النص
والاجتهاد - السيد شرف الدين ص
383
: - |
|
[ المورد
- ( 70 ) - : عهده بالشورى ]
يوم دنى أجل عمر فجعلها في
ستة ، زعم ان أخا النبي ووصيه أحدهم
وهو بعد النبي خير
البرايا * والسما خير ما بها قمراها
وهو في آية التباهل نفس * المصطفى ليس غيره إياها
وهما مقلتا العوالم يسرا * ها علي وأحمد يمناها
انما المصطفى
مدينة علم * وهو الباب من أتاه أتاها ( 547 )
فيا
لله والشورى ، متى اعترض الريب فيه مع الأول منهم ،
حتى صار يقرن إلى هذه النظائر ، لكنه ، - بأبي وأمي -
أسف إذ أسفوا ، فصغى رجل منهم لضغنه - هو سعد - ومال
الآخر - عبدالرحمن - لصهره - عثمان - مع هن وهن ( 3 )
. إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه ، بين نثيله
ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة
الإبل نبتة الربيع ، إلى أن انتكث عليه فتله ، وأجهز
|
(
547 ) هذه الأبيات للشيخ كاظم
الازري من قصيدته الهائية المعروفة بالازرية .
( 3 ) إشارة إلى أحداث فظيعة كره عليه السلام التصريح بها .
وهى كما قيل : - على هنوات شوها متتابع - ( منه قدس
) ( * ) . |
|
|
عليه عمله ، وكبت به بطنته ، وكانت الفتنة ( 548 ) .
ولهذه الشورى لوازم سيئة ، وعواقب شر ، كانت من أضر
العواقب في الإسلام ، وكان لعمر فيها متناقضات يربأ -
بالفاروق - عن مثلها . وذلك انه لما طعن ( 1 ) ويئس من
الحياة ، وقيل له : لو استخلف . قال : لو كان أبو
عبيدة حيا استخلفته ، لأنه أمين هذه الأمة ( 2 ) ولو
كان سالم مولى أبي حذيفة حيا استخلفته ، لأنه شديد
الحب لله تعالى ( 3 )
فذكر له ابنه عبدالله فأبى أن
يستخلفه فخرج القوم ثم رجعوا إليه فقالوا له : يا أمير
المؤمنين لو عهدت عهدا فقال : قد كنت أجمعت بعد مقالتي
الأولى ان أولي أمركم رجلا هو أحراكم أن يحملكم على
الحق ، - يشير إلى علي عليه السلام - فقالوا له : ما
يمنعك منه ؟ . قال : لا أتحملها حيا وميتا ! .
ثم قال
: عليكم بهؤلاء الرهط ، علي . وعثمان . وعبد الرحمن .
وسعد . والزبير . وطلحة . فلتشوروا بينهم ، وليختاروا
واحدا منهم ، فإذا ولوه فأحسنوا مؤازرته وأعينوه ، ثم
استدعى أولائك الرهط فقال لهم : إذا أنا مت فليصل
بالناس صهيب ، وتشاوروا أنتم ثلاثة أيام
|
(
548 ) من مضمون كلام الإمام أمير المؤمنين عليه
السلام من خطبة الشقشقية . راجع نهج البلاغة الخطبة -
3 - ص 34 .
( 1 ) صبح الأربعاء لأربع بقين من " حج "
سنة 23 ومات بعد ثلاث ودفن يوم الأحد ( منه قدس ) .
(
2 ) ان كان أبو عبيدة أمين هذه الأمة - كما يحدثون -
فعلى عليه السلام أولى بالأمة من نفسها كما يعلمون ،
وقد بخبخ له عمر يومئذ فيمن يبخبخون ( منه قدس ) .
( 3
) ما أظنه نسى رجوعه بعد رجوع صاحبه باللواء من خيبر فشلين كئيبين ، ولا نسى بشارة النبي صلى الله عليه
وآله بالفتح المبين على يد على ، ولا قوله صلى الله
عليه وآله يومئذ معرضا : أما والله لأعطين الراية غدا
رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه
الله ورسوله . وفى رواية :
كرار غير فرار ( منه قدس ) ( * ) . |
|
|
ولا يأت اليوم الرابع
إلا وعليكم أمير منكم .
ثم أمر
أبا طلحة الأنصاري ان يختار خمسين رجلا من الأنصار
يقومون معه مسلحين على رؤوس الستة حتى يختاروا رجلا
منهم في ثلاثة أيام من موته وأمر صهيبا ان يصلي في
الناس تلك المدة ، وان يدخل أولائك الستة بيتا فيقوم
عليهم بسيفه مع أبي طلحة وأصحابه ، وقال له : ان اجتمع
خمسة وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف ، وان اتفق أربع
وأبى اثنان فاضرب رأسيهما ، وان افترقوا ثلاثة وثلاثة
فالخليفة في الذين فيهم عبدالرحمن ، واقتلوا أولائك ان
خالفوا ، فان مضت الثلاثة أيام ولم يتفقوا على واحد
منهم فاضربوا أعناق الستة ( 1 ) ، ودعوا الأمر شورى
بين المسلمين يختارون لأنفسهم من شاؤوا . هذا ملخص عهد
الشورى ( 549 ) .
