النص والاجتهاد - السيد شرف الدين  ص 416 : -

[ المورد - ( 78 ) - : تظاهرهما على رسول الله صلى الله عليه وآله ]

وحسبك في ذلك قوله عز من قائل : ( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ ) الآية ( 621 ) .

أخرج البخاري في تفسيرها من صحيحه ( 1 ) عن عبيد بن حنين انه سمع ابن عباس يحدث انه قال : مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله عنها هيبة لها حتى خرج حاجا فخرجت معه ، فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الاراك لحاجة له ، قال : فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت : يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وآله من أزواجه فقال : تلك حفصة وعائشة .

الحديث وهو طويل ( 622 ) فراجعه وأمعن في الآية وما تعطيك من ابتلائه صلى الله عليه وآله وابتلاء وصيته من بعده في أمي المؤمنين اللتين أعد الله لدفاعهما عن رسوله مالا يعده لدفاع أهل الأرض في الطول والعرض بل لا يعده لدفاع الثقلين من الإنس والجن ولحربهما جميعا .


[ المورد ( 79 ) - المثل العظيم في آخر سورة التحريم ]

ألا وهو قوله تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) الآية ( 623 ) هذا ما ضربه الله لهما مثلا لينذرهما به ، ولتعلما ان الزوجية بمجردها لاي كان لا تنفع ولا تضر

  ( 621 ) سورة التحريم : 3 .
( 1 ) ص 136 من جزئه الثالث . وأخرجه أيضا في ص 137 في ج 3 من طريق آخر ( منه قدس ) .
( 622 ) الكشاف ج 4 / 566 ط بيروت ، التسهيل لعلوم التنزيل ج 4 / 131 ، تفسير الرازي ج 8 / 332 ، تفسير القرطبي ج 18 / 202 ، فتح القدير ج 5 / 252 ، تفسير ابن كثير ج 5 / 388 .
( 623 ) سورة التحريم آية
: 10 ( * )
 
 

- ص 417 -

والنافع والضار للمرء انما هو علمه ( 624 ) .


[ المورد ( 80 ) - : يوم أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يخطب لنفسه شراف أخت دحية الكلبي ]

وذلك أنه صلى الله عليه وآله بعث عائشة تنظر إليها ، فذهبت ثم رجعت ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله ما رأيت ؟ . فقالت : ما رأيت طائلا ! . فقال لها رسول الله لقد رأيت طائلا ! لقد رأيت خالا تجدها اقشعرت منه ذوائبك . فقالت : يا رسول الله ما دونك سر ومن يستطيع أن يكتمك ( 625 ) .


[ المورد - ( 81 ) - : يوم خاصمت رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبيها ]

أخرج أهل السير والأخبار بالإسناد إلى عائشة قالت : خاصمت النبي إلى أبي بكر فقلت : يا رسول الله أقصد ( 1 ) ! . فلطم أبو بكر خدي وقال : تقولين لرسول الله اقصد ؟ ! وجعل الدم يسيل من أنفي . ( الحديث ) ( 626 ) .

  ( 624 ) تفسير القرطبي ج 18 / 202 ، فتح القدير للشوكاني ج 5 / 255 .
( 625 ) أخرج هذا الحديث أصحاب السنن والمسانيد كالمتقي الهندي عن عائشة نفسها ص 294 من الجزء 6 من كنز العمال وهو الحديث 5084 ، وأخرجه ابن سعد في ص 115 من الجزء 8 من طبقاته بالإسناد إلى عبدالرحمن بن ساباط ( منه قدس ) . الطبقات لابن سعد ج 8 / 161 ط دار صادر ، تاريخ بغداد ، ترجمة محمد بن أحمد بن أبى بكر المؤدب ، عيون الأخبار ك النساء ، عبقات الأنوار ( حديث الثقلين ) ج 2 / 334 ، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص 246 تحت رقم ( 792 ) .
( 1 ) أقصد ، من القصد وهو العدل ( منه قدس ) .
( 626 ) أخرجه أصحاب المسانيد بالاسناد إلى عائشة . وهو الحديث 1020 من أحاديث الكنز ص 116 . وأورده الغزالي في آداب النكاح ص 35 من الجزء الثاني من
=>
 
 

- ص 418 -

[ المورد ( 82 ) - : يوم اغضبها رسول الله صلى الله عليه وآله ]

وذلك انها خرجت عن الحشمة معه يومئذ ، فكان مما قالت له : أنت الذي تزعم أنك نبي الله ! ! ( 627 ) .

أورده الغزالي في آداب النكاح ص 35 من الجزء الثاني من أحياء القلوب وذكره في الباب 94 من كتابه مكاشفة القلوب ص 237 فراجع .


[ المورد - ( 83 ) - : ذمها لعثمان وأمرها بقتله ]

ان مما لاريب فيه - لاحد من المؤرخين وأرباب السير والأخبار وأصحاب المسانيد - ذم عائشة لعثمان ، ونبزها إياه ، وأمرها بقتله ، وقد تظافرت الروايات عنها بكل ذلك ، مرسلة به إرسال المسلمات ، ومسندة إليها السنن التي لا ريب فيها ( 628 ) .

