1. شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد 2 / 143.

[ 247 ]

4ـ هل سار جميع الصحابة على نهج النبي(صلى الله عليه وآله)

المعروف بين أوساط الاخوة من أبناء العامة أنّ لصحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ دون إستثناء ـ قدسية وعدالة وأنّ أحدا منهم لم يؤتي بما يخالف ما أمر به الله في الكتاب والسنة، بينما تعتقد الشيعة من أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)أنّ الصحابة ليست سواسية ولها رأي بكل صحابي بما ينسجم وسلوكه سواء على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو بعد وفاته.

و لاشك أنّ الاعتقاد السائد لدى الاخوة السنة بشأن الصحابة قد قادهم إلى مشاكل كثيرة; وذلك لانّ هنالك من الصحابة ممن إختلفوا فيما بينم إلى حد الاقتتال. فيكف يمكن تبرير تلك العقيدة التي تتضمن عدالتهم وقدسيتهم. على سبيل المثال موقعة صفين التي قام فيها معاوية ضد إمام زمانه بما أدى إلى اراقة تلك الدماء، فهل هناك مورخ نزيه يمكنه توجيه ذلك العمل؟! أو الدماء التي سفكت في معركة الجمل التي قادها طلحة والزبير ضد الإمام علي(عليه السلام)بعد أن نكثا بيعته حتى قيل أن عدد القتلى بلغ أكثر من سبعة عشر الف قتيل، فهل لهما من عدالة بعد تلك الفجائع التي ارتكبت بحق المسلمين وخروجها على الإمام(عليه السلام)؟!

أمّا بشأن عثمان وكما مرّ معنا وعلى ضوء إجماع كافة مؤرخي الإسلام فانّنا نصطدم بموضوعين مهمين: الأول اغداقه المناصب الحساسة على بني اُمية وتسليطهم على رقاب المسلمين ومن أولئك الذين عرفوا بفسقهم ومجونهم حتى تعالت عليهم أصوات المسلمين من كل حدب وصوب، والآخر نهب أموال بيت المال واغداقها دون حساب على هذا وذاك بالشكل الذي آثار حفيظة الاُمّة وأجج مشاعرها للغضب والثورة عليه.

فهل من إنسجام بين هذه الأعمال والخطوط العامة للقداسة وتنزيه الصحابة؟! فلو كان هنالك من تبرير لمثل هذه الأعمال فهل ستبقى هنالك من أعمال يمكن إدانتها؟!

لقد ذكرني هذا الكلام بقصة عجيبة وقعت لي ولا يسعني نسيانها أبدا. فقد تشرفت احدى السنوات بزيارة مكة لاداء العمرة وقد سنحت لي الفرصة لان ألتقي بعض علماء العامة ـ ولا سيما أثناء الليالي في المسجد الحرام وبين صلاتي المغرب والعشاء التي كانت فرصة مناسبة ـ في احدى الليالى (طبعا كان البعض منهم من مشاهير علماء العامة).

و في المسجد الحرام وسعينا لان نبقي على الأبحاث تعيش أجواء المنطق والعلم

[ 248 ]

والاستدلال والبرهان وابعادها عن عناصر العداء والكراهية وجرح المشاعر. وقد جرنا الكلام إلى الحديث عن «تنزيه الصحابة وعدالتهم» فكانوا يعتقدون جميعهم بعدم إمكانية جرأة أحد على توجيه أدنى تهمة إليهم. فسألت أحدهم: «لو شهدت صفين حيث معسكر علي(عليه السلام)معسكر معاوية، فمع من كنت تقاتل»؟ فاجاب من فوره: مع معسكر علي(عليه السلام).

فقلت: لو أعطاك علياً(عليه السلام) سيفاً وقال لك: «خذ هذا واقتل معاوية فهل كنت تمتثل أمره؟»هنا أجاب إجابة عجيبة لا أظنكم تتصورنها، فقد قال: «كنت أقتله ولا أذكره بسوء» نعم قضية تنزيه الصحابة قصة ذات شجون ولا يسعني الخوض في كافة تفاصيلها.

—–

[ 249 ]

 

 

القسم الرابع

 

«فَما راعَنِي إِلاَّ وَالنّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ يَنْثالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جانِب حَتَّى لَقَدْ وُطِىَء الْحَسَنانِ، وَشُقَّ عِطْفايَ، مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ فَلَمّا نَهَضْتُ بِالاَْمْرِ نَكَثَتْ طائِفَةٌ وَمَرَقَتْ أُخْرَى، وَقَسَطَ آخَرُونَ، كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: «تِلْك الدّارُ الاْخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الاَْرْضِ وَلا فَساداً، وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»، بَلَى! وَاللّهِ لَقَدْ سَمِعُوها وَوَعَوْها، وَلَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيا فِي أَعْيُنِهِمْ وَراقَهُمْ زِبْرِجُها».