وإذا كان كارها لتحملها كما يقول ،
فلم زج نفسه بما فر منه ، وألقى بيده إليه ، على أسوأ
الوجوه ، وأشدها ضررا وخطرا ؟ ! . حيث اختص من
الأمة
|
(
1 ) وما يدريك لعلها استخفافه بدمائهم أوجب استخفاف
قاتلي عثمان بدمه : واستخفاف الخوارج يومي الجمل بالبصرة .
وفى النهروان وصفين بقتال على وقتله ؟ واستخفاف يزيد
بدم سيد الشهداء في كربلاء فان الفاروق منزلته القدوة
ولاسيما عند هؤلاء كما لا يخفى ( منه قدس ) .
( 549 )
عهده في الشورى على هذه الكيفية التي لخصناها ثابت
بالتواتر . وقد ذكره ابن الأثير حيث ذكر قصة الشورى في
حوادث سنة 23 من الجزء الثالث من كامله وابن جرير في
حوادث تلك السنة من كتابه تاريخ
الأمم والملوك . وابن
أبى الحديد في شرح خطبة الشقشقية ص 62 من المجلد الأول
من شرح النهج وسائر أهل
الأخبار ( منه ) . تاريخ
الطبري ج 5 / 33 ، الكامل لابن
الأثير ج 3 / 34 .
وقريب منه في : الطبقات لابن سعد ج 3 /
338 ( * ) . |
|
|
كلها ستة ، ووصفهم بما يمنع استخلافهم مما لم نذكره
( 550 ) ثم رتب الأمر ترتيبا يوجب استخلاف عثمان على
كل حال ( 1 ) وأي صور التحمل يكون أكثر من هذا ؟ .
وما
الفرق بين ان يعهد بها إلى عثمان توا أو يفعل ما فعل
من الحصر والترتيب المؤدي إلى خلافة عثمان ، وقتل من
يخالف ؟ وليته عهد بها إليه ، أو إلى من يشاء ولم يوقف
ذلك العبد صهيبا على رؤوسهم مع أبي طلحة وشرطته مصلتي
سيوفهم لقتلهم إذا خرجوا من تلك الخطة الضيقة الحرجة
التي خطها لهم .
ولو عهد بها توا إلى من شاء ، ما رأته
الأمة مستخفا بدمائهم ، لا يتأثم ولا يتحرج ، ولا يأبه
لسفكها ( 2 ) ولا رأته الأمة يمتهنهم بتقديم العبد
صهيب في الصلاة على جنازته ، وفي الصلوات الخمس .
وكأنه ما اكتفى بما ألحق بهم من الهوان والامتهان ،
بقوله : لو كان أبو عبيده حيا لاستخلفته ، ولو كان
سالما حيا لاستخلفته ، تفضيلا لهم على الستة
)
|
(
550 ) راجع ما وصفهم به في ص 72 من المجلد الأول من
شرح
النهج الحميدى . فهناك العجب العجاب ( منه قدس ) .
تاريخ الطبري ج 5 / 35 .
( 1 ) فلهذا قال على عليه
السلام : عدلت عنا . فقال عمه العباس - كما في
كامل
ابن الأثير وتأريخ ابن جرير وغيرهما - : وما علمك ؟
قال قرن بي عثمان ، وقال : كانوا مع الأكثر ، فان
اختار رجلان رجلا ورجلان رجلا آخر ، فكانوا مع الذين
فيهم عبدالرحمن ، فسعد لا يخالف عمه عبدالرحمن أبدا ،
وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفان أبدا ، فلو كان
الآخران معا لم ينفعاني أه ( منه قدس ) .
( 2 ) مع ما
عظمه الله عزوجل من حرماتها في محكمات الكتاب ، وصحاح
السنن المتواترة وإجماع الأمة على بكرة أبيها ( منه
قدس) |
|
|
وفيهم أخو النبي ( 551 ) ووليه ( 552 ) ووارثه ( 553
) .
|
(
551 ) قد تواتر الأحاديث بالمؤاخات
بين النبي صلى الله عليه وآله والإمام على عليه السلام
. راجع منها : صحيح الترمذي ج 5 / 300 ح 3804 ،
كفاية
الطالب ص 193 و 194 ط الحيدرية وص 82 و 83 ط الغرى ،
الفصول المهمة لابن الصباغ ص 21 ،
تذكرة الخواص ص 20 -
24 ، مناقب علي بن أبي طالب لابن
المغازلي ص 37 ح 57 و
59 و 60 و 65 ، المناقب للخوارزمي ص 7 ،
نظم درر
السمطين للزرندي ص 94 و 95 ،
تاريخ الخلفاء للسيوطي ص
170 ، السيرة النبوية لابن هشام ج 2 / 108 ط بيروت ،
أسد الغابة ج 2 / 221 وج 3 / 137 وج 4 / 29 ،
شرح نهج
البلاغة لابن أبى الحديد ج 6 / 167 وج 18 / 24 بتحقيق
أبو الفضل وج 2 / 61 و 450 ط 1 إلى غيرها من عشرات
المصادر ولأجل المزيد راجع : سبيل النجاة في تتمة
المراجعات ص 113 تحت رقم 459 و 482 و 484
و 488 و 490 و 492 و 493 و
494 - 506 ط بيروت .