  => أحياء القلوب ونقله أيضا في الباب 94 من كتابه مكاشفة القلوب آخر ص 238 فراجع ( منه قدس ) . سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص 246 تحت رقم ( 793 ) .
( 627 ) سبيل النجاة تحت رقم ( 794 ) .

( 628 )
ذم عائشة لعثمان : راجع : أحاديث أم المؤمنين عائشة للعسكري ق 1 / 58 و 103 - 111 ، تاريخ اليعقوبي ج 2 / 152 ط الغرى ، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 2 / 77 و 486 ط 1 وج 6 / 215 - 216 بتحقيق أبو الفضل وج 2 / 408 ط دار مكتبة الحياة ، الاستيعاب بهامش الإصابة ج 2 / 192 ، تذكرة الخواص ص 61 و 64 ، تاريخ الطبري ج 4 / 407 و 459 و 465 ، الكامل لابن الأثير ج 3 / 206 ، تاج العروس ج 8 / 141 ، لسان العرب ج 14 / 193 ، الإمامة والسياسة ج 1 / 43 و 46 و 57 ، العقد الفريد ج 4 / 295 - 306 =>
 
 

- ص 419 -

قال ابن أبي الحديد - في المجلد الثاني من شرح النهج ( 1 ) - : كل من صنف في السير والأخبار ذكر ان عائشة كانت من أشد الناس على عثمان ، حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله صلى الله عليه وآله فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله لم يبل وعثمان قد أبلى سنته

( قال ) وقالوا : أول من سمى عثمان نعثلا ( 2 ) عائشة . وكانت تقول : " اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا " ( 629 )

( قال ) : وروى المدائي في كتاب الجمل قال : لما قتل عثمان كانت عائشة بمكة ، وبلغ قتله إليها فلم تشك في أن طلحة هو صاحب الأمر ، فقالت : بعدا لنعثل وسحقا . قال : وقد كان طلحة حين قتل عثمان أخذ مفاتيح بيت المال : وأخذ نجائب كانت لعثمان في داره ، ثم فسد أمره فدفعها إلى علي .

( قال ) : قال أبو مخنف في كتابه : ان عائشة لما بلغها قتل عثمان وهي بمكة أقبلت مسرعة وهي تقول : ايه ذا الاصبع لله أبوك ، أما انهم وجدوا طلحة لها كفؤا .

  => ط لجنة التأليف وج 2 / 267 و 272 ط آخر ، الغدير ج 9 / 77 وما بعدها ، الطبقات لابن سعد ج 5 / 25 ط لندن وج 5 / 36 ط بيروت ، أنساب الأشراف للبلاذري ج 5 / 70 و 75 و 91 ، تاريخ أبى الفداء ج 1 / 172 .
( 1 ) ص 77 من شرح قوله عليه السلام من خطبته : معشر الناس ان النساء نواقص الإيمان ( منه قدس ) .
( 2 ) النعثل : الكثير من شعر اللحية والجسد ، وهذا لقب عثمان عند أمه : ( بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ) ( منه قدس ) .
( 629 ) النهاية لابن الأثير الجزري ج 5 / 80 ، تاج العروس ج 8 / 141 ، لسان العرب ج 14 / 193 ، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 2 / 77 ط 1 وج 6 / 215 تحقيق أبو الفضل وج 2 / 408 ط مكتبة الحياة وج 2 / 121 ط دار الفكر ، الغدير ج 9 / 80 و 81 و 84 ، شيخ المضيرة أبو هريرة ص 181
. ( * ) 
 
 

- ص 420 -

قال : وقد روى قيس بن أبي حازم انه حج في العام الذي قتل فيه عثمان وكان مع عائشة ، قال فسمعها تقول في بعض الطريق . ايه ذا الاصبع ، وإذا ذكرت عثمان قالت : أبعده الله .

قال وروي من طريق آخر انها قالت لما بلغها قتله أبعده الله قتله ذنبه ، وأقاده الله بعمله ، يا معشر قريش لا يسوءنكم قتل عثمان كما ساء أوحيمر ثمود قومه . أحق الناس بهذا الأمر لذو الاصبع - يعني طلحة - قال : فلما جاءت الأخبار ببيعة علي عليه السلام قالت : تعسوا . تعسوا . لا يردون الأمر في تيم أبدا ( 630 ) .

وستسمع قريبا ان شاء الله تعالى من أقوالها وأفعالها حول مقتل عثمان وبيعة علي ما تستك منه المسامع ، وتأباه الشرائع ، بنصوصها الصريحة كتابا وسنة ، وأدلتها القطعية . عقلية ونقلية .

  ( 630 ) سوف تأتي مصادره . ( * )   
 
 

مكتبة الشبكة

الصفحة التالية

الصفحة السابقة

فهرس الكتاب