—–

 

الشرح والتفسير

أشار الإمام(عليه السلام) في هذه الخطبة إلى عصر خلافته ولا سيما أبان البيعة التي شهدت حضوراً خارقاً للاُمّة في مبا يعته والوقوف إلى جانبه، البيعة الفريدة التي لم يعرف التأريخ الإسلامي لها من نظير، غير أنّ عدداً كثيراً لما جوبه بعدالة الإمام(عليه السلام) وتنمره في الحق قد إنفرجوا عنه وهبوا لمخالفته وبالتالي أججوا نيران الحرب «الجمل وصفين والنهروان» وشقوا صفوف المسلمين وحالوا دون تتويج جهود الإمام(عليه السلام) ومساعيه في النهوض بالمجتمع الإسلامي والأخذ بيده إلى السمو والتكامل.

فقد وصف(عليه السلام) بادىء ذي بدء كيفية إقبال الناس عليه وهجومهم من أجل البيعة قائلا: «فما راعني(1) إلاّ والناس كعرف(2) الضبع(3) إلىّ ينثالون(4) عليّ من كل جانب» فالتعبير بعرف


1. «راعني» من مادة «روع» على وزن نوع بمعنى الخوف والخشية والقلق كما وردت بمعنى الدهشة والذهول.

2. «عرف» بمعنى الكثرة والازدحام ومن هنا يطلق على شعر عنق الضبع.

3. «ضبع» له ثلاثة معان، الحيوان المعروف وأحدا أعضاء الإنسان (العضد) والثالث أنّه أحد صفات    2
الناقة. وقد تكون كناية عن سنين القحط التي تهجم على الإنسان.

4. «ينثالون» من مادة «ثول» على وزن قول بمعنى ازدحام زنابير العسل حين تجتمع وتروح وتجيىء ثم اطلقت على كل ازدحام يتخلله ذهاب واياب (مقاييس اللغة والصحاح ولسان العرب).

[ 250 ]

الضبع إشارة إلى الازدحام الشديد للناس واندفاعهم لمبايعة الإمام(عليه السلام) فهو مثل يضرب للكثرة والازدحام.

أمّا قلقه من الهجوم المفاجىء للناس من أجل البيعة فلعله يعزى إلى أنّ مثل هذه البيعة الحماسية من شأنها أن تقلد الإمام (عليه السلام)مسؤولية جديدة ولا سيما أنّه كان يتوقع نقض البيعة من قبل اُولئك الذين يتهافتون على الدنيا وحطامها، وهذا ما أشار إليه الإمام(عليه السلام)بوضوح في الخطبة 92 حيث قال: «دعوني والتمسوا غيري، فانا مستقبلون أمراله وجوه وألوان، لاتقوم له القلوب، ولا تثبت عيه العقول، وان الافاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت، واعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب، وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيراً، خيرلكم مني أميرا».

أضف إلى ذلك كان يشعر بالقلق من جهة اُخرى وهى أن تشير إليه أصابع الاتهام من قبل المنافقين وخصوم الدعوة بقتل عثمان. ثم يخوض الإمام(عليه السلام) في عمق ذلك الازدحام والانهيال عليه بالبيعة فقال(عليه السلام): «حتى لقد وطىء الحسنان، وشق عطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم».

و يرى أغلب شرّاح نهج البلاغة أنّ المراد بالحسنين هما الإمام الحسن والحسين(عليهما السلام). فقد كان الإمامان(عليهما السلام)في عنفوان شبابهما إلاّ أنّ الهجوم الشعبي العام قد جعلهما في موقع حرج في الحفاظ على والدهما. بينما ذكر بعض الشرّاح احتمالين آخرين; الأول أن يكون المراد اصبعي الرجل البارزين ـ كما روي ذلك عن الشريف الرضي(رحمه الله) ـ نقلا عن بعض اللغويين (أبي عمر) و قد استدلوا على ذلك باشعار العرب، إلاّ أنّ هذا المعنى يبدو مستبعداً لانّ وطىء اصبعي الرجل قضية عادية تحصل عند أدنى زحام ولا يمكنها أن تعكس ذلك الهجوم العظيم.

والأبعد من ذلك التفسير الثالث الذي أورده البعض على أنّ المراد بها عظمي اليد وذلك

[ 251 ]

لتعذر وطىء إصبعي اليد عادة سواء عظمي العضد أو الساعد، ولا يوطئان إلاّ حين يقع الإنسان على الأرض.