( 552 ) علي ولى النبي صلى الله
عليه وآله : المستدرك للحاكم ج 3 / 132 وصححه ،
تلخيص
المستدرك للذهبي بذيل المستدرك وصححه ،
مسند أحمد ج 5
/ 25 ح 3062 بسند صحيح ط دار المعارف ،
خصائص أمير
المؤمنين للنسائي ص 61 ط الحيدرية وص 15 ط بيروت وص 8
ط مصر ، ذخائر العقبى ص 87 ،
كفاية الطالب للكنجي
الشافعي ص 240 ط الحيدرية وص 155 ط الغرى ، المناقب
للخوارزمي ص 72 ، الإصابة لابن حجر ج 2 / 509 ،
ينابيع
المودة ص 34 ط اسلامبول وص 38 ط الحيدرية وج 1 / 33 ط
صيدا ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من
تاريخ دمشق
لابن عساكر ج 1 / 183 ح 249 و 251 ،
الرياض النضرة ج 2
/ 269 ، أنساب الأشراف
للبلاذري ج 2 / 106 ، فضائل
الخمسة ج 1 / 230 ، الغدير ج 1 / 51 وج 3 / 197 ،
مناقب علي بن أبي طالب لابن
المغازلي ص 277 - ميزان
الاعتدال ج 2 / 75 ، سبيل النجاة في تتمة المراجعات
تحت رقم ( 503 ) ط بيروت .
( 553 ) علي وارث النبي صلى
الله عليه وآله : كفاية الطالب للكنجي ص 261 ح 309 ،
ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن
عساكر ج 1 / 89 ح 141 و 148 ، ينابيع المودة ص 53 و
114 ط اسلامبول وص 59 و 135 ط الحيدرية ،
فتح الملك
بصحة حديث باب مدينة العلم علي
=> |
|
|
ووصيه ( 554 ) وهارون هذه
الأمة ( 555 ) وأقضاها (
556 ) .
|
=> ص 19 ط
الإسلامية وص 48 ط
الحيدرية ، الرياض النضرة ج 2 / 234 .
ولأجل المزيد من
المصادر راجع : سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم
( 718 و 503 ) .
( 554 ) على وصى النبي صلى الله عليه
وآله : تاريخ الطبري ج 2 / 319 ،
الكامل لابن الأثير ج
2 / 62 ، شرح النهج لابن أبى الحديد ج 13 / 210 و 244
وصححه بتحقيق أبو الفضل ، السيرة الحلبية ج 1 / 311 ،
منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد
ج 5 / 41 و 42 ،
شواهد التنزيل للحسكاني ج 1 / 371 ح 514 و 580 ،
ترجمة الإمام علي بن أبي طالب لابن عساكر ج 1 / 85 ح 139 و
140 و 141 . ولأجل المزيد من المصادر راجع :
سبيل
النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم ( 459 و 717 و 718 و
719 ) وقد عقد القندوزي الباب الخامس عشر من
ينابيع
المودة في وصية الرسول لعلي ص 78 ط اسلامبول .
( 555 )
على هارون هذه الأمة : شواهد التنزيل
للحسكاني ج 1 /
368 ، مناقب علي بن أبي طالب لابن
المغازلي ص 328 ،
ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من
تاريخ دمشق لابن
عساكر ج 1 / 107 ، سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت
رقم ( 473 و 374 و 375 و 376 ) .
( 556 ) علي أعلم
الأمة وأقضاها : قول الرسول صلى الله عليه وآله : "
أعلم أمتي من بعدى علي بن أبي طالب " . راجع :
كفاية
الطالب ص 332 ط الغرى ، المناقب للخوارزمي ص 39 و 40 ،
مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 / 43 ،
كنز العمال ج 6 /
153 و 156 ، الغدير ج 3 / 96 ،
كنوز الحقائق ص 18 ،
فرائد السمطين ج 1 / 97 ح 66 .
قول الرسول صلى الله
عليه وآله : " أقضى أمتي علي " : يوجد في :
المناقب
للخوارزمي ص 41 ، الغدير ج 3 / 96 ،
مصابيح السنة
للبغوي ج 2 / 277 ، الرياض النضرة ج 2 / 198 ،
فتح
الباري ج 8 / 136 ، بغية الوعاة ص 447 ، ينابيع المودة
ص 75 اسلامبول .
قول الرسول صلى
الله عليه وآله : " أقضاكم علي " : يوجد في : الغدير ج
3 / 96 ، الاستيعاب هامش
الإصابة ج 3 / 38 ، المواقف
=> |
|
|
وباب دار
الحكمة ( 557 ) وباب مدينة العلم ( 558 ) ومن عنده علم
الكتاب ( 559 ) .
|
=>
للقاضي
الايجي ج 3 / 276 ، شرح ابن أبى الحديد ج 2 / 235 ط 1
، مطالب السئول ص 23 ،
تمييز الطيب من الخبيث ص 25 ،
كفاية الشنقيطي ص 46 .
