نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الثالث عشر

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الثالث عشر

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 303

الحسين الناطقي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أبو القاسم البغوي، أنبأنا يونس بن أرقم، أنبأنا مطير: عن ثابت البجلي، عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طائرين بين رغيفين، ولم يكن في البيت غيري وغير أنس، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بغدائه، فقلت: يا رسول الله قد أهدت لك امرأة من الأنصار هدية، فقدمت الطائرين إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك. فجاء علي بن أبي طالب فضرب الباب ضربا خفيفا فقلت من هذا؟ قال: أبو الحسن، ثم ضرب الباب ورفع صوته، فقال صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ قلت: علي بن أبي طالب. قال: افتح له، ففتحت له فأكل معه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطيرين حتى فنيا. وأخبرتنا به أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم، أنبأنا ابن المقرئ أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا عبيد الله القواريري، أنبأنا يونس بن أرقم، أنبأنا مطير بن أبي خالد: عن ثابت البجلي، عن سفينة - صاحب دار النبي صلى الله عليه وسلم - قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طيرين بين رغيفين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد [و] لم يكن في البيت غيري وغير أنس بن مالك، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بالغذاء فقلت: يا رسول الله قد أهدت لك امرأة هدية، فقدمت إليه الطيرين فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك - أحسبه قال: إليك وإلى رسولك. - قال فجاء علي فضرب الباب ضربا خفيفا فقلت من هذا؟ قال أبو الحسن، ثم ضرب ورفع صوته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ قلت: علي. قال: افتح له. ففتحت [له الباب] فأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطيرين حتى فنيا.

ص 304

ترجمته 1 - ياقوت: هو أبو القاسم علي بن الحسن... الشافعي. الحافظ. أحد أئمة الحديث المشهورين، والعلماء المذكورين. ولد في المحرم سنة 499. ومات في الحادي عشر من رجب سنة 571 (1). 2 - ابن خلكان: الحافظ أبو القاسم... الملقب ثقة الدين. كان محدث الشام في وقته، ومن أعيان الفقهاء الشافعية. غلب عليه الحديث فاشتهر به، وبالغ في طلبه إلى أن جمع منه ما لم يتفق لغيره. ورحل وطوف وجاب البلاد ولقي المشايخ، وكان رفيق الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن السمعاني في الرحلة، وكان حافظا دينا، جمع بين معرفة المتون والأسانيد... وكان حسن الكلام على الأحاديث، محظوظا في الجمع والتأليف، صنف التاريخ الكبير لدمشق في ثمانين مجلدة، أتى فيه بالعجائب، وهو على نسق تاريخ بغداد... (2). 3 - الذهبي: ابن عساكر - الإمام الحافظ الكبير، محدث الشام، فخر الأئمة ثقة الدين... قال السمعاني: أبو القاسم، حافظ، ثقة، متقن، دين، خير، حسن السمت، جمع بين معرفة المتن والاسناد، كان كثير العلم غزير الفضل صحيح القراءة مثبتا، رحل وتعب وبالغ في الطلب، وجمع ما لم يجمعه غيره، وأربى على الأقران... قال سعد الخير: ما رأيت في سنن ابن عساكر مثله. قال القاسم ابن عساكر: سمعت التاج المسعودي يقول: سمعت أبا العلاء الهمداني يقول لرجل استأذنه في الرحلة: إن عرفت أحدا أفضل مني

(هامش)

(1) معجم الأدباء 13 / 73. (2) وفيات الأعيان 3 / 309 (*).

ص 305

حينئذ آذن لك أن تسافر إليه، إلا أن تسافر إلى ابن عساكر فإنه حافظ كما يجب. حدثني أبو المواهب بن صصري قال: لما دخلت همدان قال لي الحافظ: أنا أعلم أنه لا يساجل الحافظ أبا القاسم في شأنه أحد. سمعت أبا الحسن علي بن محمد الحافظ سمعت الحافظ أبا محمد المنذري يقول: سألت شيخنا أبا الحسين علي بن المفضل عن أربعة تعاصروا أيهم أحفظ؟ فقال: من؟ قلت: الحافظ ابن ناصر وابن عساكر. فقال: ابن عساكر أحفظ. قلت: الحافظ أبو العلاء وابن عساكر. قال: ابن عساكر أحفظ. قلت: الحافظ أبو طاهر السلفي وابن عساكر. فقال: السلفي شيخنا، السلفي شيخنا. قلت: يعني أنه ما أحب أن يصرح بتفضيل ابن عساكر على السلفي فإنه شيخه. ثم أبو موسى أحفظ من السلفي مع أن السلفي من بحور الحديث وعلمائه. وكان شيخنا أبو الحجاج يميل إلى ابن عساكر ويقول: ما رأى حافظا مثل نفسه. قال الحافظ عبد القادر: ما رأيت أحفظ من ابن عساكر. وقال ابن النجار: أبو القاسم إمام المحدثين في وقته، انتهت إليه الرياسة في الحفظ والاتقان والنقل والمعرفة التامة، وبه ختم هذا الشأن. فقرأت بخط الحافظ معمر بن الفاخر في معجمه: ثنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي بمنى - وكان أحفظ من رأيت من طلبة الحديث والشأن. وكان شيخنا إسماعيل بن محمد الإمام يفضله على جميع من لقيناهم، قدم أصبهان ونزل في داري وما رأيت شابا أوزع ولا أحفظ ولا أتقن منه... (1). 4 - اليافعي: الفقيه، الإمام، المحدث البارع، الحافظ المتقن، الضابط ذو العلم الواسع، شيخ الإسلام ومحدث الشام، ناصر السنة قامع

(هامش)

(1) تذكرة الحفاظ 4 / 1328 (*).

ص 306

البدعة، زين الحفاظ وبحر العلوم الزاخر، ورئيس المحدثين، المقر له بالتقدم، العارف الماهر، ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر، الذي اشتهر في زمانه بعلو شأنه ولم ير مثله في أقرانه، الجامع بين المعقول والمنقول، والمميز بين الصحيح والمعلول، كان محدث زمانه ومن أعيان الفقهاء الشافعية... (1). 5 - السبكي: الإمام الجليل، حافظ الأمة، أبو القاسم ابن عساكر، هو الشيخ الإمام ناصر السنة وخادمها، وهازم جند الشيطان بعساكر اجتهاده وهادمها، إمام أهل الحديث في زمانه، وختام الجهابذة الحفاظ ولا ينكر أحد منهم مكين مكانه، محط رحال الطالبين وموئل ذوي الهمم من الراغبين، الأوحد الذي أجمعت الأمة عليه، والواصل إلى ما لا تطمح الآمال إليه... ولد في مستهل رجب سنة 499، وسمع خلائق، وعدة شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ، ومن النساء بضع وثمانون امرأة. وارتحل إلى العراق ومكة والمدينة، وارتحل إلى بلاد العجم... ولما دخل بغداد أعجب به العراقيون وقالوا: ما رأينا مثله، وكذلك قال مشيخة الخراسانيين. وقال شيخه أبو الفتح المختار بن عبد الحميد: قدم علينا أبو علي ابن الوزير فقلنا: ما رأينا مثله، ثم قدم علينا أبو سعد ابن السمعاني فقلنا: ما رأينا مثله، حتى قدم علينا هذا فلم نر مثله. وقال فيه الشيخ محي الدين النووي - ومن خطه نقلت - هو حافظ الشام بل هو حافظ الدنيا، الإمام مطلقا، الثقة الثبت... (2). 6 - الأسنوي... كذلك (3).

(هامش)

(1) مرآة الجنان 3 / 393. (2) طبقات الشافعية 7 / 215. (3) طبقات الشافعية 2 / 216 (*).

ص 307

7 - وابن قاضي شهبة... (1). 8 - السيوطي: ابن عساكر، الإمام الكبير، حافظ الشام، بل حافظ الدنيا، الثقة الثبت الحجة، ثقة الدنيا... وكان من كبار الحفاظ المتقنين، من أهل الدين والخير، غزير العلم، كثير الفضل، جمع بين معرفة المتن والاسناد، وأملى مجالس متينة... (2). 9 - أبو الفداء الحافظ أبو القاسم... كان إماما في الحديث من أعيان الشافعية، صنف تاريخ دمشق في ثمانين مجلدة (2). 10 - ابن الوردي: الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي نور الدين. من أعيان الشافعية والمحدثين... (4)

 (48) رواية مجلد الدين: المبارك ابن الأثير

 روى حديث الطير من فضائل الإمام عليه السلام حيث قال: أنس قال: كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طير، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطائر. فجاء علي فأكل معه. أخرجه الترمذي. وقال رزين: قال أبو عيسى: في هذا الحديث قصة، وفي آخرها: إن أنسا قال لعلي: استغفر لي ولك عني بشارة، ففعل فأخبره بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. انتهى (5).

(هامش)

(1) طبقات الشافعية 1 / 345. (2) طبقات الحفاظ: 474. (3) المختصر في أخبار البشر 3 / 59. (4) تتمة المختصر في أخبار البشر 2 / 132. (5) جامع الأصول 9 / 471. (*)

ص 308

ترجمته 1 - ابن الأثير: وفيها في سلخ ذي الحجة توفي أخي مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الكاتب. مولده في أحد الربيعين سنة أربع وأربعين. وكان عالما في عدة علوم منها: الفقه والأصولان والنحو والحديث واللغة. وله تصانيف مشهورة في التفسير والحديث والنحو والحساب وغريب الحديث. وله رسائل مدونة. وكان كاتبا مفلقا يضرب به المثل، ذا دين متين، ولزوم طريق مستقيم، رحمه الله ورضى عنه، فلقد كان من محاسن الزمان، ولعل من يقف على ما ذكرته يتهمني في قولي، ومن عرفه من أهل عصرنا يعلم إني مقصر (1). 2 - ابن خلكان نقلا عن ابن المستوفي: أشهر العلماء ذكرا وأكبر النبلاء قدرا، وأحد الفضلاء المشار إليهم، وفرد الأماثل المعتمد في الأمور عليهم... (2). 3 - الذهبي، ووصفه بالعلامة (3). 4 - أبو الفداء: وكان عالما بالفقه والأصولين والنحو والحديث واللغة. وله تصانيف مشهورة: وكان كاتبا مفلقا (4). وهكذا تجد ترجمته والثناء عليه في كتب أخرى منها: 1 - سير أعلام النبلاء 21 / 488. 2 - معجم الأدباء 6 / 238. 3 - العبر 5 / 19.

(هامش)

(1) الكامل 12 / 120. (2) وفيات الأعيان 4 / 141. (3) العبر 5 / 19 دول الإسلام 2 / 84. (4) المختصر في أحوال البشر 3 / 118. (*)

ص 309

4 - طبقات السبكي 5 / 153. 5 - بغية الوعاة 2 / 274. 6 - شذرات الذهب 5 / 22.

 (49) رواية أبي الحسن علي ابن الأثير

 روى حديث الطير بترجمة أمير المؤمنين عليه السلام بأسانيده عن أنس ابن مالك حيث قال ما نصه: أنبأنا المنصور بن أبي الحسن الفقيه، بإسناده إلى أبي يعلى قال: حدثنا الحسن بن حماد، حدثنا مسهر بن عبد الملك، حدثنا عيسى بن عمر، عن السدي، عن أنس بن مالك، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده طائر فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء أبو بكر فرده، فجاء عمر فرده، فجاء عثمان فرده. فجاء علي فأذن له. ذكر أبي بكر وعمر وعثمان في هذا الحديث غريب جدا. وقد روى من غير وجه عن أنس. ورواه غير أنس من الصحابة. أنا أبو الفرج الثقفي، أنبأنا الحسن بن عيسى، حدثنا الحسن بن أحمد - وأنا حاضر أسمع - أنبأنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي، حدثنا الحسن بن عيسى، ثنا الحسن بن السميدع، ثنا موسى بن أبي أيوب، عن شعيب بن إسحاق، عن أبي حنيفة، عن مسعر، عن حماد، عن إبراهيم عن أنس قال: أهدي إلى النبي صلى الله الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك. فجاء علي فأكل معه. تفرد به شعيب عن أبي حنيفة. أخبرنا محمد بن أبي الفتح بن الحسن النقاش الواسطي، ثنا أبو روح عبد

ص 310

المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز، أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي، أنا أبو سعيد الكنجرودي أخبرنا الحاكم أبو أحمد، أنا عبد الله محمد بن عمرو بن الحسين الأشعري بحمص، نا محمد بن مصفى، نا حفص بن عمر المعري، نا موسى بن سعد البصري قال: سمعت الحسن يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني برجل يحبه الله ويحبه رسوله. قال أنس: فأتى علي فقرع الباب. فقلت: إن رسول الله مشغول - وكنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار - ثم إن عليا فعل مثل ذلك، ثم أتى الثالثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس، أدخله فقد عنيته. فلما أقبل قال: اللهم وإلي اللهم وإلي. وقد رواه عن أنس غير من ذكرنا: حميد الطويل، وأبو الهندي، ويغنم ابن سالم - يغنم بالياء تحتها نقطتان والغين المعجمة والنون وآخره ميم. وهو اسم مفرد. والله أعلم (1). ترجمته 1 - ابن خلكان: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، المعروف بابن الأثير الجزري، الملقب عز الدين.... كان إماما في حفظ الحديث ومعرفته وما يتعلق به، وحافظا للتواريخ المتقدمة والمتأخرة، وخبيرا بأنساب العرب وأخبارهم وأيامهم ووقائعهم... ولما وصلت إلى حلب في أواخر سنة 626 كان عز الدين المذكور مقيما بها... فاجتمعت به فوجدته رجلا مكملا في الفضائل وكرم الأخلاق وكثرة التواضع، فلازمت التردد إليه.... وتوفي في شعبان سنة: 630.... 2 .

(هامش)

(1) أسد الغابة 4 / 30. (2) وفيات الأعيان 3 / 348. (*)

ص 311

2 - الذهبي: ابن الأثير، الإمام العلامة الحافظ فخر العلماء عز الدين أبو الحسن... المحدث اللغوي، صاحب التاريخ. ومعرفة الصحابة وغير ذلك.... وكان مكملا في الفضائل، علامة، نسابة، أخباريا، عارفا بالرجال وأنسابهم ولا سيما الصحابة، مع الأمانة والتواضع والكرم.... (1). 3 - اليافعي: الإمام الحافظ، ابن الأثير أبو الحسن... (2). 4 - الأسنوي. ..... فأما عز الدين فكان محدثا حافظا، ومؤرخا.... (3). 5 - السيوطي: ابن الأثير، الإمام العلامة الحافظ..... (4). وكذا ترجم له في (المختصر) و(العبر) و(دول الإسلام) و(روضة المناظر) في حوادث سنة 630.

 (50) رواية محب الدين ابن النجار

 روى حديث الطير في (ذيل تاريخ بغداد) بترجمة سهل بن عبيد بن سورة الخراساني الإصبهاني على ما نقل عنه. حيث قال عن سهل المذكور أنه: حدث عن إسماعيل بن هارون عن الصعق بن حرب عن مطر الوراق قال: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم طير يقال له النحام، فأكله واستطابه وقال: اللهم أدخل إلي أحب خلقك إليك - وأنس رضي الله تعالى عنه،

(هامش)

(1) تذكرة الحفاظ 4 / 1399. (2) مرآة الجنان - حوادث 630. (3) طبقات الشافعية 1 / 71. (4) طبقات الحفاظ: 495.

ص 312

بالباب - فجاء علي رضي الله تعالى عنه، فقال: يا أنس، استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: إنه على حاجة، فدفع صدره ودخل، فقال رضي الله عنه: يوشك أن يحال بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم وال من ولاه . وستعلم روايته من عدة من الكتب أيضا. ترجمته 1 - الذهبي: ابن النجار، الحافظ الإمام البارع مؤرخ العصر، مفيد العراق، محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن بن النجار البغدادي، صاحب التصانيف. وله سنة 578... وكان من أعيان الحفاظ الثقات، مع الدين والصيانة والفهم وسعة الرواية.... واشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ.... وكان من محاسن الدنيا.. توفي في خامس شعبان سنة 643 (1). 2 - ابن شاكر: الحافظ الكبير محب الدين ابن النجار البغدادي صاحب التاريخ - وكان إماما ثقة حجة مقريا مجودا حسن المحاضرة كيسا متواضعا... (2). 3 - الصفدي: وكان إماما ثقة حجة.... (3). 4 - اليافعي: الحافظ الكبير... وكان ثقة متقنا، واسع الحفظ، تام المعرفة (4).

(هامش)

(1) تذكرة الحفاظ 4 / 1428 وانظر العبر، دول الإسلام - حوادث سنة 643. (2) فوات الوفيات 4 / 36. (3) الوافي بالوفيات 5 / 9. (4) مرآة الجنان. حوادث 643. (*)

ص 313

5 - الأسنوي: كان إماما حافظا (1).

 (51) رواية محمد بن طلحة

 رواه في كتابه (مطالب السؤول) بقوله: وقال صلى الله عليه وسلم يوما - وقد أحضر إليه طير ليأكله - اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي فأكل معه منه. وكان أنس حاضرا يسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم قبل المجئ، فبعد ذلك جاء أنس إلى علي فقال: استغفر لي ولك عندي بشارة. ففعل. فأخبره بقول النبي صلى الله عليه وسلم (2). ترجمته توجد ترجمة أبي سالم محمد بن طلحة ومآثره الفاخرة في: 1 - مرآة الجنان 2 / 128. 2 - طبقات الأسنوي 2 / 503. 3 - طبقات ابن قاضي شهبة 2 / 53. 4 - سير أعلام النبلاء 23 / 293. 6 - العبر 5 / 213. وهذه عبارة ابن قاضي شهبة: محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن، الشيخ كمال الدين، أبو سالم القرشي العدوي النصيبي.... مصنف كتاب

(هامش)

(1) طبقات الشافعية 2 / 502. (2) مطالب السؤول: 42. (*)

ص 314

العقد الفريد، أحد الصدور والرؤساء المعظمين ولد سنة 582 وتفقه وشارك في العلوم، وكان فقيها بارعا عارفا بالمذهب والأصول والخلاف، ترسل عن الملوك، وساد وتقدم، وسمع الحديث، وحدث في بلاد كثيرة... قال السيد عز الدين: أفتى وصنف، وكان أحد العلماء المشهورين والرؤساء المذكورين... توفي في حلب في رجب سنة 642 ودفن في المقام . وقد اعتمد جماعة من الأعلام على رواياته وكلماته في كتابه (مطالب السؤول) ومنهم: الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) والبدخشاني في (مفتاح النجا)... وقد مدح هو نفسه كتابه المذكور في خطبته... فراجعه.

 (52) رواية سبط ابن الجوزي

 ورواه أبو المظفر سبط ابن الجوزي حيث قال في ذكر أحاديث فضائل الإمام عليه السلام: وأما السنة فأخبار. فنبتدأ منها بما ثبت في الصحيح والمشاهير من الآثار... حديث الطائر: وقد أخرجه: أحمد في الفضائل، والترمذي في السنن. فأما أحمد فأسنده إلى سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم - واسمه مهران - قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا بين رغيفين، فقدمته إلى رسول الله - وفي رواية: طيرين بين رغيفين - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم. ائتني بأحب خلقك إليك. فإذا بالباب يفتح، فدخل علي فأكل معه. وأما الترمذي فقال: ثنا سفيان بن وكيع، عن عبيد الله بن موسى، عن

ص 315

عيسى بن عمر، عن السدي، عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي فأكل معه. قال الترمذي: السدي اسمه: إسماعيل بن عبد الرحمن، سمع من أنس بن مالك، ورأى الحسين بن علي، ووثقه سفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم. قلت: إنما ذكر الترمذي هذا في تعديل السدي، لأن جماعة تعصبوا عليه ليبطلوا هذا الحديث، فعدله الترمذي. وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: حديث الطائر صحيح، يلزم البخاري ومسلما إخراجه في صحيحيهما، لأنه من شرطهما (1). ترجمته وسبط ابن الجوزي من كبار الحفاظ المشهورين العلماء الأعلام المعتمدين، فقد ترجم له ووصفه بذلك، واعتمد على رواياته وأقواله مشاهير الأئمة في الكتب المختلفة، وقد أوردنا طرفا من ذلك في قسم (حديث النور). ومن مصادر ترجمته الكتب التالية: 1 - وفيات الأعيان 3 / 142. 2 - فوات الوفيات 4 / 356. 3 - ذيل مرآة الزمان 1 / 39. 4 - المختصر في أحوال البشر 3 / 206. 5 - تتمة المختصر في أحوال البشر 2 / 286. 6 - العبر 5 / 220. 7 - طبقات المفسرين 2 / 283.

(هامش)

(1) تذكرة خواص الأمة: 38 - 39. (*)

ص 316

8 - مرآة الجنان 4 / 136. 9 - الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2 / 230. 10 - البداية والنهاية 13 / 194. 11 - النجوم الزاهرة 7 / 39. 12 - النجوم الزاهرة 7 / 39. 13 - سير أعلام النبلاء 23 / 296. هذا، ولا يخفى على أهل العلم أن (الدهلوي) أيضا ممن يعتمد على سبط ابن الجوزي ويستند إلى روايته، في نفس كتابه (التحفة).

 (53) رواية الكنجي الشافعي

 رواه في باب عقده لنقله بأسانيده قائلا: الباب الثالث والثلاثون - في حديث الطائر: أخبرنا منصور بن محمد أبو غالب المراتبي بها، أخبرنا أبو الفرج بن أبي الحسين الحافظ، أخبرنا أحمد بن محمد السدي، أخبرنا علي بن عمر بن محمد السكري، أخبرنا أبو الحسن علي بن السراج المصري، حدثنا أبو محمد فهد بن سليمان النحاس، حدثنا أحمد بن يزيد، حدثنا زهير، حدثنا عثمان الطويل، عن أنس بن مالك، أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طائر وكان يعجبه أكله، فقال: ائتني بأحب الخلق يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي بن أبي طالب فقال: استأذن على رسول الله، قال: فقلت ما عليه إذن - وكنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار - فذهب، ثم رجع فقال: استأذن لي عليه، فسمع النبي صلى الله عليه وآله كلامه فقال: أدخل يا علي،

ص 317

ثم قال: اللهم وإلي اللهم وإلي. أخبرنا الشيخ العلامة أبو محمد عبد الله بن أبي الوفا محمد بن الحسن الباذرائي الحافظ، عن الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الهروي، أخبرنا أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل بن أبي حامد، والقاضي أبو عامر محمود ابن القاسم الأزدي، وأبو نصر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الترياقي، قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن أبي الجراح المروزي، أخبرنا أبو العباس محمد بن محبوب، أخبرنا الحافظ أبو عيسى محمد ابن عيسى الترمذي، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا عبيد الله بن موسى عن عيسى ابن عمر، عن السدي، عن أنس بن مالك، قال: كان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي هذا الطائر، فجاء علي فأكل معه. قلت: هكذا أخرجه الترمذي في جامعه، وهو أحد الصحاح الستة. وقد صحح الترمذي سماع السدي من أنس، ووثقه أحمد بن حنبل وسفيان الثوري، وشعبة، وعبد الرحمان بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان. وقال الحاكم النيسابوري: حديث الطائر يلزم البخاري ومسلم إخراجه في صحيحيهما لأن رجاله ثقات. وأخبرنا إبراهيم بن بركات بن إبراهيم الخشوعي، أخبرنا الحافظ أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أخبرنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم، قالا: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله، حدثنا حمزة بن القاسم الهاشمي، حدثنا محمد بن الهيثم، حدثنا يوسف بن عدي، حدثنا حماد بن المختار عن عبد الملك بن عمير، عن أنس قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طائر فوضع بين يديه، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء

ص 318

علي فدق الباب فقلت: من ذا؟ فقال: أنا علي، فقلت: إن النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة، فرجع ثلاث مرات كل ذلك يجئ، قال: فضرب الباب برجله فدخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حبسك؟ قال: جئت ثلاث مرات كل ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حملك على ذلك؟ قال قلت: كنت أحب أن يكون رجلا من قومي. قلت: هكذا رواه الحافظ في تاريخه وطرقه عن جماعة من الصحابة والتابعين. أخبرنا شيخ الشيوخ أبو البركات عبد الرحمان بن أبي الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي السعيد الصوفي - قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد - أخبرنا أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل، أخبرنا أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أخبرنا محمد ابن العباس بن نجيح، حدثنا محمد بن القاسم النحوي، حدثنا أبو عاصم، عن أبي الهندي، عن أنس، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطائر فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي فحجبته مرتين، فجاء في الثالثة فأذنت له، فقال: يا علي ما حبسك؟ قال: هذه ثلاث مرات قد جئتها فحبسني أنس، قال: لم يا أنس؟ قال: سمعت دعوتك يا رسول الله فأحببت أن يكون رجلا من قومي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الرجل يحب قومه. قلت: رزقناه عاليا، ذكره ابن نجيح البزاز في الأول من منتقى أبي حفص عمر البصري. وقد رواه أيضا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أخبرتنا الشيخة الصالحة شرف النساء، وابنة الإمام أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن علي الأبنوسي إجازة.

ص 319

وحدثني عنها الإمام الحافظ أبو محمد الحسين بن الحافظ عبد الله بن الحافظ عبد الغني من لفظه، قالت: أخبرنا والدي أبو الحسن، أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن الدقاق، أخبرنا أبو محمد بن البيع، أخبرنا أبو عبد الله المحاملي، حدثنا عبد الأعلى بن واصل، حدثنا عون بن سلام، حدثنا سهل بن شعيب، عن بريدة بن سفيان، عن سفينة - وكان خادما لرسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طوائر. قال: فرفعت له أم أيمن بعضها فلما أصبح أتته بها، فقال: ما هذا أم أيمن؟ فقالت: هذا بعض ما أهدي لك أمس. قال: أو لم أنهك أن ترفعني لأحد أو لغد طعاما، إن لكل غد رزقه ثم قال: اللهم أدخل لي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فدخل علي فقال: اللهم وإلي. قلت: رواه المحاملي في الجزء التاسع من أماليه، كما أخرجناه سواه، وفيه دلالة واضحة على أن عليا عليه السلام أحب الخلق إلى الله، وأدل الدلالة على ذلك دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيما دعا به. وقد وعد الله تعالى من دعاه بالإجابة، حيث قال عز وجل (ادعوني أستجب لكم) فأمر بالدعاء ووعد بالإجابة، وهو عز وجل لا يخلف الميعاد. وما كان الله عز وجل ليخلف وعده رسله ولا يرد دعاء رسوله لأحب الخلق إليه، ومن أقرب الوسائل إلى الله تعالى محبته ومحبة من يحب لحبه، كما أنشدني بعض أهل العلم في معناه: بالخمسة الغر من قريش * وسادس القوم جبرئيل بحبهم رب فاعف عني * بحسن ظني بك الجميل العدد الموسوم في هذا البيت أراد بهم أهل البيت أصحاب العباء الذين قال الله تعالى في حقهم: (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين صلوات الله عليهم وسادس القوم جبرئيل عليه السلام.

ص 320

وحديث أنس الذي صدرته في أول الباب أخرجه الحاكم أبو عبد الله الحافظ النيسابوري عن ستة وثمانين رجلا، كلهم رووه عن أنس، وهذا ترتيبهم على حروف المعجم. - أ - إبراهيم بن هدبة أبو هدبة، وإبراهيم بن مهاجر أبو إسحاق البجلي، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وإسماعيل بن عبد الرحمان السدي، وإسماعيل بن سليمان بن المغيرة الأزرق، وإسماعيل بن وردان، وإسماعيل بن سليمان، وإسماعيل غير منسوب من أهل الكوفة، وإسماعيل بن سليمان التيمي، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وأبان بن أبي عياش أبو إسماعيل. - ب - بسام الصيرفي الكوفي، وبرذعة بن عبد الرحمان. - ث - ثابت بن أسلم البنانيان، وثمامة بن عبد الله بن أنس. - ج - جعفر بن سليمان الضبعي. - ح - حسن بن أبي الحسن البصري، وحسن بن الحكم البجلي، وحميد بن التيرويه الطويل. - خ - خالد بن عبيد أبو عاصم. - ز - الزبير بن عدي، وزياد بن محمد الثقفي، وزياد بن ثروان.

ص 321

- س - سعيد بن المسيب، وسعيد بن ميسرة البكري، وسليمان بن طرخان التيمي، وسليمان بن مهران الأعمش، وسليمان بن عامر بن عبد الله بن عباس، وسليمان بن الحجاج الطائفي. - ش - شقيق بن أبي عبد الله. - ع - عبد الله بن أنس بن مالك، وعبد الملك بن عمير، وعبد الملك بن أبي سليمان، وعبد العزيز بن زياد، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وعمر بن أبي حفص الثقفي، وعمر بن سليم البجلي، وعمر بن يعلى الثقفي، وعثمان الطويل، وعلي بن أبي رافع، وعامر بن شراحيل الشعبي، وعمران بن مسلم الطائي، وعمران بن هيثم، وعطية بن سعد العوفي، وعباد بن عبد الصمد، وعيسى بن طهمان، وعمار بن أبي معاوية الدهني. - ف - فضيل بن غزوان. - ق - قتادة بن دعامة. - ك - كلثوم بن جبر. - م - محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، ومحمد بن مسلم الزهري، ومحمد بن عمر بن علقمة، ومحمد بن عبد الرحمان أبو الرجال، ومحمد بن خالد بن المنتصر الثقفي، ومحمد بن سليم، ومحمد ابن مالك الثقفي، ومحمد بن جحادة، ومطير بن أبي خالد، ومعلى بن هلال،

ص 322

وميمون أبو خلف، وميمون غير منسوب، ومسلم الملائي، ومطر بن طهمان الوراق، وميمون بن مهران، ومسلم بن كيسان، وميمون بن جابر السلمي، وموسى بن عبد الله الجهني، ومصعب بن سليمان الأنصاري. - ن - نافع مولى عبد الله بن عمر، ونافع أبو هرمز. - ه‍ - هلال بن سويد. - ي - يحيى بن سعيد الأنصاري، ويحيى بن هاني، ويوسف بن إبراهيم، ويوسف أبو شيبة - وقيل هما واحد - ويزيد بن سفيان، ويعلى بن مرة، ويغنم ابن سالم. - أبو - أبو الهندي، وأبو مليح، وأبو داود السبيعي، وأبو حمزة الواسطي، وأبو حذيفة العقيلي، ورجل من آل عقيل، وشيخ غير منسوب. ورواه عن أنس وسفينة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: أخبرنا أبو بكر محمد بن سعيد بن الموفق، أخبرنا أبو زرعة، أخبرنا أبو بكر بن خلف، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله، أخبرني أبو القاسم الحسن بن محمد ابن الحسن السكوني بالكوفة، حدثني محمد بن إبراهيم الفزاري، حدثنا أحمد ابن موسى بن إسحاق، حدثنا عيسى بن عبد الله. قال الحاكم: وأخبرنا علي بن عبد الرحمان بن عيسى، حدثنا محمد بن إبراهيم العامري، حدثنا محمد بن راشد، حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد ابن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال:

ص 323

أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طير - يقال له الحبارى - وكان أنس بن مالك يحجبه، فلما وضع بين يديه قال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، قال أنس: أريد أن يأكله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحده، فجاء علي فقلت: رسول الله نائم، ثم قال: فرفع يده ثانية وقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي فقلت: رسول الله نائم، قال: فرفع يده الثالثة فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، قال أنس: كم أرد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!!، أدخل، فلما رآه قال: اللهم وإلي. قال: فأكلا جميعا. قال أنس: فخرج فتبعته فقلت: استغفر لي يا أبا الحسن، فإن لي إليك ذنبا، ولك عندي بشارة فأخبرته بما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فحمد الله وأثنى عليه وغفر لي ذنبي عنده ببشارتي إياه. وروي من وجه آخر وفي رد الشمس عليه، ذكرته في فصل رد الشمس. ورواه عبد الله بن عباس، وأبو سعيد الخدري، ويعلى بن مرة الثقفي، كلهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ومن الرواة عدة كثيرة من كبار التابعين المتفق على ثقتهم وعدالتهم المخرج حديثهم في الصحاح ممن لا ارتياب في واحد منهم. والحديث مشهور وبالصحة مذكور . * وقال الكنجي في فصل رد الشمس ما نصه: روي عن عامر بن واثلة أبي الطفيل قال: كنت يوم الشورى على الباب، وعلي يناشد عثمان وطلحة والزبير وسعدا وعبد الرحمن بعده من فضائله منها: رد الشمس. كما أخبرنا أبو بكر بن الخازن، أخبرنا أبو زرعة، أخبرنا أبو بكر بن خلف الحاكم، أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ - بالكوفة من أصل كتابه - حدثنا

ص 324

منذر بن محمد بن منذر، حدثنا أبي، حدثنا عمي، حدثنا أبي، عن أبان بن تغلب، عن عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى وعلي في البيت فسمعته يقول: إستخلف أبو بكر وأنا في نفسي أحق بها منه، فسمعت وأطعت، واستخلف عمر وأنا في نفسي أحق بها منه، فسمعت وأطعت، وأنتم تريدون أن تستخلفوا عثمان، إذا لا أسمع ولا أطيع، جعل عمر في خمسة أنا سادسهم لا يعرف لهم فضل، أما والله لأحاجنهم بخصال لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم، المعاهد منهم والمشرك أن ينكر منها خصلة. أنشدكم بالله أيها الخمسة أمنكم أخو رسول الله، غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد له عم مثل عمي حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد له أخ مثل أخي المزين بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنة؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيدة نساء الأمة، غيري، قالوا: لا. قال: أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطي هذه الأمة ابني رسول الله، غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد قتل مشركي قريش قبلي؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر، غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قرب إليه الطير فأعجبه: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجئت وأنا أعلم ما كان من قول النبي صلى الله عليه وسلم، فدخلت قال: وإلي يا رب وإلي يا رب، غيري؟ قالوا: لا. هكذا رواه الحاكم في كتابه بجمع طرق حديث الطير وناهيك به راويا . ترجمته وقد ذكرنا في بعض المجلدات بعض ما يدل على جلالة شأن أبي

ص 325

عبد الله الكنجي في الحديث وغيره من العلوم، حتى أن المتأخرين عنه يصفونه لدى النقل عنه ب‍ الحافظ وكذلك (كاشف الظنون) حيث يذكر مؤلفاته. وقال الصفدي: عني بالحديث، وسمع، ورحل، وحصل، وكان إماما محدثا، لكنه كان يميل إلى الرفض (1). غير أن المؤرخين والرجاليين يحاولون إهمال الرجل، لتأليفه (كفاية الطالب) وغيره، في أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، وهو الأمر الذي كان السبب في قيام العامة ضده وقتله في وسط الجامع الذي يحدث فيه، وفي شهر رمضان المبارك: قال ابن شامة: وفي 29 من رمضان قتل بالجامع: الفخر محمد بن يوسف ابن محمد الكنجي، وكان من أهل العلم بالفقه والحديث، لكنه كان فيه كثرة كلام وميل إلى مذهب الرافضة، جمع لهم كتبا توافق أغراضهم.... (2). وقال اليونيني: .... فثار العوام بدمشق وقتلوا الفخر محمد بن يوسف ابن محمد الكنجي في جامع دمشق، وكان المذكور من أهل العلم، لكنه كان فيه شر وميل إلى مذهب الشيعة (3). وقال ابن كثير: وقتلت العامة وسط الجامع شيخا رافضيا.... (4). وكان بسنة 658.

(هامش)

(1) الوافي بالوفيات 5 / 254. (2) ذيل الروضتين: 208. (3) ذيل مرآة الزمان 1 / 360. (4) البداية والنهاية 13 / 221. (*)

ص 326

(54) رواية محب الدين الطبري

 ورواه الحافظ محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري بقوله: عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي بن أبي طالب فأكل معه. خرجه الترمذي وقال غريب. والبغوي في المصابيح في الحسان. وخرجه الحربي وزاد بعد قوله أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير: وكان مما يعجبه أكله. وزاد بعد قوله: فجاء علي بن أبي طالب فقال: استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما عليه إذن - وكنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار -. وخرجه عمر بن شاهين ولم يذكر زيادة الحربي قال بعد قوله فجاء علي فرددته: ثم جاء فرددته فدخل في الثالثة أو في الرابعة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما حبسك عني أو ما أبطأ بك عني يا علي؟ قال: جئت فردني أنس قال: يا أنس ما حملك على ما صنعت؟ قال: رجوت أن يكون رجلا من الأنصار فقال: يا أنس أوفي الأنصار خير من علي أو أفضل من علي. وخرجه النجار عنه قال: قدمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا فسمى فأكل لقمه وقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي، فأتى علي فضرب الباب، فقلت: من أنت؟ قال: علي، قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، ثم أكل لقمة وقال مثل الأول، فضرب علي فقلت:

ص 327

من أنت؟ قال: علي، قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، ثم أكل لقمة وقال مثل ذلك قال: فضرب علي ورفع صوته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس، إفتح الباب قال: فدخل، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم تبسم وقال: الحمد لله الذي جعلك، فإني أدعو في كل لقمة أن يأتيني الله بأحب الخلق إليه وإلي، فكنت أنت، قال: فوالذي بعثك بالحق نبيا إني لأضرب الباب ثلاث مرات ويردني أنس، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم رددته؟ قال: كنت أحب معه رجل من الأنصار، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ما يلام الرجل على حب قومه. وعن سفينة قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طيرين بين رغيفين، فقدمت إليه الطيرين فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك، ثم ذكر معنى حديث النجار وقال في آخره: فأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي من الطيرين حتى فنيا. خرجه أحمد في المناقب (1). كتاب (الرياض النضرة): وكتاب الرياض النضرة للحافظ محب الدين الطبري من الكتب المعروفة ذكره الجلبي في (كشف الظنون) وعلماء الإجازات في الكتب التي يروونها بالأسانيد المعتبرة ويعتمدون على أخبارها ورواياتها في بحوثهم، فقد ذكره تاج الدين الدهان في كتابه (كفاية المتطلع) الذي وضعه في مرويات شيخه العجيمي، ومحمد عابد السندي في كتابه في الأسانيد المسمى ب‍ (حصر الشارد).

(هامش)

(1) الرياض النضرة في مناقب العشرة 2 / 114 - 115. (*)

ص 328

وذكره الحسين الديار بكري في مصادر كتابه (الخميس) ووصفه بالاعتبار، وأورده (الدهلوي) في رسالته في (أصول الحديث) فيما ألف في المناقب. بل اعتمد عليه في كتابه (التحفة) في الرد على الإمامية تبعا لوالده في كتاب (إزالة الخفا)، وكذا المولوي حيدر علي الفيض آبادي في كتابه (منتهى الكلام) حيث احتج برواياته بل جعله كصحيح البخاري شاهد عدل على مطلوبه. فلا أدري كيف يرد (الدهلوي) حديث الطير المذكور في الرياض النضرة، مع أنه سفر عظيم من الأسفار الشهيرة المعتبرة، لا سيما وقد تمسك برواياته والده بل المخاطب بنفسه جعل روايته حجة مختبرة؟ * وروى الحافظ المحب الطبري حديث الطير حيث قال: ذكر أنه أحب الخلق إلى الله تعالى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير. فجاء علي بن أبي طالب فأكل معه. أخرجه الترمذي والبغوي في المصابيح في الحسان. وأخرجه الحربي وقال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير وكان مما يعجبه أكله، ثم ذكر الحديث. وأخرجه الإمام أبو بكر محمد بن عمير بن بكير النجار وقال: عن أنس ابن مالك قدمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا فسمى وأكل لقمة وقال: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي، فجاء علي رضي الله عنه فضرب الباب، فقلت: من أنت؟ فقال علي، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة. قال ثم أكل لقمة وقال مثل الأولى، فضرب علي رضي الله عنه الباب فقلت: من أنت؟ قال: علي، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، قال: ثم أكل لقمة وقال مثل ذلك قال: فضرب علي رضي الله عنه الباب ورفع صوته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس افتح الباب،

ص 329

قال: فدخل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم ثم قال: الحمد لله الذي جعلك، فإني أدعو في كل لقمة أن يأتيني الله أحب الخلق إليه وإلي، فكنت أنت: قال علي: والذي بعثك بالحق نبيا إني لأضرب الباب ثلاث مرات ويردني أنس قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لم رددته؟ قلت: كنت أحب معه رجلا من الأنصار، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لا يلام الرجل على حب قومه (1). كتاب (ذخائر العقبى): وكتاب (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى) للحافظ المحب الطبري من الكتب المعروفة المعتبرة لدى القوم، فابن الوزير جعله في (الروض الباسم) من مصادر مناقب أهل البيت، وكذا أحمد بن الفضل بن باكثير المكي في (وسيلة المآل) وذكر أنه ينبغي أن يكتب هذا الكتاب بماء الذهب، وعده (الدهلوي) في رسالته في (أصول الحديث) في الكتب المصنفة من قبل علماء أهل السنة في مناقب أهل البيت، ومحمد بن إسماعيل الأمير في (الروضة الندية) من أجل ما اعتمد عليه، وقال العجيلي في (ذخيرة المآل) بأن هذا الكتاب من مصنفات أجلة العلماء. وذكره الحسين الديار بكري في مصادر كتابه (الخميس) والسندي في حصر الشارد) والشوكاني في (إتحاف الأكابر) في مروياتهما. فإذا كان كتاب (ذخائر العقبى) من معاريف الكتب المعتبرة عند أهل السنة، فلا يجحد حديث الطير الوارد فيه إلا من لم ينه نفسه عن الهوى، وتبع سنن البغضاء والتعصب الأعمى....

(هامش)

(1) ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: 61. (*)

ص 330

ترجمته وتوجد ترجمة المحب الطبري المفعمة بآيات الثناء والتكريم في: 1 - تذكرة الحفاظ 4 / 1474. 2 - الوافي بالوفيات 7 / 135. 3 - مرآة الجنان 4 / 224. 4 - النجوم الزاهرة 8 / 74. 5 - البداية والنهاية 13 / 340. 6 - طبقات السبكي 5 / 8. 7 - طبقات الأسنوي 2 / 179. 8 - طبقات الحفاظ: 510. 9 - العبر 5 / 382. 10 - تتمة المختصر 2 / 343. وهذا نص ما قاله الأسنوي: المحب الطبري شيخ الحرم محب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الله ابن محمد الطبري ثم المكي شيخ الحجاز، كان عالما عاملا، جليل القدر، عالما بالآثار والفقه... ولد يوم الخميس 27 جمادي الآخرة سنة 615 وتوفي سنة 694.... .

 (55) رواية صدر الدين الحمويني

 ورواه صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد الحمويني بطرق متعددة حيث قال ما نصه في كتاب (فرائد السمطين):

ص 331

الباب الثاني والأربعون: فضيلة طار ذكرها في الآفاق، وأمنت ملابس فخرها من الإخلاق: أخبرنا الشيخ الزاهد عفيف الدين أبو محمد عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري - بقراءتي عليه بالمدينة المعظمة، في الحرم الشريف النبوي بين الروضة والمنبر، صلوات الله وسلامه على الحال به، ضحوة يوم الثاني عشر من شهر الله الحرام، محرم، سنة ثمانين وست مائة - قال: أخبرنا الشيخ موفق الدين أبو المحاسن فضل الله بن أبي بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الحنبلي رحمهم الله - بقراءة محيي الدين علي بن إبراهيم بن الدردانة الحربي، في يوم الخميس سنة خمس وخمسين وست مائة، بباب الأزج ببغداد وأجاز لنا جميع رواياته لفظا - قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن عبد الله بن محمد بن نجاء بن شاتيل الدباس - قراءة [عليه] وأنا أسمع، في يوم الجمعة من شوال، سنة ثمان وسبعين وخمس مائة، بجامع القصر ببغداد قبل صلاة الجمعة -. وأخبرني الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن يعقوب ابن أبي الفرج - إذنا - بروايته، عن أبي الفتح عبد الله بن شاتيل - إجازة - قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني - قراءة عليه وأنا أسمع، في رمضان سنة تسع وتسعين وأربع مائة - قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن إسماعيل المحاملي - في صفر سنة ثمان وعشرين وأربع مائة - قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أحمد بن مالك الأشجعي - قراءة عليه في شهر ذي القعدة، من سنة خمسين وثلاث مائة - قال: حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد القاضي العكبري - سنة ست وسبعين ومائتين - قال: حدثنا يوسف بن عدي قال: حدثنا حماد بن المختار - من أهل الكوفة - عن عبد الملك بن عمير، عن أنس قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طير، فوضع بين يديه فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ليأكل معي. فجاء علي فدق الباب، فقلت:

ص 332

من ذا؟ فقال: أنا علي. فقلت: النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة، فرجع ثلاث مرات كل ذلك يجئ، فأقول له ذلك فيذهب، حتى جاء في المرة الرابعة فقلت له مثل ما قلت في الثلاث مرات قال: فضرب الباب برجله فدخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حبسك؟ قال: قد جئت ثلاث مرات كل ذلك يقول [لي أنس]: النبي على حاجة، فقال صلى الله عليه وسلم: [يا أنس] ما حملك على ذلك؟ قال: كنت أحب أن يكون رجلا من قومي!!! منقبة فاضلة، وفضيلة للحساد مناضلة أخبرني الإمام العلامة تاج الدين أبو المفاخر محمد ابن أبي القاسم محمود السديدي - كتابة إلي من كرمان في رجب سنة أربع وستين وست مائة - قال: أخبرنا الصدر الكبير ركن الإسلام إمام الأئمة مفتي الشرق والغرب ابن ثابت عبد العزيز بن عبد الجبار بن علي الكوفي إجازة - في رجب سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة - قال: أخبرنا قاضي القضاة عماد الدين شيخ الإسلام ذو المعالي أبو سعيد محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد - إجازة - قال: حدثنا يعقوب بن أحمد بن محمد - صاحب التخريج للأحاديث - قال: حدثنا الشيخ الصالح أبو بكر محمد بن إسماعيل بن محمد بن إبراهيم المؤذن رحمه الله - في شوال سنة عشر وأربع مائة - قال حدثنا أبو العباس الفضل بن عباس الكندي الهمذاني الإمام في جامع همذان [قال:] حدثني أبو يعقوب إسحاق ابن إبراهيم بن بهرام الزنجاني - سنة ست وتسعين ومائتين - قال: حدثنا بشر بن الحسين ابن أبي محمد الإصفهاني قال: حدثنا الزبير بن عدي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم طير مشوي، فلما وضع بين يديه قال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير. قال [أنس]:

ص 333

فقلت في نفسي: اللهم اجعله رجلا من الأنصار قال: فجاء علي بن أبي طالب عليه السلام فقرع الباب قرعا خفيفا، فقلت: من هذا؟ قلت: علي فقلت: إن النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة، فانصرف [علي] قال: فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الثانية: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي [من] هذا الطير. فقلت في نفسي: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فجاء علي فقرع الباب، فقلت: ألم أخبرك أن النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة، فانصرف [علي] قال: فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الثانية: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي [من] هذا الطير. فجاء علي فضرب الباب ضربا شديدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إفتح إفتح [ففتحت له الباب فدخل] فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم وإلي اللهم وإلي. قال: فجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم وأكل معه الطير. فضيلة مثلها في الشيوع والاستفاضة أخبرنا الشيخ الإمام نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني، عن والدي شيخ الإسلام سعد الحق والدين محمد بن المؤيد الحموئي قدس الله روحه - بقراءتي عليه بمدينة اسفرائين، في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وست مائة، إجازة كتبها له في سنة أربعين وست مائة - بروايته عن شيخ الإسلام نجم الدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد الخيوقي رحمه الله - إجازة - قال: أخبرنا محمد بن عمر بن علي الطوسي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد ابن أبي الفضل الشقاني قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن طلحة الجنابذي قال: أخبرنا والدي أبو منصور طلحة، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الرحمان الذهلي ببغداد، حدثنا عبد الله بن عمر بن عبد العزيز البغوي، حدثنا عبد الله

ص 334

ابن عمر القواريري، حدثنا يونس بن أرقم، حدثنا مطير [بن أبي خالد]، عن ثابت البجلي، عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال]: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طائرين بين رغيفين [و] لم يكن في البيت غيري وغير أنس، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بغدائه، فقلت: يا رسول الله قد أهدت إلينا امرأة من الأنصار هدية، فقدمت الطائرين إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك. فجاء علي بن أبي طالب فضرب الباب ضربا خفيفا، فقلت: من هذا؟ فقال أبو الحسن. ثم ضرب الباب فرفع صوته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: افتح له. [الباب]. ففتحت له فأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم من الطيرين حتى فنيا . ترجمته 1 - الحمويني من مشايخ الذهبي، فقد أورده في (المعجم المختص) بقوله: إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي بن محمد بن حمويه. الإمام الكبير المحدث، شيخ المشايخ صدر الدين أبو المجامع الخراساني الجويني الصوفي. ولد سنة 644 وسمع بخراسان وبغداد والشام والحجاز، وكان ذا اعتناء بهذا الشأن، وعلى يده أسلم الملك غازان، توفي بخراسان في سنة 722. قرأنا على أبي المجامع إبراهيم بن حمويه سنة 695، أنا أبو عمرو عثمان بن موفق الأذكاني بقراءتي سنة 64، أنا المؤيد بن محمد الطوسي. ح وأنا أحمد بن هبة الله، عن المؤيد أنا هبة الله ابن سهل، أنا سعيد بن محمد البحري، أنا زاهر بن أحمد الفقيه، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نبأ أبو مصعب، نبأ مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. متفق عليه، وأخرجه ابن

ص 335

ماجة عن أبي مصعب الزهري، فوافقناه بعلو (1). وفي (تذكرة الحفاظ) في عداد شيوخه: وسمعت من الإمام المحدث الأوحد الأكمل فخر الإسلام صدر الدين إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه الخراساني الجويني شيخ الصوفية، قدم علينا، حدث، وروى لنا عن رجلين من أصحاب المؤيد الطوسي، وكان شديد الإعتناء بالرواية وتحصيل الأجزاء، على يده أسلم غازان الملك. مات سنة 722 وله 78 سنة (2). 2 - الأسنوي: كان إماما في علوم الحديث والفقه، كثير الأسفار في طلب العلم، طويل المراجعة، مشهورا بالولاية..... (3). 3 - ابن حجر العسقلاني: أكثر عن جماعات بالعراق والشام والحجاز، وخرج لنفسه تساعيات، وسمع بالحلة، وتبريز، وبآمل طبرستان، والشوبك (الشريك) والقدس، وكربلاء، وقزوين، ومشهد علي، وبغداد، وله رحلة واسعة، وعني بهذا الشأن، وكتب وحصل. وكان دينا وقورا، مليح الشكل، جيد القراءة، وعلى يده أسلم غازان، وكان قدم دمشق، وأسمع الحديث بها في سنة 95، ثم حج سنة 21 (4). وتوجد ترجمته في مصادر أخرى: كالوافي بالوفيات 6 / 141. والمنهل الصافي 10 / 141. ووصفه الحافظ الزرندي لدى النقل عنه ب‍ الشيخ الإمام العالم.... (5).

(هامش)

(1) المعجم المختص: 65. (2) تذكرة الحفاظ 4 / 1505. (3) طبقات الشافعية 1 / 454. (4) الدرر الكامنة 1 / 69. (5) نظم درر السمطين: 21. (*)

ص 336

وكذا اعتمد على روايته الحافظ السمهودي في (جواهر العقدين) وشهاب الدين أحمد في (ترجيح الدلائل).

 (56) رواية فخر الدين الهانسوي

 ورواه الشيخ فخر الدين الهانسوي في كتابه (دستور الحقائق) كما في كتاب (هداية السعداء للشهاب الدولت آبادي) حيث جاء فيه: في دستور الحقائق: روى الجماعة من الجماعات: أهدي إليه طير مشوي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي فدق الباب فقال أنس بن مالك: إن النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة، فرجع، ثم قال رسول الله كما قال أولا، فجاء علي فدق الباب فقال أنس كما قال فرجع، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم كما قال في الأوليين، فجاء علي فدق الباب أقوى من الأوليين، فسمع النبي وقد قال له أنس: إنه على حاجة، فآذنه النبي بالدخول وقال له: ما أبطأ بك عني؟ قال: جئت فردني أنس، ثم جئت الثانية والثالثة فردني، فقال صلى الله عليه وسلم: يا أنس ما حملك على هذا؟ قال: رجوت أن يكون الدعاء لأحد من الأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي أحب الخلق إلى الله. فأكل معه (1). ترجمته 1 - ترجم له الشيخ عبد الحق الدهلوي ووصفه بالأوصاف الجليلة (3).

(هامش)

(1) هداية السعداء - مخطوط. (2) أخبار الأخيار: 34.

ص 337

2 - والشيخ عبد الرحمن الجشتي وقال: كان موصوفا بجميع الفضائل الإنسانية..... (1). 3 - ووصفه الشيخ شهاب الدين الدولت آبادي لدى النقل عنه في المواضع العديدة ب‍ الإمام . 4 - المولوي حيدر على الفيض آبادي في (إزالة الغين) في بحثه حول جواز لعن يزيد بن معاوية عند كبار علماء أهل السنة، عد الهانسوي من جملة المجوزين وقال عنه أنه: قال الذين يعتمد عليهم: إنه كان راضيا بحرب الحسين رضي الله عنه، وهو أمر بقتله، وأهان رأسه وأهل بيته بأنواع الإهانة، وهو المشهور، بتفاصيل مختلفة، فلا يمنع اللعن عليه ومن أعانه، لأنه كفر بالله حين أمر بقتل الحسين وحربه وإهانة أهل البيت، والأمة اجتمعت والأئمة اتفقت على كفره واللعن على آمره وقاتله، لأن الآمر والراضي بالكفر يكفر قبل أن يفعله المأمور .

 (57) رواية الخطيب التبريزي

 ورواه ولي الدين الخطيب التبريزي صاحب (المشكاة): عن أنس قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي فأكل معه. رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب (2).

(هامش)

(1) مرآة الأسرار. (2) مشكاة المصابيح 3 / 1721.

ص 338

ترجمته والتعريف بكتابه: 1 - يظهر من كلام الطيبي في (الكاشف) أن كتاب (المشكاة) قد ألف بمشورة من الطيبي، وقد صرح الخطيب التبريزي نفسه في (أسماء رجال المشكاة) بأن الطيبي استحسن كتابه واستجوده. 2 - وقال القاري في مقدمة (المرقاة) في وصف (المشكاة) ومؤلفه: لما كان كتاب مشكاة المصابيح الذي ألفه مولانا الحبر العلامة والبحر الفهامة، مظهر الحقائق وموضح الدقائق، الشيخ التقي النقي، ولي الدين، محمد بن عبد الله، الخطيب التبريزي، أجمع كتاب في الأحاديث النبوية، وأنفع لباب من الأسرار المصطفوية، ولله در من قال من أرباب الحال: لئن كان في المشكاة يوضع مصباح * فذلك مشكاة وفيها مصابيح وفيها من الأنوار ما شاع نفعها * لهذا على كتب العلوم تراجيح ففيه أصول الدين والفقه والهدى * حوائج أهل الصدق منه مناجيح تعلق الخاطر الفاتر بقراءته، وتصحيح لفظه وروايته، والاهتمام ببعض معانيه ودرايته، رجاء أن أكون عاملا بما فيه من العلوم في الدنيا، وداخلا في زمرة العلماء العاملين في العقبى. فقرأت هذا الكتاب المعظم على مشايخ الحرم المحترم، نفعنا الله بهم وببركات علومهم، فهم..... . 3 - و(الدهلوي) يروي كتاب (المشكاة) عن والده بسنده عن مؤلفه الخطيب وعن الشيخ أبي طاهر عن مشايخه عن المؤلف.... كما في (أصول) الحديث).

ص 339

(58) رواية أبي الحجاج المزي

 ورواه الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي في كتابه (تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف) في إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي بقوله: حديث ت: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك. الحديث ت في المناقب، عن سفيان بن وكيع عن عبيد الله بن موسى عن عيسى بن عمر عنه به. وقال: غريب، لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه. وقد روي من غير وجه عن أنس رضي الله عنه (1). ترجمته والحافظ المزي من أئمة حفاظ أهل السنة المشهورين المعتمدين، وقد أوردنا ترجمته في مجلد (حديث الولاية) عن عدة كبيرة من معاجم التراجم، أمثال: 1 - تذهيب التهذيب - مخطوط. 2 - تذكرة الحفاظ 4 / 1498. 3 - تتمة المختصر 2 / 332. 4 - طبقات السبكي 6 / 251. 5 - طبقات الأسنوي 2 / 257.

(هامش)

(1) تحفة الأشراف 1 / 94. (*)

ص 340

6 - طبقات ابن قاضي شهبة 2 / 227. 7 - الدرر الكامنة 5 / 233. 8 - النجوم الزاهرة 10 / 76. 9 - طبقات الحفاظ: 521. 10 - البدر الطالع 2 / 353. وهذه عبارة السبكي في طبقاته ملخصة: يوسف بن الزكي عبد الرحمن، شيخنا واستاذنا، وقدوتنا، الشيخ جمال الدين أبو الحجاج المزي، حافظ زماننا، حامل راية السنة والجماعة، والقائم بأعباء هذه الصناعة، والمتدرع جلباب الطاعة، إمام الحفاظ كلمة لا يجحدونها وشهادة على أنفسهم يؤدونها، ورتبة لو بشر بها أكابر الأعداء لكانوا يودونها، واحد عصره بالإجماع، وشيخ زمانه الذي تصغي لما يقوله الأسماع، ذكره شيخنا الذهبي في تذكرة الحفاظ وأطنب محامده، وقد قدمنا في ترجمة الشيخ الإمام الوالد أني سمعت شيخنا الذهبي يقول: ما رأيت أحفظ منه. وبالجملة كان شيخنا المزي أعجوبة زمانه، وكان قد انتهت إليه رياسة المحدثين في الدنيا (1).

 (59) رواية الحافظ الذهبي

 ورواه الحافظ شمس الدين الذهبي بطرق ذكرها في كتاب له مفرد في هذا الباب ونص على كثرة تلك الطرق جدا وأن مجموعها يوجب أن يكون لهذا الحديث أصل، وهذا متن عبارته: وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا، أفردتها بمصنف، ومجموعها يوجب أن يكون الحديث له أصل. وأما حديث من

(هامش)

(1) طبقات الشافعية للسبكي 6 / 251. (*)

ص 341

كنت مولاه. فله طرق جيدة، وقد أفردت ذلك أيضا (1). وقال الذهبي أيضا: وقال عبيد الله بن موسى وغيره، عن عيسى بن عمر القاري، عن السدي قال: ثنا أنس بن مالك قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيار، فقسمها، وترك طيرا فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي، وذكر حديث الطير. وله طرق كثيرة عن أنس متكلم فيها، وبعضها على شرط السنن. من أجودها حديث: قطن بن نسير - شيخ مسلم - ثنا جعفر بن سليمان، ثنا عبد الله بن المثنى، عن عبد الله بن أنس بن مالك، عن أنس قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجل مشوي فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، وذكر الحديث (2). وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء، وطرق حديث: من كنت مولاه. وهو أصح، منهما ما أخرجه مسلم عن علي قال: إنه لعهد النبي الأمي إلي: إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. وهذا أشكل الثلاثة، فقد أحبه قوم لا خلاق لهم، وأبغضه بجهل قوم من النواصب، فالله أعلم (3). ترجمته 1 - السبكي: الشيخ الإمام الحافظ، شمس الدين، أبو عبد الله،

(هامش)

(1) تذكرة الحفاظ - بترجمة الحاكم - 2 / 1039. (2) تاريخ الإسلام 3 / 633. (3) سير أعلام النبلاء 17 / 169. (*)

ص 342

الذهبي التركماني، محدث العصر وخاتمة الحفاظ، القائم بأعباء هذه الصناعة وحاصل راية أهل السنة والجماعة، إمام أهل العصر حفظا واتقانا، وفرد الدهر الذي يذعن له أهل العصر، ويقولون لا ننكر أنك أحفظنا وأتقانا، شيخنا واستاذنا ومخرجنا، وهو على الخصوص شيخي وسيدي ومعتمدي، توفي ليلة الأثنين ثالث ذي القعدة سنة 748 (1). 2 - ابن شاكر: الشيخ الإمام العلامة الحافظ شمس الدين، أبو عبد الله الذهبي، حافظ لا يجارى، ولافظ لا يبارى، أتقن الحديث ورجاله ونظر علله وأحواله، وعرف تراجم الناس وأزال الإبهام في تواريخهم والألباس، جمع الكثير ونفع الجم الغفير، وأكثر من التصنيف (2). 3 - الأسنوي: حافظ زمانه، صنف التصانيف الكثيرة المشهورة النافعة (3). 4 - ابن قاضي شهبة: الإمام العلامة، الحافظ، المقري، المؤرخ شيخ الإسلام، تخرج به حفاظ العصر، وصنف التصانيف الكثيرة المشهورة، مع الدين المتين والروع والزهد (4). 5 - ابن حجر العسقلاني: مهر في فن الحديث، وجمع فيه المجاميع المفيدة الكثيرة، حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفا، وجمع تاريخ الإسلام فأربى فيه على من تقدمه، بتحرير أخبار المحدثين خصوصا، ورغب الناس في تواليفه ورحلوا إليه بسببها، وتداولوها قراءة ونسخا وسماعا. قرأت بخط البدر النابلسي في مشيخته: كان علامة زمانه في الرجال وأحوالهم، حديد الفهم

(هامش)

(1) الطبقات الوسطى - مخطوط. (2) فوات الوفيات 2 / 183. (3) طبقات الشافعية 1 / 273. (4) طبقات الشافعية 2 / 208. (*)

ص 343

ثاقب الذهن، وشهرته تغني عن الإطناب فيه (1). 6 - السيوطي: الذهبي، الإمام الحافظ، محدث العصر وخاتمة الحفاظ، ومؤرخ الإسلام وفرد الدهر، والقائم بأعباء هذه الصناعة، حكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر أنه قال: شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ (2). 7 - و(الدهلوي) في كتابه (بستان المحدثين) حيث ذكر كتاب (صلاح المؤمن) وصف الذهبي ب‍ عمدة محدثي زمانه .

 (60) رواية الزرندي المدني

 ورواه الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي المدني الأنصاري: عن أنس رضي الله عنه: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم طير يسمى الحجل، وفي رواية ما أراه إلا حبارى. فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي فحجبته رجاء أن تكون الدعوة لرجل من قومي، وفي رواية قال: قلت: إن شئت يا رب جعلته رجلا من الأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لست بأول من أحب قومه. ثم جاء علي الثانية، فحجبته، وجاء علي الثالثة فحجبته. ثم جاء علي الرابعة فأذنت له فدخل. فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم إني أحبه فأحبه، فأكل معه من ذلك الطير. وفي رواية: إنه قال: ما حبسك رحمك الله؟ قال: هذا آخر ثلاث مرات،

(هامش)

(1) الدرر الكامنة 4 / 236. (2) طبقات الحفاظ: 521. (*)

ص 344

كل ذلك يقول أنس: إنك مشغول على حاجة. فقال: يا أنس: ما حملك على ذلك؟ قال: سمعت دعوتك فأحببت أن تكون لرجل من قومي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يلام الرجل على حب قومه. وروى أنس رضي الله عنه أيضا قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك - وفي رواية برجل - يحبه الله ورسوله. قال أنس: فجاء علي فقرع الباب. فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول - وكنت أحب أن يكون رجل من الأنصار - ثم أتى علي وقرع الباب فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول. ثم أتى الثالثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدخله فقد عنيته. فلما دخل قال: اللهم وإلي. وعنه أيضا قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير نضيج فأعجبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي يأكل معي من هذا الطير. فجاء علي فأكل معه (1). ورواه الزرندي في كتابه الآخر (معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول) بقوله: روى أنس رضي الله عنه قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير مشوي نضيج. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي يأكل معي من هذا الطير. فجاء علي فأكل معه (2). ترجمته والحافظ الزرندي من أكابر حفاظ أهل السنة الثقات، فقد ترجم له الحافظ ابن حجر في (الدرر الكامنة) (3) وجاء وصفه بالحفظ ونحوه في (جواهر

(هامش)

(1) نظم درر السمطين: 100. (2) معارج الوصول - مخطوط. (3) الدرر الكامنة 4 / 295. (*)

ص 345

العقدين) و(الفصول المهمة) و(سبل الهدى والرشاد) و(ذخيرة المآل) وغيرها في كل موضع نقل عنه معتمدين عليه في المواضع المختلفة.

 (61) رواية الصلاح العلائي

 وقد سعى الحافظ صلاح الدين العلائي سعيا جميلا وبذل جهدا مشكورا في الرد عما قال بعض المعاندين المفترين في هذا المقام... قال السيوطي بشرح الترمذي: حدثنا سفيان بن وكيع، ثنا عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن عمر، عن السدي، عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير. فجاء علي، فأكل معه. هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ السراج القزويني على المصابيح وزعم أنه موضوع. وقال الحافظ الصالح العلائي: ليس بموضوع، بل له طرق كثيرة غالبها واه، ومنها ما فيه ضعف قريب، وربما يقوى منها بمثله إلى أن ينتهي إلى درجة الحسن. والسدي: إسماعيل، إحتج به مسلم والناس. وعيسى بن عمر هو: الأسدي الكوفي القاري، وثقه يحيى بن معين وغيره ولم يتكلم فيه. وعبيد الله ابن موسى مشهور من رجال الصحيحين، وقد تابعه على روايته عن عيسى بن عمر: مسهر بن عبد الملك: أخرجه النسائي في خصائص علي. ومسهر هذا وثقه ابن حبان. إلى أن قال السيوطي عن العلائي - بعد ذكره الحسن بن حماد، وطريق

ص 346

الحاكم لحديث الطير -: فهذان الطريقان - أي طريق النسائي والحاكم - أمثل ما روي فيه. وقد ساق ابن الجوزي في العلل المتناهية للحديث طرقا كثيرة عن أنس واهية. وقال الحاكم في المستدرك: رواه عن أنس جماعة أكثر من ثلاثين نفسا، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد وسفينة، ولم يذكر طرق أحاديث هؤلاء. وخرج أبو بكر ابن مردويه في طرق هذا الحديث جزء. وقال ابن طاهر الحافظ: كل طرقه باطلة معلولة. وهو غلو منه في مقابلة تساهل الحاكم. والحكم على الحديث بالوضع بعيدا جدا، ولذلك لم يذكره أبو الفرج في كتاب الموضوعات (1). ترجمته 1 - الذهبي في شيوخه: وسمعت من الإمام المفتي المحدث صلاح الدين أبي سعيد العلائي... وهو عالم ثبت مقدس اليوم (2). وفي (المعجم المختص): خليل بن كيكلدي. الإمام الحافظ الفقيه البارع المفتي صلاح الدين أبو سعيد العلائي الدمشقي الشافعي.... (3). 2 - الأسنوي: كان حافظ زمانه، إماما في الفقه والأصول وغيرهما. ذكيا نظارا فصيحا كريما ذا رياسة وحشمة. توفي سنة 760 (4). 3 - ابن حجر العسقلاني: صنف التصانيف في الفقه والأصول

(هامش)

(1) قوت المغتذي في شرح الترمذي. (2) تذكرة الحفاظ 2 / 1057. (3) المعجم المختص: 92. (4) طبقات الشافعية 2 / 239. (*)

ص 347

والحديث وكتبه كثيرة جدا سائرة مشهورة نافعة متقنة محررة، وكان ممتعا في كل باب فتح، ويحفظ تراجم أهل العصر ومن قبلهم، وكان له ذوق في الأدب ونظم حسن، مع الكرم وطلاقة الوجه، ووصفه بالحفظ شيخه الذهبي. وقال الحسيني: كان إماما في الفقه والنحو والأصول، مفننا في علوم الحديث وفنونه، حتى صار بقية الحفاظ، عارفا بالرجال، علامة في المتون والأسانيد، بقية الحفاظ، ومصنفاته تنبئ عن إمامته في كل فن، ولم يخلف بعده مثله. وقال شيخنا في الوفيات: درس وأفتى وجمع بين العلم والدين والكرم والمروة، ولم يخلف بعده مثله. وقال الأسنوي في الطبقات: كان حافظ زمانه.... وقرأت بخط شيخنا العراقي: توفي حافظ المشرق والمغرب صلاح الدين في ثالث المحرم (1). 4 - ابن قاضي شهبة: الإمام البارع المحقق بقية الحفاظ، فاق أهل عصره في الحفظ والإيقان، ذكره الذهبي في معجمه وأثنى عليه، وقال الحسيني... وقال الأسنوي... وقال السبكي في الطبقات الكبرى: كان حافظا ثبتا ثقة... (2). 5 - السيوطي: العلائي، الشيخ الإمام العلامة الحافظ الفقيه ذو الفنون صلاح الدين أبو سعيد. وكان إماما محدثا حافظا متقنا جليلا فقيها أصوليا نحويا (3). 6 - مجير الدين العليمي: شيخ الإسلام، صلاح الدين، الإمام البارع

(هامش)

(1) الدرر الكامنة 2 / 179. (2) طبقات الشافعية 2 / 242. (3) طبقات الحفاظ: 528. (*)

ص 348

المحقق، بقية الحفاظ (1). 7 - الشوكاني. فأورد كلمات الأعلام في الثناء عليه (2). (62) رد السبكي على الحكم بوضع الحديث ورد الشيخ عبد الوهاب السبكي على الحكم على حديث الطير بالوضع بقوله: وأما الحكم على حديث الطير بالوضع فغير جيد (3). وهذا يكفي لإبطال وتقبيح هذر (الدهلوي) ومن سبقه من الذين سولت لهم أنفسهم رد فضائل آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. ترجمته 1 - الذهبي: عبد الوهاب ابن شيخ الإسلام تقي الدين علي، أجاز له الحجار وطائفة، وأسمعه أبوه من جماعة. كتب عني أجزاء ونسخها، وأرجو أن يتميز في العلم. ثم درس وأفتى (4). 2 - ابن حجر: أجاز له ابن الشحنة ويونس الدبوسي وقرأ بنفسه على المزي ولازم الذهبي وتخرج بتقي الدين ابن رافع، وأمعن في طلب الحديث وكتب الأجزاء والطباق، مع ملازمة الاشتغال بالفقه والأصول والعربية، حتى مهر وهو شاب، وخرج له ابن سعد مشيخة وحدث بها، وكان جيد البديهة طلق

(هامش)

(1) الأنس الجليل 2 / 106. (2) البدر الطالع 12 / 245. (3) طبقات الشافعية - ترجمة الحاكم - 4 / 155. (4) المعجم المختص: 152. (*)

ص 349

اللسان، أذن له ابن النقيب بالإفتاء والتدريس، ودرس في غالب مدارس دمشق، وناب عن أبيه في الحكم، وانتهت إليه رياسة القضاء والمناصب بالشام. مات في سنة 771 (1). 3 - ابن قاضي شهبة: إن شمس الدين ابن النقيب أجازه بالإفتاء والتدريس، ولما مات ابن النقيب كان عمر القاضي تاج الدين ثمانية عشر سنة. وأفتى ودرس وحدث وصنف واشتغل وحصل فنونا من العلم والفقه والأصول، وكان ماهرا فيه، والدين والأدب.... (2).

 (63) رواية السيد شهاب الدين أحمد

 ورواه السيد شهاب الدين أحمد صاحب كتاب (توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل) من غير طريق، واستدل به على كون الأمير عليه السلام أحب الناس إلى الله والنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا نص كلامه: الباب السابع، في ترنم أغاني النبوة في مغاني الفتوة بأحبيته إلى الله تعالى ورسوله، وننسمه شقائق أعالي الولاية، بتسنمه شواهق معالي العناية، بما ظهر أنه أشد حبا لله ورسوله: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان عند النبي صلى الله عليه وآله وبارك وسلم طير، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي بن أبي طالب فأكل معه. رواه الطبري وقال: خرجه الترمذي والبغوي في المصابيح في الحسان.

(هامش)

(1) الدرر الكامنة 2 / 245. (2) طبقات الشافعية 2 / 256. (*)

ص 350

وأخرجه الحربي. وقال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير وكان مما يعجبه أكله ثم ذكر الحديث. وخرجه الإمام أبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار وقال: عن أنس قدمت لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم طيرا فسمى وأكل لقمة وقال اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي، فأتى علي رحمة الله تعالى عليه فضرب الباب فقلت: من أنت؟ فقال: علي، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم على حاجة قال: ثم أكل لقمة وقال صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم مثل الأولى، فضرب علي فقلت: من أنت؟ قال: علي قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم على حاجة ثم أكل لقمة وقال صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم مثل ذلك، فضرب علي رضي الله عنه ورفع صوته، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم: يا أنس افتح الباب قال: فدخل علي، فلما رآه النبي صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم تبسم ثم قال الحمد [لله] الذي جعلك، فإني أدعو في كل لقمة أن يأتيني الله بأحب الخلق إليه وإلي فكنت أنت، قال رضي الله عنه: والذي بعثك بالحق إني لأضرب الباب ثلاث مرات ويردني أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم: لم رددته؟ قلت: كنت أحب معه رجلا من الأنصار، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم وقال: ما يلام الرجل على حب قومه. وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: أهدي لرسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك، وفي رواية برجل يحبه الله ورسوله، قال أنس: فجاء علي فقرع الباب فقلت: إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم مشغول - وكنت أحب أن يكون لرجل من الأنصار - ثم أتى علي رضي الله عنه فقرع الباب فقلت: إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم مشغول، ثم أتى الثالثة

ص 351

فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم: أدخله فقد عنيته، فلما أن أقبل قال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم: اللهم وإلي. وعنه رضي الله تعالى عنه قال: أهدي لرسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم طير نضيج فأعجبه فقال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي رحمة الله تعالى عله فأكل معه. رواه الزرندي. وعنه رضي الله تعالى عنه قال: أهدي لرسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم طائر فوضع بين يديه فقال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي، قال فجاء علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فدق الباب فقلت: من هذا؟ قال: أنا علي فقلت: إن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم على حاجة، حتى فعل ذلك ثلاثا، فجاء الرابعة فضرب الباب برجله فدخل فقال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم: ما حبسك؟ قال: جئت ثلاث مرات كل ذلك يمنعني أنس، فقال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وبارك وسلم: ما حملك على ذلك؟ قلت: كنت أحب أن يكون رجلا من قومي. رواه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي . ترجمته والمؤلف هو: شهاب الدين أحمد بن جلال الدين عبد الله بن قطب الدين محمد بن جلال الدين عبد الله بن قطب الدين محمد بن معين عبد الله بن هادي ابن محمد الحسيني الإيجي الشافعي، من أعلام القرن التاسع. ترجم له: السخاوي في الضوء اللامع (1).

(هامش)

(1) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 1 / 367. (*)

ص 352

وبيت المؤلف بيت فقه وحديث وتصوف، ينتمون إلى الحسين الأصغر ابن الإمام زين العابدين عليه السلام، وأصلهم من مكران، وكانوا حكام البلاد، ثم إن جده الرابع اعتزل الحكم، وآثر العزلة والانقطاع، فهاجر منها إلى بلاد فارس، وتوطن في (ايج شبانكاره)، وتوفي أبوه سنة 840، وجده سنة 785، وأبو جده سنة 763، وجد جده سنة 714. وكان المؤلف قد ألف كتابا في فضائل الخلفاء، ثم لما رأى أن فضائل علي عليه السلام كثيرة، بدا له أن يؤلف في فضائله كتابا مفردا، فألف كتاب (توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل) (1).

 (64) رواية ملك العلماء الهندي

 ورواه ملك العلماء شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي الهندي في مواضع عديدة من كتابه (هداية السعداء) عن عدة من كتب أهل السنة، واحتج به على كون أمير المؤمنين عليه السلام أحب الخلق، كما نص على صحته بإسناد النسائي عن أنس بن مالك، وإليك نص عبارته: بيان: خطاب علي كرم الله وجهه بأحب الخلق، في دستور الحقائق روى الجماعة عن الجماعات: أهدي إليه طير مشوي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي فدق الباب فقال أنس بن مالك: إن النبي على حاجة فرجع، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال أولا فجاء علي فدق الباب فقال أنس كما قال فرجع، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم كما قال في الأوليين، فجاء علي

(هامش)

(1) أهل البيت عليهم السلام - في المكتبة العربية، مجلة تراثنا العدد: 3. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الثالث عشر

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب