نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الخامس عشر

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الخامس عشر

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 204

*(35)* كلام شمس الدين الذهبي

 وذكر شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي رواية جعفر بن سليمان، ثم نقل عن ابن عدي تصحيح النسائي الحديث، ولم يتعقبه بشيء! وهذا نص العبارة: جعفر بن سليمان، ثنا يزيد الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية استعمل عليها عليا. الحديث. وفيه: ما تريدون من علي؟! علي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. قال ابن عدي: أدخله النسائي في صحاحه (1). وقال الذهبي بترجمة أمير المؤمنين عليه السلام في سياق مناقبه: وقال جعفر بن سليمان الضبعي: ثنا يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم عليا، وكان المسلمون إذا قدموا من سفر أو غزوا أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتوا رحالهم، فأخبروا بمسيرهم، فأصاب علي جارية، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنخبرنه، قال: فقدمت السرية فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بمسيرهم. فقام إليه أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، قد أصاب

(هامش)

(1) ميزان الاعتدال - ترجمة جعفر بن سليمان 1 / 410. (*)

ص 205

علي جارية فأعرض عنه. ثم قام الثاني فقال: صنع كذا وكذا، فأعرض عنه. ثم الثالث كذلك، ثم الرابع. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم مغضبا فقال: ما تريدون من علي! علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي. أخرجه أحمد في المسند، والترمذي وحسنه، والنسائي (1). فيا للعجب! هذا الذهبي الموسوم بالتحامل والاعتداء على فضائل أهل بيت الاصطفاء، يثبت حتما وجزما رواية جعفر هذا الحديث، وابن عدي المفرط في الجرح والإزراء يعترف بأن النسائي أدخله في الصحاح بلا امتراء، ولم يتمكنا من التفوه بحرف في التعقب على التصحيح، فضلا عن التوهين والتضعيف غير النجيح، ومع ذلك تعدى المخاطب (الدهلوي) طور ابن عدي، وذهب عريضا في خلاف الذهبي، بلا اكتراث من مؤاخذة أرباب النقد والكمال والجهابذة الأقيال!! ترجمة الذهبي والذهبي من علمائهم المعتمدين في الحديث والتاريخ والرجال، وعلى مصنفاته في هذه معولهم... فلاحظ تراجمه في: 1 - البدر الطالع 2 / 110. 2 - شذرات الذهب 6 / 153. 3 - طبقات السبكي 5 / 216. 4 - طبقات القراء 2 / 71.

(هامش)

(1) تاريخ الإسلام 3 / 630. (*)

ص 206

5 - الوافي بالوفيات 2 / 163. 6 - النجوم الزاهرة 10 / 182. 7 - الدرر الكامنة 4 / 236. 8 - طبقات الحفاظ: 521. قال ما ملخصه: الذهبي، الإمام، الحافظ، محدث العصر وخاتمة الحفاظ، ومؤرخ الإسلام، وفرد الدهر، والقائم بأعباء هذه الصناعة، ولد سنة 673 وطلب الحديث وله 18 سنة، فسمع الكثير، ورحل، وعني بهذا الشأن وتعب فيه، وخدمه، إلى أن رسخت فيه قدمه، وتلا بالسبع وأذعن له الناس. وحكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر أنه قال: شربت ماء زمزم لأصل إلى مراتب الذهبي في الحفظ. والذي أقوله: إن المحدثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي، والذهبي، والعراقي، وابن حجر. توفي سنة 748 .

 *(36)* رواية الزرندي

 ورواه محمد بن يوسف الزرندي في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام قال: عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: علي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي (1).

(هامش)

(1) نظم درر السمطين في مناقب المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين: 98. (*)

ص 207

عن علي - رضي الله عنه - قال قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألت الله فيك خمسا، فمنعني واحدة وأعطاني فيك أربعا، سألته أن يجمع عليك أمتي فأبى علي. وأعطاني أني أول من تنشق عنه الأرض وأنت معي، ولواء الحمد تحمله، تسبقه الأولين والآخرين. وأعطاني أنك أخي في الدنيا والآخرة، وأعطاني أن بيتك مقابل بيتي في الجنة، وأنك ولي المؤمنين بعدي (1). روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل من قبل أن يخلق آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله عز وجل آدم عليه السلام سلك ذلك النور في صلبه، ولم يزل الله عز وجل ينقله من صلب إلى صلب، حتى أقره في صلب عبد المطلب، ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين، قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب. فعلي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي (2). ترجمة الزرندي ترجم له الحافظ ابن حجر في أعيان القرن الثامن (3). والشيرازي في تاريخ شيراز وعلمائها (4). وعنهما صاحب معجم المؤلفين إذ قال: محمد بن يوسف بن

(هامش)

(1) نفس المصدر: 119. (2) معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول - مخطوط. (3) الدرر الكامنة 4 / 295. (4) شد الأزار: 411. (*)

ص 208

الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن الزرندي، المدني، الأنصاري، الحنفي، شمس الدين، محدث، مسند، راوية، فقيه، ناظم، حدث بحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وقدم شيراز فدرس ونشر الحديث، وولي بها القضاء، وتوفي بها. من آثاره: بغيه المرتاح إلى طلب الأرباح، مولد النبي، نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين، ومعارج الوصول إلى معرفة آل الرسول وأرخ وفاته بسنة 747 (1). وكتبه المذكورة أصبحت من مصادر الحديث المعتمدة لدى المتأخرين عنه.

 *(37)* رواية الكازروني

 ورواه سعد الدين محمد بن مسعود الكازروني مرسلا إرسال المسلم في كلام له في مدح مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، أورده السيد شهاب الدين أحمد، حيث قال: قال الشيخ الإمام الرحلة، الذي لم يزل في عبادة الله تعالى في السكون والرحلة، سعيد الحق والدين، محمد بن مسعود بن محمد الكازروني في كتابه نصاب النقاب، أحسن الله تعالى إليه في المآب: النافذ في مسالك الصواب وبيانه: أنت مع الحق والحق معك، الآخذ بممالك الثواب وبرهانه: طوبى لمن اتبعك، المريد الصادق في طريقة

(هامش)

(1) معجم المؤلفين 12 / 124. (*)

ص 209

مناجاة *(فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)* البريد السابق في حقيقة نجاة: أنا أول من آمن به وصدقه، الفائز بسعادات: إنه لأول من آمن من أصحابي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما، المتماسك في جادة وفاء: أنت الوافي بعهدي، المتمالك في مادة صفاء: إنك تبلغ سؤالاتي من بعدي، الوالي بعلاية: أنت ولي كل مؤمن بعدي، المشرف بتشريف: من احب عليا فقد أحبني، المحمود بلطيفة: من سب عليا فقد سبني، أول أربعة: إن الجنة تشتاق إلى أربعة طوبى لمن اتبعه، القوي في المعارك حتى كان يقول أصحابه: هو يحفظنا ويقينا، البصير في المدارك حتى قال: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا، المخصوص بعناية: إنه حامل رايتي يوم القيامة، المنصوص بهداية: ما بعثته في سرية إلا وقد رأيت ملكا أمامه، المشغول بعارفة: أنا قسيم الجنة والنار، المشمول بعاطفة: اللهم أدر الحق معه حيث دار، المبشر ببشارة: لو أحبه أهل الأرض جميعا لما خلق الله النار، المعظم بفضيلة: من كنت مولاه فعلي مولاه، المتفرع من دوحة *(الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس)* المتفرد بدولة: يا فاطمة بعلك ما يقاس به أحد من الناس، المكرم بقربه: علي مني بمنزلة الرأس، الذي ارتضاه الله تعالى وليا وكان له لسان صدق عليا. فرضوان الله تعالى عليه وعلى ذريته الطيبين أجمعين (1). ترجمة الكازروني والسعيد الكازروني ذكره العسقلاني في أعيان القرن الثامن فنقل عن

(هامش)

(1) توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل - مخطوط. (*)

ص 210

ابن الجزري قوله: كان سعيد الدين محدثا فاضلا، سمع الكثير، وأجاز له المزي وبنت الكمال وجماعة، وخرج المسلسل وألف المولد النبوي فأجاد. ومات في أواخر جمادى الآخرة سنة 758 (1). وتوجد ترجمته في: كفاية المتطلع لتاج الدين الدهان، حيث ذكر الطريق إلى (شرح المشارق) للكازروني. وشد الأزار: 61 - 64. ومعجم المؤلفين 12 / 20.