أمّا تشبيهم بربيضة الغنم فهو لا يرمز إلى جهل الناس كما فسره بعض الشارحين، بل يتضمن إشارة إلى ما أوردناه سابقاً حيث يرمز إلى لو إذ الغنم بالراعي كلواذها بالمرعى حين تتعرض لهجوم الذئاب.

فالمسلمون الذين تفرقوا هنا وهناك إثر الهجوم الذي تعرضوا له من قبل ذؤبان عصر الخليفة الثالث وتفككت عرى الوحدة بينهم قد رأوا في الإمام(عليه السلام)حلقة الوصل فاندفعوا إليه بلهفة ليتجمهروا حوله ويشعروا بالسكينة والاستقرار. غير أنّ المؤسف هو أنّ الاندفاع لم يكتب له الدوام حين عرضوا للاختبار لتفشل فيه طوائف من المسلمين، وهذا ما صوره الإمام علي(عليه السلام) إذ قال: «فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة، ومرقت(1) اُخرى، وقسط(2) آخرون».

و قد أجمع أغلب شرّاح نهج البلاغة على أنّ المراد بهم أصحاب الجمل والنهروان وصفين فقد ذكروا أنّ أصحاب معركة الجمل (هم طلحة والزبير الذين استغلا وجود عائشة لتأليب الناس ضد أمير المؤمنين) الذين نقضوا البيعة هم «الناكثين» فقد بايعا علياً (عليه السلام) وهما يطمعان بالخلاصة فلما لم يتمّ لهما ذلك قدما البصرة وبثا بذور الشقاق والفرقة.

و «المارقين» هم أصحاب النهروان ويراد بهم الخوارج الذي خرجوا على الإمام(عليه السلام)وهبوا لقتاله بعد قضية التحكيم في صفين. وهم من وصفوا بالمروق عن الدين كمروق السهم من الرمية. في إشارة إلى أنّهم قد كانوا على الحق إلاّ أنّ تعصبهم الأعمى وجهلهم وحبهم لذاتهم قد أمرقهم من ذلك الحق. و«القاسطين» هم أهل الشام جيش معاوية، حيث وردت مفردة


1. «مرق» من مادة «مروق» على وزن غروب بمعنى الخروج من الشيء حيث تستعمل في خروج السهم ـ ويقول صاحب صحاح اللغة ولسان العرب ـ المراد به المرور من الهدف واصابة طرفه ومن هنا سمي الخوارج بـ «المارقين» لانهم كانوا جماعة مفرطة متعصبة رأت نفسها أكثر إسلامية من أمير المؤمنين علي(عليه السلام).

2. «قسط،» وردت أحيانا بمعنى الظلم والعدول عن الحق ولذلك يقال قسط على وزن فقط للأفراد الذين إعوجت أرجلهم، كما وردت بمعنى العدل. قال الراغب في المفردات القسط بمعنى السهم والنصيب فاذا أخذ سهم شخصى قيل له قسط وهذا مصداق الظلم، واقساط تعني دفع سهم الآخر وهذا عين العدالة. وعليه فالمعنيان يعودان الى مادة واحدة فقد صرّح صاحب لسان العرب أنهّ جاء في حديث علي(عليه السلام) قال: «اُمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين» واضاف صاحب لسان العرب «و القاسطون أهل صفين».

[ 252 ]

القسط بمعنى العدل إلى جانب ورودها بمعنى الظلم والطغيان والفسق.

و الجدير بالذكر هنا أنّ هذه التسميات لهذه الفئات الثلاث ـ وعلى ضوء المصادر الإسلامية ـ ممّا صرّحت بها الأحاديث النبوية الشريفة.

فقد روى الحاكم النيسابوري في مستدرك الصحيحين عن أبي أيوب الأنصاري أنّه قال:«أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين»(1).

كما ورد هذا المعنى في تلخيص المستدرك للذهبي(2). ووردت هذه الرواية في كتاب اُسد الغابة في شرح سيرة الإمام علي(عليه السلام)(3).

بينما وردت هذه الرواية مفصلة في تاريخ بغداد، حيث جاء عن أبي أيوب الانصارى أنّه قال: أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين في ركاب علي(عليه السلام). أمّا الناكثين فقد قاتلناهم وهم ـ أصحاب الجمل ـ طلحة والزبير، وأمّا القاسطين فهم من عدنا الآن من عندهم; أي معاوية وعمرو بن العاص (لقد قال ذلك حين عاد من صفين) وأمّا المارقين فهم أصحاب النهروان، والله لا أعلم أين هم إلاّ أنني أعلم بأناسنقاتلهم»(4)

و الحق انّ هذا جواب قاطع لاُولئك الجهال الذين لم تحسم لديهم الحروب التي وقعت إبان خلافة علي(عليه السلام).

نعم فاُولئك الذين تهافتوا في بادى الأمر على علي(عليه السلام) من أجل البيعة لم يطيقوا تحمل عدالته وشدته في الحق; ولا سيما ممارسته للعدالة التي أوشكت أن تموت بعد تلك المدّة الطويلة التي شهدت إنعدامها وقد تمثل ابسط مظاهرها في التطاول على بيت المال وسلبه ونهبه الذي أقدم عليه الكثيرون فانى لهم بتحملها، ولذلك لم تصمد معه إلاّ ثلة معدودة التزمت بعهودها بينما إنفرج عنه الأعم الأغلب ممن بايعوه; الأمر الذي أشار إليه الإمام(عليه السلام)في خطبته فقال: «كأنّهم لم يسمعوا كلام الله سبحانه يقول: (تِلْكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً


1. مستدرك الصحيحين 3 / 139 (طبعة دار المعرفة).

2. لقد طبع هذا الكتاب في ذيل المستدرك (المجلد السابق والصفحة السابقة).

3. اسد الغابة 4 / 33.

4. تاريخ بغداد 13 /187 (طبعة دار الكفر).

[ 253 ]

فِي الأَرْضِ وَلا فَساداً وَالعاقِـبَةُ لِلْمُـتَّقِـينَ).(1)

ثم أضاف(عليه السلام): «والله لقد سمعوها ووعوها(2) ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم، وراقهم(3)زبرجها(4)»(5).

فالإمام(عليه السلام) يشبههم في البداية بالجهال الذين دفعهم جهلهم لمخالفته، ثم ينتقل في المرحلة اللاحقة ليصفهم بأنّهم سمعوا هذه الأخبار والحقائق ووعوها وهى ليست خافية عليهم، إلاّ أنّ حب الدنيا والتكالب على حطامها والاغترار بزبرجها ـ ولا سيما بعد الفتوحات الإسلامية الكبرى التي جرت عليهم ما لا يحصى من الغنائم النفيسة والتعود على الحياة الوادعة المرفهة خاصة تلك التي ظهرت أبان خلافة عثمان ـ جعلتهم يؤثرون الدنيا على الدين ويبيعون الحقيقة بالخرافة ويضحون بالدار الآخرة ويزهدون فيها.

فالعبارات التي أوردها الإمام(عليه السلام) هى في الواقع عصارة التحليلات بشأن نشوب المعارك الثلاث في عهد الإمام(عليه السلام) ; الأمر الذي يعتبر درسا لجميع المسلمين على مدى التاريخ في أنّهم يعيشون الفرقة والتشتت وتمزق عرى الوحدة كلما أقبلوا على الدنيا واغتروا بزخارفها وزبرجها، فليس لهم من سبيل سوى الورع والتقوى والزهد بغية الثبات على الطريق. ونشاهد اليوم بكل وضوح أنّ الاختلافات السائدة في أوساط المسلمين إنّما تعزى لما بينه الإمام(عليه السلام) وأو جزته الآية القرآنية الشريفة:«تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين».


1. سورة القصص / 83 .

2. «وعوها» من مادة «وعى» على وزن نفى، قال صاحب المقاييس تغني صنم الشيء إلى آخر، وقال صاحب المفردات تعني حفظ الحديث وما شابه ذلك (وكلاهما بمعنى واحد).

3. «راق» من مادة «روق» - حسب المقاييس - بمعنى تقدم شيء على آخر و تأتي أحيانا بمعنى الحسن والجمال ومن هنا يصطلح بالرواق على مقدمة البيت أو الاضرحة المقدسة و قد جاءت هنا بمعنى الحسن والجمال.

4. «زبرج» بمعنى الزينة والذهب كما تأتي بمعنى نقوش القماش.

5. يتضح بجلاء أنّ الضمائر في هذه العبارة والعبارات السابقة إنّما يعود إلى الفرق الثلاث الناكثين والمارقين والقاسطين التي اُشير إليها في العبارة السابقة، بينما يرجح المرحوم العلاّمة المجلسي في البحار أنّ هذه الضمائر إنّما تعود إلى الخلفاء الثلاث، غير أنّ هذا الاحتمال يبدو مستبعداً. ولعل هذا هو الذي دفع المرحوم المجلسي لان يختتم كلامه باحتمال رجوع الضمائر إلى كافة من أشارت إليهم الخطبة.

[ 254 ]

فالعلو في الأرض والفساد والتكالب على الدنيا وحطامها هما أساس الفرقة والاختلاف و التشتت في المجتمعات الإسلامية.