قول ابن عباس : " أعلمنا
بالقضاء وأقرأونا للقرآن علي بن أبي طالب " . يوجد في
: شواهد التنزيل للحسكاني ج 1 / 25 ح 21 .
قول عمر بن
الخطاب : " على أقضانا " : يوجد في : ترجمة
الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 / 27 ح 1054
و 1055 و 1056 و 1057 و 1058 و 1059 و 1060 و 1061 و
1062 ط بيروت ، حلية الأولياء ج 1 / 65 ،
صحيح البخاري
ك التفسير ج 6 / 23 ، المستدرك للحاكم ج 3 / 305 ،
أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 / 97 ح 21 و 23 ،
إحقاق
الحق ج 8 / 61 ، الاستيعاب بهامش
الإصابة ج 3 / 39 و
40 ، الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 /
339 و 340 ، تذكرة الحفاظ ج 3 / 38 ،
أخبار القضاة ج 1 / 88 ،
المناقب للخوارزمي ص 47 ،
أسنى المطالب للجزري ص 72 ،
البداية والنهاية ج 7 / 359 ، تاريخ الخلفاء ص 115 ،
الغدير ج 3 / 97 .
قول عبدالله بن مسعود : " أقضى أهل
المدينة علي بن أبي طالب " : يوجد في : ترجمة
الإمام
علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 / 34 ح
1063 و 1064 و 1065 و 1066 و 1067 و 1068 و 1069 ط
بيروت ، أنساب الأشراف
للبلاذري ج 2 / 97 ح 22 ،
الطبقات الكبرى ج 2 / 338 ،
الاستيعاب بهامش الإصابة ج
3 / 39 و 41 ، شواهد التنزيل للحسكاني ج 1 / 24 ح 20 ،
المستدرك للحاكم ج 3 / 135 ،
أخبار القضاة ج 1 / 89 ،
إحقاق الحق ج 8 / 57 ، الرياض النضرة ج 2 / 209 ط 1 ،
مجمع الزوائد ج 9 / 116 ، فتح الباري ج 8 / 59 ،
المناقب للخوارزمي ص 47 ،
أسنى المطالب للجزري ص 73 ،
تمييز الخبيث من الطيب ص 25 .
( 557 ) سوف يأتي مصادره
تحت رقم ( 912 ) .
( 558 )
سوف يأتي مع مصادره تحت رقم ( 910 ) .
( 559 ) إشارة
إلى الآية الكريمة : ( قُلْ
كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ
عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ )
=> |
|
|
على أن سالما لم يكن من قريش ، ولا من العرب ، وانما
هو أعجمي من اصطخر أو من كرمد ، وكان عبدا مملوكا
لزوجة أبو حذيفة بن عتبة ، واسمها ثبيتة بنت يعار بن
زيد بن عبيد ابن زيد الأنصاري الأوسي ( 1 ) وقد انعقد
|
=>
سورة الرعد : 43 . والذي عنده علم
الكتاب هو علي بن أبي طالب عليه السلام كما رواه عن
الرسول صلى الله عليه وآله كل من : أبى سعيد الخدري ،
وابن عباس . وروى أيضا عن أبى جعفر عليه السلام وابن
الحنفية وأبى صالح . راجع : شواهد التنزيل للحسكاني ج
1 / 306 ح 422 و 423 و 424 و 425 و 426 و 427
المناقب
لابن المغازلي ص 314 ح 358 ، تفسير
القرطبي ج 9 / 336
، ينابيع المودة ص 102 ط اسلامبول ،
دلائل الصدق ج 2 /
134 .
الإمام علي أعلم بعلوم القرآن من غيره : فقد عقد
الحاكم الحسكاني الحنفي في كتابه
شواهد التنزيل فصلا
خاصا بذلك روى فيه عدة أحاديث فراجع ج 1 /29 ، ما بعدها حديث : 28 و
29 و 30 و 31 و 32 و 33 و 34 و 35 و 36 و 37 و 38 و 39
و 40 و 41 - 48 ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من
تاريخ دمشق ج 3 / 20 ح 1035 و 1036 و 1037 و 1038 و
1039 و 1040 و 1043 و 1044 و 1045 و 1046 و 1047 و
1048 و 1049 و 1050 و 1051 و 1052 وراجع أيضا :
الغدير
ج 6 / 193 ، تفسير ابن كثير ج 4 / 231 ،
جامع بيان
العلم ج 1 / 114 ، الرياض النضرة ج 2 / 198 ،
تاريخ
الخلفاء للسيوطي ص 124 ،
الإتقان ج 2 / 319 ، تهذيب
التهذيب ج 7 / 338 ، فتح الباري ج 8 / 485 ،
عمدة القاري ج 9 / 167 ،
مفتاح السعادة ج 1 / 400 ،
حلية الأولياء ج 1 / 68 ،
ينابيع المودة ص 74 وص 274 ،
الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 / 338 ، أنساب
الأشراف ج
2 / 98 ، مجمع الزوائد ج 9 / 116 و 288 ،
دلائل الصدق
ج 2 / 335 ، أسنى المطالب للجزري ص 73 الغدير ج 3 / 99
، الصواعق ص 76 ط 1 .
( 1 ) نص على ذلك
ابن عبد البر في ترجمة سالم
من الاستيعاب . وذكر ان هذا لم يختلف فيه ( منه قدس
) ( * ) .
|
|
|
الإجماع نصا وفتوى على عدم جواز عقد
الإمامة لمثله (
560 ) فكيف مع هذا يقول : لو كان سالم مولى أبي حذيفة
حيا استخلفته ( 1 ) ؟ .
على ان هذه الشورى قد
أنشأت
بين رجالها الستة من التنافس والفتن ما قد فرق جماعة
المسلمين ، وشق عصاهم ، إذ رأى كل من رجالها نفسه كفؤا
للخلافة ، ورأى أنه نظير الآخرين منها ، ولم يكونوا
قبل الشورى على هذا الرأي ، بل كان عبدالرحمن تبعا
لعثمان ، وسعد كان تبعا لعبد الرحمن ، والزبير انما
كان من شيعة علي ، والقائمين بنصرته يوم السقيفة على
ساق ، وهو الذي استل سيفه ( 561 ) ذودا عن حياض أمير
المؤمنين وكان فيمن شيع جنازة
|
(
560 ) صرح بانعقاد الإجماع نصا وفتوى على ذلك غير واحد من
الأعلام كالفاضل النووي في أول كتاب الإمامة من
شرح
صحيح مسلم ( منه قدس ) . والقاضي الايجى في
المواقف ،
وأبو الثناء في مطالع الأنظار ص 470 وراجع
الغدير
ج 7 / 140 .
( 1 ) اعتذروا
عنه بأنه انما قال ذلك عن اجتهاد كان منه ، ورأى أدى
إليه نظره . وممن صرح بهذا العذر صاحب
الاستيعاب في
ترجمة سالم . فراجع لتعلم أنهم كانوا لا توقفهم النصوص
عما يرون ( منه قدس ) .
( 561 ) أخرج أبو بكر أحمد بن
عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة حديثا طويلا أورده
ابن أبى الحديد في أول المجلد الثاني من
شرح النهج الحميدى جاء فيه ما هذا لفظه : ذهب عمر ومعه عصابة إلى
بيت فاطمة منهم أسيد بن خضير ، وسلمة بن أسلم ، فقال
لهم - أي لعلي ومن كان معه في البيت - : انطلقوا
فبايعوا فأبوا عليه وخرج إليهم الزبير بسيفه ، فقال
عمر : عليكم الكلب ، فوثب عليه سلمة بن أسلم فأخذ
السيف من يده فضرب به الجدار . . الحديث ( منه قدس ) .
شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 1 / 219 وج 6 / 9 و
11 و 19 و 40 و 47 و 48 و 49 ط بتحقيق أبو الفضل وج 1
/ 74 ط 1 . وكان الزبير في
يوم السقيفة آخذ بقائم سيفه
وهو يقول :
=> |
|
|
الزهراء عليها السلام ، وحضر الصلاة عليها إذ دفنت
سرا في ظلام الليل ( 1 ) بوصية منها ( 562 ) وهو
القائل على عهد عمر : والله لو مات عمر بايعت عليا (
563 ) لكن الشورى سولت له الطمع بالخلافة ، ففارق عليا
مع المفارقين ، وخرج
|
=> " لا أحد أولى
بهذا الأمر من ابن أبى طالب " . راجع :
الإمامة
والسياسة لابن قتيبة ج 1 / 57 ،
العقد الفريد ج 2 /
278 ، شرح النهج الحديدي ج 2 / 81 ط 1 ، الغدير ج 9 /
106 .
( 1 ) وصلى عليها علي عليه السلام ، ولم يؤذن
بها أبا بكر - كما أخرجه البخاري في غزوة خيبر ص 39 من
الجزء الثاني من صحيحه . وأخرجه مسلم في باب قول النبي
: لا نورث ما تركنا فهو صدقة ص 72 من الجزء الثاني من
صحيحه ( منه قدس ) .
( 562 ) دفنت بضعت المصطفى سرا في
ظلام الليل ولم يؤذن بها أبو بكر ولا عمر : راجع :
الشرف المؤبد للنبهاني ص ،
الإصابة لابن حجر ،
الاستيعاب بهامش الإصابة ج ،
أسد الغابة ،
كشف الغمة
ج 1 ص 504 ، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 6 / 49
و 50 وقال : والصحيح عندي أنها ماتت وهى واجدة على أبى
بكر وعمر وأنها أوصت ألا يصليا عليها .
( 563 ) أن
لعمر كلاما طويلا أشاد به على المنبر فقال فيه : ثم
أنه بلغني أن قائلا منكم يقول والله لو مات عمر بايعت
فلانا ، فلا يغترن امرؤ أن يقول انما كانت بيعة أبى
بكر فلتة وتمت ، الا وأنها كانت كذلك ، ولكن الله وقى
شرها إلى آخر كلامه . وقد أخرجه البخاري عنه في باب
رجم الحبلى من الزنى إذا أحصنت 119 من الجزء الرابع من
صحيحه . وذكر القسطلانى في شرح هذا الحديث من كتابه -
ارشاد الساري - ان الزبير بن العوام كان يقول : لو مات
عمر بايعت عليا فقد كانت بيعة أبى بكر فلتة وتمت فبلغ
عمر قوله فغضب وخطب تلك الخطبة وهذا ما صرح به شارحوا
البخاري أجمع ( منه قدس ) . راجع : شرح نهج البلاغة
لابن أبى الحديد ج 2 / 23 و
26 و 29 بتحقيق أبو الفضل ، تاريخ الطبري ج 3 / 205 ،
الكامل ج 2 / 327
( * ) . |
|
|
عليه يوم الجمل
الأصغر ( 564 ) ويوم الجمل الأكبر مع
الخارجين ( 565 ) . كما أن عبدالرحمن بن عوف ندم على
ما فعله من إيثار عثمان على نفسه بالخلافة ، ففارقه
وعمل على خلعه فلم يأل جهدا ، ولم يدخر وسعا في ذلك .
لكنه لم يفلح ( 566 ) .
وقد علم الناس ما كان من طلحة
والزبير من التأليب على عثمان ( 567 ) وانضمام عائشة
في ذلك اليهما نصرة لطلحة ، وأملا منها برجوع الخلافة
إلى تيم . وكانت تقول : " اقتلوا نعثلا فقد كفر " (
568 ) .
|
(
564 ) تاريخ الطبري ج 4 / 474
، أسد الغابة ج 2 / 38 ،
شرح النهج لابن أبى الحديد 2
/ 38 ط 1 ، أنساب الأشراف ج 2 / 288 .
( 565 ) راجع :
كتاب صفين لنصر ابن مزاحم ،
أحاديث أم المؤمنين عائشة
ق 1 ص 121 - 200 .
( 566 ) الغدير
للأميني ج 9 / 86 ،
أنساب الأشراف للبلاذري ج 5 / 57 ،
العقد الفريد ج 2 /
258 و 261 و 272 ، تاريخ أبى الفداء
ج 1 / 166 ،
تاريخ الطبري ج
5 / 113 ، الكامل لابن
الأثير ج 3 / 70 ، شرح نهج
البلاغة لابن أبى الحديد ج 1 / 65 و 66 و 165 و 63 و
64 ط 1 .
( 567 ) تأليب طلحة والزبير على عثمان : راجع
: الغدير للأميني ج 9 / 91 - 109 ،
شرح نهج البلاغة
لابن أبى الحديد ج 2 / 506 ، تاريخ الطبري ج 5 / 139 و
122 و 43 و 165 و 154 راجع بقية المصادر
الغدير .
(
568 ) أرجافها بعثمان وانكارها عليه ونبذها اياه ،
وقولها اقتلوا نعثلا فقد كفر مما لا يخلوا منه كتاب
يشتمل على تلك الحوادث وقد أنبها بعض معاصريها فقال :
فمنك البداء ومنك الغير * ومنك
الرياح ومنك المطر
وأنت أمرت بقتل الإمام * وقلت لنا : انه قد كفر
إلى
آخر الأبيات وهى في ص 80 من ج 3 من
كامل ابن الأثير
حيث ذكر وقعة الجمل ( منه قدس )
=> |
|
|
وقد عمل هؤلاء وأولياؤهم من
الإنكار على عثمان ، ما
أهاب بأهل المدينة وأهل الأمصار إلى خلعه وقتله ( 569
) فلما قتل وبايع الناس عليا كان طلحة والزبير أول من
بايع ( 570 ) لكن مكانتها في الشورى أطمعتهما بالخلافة
، وحملتهما على نكث البيعة ، والخروج على الإمام ،
فخرجا عليه ، وخرجت معهما عائشة طمعا باستخلاف طلحة ،
وكان ما كان في البصرة وصفين والنهروان من الفتن
الطاغية ، والحروب الطاحنة : وكلها من آثار الشورى ،
حيث صورت أندادا لعلي ينافسونه في حقه ، ويحاربونه
عليه ، بل نهبت معاوية إلى هذا ، وأطمعته بالخلافة ( 1
) فكان معاوية وكل واحد من أصحاب الشورى عقبة كؤودا في
|
=>
تاريخ الطبري ج 4 / 459 ،
الكامل في
التاريخ لابن الأثير ج 3 / 206 ،
تذكرة الخواص للسبط
بن الجوزي ص 61 و 64 ، الإمام والسياسة لابن قتيبة ج 1
/ 49 وفيه ( فجر ) بدل ( كفر ) ،
السيرة الحلبية ج 3 /
286 ، أحاديث أم المؤمنين عائشة للعسكري ق 1 ص 105 ،
المناقب للخوارزمي ص 117 ط الحيدرية ،
الغدير ج 9 / 80
و 81 .
( 569 ) الغدير
للأميني ج 9 / 198 وما بعدها
وراجع بقية المصادر فيه .
( 570 ) أول من بايع عليا
طلحة والزبير : راجع : المعيار والموازنة للاسكافي ص
22 و 51 ، تذكرة الخواص ص 57 ،
الطبقات الكبرى لابن
سعد ج 3 / 31 ، تاريخ الطبري ج 5 / 152 و 157 و 199 ،
الكامل لابن الأثير ج 3 / 98 ط دار الكتاب العربي ،
مروج الذهب للمسعودي ج 2 / 364 ط بيروت ،
أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 / 205 ح 250 و 272 و 275 ط بيروت
.
( 1 ) أخرج أبو عثمان في كتاب السفيانية - كما في ص
62 من المجلد الأول من شرح النهج الحميدى - عن معمر بن
سليمان التميمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس
قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول لأهل الشورى : إنكم ان
تعاونتم وتوازرتم وتناضحتم أكلتموها وأولادكم ، وان
تحاسدتم وتقاعدتم وتدابرتم وتباغضتم غلبكم على هذا
الأمر معاوية بن أبى سفيان ، وكان معاوية يومئذ أمير
الشام من قبل عمر . ولا يخفى ما في هذه الكلمة من
ترشيح معاوية وحمله على طلب الخلافة بكل ما لديه من
=> |
|
|
سبيل ما يتبغيه
الإمام من إصلاح الخلائق ، وإظهار
الحقائق ( 571 ) . على أن الشورى أغرت الأمة بعثمان (
1 ) وبذرت بذورا أجذرت بعد قتله فاستغلها الناكثون
والقاسطون والمارقون ( 572 ) .
والعجب العجاب أمره
بقتل الستة - الذين رشحهم يوم الشورى لانتخاب أحدهم
خليفة عنه - إذا لم ينفذوا عهده هذا قبل انتهاء اليوم
الثالث من وفاته . وي ، وي . ما كنا لنؤمن أو لنجوز
عليه الأمر بقتل هؤلاء الستة ، أو واحد منهم بمجرد
تأخر انفاذ عهده عن اليوم الثالث من وفاته ! ! .
|
=> خول وطول ، وفعل وقول ، ومكر وخداع . على
أن مصير الخلافة بعد عمر إلى عثمان كاف في مصيرها بعد
عثمان إلى معاوية ، ولذلك رتب عمر عهده بالشورى ترتيبا
ينتج استخلاف عثمان كما بيناه . وبالجملة لم يقض عثمان
نحبه حتى صور خمسة يكافئون عليا وينافسونه في حقه ،
ويحاربونه عليه ولم يكتف بهذا حتى أغرى معاوية وأطعمه
في الأمر كما لا يخفى على أولى النظر ( منه قدس ) .
(
571 ) الغدير ج 7 / 146 ، البيان والتبيين للجاحظ ج 2
/ 85 راجع بقية المصادر في الغدير .
( 1 ) حيث ان عمر
قال يوم عهده بالشورى لعثمان : كأني بك وقد قلدتك قريش
هذا الأمر ، فحملت بني أمية وبني أبى معيط على رقاب
الناس ، وآثرتهم بالفئ فسارت إليك عصابة من ذؤبان
العرب فذبحوك على فراشك ذبحا ، والله لئن فعلوا لتفعلن
، وان فعلت ليفعلن : ثم أخذ بناصية عثمان فقال : إذا
كان كذلك فاذكر قولي فانه كائن . أه .
( قال ) ابن
أبى الحديد بعد نقل هذا الخبر في ص 22 من المجلد الأول
من شرح النهج ذكر هذا الخبر كله شيخنا أبو عثمان في
كتاب السفيانية ، وذكره جماعة غيره في فراسة عمر .
(
قلت ) : وهذا مما يؤيد نظرتنا في أن عمر انما أراد من
خلافة عثمان تمهيد الأمر لمعاوية علما منه أنه سيقتل
فيفتح لمعاوية طريقا مهيعا يوصله إلى الخلافة بل
هو مجرد خلافة عثمان طريق
لحب يوصله إلى الخلافة ( منه قدس ) .
( 572 ) الناكثون
: أصحاب الجمل . والقاسطون : أهل صفين . والمارقون :
أهل
=> |
|
|
لكن الحقيقة في الواقع أنه أمر بقتلهم مرتاحا إلى
ذلك ، مطمئنا إليه كل الاطمئنان ، وأوعز إلى أبي طلحة
الأنصاري وجنوده بهذا الأمر ، وشدد عليهم وعلى صهيب في
انفاذه .
والمسلمون بمنظر وبمسمع * لا منكر منهم ولا متفجع
وهذا غاية ما تمادى به الفاروق . ومضى فيه على
غلوائه ، وقد كان من أعرف الناس بمكانة السنة من
الصحبة ، وشهد يومئذ بأن رسول الله صلى الله عليه وآله
مات راضيا عنهم ( 573 ) .