 *(38)* رواية السيد علي الهمداني

 ورواه السيد علي الهمداني في كتابه (المودة في القربى): عن ابن عمر قال: كنا نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فالتفت إلينا فقال: يا أيها الناس، هذا وليكم بعدي في الدنيا والآخرة فاحفظوه. يعني عليا (2). ترجمة السيد الهمداني وقد ذكر السيد علي الهمداني بكل تبجيل في كتب مشايخ الصوفية مثل: (نفحات الأنس من حضرات القدس) لعبد الرحمن الجامي، وفي

(هامش)

(1) الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 4 / 256. (2) المودة في القربى: راجع ينابيع المودة: 306. (*)

ص 211

الكتب المؤلفة في فقهاء الحنفية مثل (كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار) للكفوي، وفي كتب الإجازات والأسانيد مثل (السمط المجيد) للقشاشي، و(الانتباه) لعبد الرحيم الدهلوي.

 *(39)* رواية السيد شهاب الدين أحمد

 ورواه السيد شهاب الدين أحمد عن عدد كبير من كبار المحدثين المخرجين لهذا الحديث الشريف فقال: الباب الخامس: في أن النبي منه وهو من النبي، رغما لكل جاحد غوي وجاهل غبي: عن عمران بن حصين - رضي الله تعالى عنه -: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وبارك وسلم - قال: إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. رواه الطبري وقال: أخرجه أحمد والترمذي وقال: حسن غريب، وأبو حاتم، ورواه الزرندي أيضا . عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، فمضى في السرية فأصاب جارية، فأنكروا عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب النبي... فأقبل إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والغضب يعرف في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي.

ص 212

رواه في جامع الأصول وقال: أخرجه الترمذي. ورواه الطبري من قوله: إن عليا مني وقال: أخرجه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن وأبو حاتم . عن بريدة: إنه كان يبغض عليا، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - تبغض عليا؟ قال: نعم! قال صلى الله عليه وسلم: لا تبغضه، وإن كنت تحبه فازدد له حبا. قال: فما كان أحد من الناس بعد رسول الله أحب إلي من علي. وفي رواية: إنه قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي. رواه الطبري وقال: أخرجه أحمد. وعن عباية عن علي - رحمة الله ورضوانه عليه - قال قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: علي يقضي ديني وينجز موعدي وخير من أخلف بعدي من أهلي. رواه الزرندي . عن عمرو بن ميمون قال: إني لجالس عند ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - إذ أتاه سبعة رهط فقالوا: يا ابن عباس، إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا عن هؤلاء. فقال ابن عباس: بل أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح البصر قبل أن يعمى، قال: فانتدوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف تف، إن أولئك وقعوا في رجل تفرد بعشر خصال... رواه الصالحاني بإسناده إلى الحافظ الإمام أبي يعلى الموصلي بإسناده وقال: هذا حديث حسن متين. ورواه الطبري وقال: أخرجه أحمد بتمامه وأبو القاسم في الموافقات، وفي الأربعين الطوال، وأخرج النسائي بعضه (1).

(هامش)

(1) توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل. القسم الثاني. الباب الخامس والباب السابع والعشرون. (*)

ص 213

ترجمة الشهاب أحمد وهو: السيد شهاب الدين أحمد بن جلال الدين عبد الله الحسيني الإيجي الشافعي، من أعلام القرن التاسع، ذكره الحافظ السخاوي في الضوء اللامع (1). وبيت هذا السيد بيت فقه وحديث وتصوف، وأصلهم من مكران، توفي أبوه سنة 840. وكتابه (توضيح الدلائل) في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام جزء من كتابه الكبير في فضائل الخلفاء، وهو لا يزال مخطوطا.

 *(40)* رواية ابن حجر العسقلاني

 ورواه شهاب الدين ابن حجر العسقلاني في أحاديث منتقاة أوردها بترجمة الإمام عليه السلام من (الإصابة) حيث قال: أخرج الترمذي بإسناد قوي عن عمران بن حصين في قصة قال فيها: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي . أخرج أحمد والنسائي من طريق عمرو بن ميمون: إني لجالس عند ابن عباس... (2). وقال ابن حجر في (فتح الباري) بشرح حديث بريدة الذي بتره البخاري:

(هامش)

(1) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 1 / 367. (2) الإصابة في تمييز الصحابة 2 / 271. (*)

ص 214

وأخرج أحمد أيضا هذا الحديث من طريق أجلح الكندي، عن عبد الله بن بريدة بطوله، وزاد في آخره: لا تقع في علي، فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي. وأخرجه أحمد أيضا والنسائي من طريق سعد بن عبيدة، عن عبد الله ابن بريدة مختصرا، وفي آخره: فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - قد احمر وجهه يقول: من كنت وليه فعلي وليه. أخرجه الحاكم من هذا الوجه، وفيه قصة الجارية نحو رواية عبد الجليل. وهذه طرق يقوي بعضها ببعض (1). وقال ابن حجر: بريدة قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية واستعمل علينا عليا، فلما جئناه قال: كيف رأيتم صاحبكم؟ قال: فإما شكوته وإما شكاه غيري، فرفعت رأسي - وكنت رجلا مكبابا - فإذا النبي قد احمر وجهه وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه (2). ولا يخفى أن حكم شروح البخاري عند (الدهلوي) في كتابه (بستان المحدثين) حكم متنها وهو صحيح البخاري الذي قال جمهورهم بكونه أصح الكتب بعد القرآن، فيكون ما أورده ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري) الذي هو أشهر تلك الشروح حديثا مقطوع الصدور عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... ترجمة ابن حجر العسقلاني بن حجر العسقلاني هو الحافظ على الإطلاق، و شيخ الإسلام

(هامش)

(1) فتح الباري في شرح البخاري 8 / 54 كتاب المغازي. (2) المطالب العالية 4 / 59 رقم 3659. (*)

ص 215

في جميع الآفاق... انظر: 1 - الضوء اللامع 2 / 36. 2 - ذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي: 380. 3 - حسن المحاضرة 1 / 363. 4 - شذرات الذهب 7 / 270. 5 - طبقات الحفاظ: 552 قال ما ملخصه: شيخ الإسلام وإمام الحفاظ في زمانه، وحافظ الديار المصرية بل حافظ الدنيا مطلقا، قاضي القضاة... . وقد ترجمنا له في بعض المجلدات بالتفصيل.

 *(41)* رواية حسين بن المعين الميبدي

 ورواه حسين بن معين الدين اليزدي الميبدي في (الفواتح) عن الترمذي عن عمران بن حصين ولفظه: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي (1). ترجمة الميبدي وقد أثنى صاحب (حبيب السير) على القاضي الميبدي ووصفه بأنه كان من أفاضل علماء العراق بل أعظم علماء تلك الآفاق، وكان قاضي ديار

(هامش)

(1) الفواتح - شرح ديوان علي. الفاتحة السابعة في فضائله. (*)

ص 216

يزد، ومن مؤلفاته شرح ديوان أمير المؤمنين، وفيه علم كثير... كما اعتمد عليه صاحب (كتائب أعلام الأخيار) في بعض التراجم والفوائد. وقد ذكر (كاشف الظنون) كتاب (الفواتح) قائلا: ديوان علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وقد شرحه حسين بن معين الدين اليزدي المتوفى سنة 870 . وتوجد ترجمته أيضا في (معجم المؤلفين 4 / 63).

 *(42)* رواية جلال السيوطي

 ورواه جلال الدين السيوطي بطرق متعددة، منها عن الترمذي والحاكم: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. ت ك عن عمران بن حصين (1). ورواه عن ابن أبي شيبة وأورد تصحيحه له (2). وكذا في (جمع الجوامع) حيث نص على صحته (3). ترجمة السيوطي وقد ترجمنا للجلال السيوطي في بعض المجلدات السابقة، وإليك

(هامش)

(1) جمع الجوامع: يلاحظ (2) القول الجلي في مناقب علي: 60. (3) جمع الجوامع: يلاحظ (*)

ص 217

مصادر ترجمته لتراجع: 1 - البدر الطالع 1 / 328. 2 - الضوء اللامع 4 / 65. 3 - النور السافر: 54. 4 - شذرات الذهب 8 / 51. 5 - حسن المحاضرة 1 / 188 وهي ترجمة مفصلة كتبها السيوطي نفسه.