 

تأمّلات

1ـ البيعة الشعبية لأمير المؤمنين(عليه السلام)

إنّها البيعة التي لا يمكن مقارنتها بتلك التي حدثت مع الخلفاء الثلاث.

كانت بيعة عفوية شعبية عامة بعيدة عن البرمجة والتخطيط، بل نابعة من أعماق الاُمّة المستضعفة التي ذاقت الظلم والاضطهاد، فهى ليست كبيعة السقيفة التي مثل إتخاذ القرار فيها بعض الأفراد لترى الاُمّة نفسها أمام نتيجة حسمت سابقاً، وهى ليست كبيعة عمر التي اُسندت بطولتها لفرد واحد هو الخليفة الأول، وأخيراً ليست كبيعة عثمان التي استندت للشورى السداسية وعلى ضوء التركيبة التي شكلها عمر.

بل هى بيعة واقعية وحقيقيقة جردت ماسواها من إنتحال هذا الاسم بعد أن برمجت وخططت بهذه الكيفية.

فقد ذكر بعض شرّاح نهج البلاغة أنّ الثوار الذين أودوا بحياة عثمان إتجهوا صوب الإمام علي(عليه السلام)ليبايعوه على الخلافة، فلم يجبهم فلما أصروا عليه، خاطبهم قائلا: «أنا لكم وزيراً خير مني اميراً».

حيث كان يعلم(عليه السلام) بأنّ سبقت هؤلاء في البيعة سيثير تهمة مفادها أنّ عثمان قتل مع سبق الاصرار والترصد طبق خطة مدروسة.

أضف إلى ذلك فلو بايعوه، لزعم البعض أنّ قتلة عثمان فقط هم الذين بسطوا له أيديهم بالبيعة، وناهيك عمّا تقدم فانّ الإمام(عليه السلام)كان يتوسم فيهم عدم القدرة على إحتمال الحق; نعم فالحق ثقيل وبيىء، إلاّ أنّ الإمام(عليه السلام)فوجىء بتقاطر المهاجرين والانصار الذين اصروا عليه بقبول الخلافة.

فلم يكن له من سبيل سوى قبولها، فارتقى المنبر(عليه السلام) لتندفع إليه الاُمّة زرافات ووحدانا وهى تعلن بيعتها له، ولم يشذ منها سوى النزر اليسير من قبيل سعد بن أبي وقاص وعبدالله

[ 255 ]

بن عمر ولم يجبر هم الإمام(عليه السلام) على مبايعته(1).

إننا نعتقد وعلى ضوء المصادر الإسلامية المعتبرة أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قد إستخلف علياً(عليه السلام)بأمر الله، ولم يقتصر ذلك على «غدير خم» بل أكده النبي (صلى الله عليه وآله) في عدّة مواضع ومناسبات، ورغم مخالفة البعض ـ لاسباب لايسعنا المجال إلى الخوض في تفاصيلها ـ بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله)مع ذلك فما أن قتل عثمان حتى تدفقت الاُمّة بشكل عجيب على الإمام(عليه السلام) وهى تعلن عن تظامنها ودعمها واسنادها للإمام(عليه السلام); الدعم الذي لم تشهده النظم الديمقراطية طيلة تجاربها، بل قل نظيرها سوى بعض النماذج التي حصلت على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)كبيعة الشجرة.

و ممّا لا شك فيه أنّ تلك البيعة إنّما كانت تنبع من معرفة الاُمّة بمنزلة علي(عليه السلام)وسعة علومه ومعارفه ومدى ورعه وتقواه وزهده وادارته الناجعة التي لم يكن فيها من مكان للتيارات والتحزبات، فقد كانت من العفوية والإنسيابية بحيث سلبت زمام المبادرة من الخصوم لتجعلهم يعيشون حالة الدهشة اُمام عمل تم ولا سبيل إلى الرجعة منه، ولو تركوا الاُمّة وحالها وتخلوا عن مؤامراتهم وغدرهم لنهض ذلك المجتمع نهضات ولعاش الاطروحة التي حملها له القرآن والمتمثلة بقيام مجتمع الحرية والعدالة.

و سنرى لاحقا أنّ هذه العناصر المشبوهة العثمانية التي تطاولت على بيت أموال المسلمين وردت الميدان السياسي لتعبث الناس وتتلا عب بمشاعرها الدينية وتقودها في خاتمة المطاف إلى إشعال نيران الجمل وصفين والنهروان وتسدد تلك الضربات الموجعة للإسلام والمسيرة الإسلامية.

 

2ـ مصدر الانحرافات الاجتماعية

يعتبر الإمام(عليه السلام) ـ في هذه الخطبة ـ أنّ العامل الأصلي الذي يقف وراء الانحراف عن الحق في عصره (و في كل العصور) إنّما يكمن في حب الدنيا والاغترار بزخرفها وزبرجها الذي أجج نار حروب الجمل وصفين والنهروان، ثم يؤكد(عليه السلام)على الآية الشريفة التي تصرح بأن الآخرة


1. في ظلال نهج البلاغة 1 / 96.

[ 256 ]

من نصيب اُولئك الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا. فهذه العبارات القصيرة إنّما تكشف عن حقائق مهمّة تلمس آثارها على مدى التاريخ.

فالاطماع هى أساس الحروب والنزاعات الدموية، والاهواء والفساد في الأرض هو العنصر الرئيسي الذي يقف وراء الفوضى والهرج والمرج ومن هنا فاذا لم تجابه هذه العادات الشيطانية بالإيمان والاعتقاد الراسخ فلا مناص من نشوب هذه الحروب الفتاكة وانعدام العدالة وسيادة الفوضى والقلق والاضطراب، بل ستبرز هناك العناصر التي تتلاعب بالقيم الإنسانية والمفاهيم الأخلاقية وسائر الاُصول من قبيل الحرية وحقوق الإنسان لتسخرها من أجل تحقيق أهدافها وأطماعها.

والذي يجدر ذكره أنّ الإمام(عليه السلام) يتحدث عن أولئك الذين تتضارب عقائدهم مع أعمالهم، ويبدو أنّهم مسلمون حيث سمعواالآيات القرآنية ومنها «تلك الدار الآخرة...».

و آمنوا بها، غير أنّ دعائم إيمانهم قد تزعزعت وتفككت بفعل دوافعهم التي شدتهم إلى الدنيا والتكالب على زخارفها والاغترار بزبرجها، وهذه هى النتيجة الطبيعية لكل اُولئك الذين يؤثرون دنياهم على دينهم.

 

3ـ المعارك الثلاث على عهد الإمام علي(عليه السلام)

لقد تضمنت خطبته(عليه السلام) إشارة إلى المعارك الثلاث: الجمل، وصفين والنهروان التي اُشعلت من قبل الناكثين والقاسطين والمارقين. وسنشير هنا إلى هذه المعارك بصورة مختصرة:

أ ـ معركة الجمل

لم تمر على بيعة امير المؤمنين(عليه السلام) أكثر من ثلاثة أشهر حتى ضاقت طوائف من المستكبرين ذرعا بعدالة الإمام(عليه السلام) ولم تطق تحمله فهبت لمخالفته. معاوية من جانبه أعلن في الشام عن عدم استعداده لمبايعة علي(عليه السلام) ثم تأهب للقتال. فكتب الإمام(عليه السلام)رسائل إلى ولاته على الكوفة البصرة ومصر ليجهزوا الجيش من أجل مقاتله معاوية... في هذه الاثناء هم طلحة الزبير بالسفر إلى مكة بذريعة أداء العمرة.

فالتقيا في مكة عائشة التي كانت متذمرة من مبايعة علي(عليه السلام) فانضمت إليهما واتجهوا إلى

[ 257 ]

البصرة لنصرة عثمان. وبالطبع فانّ كافة القرائن تشير إلى أنّ هؤلاء لم يكونوا يطالبون بدم عثمان، ولم يكن لهم من تعصب للإسلام; قتلة عثمان لم يكونوا في البصرة، أضف إلى ذلك فان نصرة عثمان لا تسلتزم مخالفة أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، ناهيك عن أنّ طلحة من قادة الثورة على عثمان.

و واضح أنّ هدف هؤلاء من نقض بيعتهم لعلي(عليه السلام) هو عدم حصولهم على المناصب التي كانوا يحلمون بها. وأخيراً تمكن طلحة والزبير مع عائشة في شهر ربيع الثاني عام 36 هـ بالمكر و الخداع من الاستيلاء على البصرة ثم أخذوا لأنفسهم البيعة من الناس حيث سددوا أولى ضرباتهم لوحدة الاُمّة الإسلامية.

الإمام(عليه السلام) بدوره لما كان عالماً بهذا الأمر أنفذ جيشه الذي جهزه لقتال معاوية نحو البصرة ثم كتب رسالة لعامله على الكوفة «أبو موسى الأشعري» يطلب منه تعزيز الجيش ـ ورغم أنّ أبا موسى لم يرد بالا يجاب على رسالة الإمام إلاّ أنّه انفذ جيشاً قوامه تسعة آلاف مقاتل إلى الكوفة ـ وفي جمادي الآخرة التحم الجيشان، وطبق نقل «تاريخ اليعقوبي» فانّ المعركة استغرقت أربع ساعات هزم فيها جيش طلحة والزبير، فانبرت عائشة لتعبئة أهل البصرة فركبت الجمل ومن هنا سميت هذه المعركة بمعركة الجمل; وقد أبدى الجيش الذي تمحور حول الجمل مقاومة عنيفة.

فنادى الإمام(عليه السلام):«إعقروا الجمل» فلما عقر الجمل إنتهت المعركة حيث قتل طلحة والزبير (فقد قتل طلحة في الميدان على يد مروان، بينما فر الزبير ليقتل خارج ميدان المعركة) فسرح الإمام(عليه السلام) عائشة بكل إحترام على أنّها زوج النبي(صلى الله عليه وآله) إلى المدينة.

و قيل أنّ عدد القتلي في الجمل قد بلغ عشرة آلاف وقيل سبعة عشر ألفاً، وهكذا حسمت المعركة لصالح الإمام(عليه السلام) واخمدت تلك الفتنة.(1)

ب ـ معركة صفين

عاد الإمام(عليه السلام) إلى الكوفة بعد الجمل، فكتب لمعاوية كتابا طالبه بالبيعة. فلم يجبه معاوية


1. ما ورد أعلاه، اُقتبس من «الكامل في التأريخ» لابن الأثير ج 3 مع تلخيص».

[ 258 ]

وأخذ يدعو الناس للطلب بدم عثمان حتى أمر البعض بان يعلنوا على الناس أنّ قاتل عثمان هو علي بن أبي طالب(عليه السلام).

و بعد مضي مدّة كتب رسالة لعلي(عليه السلام) يعلن فيه الحرب بعد أن جيش جيوش الشام.

فجهز الإمام(عليه السلام) أهل الكوفة لينفذ جيشه إلى صفين وقد أجابه أغلب الناس إلاّ القليل منهم.

فجعل الإمام(عليه السلام) جيشه طوائف وجعل لكل طائفة أمير. وصل الإمام(عليه السلام)صفين لثمان بقين من محرم عام 37 هـ ليلتقي جيش معاوية هناك. حاول بعض أصحاب الإمام(عليه السلام) البدو بالقتال، فكتب معاوية رسالة للإمام(عليه السلام)يناشده عدم التعجيل بالقتال.

الإمام(عليه السلام) من جانبه كان يسعى جاهدا للحيلولة دون نشوب القتال فكان يرسل الرسائل و الأفراد يناشده جيش معاوية الالتحاق بصفوف المسلمين حتى مرت عدّة شهور ولم يأذن الإمام(عليه السلام) بالقتال رغم اصرار أصحابه عليه. إلاّ أنّ كل هذه الاُمور لم تكن تجدي نفعاً، حتى نشبت المعركة في شهر ذي الحجة عام 37 هـ ووقع بين الطرفين قتال شديد، ثم توقف القتال بحلول شهر محرم الحرام، ثم أخذ الإمام(عليه السلام) يرسل رسائله ويبعث بأصحابه، وما ان انتهى شهر محرم حتى نشب القتال ثانية حتى زحف جيش الإمام ومني جيش الشام بالفشل.

و أخيراً شعر معاوية بهزيمة جيشه فعمد إلى الجيش بحمل المصاحف، فحدث انشقاق في جيش الإمام(عليه السلام)بعد أن تعالت أصوات المنافقين بالكف عن القتال ثم انتهى الأمر إلى التحكيم الذي فرض على الإمام.

فاختاروا أبا موسى الأشعري المعروف بسذاجته ممثلا عن الإمام(عليه السلام) وعمرو بن العاص عن معاوية بعد أن أتفقا على أن يخلع كل صاحبه.

فقام أبو موسى الأشعري وخاطب الناس أنّي خلعت علياً(عليه السلام) كما أخلع خاتمي، بينما خدعه عمرو بن العاص ولم يخلع معاوية. وهكذا ضاعت أعظم فرصة كادت أن تقضي على بني اُمية و تغير وجه التاريخ فندم جيش الإمام(عليه السلام)حيث لا ينفع الندم.

ج ـ معركة النهروان

يفهم من أحداث معركة صفين أنّ الخوارج فئة أفرزتها تلك المعركة بعد مسألة التحكيم.

[ 259 ]

حيث أصروا على الإمام(عليه السلام) بقبول التحكيم فلما قاد إلى تلك النتيجة ندموا ندماً شديداً ليعتبروا التحكيم مخالفة صريحة للقرآن وأنّه الكفر بعينه، وقد بلغت بهم الوقاحة أن طالبوا الإمام(عليه السلام) بالتوبة وإلاّ هبوا لقتاله. فلما رأى الإمام(عليه السلام)الاختلاف قد دب بين جيشه (ولاحظ عناصر النفاق التي كانت تحاول إثارة الفتنة) أصدر أمره بالعودة إلى الكوفة.

فلما عاد الجيش إلى الكوفة، انشق منه اثنا عشر ألف من الأفراد المتعصبين ليلجأوا إلى الحروراء ـ قرية تبعد ميلين عن الكوفة ـ ومن هنا اطلق عليهم إسم الخوارج الحرورية، وأخيراً استعدوا للقتال بعد أن تجمعوا في النهروان قرب الحروراء.

و الغريب في الأمر كان البعض منهم من أصحاب البرانس من الحفاظ. إلاّ أنّهم كانوا يعرفون بالجهل والتعصب والالتزام بظواهر الدين دون باطنه ومن هنا استحقوا إسم «المارقين».

سعى الإمام(عليه السلام) بادىء ذي بدء إلى نصحهم والاعذار إليهم فبعث لهم الواحد تلو الآخر، فكان من ذلك أن استجاب عدد منهم وهم ينادون «التوبة التوبة يا أمير المؤمنين» حيث قيل إنّ ثمانية آلاف منهم قد رجعوا وتابوا (تفيد الروايات أنّ الإمام (عليه السلام) قد جعل راية في الميدان وأمر التوابين بالانضواء تحتها)، مع ذلك لم ياذن الإمام(عليه السلام)بمقاتلتهم أملا بعودة من تبقى منهم.

حتى بعث لهم من يحاججهم فقتلوه ثم نشب القتال، فقاتل(عليه السلام) قتالاً شديداً بعد أن أخبر أصحابه بأن مصارعهم دون النطفة ولن ينجو منهم عشرة ولن يهلك من جيشه عشرة. فكان الأمر كما أخبر(عليه السلام).(1)

وقعت هذه الحرب في اليوم التاسع من شهر صفر عام 38 أو 39 هجري، ولم تدم اكثر من ساعة.(2)


1. نهج البلاغة، الخطبة 59.

2. «الكامل في التاريخ» لابن الاثير، شرح نهج البلاغة للخوئى، تاريخ الطبرى، ج 4، نور الولاية، مروج الذهب، ج 2 «مع التلخيص والاختصار».

[ 260 ]

[ 261 ]

 

 

القسم الخامس

 

«أَما وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَوْ لا حُضُورُ الْحَاضِرِ وَقِيامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النّاصِرِ، وَما أَخَذَ اللّهُ عَلَى الْعُلَماءِ أَلاَّ يُقارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظالِم، وَلا سَغَبِ مَظْلُوم، لاَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِها، وَلاَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْز».

—–

 

الشرح والتفسير

قبول البيعة والخلافة

يبيّن الإمام(عليه السلام) الأسباب التي دعته إلى قبول البيعة والأهداف التي يتوخاها من الخلافة، كما يشير إلى أنّ هذه الخلافة والامرة لا تعدل عنده شيء لولا تلك الأهداف الكبرى.

فقال(عليه السلام) «أمّا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة،(1) لولا حضور الحاضر(2)، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العماء أن لا يقاروا(3) على كظة(4) ظالم، ولا سغب(5)مظلموم، لا لقيت حبلها على غاربها(6)، ولسقيت آخرها بكأس أولها».


1. «نَسَمَة» في الأصل بمعنى هبوب الرياح بشكل هادىء، وتستعمل أحيانا للاشارة إلى التنفس، ويُطلق أحياناً على الانسان، فيقال «نَسَمَة، أما المقصود بها في بحثنا هذا فهو «الانسان» أو «الروح».

2. «حاضر» بمعنى حضور الشخص أو الشئى، وقال أرباب اللغة آنهاتأتي بمعنى القبيلة والطائفة الكبيرة، ولعلها وردت هنا بهذين المعنيين.

3. «لايقاروا» من مادة «قرار» بمعنى السكون، وعليه فالمراد بالعبارة أن لا يسكتوا ولا يسكنوا.

4. كظة ما يعتري الاكل من الثقل والكرب عند امتلاء البطن بالطعام، والمراد استئثار الظالم بالحقوق.

5. «سغب» تعني الجوع، و لذلك يقال «ذو مسغبة على القحط» و ورد في القرآن «أو اطعام في يوم ذي مستغبة» و جاءت في كلام الامام(عليه السلام) كناية عن هضم حقوق المظلومين.

6. «غارب»، الكاهل والكلام تمثيل للترك وارسال الأمر.

[ 262 ]