنحي ببلخ، وأبو بكر أحمد
بن محمد بن بشار الجرجردي بنيسابور، وأبو البدر حسان بن كامل بن صخر القاضي بطوس،
وأبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشادة باصبهان، وجماعة كثيرة تزيد على
خمسين نفرا. وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ست وعشرين وأربعمائة، وتوفي يوم الجمعة
الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ودفن بأقصى سنجدان
إحدى مقابر مرو ورزق من الأولاد خمسة: أبو بكر محمد والدي، وأبو محمد الحسن، وأبو
القاسم أحمد، وابن مراهق وبنت ماتا عقيب موته بمدة يسيرة (1). 2 - الذهبي: وأبو
المظفر السمعاني... العلامة الحنفي ثم الشافعي. برع على والده أبي منصور في المذهب،
وسمع أبا غانم الكراعي وطائفة. ثم تحول شافعيا، وصنف التصانيف، وخرج له الأصحاب.
توفي في ربيع الأول عن ثلاث وستين سنة (2). 3 - اليافعي: الإمام العلامة...
وكان إمام عصره بلا مدافعة، أقر له
(هامش)
(1) الأنساب - السمعاني. (2) العبر 3 / 326. (*)
ص 265
بذلك الموافق والمخالف... (1). 4 - السبكي: الإمام الجليل، العالم الزاهد
الورع، أحد أئمة الدنيا، أبو المظفر ابن الإمام أبي منصور ابن السمعاني، الرفيع
القدر، العظيم المحل، المشهور الذكر، أحد من طبق الأرض ذكره، وعبق الكون نشره . ثم
إن السبكي شرح ابتداء حال أبي المظفر وترجم له وأثنى عليه ثم جعل يذكر كلمات
الأعلام في حقه قائلا: ومن ثناء الأئمة على الشيخ أبي المظفر قال إمام الحرمين:
لو كان الفقه ثوبا طاويا لكان أبو المظفر طرازه. وقال أبو القاسم ابن إمام الحرمين:
أبو المظفر ابن السمعاني شافعي وقته. وقال أبو علي بن أبي القاسم الصفار: إذا ناظرت
أبا المظفر فكأني أناظر رجلا من التابعين. وقال عبد الغافر الفارسي: أبو المظفر
وحيد عصره في وقته فضلا وطريقة وزهدا وورعا. قال ابن ابنه الحافظ أبو سعد ابن
الإمام أبي بكر بن أبي المظفر السمعاني هو: أمام عصره بلا مدافعة وعديم النظير في
وقته ولا أقدر على أن أصف بعض مناقبه، ومن طالع تصانيفه وأنصف عرف محله من العلم،
صنف التفسير الحسن المليح الذي استحسنه كل من طالعه، وأملى المجالس في الحديث مثل
منهاج السنة، والانتصار، والرد على القدرية، وغيرها، وصنف في أصول الفقه: القواطع،
وهو يغني عن كل ما صنف في ذلك الفن، وفي الخلاف: البرهان وهو يشتمل على قريب من ألف
مسألة خلافية، والأوسط، والمختصر الذي سار في الأقطار المسمى بالاصطلام رد فيه على
أبي زيد الدبوسي، وأجاب عن الأسرار التي جمعها انتهى. ذكره في الأنساب.
(هامش)
(1) مرآة الجنان - حوادث سنة 489. (*)
ص 266
قلت: ولا أعرف فيه أجل ولا أفحل من برهان إمام الحرمين، فبينهما في الحسن عموم
وخصوص، وكان رجوع أبي المظفر عن مذهب أبي حنيفة في دار والي البلد ميكائيل بحضور
أئمة الفريقين في شهر ربيع الأول سنة ثمان وستين وأربعمائة، واضطرب أهل مرو، وأدى
الأمر إلى تشويق العوام والخصومة بين أهل المذهبين، وأغلق باب الجامع الأقدم، وترك
الشافعية الجمعة إلى أن وردت الكتب من جهة ميكائيل من بلخ في شانه والتشديد على،
فخرج من مرو ليلة الجمعة أول ليلة من شهر رمضان سنة ثمان وستين وأربعمائة، وصحبه
الشيخ الأجل ذو المجد ابن أبي القاسم المسوي وطائفة من الأصحاب، وسار إلى طوس، ثم
قصد نيسابور، واستقبلوه استقبال عظيما حسنا، وكان في نوبة نظام الملك وعميد الحضرة
أبي سعد محمد بن منصور، فأكرم مورده وأنزل في عز وحشمة، وعقد له مجلس التذكير، وكان
بحذاقته حافظا لكثير ن الحكايات والنكت والأشعار، فظهر له القبول عند الخاص والعام
واستحكم أمره في مذهب الشافعي والتذكير وعلا شانه، وقدمه نظام الملك على أقرانه
وكان خليقا بذلك من أئمة المسلمين وأعلام الدين، يقول: ما حفظت، شيئا نسيته، وجميع
تصانيفه على مذهب الشافعي (رض) ولم يوجد له شيء على مذهب أبي حنيفة. توفي يوم
الجمعة ثالث عشري ربيع الأول سنة تسع وثمانين أربعمائة بمرو (إلى أن قال السبكي)
قال ابن السمعاني في الرسالة القوامية - وكأنه صنفها لنظام الملك - في تقديم أدلة
الإمامة: قال أهل السنة: أبو بكر (رض) أفضل الصحابة في جميع الأشياء قال: وجملة من
وسم بالنفاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نيف وثمانون رجلا (1).
(هامش)
(1) طبقات الشافعية الكبرى 5 / 335. (*)
ص 267
42 رواية البغوي

رواه في كتابه (المصابيح) في باب مناقب الإمام عليه السلام حيث
قال: ومن الحسان: عن عمران بن الحصين: إن النبي عليه السلام قال: إن عليا مني
وأنا منه وهو ولي كل مؤمن. عن زيد بن أرقم عن النبي عليه السلام قال: من كنت مولاه
فعلي مولاه. عن حبشي بن جنادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي مني وأنا
منه، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي. عن ابن عمر قال: آخى رسول الله عليه السلام بين
أصحابه، فجاء علي تدمع عيناه فقال: آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد. فقال
رسول الله عليه السلام: أنت أخي في الدنيا والآخرة. غريب. عن أنس قال: كان عند
النبي عليه السلام طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير. فجاء
علي فأكل معه. غريب (1). وقد نص البغوي في صدر كتابه المذكور على اعتقاده بأن
أكثر أخبار هذا الكتاب صحاح، بنقل العدل عن العدل عن رسول الله. فذكره حديث الطير
في الحسان لا ينافي صحته، وهذا متن عبارته: أما بعد: فهذه ألفاظ صدرت عن صدر
النبوة وسنن سارت عن معدن الرسالة، وأحاديث جاءت عن سيد المرسلين وخاتم النبيين، عن
مصابيح خرجت عن مشكاة التقوى، مما أوردها الأئمة في كتبهم، جمعتها للمنقطعين إلى
العبادة ليكون لهم بعد كتاب الله تعالى حظا من السنن، وعونا على ما هم
(هامش)
(1) مصابيح السنة 4 / 173. (*)
ص 268
فيه من الطاعة، تركت ذكر أسانيدها حذرا من الإطالة عليهم، واعتمادا على نقل الأئمة،
وربما سميت في بعضها الصحابي الذي يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعنى دعا
إليه. وتجد أحاديث كل باب منها تنقسم إلى صحاح وحسان، وأعني بالصحاح ما أخرجه
الشيخان: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج
القشيري النيسابوري رحمهما الله في جامعهما أو أحدهما، وأعني بالحسان ما أورده أبو
داود وسليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي وغيرهما من
الأئمة في تصانيفهم، وأكثرها صحاح بنقل العدل عن العدل، غير أنها لم تبلغ غاية شرط
الشيخين في علو الدرجة من صحة الاسناد، إذ أكثر الأحكام ثبوتها بطريق حسن، وما كان
فيها من ضعيف أو غريب أشرت إليه، وأعرضت عن ذكر ما كان منكرا أو موضوعا، والله
المستعان وعليه التكلان . ترجمته 1 - ابن خلكان: أبو محمد الحسين بن مسعود بن
محمد المعروف بالفراء البغوي، الفقيه الشافعي المحدث المفسر، كان بحرا في العلوم،
وأخذ الفقه عن القاضي حسين بن محمد كما تقدم في ترجمته. وصنف في تفسير كلام الله
تعالى وأوضح المشكلات من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وروى الحديث، ودرس، وكان لا
يلقي الدرس إلا على الطهارة، وصنف كتبا كثيرة... ورأيت في كتاب الفوائد السفرية
التي جمعها الشيخ الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري أنه توفي في سنة ست عشرة
وخمس مائة. ومن خطه نقلت. والله أعلم... (1).
