النص والاجتهاد - السيد شرف الدين  ص 301 : -

 
وهنا نلفت أولي الألباب إلى البحث عن السبب في تنحي الزهراء عن البلد في نياحتها على أبيها صلى الله عليه وآله وخروجها بولديها في لمة من نسائها إلى البقيع يندبن رسول الله صلى الله عليه وآله في ظل أراكة كانت هناك فلما قطعت بنى لها علي بيتا 
 

- ص 302 -

في البقيع كانت تأوي إليه للنياحة يدعى بيت الأحزان ( 435 )

وكان هذا البيت يزار في كل خلف من هذه الأمة كما تزار المشاهد المقدسة حتى هدم في هذه الأيام بأمر الملك عبد العزيز بن سعود الجندي لما استولى على الحجاز وهدم المقدسات في البقيع عملا بما يقتضيه مذهبه الوهابي وذلك سنة 1344 للهجرة وكنا سنة 1339 تشرفنا بزيارة هذا البيت ( بيت الأحزان ) إذ من الله علينا في تلك السنة بحج بيته وزيارة نبيه ومشاهد أهل بيته الطيبين الطاهرين في البقيع عليهم السلام ( 436 ) .

  ( 435 ) راجع : كشف الارتياب للسيد محسن الأمين ص 55 و 287 ط 2 ، وسائل الشيعة ج 2 / 922 ك الطهارة ب 87 من أبواب الدفن .
( 436 ) آل سعود يمحون الآثار الإسلامية في مكة والمدينة : فقد هدم آل سعود :
 1 - البيت الذي ولد فيه النبي محمد صلى الله عليه وآله بشعب الهواشم بمكة المكرمة .
 2 - هدموا بيت السيدة خديجة أم المؤمنين وأول امرأة آمنت بالرسول صلى الله عليه وآله والرسالة الإسلامية وبذلت كل أموالها في سبيل الدعوة الإلهية .
 3 - هدموا البيت الذي ولدت فيه الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء .
 4 - هدم آل سعود بيت أبى بكر ويقع بمحلة المسفلة بمكة .
 5 - هدم آل سعود بيت حمزة بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وآله أسد الله وأسد رسوله ويقع بيته في المسفلة بمكة .
 6 - هدم آل سعود بيت الأرقم وهو أول بيت تكونت فيه خلايا الثورة الإسلامية وكان الرسول صلى الله عليه وآله يجتمع فيه مع أصحابه سرا وهذا البيت يقع بجوار الصفا بمكة . . أما الآن فقد شيد في مكانه قصر أعطى لتاجر الفتاوى السعودية الباطلة عبدالملك بن إبراهيم ليتاجر به وذريته ويفسدون .
 7 - هدم آل سعود قبور الشهداء الواقعة في المعلى بأعلى مكة وبعثروا رفاتها
=>
 
 

- ص 303 -

. . . . . . .

  => 8 - هدم آل سعود قبور الشهداء في بدر .
 9 - هدم آل سعود البيت الذي ولد فيه الحسن والحسين عليهما السلام في المدينة .
 10 - سرق آل سعود الذهب الموجود في القبة الخضراء . في المدينة .
 11 - دمر آل سعود بقيع الغرقد الذي يرقد فيه الأئمة الأربعة من أهل البيت وهم الحسن بن على وزين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق عليهم السلام ، وزوجات النبي صلى الله عليه وآله وبناته وأولاده وجملة كبيرة من أصحابه .
 12 - هدموا بيت الأحزان الذي بناه الإمام على سيدة النساء فاطمة الزهراء لتبكى على أبيها فيه .
 13 - طموا المكان الذي ربضت فيه ناقة الرسول صلى الله عليه وآله عند قدومه إلى المدينة .
 14 - مكتبات من أثمن المكتبات في العالم أحرقتها الهمجية السعودية بمكة والمدينة : فقد أحرق آل سعود " المكتبة العربية " الأثرية الإسلامية التاريخية العلمية التي كانت في مكة المكرمة وهى التي تعد من أثمن المكتبات في العالم إذ لا تقدر بالمال أبدا ، ولا بمليارات العملات . لقد كان بهذه المكتبة ( 000 و 60 ) من الكتب النادرة الوجود الجامعة لمختلف المناهل العلمية والتاريخية .
وفيها ( 000 و 40 ) مخطوطة نادرة الوجود من مخطوطات " جاهلية " خطت كمعاهدات بين طغات قريش واليهود وتكشف الغدر اليهودي وعدم ارتباط اليهود بالدين والوطن من قديم الزمان وتكشف مؤامرات اليهود على - النبي محمد صلى الله عليه وآله - وفيها وثائق خطت قبل الثورة المحمدية بمئات السنين وفيها ما يعطى فكرة ممتازة عن تلك الحضارات العربية القديمة . وفى هذه المكتبة وغيرها من مكتبات المدينة بعض المخطوطات المحمدية التي كتبت بخط النبي محمد في أيام كفاحه السري وهناك ما هو بخط على بن أبى طالب وأبى بكر وعمر وخالد بن الوليد وطارق بن زياد وعدد من الصحابة ، ومن هذه المخطوطات ما
يسجل
=>
 
 

- ص 304 -

. . . . . . .

  => العديد من الخطط الحربية التي أرسلها خالد بن الوليد لعمر بن الخطاب والتي أرسلها - عمر - لخالد والتي يظهر بعضها بعض الخلاف الاجتهادي في وجهات النظر . ومن تلك المخطوطات ما هو مخطوط على جلود الغزلان وعلى فرش من الحجارة وألواح من عظام فخوذ الإبل وغيرها من الوسائل القابلة للكتابة كالألواح الخشبية والفخارية والطين المصهور بالأفران . . والمكتبة العربية التاريخية في مكة المكرمة بالإضافة إلى كونها مكتبة نادرة فهي متحف أيضا يحتوى على مجموعة آثار ما قبل الإسلام وبعده ، وأنواع من أسلحة النبي محمد صلى الله عليه وآله وفيها آخر الأصنام المعبودة التي حطمتها الثورة المحمدية ، مثل اللات ، والعزى ، ومناة ، وهبل . . وغيرها . .

ويقول ناصر السعيد المختطف حاليا من قبل السلطات اليهودية السعودية : ويحدثنا أحد المشايخ المؤرخين المعاصرين ( ونمتنع عن ذكر اسمه خشية عليه من جهنم آل سعود ) فيقول : وكنت أزور هذه المكتبة مع والدي قبل الاحتلال السعودية وكان يرودها العديد من الدارسين ، فتقدم بعضهم بشكوى للحسين بن على يطلبون منه " إحراق بعض المخطوطات النادرة لان فيها كفريات " فقال لهم : ( أي الشريف حسين ) : " اننى معكم قد لا أو يد هذه الكفريات وبعض هذه المخطوطات هي ليست من حقي أو حقكم أو حق أي كائن من البشر إحراق التاريخ " ! .

وقال ان في هذه المكتبة وثائق تكشف أصل آل سعود بأنهم من اليهود الذين أسلموا . . وان فيها مخطوطات بأقلام مجموعة من الصحابة ومنهم عبدالله بن مسعود سجلوا فيها عددا من الآيات القرآنية الكريمة التي دار الصراع عليها وقال التجار انها " منسوخة " وقال الفقراء في اللجنة انها غير " منسوخة " من القرآن الكريم ، وفى تلك المخطوطات اتهام واضح لعثمان بن عفان في محاولاته حذف آيات من القرآن الكريم ويرى عدم تسجيلها في المصحف الذي شكلت لجنة لتحقيقه الذي أمر بجمعه - في عهده - من أفواه وصدور الرواة من حفظة القرآن ومن السجلات الجلدية وغيرها =>

 
 

- ص 305 -

. . . . . . .

  => ويتابع الثائر المقدام ناصر السعيد نقلا عن ذلك المؤرخ قائلا : وقال المؤرخ : ان من هذه الآيات التي رأى عثمان عدم إثباتها في القرآن واعتبارها آيات منسوخة تلك الآيات التي تقطع في اعطاء الفقراء حقوقهم ودعوتهم للقتال من أجلها ، وكذلك مساواة النساء بالرجال ومساواة الناس أجمعين ودعوة المغلوبين على أمرهم لأخذ حقوقهم بقوة القتال ، وان من تمتع بحقوق الناس فهو باغ وان الناس شركاء في الخير والشر والسراء والضراء ، وان ملكية الأشياء والأرض مشاعة ، وان الملوك بغاة . . إلى غير ذلك . .

وقال ناصر السعيد نقلا عن ذلك المؤرخ : وقال : ان بعض هذه المخطوطات كانت بخط الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود وهو من أوائل الذين رافقوا النبي محمد صلى الله عليه وآله ومن المسؤولين عن " لجنة " أو جماعة الأشراف التي تشكلت في عهد عثمان لجمع القرآن في كتاب موحد ، وكان ابن مسعود ممن يعبرون عن رأى محمد وعلى والكادحين لكونه من رعاة الأغنام فشهر ابن مسعود سيفه بوجه " يمين " اللجنة وبحضور عثمان وقال : ما معناه والله لا أعيدن سيفي إلى غمده حتى تعيدون للقرآن آية - الكنز التي تأمر بحرق أصحاب الأموال بالنار - . . . ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) " انتهى كلامه .

راجعه في كتابه تاريخ آل سعود ج 1 / 158 - 160 ط بيروت . وكذلك راجع جملة من جرائمهم في كتاب : كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب ص 55 و 187 و 324 و 86 ، أعيان الشيعة ج 2 / 7 ، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج 1 / 81 ، آل سعود من أين إلى أين ص 47 ، مذكرات مستر هنفر .

أقول : في سنة 1389 ه‍ تشرفت بزيارة الرسول صلى الله عليه وآله وأهل بيته ورأيت جملة من الأماكن المقدسة والآثار القديمة والتي الآن أعفى أثرها ومن جملتها : أنى زرت قبر السيدة فاطمة بنت أسد أم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والتي ربت الرسول صلى الله عليه وآله بعد والدته وجده وكان يعبر عنها بامه قال السمهودي : " لما استقر بفاطمة وعلم بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله قال إذا توفيت فأعلموني ، فلما توفيت خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فأمر بقبرها فحفر =>

 
 

- ص 306 -

. . . . . . .

  => في موضع المسجد الذي يقال له اليوم قبر فاطمة ، ثم لحد لها لحدا ، ولم يضرح لها ضريحا فلما فرغ منه نزل فاضطجع في اللحد وقرأ فيه القرآن ثم نزع قميصه فأمر ان تكفن فيه ، ثم صلى عليها عند قبرها فكبر تسعا وقال : ما أعفى أحد من ضغطة القبر الا الا فاطمة بنت أسد . . . قال السمهودي قلت : وقوله في موضع المسجد إلى آخره يقتضى انه كان على قبرها مسجد يعرف به في ذلك الزمان " . وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج 3 / 897 .

أقول : زرت هذا المرقد الطاهر الذي شرفه الرسول صلى الله عليه وآله بالاضطجاع فيه وكان هذا المرقد حجرة مبنية من الطين قد أردمت من جوانبها الأربع وفى سنة 1400 ه‍ تشرفت بزيارة الرسول صلى الله عليه وآله أيضا ومررت على هذا المكان فلم أرى أثرا لذلك القبر الشريف فقد حرثه آل سعود وأنشأوا مكانه عمارات شاهقة فنادق وغيرها وهذا مرقد وأثر واحد من مئات بل آلاف الأماكن المقدسة التي كانت في مكة والمدينة لا نجد لها في يومنا هذا عين ولا أثر فبعد احتلال آل سعود . . مكة والمدينة أذهبوا بتلك الآثار والأماكن المشرفة وحققوا أهداف أجدادهم اليهود في القضاء على الإسلام ومآثره . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .

من أراد مزيد الاطلاع على فساد مذهب الوهابية ، وجواز زيارة القبور ، والدعاء عندها ، والتبرك بها ، والنذور ، وجواز نقل الميت ، وجرائم آل سعود من حرقهم للآثار الإسلامية ، وهدم القبور وعمالتهم للاستعمار وغيرها من الجرائم . فاليرجع إلى : تاريخ آل سعود ج 1 ط بيروت لناصر السعيد ، كشف الارتياب للسيد محسن الأمين ط بيروت ، هكذا رأيت الوهابيين ، هذه هي الوهابية ، الغدير للأميني ج 5 / 66 - 207 ، مذكرات مستر هنفر الجاسوس البريطاني في البلاد الإسلامية وغيرها من عشرات المصادر . ( * ) 

 
 
 

مكتبة الشبكة

الصفحة التالية

الصفحة السابقة

فهرس الكتاب