على أن في الستة من هو من
رسول الله كالصنو من الصنو ، والذراع من العضد ( 574 )
وكان منه بمنزلة هارون من موسى الا أنه ليس بنبي ( 575
) ولكنه
|
=> النهروان وقد وردت الرواية عن
النبي صلى الله عليه وآله بأمر الإمام علي بن أبي طالب
بقتال هؤلاء الطوائف الثلاث : راجع :
المستدرك للحاكم
ج 3 / 139 ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من
تاريخ
دمشق لابن عساكر ج 3 / 168 ح 1205 - 1208
المناقب للخوارزمي ص 110 و
122 و 125 . راجع بقية المصادر ،
سبيل النجاة في تتمة
المراجعات ص 163 تحت رقم ( 597 ) ،
المعيار والموازنة
للاسكافي ص 37 و 55 وهذا الحديث من علامات النبوة وقد
عده أبو حاتم الرازي من علامات نبوته كما في كتابه
أعلام النبوة فصل - 5 - ص 110 .
( 573 ) تاريخ الطبري
ج 5 / 34 ، الكامل في التاريخ ج 3 / 35 .
( 574 ) (
575 ) سوف تأتى مصادره وراجع سبيل النجاة في تتمة
المراجعات ص 117 رقم ( 475 ) ط بيروت
. ( * ) |
|
|
الوزير ( 576 ) والوصي ( 577 ) وأبو السبطين ( 578 )
وصاحب بدر وأحد وحنين ( 579 ) ومن عنده علم الكتاب (
580 ) .
فما كان أغنى فاروق
الأمة عن تعريضه وتعريض
بقية الستة لهذا الخطر ، وهذه المهانة ، وقد كان في
وسعه أن لا يعهد إلى أحد ما فيذر الأمر شورى بين أفراد
الأمة كافة ، يختارون لأنفسهم من شاؤوا ، وحينئذ يكون
قد صدق في قوله لا أتحملها حيا وميتا . أو يعهد إلى
عثمان بكل صراحة ، كما عهد أبو بكر إليه فيكون حينئذ
صريحا فيما يريد - غير مما كر ولا مداور - حيث رتب أمر
الشورى ترتيبا
|
(
576 ) مناقب علي بن أبي طالب
لابن المغازلي ص 11 ح 154 ، شرح نهج البلاغة لابن
أبى الحديد ج 3 / 261 ط 1 وج 13 / 228 بتحقيق أبو
الفضل ، تذكرة الخواص ص 43 ،
المناقب للخوارزمي ص 62 و
250 ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من
تاريخ دمشق
لابن عساكر ج 1 / 89 ح 141 و 143 و 155 و 157 و 158 ،
إحقاق الحق للتستري
ج 4 / 27 ، سبيل النجاة في تتمة المراجعات
ص 116 تحت
رقم ( 468 ) ط بيروت .
( 577 ) سوف يأتي الحديث مع
مصادره .
( 578 ) هذا معلوم بالوجدان . وراجع
سبيل
النجاة في تتمة المراجعات ص 229 تحت رقم ( 738 ) .
(
579 ) كتب السير والأخبار والتاريخ شاهد على ذلك .
وراجع فرائد السمطين ج 1 / 251 وما بعدها ،
المناقب
للخوارزمي ص 102 وما بعدها ، المناقب لابن
المغازلي ص
176 و 197 و 200 ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من
تاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 / 156 وما بعدها ،
سبيل
النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم ( 519 و 520 ) وراجع
ما تقدم تحت رقم ( 469 و 471 و 472 و 473 و 474 ) ،
أنساب الأشراف للبلاذري ج 2 / 94 و 106 ،
الطبقات لابن
سعد ج 3 / 23 ط بيروت ، دلائل الصدق
ج 2 / 353
( 580 )
تقدم تحت رقم ( 559 ) فراجع
. ( * ) |
|
|
يفضي إلى استخلاف عثمان لا محالة ، فان ترجيح عبدالرحمن على الخمسة ليس
إلا لعلمه بأنه سيؤثر بالأمر
، وان سعدا لا يخالف عبدالرحمن أبدا .
وقد علم الناس
هذا من فاروقهم ، وان ظن انه موه الأمر على الناس وقال
لا أتحملها حيا وميتا . وما رأى المسلمين لو سمع رسول
الله صلى الله عليه وآله عمر يأمر أبا طلحة فيقول : "
ان اجتمع خمسة وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف ، وان اتفق
أربعة وأبي اثنان فأضرب رأسيهما ، وان افترقوا ثلاثة
وثلاثة فالخليفة في الذين فيهم عبد الرحمن ، واقتلوا
أولئك ان خالفوا ، فان مضت ثلاثة أيام ولم يتفقوا على
واحد منهم فاضربوا أعناق الستة " ( 581 )
أفتونا أيها
المسلمون ، وكونوا أحرارا فيما تفتون .
وإنا لله
وإنا
إليه راجعون .
|
(
581 ) تاريخ الطبري ج 5
/ 35 ، الكامل لابن
الأثير ج 3 / 35 ( * ) . |
|
|
|