(هامش)
(1) وفيات الأعيان 2 / 136. (*)
ص 269
الذهبي: البغوي، الإمام الحافظ المجتهد محيي السنة... وبورك له في تصانيفه لقصده
الصالح، فإنه كان من العلماء الربانيين، كان ذا تعبد ونسك وقناعة باليسير... توفي
سنة 516 (1). 3 - الذهبي أيضا: المحدث المفسر، صاحب التصانيف، وعالم أهل
خراسان... وكان سيدا زاهدا قانعا... (2). 4 - اليافعي: كذلك (3). 5 - علاء الدين
الخازن: الشيخ الجليل والحبر النبيل، الإمام العالم الكامل، محيي السنة، مدره
الأمة وإمام الأئمة، مفتي الفرق، ناصر الحديث... (4). 6 - السبكي: كان إماما
جليلا، ورعا زاهدا فقيها، محدثا مفسرا، جامعا بين العلم والعمل، سالكا سبيل السلف،
له في الفقه اليد الباسطة... وكان يلقب بمحيي السنة، وبركن الدين، ولم يدخل بغداد،
ولو دخلها لا تسعت ترجمته، وقدره عال في الدين وفي التفسير وفي الحديث، وفي الفقه
متسع الدائرة نقلا تحقيقا، كان الشيخ الإمام يجل مقداره جدا، ويصفه بالتحقيق مع
كثرة النقل... (5). 7 - الأسنوي: الإمام في التفسير والحديث والفقه... وكان
دينا ورعا قانعا باليسير... (6). 8 - ابن قاضي شهبة: أحد الأئمة... جامع لعلوم
القراءات والسنة
(هامش)
(1) تذكرة الحفاظ 4 / 1257. (2) العبر 4 / 37. (3) مرآة الجنان 3 / 213. (4) لباب
التأويل = تفسير الخازن. المقدمة. (5) طبقات الشافعية 7 / 75. (6) طبقات الشافعية 1
/ 205. (*)
ص 270
والفقه (1). 9 - الخطيب التبريزي: كان إماما في الفقه والحديث، وكان متورعا
صحيح العقيدة في الدين... (2). 10 - السيوطي: الإمام الفقيه الحافظ المجتهد...
(3). 11 - الداودي: كان إماما في التفسير، إماما في الحديث، إماما في الفقه...
(4) 12 - القاري: كان مفسرا محدثا فقيها من أصحاب الوجوه. قال بعض مشايخنا: ليس
له قول ساقط، وكان ماهرا في علم القراءة، عابدا زاهدا، جامعا بين العلم والعمل على
طريقة السلف الصالحين... وقد روى عنه جماعة من الأكابر، كالحافظ أبي موسى
المديني... (5).
43 رواية رزين العبدري

رواه في كتابه (الجمع بين الصحاح الستة)
(6) حيث قال: عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طائر قد طبخ
له، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي. فجاء علي فأكل
(هامش)
(1) طبقات الشافعية 1 / 288. (2) أسماء رجال المشكاة 3 / 807. (3) طبقات الحفاظ:
400. (4) طبقات المفسرين 1 / 157. (5) المرقاة في شرح المشكاة. المقدمة. (6) جاء في
(كشف الظنون) في ذكر الكتب الستة: جمعها رزين بن معاوية العبدري المتوفى سنة 534.
ورتبها على الأبواب أيضا. ذكر فيها فقه مالك الذي في الموطأ، وتراجم أبواب البخاري
. (*)
ص 271
معه (1). وتظهر روايته من عبارة (جامع الأصول) لابن الأثير و(جمع الفوائد)
للمغربي أيضا. ترجمه ورزين العبدري المتوفى سنة 534 من أعاظم ثقات محدثي أهل السنة:
الذين وصفهم بقوله: إني إذا نسبت الحديث إليهم كأني أسندت إلى النبي صلى الله
عليه وسلم... ... ولا بأس بإيراد نص عبارته: أما بعد فإن التمسك بهديه لا يستتب
إلا بالاقتفاء لما صدر من مشكوته، والاعتصام بحبل الله لا يتم إلا ببيان كشفه، وكان
كتاب المصابيح الذي صنفه الإمام محيي السنة قامع البدعة أبو محمد الحسين بن مسعود
الفراء البغوي رفع الله درجته أجمع كتاب صنف في بابه وأضبط لشوارد الأحاديث
وأوابدها، ولما سلك رضي الله عنه طريق الاختصار وحذف الأسانيد، تكلم فيه بعض النقاد
وإن كان نقله وإنه من الثقات كالإسناد، لكن ليس ما فيه أعلام كالإغفال، فاستخرت
الله تعالى واستوقفت فأعلمت ما أغفله وأودعت كل حديث منه في مقره، كما رواه الأئمة
المتقنون والثقات الراسخون. مثل أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبي الحسين
مسلم بن الحجاج القشيري، وأبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي، وأبي عبد الله محمد
ابن إدريس الشافعي، وأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، وأبي عيسى محمد
بن عيسى الترمذي، وأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبي عبد الرحمن أحمد بن
شعيب النسائي، وأبي عبد الله محمد بن يزيد بن
(هامش)
(1) الجمع بين الصحاح الستة - مخطوط. (*)
ص 272
ماجة القزويني، وأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبي الحسن علي بن عمر
الدارقطني، وأبي بكر أحمد بن الحسن البيهقي، وأبي الحسن زرين بن معاوية العبدري،
وغيرهم وقليل ما هو. وإني إذا نسبت الحديث إليهم كأني أسندت إلى النبي صلى الله
عليه وسلم، لأنهم قد فرغوا منه وأغنونا عنه، وسردت الكتب والأبواب كما سردها،
واقتفيت أثره فيها، وقسمت كل باب غالبا على فصول ثلاثة، أولها ما أخرجه الشيخان أو
أحدهما واكتفيت بهما وإن اشترك فيه الغير لعلو درجتهما في الرواية، وثانيها ما
أورده غيرهما من الأئمة المذكورين، وثالثها ما اشتمل على معنى الباب من ملحقات
مناسبة مع محافظة على الشريطة، وإن كان مأثورا عن السلف والخلف . فيظهر من هذا
الكلام أن العبدري من الأئمة المتقنين والثقات الراسخين، وأنه في ذلك مثل: البخاري،
ومسلم، ومالك، والشافعي، وأحمد، وسائر أصحاب الصحاح والمسانيد المعتمدين... وأنه
إذا نسب إليه الحديث كأنه قد أسند إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم... وناهيك
بهذا المقام من فخر لا يبارى وعظمة لا تجارى، ووثوق لا يشق غباره، واعتماد لا تلحق
آثاره... 2 - ابن الأثير: وأما كتاب رزين فأخبرنا به الشيخ الإمام العالم أبو
جعفر المبارك بن أحمد بن رزين الحداد المقري الواسطي اجازة، في سنة 589 قال: أخبرنا
الإمام الحافظ أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري كتابه في سنة 523 (1). 3 -
الذهبي: وفيها مات... الحافظ رزين بن معاوية العبدري بمكة (2).
(هامش)
(1) جامع الأصول 1 / 123. (2) دول الإسلام. حوادث 535. وانظر العبر ومرآة الجنان
أيضا. (*)
ص 273
4 - الخطيب التبريزي: رزين بن معاوية العبدري هو أبو الحسن رزين ابن معاوية
العبدري الحافظ، صاحب كتاب التجريد في الجمع بين الصحاح. مات بعد العشرين وخمسمائة.
رحمه الله تعالى (1). 5 - وقال القاري في رسالته (الحظ الأوفر في الحج الأكبر):
وأما إطلاق الحج الأكبر على حج مخصوص بطريق العموم على يوم عرفة إذا وافق يوم
الجمعة على ما اشتهر على الألسنة، وألسنة الخلق أقلام الحق فإنما هو أمر آخر، وصار
اصطلاحا عرفيا في الأثر، ولكن ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، ومقصودنا في
هذه الرسالة ما يدل على تلك المسألة وما يترتب عليها من الأجوبة والأسئلة فنقول -
وبالله التوفيق وبيده أزمة التحقيق -. إنه ذكر الإمام الزيلعي في شرح كنز الحقائق -
وهو من جملة الأئمة الحنفية، من أجلة المحدثين في الملة الحنيفية - عن طلحة بن عبد
الله - وهو أحد العشرة المبشرة تغمدهم الله بالرضوان والمغفرة - أنه صلى الله عليه
وسلم قال: أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة، وهو أفضل من سبعين حجة في غير
جمعة. رواه رزين بن معاوية في تجريد الصحاح. وأما ما ذكر بعض المحدثين في إسناد هذا
الحديث بأنه ضعيف فعلى تقدير صحته لا يضر في المقصود، فإن الحديث الضعيف معتبر في
فضائل الأعمال عند جميع العلماء من أرباب الكمال. وأما قول بعض الجهال بأن هذا
الحديث موضوع، فهو باطل مصنوع مردود عليه ومنقلب إليه، لأن الإمام رزين بن معاوية
العبدري من كبراء المحدثين ومن علماء المخرجين ونقله سند معتمد عند المحققين، قد
ذكره في تجريد صحاح الست، فإن لم يكن روايته صحيحة فلا أقل من أنها ضعيفة، كيف وقد
اعتضد بما ورد من أن العبادة تضاعف في يوم الجمعة مطلقا بسبعين
(هامش)
(1) الاكمال في أسماء الرجال 3 / 808. (*)
ص 274
ضعفا بل بمائة ضعف على ما سيأتي .
44 رواية النطنزي

ورواه أبو الفتح محمد بن علي
بن إبراهيم النطنزي في كتابه (الخصائص العلوية) (1) على ما في كتاب (المناقب) لابن
شهرآشوب حيث قال في حديث الطير: قد رواه ابن بطة في الإبانة بطريقين، والخطيب في
تاريخ بغداد بسبعة طرق. وقد صنف أحمد بن محمد بن سعيد كتاب الطير، ورواه الترمذي في
جامعه، والبلاذري في تاريخه، وابن البيع في صحيحه، وأبو يعلى في مسنده، وأحمد في
فضائله، وأبو نعيم في حليته، والنطنزي في خصائصه... . ترجمته و النطنزي من
أعلام الحديث واللغة والأدب، ترجم له وأثنى عليه: 1 - السمعاني، ونص على قراءته
عليه (2). 2 - الأنساب - الصفدي، وأرخ وفاته بحدود 550 (3). 3 - ياقوت (4).
(هامش)
(1) انظر: إيضاح المكنون 1 / 430. (2) الأنساب - النطنزي. (3) الوافي بالوفيات 4 /
161. (4) معجم البلدان - نطنز. (*)
ص 275
(45) رواية الخطيب الخوارزمي المكي

رواه الموفق بن أحمد المكي، أخطب خطباء خوارزم،
فقال: وأخبرنا صمصمام الأئمة أبو عفان عثمان بن أحمد الصرام الخوارزمي، أخبرني
عماد الدين أبو بكر محمد بن الحسن النسفي، حدثني الشيخ الفقيه أبو القاسم ميمون بن
علي الميمون، حدثني الشيخ الزاهد أبو محمد إسماعيل ابن الحسين، حدثني أبو الحسن
القاضي علي بن الحسن بن علي بن مطرف الخراجي - ببغداد - حدثني يحيى بن صاعد، حدثني
إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثني أبو أحمد الحسين بن محمد بن سليمان بن حزم، عن محمد
بن شعيب، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عباس
رضي الله عنها قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطائر فقال: اللهم ائتني بأحب
خلقك إليك وإلي، فجائه علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: اللهم... وإلي. وأخبرنا
الشيخ الصالح العالم الأوحد أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي هل الكروجي
الهروي، عن مشايخه الثلاثة: القاضي أبي عمر محمود بن القاسم الأزدي وأبي نصر عبد
العزيز بن محمد الترياقي وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي ثلاثتهم، عن أبي محمد
بن عبد الجبار بن محمد الجراحي، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي، عن الإمام
الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، حدثني سفيان، عن وكيع، حدثني عبيد الله بن
موسى، عن عيسى بن مر، عن السدي، عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي صلى الله عليه
وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب
ص 276
خلقك إليك وإلي ليأكل معي من هذا الطير، فجائه علي عليه السلام فأكل معه. قال رضي
الله عنه: أخرج أبو عيسى الترمذي هذا الحديث في جامعه . وروى بإسناده خبر المناشدة
في الشورى، وجاء فيه مناشدة الإمام عليه السلام القوم بحديث الطير، وهذا هو النص:
وأخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين، أفضل الحفاظ، أبو النجيب سعد ابن عبد الله بن
الحسن الهمداني المعروف بالمروزي - فيما كتب إلي من همدان - أخبرني الحافظ أبو علي
الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد - فيما أذن لي في الرواية عنه - أخبرني الشيخ الأديب
أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني - سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة -
أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصبهاني. قال
الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني: وأخبرنا بهذا الحديث
عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصبهاني - في كتابه إلي من إصبهان سنة 488
- عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه، حدثني سليمان بن محمد ابن أحمد، حدثني يعلى
بن سعد الرازي، حدثني محمد بن حميد، حدثني زاهر بن سليمان بن الحرث بن محمد، عن أبي
الطفيل عامر بن وائلة قال: كنت مع علي في البيت يوم الشورى وسمعته يقول لهم: لأحتجن
عليهم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم تغيير ذلك ثم قال: أنشدكم الله أيها النفر
جميعا: أفيكم أحد وحد الله، قبلي؟ قالوا: لا. قال: فأنشدكم الله هل منكم أحد له أخ
مثل جعفر الطيار في الجنة مع الملائكة؟ قالوا: اللهم لا. قال: أنشدكم الله هل فيكم
أحد له عم كعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:
أنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة،
غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي
ص 277
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل
فيكم أحد ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشر مرات، قدم بين يدي نجواه
صدقة، قبلي؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله: من
كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعد من عاداه، وانصر من نصره، ليبلغ
الشاهد الغايب، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم أئتني بأحب خلقك إليك وإلي، وأشدهم لك حبا ولي
حبا يأكل معي من هذا الطير، فأتاه وأكل معه، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم
الله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا عطين الراية غدا
رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يده، إذ رجع
غيري منهزما، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال فيه رسول
الله لوفد بني وليعة: لتنتهين أو لأبعثن إليكم رجلا نفسه كنفسي وطاعته كطاعتي
ومعصيته كمعصيتي، يقتلكم بالسيف غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم الله هل فيكم
أحد قال رسول الله: كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:
فأنشدكم بالله هل فيكم أحد سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف ملك من الملائكة منهم
جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، حيث جئت بالماء إلى رسول الله من القليب، غيري؟ قالوا:
اللهم لا. قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له جبرئيل: هذه هي المواساة، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنه مني وأنا منه، وقال جبرئيل: وأنا منكما،
غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد نودي من السماء: لا سيف إلا
ذو الفقار ولا فتى إلا علي، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد
يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:
فأنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إني
ص 278
قاتل على تنزيل القرآن وتقاتل على تأويل القرآن، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال:
فأنشدكم الله هل فيكم أحد ردت عليه الشمس حتى صلى العصر في وقتها، غيري؟ قالوا:
اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أمره رسول الله أن يأخذ براءة من أبي
بكر، فقال أبو بكر: يا رسول الله نزل في شيء؟ فقال: إنه لا يؤدي عني إلا علي، غيري؟
قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله: لا يحبك إلا
مؤمن ولا يبغضك إلا كافر، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أنه
تعالى أمر بسد أبوابكم وفتح بابي، فقلتم في ذلك، فقال رسول الله: ما سددت أبوابكم
ولا فتحت بابه، بل الله سد أبوابك وفتح بابه، غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم
بالله أتعلمون أنه ناجاني يوم الطائف دون الناس، فأطال ذلك، فقلتم: ناجاه دوننا،
فقال: ما أنا انتجيته، بل الله انتجاه. غيري؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم الله
أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: الحق مع علي وعلي مع الحق يدور
الحق مع علي كيف ما دار؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أن رسول
الله قال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا ما إن تمسكتم
بهما ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم الله هل فيكم
أحد وقى رسول فأنشدكم الله هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبدود العامري حيث دعاكم إلى
البراز، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية
التطهير حيث قال (إنما يريد) الخ غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم الله هل فيكم
أحد قال له رسول الله: أنت سيد العرب، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم الله هل
فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما سألت الله شيئا إلا سألت
لك، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال أبو الطفيل: كنت على الباب يوم الشورى، فارتفعت
الأصوات بينهم، فسمعت عليا عليه السلام يقول: بايع الناس أبا بكر وأنا - والله -
أولى
ص 279
بالأمر وأحق به منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض
بالسيف، ثم بايع أبو بكر لعمر وأنا - والله - أحق بالأمر منه، فسمعت وأطعت مخافة أن
يرجع الناس كفارا، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا لعثمان إذا لا أسمع ولا أطيع، إن عمر
جعلني في خمس نفر أنا سادسهم، لأيم الله لا يعرف لي فضل في الصلاح ولا يعرفونه لي
كما نحن فيه شرع سواء، وأيم الله لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربهم ولا عجمهم
ولا المعاهد منهم ولا المشرك أن يرد خصلة منها ثم قال: أنشدكم الله أيها الخمسة
أمنكم أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد له
عم مثل عمي حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنكم
أحد له ابن عم مثل ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قالوا: لا. قال:
أمنكم أحد له أخ مثل أخي المزين بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنة؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قرب إليه الطير
فأعجبه: اللهم أئتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجئت وأنا لا أعلم ما
كان من قوله، فدخلت فقال: وإلي يا رب وإلي يا رب، غيري؟
ص 280
قالوا: لا. قال: أمنكم أحد كان أعظم عناء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
مني، حتى اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت مهجتي، غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنكم
أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير زوجتي فاطمة؟ قالوا: لا. قال: أمنك أحد كان له سهم في
الخاص وسهم في العام، غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد يطهره كتاب الله غيري حتى سد
النبي أبواب المهاجرين وفتح بابي إليه، حتى قام إليه عماه حمزة والعباس فقالا: يا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سددت أبوابنا وفتحت باب علي! فقال النبي صلى
الله عليه وآله وسلم: ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم، بل الله فتح بابه وسد
أبوابكم؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد تمم الله نوره من السماء حين قال (فآت ذا
القربى حقه) غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: أمنكم أحد ناجى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ستة عشر مرة غيري حين قال: (يا أيها الذين أمنوا إذا ناجيتم الرسول
فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) أعمل بها أحد غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: أمنكم أحد
ولي غمض رسول الله، غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: أمنكم أحد أخر عهده برسوله صلى
الله عليه وآله وسلم حين وضعه في حفرته، غيري؟ قالوا: لا (1). * وجاء حديث الطير
فيما ذكر به عمرو بن العاص معاوية بن أبي سفيان من فضائل أمير المؤمنين عليه
السلام، وذلك في كتاب وجهه إليه جوابا لكتاب منه إليه. وهذا هو نص الكتابين، في
رواية الخطيب الخوارزمي: فكتب إليه معاوية: من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان
بن عفان، إمام المسلمين ذو النورين ختن المصطفى على ابنته، وصاحب جيش العسرة، وبئر
دومة،
(هامش)
(1) مناقب علي بن أبي طالب: 221 - 225. (*)
ص 281
المعدوم الناصر، الكثير الخاذل، المحصور في منزله، المتقول عطشا وظلما في محرابه،
المعذب بأسياف الفسقة. إلى عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقته
وأمير عسكره بذات السلاسل، المعظم رأيه، المفخم تدبيره: أما بعد، فلن يخفى عليك
احتراق قلوب المؤمنين، وما أصيبوا به من الفجيعة بدم عثمان، وما ارتكب به جاره حسدا
وبغيا بامتناعه من نصرته وخذلانه إياه، واشيا به العامة عليه، حتى قتلوه في محرابه،
فيالها من مصيبة عمت جميع المسلمين وفرضت عليهم طلب دمه من قتلته، وأنا أدعوك إلى
الحظ الأجزل من الثواب والنصيب الأوفر من حسن المآب، بقتال من آوى قتلة عثمان. فكتب
إليه عمرو: من عمرو بن العاص صاحب رسول الله، إلى معاوية ابن أبي سفيان: أما بعد،
فقد وصل إلي كتابك، فقرأته وفهمته، فأما ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من
عنقي والتهور في الضلالة معك، وإعانتي إياك على الباطل، واختراط السيف في وجه علي -
وهو أخو رسول الله، ووصيه، ووارثه، وقاضي دينه، ومنجز وعده، وزوج ابنته سيدة نساء
أهل الجنة، وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة - فلن يكون. وأما ما
قلت: إنك خليفة عثمان، فقد صدقت ولكن تبين اليوم عزلك عن خلافته، وقد بويع لغيرك،
فزالت خلافتك. وأما ما عظمتني به ونسبتني إليه من صحبة رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأنى صاحب جيشه، فلا أغتر بالتزكية ولا أميل بها عن الملة. وأما ما نسبت تبا
الحسن أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصيه إلى البغي والحسد على عثمان وسميت
الصحابة فسقة، وزعمت أنه أشلاهم على قتله، فهذا كذب وغواية، ويحك - يا معاوية - أما
علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبات على فراشه
وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة. وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو
ص 282
مني وأنا منه. وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وقال فيه يوم
غدير خم: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من
نصره واخذل من خذله. هو الذي قال فيه يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله. وقال فيه يوم الطير: اللهم آتني بأحب خلقك إليك وإلي، فلما دخل
إليه قال: إلي وإلي وإلي. وقد قال فيه يوم بني النضير: علي قاتل الفجرة وإمام
البررة منصور من نصره مخذول من خذله. وقال فيه: علي إمامكم بعدي. وأكد القول علي
وعليك وعلى خاصته وقال: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي. وقد قال فيه: أنا
مدينة العلم وعلي بابها. وقد علمت - يا معاوية - ما أنزل الله تعالى في كتابه من
الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشاركه فيها أحد كقوله تعالى: *(يوفون بالنذر)*
وقوله تعالى: *(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون)* وقوله تعالى: *(أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه)*
وقوله تعالى: *(رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)* وقوله تعالى: *(قل لا أسألكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى)* وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن
يكون سلمك سلمي وحربك حربي وتكون أخي وولي في الدنيا والآخر: يا أبا الحسن من أحبك
فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أحبك أدخله الله الجنة ومن أبغضك أدخله الله
النار. وكتابك - يا معاوية الذي هذا جوابه - ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين.
والسلام. ثم كتب إليه معاوية يعرض عليه الأموال والولايات، وكتب في آخر كتابه هذا
الشعر... (1).
(هامش)
(1) مناقب علي بن أبي طالب: 129 - 130 (*).
ص 283
* وروى الخوارزمي المكي حديث الطير بسند له قال: وأخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو
الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرني القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن
أحمد الواعظ. أخبرني والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرني أبو علي الحسين
بن محمد بن علي الرودبادي، أخبرني أبو بكر محمد بن مردويه بن عباس بن سنان الرازي،
حدثني أبو حاتم الرازي، حدثني عبيد الله بن موسى، أخبرني إسماعيل الأزرق، عن أنس بن
مالك قال: أهدي الرسول الله صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم آتني بأحب خلقك
إليك يأكل معي من هذا الطير، فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فجاء علي عليه
السلام فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة قال: فذهب ثم جاء، فقلت: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة قال: فذهب ثم جاء، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: افتح الباب، ففتحت، ثم دخل فقال له: ما حديثك يا علي؟ قال: يا رسول الله
صلى الله عليه وسلم هذا آخر ثلاث كرات قد أتيت ويردني أنس، ويزعم أنك على حاجة قال:
النبي صلى الله عليه وسلم ما حملك على ما صنعت يا أنس؟ قال: سمعت دعاك، فأحببت أن
يكون في رجل من قومي الأنصار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليحب قومه.
وللصاحب كافي الكفاة يمدح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: * يا أمير المؤمنين
المرتضى * إن قلبي عندكم قد وقفا * * كلما جددت مدحي فيكم * قال ذو النصب تسب
السلفا * * من كمولاي علي زاهدا * طلق الدنيا ثلاثا ووفى؟ * * من دعي للطير أن
يأكله * ولنا في بعض هذا مكتفى * * من وصي المصطفى عندكم * فوصي المصطفى من يصطفى
(1)*
(هامش)
(1) مناقب علي بن أبي طالب 64 - 65 (*).
ص 284
وقال الخطيب الخوارزمي: وقال الصاحب كافي الكفاة يمدح أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام: * هو البدر في هيجاء بدر وغيره * فرائصه من ذكره السيف ترعد * *
وكم خبر في خيبر قد رويتم * ولكنكم مثل النعام تشرد * * وفي أحد ولى الرجال وسيفه *
يسود وجه الكفر وهو مسود * * علي له في الطير ما طار ذكره وقامت به أعداؤه وهي تشهد
* * وما سد عن خير المساجد بابه * وأبوابهم إذ ذاك عنه تسدد * * وزوجته الزهراء خير
كريمة * لخير كريم فضلها ليس يجحد * * وقال الصاحب أيضا في مدحه عليه السلام: * ما
لعلي العلى أشباه * لا والذي لا إله إلا هو * * مبناه مبنى النبي تعرفه * وابناه
عند التفاخر ابناه * * إن عليا علا إلى شرف * لو رامه الوهم ذل مرقاه * * أيا غداة
الكساء لا تهنى * عن شرح علياه إذ تكساه * * يا صحوة الطير تنبئ شرفا * فاز به لا
ينال أقصاه * * براءة أعلمي بلاغك من * أقعد عنه ومن تولاه * * يا مرحب الكفر من
أذاقك من * حد الضبا ما كرهت ملقاه * * يا عمرو من ذا الذي أنالك من * صارمه الحتف
حين تلقاه * * أما رأيتم محمدا حذرا عليه * قد حاطه ورباه * * واختصه يافعا وآثره *
واعتاصه مخلصا وآخاه * * زوجه بضعة النبوة إذ * رآه خير امرئ وأتقاه (1)*
(هامش)
(1) مناقب علي بن أبي طالب: 240 (*).
ص 285
ونظم الخوارزمي هذه المأثرة في قصيدة له. قال: * هل أبصرت عيناك في المحراب * كأبي
تراب من فتى محراب * * لله در أبي تراب إنه * أسد الحراب وزينة المحراب * * هو ضارب
وسيوفه كثواقب * هو مطعم وجفانه كجواب * * هو ماهد الأرض الدماء ومطلع شهب الأسنة
في سماء تراب * هو قاصم الأصلاب غير مدافع * يوم الهياج وقاسم الأسلاب * * إن النبي
مدينة لعلومه * وعلي الهادي لها كالباب * * لولا علي ما اهتدى في مشكل * عمر
الإصابة والهدى لصواب * * قد نازع الطير النبي ورده * من رده فأصدق وقل بكذاب (1)*
ترجمته وتوجد ترجمة الخطيب المكي الخوارزمي المتوفى سنة 568 في بعض مجلدات كتابنا،
ومن مصادرها: 1 - العقد الثمين في أعلام البلد الأمين 7 / 310. 2 - الجواهر المضية
في طبقات الحنفية 2 / 188. 3 - إنباه الرواة على أنباء النحاة 3 / 332. 4 - إعلام
الأخيار بأعلام فقهاء مذهب النعمان المختار - مخطوط. 5 - بغية الوعاة في طبقات
اللغويين والنحاة: 401. 6 - المختصر المحتاج إليه 15 / 360. ثم إن الخطيب الخوارزمي
من أعلام تلامذة جار الله الزمخشري، كما إنه قد تخرج به جماعة من الأعلام، منهم:
ناصر بن عبد السيد المطرزي
(هامش)
(1) القصيدة مطبوعة في آخر المناقب (*).
ص 286
الخوارزمي، كما في وفيات الأعيان، ومعجم الأدباء، وغيرهما من المصادر بترجمة
المطرزي المذكور.
*(46)* رواية الملا الأردبيلي

رواه في كتابه (وسيلة المتعبدين)
(1) كما ذكر الشيخ حسن بن محمد بن علي السهمي في (الأنوار البدرية) حيث قال: وقد
أخرجه الفراء في مصابيحه في الغريب - وهو قسم من الصحيح - وأخرجه صاحب جامع الأصول،
وأخرجه صاحب الوسيلة فيما خص به علي (2). قلت: وهذا نص عبارته: قوله فيما خص به -
عن أنس بن مالك رضي الله عنه - قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير فقال:
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي - رضي الله عنه - يستأذن قال أنس:
وأحببت أن يكون من الأنصار، فقلت لعلي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة
مشغول، فانصرف علي، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك
إليك يأكل معي، فعاد علي في الثالثة، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على
الحاجة، قال: فدفعني ودخل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم وال،
اللهم وال. وفي أخرى: فجاء علي - رضي الله عنه - وأكل معه (3).
(هامش)
(1) قال كاشف الظنون: وسيلة المتعبدين للشيخ الصالح عمر بن محمد بن خضر الأردبيلي
المتوفى سنة وهو الذي كان يعتقده نور الدين الشهيد. (2) الأنوار البدرية في الرد
على رسالة الأعور الواسطي - مخطوط. (3) وسيلة المتعبدين ج 5 ق 2 ص 160 (*).
ص 287
ترجمته والملا من أكابر الحفاظ المشهورين المستندين، فقد أثنى عليه علماء أهل
السنة، ووصفوه بالصلاح والديانة، وجعلوه أسوة وقدوة لهم في عقائدهم وأعمالهم... قال
الحافظ الدمشقي الصالحي: قال الإمام الحافظ أبو محمد ابن عبد الرحمن بن إسماعيل
المعروف بأبي شامة في كتابه (الباعث على إنكار البدع والحوادث) قال الربيع قال
الشافعي رحمه الله تعالى: المحدثات من الأمور ضربان أحدهما: ما أحدث مما يخالف
كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا. فهذه البدعة هي الضلالة. والثاني: ما أحدث من
الخير لا خلاف فيه لأحد من هذا، فهي محدثة غير مذمومة. قال عمر رضي الله عنه في
قيام رمضان: نعمة البدعة هذه. يعني أنها محدثة لم تكن. وإذا كانت فليس فيها رد لما
مضى، فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها، ولا استحباب لها، ورجاء الثواب لمن حسنت
نيته فيها، وهي كل مبتدع موافق للقواعد الشرعية، وغير مخالف لشيء منها، ولا يلزم من
فعله محذور شرعي، وذلك نحو بناء المنائر والربط والمدارس وخانات السبيل، وغير ذلك
من أنواع البر التي لم تعهد في الصدر الأول، فإنه موافق لما جاءت به السنة من
اصطناع المعروف، والمعاونة على البر والتقوى. ومن أحسن البدع ما ابتدع في زماننا
هذا من هذا القبيل: ما كان يفعل بمدينة إربل كل عام في اليوم الموافق ليوم مولد
النبي صلى الله عليه وسلم، من الصدقات والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك -
مع ما فيه من الاحسان إلى الفقراء - يشعر بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه
وإجلاله في قلب فاعله، وشكر الله تعالى على ما من به من إيجاد رسوله الذي هو رحمة
للعاملين صلى الله عليه وسلم. وكان أول من فعل بالموصل عمر بن محمد الملا أحد
الصالحين
ص 288
المشهورين، وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره، رحمهم الله تعالى. قلت: ومن أكابر
العلماء والرجال الذين اقتدوا به الحافظ السخاوي، والحافظ ابن الجزري، والحافظ أبو
شامة، وابن طغريل صاحب (الدر المنتظم)، والشيخ ابن فضل، ويوسف الحجار، وابن البطاح،
والإمام جمال الدين، والإمام ظهير الدين، والشيخ نصير الدين، والإمام الحافظ أبو
محمد، والإمام العلامة صدر الدين، والحافظ السيوطي.. وغيرهم.. هؤلاء كلهم اقتدوا
بالملا في إقامة الشعائر المذكورة يوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،
وناهيك بذلك من فضيلة جليلة ومنقبة جميلة... وقد أورد المولوي سلامة الله عبارة
الحافظ الصالحي بطولها في كتابه (إشباع الكلام). واعتمد على روايات الملا وأوردها
كل من: الحافظ المحب الطبري والحافظ نور الدين السمهودي. بل استند إلى أحاديثه
وتمسك بها الكابلي في (صواقعه) و(الدهلوي) في (تحفته). وكتابه (وسيلة المتعبدين) من
مشاهير الكتب المصنفة في السيرة النبوية، وقد ذكره (الدهلوي) في رسالته في (أصول
الحديث) في عداد السيرة لابن إسحاق، والسيرة لابن هشام... وأورد صديق حسن خان كلام
(الدهلوي) في كتابه (الحطة).
*(47)* رواية ابن عساكر

روى الحديث بطرق جمة بترجمة
أمير المؤمنين عليه السلام من
ص 289
(تاريخه) حيث قال: أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أخبر أبو الفتح هبة الله بن
علي بن محمد بن الطيب بن الجار القرشي الكوفي ببغداد، أنبأنا أبو الحسن محمد بن
جعفر بن محمد التميمي النحوي - يعرف بابن النجار الكوفي - أنبأنا أبو عبد الله محمد
بن القاسم بن زكريا المحاربي، أنبأنا عباد بن يعقوب: أنبأنا عيسى بن عبد الله بن
محمد بن عمر بن علي، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: أهدي لرسول الله صلى
الله عليه وسلم طير يقال له الحبارى فوضعت بين يديه - وكان أنس بن مالك يحجبه -
فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده إلى الله ثم قال: اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل
معي من هذا الطير. قال: فجاء علي فاستأذن فقال له أنس: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم على حاجة فرجع، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم [الثانية فجاء علي
فاستأذن فقال أنس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة] فرجع ثم دعا الثالثة
فجاء علي فأدخله، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم وإلي. فأكل
معه، فلما كان رسول الله [كذا] صلى الله عليه وسلم خرج علي قال أنس: اتبعت عليا
فقلت: يا أبا حسن استغفر لي فإن لي إليك ذنبا، وإن عندي [لك] بشارة فأخبرته بما كان
من النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، واستغفر لي ورضي عني، أذهب ذنبي عنده
بشارتي إياه. أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا
أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد، أنبأنا إبراهيم بن
سعيد الجوهري، أنبأنا حسين بن محمد، أنبأنا سليمان بن قرم، عن محمد بن شعيب: عن
داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده ابن عباس قال: أتي النبي صلى
الله عليه وسلم بطائر فقال: اللهم ائتني برجل يحبه الله ورسوله. فجاء علي عليه
السلام فقال: اللهم وإلي.
ص 290
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو غالب أحمد بن علي بن الحسين، قالا: أنبأنا
أبو الحسين بن النقور، أنبأنا محمد بن عبد الله بن الحسن، أنبأنا يحيى بن محمد،
أنبأنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، أنبأنا أبو أحمد حسين بن محمد، أنبأنا سليمان بن
قرم، عن محمد بن شعيب: عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده ابن
عباس، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطائر فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك.
فجاءه علي فقال: اللهم وإلي. أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - بقراءتي - أنبأنا أبو
محمد عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين، أنبأنا أبو
الحسن علي بن عمر الدارقطني، أنبأنا محمد بن مخلد بن حفص العطار، أنبأنا حاتم بن
الليث الجوهري، أنبأنا عبد السلام بن راشد. أنبأنا عبد الله بن المثنى، عن ثمامة،
عن أنس، قال: أتي النبي صلى الله عليه. سلم بطير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك
يأكل معي منه. فجاء علي عليه السلام فأكل معه. ورواه غيره [عبد الله] بن المثنى، عن
عبد الله بن أنس: أخبرتنا [به] أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن
منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقري، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا قطن بن نسير، أنبأنا
جعفر بن سليمان الضبعي، أنبأنا عبد الله بن المثنى: عن عبد الله بن أنس، عن أنس بن
مالك، قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم حجل مشوي بخبزة وصبابة، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطعام.
فقالت عائشة: اللهم اجعله أبي. وقالت حفصة: اللهم اجعله أبي. قال أنس: وقلت: اللهم
اجعله سعد بن عبادة، قال أنس: فسمعت حركة بالباب فخرجت فإذا علي بالباب، فقلت: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، فانصرف
ص 291
ثم سمعت حركة بالباب، فخرجت فإذا علي بالباب، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم على حاجة فانصرف، ثم سمعت حركة بالباب فسلم علي فسمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم صوته فقال: انظر من هذا. فخرجت فإذا هو علي، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأخبرته. فقال: ائذن له، فدخل علي فقال رسول صلى الله عليه وسلم: اللهم وإلي
اللهم وإلي. أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد بن عبد
الرحمان بن محمد الزهري، أنبأنا عبد الله بن إسحاق المدايني، أنبأنا عبد القدوس بن
محمد بن شعيب الحبحاب، حدثني عمي صالح بن عبد الكبير ابن شعيب، حدثني عبد الله بن
زياد أبو العلاء: عن سعيد بن المسيب، عن أنس، قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم طير مشوي فقال: اللهم أدخل علي أحب أهل الأرض إليك يأكل معي. قال أنس:
فجاء علي فحجبته، ثم جاء ثانية فحجبته، ثم جاء ثالثة فحجبته رجاء أن تكون الدعوة
لرجل من قومي، ثم جاء الرابعة فأذنت له، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
اللهم وأنا أحبه. فأكل معه من الطير. [وبالسند المتقدم] قال: وأنبأنا عبد الله،
أنبأنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي، عن ابن فضيل: عن مسلم الملائي، عن أنس بن
مالك، قال: أهدت أم أيمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا مشويا، فقال: اللهم
أدخل [علي] من تحبه يأكل معي من هذا الطير. فجاء رجل فاستأذن وأنا على الباب، فقلت:
أنه على حاجة، فرجع ثم جاء الثانية فاستأذن فقلت: إنه على حاجة فرجع ثم جاء الثالثة
فاستأذن فسمع [النبي] صوته فقال: ائذن له. [قال: فأذنت له فجاءه] وهو موضوع بين
يديه، فأكل [معه]. أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو عثمان بن سعيد بن
محمد بن
ص 292
أحمد البجيري، أنبأنا زاهر بن أحمد، أنبأنا محمد بن نوح، قال: قرئ على عبد القدوس
بن محمد بن شعيب، أنبأنا عمي صالح، أنبأنا عبيد (1) الله بن زياد أبو العلاء، عن
علي بن زيد: عن سعيد بن المسيب، عن أنس بن مالك، قال أهدي لرسول الله صلى الله عليه
وسلم طير مشوي فقال: اللهم أدخل علي أحب خلقك إليك من أهل الأرض يأكل معي منه. قال
أنس: فجاء علي فحجبته، ثم جاء الثانية فحجبته، ثم جاء الثالثة فحجبته رجاء أن تكون
الدعوة لرجل من قومي، ثم جاء الرابعة فأذنت له فدخل، فلما رآه رسول الله صلى الله
عليه وسلم، قال: اللهم إني أحبه. فأكل معه من ذلك الطير. أخبرنا أبو الأعز قراتكين
بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو حفص ابن شاهين، أنبأنا يحيى بن
محمد بن صاعد، أنبأنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن الحبحاب بالبصرة، حدثني
عمي صالح بن عبد الكبير، أنبأنا عبد الله بن زياد أبو العلاء، عن على بن زيد: عن
سعيد بن المسيب، عن أنس بن مالك، قال أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طير
مشوي فقال: اللهم أدخل علي أحب [أهل] الأرض إليك يأكل معي. قال أنس، فجاء علي بن
أبي طالب فحجبته، ثم جاء الثانية فحجبه أنس، ثم جاء الثالثة فحجبه أنس رجاء أن تكون
الدعوة لرجل من قومه قال: ثم جاء الرابعة فأذن له، فلما رآه النبي صلى لله عليه
وسلم، قال: وأنا أحبه. فأكل معه. قال ابن شاهين: تفرد بهذا الحديث عبد القدوس بن
محمد عن عمه، لا أعلم حدث به غيره، وهو حديث حسن غريب. أخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا
(هامش)
(1) في الحديث السابق عليه والآتي بعده: عبد الله (*).
ص 293
حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا جعفر بن أحمد بن عاصم. حيلولة:
وأنبأنا أبو محمد ابن الأكفاني، أنبأنا أبي أبو الحسين، أنبأنا أبو الحسن ابن
السمسار، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري، أنبأنا أبو محمد جعفر
بن عاصم بن الرواس، أنبأنا محمد بن مصفى، أنبأنا حفص بن عمر، عن موسى بن سعد: عن
الحسن، عن أنس، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطير جبلي، فقال: اللهم ائتني
برجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فإذا علي يقرع الباب، قال أنس: إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم مشغول - زاد الأكفاني: قال: وكنت أحب أن يكون رجلا من
الأنصار. وقالا: - ثم أتى الثانية، فقال أنس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مشغول ثم أتى الثالثة فقال: يا أنس أدخله فقد عنيته قال: فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: اللهم وإلي اللهم وإلي. أخبرناه عاليا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو سعد
الجنزوردي، أنبأنا الحاكم أبو أحمد، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عمرو بن الحسن
الأشعري بحمص، أنبأنا محمد بن مصفى، أنبأنا حفص بن عمر العدني، أنبأنا موسى ابن سعد
البصري، قال: سمعت الحسن يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: أهدي لرسول الله صلى الله
عليه وسلم، طير فقال: اللهم ائتني برجل يحبه الله ويحبه رسوله. قال أنس: فأتى علي
فقرع الباب، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول - وكنت أحب أن يكون رجلا
من الأنصار - ثم إن عليا فعل مثل ذلك، ثم أتى الثانية فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: يا أنس أدخله فقد عنيته فلما أقبل إليه قال: اللهم إلي اللهم إلي. أخبرنا أبو
الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو حفص بن شاهين،
أنبأنا محمد بن إبراهيم الأنماطي، أنبأنا محمد بن عمرو
ص 294
ابن نافع، أنبأنا علي بن الحسن [الشامي] أنبأنا خليد بن دعلج: عن قتادة، عن أنس،
قال قدمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا مشويا فسمى وأكل منه، ثم قال:
اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي. [قال:] فذكر الحديث. أخبرنا أبو الفرح قرام بن
زيد بن عيسى، وأبو القاسم بن السمرقندي قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا
علي بن عمر بن محمد الحربي، أنبأنا أبو الحسن علي بن سراج المصري، أنبأنا أبو محمد
فهد بن سليمان بن النحاس، أنبأنا أحمد بن يزيد الورتنيس أنبأنا زهير: أنبأنا عثمان
الطويل، عن أنس بن مالك، قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم طائر كان يعجبه
أكله، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي. فجاء علي فقال: استأذن [لي] على
رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: ما عليه إذن - وكنت أحب أن يكون رجل من
الأنصار - فذهب ثم رجع فقال: استأذن لي عليه. فسمع النبي صلى الله عليه وسلم كلامه
فقال: أدخل يا علي، ثم قال: اللهم وإلي اللهم وإلي. أخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن
إبراهيم الإسماعيلي، أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، أنبأنا أحمد بن حازم،
أنبأنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا سكين بن عبد العزيز: عن ميمون أبي خلف، حدثني أنس
بن مالك، قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحامات فقال: اللهم وفق لي
أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر. قال أنس: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار.
فجاء علي فضرب الباب، قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة. قال فدفع
الباب ثم دخل فقال [رسول الله لما رآه:] اللهم وإلي. قال الدارقطني: هذا حديث غريب،
من حديث ميمون أبي خلف عن
ص 295
أنس، تفرد به سكين بن عبد العزيز عنه. أخبرناه عاليا أبو عبد الله الخلال وفاطمة
بنت ناصر - واللفظ للخلال، قالا: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن
المقري، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا إبراهيم الشامي، أنبأنا سكين: أنبأنا ميمون الرفاء
أبو خلف، عن أنس بن مالك، قال أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحامات، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: [اللهم] وفق لي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير.
فقال أنس فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار. قال: فبينما أنا كذلك إذ جاء علي فضرب
الباب، فقلت: إن النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة، فرجع فلم يلبث أن رجع فضرب
الباب، فقلت: إن النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة، فرجع فلم يلبث أن رجع فضرب
الباب، فقلت إن النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة، فرمى الباب ودخل، فلما رآه
النبي صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم وإلي اللهم وإلي. أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي
نصر بن أبي بكر، أنبأنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الإمام، وأبو
مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليمان، قالا: أنبأنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق
البرجي أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن
الفيض، أنبأنا العناء بن [كذا] الجارود: عن عبد العزيز بن زياد، أن الحجاج بن يوسف
دعا أنس بن مالك من البصرة فسأله عن علي بن أبي طالب، فقال: أهدي للنبي صلى الله
عليه وسلم طائر فأمر به فطبخ وصنع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني
بأحب الخلق إلي يأكل معي. فجاء علي فرددته، ثم جاء ثانية فرددته، ثم جاء الثالثة
فرددته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أنس إني قد دعوت ربي وقد استجيب لي،
فانظر من كان بالباب فأدخله، فخرجت فإذا أنا بعلي فأدخلته
ص 296
فقال النبي صلى الله عليه وسلم، إني قد دعوت ربي أن يأتيني بأحب خلقه إلي وقد
استجيب لي فما حبسك؟ قال: يا نبي الله جئت أربع مرات كل ذلك يردني أنس، قال النبي
صلى الله عليه وسلم: ما حملك على ذلك يا أنس؟ قال: قلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي،
إنه ليس أحد إلا وهو يحب قومه، وإن عليا جاء فأحببت أن يصيب دعاؤك رجلا من قومي،
قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، فسكت ولم يقل شيئا. كتب إلي أبو
علي الحسن بن أحمد المقري في كتابه، وحدثني أبو مسعود المعدل عنه، أنبأنا أبو نعيم
الحافظ، أنبأنا أبو بكر بن خلاد، أنبأنا محمد بن هارون بن مجمع، أنبأنا الحجاج بن
يوسف بن قتيبة، أنبأنا بشر بن الحسين: عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك، قال: أهدي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طير مشوي، فلما وضع بين يديه قال: اللهم ائتني
بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطير. فقرع الباب فقلت: من هذا؟ فقال: علي فقلت: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، الحديث. أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين،
أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي
الصيدلاني، أنبأنا محمد بن مخلد بن حفص العطار قال أبو العيناء [كذا] أنبأنا أبو
عاصم: عن أبي الهندي، عن أنس، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطير، فقال: اللهم
ائتني بأحب خلقك إليك. فجاء علي. فقال: اللهم وإلي. كتب إلي أبو بكر أحمد بن المظفر
بن الحسن بن سوسن التمار، وأخبرني أبو طاهر محمد بن أبي بكر بن عبد الله عنه،
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن
محمد الآدمي القارئ، أنبأنا محمد بن القاسم مولى بني هاشم. وأخبرنا أبو طاهر أيضا
وأبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي، قالا: أنبأنا
ص 297
أبو سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي، أنبأنا أبو علي بن شاذان. حيلولة:
وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، وأبو الحسن علي بن أحمد، وأبو منصور بن زريق،
أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا أبو بكر محمد بن العباس بن
النجيح، أنبأنا محمد بن القاسم النحوي أبو عبد الله، أنبأنا أبو عاصم: عن أبي
الهندي، عن أنس قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطائر فقال: اللهم ائتني بأحب
خلقك إليك يأكل معي. - زاد الآدمي: جئني بأحب خلقك إليك يأكله معي. وقال الآدمي:
وإليك وإلي يأكل معي - [قال] فجاء علي فحجبته - وفي حديث الخطيب: فحجبته، مرتين
فجاء في الثالثة. وقال الآدمي: فحجبته - ثم جاء الثانية فحجبته، ثم الثالثة -
وقالا: - فأذنت له، فقال [النبي] يا علي ما حبسك قال: هذه ثلاث مرات قد جئتها -
وقال الآدمي: قد جئت - فحجبني أنس. قال: لم يا أنس؟ قال: سمعت دعوتك يا رسول الله.
- وقال الآدمي: قلت: لأني سمعت دعوتك. وقالا: - فأحببت أن يكون رجلا من قومي. فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: الرجل يحب قومه. أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، وأبو
عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب، وأم البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين بن
جدا، قالوا: أنبأنا محمد بن علي بن علي، أنبأنا علي بن عمر بن محمد، أنبأنا أبو
محمد عبد الله ابن إسحاق المدائني - سنة عشر وثلاثمائة - أنبأنا عبد الله بن علي بن
الحسن، أنبأنا محمد بن علي. أنبأنا الحكم بن محمد بن سليم، عن أنس بن مالك، قال:
أهدي
لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير مشوي، فقال: اللهم أدخل علي من تحبه وأحبه
يأكل معي من هذا الطير فجاء علي بن أبي طالب، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم على حاجة، فرجع ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ص 298
اللهم أدخل - زاد ابن السبط: علي. وقالوا: - من تحبه وأحبه يأكل معي من هذا الطير.
فجاء علي بن أبي طالب، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة فرجع ثم قال
النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أدخل - زاد ابن السبط: علي من تحبه وأحبه يأكل معي
من هذا الطير. فجاء علي بن أبي طالب، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: على
حاجة، فدفعني ودخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بطأ بك يا ابن أبي طالب؟
قال: قد جئت ثلاث مرات كل ذلك يردني أنس. قال: ما حملك على هذا يا أنس؟ قلت: يا
رسول الله سمعتك تدعو فأحببت أن يكون رجلا من قومي. فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: لست بأول رجل أحب قومه. أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنبأنا أبو الحسين بن
الآبنوسي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، أنبأنا محمد بن مخلد بن حفص، أنبأنا حاتم بن
الليث، أنبأنا عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن عمر القاري: عن السدي [قال] أنبأنا
أنس بن مالك، قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيار، فقسمها وترك طيرا
فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير. فجاء علي بن أبي طالب،
فدخل يأكل معه من ذلك الطير. قال الدارقطني: تفرد به عيسى بن عمر، عن السدي. أخبرنا
أبو المظفر ابن القشيري، أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو عمرو الحيري. حيلولة:
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو
بكر ابن المقرئ قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا الحسن بن حماد - زاد ابن المقرئ:
الوراق - أنبأنا مسهر بن عبد الملك بن سلع - وهو ثقة - أنبأنا - وقال ابن المقرئ:
عن عيسى بن عمر: عن إسماعيل السدي عن أنس - زاد ابن حمدان: ابن مالك - أن النبي
ص 299
صلى الله عليه وسلم كان عنده طائر فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا
الطير. - فجاء أبو بكر فرده، ثم جاء عمر - وقال الحيري: عثمان - فرده، ثم جاء علي
فأذن له. أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين عاصم بن الحسن،
أنبأنا أبو العباس ابن عقدة، أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن، أنبأنا يوسف بن عدي،
أنبأنا حماد بن المختار الكوفي: أنبأنا عبد الملك بن عمير، عن أنس بن مالك قال:
أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طائر فرفع بين يديه، فقال: اللهم ائتني بأحب
خلقك إليك يأكل معي. قال: فجاء علي بن أبي طالب فدق الباب فقلت: من ذا؟ قال: أنا
علي. فقلت: أن النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة، حتى فعل ذلك ثلاثا، فجاء الرابعة
فضرب الباب برجله، فدخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حبسك؟ قال: قد جئت ثلاث
مرات [ومنعني أنس]. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حملك على ذلك [يا أنس]؟ قال:
قلت: كنت أحب أن يكون رجلا من قومي. أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا أبو
محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم.
حيلولة: وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد، أنبأنا أبي أبو طاهر، قالا: أنبأنا أبو
طاهر قالا: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله، أنبأنا حمزة بن القاسم
الهاشمي، أنبأنا محمد بن الهيثم، أنبأ يوسف بن عدي، أنبأنا حماد بن المختار من أهل
الكوفة: عن عبد الملك بن عمير، عن أنس قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
طائر فوضع بين يديه فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ليأكل. قال: فجاء علي فدق
الباب فقلت: من ذا؟ فقال: أنا علي. فقلت: النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة، فرجع
ثلاث مرات كل ذلك يجئ فأقول له
ص 300
ذلك فيذهب، حتى جاء في المرة الرابعة، فقلت له مثل ما قلت في الثلاث مرات قال: قضرب
الباب برجله فدخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حبسك؟ قال: قد جئت ثلاث مرات
كل ذلك يقول [أنس]: النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة فقال النبي صلى الله عليه
وسلم [يا أنس] ما حملك على ذلك؟ قال: كنت أحب أن يكون رجلا من قومي. أخبرنا أبو سعد
بن أبي صالح، أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا عبدان بن
يزيد بن يعقوب الدقاق بهمدان، أنبأنا إبراهيم بن الحسين الكسائي، أنبأنا أبو توبة
الربيع بن نافع الحلبي، أنبأنا حسين بن سليمان: عن عبد الملك بن عمير، قال: كنا عند
أنس بن مالك فدخل علينا محمد بن الحجاج يشتم علي بن أبي طالب، قال [أنس]: ويحك أنت
الشاتم عليا؟ كنت خادما للنبي صلى الله عليه وسلم إذ أهدي له طائر. [قال:] فذكر
الحديث بطوله. قال الحاكم: لم نكتبه إلا بهذا الاسناد. أخبرنا أبو عبد الله
الفراوي، وأبو القاسم زاهر الشحامي، قالا: أنبأنا أبو يعلى الصابوني، أنبأنا أبو
سعيد الرازي، أنبأنا محمد بن أيوب الرازي، أنبأنا مسلم بن إبراهيم، أنبأنا الحرث بن
نهبان: أنبأنا إسماعيل - رجل من أهل الكوفة - عن أنس بن مالك: إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أهدي له طير، ففرق بعضها في نسائه ووضع بعضها بين يديه، فقال: اللهم
سق أحب خلقك إليك يأكل معي. قال: وذكر حديث الطير. أخبرنا أبو القاسم بن مندويه،
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى، أنبأنا أبو
العباس ابن عقدة. أنبأنا أحمد بن يحيى بن زكريا، أنبأنا إسماعيل بن أبان: أنبأنا
عبد الله بن مسلم الملائي، عن أبيه عن أنس، قال: أهدت أم أيمن
ص 301
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا مشويا فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك
يأكل معي منه. فجاء علي فأكل معه. أخبرتنا - أعلا من هذه أو أتم - أم المجتبى فاطمة
العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقري، أنبأنا أبو
يعلى، أنبأنا أبو هشام، أنبأنا ابن فضيل: أنبأنا مسلم الملائي، عن أنس [بن مالك]
قال: أهدت أم أيمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم طيرا مشويا فقال: اللهم ائتني بمن
تحبه يأكل معي من هذا الطير. قال أنس فجاء علي فاستأذن، فسمع النبي صلى الله عليه
وسلم صوته فقال: ائذن له. فدخل وهو موضوع بين يديه، فأكل منه، وحمد الله. أخبرنا
أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنبأنا أبو النجم بدر بن عبد الله الشيحي، [كذا]
أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنبأنا التنوخي، أنبأنا أبو الطيب ظفران بن
الحسن بن الفيرزان النخاس المعروف بالفأفاء - سنة أربع وثمانين وثلاث مائة - أنبأنا
أبو هارون موسى بن محمد بن هارون الأنصاري، أنبأنا أحمد بن محمد بن عاصم الرازي،
أنبأنا حفص بن عمر المهرقاني. حيلولة: قال: وأنبأنا أبو بكر عبد القاهر بن محمد بن
عترة الموصلي، أنبأنا أبو هارون موسى بن محمد الأنصاري الزرقي، أنبأنا أحمد بن علي
الخراز، أنبأنا محمد بن عاصم الرازي، أنبأنا حفص بن عمر المهرقاني، أنبأنا النجم بن
بشير، عن إسماعيل بن سليمان الرازي - أخي إسحاق بن سليمان - عن عبد الملك بن أبي
سليمان: عن عطاء، عن أنس بن مالك، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطائر فقال:
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر. فجاء علي بن أبي طالب فدق
الباب. وذكر الحديث.
ص 302
أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد، أنبأنا أبو الحسن الحسن آبادي، أنبأنا أحمد
بن محمد، أنبأنا أبو العباس الكوفي، أنبأنا محمد ابن سالم بن عبد الرحمان الطحان
الأزدي، أنبأنا أحمد بن النضر بن الربيع بن سعد مولى جعفر بن علي، حدثني سليمان بن
قرم، عن محمد بن علي السلمي: عن أبي حذيفة العقيلي، عن أنس بن مالك، قال: كنت أنا
وزيد بن أرقم نتناوب [باب] النبي صلى الله عليه وسلم فأتته أم أيمن بطير أهدي له من
الليل، فلما أصبح أتته بفضله، فقال: ما هذا؟ قالت: فضل الطير الذي أكلت البارحة.
فقال: أما علمت أن كل صباح يأتي برزقه؟ اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا
الطير. قال: فقلت: اللهم اجعله من الأنصار. قال فنظرت فإذا علي قد أقبل فقلت له:
إنما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعة فوضع ثيابه، فسمعني أكلمه فقال: من
هذا الذي تكلمه؟ قلت علي. فلما نظر إليه قال: اللهم أحب خلقك إليك وإلي. وروي عن
سفينة عن البني صلى الله عليه وسلم: أخبرنا أبو محمد بن طاووس، أنبأنا أبو الغنائم
بن أبي عثمان، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى، أنبأنا أبو عبد الله
المحاملي، أنبأنا عبد الأعلى بن واصل، أنبأنا عون بن سلام، أنبأنا سهل بن شعيب: عن
بريده بن سفيان، عن سفينة - وكان خادما لرسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: أهدي
لرسول الله صلى الله عليه وسلم طواير قال: فرفعت أم أيمن بعضها، فلما أصبحت أتته
بها فقال: ما هذا يا أم أيمن؟ فقالت: هذا بعض ما أهدي لك أمس. فقال: أو لم أنهاك أن
ترفعي لأحد أو لغد طعاما، إن لكل غد رزقه. ثم قال: اللهم وإلي إلي. أخبرنا أبو
القاسم بن السمرقندي، وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن