ص 153
جمع الأحاديث التي سماها كتاب الفردوس إنما حذف منها أسانيدها تعمدا منه وقصدا
لأسباب عدة، أولها: اقتداء واتساء بمن تقدمه من أهل العلم والزهد والعبادة.
وثانيها: تخفيفا على الطالبين وتسهيلا للناظرين فيه والحافظين له. وثالثها: قلة
رغبة جيل هذا الزمن في المسندات... والقول في فضيلة الأسناد أكثر من أن تتضمنه
أوراق وليس هذا موضعه. ورابعها: أنه خرجها من مسموعاته وكان رحمه الله متحققا
متيقنا أن أكثرها بل عامتها مسند، وفي مصنفات الحفاظ الثقات ومجموعات الأئمة
الأثبات. فعراها عن الإسناد اختصارا كما بين عذره في خطبة الكتاب. وهو كتاب نفيس
عزيز الوجود، مفتون به، جامع للغرر والدرر النبوية والفوائد الجمة والمحاسن
الكثيرة، قد طنت به الآفاق وتنافست في تحفظه الرفاق، لم يصنف في الإسلام مثله
تفصيلا وتبويبا، ولم يسبق إليه من سلافة الأيام ترصيفا وترتيبا. كأن كل فصل من
فصوله حقة لئالئ ملئت من الدرر المنظومة واللآلئ المكنونة، أو جونة عطار فتقت
بغارات المسك مشحونة. وكم ضمنه رحمه الله من عجائب الأخبار وغرائب الأحاديث مما لا
يوجد في كثير من الكتب، فهو في الحقيقة كالفردوس التي وصفها الله سبحانه وتعالى
فقال: *(وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين)*. فأما اليوم فقد كثرت نسخه في البلاد
واشتهرت فيما بين العباد، بحيث لم يبق بلدة من بلاد العراق ولا كورة من أقطار
الآفاق إلا وعلماؤها مثابرون على تحصيله، وأئمتها مكبون على اشترائه ونسخه،
وفضلاؤها مواظبون على قراءته وحفظه، يرتعون في رياض محاسنه ويجتنون من ثمار فوائده،
فسار مسير الشمس في كل بلدة، وهب هبوب الريح في البر والبحر، يستحسنه الأئمة
والحفاظ ويستفيد منه العلماء والوعاظ، ويستطيبه نحارير الفضلاء، وترتضيه أكياس
البلغاء لنفاستها، وتبذل الملوك الرغائب في استكتابه لخزانتها، ولم أسمع أحدا من
أهل هذا الزمان عاب هذا الكتاب أو طعن فيه بسبب حذف
ص 154
الأسناد، بل عدوا ذلك من أحسن فوائده وأعظم منافعه، لأن تنقية القشر من اللباب من
شأن العلماء ذوي الألباب . وقال السيد علي الهمداني في خطبة (روضة الفردوس): لما
طالعت كتاب الفردوس من مصنفات الشيخ الإمام العلامة، قدوة المحققين، حجة المحدثين
شجاع الملة والدين، ناصر السنة، أبو المحامد شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني،
أفاضل الله على روحه سجال الرحمة الرباني. وجدت بحرا من بحور الفوائد، وكنزا من
كنوز اللطائف، مشحونا بحقائق الألفاظ النبوية مخزونا في حدائق فصوله دقائق الآثار
المصطفوية، ومع كثرة فوائده وشمول موائده كاد أن تنطفي أنواره وينطمس آثاره، لما
فيه من التطويل والزيادات وقصور الرغبات وانخفاض الطلبات، وإعراض أكثر أهل العصر عن
معرفة الكتاب والسنة، واشتغالهم بالعلوم المزخرفة التي تتعلق بالخصومات، وشغفهم
بالقصص والحكايات، ولولا رجلا من أهل هذا العلم في كل عصر وزمان بمشية رب العزة،
يجولون حول حمى السنة ويذبون عن جناب قدسه شوائب زيغ أهل البدعة، لقال من شاء ما
شاء، فجزى الله أئمة هذا العلم عنا وعن المسلمين خيرا. دعتني بواعث خاطري إلى
استخراج لبابه واستحضار أبوابه، تسهيلا لضبط الألفاظ وتيسيرا لدرك الحفاظ، فاستخرجت
من قعر هذا البحر أشرف جواهرها، وجنيت من أغصان رياضها أنفس زواهرها، وسميت كتابي
هذا: روضة الفردوس... . وذكره (كاشف الظنون) بعنوان فردوس الأخبار بمأثور الخطاب
المخرج على كتاب الشهاب في الحديث، لأبي شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه ابن
فناخسرو الهمداني الديلمي المتوفي سنة... واقتفى السيوطي أثره في جامعه الصغير، ثم
جمع ولده الحافظ شهردار المتوفى سنة 558 أسانيد كتاب
ص 155
الفردوس ورتبها ترتيبا حسنا في أربع مجلدات وسماه مسند الفردوس (1). وهو من الكتب
المروية بالأسانيد كما لا يخفى على من راجع كتب الأسانيد مثل (مقاليد الأسانيد)
لأبي مهدي الثعالبي. اعتماد (الدهلوي) على الديلمي ومن العجب تكذيب (الدهلوي) هذا
الحديث الذي رواه الديلمي - وشاركه في روايته كبار الأئمة - مع اعتماده على بعض
الخرافات والموضوعات التي انفرد الديلمي بروايتها، مصرحا بكونه من مشاهير المحدثين،
مضيفا إلى ذلك كونه معتبرا ومعتمدا لدى الشيعة الإمامية كذلك! فقد ذكر (الدهلوي) في
باب المطاعن بعد حكاية رؤيا: وروى أبو شجاع الديلمي - وهو من مشاهير المحدثين،
والشيعة أيضا يقولون باعتباره - هذه الرؤيا في كتاب المنتقى عن ابن عباس بالسياق
المذكور. ورؤيا الإمام الحسن أيضا مشهورة وصحيحة السند، روى الديلمي في كتاب
المنتقى عن حسن بن علي قال: ما كنت لأقاتل بعد رؤيا رأيتها، رأيت رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - واضعا يده على العرش، ورأيت أبا بكر واضعا يده على منكب رسول
الله، رأيت عمر واضعا يده على منكب أبي بكر، ورأيت عثمان واضعا يده على منكب عمر،
ورأيت دما دونه. فقلت: ما هذا؟ فقالوا: دم عثمان يطلب الله به (2). ومن الغرائب
تكذيب سيف الله الملتاني في رسالته المسماة ب (تنبيه السفيه) شيخه (الدهلوي) فيما
نسبه إلى الشيعة والسنة من الاعتماد على
(هامش)
(1) كشف الظنون 2: 1254. (2) تحفة الإثنا عشرية: 329. (*)
ص 156
الديلمي، فنص على أن الديلمي غير معتبر عند السنة فضلا عن الشيعة . فانظر - رحمك
الله - إلى هذا التناقض والتكاذب بين الأصل والفرع، والتابع والمتبوع!!
*(21)*
رواية النطنزي

ورواه أبو الفتح محمد بن علي النطنزي في ضمن قصة الغدير: عن أبي
سعيد الخدري: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا الناس إلى علي في غدير خم،
وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقم وذلك يوم الخميس، فدعا عليا وأخذ بضبعيه فرفعهما
حتى نظر إلى بياض إبطي رسول الله، ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية: *(اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)* فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية
لعلي بن أبي طالب من بعدي. ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من ولاه
وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله (1).
ترجمة النطنزي وأبو الفتح
النطنزي من أكابر العلماء ومن مشايخ السمعاني صاحب الأنساب: 1 - السمعاني: أبو
الفتح محمد بن علي بن إبراهيم النطنزي، أفضل
(هامش)
(1) الخصائص العلوية - مخطوط. (*)
ص 157
من بخراسان والعراق في اللغة والأدب والقيام بصنعة الشعر، قدم علينا بمرو سنة إحدى
وعشرين وقرأت عليه طرفا صالحا من الأدب واستفدت منه واغترفت من بحره، ثم لقيته
بهمدان، ثم قدم علينا ببغداد غير مرة في مدة مقامي بها، وما لقيته إلا وكتبت عنه
واقتبست منه. سمع بأصبهان أبا سعد المطرز، وأبا علي الحداد، وغانم بن أبي نصر
البرجي، وببغداد أبا القاسم ابن بيان الرزاز، وأبا علي ابن نبهان الكاتب، وطبقتهم.
سمعت منه أجزاء بمرو من الحديث. وكانت ولادته: 488 بأصبهان (1). 2 - الصفدي:
كان من بلغاء أهل النظم والنثر، سافر البلاد ولقي الأكابر، وكان كثير المحفوظ محب
العلم والسنة، ومكثر الصدقة والصيام، ونادم الملوك والسلاطين، وكانت له وجاهة عظيمة
عندهم، وكان تياها عليهم متواضعا لأهل العلم، سمع الحديث الكثير بأصبهان وخراسان
وبغداد، ولم يمتع بالرواية توفي في حدود 500، أورد له ابن النجار قوله... (2).
*(22)* رواية أبي منصور الديلمي

ورواه أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي في كتاب
(مسند الفردوس) الذي مدحه الذهبي وجماعة من الأعلام، وكذا (الدهلوي) وغيره... رواه
عنه الوصابي اليمني (في أسنى المطالب) حيث ذكر: عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه
- قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: علي مني وأنا من علي وعلي ولي كل مؤمن
بعدي، حبه إيمان
(هامش)
(1) الأنساب - النطنزي 13 / 137. (2) الوافي بالوفيات 4 / 161. (*)
ص 158
وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة. أخرجه الديلمي في مسند الفردوس . عن بريدة - رضي
الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا بريدة: إن عليا وليكم بعدي
فأحب عليا فإنه يفعل ما يؤمر به. أخرجه الديلمي في مسند الفردوس . ترجمة أبي منصور
الديلمي وأبو منصور حافظ كبير ومحدث عظيم. 1 - الذهبي: شهردار بن الحافظ شيرويه
بن شهردار الديلمي، المحدث أبو منصور، قال ابن السمعاني: كان حافظا عارفا بالحديث،
فهما عارفا بالأدب، ظريفا، سمع أباه وعبدوس بن عبد الله ومكي السلار وطائفة. وأجاز
له أبو بكر بن خلف الشيرازي، وعاش خمسا وسبعين سنة (1). 2 - السبكي: ... قال ابن
السمعاني: كان حافظا... روى عنه ابنه أبو مسلم، وأبو سهل عبد السلام السرقولي،
وطائفة. مات في رجب سنة 508 (2). 3 - الأسنوي: كان محدثا عارفا بالأدب ظريفا،
ملازما لمسجده، خرج أسانيد لكتاب والده المسمى بالفردوس ورتبه ترتيبا حسنا ويسمى
الفردوس الكبير. ولد سنة 483 قاله ابن الصلاح ولم يذكر له وفاة (3). 4 - ابن قاضي
شهبة كذلك وأضاف: وتوفي في رجب سنة 558 (4). 5 - الثعالبي: قال الذهبي: هو
الإمام الحافظ أبو منصور... كان
(هامش)
(1) العبر - حوادث: 558. (2) طبقات الشافعية 4 / 229 - 230. (3) طبقات الشافعية
للأسنوي 2 / 21. (4) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1 / 317. (*)
ص 159
يجمع أسانيد كتاب الفردوس لوالده ورتبه ترتيبا عجيبا حسنا، وقد فرغ منه وهذبه
ونقحه... (1). 6 - (الدهلوي) في (بستان المحدثين) حيث ترجم والده،، وذكر عبارة
الذهبي المتقدمة عن الثعالبي في وصفه ومدح كتابه... الحازمي من تلامذة أبي منصور
الديلمي ثم إن من تلامذة أبي منصور الديلمي: أبو بكر الحازمي، وهذا أيضا مما يدل
على علو قدر الديلمي وعظمة منزلته، فإن الحازمي من أكابر الأئمة الحفاظ: قال الذهبي
بترجمته: الحازمي، الإمام الحافظ البارع النسابة أبو بكر... سمع من أبي الوقت
السجزي ومن شهردار بن شيرويه الديلمي وأبي زرعة الدمشقي... وكتب الكثير وصنف وجود.
قال الدبيثي: قدم بغداد وسكنها وتفقه بها في مذهب الشافعي، وجالس العلماء وتميز
وفهم، وصار من أحفظ الناس للحديث وأسانيده ورجاله، مع زهد وتعبد ورياضة... وذكره
ابن النجار فقال: كان من أئمة الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله، وكان
ثقة حجة نبيلا زاهدا عالما عابدا ورعا... مات سنة 584... (2). الأسانيد إلى مسند
الفردوس ثم إن كتاب مسند الفردوس من كتب الحديث التي عني بها المحدثون
(هامش)
(1) مقاليد الأسانيد. (2) تذكرة الحفاظ 4 / 1363. (*)
ص 160
بروايتها بالأسانيد: فالثعالبي يذكر طريقه بقوله: مسند الفردوس لابن الديلمي: -
سمعت عليه (يعني علي الأجهوري) بقراءتي القدر المذكور في الفردوس، وأجاز لي سائره،
بسنده إلى الحافظ ابن أبي بكر السيوطي، من المسندة آسية بنت جار الله بن صالح
الطبري، عن إبراهيم بن محمد بن صديف الدمشقي، عن أبي العباس الحجار، عن الحافظ محب
الدين محمد بن محمود بن النجار، عن مؤلفة إجازة. فذكره (1). والشنواني يذكر طريقه
بقوله: مسند الفردوس، للحافظ أبي منصور شهردار ابن الحافظ أبي شجاع شيرويه
الديلمي الهمداني، أرويه بالسند إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني، عن أبي إسحاق
التنوخي، عن الحجار، عن الحافظ محب الدين محمد بن محمود ابن النجار، عن الديلمي...
(2).
*(23)* رواية الخطيب الخوارزمي

ورواه أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي
الخوارزمي بطرق متعددة... قال: الفصل الثاني عشر - في بيان تورطه المهالك في الله
تعالى ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشراء نفسه في ابتغاء مرضاة الله تعالى:
بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا
أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال: أخبرني أبي قال:
حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة
(هامش)
(1) مقاليد الأسانيد. (2) الدرر السنية في الأسانيد الشنوانية. (*)
ص 161
قال: حدثنا أبو بلج قال: حدثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه
تسعة رهط... (1) الحديث إلى آخره. وقد تقدم في رواية أحمد، ورواية الحاكم. وقال:
أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني - إجازة - قال:
أخبرنا محمد بن الحسين بن علي البزار قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد
العزيز قال: أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمرو الحافظ
قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الجزار - من كتابه - قال: حدثنا الحسن بن علي
الهاشمي قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا أبو مريم، عن ثور بن أبي فاختة، عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال أبي: دفع النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم
خيبر إلى علي بن أبي طالب ففتح الله عليه، وأوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولى
كل مؤمن ومؤمنة، وقال صلى الله عليه وسلم: أنت مني وأنا منك. وقال له: تقاتل على
التأويل كما قاتلت على التنزيل. وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وقال له:
أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت. وقال له: أنت العروة الوثقى. وقال له: أنت تبين
لهم ما اشتبه عليهم بعدي. وقال له: أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة وولي كل مؤمن ومؤمنة
بعدي. وقال له: أنت الذي أنزل الله فيه: *(وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج
الأكبر)* وقال له: أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي. وقال له: أنا أول من تنشق الأرض
عنه وأنت معي. وقال له: أنا عند الحوض وأنت معي. وقال له: أنا أول من يدخل الجنة
وأنت معي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة. وقال له: إن الله تعالى اوحى إلي بأن أقوم
بفضلك، فقمت به في الناس وبلغتهم ما أمرني الله بتبليغه. وقال له: إتق
(هامش)
(1) مناقب علي بن أبي طالب: 125. (*)
ص 162
الضغائن التي لك في صدور لا يظهرها إلا بعد موتي، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم
اللاعنون (1). وروى الخوارزمي كتاب عمرو بن العاص إلى معاوية وقد جاء فيه: وأما
ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووصيه إلى الحسد والبغي
على عثمان، وسميت الصحابة فسقة، وزعمت أنه أشادهم على قتله، فهذا كذب وغواية. ويحك
يا معاوية. أما علمت أن أبا حسن بذل نفسه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وبات على فراشه. وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة. وقد قال فيه رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - هو مني وأنا منه. وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
بعدي. وقد قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خم: ألا من كنت مولاه
فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله. وهو
الذي قال عليه السلام فيه يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه
الله ورسوله. وهو الذي قال فيه يوم الطير: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك فلما دخل
عليه قال: اللهم وإلي وإلي. وقد قال فيه يوم النضير: علي إمام البررة وقاتل الفجرة
منصور من نصره مخذول من خذله. وقد قال فيه: علي وليكم من بعدي - وذلك علي وعليك
وعلى جميع المسلمين.
(هامش)
(1) المناقب: 61. (*)
ص 163
وقال: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي. وقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها
(1). فيا للعجب، يثبت عمرو بن العاص حديث الولاية والطير ومدينة العلم حتما، ويرغم
بذلك أنف معاوية رغما، ومع ذلك (الدهلوي) الحقود يزيد في البغضاء على ابن النابغة
الكنود ومعاوية اللدود، فيرمي هذه الأحاديث الشريفة بالكذب والبطلان؟! من مصادر
ترجمة الخوارزمي والخطيب الخوارزمي أثنى عليه ومدحه كل من ترجم له. انظر: 1 - فريدة
القصر - قسم شعراء خوارزم. 2 - تاريخ ابن النجار: 360. 3 - الفوائد البهية في طبقات
الحنفية: 410. 4 - الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2 / 188. 5 - العقد الثمين في
تاريخ بلد الله الأمين 7 / 310. 6 - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة 2 /
308. 7 - كتائب أعلام الأخيار في فقهاء مذهب النعمان المختار - مخطوط. وقد أوردنا
ترجمته عن هذه وغيرها من المصادر في حديث - التشبيه).
*(24)* رواية ابن عساكر

ورواه
أبو القاسم علي بن الحسين المعروف بابن عساكر في كتابيه
(هامش)
(1) مناقب علي بن أبي طالب: 199. (*)
ص 164
(الموافقات) و(الأربعون الطوال) كما جاء في (الرياض النضرة) للمحب الطبري، حيث روى
حديث الرهط مع ابن عباس، فقال في آخره: أخرجه بتمامه أحمد، والحافظ أبو القاسم في
الموافقات وفي الأربعين الطوال، وأخرج النسائي بعضه (1). كما روى الحديث عن ابن
عساكر جماعة آخرون كالكنجي في (الكفاية)، وشهاب الدين أحمد بن (توضيح الدلائل)،
وابن باكثير المكي في (وسيلة المآل)، والأمير الصنعاني في (الروضة الندية). كما
ستطلع عليه فيما بعد إن شاء الله تعالى. وأخرجه في (تاريخ دمشق) بترجمة أمير
المؤمنين عليه السلام بطرق جمة وألفاظ مختلفة... وإليك نصوص رواياته: أخبرنا أبو
بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أنبأنا أبو محمد المخلدي، أنبأنا
المؤمل بن الحسن بن عيسى، أنبأنا محمد بن يحيى: أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا ابن أبي
غنية، عن الحكم، عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس عن بريدة، قال: غزوت مع علي إلى
اليمن، فرأيت منه جفوة فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عليا فتنقصته،
فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير، فقال: يا بريدة، ألست أولى
بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقلت: بلى يا رسول الله فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
أخبرنا أبو محمد السيدي، أنبأنا أبو عثمان البجيري، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان،
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن إسحاق العطاردي ببغداد، أنبأنا محمد بن
علي بن عمر المقدسي، أنبأنا الحسين بن الحسن الفزاري، أنبأنا عبد الغفار بن القاسم،
حدثني عدي بن ثابت، عن سعيد بن
(هامش)
(1) الرياض النضرة في مناقب العشرة 3 / 174 - 175. (*)
ص 165
جبير: عن ابن عباس، حدثني بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي مولى
من كنت مولاه. أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد
الكناني، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق، أنبأنا خالي
أبي خيثمة ابن سليمان، أنبأنا أبو عمرو هلال بن العلاء بالرقة، أنبأنا عبيد ابن
يحيى أبو سليم، أنبأنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري، عن عدي ابن ثابت،
عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس، عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
كنت مولاه فعلي مولاه. أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل الرازي
أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب، أنبأنا محمد بن هارون، أنبأنا نصر بن
علي، أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا ابن أبي غنية، عن الحكم، عن سعيد بن جبير: عن ابن
عباس، عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه.
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن الخلعي علي بن
الحسن بن الحسين المصري الفقيه، أنبأنا أبو محمد بن عبد الرحمان بن عمرو بن النحاس،
أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي، أنبأنا عيسى بن أبي حرب الصفار،
أنبأنا يحيى بن أبي بكير، أنبأنا عبد الغفار، حدثني عدي، حدثني سعيد بن جبير: عن
ابن عباس، حدثني بريدة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بن أبي طالب
مولى من كنت مولاه. أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي: أنبأنا أحمد بن أبي عثمان
وأبو طاهر القصاري.
ص 166
حيلولة: وأخبرنا أبو عبد الله بن القصاري، أنبأنا أبي، قالا: أنبأنا إسماعيل بن
الحسن بن عبد الله، أنبأنا أحمد بن محمد بن عقدة، أنبأنا يعقوب ابن يوسف بن زياد
الضبي، وأحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي، قالا: أنبأنا خالد بن مخلد، أنبأنا
أبو مريم، حدثني عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس، حدثني بريدة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت وليه فعلي وليه. قصر به بعضهم فلم يذكر فيه
بريدة. أخبرنا أبو الحسن ابن قبيس أنبأنا أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا أبو بكر
الخطيب، أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي بإصبهان، أنبأنا الحسن
بن محمد الزعفراني، أنبأنا عبيد الله بن جعفر بن محمد الرازي، أنبأنا عامر بن بشير،
أنبأنا أبو حسان الزيادي، أنبأنا الفضل بن الربيع، عن أبيه: عن المنصور، عن أبيه،
عن جده عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ورواه [أيضا] عبد الله بن بريدة، عن أبيه: أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد
الملك الكرماني، أنبأنا عبد الرحمن بن علي بن محمد الشاهد. وأخبرنا أبو القاسم هبة
الله بن عبد الله، أنبأنا أبو بكر الخطيب. حيلولة: وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن
أحمد بن عمر، أنبأنا عاصم بن الحسن بن محمد، قالوا: أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا
أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي. أنبأنا يحيى بن زكريا بن شيبان
الكندي، أنبأنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير، حدثني أبي، عن منصور بن مسلم بن سابور،
عن عبد الله بن عطاء:
ص 167
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بن أبي
طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة وهو وليكم بعدي. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد
الملك، أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، أنبأنا أبو
يعلى، أنبأنا خيثمة زهير بن حرب، أنبأنا أبو الجواب، أنبأنا عمار بن زريق، عن
الأجلح: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعثين إلى اليمن ; على الأول علي بن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد ; فقال:
إذا اجتمعتما فعلي على الناس، وإذا افترقتما فكل واحد منكما على جنده، قال: فلقينا
بني زبيد من اليمن فقاتلناهم فظهر المسلمون على الكافرين فقتلوا المقاتل وسبوا
الذرية، واصطفى علي جارية من الفئ، فكتب معي خالد يقع في علي وأمرني أن أنال منه،
قال: فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الكراهة في وجهه فقلت: هذا مكان
العائذ بك، يا رسول الله بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته فبلغت ما أرسلني [به]. قال:
يا بريدة لا تقع في علي، علي مني وأنا منه وهو وليكم بعدي. أخبرنا أبو القاسم ابن
السمرقندي، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا عبد الواحد بن محمد، أنبأنا أبو العباس
ابن عقدة، أنبأنا أحمد بن يحيى، أنبأنا عبد الرحمان - هو ابن شريك - أنبأنا أبي، عن
الأجلح: عن عبد الله بن بريدة، [عن أبيه] قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع
علي جيشا ومع خالد بن الوليد جيشا [آخر] إلى اليمن ; وقال: إن اجتمعتم فعلي على
الناس، وإن افترقتم فكل واحد منكما على حده، [قال بريدة:] فلقينا القوم فظهر
المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ; وأخذ علي امرأة من ذلك
السبي قال: فكتب معي خالد بن الوليد - وكنت معه - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ينال [فيه] من علي، ويخبره بذلك أن فعل [كذا] وأمرني أن أنال منه، فقرأت عليه
الكتاب ونلت من علي،
ص 168
فرأيت وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم متغيرا، فقلت: هذا مقام العائذ [بك، يا رسول
الله] بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته فبلغت ما أرسلت به. فقال: يا بريدة لا تقع في
علي فإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي. أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن
الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد الله بن أحمد
حدثني أبي، أنبأنا ابن نمير، أنبأنا أجلح الكندي: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه
بريدة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي بن
أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد ; فقال: إذا التقيتم فعلي على الناس، وإن
افترقتما فكل واحد منكما على جنده. قال [بريدة]: فلقينا بني زيد من أهل اليمن
فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة، وسبينا الذرية فاصطفى علي
امرأة من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم يخبره بذلك، فلما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم دفعت الكتاب [إليه] فقرئ
عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم!!! فقلت: يا رسول الله هذا
مكان العائذ [بالله، يا رسول الله] بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه فبلغت ما أرسلت
به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم
بعدي. أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن
مهدي، أنبأنا أبو العباس بن عقدة، أنبأنا الحسن بن علي بن عفان أنبأنا حسن - يعني
ابن عطية - أنبأنا سعاد، عن عبد الله بن عطا [ء]: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه،
قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد ; كل واحد
منهما وحده، وجمعها فقال [لهما]: وإذا اجتمعتما فعلي عليكم. قال [بريدة] فأخذنا
يمينا ويسارا، قال: فأخذ علي [جانبا] فأبعد فأصاب سبيا فأخذ جارية من الخمس، قال
ص 169
بريدة: وكنت من أشد الناس بغضا لعلي ; وقد علم ذلك خالد بن الوليد، فأتى رجل خالدا
فأخبره أنه أخذ جارية من الخمس فقال: ما هذا؟ ثم جاء [رجل] آخر، ثم أتى آخر، ثم
تتابعت الأخبار على ذلك فدعاني خالد فقال: يا بريدة قد عرفت الذي صنع، فانطلق
بكتابي هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره فكتب إليه ; فانطلقت بكتابه
حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ الكتاب فأمسكه بشماله وكان كما قال
الله عز وجل لا يكتب ولا يقرأ، وكنت رجلا إذا تكلمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي،
فتطأطأت رأسي فتكلمت فوقعت في علي حتى فرغت، ثم رفعت رأسي فرأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد غضب غضبا لم أره غضب مثله قط إلا يوم [بني] قريضة والنظير، فنظر إلي
فقال: يا بريدة إن عليا وليكم بعدي، فأحب عليا فإنه يفعل ما يؤمر. قال [بريدة]:
فقمت وما أحد من الناس أحب إلى منه. وقال عبد الله بن عطا [ء]: حدثت بذلك أبا حرب
ابن سويد بن غفلة فقال: كتمك عبد الله بن بريدة بعض الحديث [وهو] أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال له: أنافقت بعدي يا بريدة؟ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر،
أنبأنا أبو نصر عبد الرحمان بن علي، أنبأنا يحيى بن إسماعيل، أنبأنا عبد الله بن
محمد بن الحسن، أنبأنا وكيع، أنبأنا الأعمش، عن سعد، عن عبيدة: عن عبد الله بن
بريدة الأسلمي، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت وليه فعلي
وليه. أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي: أنبأنا أبو الحسن بن النقور، أنبأنا أبو بكر
محمد بن علي بن محمد بن النضر الديباجي، أنبأنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن
البهلول، أنبأنا الحسن بن عرفة، أنبأنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة:
ص 170
عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت وليه فعلي
وليه. أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر ابن
مالك، أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا وكيع. حيلولة: وأخبرنا أبو سهل
محمد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد الله، أنبأنا محمد
بن هارون، أنبأنا عمرو بن علي، أنبأنا أبو معاوية، قالا: أنبأنا الأعمش، عن سعد بن
عبيدة: عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي حديث وكيع قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت وليه فإن عليا وليه. أخبرنا أبو القاسم
بن الحصين، أنبأنا أبو علي، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا عبد الله، حدثني أبي، أنبأنا
أبو معاوية. أنبأنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة: عن ابن بريدة، عن أبيه قال: بعثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ; قال: فلما قدمنا قال [رسول الله صلى الله
عليه وسلم]: كيف رأيتم صحابة صاحبكم؟ قال [بريدة]: فإما شكوته - أو شكاه غيري -
قال: فرفعت رأسي - وكنت رجلا مكبابا، قال: - فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد احمر
وجهه - قال: - وهو يقول: من كنت وليه فعلي وليه. أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت:
قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا أبو
خيثمة، أنبأنا محمد بن حازم، أنبأنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة: عن ابن بريدة، عن
أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية واستعمل علينا عليا، فلما
رجعنا قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف وجدتم صحبة صاحبكم؟ قال [بريدة]:
فإما شكوته وإما شكاه غيري وكنت رجلا مكبابا فرفعت رأسي فإذا النبي صلى الله عليه
وسلم قد احمر وجهه وهو يقول: من كنت وليه فعلي وليه.
ص 171
أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن عبد الله المسبر بإصبهان، وأبو محمد
أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الرثاني بها، قالا: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن إبراهيم القفال، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد، أنبأنا أبو جعفر محمد
بن عبيد الله بن العلاء الكاتب، أنبأنا علي بن حرب، أنبأنا أبو معاوية الضرير،
أنبأنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة: عن ابن بريدة، عن أبيه قال: بعثنا النبي صلى الله
عليه وسلم في سرية فاستعمل علينا عليا، فلما جئناه سألنا كيف رأيتم صاحبكم؟ فإما
شكوته وإما شكاه غيري فرفعت رأسي - وكنت رجلا مكبابا - فإذا وجه رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد احمر وهو يقول: من كنت وليه فعلي وليه. كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن
محمد، وحدثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد عنه، أنبأنا أبو بكر الحبري. وأخبرنا
أبو الحسن علي بن عبيد الله بن أحمد بن علي البيهقي خطيب خسروجرد بها، أنبأنا
أبو عبد الرحمان طاهر بن محمد بن محمد الشحامي إملاء بنيسابور، أنبأنا الشيخ أبو
سعيد بن أبي عمرو الصيرفي قالا: أنبأنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة: عن
ابن بريدة، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية واستعمل
علينا عليا، فلما قدمنا قال: كيف رأيتم أميركم؟ قال: فإما شكوته أو شكاه غيري، قال:
وكنت رجلا مكبابا، قال: فرفعت رأسي وإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد احمر وجهه،
قال: فقال: من كنت وليه فعلي وليه. أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن
المذهب، أنبأنا أحمد ابن جعفر، أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا وكيع،
أنبأنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة: عن ابن بريدة، عن أبيه: أنه مر على مجلس وهم
يتناولون من علي، فوقف عليهم فقال: إنه قد كان في نفسي من علي شيء، وكان خالد بن
الوليد
ص 172
كذلك، فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية عليها علي، فأصبنا سبيا، فأخذ
علي جارية من الخمس لنفسه، فقال خالد بن الوليد دونك [يا بريدة] قال: فلما قدمنا
على النبي صلى الله عليه وسلم جعلت أحدثه بما كان، ثم قلت: إن عليا أخذ جارية من
الخمس قال وكنت رجلا مكبابا، قال: فرفعت رأسي فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد تغير! فقال: من كنت وليه فعلي وليه. أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ
على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا محمد بن
عبد الله بن نمير، أنبأنا وكيع، أنبأنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة: عن ابن بريدة، عن
أبيه: أنه مر على مجلس وهم ينالون من علي فوقف عليهم وقال: إنه كان في نفسي على علي
شيء، وكان خالد بن الوليد كذلك، فبعث النبي صلى الله عليه سلم سرية عليها علي
فأصبنا غنائم فأخذ علي جارية من الخمس لنفسه، فقال خالد بن الوليد: دونك [يا
بريدة]. فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت أحدثه بما كان، ثم قلت:
إن عليا أخذ لنفسه جارية من الخمس [قال:] وكنت رجلا مكبابا فرفعت رأسي فوجدت وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم متغيرا! وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه [وليه خ ].
أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين، أنبأنا أبو علي ابن المذهب، أنبأنا أحمد ابن جعفر،
أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا روح، أنبأنا علي بن سويد ابن منجوف: عن
عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا إلى خالد
بن الوليد ليقسم الخمس - وقال روح مرة: لقبض الخمس - قال: فأصبح علي ورأسه يقطر،
قال: فقال خالد لبريدة: ألا ترى ما يصنع هذا؟ قال [بريدة] فلما رجعت إلى النبي صلى
الله عليه وسلم أخبرته
ص 173
بما صنع علي، قال: وكنت أبغض عليا، قال: فقال يا بريدة ; أتبغض عليا؟ قال: فقلت:
نعم، قال: فلا تبغضه - [و] قال روح مرة: فأحبه - فإن له في الخمس أكثر من ذلك.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل، وأبو المظفر ابن القشيري، قالا: أنبأنا أبو
عثمان البحيري، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عمر بن محمد بن بهتة البزاز بالرصافة،
أنبأنا الحسين بن إسماعيل، أنبأنا يعقوب بن إبراهيم، أنبأنا روح، أنبأنا علي بن
سويد: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا
إلى خالد بن الوليد ليقبض [منه] الخمس، فأخذ منه جارية فأصبح ورأسه يقطر فقال خالد
لبريدة: أما ترى ما صنع هذا؟ قال [بريدة]: وكنت أبغض عليا، قال: فذكرت ذلك لرسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا بريدة أتبغض عليا؟ قال: قلت: نعم قال: فأحبه فإن
له في الخمس أكثر من ذلك. أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو منصور ابن
شكرويه، وأبو بكر السمسار، قالا: أنبأنا إبراهيم بن عبد الله أنبأنا الحسين بن
إسماعيل، أنبأنا أبو حاتم الرازي، أنبأنا الحسن بن عبد الله بن حرب، أنبأنا عمرو بن
عطية: حدثني عبد الله بن بريدة، أن أباه حدثه: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث
خالد بن الوليد، وعلي بن أبي طالب، فقال لهما: إن كان قتال فعلي عليكم. وإنه فتح
عليهم وذلك قبل اليمن، فأصابوا سبيا فانطلق علي إلى جارية حسناء ; وأخذها ليبعث بها
إلى رسول الله، فأتى عليه خالد بن الوليد [كذا] وقال: لا بل أنا أبعث بها إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم. فلما سمعه خالد ; انطلق فبعث بريدة إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال بريدة: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغسل رأسه، فنلت
من علي عنده [قال:] و[وكنا] إذا قعدنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نرفع
ص 174
أبصارنا إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه يا بريدة بعض قولك: قال
بريدة: فرفعت بصري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا وجهه يتغير! ; فلما رأيت
ذلك قلت: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، قال بريدة: والله لا أبغضه أبدا بعد
الذي رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين، أنبأنا
أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد ابن جعفر، أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي،
أنبأنا يحيى بن سعيد: أنبأنا عبد الجليل، قال: انتهيت إلى حلقة فيها أبو مجلز، وابن
بريدة فقال عبد الله بن بريدة: حدثني أبي بريدة قال: أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا
قط، قال: وأحببت رجلا من قريش لم أحبه إلا على بغض علي، قال: فبعث ذلك الرجل على
خيل فصحبته ; ما صحبته إلا على بغضه عليا، فأصبنا سبيا، قال: فكتب [ذلك الرجل] إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابعث إلينا من يخمسه. قال: فبعث إلينا عليا - وفي
الخمس وصيفة هي من أفضل السبي - فخمس وقسم فخرج ورأسه يقطر ; فقلنا: يا أبا الحسن
ما هذا؟ قال: ألم ترو إلى الوصيفة التي كانت في السبي؟ فإن قسمت وخمست فصارت في
الخمس، ثم صارت في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صارت في آل علي، فوقعت
بها. قال: فكتب الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ابعثني فبعثني مصدقا،
قال: فجعلت أقرأ الكتاب وأقول: صدق ; قال: فأمسك [رسول الله صلى الله عليه وسلم]
يدي والكتاب [و] قال: أتبغض عليا؟ قال: قلت: نعم. قال: فلا تبغضه وإن كنت تحبه
فازدد له حبا، فوالذي نفس محمد بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة. قال: فما
كان من الناس أحد بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من علي. قال عبد
الله: فوالذي لا إله غيره ما بيني وبين نبي الله صلى الله عليه
ص 175
وسلم في هذا الحديث غير أبي بريدة. أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنبأنا أبو
الفضل الرازي، أنبأنا جعفر ابن عبد الله، أنبأنا محمد بن هارون، أنبأنا محمد بن
إسحاق، أنبأنا محمد بن عبد الله، أنبأنا أبو الجواب أنبأنا يونس بن أبي إسحاق، عن
أبيه: عن البراء [بن عازب] قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشين على أحدهما
علي بن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد ; فقال: إذا كان قتال فعلي على الناس.
[قال: فذهبا] فافتتح علي حصنا فأخذ جارية لنفسه، فكتب خالد إلى [رسول الله صلى الله
عليه وسلم] فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب قال: ما تقول في رجل يحب
الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنبأنا
سعيد بن أحمد العيار، أنبأنا أبو الحسين الخفاف، أنبأنا أبو حامد بن الشرقي، أنبأنا
أبو الأزهر إملاء من أصله، أنبأنا أبو الجواب، أنبأنا يونس بن أبي إسحاق: عن البراء
بن عازب قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشين، وأمر على أحدهما علي بن أبي
طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد ; فقال: إذا كان قتال فعلي على الناس قال: ففتح
علي قصرا - وقال أبو الأزهر مرة: فافتتح علي حصنا - فأذ لنفسه جارية، فكتب معي خالد
بن الوليد بشيء به، فلما قرأ رسول الله الكتاب قال: ما تقول في رجل يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله. قال [البراء]: قلت: أعوذ بالله من غضب الله. أخبرنا أبو القاسم
ابن السمرقندي، وأبو البركات يحيى بن عبد الرحمان ابن حبيش، وأبو الحسن محمد بن
أحمد بن إبراهيم الدقيقي قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي،
أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد ابن عبد العزيز - إملاء -، أنبأنا أبو الربيع
الزهراني، أنبأنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك:
ص 176
عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين [قال:] إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: علي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. هذا مختصر من حديث: أخبرناه أبو
القاسم ابن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد
الله بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا عبد الرزاق، وعفان المعنى. وهذا حديث عبد الرزاق
قالا: أنبأنا جعفر بن [سليمان] حدثني يزيد الرشك: عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن
حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليهم علي بن أبي طالب ;
فأحدث شيئا في سفره، فتعاهد - قال عفان: فتعاقد - أربعة من أصحاب محمد صلى الله
عليه وسلم أن يذكروا أمره لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمران، وكنا إذا
قدمنا من سفرنا بدأنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمنا عليه، قال: فدخلوا عليه
فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا. فأعرض عنه. ثم قام الثاني
فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا. فأعرض عنه. ثم قام الثالث، فقال: يا
رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا. ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل
كذا وكذا. قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرابع - وقد تغير وجهه!
فقال: دعوا عليا، دعوا عليا، دعوا عليا! إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن
بعدي. [و] أخبرنا عاليا أبو المظفر ابن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا
أبو عمرو بن حداد. حيلولة: وأخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنبأنا إبراهيم بن منصور،
أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأنا أبو يعلى أنبأنا عبيد الله - هو ابن عمر،
أنبأنا جعفر - زاد ابن حمدان: - ابن سليمان - أنبأنا يزيد الرشك:
ص 177
عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية
واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، قال: فمضى علي - قال ابن المقرئ: في السرية - قال
عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر أو غزو أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل أن يأتوا رحالهم فأخبروه بمسيرهم قال: وأصاب علي جارية، قال: فتعاقد أربعة من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليخبرنه، قال: فقدمت السرية فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أحدهم فقال:
يا رسول الله قد أصاب علي جارية. فأعرض عنه. قال: ثم قام الثاني فقال: يا رسول
الله، وصنع علي كذا وكذا. فأعرض عنه. قال: قام الثالث فقال: يا رسول الله، وصنع علي
كذا وكذا. فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله، وصنع [علي] كذا وكذا. قال:
فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا الغضب يعرف في وجهه! فقال: ما تريدون من
علي ; علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي! وأخبرتنا به أم المجتبى العلوية،
قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى،
أنبأنا الحسن بن عمر بن شقيق الجرمي، أنبأنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك: عن
مطرف بن عبد الله الشخير، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
سرية واستعمل عليهم عليا، قال: فمضى علي في السرية ; فأصاب جارية. فأنكر عليه ذلك
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم [و] قالوا: إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدأوا برسول
الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ونظروا إليه، ثم ينصرفون إلى رحالهم،
ص 178
قال: فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقام أحد
الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟. فأعرض عنه. ثم قام آخر
منهم فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟. فأعرض عنه. ثم قام آخر
منهم فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟. فأعرض عنه. ثم قام آخر
منهم فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟. فأقبل إليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم - والغضب يعرف في وجهه فقال: ما تريدون من علي، ما تريدون من علي؟
إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي. قال: وأنبأنا أبو يعلى، أنبأنا المعلى
بن مهدي، أنبأنا جعفر بإسناده نحوه ولم أجده، وقد حفظته عنه. أنبأنا أبو علي
الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا يوسف بن الحسن، قالا: أنبأنا
أبو نعيم الحافظ، أنبأنا عبد الله بن جعفر، أنبأنا يونس بن حبيب، أنبأنا أبو داود
الطيالسي، أنبأنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس [قال:]. إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت ولي كل مؤمن بعدي. أخبرنا أبو الفتح
يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة، أنبأنا
خيثمة بن سليمان، أنبأنا أحمد بن حازم، أنبأنا عبيد الله ابن موسى، أنبأنا يوسف بن
صهيب، عن ركين، عن وهب بن حمزة قال: سافرت مع علي بن أبي طالب من المدينة إلى مكة ;
فرأيت منه جفوة، فقلت: لئن رجعت فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنالن منه،
قال:
ص 179
فرجعت فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عليا فنلت منه، فقال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم، لا تقولن هذا لعلي فإن عليا وليكم بعدي (1). ترجمة ابن عساكر
1 - الذهبي: الحافظ ابن عساكر، صاحب التاريخ الثمانين مجلدا، أبو القاسم علي بن
الحسين بن هبة الله الدمشقي، محدث الشام ثقة الدين... ساد أهل زمانه في الحديث
ورجاله، وبلغ في ذلك الذروة العليا، ومن تصفح تاريخه علم منزلة الرجل في الحفظ
(2). 2 - اليافعي: الفقيه الإمام المحدث، البارع الحافظ، المتقن الضابط، ذو العلم
الواسع، شيخ الإسلام ومحدث الشام، ناصر السنة وقامع البدعة، زين الحفاظ وبحر العلوم
الزاخر، الرئيس المقر له بالتقدم، العارف الماهر، ثقة الدين، الذي اشتهر في زمانه
بعلو شأنه، ولم ير مثله في أقرانه، الجامع بين المعقول والمنقول والمميز بين الصحيح
والمعلول. كان محدثا في زمانه حافظا دينا، جمع بين معرفة المتون والأسانيد، ساد أهل
زمانه في الحديث ورجاله. قال الحافظ الرئيس أبو المواهب: لم أر مثله ولا من اجتمع
فيه من لزوم طريقة واحدة منذ أربعين سنة. ذكره الإمام الحافظ ابن النجار في تاريخه
فقال: إمام المحدثين في وقته ومن انتهت إليه الرياسة في الحفظ والإتقان، والمعرفة
التامة والثقة وبه ختم هذا الشأن. وقال الحافظ عبد القاهر
(هامش)
(1) ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق ج 1 ص 365 - 385 الأحاديث: 458
- 491. (2) العبر 4 / 212. (*)
ص 180
الرهاوي: رأيت الحافظ السلفي، والحافظ أبا العلاء الهمداني، والحافظ أبا موسى
المديني، فما رأيت فيهم مثل ابن عساكر (1). وإن شئت المزيد فراجع: معجم الأدباء
13 / 73. ووفيات الأعيان 3 / 309. وطبقات السبكي 7 / 215. وطبقات الأسنوي 2 / 216.
وتتمة المختصر 2 / 132. وطبقات الحفاظ: 474. وغيرها. وقد ذكرنا ترجمته مفصلة في
(حديث الطير).
*(25)* رواية الصالحاني

وروى أبو حامد محمود الصالحاني خبر ابن عباس
والرهط، المشتمل على حديث الولاية، والمتقدم سابقا... رواه بإسناده إلى أبي يعلى...
كما رواه عنه السيد شهاب الدين أحمد وقال في آخره: رواه الصالحاني بإسناده إلى
الحافظ الإمام أبي يعلى الموصلي بإسناده وقال: هذا حديث حسن متين. ورواه الطبري
وقال: أخرجه أحمد بتمامه، وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات، وفي الأربعين الطوال،
وأخرج النسائي بعضه (2).
(هامش)
(1) مرآة الجنان 3 / 393. (2) توضيح الدلائل - مخطوط. (*)
ص 181
التعريف بالصالحاني والصالحاني كثيرا ما ينقل عنه الشهاب أحمد ويصفه بالأوصاف
الحميدة والألقاب الجليلة، مثل الإمام العالم الأديب الأريب المحلى بسجايا
المكارم، الملقب بين الأجلة الأئمة الأعلام بمحيي السنة وناصر الحديث ومجدد
الإسلام، العالم الرباني والعارف السبحاني الذي سافر ورحل وأدرك المشايخ، وسمع
وأسمع وصنف في كل فن، وروى عنه خلق كثير، وصحب بالعراق أبا موسى المديني الإمام ومن
في طبقته... . واعتمد على روايته ونص على تسننه العلامة سلامة الله الهندي في
كتابه (معركة الآراء). وله ترجمة في كتاب (شد الأزار) قال: الشيخ سعد الدين أبو
حامد محمود بن محمد الصالحاني الأديب، سافر الحجاز وأدرك مشايخ ذاك العهد وصحب في
العراق أبا موسى المديني ومن في طبقته، ثم سكن شيراز. وأسمع الحديث وصنف الكتب في
كل فن، وروى عنه خلق كثير، وعاش سبعين سنة ما تأذى أحد منه قط، وكان صاحب فراسة.
توفي في ربيع الأول سنة 612 وقبره عند قبر أبي السائب، رحمة الله عليهم (1).
*(26)* رواية أبي السعادات ابن الأثير

ورواه أبو السعادات المبارك بن محمد المعروف
بابن الأثير الجزري
(هامش)
(1) شد الأزار في حط الأوزار عن زوار المزار: 139. (*)
ص 182
الشافعي: عن عمران بن حصين. قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا
واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية فأصاب جارية، فأنكروا عليه، فتعاقد
أربعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إذا لقينا رسول الله أخبرناه
بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر إلى علي بن أبي
طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم -. ثم قام الثاني فقال
مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم قام إليه الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم قام
الرابع فقال مثل ما قالوا. فأقبل إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم، والغضب
يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي! ما تريدون من علي! ما تريدون من علي! إن
عليا مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي. أخرجه الترمذي (1). من مصادر ترجمة
ابن الأثير وهذه طائفة من مصادر ترجمة ابن الأثير صاحب جامع الأصول: 1 - الكامل في
التاريخ 12 / 120.
(هامش)
(1) جامع الأصول 8 / 652 652 رقم 6492. (*)
ص 183
2 - وفيات الأعيان 4 / 141. 3 - المختصر في أخبار البشر 3 / 118. 4 - العبر في خبر
من غبر 5 / 19. 5 - معجم الأدباء 6 / 238. 6 - طبقات السبكي 5 / 153. 7 - بغية
الوعاة 2 / 274. وقد ذكرنا ترجمته عن هذه وغيرها في (حديث الطير).
*(27)* رواية أبي
القاسم الرافعي

ورواه إمام الدين أبو القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني،
كما في (كنز العمال) و(مفتاح النجا) و(معارج العلى) و(القول المستحسن)... قال
المتقي الهندي: سألت الله - يا علي - فيك خمسا فمنعني واحدة وأعطاني أربعا، سألت
الله أن يجمع عليك أمتي فأبى علي، وأعطاني فيك أن أول من تنشق عنه الأرض يوم
القيامة أنا وأنت معي، معك لواء الحمد، وأنت تحمله بين يدي تسبق به الأولين
والآخرين، وأعطاني فيك أنك ولي المؤمنين بعدي. الخطيب، والرافعي، عن علي (1).
وهذا نص رواية الرافعي: إبراهيم بن محمد بن عبيد بن جهينة أبو إسحاق الشهرزوري..
ثنا عبيد الله سعيد بن كفير بن عفير، ثنا إبراهيم بن
(هامش)
(1) كنز العلماء 11 / 625 رقم 33047. (*)
ص 184
رشيد أبو إسحاق الهاشمي الخراساني، حدثني يحيى بن عبد الله بن حسين ابن حسن بن علي
بن أبي طالب، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: سألت الله - يا علي - فيك خمسا، فمنعني واحدة وأعطاني أربعا، سألت
الله أن يجمع عليك أمتي فأبى علي، وأعطاني فيك: أن أول من تنشق عنه الأرض يوم
القيامة أنا وأنت معي، معي لواء الحمد وأنت تحمله بين يدي، تسبق به الأولين
والآخرين. وأعطاني أنك أخي في الدنيا والآخرة. وأعطاني أن بيتي مقابل بيتك في
الجنة. وأعطاني أنك ولي المؤمنين بعدي (1). ترجمة الرافعي والرافعي إمام، فقيه،
محدث، رجالي... توجد ترجمته في: 1 - تهذيب الأسماء واللغات 2 / 264. 2 - طبقات
السبكي 8 / 281. 3 - النجوم الزاهرة 6 / 266. 4 - مرآة الجنان 4 / 56. 5 - العبر 5
/ 94. 6 - سير أعلام النبلاء 22 / 252 وهذه خلاصة ما قال: الرافعي، شيخ الشافعية،
عالم العجم والعرب، إمام الدين، كان من العلماء العاملين، يذكر عنه تعبد ونسك
وأحوال وتواضع، انتهت إليه معرفة المذهب.
(هامش)
(1) التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين 2 / 126. (*)
ص 185
قال ابن الصلاح: أظن أني لم أر في بلاد العجم مثله، كان ذا فنون، حسن السيرة جميل
الأمر. وقال أبو عبد الله محمد بن محمد الإسفراييني الصفار: هو شيخنا، إمام الدين،
ناصر السنة صدقا، أبو القاسم، كان أوحد عصره في الأصول والفروع، ومجتهد زمانه،
وفريد وقته في تفسير القرآن والمذهب، كان له مجلس للتفسير وتسميع الحديث بجامع
قزوين، صنف كثيرا، وكان زاهدا ورعا، سمع الكثير. قال الإمام النواوي: هو من
الصالحين المتمكنين، كانت له كرامات كثيرة ظاهرة. وقال ابن خلكان: توفي في ذي
القعدة سنة 623 . وستأتي ترجمته في قسم الدلالة أيضا.
*(28)* رواية أبي الحسن ابن
الأثير

ورواه عز الدين أبو الحسن ابن الأثير صاحب أسد الغابة، بترجمة مولانا أمير
المؤمنين عليه السلام حيث قال: أنبأنا إبراهيم بن محمد وغير واحد، بإسنادهم إلى
أبي عيسى الترمذي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن يزيد الرشك،
عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله... فأقبل إليهم رسول
الله - صلى الله عليه وسلم، والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ ما
تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن
ص 186
عليا مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي (1). فهو يرويه في سياق فضائل أمير
المؤمنين عليه السلام، وعن مشايخه، بأسانيدهم إلى الترمذي... وتلك شواهد على صحة
الحديث وثبوته عنده واعتنائه به... من مصادر ترجمة ابن الأثير وصاحب (أسد الغابة)
من أكابر الحفاظ المعتمدين... وتوجد ترجمته في كلمات كبار العلماء، في المصادر
المعتمدة مثل: وفيات الأعيان 3 / 348. وتذكرة الحفاظ 4 / 1399. وطبقات السبكي 5 /
127. وطبقات الحفاظ؟؟؟؟؟؟؟. والعبر 5 / 120. والمختصر 3 / 161. وقد أوردنا ترجمته
بالتفصيل في حديث الطير. كلمات في مدح أسد الغابة وكتاب (أسد الغابة في معرفة
الصحابة) من الكتب المعتمدة المقبولة: قال ابن قاضي شهبة: صنف كتابا حافلا في
معرفة الصحابة، جمع فيه بين: كتاب ابن مندة، وكتاب أبي نعيم، وكتاب ابن عبد البر،
وكتاب أبي
(هامش)
(1) أسد الغابة 3 / 604. (*)
ص 187
موسى في ذلك، وزاد وأفاد، وسماه أسد الغابة في معرفة الصحابة (1). وقال ابن
الوزير: وهو أجمع كتاب في هذا المعنى (2). وقال كاشف الظنون: واستدرك ما فات
على من تقدمه، وبين أوهامهم قاله الذهبي في تجريد أسماء الصحابة، وهو مختصر أسد
الغابة (3).
*(29)* رواية أبي الربيع ابن سبع الكلاعي

ورواه أبي الربيع سليمان بن
موسى الكلاعي البلنسي المعروف بابن سبع، في كتابه (شفاء الصدور) (4) عن بريدة بن
الحصيب، كما جاء في (أسنى المطالب للوصابي اليمني) حيث قال: وعنه في رواية أخرى:
إن خالد بن الوليد قال: إغتنمها يا بريدة فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ما
صنع. فقدمت ودخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم - في منزل، وناس من أصحابه
على بابه، فقال: ما الخبر يا بريدة؟ فقلت: خيرا، فتح الله على المسلمين، فقالوا: ما
أقدمك؟ فقلت: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
قالوا: فأخبر النبي فإنه يسقط من عينه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمع
الكلام، فخرج مغضبا فقال: ما بال القوم ينتقصون عليا؟! من أبغض عليا فقد أبغضني،
ومن
(هامش)
(1) طبقات الشافعية 2 / 81. (2) الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم. (3) كشف
الظنون 1 / 82. (4) أسنى المطالب - مخطوط. (*)
ص 188
فارق عليا فقد فارقني، إن عليا مني وأنا منه، خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم
وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. يا بريدة، أما علمت: أن
لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وأنه وليكم بعدي؟ أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار،
وابن أسبوع الأندلسي في الشفا . ترجمة ابن سبع الكلاعي وأبو الربيع الكلاعي من
أكابر الحفاظ الثقات: 1 - الذهبي: الكلاعي، الإمام العالم، الحافظ البارع، محدث
الأندلس وبليغها أبو الربيع... كان إماما في صناعة الحديث، بصيرا به، حافظا حافلا،
عارفا بالجرح والتعديل، ذاكرا للمواليد والوفيات، يتقدم أهل زمانه في ذلك، وفي حفظ
أسماء الرجال خصوصا من تأخر زمانه (1). 2 - وقال: أبو الربيع الكلاعي، سليمان بن
سالم البلنسي، الحافظ الكبير، صاحب التصانيف وبقية أعلام الأثر بالأندلس... (2).
3 - وقال: الإمام العلامة، الحافظ المجود، الأديب البليغ، شيخ الحديث والبلاغة
بالأندلس، وكان من كبار أئمة الحديث... (3). 4 - اليافعي: الحافظ، أبو الربيع
الكلاعي، سليمان بن موسى البلنسي، صاحب التصانيف، وبقية أعلام الأثر في الأندلس.
قال الأبار:
(هامش)
(1) تذكرة الحفاظ 4 / 1417. (2) العبر 5 / 137. (3) سير أعلام النبلاء 23 / 134.
(*)
ص 189
وكان قد فاق وتقدم على أقرانه، عارفا بالجرح والتعديل، ذاكرا للمواليد والوفيات، لا
نظير له في الاتقان والضبط... (1). 5 - السيوطي: أبو الربيع، الإمام الحافظ
البارع، محدث الأندلس وبليغها سليمان بن موسى... وكان إماما في صناعة الحديث، بصيرا
به، حافظا عارفا... (2). 6 - محمد بن يوسف الشامي: أو أبا الربيع، فالثقة الثبت
سليمان ابن سالم الكلاعي (3). 7 - المقري: وكانت وقعة اينجة التي قتل فيها
الحافظ أبو الربيع الكلاعي رحمه الله تعالى يوم الخميس لعشر بقين من ذي الحجة سنة
634، ولم يزل رحمه الله تعالى متقدما أمام الصفوف زحفا إلى الكفار مقبلا على
العدو... وكان رحمه الله تعالى حافظا للحديث، مبرزا في نقده، تام المعرفة بطرقه،
ضابطا لأحكام أسانيده، ذاكرا لرجاله... (4).
*(30)* رواية ضياء المقدسي

ورواه
ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي في كتاب (المختارة) كما جاء في
(أسنى المطالب للوصابي): عن ابن عباس - رضي الله عنه - إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم - قال لبريدة: إن عليا
(هامش)
(1) مرآة الجنان حوادث: 634. (2) طبقات الحفاظ: 500. (3) سبل الهدى والرشاد. مقدمة
الكتاب 1 / 4. (4) نفح الطيب 6 / 263. (*)
ص 190
وليكم بعدي فأحب عليا فإنه يفعل ما يؤمر به. أخرجه الحاكم في المستدرك والضياء في
المختارة (1). كتاب المختارة للضياء ورواية الضياء المقدسي هذا الحديث الشريف في
كتابه (المختارة) من أقوى الأدلة على صحته وثبوته، ومن أمتن الحجج على رد أهل
العناد والمكابرة، وقطع ألسنتهم ودحض أباطيلهم... ذلك، لأن الضياء قد التزم في
كتابه هذا بالصحة، وأذعن بذلك المحققون ووافقوه على صحة أخباره، حتى جعل بعضهم
تصحيحه أعلى من تصحيح الحاكم، ورجح كتابه على المستدرك. قال كاشف الظنون:
المختارة في الحديث، للحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي،
المتوفى سنة 643. التزم فيه الصحة، فصحح فيه أحاديث لم يسبق إلى تصحيحها. قال ابن
كثير: وهذا الكتاب لم يتم، وكان بعض الحفاظ من مشايخنا يرجحه على مستدرك الحاكم.
كذا في الشذا الفياح (2). وقال الشيخ حسن زمان في القول المستحسن: قال الشيخ
الكردي في الأمم: هي الأحاديث التي يصلح أن يحتج بها، سوى ما في الصحيحين وقالوا:
كتابه أحسن من مستدرك الحاكم. وقال الزركشي في تخريج أحاديث الرافعي: إن تصحيحه
أعلى من
(هامش)
(1) أسنى المطالب للوصابي - مخطوط. (2) كشف الظنون 2 / 1624 - 1625. (*)
ص 191
تصحيح الحاكم، وإنه قريب من تصحيح الترمذي وابن حبان. ووافقه ابن حجر والسخاوي.
والسيوطي أشرك صحيحه بالصحيحين في إطلاق اسم الصحة على جميع ما فيه. وممن يعتمده:
الحافظ المزي، والمنذري، وعماد الدين ابن كثير، في كثيرين . ترجمة الضياء المقدسي
وقد أطنب القوم وأطالوا في الثناء على الضياء المقدسي ومدحه وإطرائه: 1 - الذهبي:
الضياء الإمام العالم الحافظ الحجة، محدث الشام شيخ السنة. سمع ما لا يوصف كثرة،
وحصل أصولا كثيرة، ونسخ وصنف ولين وجرح وعدل، وكان المرجوع إليه في هذا الشأن. قال
تلميذه عمر بن الحاجب: شيخنا أبو عبد الله، شيخ وقته ونسيج وحده، علما وحفظا، وثقة
ودينا، من العلماء الربانيين، وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي، كان شديد التحري في
الرواية، مجتهدا في العبادات، كثير الذكر، منقطعا متواضعا سهل العارية. رأيت جماعة
من المحدثين ذكروه فأطنبوا في حقه ومدحوه بالحفظ والزهد. سألت الزكي البرزالي عنه
فقال: ثقة جليل حافظ دين. قال ابن النجار: حافظ متقن حجة، عالم بالرجال، ورع تقي،
ما رأيت مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته. (*)
ص 192
وقال الشريف ابن النابلسي: ما رأيت مثل شيخنا الضياء... (1). 2 - الذهبي أيضا:
والشيخ الضياء الحافظ أحد الأعلام... أفنى عمره في هذا الشأن، مع الدين والورع،
والفضيلة التامة، والثقة والإتقان، انتفع الناس بتصانيفه والمحدثون بكتبه، فالله
يرحمه ويرضى عنه (2). 3 - الذهبي أيضا: الشيخ الإمام الحافظ، القدوة، المحقق،
المجود، بقية السلف... حصل الأصول الكثيرة، وجرح وعدل، وصحح وعلل، وقيد وأهمل، مع
الديانة والأمانة، والتقوى والصيانة، والورع والتواضع، والصدق والإخلاص، وصحة
النقل، ومن تصانيفه المشهورة... (3). ومن مصادر ترجمته: الوافي بالوفيات 4 / 65.
والبداية والنهاية 13 / 169. والنجوم الزاهرة 6 / 354. وشذرات الذهب 5 / 224.
وطبقات الحفاظ؟؟؟؟؟؟؟.
*(31)* رواية محمد بن طلحة

ورواه أبو سالم محمد بن طلحة
القرشي الشافعي، مصححا إياه ومحتجا به... وهذه عبارته: إعلم - أظهرك الله بنوره
على أسرار التنزيل،
(هامش)
(1) تذكرة الحفاظ 4 / 1405. (2) العبر 5 / 179. (3) سير أعلام النبلاء 23 / 126.
(*)
ص 193
ومنحك بلطفه تبصرة تهديك إلى سواء السبيل -: أنه لما كان من محامل لفظة المولى
الناصر، كان معنى الحديث: من كنت ناصره فعلي ناصره. فيكون النبي قد وصف عليا بكونه
ناصرا لكل من كان النبي ناصره، فإنه ذكر ذلك بصيغة العموم. وإنما أثبت النبي - صلى
الله عليه وسلم - هذه الصفة - وهي صفة الناصرية لعلي - لما أثبتها الله عز وجل
لعلي، فإنه نقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي يرفعه بسنده في تفسيره إلى أسماء بنت عميس
قالت: لما نزل قوله تعالى: *(وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وصالح المؤمنين)*
سمعت رسول الله يقول: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب. فلما أخبر الله فيما أنزله
على رسوله أن ناصره هو الله وجبرئيل وعلي، ثبتت صفة الناصرية لعلي، فأثبته النبي
اقتداء بالقرآن الكريم في إثبات هذه الصفة له. ثم وصفه بما هو من لوازم ذلك بصريح
قوله - فيما رواه الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده -: إن عليا دخل فقال: مرحبا بسيد
المسلمين وإمام المتقين. فسيادة المسلمين وإمامة المتقين لما كانت من صفات نفسه وقد
عبر الله تعالى عن نفس علي بنفسه، وصفه بما هو من صفاتها، فافهم ذلك. ثم لم يزل
يخصه بعد ذلك بخصائص من صفاته، نظرا إلى ما ذكرنا. حتى روى الحافظ أيضا في حليته
بسنده عن أنس بن مالك قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي برزة - وأنا
أسمع -: يا أبا برزة، إن الله عهد إلي في علي بن أبي طالب أنه راية الهدى ومنار
الإيمان، وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني. يا أبا برزة، علي بن أبي طالب أميني
غدا في القيامة، وصحاب رايتي في القيامة، وأميني على مفاتيح خزائن رحمة ربي،
ص 194
وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه أحبني ومن أبغضه أبغضني، فبشره بذلك.
فإذا وضح لك هذا المستند، ظهرت حكمة تخصيصه عليا بكثير من الصفات دون غيره، وفي ذلك
فليتنافس المتنافسون. وقد روى الأئمة الثقات: البخاري، ومسلم، والترمذي، في صحاحهم
بأسانيدهم، أحاديث اتفقوا عليها، وزاد بعضهم على بعض بألفاظ أخرى، والجميع صحيح:
فمنها: عن سعد بن أبي وقاص قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف عليا في
غزوة تبوك على أهله، فقال: يا رسول الله، تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. قال ابن المسيب:
أخبرني بهذا عامر بن سعد، عن أبيه. فأحببت أن أشافه سعدا، فلقيته فقلت له: أنت
سمعته من رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ فوضع أصبعيه على أذنيه وقال: نعم، وإلا
استكتا. وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وروى مسلم والترمذي
بسنديهما: إن معاوية بن أبي سفيان أمر سعد ابن أبي وقاص قال: ما منعك أن تسب أبا
تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه،
لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول له - وخلفه في بعض مغازيه فقال -: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
إلا أنه لا
ص 195
نبي بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه
الله ورسوله. فتطاولنا إليها فقال: ادعوا لي عليا، فأتي به أرمد، فبصق في عينيه
ودفع إليه الراية، ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية: *(ندع أبنائنا وأبنائكم
ونسائنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم)* دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة
وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. ونقل الترمذي بسنده على عمران بن حصين قال:
بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب...
فأقبل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون
من علي! إن عليا مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي... (1). فقد رأيت كيف يذكر
ابن طلحة هذا الحديث في معرض الاستدلال والاحتجاج إلى جنب أحاديث أخرى ويقول:
والجميع صحيح ؟ من مصادر ترجمة ابن طلحة وابن طلحة يعد من كبار فقهاء الشافعية
ومحدثيهم، وقد ذكروه وأثنوا عليه في غير واحد من كتبهم. فراجع منها: مرآة الجنان.
والعبر 5 / 213. وطبقات السبكي 8 / 63.
(هامش)
(1) مطالب السؤول في مناقب آل رسول: 46 - 48. (*)
ص 196
وطبقات ابن قاضي شهبة؟؟؟؟؟. والبداية والنهاية 13 / 186. والنجوم الزاهرة 7 / 33.
والوافي بالوفيات 3 / 176.
*(32)* رواية الكنجي الشافعي

ورواه أبو عبد الله محمد بن
يوسف الكنجي الشافعي، بأسانيده في غير موضع من كتابه، حيث قال: الباب التاسع عشر:
في غضب النبي - صلى الله عليه وسلم - لمخالفة حكم علي - رضي الله عنه -: أخبرنا
أحمد بن شمذويه الصريفيني بها وأحمد بن محمد بن سيد الأواني بها، قالا: أخبرنا عمر
الدينوري، أخبرنا الكروخي، أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي وغيره، أخبرنا
الجراحي، أخبرنا المحبوبي، أخبرنا أبو عيسى الحافظ، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا
جعفر بن سليمان الضبعي، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال:
بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا، واستعمل عليهم عليا... فأقبل عليهم
رسول الله صلى الله عليه سلم - والغضب يعرف في وجهه - ثم قال: ما تريدون من علي؟ ما
تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن من بعدي،
فلا تخالفوه في حكمه. رواه أبو عيسى الحافظ كما أخرجناه.
ص 197
وأخبرتني - كتابة - عجيبة بنت الحافظ أعلى من هذا السند، غير أن أصل سماعي منها لم
يحضرني وقت الإملاء. وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مناقب علي عليه السلام، عن عبد
الرزاق وعفان، عن جعفر بن سليمان، غير أن في حديث عبد الرزاق: فأقبل رسول الله صلى
الله عليه وآله سلم على الرابع - وقد تغير وجهه - فقال: دعوا عليا، دعوا عليا، دعوا
عليا، إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. الباقي سواء (1). وقال الكنجي:
روى إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل في مسنده قصة نوم علي على فراش رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - في حديث طويل. وتابعه الحافظ محدث الشام في كتابه المسمى
بالأربعين الطوال. فأما حديث الإمام أحمد، فأخبرنا: قاضي القضاة حجة الإسلام أبو
الفضل يحيى ابن قاضي القضاة أبي المعالي محمد بن علي القرشي قال: أخبرنا حنبل بن
عبد الله المكبر، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين، أخبرنا أبو علي الحسن بن
المذهب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل،
حدثنا أبي. وأما الحديث الذي في الأربعين الطوال فأخبرنا به: القاضي العلامة مفتي
الشام، أبو نصر محمد بن هبة الله ابن قاضي القضاة شرقا وغربا أبي نصر محمد بن هبة
الله بن محمد بن جميل الشيرازي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن،
أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أخبرنا أبو علي
الحسن بن علي بن محمد التميمي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي،
حدثنا عبد الله بن
(هامش)
(1) كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: 113. (*)
ص 198
أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي. حدثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، حدثنا أبو
بلج، حدثنا عمرو ابن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط... هكذا
رويته من مسند الإمام أحمد. وهذا حديث بطوله وإن لم يخرج في الصحيحين بهذا السياق
لكن أكثر ألفاظه متفق على صحتها. ورواه الإمام أبو عبد الرحمن النسائي في خصائص
علي، عن محمد ابن المثنى، عن يحيى بن حماد، بطوله كما أخرجناه سواء (1). ترجمة
الكنجي وأبو عبد الله فخر الدين محمد بن يوسف الكنجي، إمام، محدث فقيه، متكلم،
أديب... كما وصفه أرباب التواريخ والتراجم... فلاحظ. 1 - تذكرة الحفاظ 4 / 1441. 2
- الذيل على الروضتين: 208. 3 - ذيل مرآة الزمان 1 / 360. 4 - البداية والنهاية 13
/ 221. 5 - النجوم الزاهرة 6 / 80. 6 - الوافي بالوفيات 5 / 254. 7 - كشف الظنون
263، 1497، 1844. غير أن القوم نقموا عليه ميله إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام،
وقد كان هذا هو السبب المهم في استشهاده في وسط جامع دمشق - حيث
(هامش)
(1) كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: 241 - 244. (*)
ص 199
كان يملي كتابه في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام - على يد النواصب بصورة
شنيعة... وقد جاء هذا في جميع تراجمه، نكتفي بكلام واحد، وهو الصفدي: الفخر
الكنجي - محمد بن يوسف بن محمد بن الفخر الكنجي، نزيل دمشق، عني بالحديث، وسمع ورحل
وحصل. كان إماما محدثا، لكنه كان يميل إلى الرفض، جمع كتبا في التشيع، وداخل
التتار، فانتدب له من تأذى منه، فبقر جنبه بالجامع في سنة 658. وله شعر يدل على
تشيعه وهو: - وكان علي أرمد العين يبتغي * دواء فلما لم يحس مداويا - - شفاه رسول
الله منه بتفلة * فبورك مرقيا وبورك راقيا - - وقال سأعطي الراية اليوم فارسا *
كميا شجاعا في الحروب محاميا - - يحب الإله والإله يحبه * به يفتح الله الحصون كما
هيا - - فخص بها دون البرية كلها * عليا وسماه الوصي المؤاخيا .
*(33)* رواية محب
الدين الطبري

ورواه أبو العباس أحمد بن عبد الله الطبري في كتابيه غير مرة: ففي
(الرياض النضرة) في مناقب أمير المؤمنين: عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - سرية واستعملها عليا. قال: فمضى على السرية فأصاب جارية
فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: إذا
لقينا رسول الله أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدأوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلموا عليه ثم انصرفوا
ص 200
إلى رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول
الله، ألم تر إن عليا صنع كذا وكذا، فأعرض عنه. ثم قام الثاني فقال مثل مقالته،
فأعرض عنه. ثم قام الثالث، فقال مثل مقالته فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال مثل ما
قالوا. فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما
تريدون من علي - ثلاثا -؟ إن عليا مني وأنا منه، وإنه ولي كل مؤمن بعدي. خرجه
الترمذي - وقال: حسن غريب - وأبو حاتم. وخرجه أحمد وقال فيه: فأقبل رسول الله صلى
الله عليه وسلم على الرابع - وقد تغير وجهه - فقال: دعوا عليا، علي مني وأنا منه
وهو ولي كل مؤمن بعدي (1). وفيه: عن بريدة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - سرية، وأمر عليها رجلا وأنا فيها، فأصبنا سبيا، فكتب الرجل إلى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ابعث لنا من يخمسه. قال: فبعث عليا وفي السبي وصيفة وهي أفضل
السبي. قال: فخمس وقسم. قال: فخرج ورأسه يقطر. قلنا: يا أبا الحسن ما هذا؟ قال: ألم
تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي، فإني قسمت وخمست فصارت في الخمس، ثم صارت في
أهل بيت النبي، ثم صارت في آل علي. فكتب الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(هامش)
(1) الرياض النضرة في مناقب العشرة: 3 / 129. (*)
ص 201
فقلت: ابعثني مصدقا. قال: فجعلت أقرأ الكتاب وأقول: صدق. فأمسك يدي والكتاب وقال:
تبغض عليا؟! قلت: نعم. قال: فلا تبغضه، وإن كنت تحبه فازدد له حبا، فوالذي نفسي
بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة. قال: فما كان من الناس أحد بعد رسول
الله أحب إلي من علي. وفي رواية: فلما أتيت النبي دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت
الغضب في وجهه. فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن
أطيعه، ففعلت ما أمرت. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقع في علي فإنه
مني وأنا منه وهو وليكم بعدي. خرجهما أحمد (1). وفي (ذخائر العقبى): ذكر أنه من
النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه ولي كل مؤمن بعده... عن عمران بن حصين... عن عمرو
بن ميمون قال: إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه... (2) إلى آخر الحديث بطوله كما
تقدم في رواية أحمد والحاكم وغيرهما... فلا نكرر. ترجمة المحب الطبري والمحب الطبري
فقيه، محدث، كبير، كان شيخ الحرم في عصره،
(هامش)
(1) الرياض النضرة في مناقب العشرة 3 / 129 - 130. (2) ذخائر العقبى في مناقب ذوي
القربى: 86. (*)
ص 202
فلاحظ. 1 - تذكرة الحفاظ 4 / 255. 2 - النجوم الزاهرة 8 / 74. 3 - مرآة الجنان 4 /
224. 4 - طبقات السبكي 5 / 8. 5 - شذرات الذهب 5 / 425. 6 - البداية والنهاية 13 /
340. 7 - طبقات الحفاظ: 514، قال: المحب الطبري، الإمام المحدث فقيه الحرم، أبو
العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر المكي الشافعي... وكان إماما، زاهدا
صالحا، كبير الشأن. مات في جمادى الآخرة، سنة 694 .
*(34)* رواية صدر الدين الحمويني الجويني

ورواه صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد الحمويني الجويني،
بسنده قائلا: أخبرني الشيخ الإمام نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني - بقراءتي
عليه بإسفراين في أواخر شهر جمادى الأخرى سنة 675 - بروايته عن والدي شيخ شيوخ
الإسلام سلطان الأولياء سعد الحق والدين، قدوة الواصلين والعارفين محمد بن أبي بكر
الحموئي - تغمده الله بغفرانه، إجازة - بروايته عن شيخ شيوخ الإسلام نجم الحق
والدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الصوفي الخيوقي المعروف بكبرى -
رضوان الله عليه، إجازة إن لم يكن سماعا - قال: أنبأنا محمد بن عمر بن
ص 203
علي الطوسي - بقراءتي بنيسابور - قال: أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل
السقائي، أنبأنا أبو سعيد محمد بن طلحة الجنابذي قال: حدثنا الإمام أبو بكر أحمد بن
محمد المفتي، نبأ ابن شاهين، نبأ أبو القاسم البغوي، حدثنا أبو الربيع الزهراني،
حدثنا جعفر بن سليمان، نبأ يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين: إن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: علي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي
(1). من مصادر ترجمة الحمويني وهذه عدة من مصادر ترجمة الحمويني: 1 - تذكرة الحفاظ
4 / 1505. 2 - المعجم المختص 3 - طبقات الأسنوي 1 / 217 قال: الصدر الحموي، صدر
الدين إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيد، المعروف بالحموي، نسبة إلى مدينة حماة،
لأن جده كان من أبناء ملوكها. كان المذكور إماما في علوم الحديث والفقه، كثير
الأسفار في طلب العلم، طويل المراجعة، مشهورا بالولاية هو وأبوه، سكن بقرية من قرى
نيسابور، وتوفي بها حوالي السبعمائة .
(هامش)
(1) فرائد السمطين في مناقب المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين: 1 / 56. (*)