النص
والاجتهاد - السيد شرف الدين ص
323
: - |
|
[ المورد - ( 49 )
- : أسرى حنين ]
لما نصر الله عبده ورسوله صلى الله
عليه وآله على هوازن يوم حنين ، وفتح الله له يومئذ
فتحه المبين نادى مناديه : ان لا يقتل أسير من القوم ،
فمر عمر بن الخطاب برجل من الأسرى يعرف بابن الاكوع
وهو مغلول ، وكانت هذيل بعثته يوم الفتح إلى مكة عينا
لها على رسول الله يتجسس أخباره وأخبار أصحابه ،
فيخبرها
بما يكون منهم قولا وفعلا ، فلما رآه عمر قال - كما
نص عليه شيخنا المفيد في غزوة حنين من ارشاده - : هذا
عدو الله كان عينا ، علينا ها هو أسير فاقتلوه فضرب
بعض الأنصار عنقه ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله
عليه وآله لامهم على قتله ، وقال : ألم آمركم ان لا
تقتلوا أسيرا . آه ( 462 ) .
وقتلوا بعده من أسرى
حنين - كما في ارشاد شيخنا المفيد أيضا - جميل بن معمر
بن زهير ( قال ) فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله
إلى الأنصار وهو مغضب يقول لهم : ما حملكم على قتله ،
وقد جاءكم رسولي أن لا تقتلوا أسيرا ؟ فاعتذروا بأنا
انما قتلناه بقول عمر ، فأعرض رسول الله صلى الله عليه
وآله حتى كلمه عمير بن وهب في الصفح عن ذلك ( 463 ) .
قلت : وممن قتل في حنين امرأة من هوازن قتلها خالد بن
الوليد فساء رسول الله صلى الله عليه وآله قتلها إذ مر
بها والناس مجتمعون عليها ، فقال لبعض أصحابه : أدرك
خالدا فقل له : ان رسول الله ينهاك أن تقتل وليدا أو
امرأة أو عسيفا - أي أجيرا - هكذا رواه ابن إسحاق
منقطعا ( 464 ) .
وقد قال الإمام أحمد ( 1 ) : حدثنا
أبو عامر عبدالملك بن عمرو وحدثنا المغيرة بن
عبدالرحمن عن أبي الزناد قال حدثني المرقع بن صيفي عن
جده رباح بن ربيع أخي بني حنظلة الكاتب انه أخبره انه
رجع رسول الله صلى الله عليه وآله
|
(
462 ) الارشاد للشيخ المفيد ص 76 ط الحيدرية .
( 463 ) غضب
النبي على بعض أصحابه : الارشاد للشيخ المفيد ص 76 ط
الحيدرية .
( 464 ) النبي يستاء من خالد : الكامل لابن
الأثير ج 2 / 180 ، السيرة النبوية لابن هشام ج 4 /
100 .
( 1 ) فيما نقله ابن كثير في آخر غزوة حنين من
كتابه البداية والنهاية ( منه قدس
) ( * ) . |
|
|
في غزوة غزاها وعلى مقدمته خالد بن الوليد ، فمر رباح وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله على امرأة
مقتولة مما أصابت المقدمة ، فوقفوا ينظرون إليها
ويتعجبون من خلقها حتى لحقهم رسول الله صلى الله عليه
وآله على راحلته ، فانفرجوا عنها فوقف رسول الله صلى
الله عليه وآله فقال : ما كانت هذه لتقاتل ، فقال
لأحدهم : الحق خالدا فقل له : لا تقتلن ذرية ولا عسيفا
، وكذلك رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث
المرقع بن صيفي ( 465 ) .
|
( 465 ) سنن
ابن ماجة ج 2 / 948 ح 2842 . وقريب من هذا في :
الغدير
ج 7 / 168 . الفرار من الزحف |
|
|
|