 *(43)* رواية القسطلاني

 وأورد شهاب الدين القسطلاني حديث الولاية بشرح ما أخرجه البخاري. (قال حدثني محمد بن بشار) بندار العبدي. (قال حدثنا روح بن عبادة) - بضم العين وتخفيف الموحدة - القيسي أبو محمد البصري (قال حدثنا علي بن سويد بن منجوف) - بفتح الميم وسكون النون وضم الجيم وبعد الواو الساكنة فاء - السدوسي البصري (عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة) ابن الخصيب - بضم الخاء وفتح الصاد المهملة آخره موحدة مصغرا - الأسلمي (رضي الله عنه) أنه (قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خالد ليقبض الخمس) أي خمس الغنيمة، قال بريدة: (وكنت أبغض عليا) رضي الله عنه لأنه رآه أخذ من المغنم جارية (وقد اغتسل) فظن أنه غنمها ووطئها. وللإسماعيلي من طرق إلى روح بن عبادة: بعث عليا إلى خالد ليقسم

ص 218

الخمس. وفي رواية له: ليقسم الفئ، فاصطفى علي منه لنفسه مسبية أي جارية ثم أصبح ورأسه يقطر. (فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا؟) يعني عليا! (فلما قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرت ذلك) الذي رأيت من علي - رضي الله عنه - (له) عليه الصلاة والسلام (فقال: يا بريدة أتبغض عليا؟ فقلت: نعم. قال: لا تبغضه). زاد أحمد من طريق عبد الجليل عن عبد الله بن بريدة عن أبيه: فإن كنت تحبه فازدد له حبا. وله أيضا من طريق أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة: لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي. (فإن له في الخمس أكثر من ذلك). قال الحافظ أبو ذر: إنما أبغض عليا لأنه رآه أخذ من المغنم جارية فظن أنه غنمها، فلما أعلمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه أخذ أقل من حقه أحبه. إنتهى. وفي طريق عبد الجليل: قال: فما كان في الناس أحد أحب إلي من علي. ولعل الجارية كانت بكرا غير بالغ، فأدى اجتهاده رضي الله عنه إلى عدم الاستبراء. وفيه جواز التسري على بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - بخلاف التزويج عليها (1). أقول: فحديث الولاية أورده القسطلاني في شرح البخاري، وشروح البخاري عند (الدهلوي) كما في كتابه (بستان المحدثين) على حد

(هامش)

(1) إرشاد الساري في شرح البخاري 6 / 421. (*)

ص 219

البخاري نفسه في الثبوت وقطعية الصدور. ترجمة القسطلاني والقسطلاني من أكابر الأئمة الحفاظ: 1 - الشعراني: ومنهم شيخنا الإمام المحدث الشيخ شهاب الدين القسطلاني شارح البخاري - رضي الله عنه -. كان عالما صالحا محدثا مقربا، وكان من أهل الإنصاف، كل من رد عليه سهوا أول غلطا يزيد في محبته وتعظيمه... وكان من أزهد الناس في الدنيا... مات في شهر ربيع الأول قريبا من العشرين وتسعمائة، ودفن في المدرسة العينية، قريبا من جامع الأزهر (1). 2 - العيدروس اليمني: العلامة الحافظ... ذكره السخاوي في ضوئه... وارتفع شأنه بعد ذلك، فأعطي السعد في قلمه وكلمه، وصنف التصانيف المقبولة التي سارت بها الركبان في حياته، ومن أجلها شرحه على صحيح البخاري مزجا في عشرة أسفار كبار، لعله أحسن شروحها وأجمعها وألخصها. ومنها: المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، وهو كتاب جليل المقدار عظيم الوقع كثير النفع ليس له نظير في بابه. ويحكى أن الحافظ السيوطي كان يغض منه، ويزعم أنه يأخذ من كتبه ويستمد منها ولا ينسب النقل إليها... وحكى الشيخ جار الله ابن فهد رحمه الله: أن الشيخ رحمه الله قصد إزالة ما في خاطر الشيخ الجلال السيوطي، فمشى من القاهرة إلى الروضة - وكان الجلال السيوطي معزلا عن الناس بالروضة - فوصل صاحب الترجمة إلى باب السيوطي ودق الباب، فقال له: من أنت؟

(هامش)

(1) لواقح الأنوار في طبقات السادة الأخيار - الباب الأول من القسم الثالث. (*)

ص 220

قال: أنا القسطلاني، جئت إليك حافيا كشوف الرأس ليطيب خاطرك علي. فقال له: قد طاب خاطري عليك، ولم يفتح له الباب ولم يقابله. وبالجملة، فإنه كان إماما حافظا متقنا جليل القدر حسن التقرير والتحرير، لطيف الإشارة بليغ العبارة، حسن الجمع والتأليف، لطيف الترتيب والترصيف، كان زينة أهل عصره ونقاوة ذوي دهره، ولا يقدح فيه تحامل معاصريه عليه، فلا زالت الأكابر على هذا في كل عصر. رحمه الله (1). 3 - (الدهلوي) في كتابه (بستان المحدثين) فأورد ما ذكر بترجمته، وذكر ما كان بين القسطلاني والسيوطي، فقال: بأن ما كان يصنعه القسطلاني نوع خيانة وكتمان حق... لكن (الدهلوي) نفسه في نفس كتابه (بستان المحدثين) ينقل المطالب عن الكتب المختلفة بواسطة كتاب (مقاليد الأسانيد) من دون أن يذكر الواسطة... كما لا يخفى على المحقق!! وتوجد ترجمته أيضا في: 1 - الضوء اللامع 2 / 103. 2 - الكواكب السائرة 1 / 126. 3 - شذرات الذهب 8 / 121. 4 - البدر الطالع 1 / 102.

 *(44)* رواية عبد الوهاب البخاري المفسر

 ورواه الحاج عبد الوهاب بن محمد رفيع صاحب (تفسير الأنوري)

(هامش)

(1) النور السافر عن أخبار القرن العاشر: 113. (*)

ص 221

المتوفى سنة 932 بتفسير قوله تعالى: *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* قال: إعلم - يا هذا - إن الآية لبيان فرضية حب أهل البيت على جميع المسلمين إلى يوم القيامة، صلى الله على محمد وأهل بيته، فقد روي أنها لما نزلت قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما ثم قال بعد ذكر نبذة من مناقب أهل البيت عليهم السلام: عن عمران بن الحصين قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: علي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. رواه صاحب الفردوس ثم قال بعد أخبار أخرى في فضائل الإمام عليه السلام: إعلم - يا هذا - إن هذه الأحاديث وردت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في علي رضي الله عنه، وما ازداد علي فضلا إلا بتزويج فاطمة بنت سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - وما تزوج فاطمة إلا بكونه أهلا لها رضي الله عنها . ترجمة الحاج عبد الوهاب البخاري وقد ترجم له الشيخ عبد الحق الدهلوي في كتابه (أخبار الأخيار) فأثنى عليه الثناء البالغ، ومدح تفسيره المذكور، وذكر له ولكتابه كرامات... (1).

(هامش)

(1) أخبار الأخيار: 206. (*)

ص 222

*(45)* رواية الشامي صاحب السيرة

 ورواه محمد بن يوسف الصالحي الشامي في (سيرته) حيث قال: روى الإمام أحمد، والبخاري، والإسماعيلي، والنسائي: عن بريدة ابن الحصيب - رضي الله عنه - قال: أصبنا سبيا، فكتب خالد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابعث إلينا من يخمسه، وفي السبي وصيفة هي من أفضل السبي، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليا إلى خالد يقبض منه الخمس. وفي رواية: لتقسيم الفئ. فقبضه منه، فخمس وقسم، واصطفى علي سبية، فأصبح وقد اغتسل ليلا، وكنت أبغض عليا لم أبغضه أحدا، وأحببت رجلا من قريش لم أحببه إلا بغضه عليا، فقلت لخالد: ألا ترى إلا هذا؟ وفي رواية: فقلت: يا أبا الحسن ما هذا؟ قال: ألم تر إلى الوصيفة فإنها صارت في الخمس، ثم صارت في آل محمد، ثم في آل علي، فواقعت بها. فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرت له ذلك. وفي رواية: فكتب خالد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك. فقلت: ابعثني، فبعثني، فجعل يقرأ الكتاب وأقول: صدق. فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - قد احمر وجهه، فقال: من كنت وليه فعلي وليه. ثم قال: يا بريدة أتبغض عليا؟ فقلت: نعم. قال: لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك. وفي رواية: والذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة، وإن كنت تحبه فازدد له حبا.

ص 223

وفي رواية: لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي. قال بريدة: فما كان في الناس أحد أحب إلي من علي (1). ترجمة الصالحي الشامي ومحمد بن يوسف الصالحي الشامي من مشاهير علماء القوم المحققين المعتمدين: 1 - الشعراني: ومنهم: الأخ الصالح العالم الزاهد المتمسك بالسنة المحمدية الشيخ محمد الشامي، نزيل التربة البرقوقية، رضي الله عنه. كان عالما صالحا متفننا في العلوم وألف السيرة المشهورة التي جمعها من ألف كتاب، وأقبل الناس على كتابتها، ومشى فيها على أنموذج لم يسبق إليه... وكان لا يقبل من الولاة وأعوانهم شيئا، ولا يأكل من طعامهم... (2). 2 - الخفاجي: وممن أخذت عنه الأدب والشعر شيخنا العلامة أحمد العلقمي، والعلامة محمد الصالحي الشامي (3). 3 - ابن حجر المكي: وصفه في كلام له ب‍ الإمام العلامة الصالح الفهامة الثقة المطلع والحافظ المتتبع الشيخ محمد الشامي الدمشقي ثم المصري (4).

(هامش)

(1) سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد 6 / 235 - 236. (2) لواقح الأنوار. الباب الأول من القسم الثالث. (3) ريحانة الألباء 1 / 27. (4) الخيرات الحسان. (*)

ص 224

السيرة الشامية وكتابه (سبل الهدى والرشاد) المعروف ب‍ (السيرة الشامية) من أجل كتب القوم في السيرة، فقد عرفت أنه جمعه من ألف كتاب، وقال (كاشف الظنون): هو أحسن كتب المتأخرين وأبسطها في السيرة النبوية و أتى فيه من الفوائد بالعجب العجاب (1). وعده أحمد بن زيني دحلان في مصادر كتابه (السيرة النبوية) وقد قال بعد ذكرها: وهذه الكتب هي أصح الكتب المؤلفة في هذا الشأن (2)، كما اعتمد عليه كثير من العلماء من محدثين ومتكلمين، ونقلوا عنه واستندوا إليه في بحوثهم المختلفة.

 *(46)* رواية ابن حجر المكي وتصحيحه

 ورواه شهاب الدين أحمد بن حجر المكي وحكم بصحته بكل صراحة في (المنح المكية شرح القصيدة الهمزية)، بشرح قوله: علي صنو النبي ومن دين فؤادي وداده والولاء . قال: وذلك عملا بما صح عنه - صلى الله عليه وسلم. وهو: اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه. وإن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي .

(هامش)

(1) كشف الظنون 2 / 978. (2) السيرة الدحلانية - مقدمة الكتاب 1 / 7 - المقدمة. (*)

ص 225

ترجمة ابن حجر المكي وابن حجر المكي من أعاظم الأثبات المعتبرين عندهم: 1 - الشعراني: ومنهم - الشيخ الإمام العلامة المحقق الصالح الورع الزاهد الخاشع الناسك الشيخ شهاب الدين ابن حجر نزيل الحرم المكي - رضي الله عنه -. أخذ العلم عن مشايخ الإسلام بمصر، وأجازوه بالفتوى والتدريس، وأفتى بجامع الأزهر والحجاز، وانتفع به خلائق... وهو مفتي الحجاز الآن، يصدرون كلهم إلا عن قوله، وله أعمال عظيمة في الليل، لا يكاد يطلع عليها إلا من خلى من الحسد من صغره إلى الآن... (1). 2 - الخفاجي: العلامة شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي، نزيل مكة، شرفها الله، علامة الدهر خصوصا الحجاز، فإذا نشرت حلل الفضل فهو طراز الطراز. فكم حجت وفود الفضلاء لكعبته، وتوجهت وجوه الطلب إلى قبلته، إن حدث عن الفقه والحديث لم تتقرط الأذان بمثل أخباره في القديم والحديث... (2). 3 - العيدروس اليمني: الشيخ الإمام شيخ الإسلام خاتمة أهل الفتيا والتدريس، ناشر علوم الإمام محمد بن إدريس، الحافظ شهاب الدين... وكان بحرا في علم الفقه وتحقيقه لا تكدره الدلاء، وإمام الحرمين كما أجمع على ذلك العارفون وانعقدت عليه خناصر الملأ، إمام اقتدت به الأئمة وهمام صار في إقليم الحجاز أمة... برع في علوم كثيرة من التفسير

(هامش)

(1) لواقح الأنوار - الباب الأول من القسم الثالث. (2) ريحانة الألباء 1 / 435. (*)

ص 226

والحديث وعلم الكلام وأصول الفقه وفروعه والفرائض والحساب والنحو والصرف ولا معاني والبيان والمنطق والتصوف... (1). 4 - الشرقاوي: العلامة المحقق الناسك الخاشع الزاهد السمح شهاب الدين ابن حجر، نزيل مكة المشرفة، أخذ رضي الله عنه العلم عن جماعة من مشايخ الإسلام بمصر، وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فدرس وأفتى بالجامع الأزهر والحجاز، وانتفع به خلائق كثيرة، وصنف عدة كتب نافعة محررة في الفقه والأصول (2). هذا، وقد رووا كتب ابن حجر المكي بأسانيدهم، واعتمدوا عليها ونقلوا عنها في مؤلفاتهم، واستندوا إلى آرائه في بحوثهم، ولا حاجة إلى إيراد شيء من ذلك بعد ثبوت الأمر ووضوحه...

 *(47)* رواية علي المتقي الهندي

 ورواه الشيخ علي بن حسام الدين المتقي الهندي بطرق متعددة في كتابه (كنز العمال) الذي رتب فيه كتاب (جمع الجوامع للسيوطي) ففيه: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. ت ك عن عمران بن حصين (3). دعوا عليا، دعوا عليا، دعوا عليا، إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل

(هامش)

(1) النور السافر في أعيان القرن العاشر: 287. (2) التحفة البهية في طبقات الشافعية (3) كنزل العمال 11 / 599 رقم: 32883. (*)

ص 227

مؤمن بعدي. حم عن عمران بن حصين (1). يا بريدة، إن عليا وليكم بعدي، فأحب عليا فإنه يفعل ما يؤمر. الديلمي عن علي (2). ورواه في (منتخب كنز العمال) في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. ت ك عن عمران بن حصين (3). سألت الله - يا علي - فيك خمسا، فمنعني واحدة وأعطاني أربعا، سألت الله أن يجمع عليك أمتي فأبى علي، وأعطاني أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي معك لواء الحمد وأنت تحمله بين يدي، تسبق به الأولين والآخرين، وأعطاني أنك ولي المؤمنين بعدي. الخطيب والرافعي، عن علي (4). ترجمة المتقي الهندي والمتقي الهندي، من كبار علماء أهل السنة في الهند، في الفقه والحديث، حتى لقد أفرد بعضهم ترجمته بكتاب مفرد، وتجد الثناء عليه في

(هامش)

(1) المصدر 11 / 608 رقم: 3294. (2) المصدر 11 / 612 رقم: 32963. (3) منتخب كنز العمال. ط هامش مسند أحمد 5 / 30، 35. (4) كنز العمال 11 / 625 رقم: 33047. (*)

ص 228

1 - النور السافر: 314. 2 - سبحة المرجان: 43. 3 - شذرات الذهب 8 / 379. 4 - نزهة الخواطر 4 / 234.

 *(48)* رواية العيدروس اليمني

 ورواه شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني بقوله: أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي (1). ترجمة العيدروس وترجم له عبد القادر بن شيخ بن عبد الله قال: وفي ليلة السبت لخمس وعشرين خلت من رمضان سنة تسعين، توفي الشيخ الكبير والعلم الشهير القطب العارف بالله شيخ بن عبد الله العيدروس بأحمد آباد، ودفن بها في صحن داره، وعليه قبة عظيمة، وكان مولده سنة 919 بتريم، ولفضلاء الآفاق فيه جملة مستكثرة من المراثي، حتى أني لم أر أحدا رثي بهذا القدر، وكان مدة إقامته بالهند 32 سنة، لأنه دخلها سنة 958.

(هامش)

(1) العقد النبوي والسر المصطفوي - مخطوط. (*)

ص 229

وكان شيخا كاسمه كما قال بعض الصلحاء في وصفه، ولقد صار - بحمد الله - شيخ زمانه باتفاق عارفي وقته. وروي عن الشيخ الكبير والعلم الشهير أبي بكر ابن سالم باعلوي أنه كان يقول: ما أحد من آل باعلوي أولهم وآخرهم أعطي مثله. وروي مثل ذلك عن الولي العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الشهير بالنحوي باعلوي وزاد: والله ما هو إلا آية اليوم، فهو عديم النظير. ومن شيوخه: شيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين ابن حجر الهيتمي المصري، والفقيه الصالح العلامة عبد الله بن أحمد باقشير الحضرمي. وله من كل منهما إجازة، في جماعة آخرين يكثر عددهم. واجتمع بالعلامة الربيع بزبيد. وأما مقرواته فكثيرة جدا. ومن تصانيفه: العقد النبوي والسر المصطفوي، والفوز والبشرى، وشرحان على القصيدة المسماة: تحفة المريد... ومناقبه وكراماته ليس هذا محلها، وقد أفردها غير واحد من العلماء بالتصنيف... (1).

 *(49)* رواية ميرزا مخدون صاحب النواقض

 ورواه عباس الشهير بميرزا مخدوم بن معين الدين في كتابه (النواقض)

(هامش)

(1) النور السافر: 327. ملخصا. (*)

ص 230

عن الترمذي عن عمران بن حصين، قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة... (1). كتاب النواقض وكتاب النواقض هذا من أشهر كتب القوم في الرد على الإمامية، قد ذكره كاشف الظنون بقوله: نواقض على الروافض للشريف ميرزا مخدوم بن مير عبد الباقي من ذرية السيد الشريف الجرجاني، المتوفى في حدود سنة 955 بمكة المشرفة. ذكر فيه تزييف مذهب الروافض وتقبيحه (2). وقد أخذ منه بعض من تأخر عنه ونسج على منواله كالبرزنجي في (نواقض الروافض) والسهارنفوري في (مرافض الروافض) بل الأول منهما مختصر من (النواقض) كما صرح البرزنجي في مقدمته، وقد ترجم المرادي للبرزنجي في كتاب (سلك الدرر) وقال في نهايتها: وبالجملة فقد كان من أفراد العالم علما وعملا. وكانت وفاته في غرة محرم سنة 1103 ودفن بالمدينة (3).

 *(50)* رواية الوصابي اليمني

 ورواه إبراهيم بن عبد الله الوصابي اليمني بطرق متعددة عن أساطين

(هامش)

(1) النواقض. الفرع الثاني من الفصل الأول. (2) كشف الظنون. (3) سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 3 / 65 - 66. (*)

ص 231

المحدثين في باب عنونه بقوله الباب العاشر فيما جاء من الأخبار بأنه ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، وأنه لا يجوز الصراط إلا من كان معه براءة بولاية علي، مع فضائل متفرقة خصه الله تعالى بها، رضي الله تعالى عنه فقال: عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، واستعمل عليها عليا، فمضى على السرية، فأصاب جارية من السبي، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: إذا لقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرناه بما صنع علي. قال عمران: وكان المسلمون إذ قدموا من بدأوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلموا عليه، ثم انصرفوا إلى رحالهم. فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه. ثم قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم قام الثالث فقال مثل مقالتهما، فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا. فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ - ثلاثا - إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. أخرجه الترمذي، وابن حبان في صحيحه، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده وقال فيه: فأقبل رسول الله على الرابع - وقد تغير وجهه - فقال: دعوا عليا، علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي . ورواه عن بريدة بن الحصيب قال: وعنه - رضي الله عنه - في رواية أخرى: إن خالد بن الوليد قال: اغتنمها يا بريدة فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ما صنع، فقدمت ودخلت المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منزل وناس من أصحابه على بابه،

ص 232

فقالوا: ما الخبر يا بريدة؟ فقلت: خيرا، فتح الله على المسلمين، فقالوا: ما أقدمك؟ فقلت: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر النبي صلى الله عليه وسلم. قالوا: فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه سيسقط من عينه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمع الكلام. فخرج مغضبا فقال: ما بال القوم ينتقصون عليا، من أبغض عليا فقد أبغضني، ومن فارق عليا فقد فارقني، إن عليا مني وأنا منه، خلق من طينتي، وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. يا بريدة، أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وإنه وليكم بعدي. أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار، وابن أسبوع الأندلسي في الشفاء . قال: وعنه - رضي الله عنه - قال قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا بريدة، إن عليا وليكم بعدي، فأحب عليا فإنه يفعل ما يؤمر به. أخرجه الديلمي في مسند الفردوس . قال: وعن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي. أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، والحسن بن سفيان في فوائده، وأبو نعيم في فضائل الصحابة . وعنه - رضي الله عنه - قال قال رسول الله: دعوا عليا - ثلاثا - إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي. أخرجه الإمام أحمد في مسنده .

ص 233

قال: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لبريدة: إن عليا وليكم بعدي، فأحب عليا فإنه يفعل ما يؤمر به أخرجه الحاكم في المستدرك، والضياء في المختارة . قال: وعن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - علي مني وأنا من علي، ولي كل مؤمن بعدي، وحبه إيمان وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة. أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (1). الوصابي وكتابه وإبراهيم بن عبد الله الوصابي من علماء أهل السنة المتعمدين، عده العجيلي في (ذخيرة المآل) من أجلة العلماء، ووصفه المولوي حسن زمان في (القول المستحسن) لدى النقل عن كتابه ب‍ الشيخ المحدث ، كما نقل عنه العجيلي في كتابه المذكور، والشيخ محمد محبوب عالم في (تفسيره) وكذا (الدهلوي) وتلميذه الرشيد... وستطلع على ذلك في مجلد حديث التشبيه. وقد ترجم له في (معجم المؤلفين 1 / 56) وذكر كتابه المذكور.

 *(51)* رواية الحافي الحسيني الشافعي

 ورواه أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي ضمن

(هامش)

(1) أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب. الباب الرابع - مخطوط. (*)

ص 234

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام فقال: روى الإمام أحمد في المسند عن بريدة، وفي كتاب فضائل علي، ورواه أكثر المحدثين: إن النبي صلى الله عليه وسلم - بعث خالد بن وليد في سرية وبعث عليا في سرية أخرى، وكلاهما إلى اليمن وقال: إن اجتمعتما فعلي على الناس، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده. فاجتمعا وأغارا وسبيا نساء وأخذا أموالا وقتلا ناسا، وأخذ علي جارية فاختصها لنفسه. فقال خالد لأربعة من المسلمين - منهم بريدة الأسلمي - اسبقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذكروا له كذا، واذكروا له كذا - الأمور عددها على علي - فسبقوا إليه. فجاء واحد من جانبه فقال: إن عليا فعل كذا. فأعرض عنه. فجاء الآخر من الجانب الآخر فقال: إن عليا فعل كذا، فأعرض عنه. فجاء بريدة الأسلمي فقال: يا رسول الله: إن عليا فعل كذا، وأخذ جارية لنفسه. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه فقال: دعوا لي عليا - يكررها - إن عليا مني وأما من علي، وإن حظه من الخمس أكثر مما أخذ، وهو ولي كل مؤمن بعدي (1). ترجمة الحافي وهذا الكتاب ذكره له صاحب (إيضاح المكنون) ولم يؤرخ وفاته. ثم أنه وصفه ب‍ الشيعي ولعله لما رآى في كتابه من فضائل مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، وإلا فإنه ليس من الشيعة الإمامية الاثني عشرية لأنهم لا يرون فضيلة لأولئك الذين ذكرهم الحافي في هذا الكتاب.

(هامش)

(1) التبر المذاب في ترتيب الأصحاب. ترجمة أمير المؤمنين. (*)

ص 235

*(52)* رواية الجمال المحدث الشيرازي

 ورواه جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي، قال: الحديث الثالث عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية وأمر عليهم عليا، فصنع علي شيئا أنكروه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله لنخبرنه به، وكانوا إذا قدموا من سفر بدءوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم. قال: فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله، فقام أحد من الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟ فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرف الغضب من وجهه فقال: ما تريدون من علي؟! علي مني وأنا منه وعلي ولي كل مؤمن بعدي . وقال بعد ذكر حديث الغدير برواية الإمام الصادق عليه السلام المشتملة على شعر حسان: ورواه أبو سعيد الخدري، وفيه الاستشهاد بالشعر المذكور، وفيه من التاريخ وزيادة البيان ما لم يرو عن غيره. فقال: لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم بغدير خم - يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة - دعا الناس إلى علي، فأخذ بضبعيه فرفعهما، حتى نظر الناس إلى بياض إبط رسول الله فقال: الله أكبر الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي، من كنت مولاه فعلي مولاه (1).

(هامش)

(1) الأربعين في فضائل أمير المؤمنين - الحديث الثالث. (*)

ص 236

ترجمة جمال الدين الشيرازي فهذا جمال الدين شيخ إجازة (الدهلوي)، يروي هذا الحديث في كتاب (الأربعين) الذي نص في خطبته على جمعها من الكتب المعتبرة. وقد ذكرنا مناقبه ومآثره في مجلد (حديث الغدير)، ومجلد (حديث التشبيه).

 *(53)* رواية علي بن سلطان القاري

 ورواه علي بن سلطان محمد الهروي القاري في فضائل الإمام من شرح المشكاة حيث قال: في الرياض، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية واستعمل عليها عليا. قال: فمضى على السرية فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إذا لقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرناه بما صنع علي. فقال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدؤا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم. فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه. ثم قال الثاني، فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم قام الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا. فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم - والغضب يعرف في وجهه -

ص 237

فقال: ما تريدون من علي؟ ثلاثا. إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي. أخرجه الترمذي وقال: حسن غريب. وأخرجه أحمد وقال فيه: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرابع - وقد تغير وجهه - فقال: دعوا عليا، علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي. وله طريق آخر عن بريدة. وأصله في صحيح البخاري (1). دفاع القاري عن عمر بن سعد هذا، والقاري من المتعصبين المتحاملين على أهل البليت الطاهرين، حتى جعل يدافع عن عمر بن سعد اللعين فقال: قال ابن معين في عمر بن سعد: كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟ إنتهى. أقول: رحم الله من أنصف، والعجب ممن يخرج حديثه في كتبهم مع علمهم بحاله. تم كلام ميرك. وفيه: إنه قد يقال: إنه لم يباشر لقتله، ولعل حضوره مع العسكر كان بالرأي والاجتهاد، وربما حسن حاله وطاب مآله، ومن الذي سلم من صدور معصية عنه وظهور زلة منه، فلو فتح الباب أشكل الأمر على ذوي الألباب (2). هذا، ولا يخفى الاضطراب في كلامه، فهو في حين تجويزه حضوره مع العسكر بالرأي والاجتهاد يقول: وربما حسن حاله وطاب مآله... .

(هامش)

(1) المرقاة في شرح المشكاة 5 / 581. (2) المرقاة. كتاب الجنائز، الفصل الثاني من باب البكاء على الميت 2 / 391. (*)

ص 238

ترجمة القاري ومع هذا التعصب القبيح الذي رأيت، وكذا ما صدر منه في حق والدي النبي صلى الله عليه وسلم كما سترى، فقد وصفه القوم في تراجمهم إياه بأعلى صفات المدح وأثنوا عليه غاية الثناء، فقد قال المحبي بترجمته: علي بن محمد سلطان الهروي المعروف بالقاري، الحنفي، نزيل مكة، وأحد صدور العلم، فرد عصره، الباهر السمت في التحقيق وتنقيح العبارات. وشهرته كافية عن الإطراء في وصفه. ولد بهراة ورحل إلى مكة وتدبرها، وأخذ بها عن الأستاذ أبي الحسن البكري، والسيد زكريا الحسيني، والشهاب أحمد بن حجر الهيتمي، والشيخ أحمد المصري تلميذ القاضي زكريا، والشيخ عبد الله السندي، والعلامة قطب الدين المكي، وغيرهم. واشتهر ذكره وطار صيته. وألف التآليف الكبيرة اللطيفة التأدية، المحتوية على الفوائد الجليلة، منها شرحه على المشكاة في مجلدات وهو أكبرها وأجلها وشرح الشفاء، وشرح الشمائل، وشرح النخبة، وشرح الشاطبية، وشرح الجزرية، ولخص من القاموس مواد وسماه الناموس، وله الأثمار الجنية في أسماء الحنفية، وشرح ثلاثيات البخاري، ونزهة الخاطر الفاتر في ترجمة الشيخ عبد القادر. لكنه امتحن بالاعتراض على الأئمة، لا سيما الشافعي وأصحابه واعترض على الإمام مالك في إرسال اليد في الصلاة، وألف في ذلك رسالة فانتدب لجوابه الشيخ محمد مكين وألف رسالة جوابا له في جميع ما قاله، ورد عليه اعتراضاته. وأعجب من ذلك ما نقله عنه السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي

ص 239

الحسيني في كتابه سداد الدين في إثبات النجاة في الدرجات للوالدين: أنه شرح الفقه الأكبر المنسوب إلى الإمام أبي حنيفة، وتعدى فيه طوره في الإساءة في حق الوالدين، ثم إنه ما كفاه ذلك حتى ألف فيه رسالة، وقال في شرحه للشفاء - متبجحا ومفتخرا بذلك - إني ألفت في كفرهما رسالة. فليته إذ لم يراع حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث آذاه بذلك، كان استحيا من ذكر ذلك في شرح الشفاء الموضوع لبيان شرف المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. وقد عاب الناس على صاحب الشفا ذكره فيه عدم مفروضية الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، وادعاء تفرد الشافعي بذلك، بأن هذه المسألة ليست من موضوع كتابه. وقد قيض الله تعالى الإمام عبد القادر الطبري للرد على القاري، فألف رسالة أغلظ فيها في الرد عليه. وبالجملة، فقد صدر منه أمثال ذلك، وكان غنيا عنه أن تصدر منه، ولولاها لاشتهرت مؤلفاته، بحيث ملأت الدنيا، لكثرة فائدتها وحسن انسجامها. وكانت وفاته بمكة في شوال سنة 1014 ودفن بالمعلاة. ولما بلغ خبر وفاته علماء مصر صلوا عليه بجامع الأزهر صلاة الغيبة، في مجمع حافل يجمع أربعة آلاف نسمة فأكثر (1). *(54)* رواية المناوي ورواه عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي المناوي الشافعي عن الديلمي في الفردوس قائلا:

(هامش)

(1) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 3 / 185. (*)

ص 240

يا بريدة، إن عليا وليكم من بعدي. فر (1). ورواه مرة أخرى عن الطيالسي فقال: يا علي، أنت ولي كل مؤمن من بعدي. طيا (2). ترجمة المناوي وقد قال المحبي بترجمة المناوي ما ملخصه: عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الملقب زين الدين الحدادي ثم المناوي القاهري الشافعي - وقد تقدم ذكر تتمة نسبه في ترجمة ابنه زين العابدين - الإمام الكبير، الحجة الثبت القدوة، صاحب التصانيف السائرة، وأجل أهل عصره من غير ارتياب. وكان إماما، فاضلا، زاهدا، عابدا، قانتا لله، خاشعا له، كثير النفع، وكان متقربا بحسن العمل، مثابرا على التسبيح والأذكار، صابرا صادقا، وكان يقتصر يومه وليلته على أكلة واحدة من الطعام، قد جمع من العلوم والمعارف على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع في أحد ممن عاصره. وانقطع عن مخالطة الناس وانعزل في منزل، وأقبل على التأليف، فصنف في غالب العلوم، ثم ولي تدريس المدرسة الصالحية، فحسده أهل عصره، وكانوا لا يعرفون مزية علمه لانزوائه عنهم، ولما حضر الدرس فيها رد عليه من كل مذهب فضلاؤه منتقدين عليه، وشرع في قراءة مختصر المزني، ونصب الجدل في المذاهب، وأتى في تقريره بما لم يسمع من غيره، فأذعنوا لفضله، وصار أجلاء العلماء يبادرون لحضوره، وأخذ عنه منهم خلق كثير.

(هامش)

(1) كنوز الحقائق من أخبار خير الخلائق - هامش الجامع الصغير: (2) نفس المصدر: (*)

ص 241

وبالجملة، فهو أعظم علماء هذا التاريخ آثارا، ومؤلفاته غالبها متداولة كثير النفع، وللناس عليها تهافت زائد، ويتغالون في أثمانها، وأشهرها شرحاه على الجامع الصغير. وتوفي صبيحة يوم الخميس 23 من صفر سنة 1031 (1).

 *(55)* رواية الشيخاني القادري

 ورواه السيد محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري بقوله: أخرج أحمد عن عمرو بن شاس الأسلمي رضي الله عنه - وهو من أصحاب الحديبية - قال: خرجت مع علي رضي الله عنه إلى اليمن، فجفاني في سفري، حتى وجدت في نفسي عليه، فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد، حتى بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناس من أصحابه، فلما رآني أحد لي عينيه - يقول: حدد إلي النظر - حتى إذا جلست قال: يا عمرو، والله لقد آذيتني! قلت: أعوذ بالله أن أوذيك يا رسول الله. قال: بلى، من آذى عليا فقد آذاني. وفي لفظ أخرجه ابن عبد البر: من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن آذى عليا فقد آذاني. وفي رواية: إن بريدة تكلم في علي بما لا يحب رسول الله، وذلك أنه أخذ جارية من الخمس، فبلغ ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فخرج رسول الله مغضبا فقال: ما بال أقوام ينتقصون عليا! من بغض عليا فقد

(هامش)

(1) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 2 / 412. (*)

ص 242

بغضني، ومن فارق عليا فقد فارقني، إن عليا مني وأنا منه خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. ثم قال: يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وأنه وليكم بعدي (1). عبارته في صدر كتابه هذا وتعرف شخصية القادري وقيمة كتابه (الصراط السوي) مما ذكره في صدره، وهذه عبارته: أما بعد فإن العمل بغير العلم وبال، والعلم بغير العمل خبال، ولا يقبض العلم إلا بموت العلماء كما في الحديث المتفق على صحته في رواية عبد الله بن عمر... واعلم أن الفحول قد قبضت والوعول قد هلكت، وانقرض زمان العلم وخمدت جمرته، وهزمته كثرة الجهل وعلت دولته، حتى لم يبق من الكتب التي يعتمد عليها في ذكر الأنساب إلا بعض الكتب التي صنفها أصحاب البدعة، كما ستقف على أسمائها في تضاعيف الكتاب إن شاء الله تعالى، ويلوح لك شرارها من بعيد كالسراب، لكونها فارغة عن الصدق والصواب. وذلك إما لاندراس محبة آل بيت النبي من قلوب الصالحين من أهل السنة، والعياذ بالله من تلك الفتنة، أن لنقص في الإيمان وتردد في اليقين، أو لشين فاحش وكلم ظاهر في أمر الدين. والدليل على ذلك أني سمعت من جماعة لا يعبأ الله بها أنهم يسبون الأشراف القاطنين بمكة المشرفة والمدينة المنورة، من بني الحسن والحسين،

(هامش)

(1) الصراط السوي في مناقب آل النبي - مخطوط. (*)

ص 243

فأجبتها بقول القائل: - لو كل كلب عوى ألقمته حجرا * لأصبح الصخر مثاقلا بدينار - ثم نودي في سري في الروضة، بين القبر الشريف والمنبر، بالانتصار لأهل البيت، فشرعت عند ذلك في كتاب أذكر فيه مناقب أهل البيت على ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة على وجه الاختصار... . الاعتماد على رواية القادري ثم إن الرشيد الدهلوي يعتمد في كتابه (غرة الراشدين) على رواية القادري في إثبات دعوى له حول أبي حنيفة فيقول: وقال السيد محمود القادري - قدس سره - في كتاب حياة الذاكرين: قيل: إن رجلا أتى أبا حنيفة - رحمة الله عليه - وقال: أخي توفي وأوصى بثلث ماله لإمام المسلمين، إلى من أدفع؟ فقال له أبو حنيفة: أمرك بهذا السؤال أبو جعفر الدوانيقي، وكان يبغض أبا حنيفة، كبغض جماعة من أشقياء بلدنا الإمام الشافعي رحمه الله. فحلف السائل - كذبا - أنه ما أمرني بهذا السؤال. فقال أبو حنيفة - رحمه الله -: ادفع الثلث إلى جعفر بن محمد الصادق، فإنه هو الإمام الحق. فذهب السائل وأخبر أبا جعفر الدوانيقي بذلك. فقال أبو جعفر: بهذا عرفت أبا حنيفة منذ قديم، إنه يرى الحق لغيرنا. ثم دعا بأبي حنيفة وسقاه السم في الطعام، ففهم أبو حنيفة ذلك، فقام ليخرج، فقال له أبو جعفر، إلى أين يا أبا حنيفة؟ فقال: إلى أين تأمرني؟ فأمره بالجلوس إلى أن عمل السم فيه. فخرج ومات شهيدا في الطريق. ولا تنافي بين هذا الخبر وما روي من أن السبب فتواه بإعانة محمد

ص 244

وإبراهيم، فتلك الفتوى كانت السبب في حبسه وهذا الجواب السبب في قتله .

 *(56)* رواية ابن باكثير المكي

 ورواه أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي: عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. أخرجه أحمد وأبو حاتم والترمذي وقال: حسن غريب. وعن بريدة - رضي الله عنه - إنه كان يبغض عليا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تبغض عليا؟ قال: نعم. فقال: لا تبغضه، وإن كنت تحبه فازدد له حبا. قال: فما كان أحد من الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي من علي. وفي رواية: علي مني وأنا من علي، وهو وليكم بعدي. خرجهما أحمد بن حنبل . كما روى ابن باكثير حديث عمرو بن ميمون عن ابن عباس، المشتمل على فضائل عشر لأمير المؤمنين عليه السلام، منها حديث الولاية. وقال في آخره: خرج هذا الحديث بتمامه: أحمد بن حنبل، وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات، وفي الأربعين الطوال، وأخرج النسائي بعضه. وهذه القصة مشهورة ذكرها أبو إسحاق وغيره (1).

(هامش)

(1) وسيلة المآل في عد مناقب الآل - مخطوط. (*)

ص 245

عبارته في صدر كتابه ولننقل عبارة ابن باكثير في صدر كتابه المذكور ليظهر اعتبار أحاديثه، فإنه قال فيه: فرأيت أن أجمع في تأليفي هذا من درر الفوائد الثمينة وغرر الأحاديث الصحيحة والحسنة، مما هو مختص بالعترة النبوية والبضعة الفاطمية، وأذكره بلفظ الإجمال. ثم ما ورد من مناقب أهل الكساء الأربعة نخبة الآل، وأصرح فيه بأسمائهم، ثم ما ورد لكل واحد منهم بصريح اسمه الشريف. فجمعت في كتابي هذا زبدة ما دونه وعمدة ما صححوه من ذلك وأتقنوه، وما رقموه في مؤلفاتهم وقنتوه فيه، مقتصرا على ما يؤدي المطلوب ويوصل إليه بأحسن نمط وأسلوب، سالكا في ذلك طريق السداد ومقتصرا فيه على ما به يحصل المراد، تاركا للتطويل الممل، سالما من نقص الاختصار المخل. فجاء - بحمد الله تعالى - من أحسن تأليف في هذا الشأن، وأتقن مصنف سلك فيه طريق الإتقان، جمع مع سهولة تناوله البديع حسن البيان، وحوى مع تناسب مسائله وتناسق وسائله عذوبة الموارد للظمآن، وتتبعت فيه غالب ما صح نقله من الأحاديث ويعمل بمثله في الفضائل ويحتج به في القديم والحديث، وتركت ما اشتد ضعفه منها. ولم نجد له شاهدا يقويه، وجانبت عما تكلم في سنده وقد عده الحفاظ من الموضوع الذي يجب أن ننقيه. وأتيت بالمشهور في كتب التواريخ عند نقل القصص والأخبار، وربما دعت الحاجة إلى الإشارة لبعض الوقائع روما لطريق الاختصار، واكتفيت بالحوالة على الكتب المؤلفة لذلك الفن، فإنها تغني عن التطويل بذكره في كتابنا، لقصد الإيجاز مهما أمكن.

ص 246

فدونك مؤلفا يجب رقم سطوره بخالص الإبريز، ومصنفا يتعين أن يقابل بالتكريم والتعزيز، ويحق له أن يجر ذيل فخره على فرق كل مؤلف سواه، ويسمو على كل مصنف بما جمع فيه وحواه، إذ هو سفينة بجواهر نعوت أهل البيت قد شحنت، وفي بحار فضائلهم الجمة قد عامت، وعلى جودي شمائلهم استوت واستوطنت، يضوع من أرجائها نشر مناقبهم العاطر، ويلوح في شمائلها بدر كواكبهم الزاهر. تتبعت فيه من الأحاديث ما يشرح صدور المؤمنين، وتقر به عيون المتقين، ويضيق بسببه ذرع المنافقين، مما تفرق في سواه من نصوص العلماء ومؤلفات الأئمة القدماء. ثم لما كمل حسنه البهي وتهذيبه، وتم بحمد الله تعالى تفصيله وتبويبه، سميته: وسيلة المآل في عد مناقب الآل، لكي يطابق اسمه مسماه، ويوافق رسمه المعنى الذي نويناه، والمبنى الذي بنيناه، لأني ألفته راجيا به السلامة من ورطات يوم القيامة والخلوص من ندامة ذلك المقام، مؤملا من فضل الله تعالى أن أحرز ببركته سائر الآمال، وأفوز بأسنى المطالب والحال والمال، لأن حبهم هو الوسيلة العظمى، وتقربهم في كلا الدارين يوصل إلى كل مقام أسنى . ترجمة ابن باكثير وترجم المحبي لابن باكثير بقوله: الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي الشافعي. من أدباء الحجاز وفضلائها المتمكنين. كان فاضلا أديبا، له مقدار علي وفضل جلي، وكان له في العلوم الفلكية وعلم الأوفاق والزابرجا يد عالية، وكان له عند أشراف مكة منزلة وشهرة، وكان في الموسم يجلس في المكان الذي يقسم فيه الصر

ص 247

السلطاني بالحرم الشريف، بدلا عن شريف مكة. ومن مؤلفاته: حسن المآل في مناقب الآل، جعله باسم الشريف إدريس أمير مكة... وكانت وفاته سنة 1047 بمكة. ودفن بالمعلاة (1). وفي (تنضيد العقود السنية) لدى النقل عن ابن باكثير: قال أحمد صاحب الوسيلة، وهو الثقة الأمين في كل فضيلة... .

 *(57)* رواية البدخشي

 ورواه ميرزا محمد بن معتمد خان الحارثي البدخشي في كتبه الثلاثة. ففي (مفتاح النجا في مناقب آل العبا): أخرج أحمد عن بريدة - رضي الله عنه - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثين إلى اليمن، على أحدهما: علي بن أبي طالب. وعلى الآخر: خالد بن الوليد. فقال: إذا التقيتم فعلي على الناس، وإذا افترقتم فكل واحد منكما على جنده. قال: فلقينا بني زبيد من أهل اليمن، فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية. فاصطفى على امرأة من السبي لنفسه. قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك، فلما أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ بك، بعثتني مع رجل فأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقع في علي، فإنه مني وأنا منه وهو وليكم

(هامش)

(1) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 1 / 271. (*)

ص 248

بعدي . (وفيه): أخرج الديلمي عن علي - كرم الله وجهه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لبريدة: يا بريدة: إن عليا وليكم بعدي، فأحب عليا فإنه يفعل ما يؤمر . (وفيه): أخرج الترمذي - واللفظ له - والحاكم عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا، فاستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية، فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إذا لقينا رسول الله أخبرنا بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدؤا برسول الله فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم. فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا. فأعرض عنه رسول الله. ثم قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم قام الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه. ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا. فأقبل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. ولفظ عند أحمد مرفوعا -: دعوا عليا، دعوا عليا، دعوا عليا. إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي . (فيه): أخرج الخطيب والرافعي عن علي كرم الله وجهه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سألت الله يا علي فيك خمسا، فمنعني واحدة وأعطاني أربعة، سألت الله أن يجمع عليك أمتي فأبى علي. وأعطاني فيك: أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي، معك لواء الحمد وأنت تحمله بين يدي، تسبق به الأولين والآخرين، وأعطاني أنك ولي

ص 249

المؤمنين . (وفيه): أخرج أحمد عن عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس رضي الله عنه، إذ أتاه تسعة رهط... . فرواه إلى آخره ثم قال: أقول: هذا حديث حسن، بل صححه بعضهم. وهو شامل لمناقب جمة، يلزم لأهل العلم حفظه (1). وفي (نزل الأبرار بما صح في مناقب أهل البيت الأطهار): أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية، فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -... فأقبل إليهم رسول الله - والغضب يعرف في وجهه - فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي (2). (وفيه): أخرج أحمد عن عمرو بن ميمون، إني لجالس إلى ابن عباس... . ولا يخفى أنه ذكر هذين الحديثين في القسم الأول من المقصد الأول من الكتاب، وقد نص في أول هذا القسم على أن أحاديثه لم يختلف في صحتها العلماء الأعلام . وفي (تحفة المحبين): دعوا عليا، دعوا عليا، دعوا عليا، إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي. حم عن عمران بن حصين . (وفيه): ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي. ت وحسنه. ك عن عمران بن

(هامش)

(1) مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط. (2) نزل الأبرار بما صح من مناقب آل البيت الأطهار: 22. (*)

ص 250

حصين (1). ترجمة البدخشاني ومحمد بن معتمد خان البدخشي من أجلة العلماء في الهند، ترجم له الكهنوي ووصفه بالشيخ العالم المحدث أحد الرجال المشهورين في الحديث والرجال وذكر كتبه (2). ثم أنه يعد من الأعلام المحققين وأعيان المعتمدين من أهل السنة، فالرشيد الدهلوي يصرح بكونه من عظماء أهل السنة، ويستند إلى مؤلفاته في مقابلة أهل الحق، ويستشهد بها على كون أهل السنة موالين لأهل البيت الطاهرين. والمولوي حيدر علي الفيض آبادي يذكره من علماء أهل السنة الأعلام القائلين بلعن يزيد بن معاوية، وينص على اعتبار كتبه. و(الدهلوي) نفسه يقول في جواب سؤال وجه إليه في تلقيب أمير المؤمنين عليه السلام ب‍ المرتضى : قد كني في الأحاديث الصحيحة بأبي تراب، وأبي الريحانتين، وقد روي وثبت تلقيبه بذي القرنين، ويعسوب الدين، والصديق، والفاروق، والسابق، ويعسوب الأمة، ويعسوب قريش، وبيضة البلد، والأمين، والشريف، والبار، والمهتدي، وذي الأذن الواعية. والميرزا محمد بن معتمد خان الحارثي، المؤرخ المشهور لهذا البلد - يعني دهلي - ذكر تلقيبه بالمرتضى في رسالتيه في فضائل الخلفاء وفضائل أهل البيت، وهاتان الرسالتان من عمدة تصانيفه. لكن الفقير لا يتذكر الآن أنه إلى أي حديث استند في ذلك.

(هامش)

(1) تحفة المحبين بمناقب أهل البيت الطاهرين - مخطوط. (2) نزهة الخواطر 6 / 259. (*)

ص 251

وفي حديث أنس بن مالك في قصة تزويج سيدة النساء، وخطبة أبي بكر الصديق وعمر الفاروق منها، لفظ يفهم منه كون أمير المؤمنين المرتضى والمختار، أي في هذا الأمر، يعني تزويج سيدة النساء رضي الله تعالى عنها منه. إنتهى نقلا عن مجموع فتاوى (الدهلوي) الموجود عند المولوي عبد الحي ابن المولوي عبد الحليم السهالي اللكهنوي.

 *(58)* رواية محمد صدر العالم

 ورواه الشيخ محمد صدر العالم في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام قال: أخرج أحمد: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي . وقال: أخرج الديلمي: عن بريدة قال قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا بريدة، إن عليا وليكم بعدي، فأحب عليا فإنه يفعل ما يؤمر. وأخرج ابن أبي شيبة: عن عمران بن حصين قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: علي مني وأنا من علي، وعلي ولي كل مؤمن بعدي. وأخرج أحمد عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: دعوا عليا، دعوا عليا، دعوا عليا. إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي. وأخرج الطيالسي والحسن بن سفيان وأبو نعيم عنه مثله. وأخرج الترمذي - وقال حسن غريب - والطبراني والحاكم - وصححه - عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي.

ص 252

وأخرج الخطيب والرافعي عن علي - كرم الله وجهه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألت الله يا علي فيك خمسا، فمنعني واحدة وأعطاني أربعا، سألت الله أن يجمع عليك أمتي فأبى علي، وأعطاني فيك: أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي ومعك لواء الحمد، وأنت تحمله من بين يدي، تسبق به الأولين والآخرين، وأعطاني أنك ولي المؤمنين بعدي (1). ترجمة محمد صدر العالم ومحمد صدر العالم من كبار العلماء الأجلة من أهل السنة ترجمه صاحب (نزهة الخواطر) بالشيخ الفاضل، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين. ثم ذكر مصنفاته ومنها معارج العلى (2). وكتابه من الكتب الممدوحة المقبولة عندهم. وقد أثنى عليه وعلى كتابه معاصره شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي - والد (الدهلوي) - في قصيدة أنشأها وأرسلها إلى صدر العالم، بعد أن وقف على كتابه المذكور... وهي موجودة في كتابه (التفهيمات الإلهية)، وبترجمته في (نزهة الخواطر 6 / 117).

 *(59)* رواية أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي

 ورواه شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي - وهو والد

(هامش)

(1) معارج العلى في مناقب المرتضى - مخطوط (2) نزهة الخواطر 6 / 115. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء الخامس عشر

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب