ثم قال(عليه السلام): «رضينا عن الله قضاءه وسلمنا له أمره» تنطوي هذه العبارة على معنيين: الأول أنّ الله أمرنا بنصرة المظلوم ومقاتلة الظالم، وإنّي مسلم لهذا الأمر ولابدّ من التسليم والرضى قبل الاخرون شاءوا أم أبوا.

 

نصرة المظلوم ومجِابهة الظالم

لقد شحن نهج البلاغة بوصاياه(عليه السلام) التي تؤكد على الحكومة الإسلامية في أن تكون للمظلوم عوناً وللظالم خصماً. ومن ذلك ماورد في خطبته المعروفة بالشقشقية من أنّ الحكومة وسيلة للانتصاف للمظلوم «وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم»، أما أخر وصية لولده الحسن (عليه السلام) والحسين(عليه السلام)«كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً».(2)

وقال في موضع آخر من نهج البلاغة «وآيم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه ولأقودن الظالم بخزامته حتى اُورده منهل الحق وإن كان كارهاً»(3).

ولا غرابة فالقرآن الكريم قد أكد هذا الأمر ليحث المؤمنين على نصرة المظلومين ولو تطلب ذلك القتال (وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِـيلِ اللّهِ وَ المُسْتَضْعَفِـينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هـذِهِ القَرْيَةِ الظالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِـيّـاً وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِـيراً)(4).


1. روضة الكافى / 69 ح 26.

2. نهج البلاغة، الرسالة 47.

3. نهج البلاغة، الخطبة 136.

4. سورة النساء / 75.

[ 249 ]

جدير بالذكر أنّ الفلسفة الأصلية لتشكيل الحكومة وتشريع القوانين(سواء القوانين الإلهية أو الوضعية التي تسنها الأنظمة البشرية)هو حفظ حقوق الضعفاء وتوفير الدعم والاسناد لهم، لأنّ الطغاة والجبابرة يعتمدون منطق القوة الغاشم من أجل هضم حقوق الآخرين، وعليه فلو تخلت الحكومة والقانون عن دعم المظلومين والمستضعفين فانّها ستفقد فلسفة وجودها لتتحول إلى وسيلة بيد الظلمة لتبرير ظلمهم وجورهم. ومن هنا كان قبول الإمام(عليه السلام)للحكومة كما ذكر ذلك في خطبته الشقشقية يكمن في الوقوف إلى جانب المظلوم ومجابهة الظالم.

ومن هنا أيضا فإن القانون يعطي نتيجة معكوسة في المجتمعات التي تغير مسار القانون بالرشوة، لأن الراشي هو الظالم لا المظلوم ـ وفي هذه المجتمعات يتحول القانون إلى مصدر دخل غير مشروع للظلمة وأداة لتوجيه ظلم الآخرين. لكن ينبغي العلم بأن تحمل العدل ومجابهة الظلم ودعم المظلوم إنما يشق على الأعم الأغلب. فمن الصعب قبول العدل من قبل من يرى مراعاته تشكل خطرا على مصالحه اللا مشروعة، أو الأسوأ من ذلك من يرى لنفسه إمتيازا في المجتمع ولا يمكنهم أن يتساوى مع الآخرين ويرى أن من الإسادة إليه أن يتساوى معهم، فيعمد إلى عرقلة مسيرة الحكومة العادلة ولا يتورع عن ممارسة أبشع الأعمال. وهؤلاء هم الأفراد الذين وقفوا بوجه الإمام(عليه السلام) وأثاروا الفتن والإضطرابات وحرفوا الوسط الإسلامي.

وأخيرا فقد ورد أنّ سبب إنفراج العرب عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)إنّما يكمن في الأموال وكيفية توزيعها، فلم يكن(عليه السلام) يرى من فضل لشريف على غير شريف أو عربي على أعجمي، كما لم يكن يستن بسنة السلاطين في معاملة زعماء القبائل، ولم يستميل أحدا عن طريق المال أبداً، بينما كان معاوية يمارس العكس تماماً.(1)

—–


1. بحار الانوار 42 / 133.

[ 250 ]

[ 251 ]

 

 

 

القسم الثالث

 

«أَ تَرانِي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللّهِ(صلى الله عليه وآله)؟ وَاللّهِ لاَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ! فَلا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ كَذَبَ عَلَيْهِ. فَنَظَرْتُ فِي أَمْرِي. فَإِذَا طَاعَتِي قَدْ سَبَقَتْ بَيْعَتِي وَإِذَا الْمِيثاقُ فِي عُنُقِي لِغَيْرِي».

—–

 

الشرح والتفسير

أول من أسلم

كما أشرنا سابقاً يبدو أنّ ما ورد في هذه الخطبة فصول مختلفة من خطبة طويلة فصلها السيد الرضي (ره) عن بعضها البعض، ولذلك قد لا يكون هناك من ترابط وثيق بين هذه الفصول. على كل حال فانّ هذا الفصل من الخطبة يتناول أمرين: الأول إخباره(عليه السلام) عن الحوادث الآتية مصرحاً بأنّ ذلك ممّا علمه إياه رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)، ومن ذلك إخباره عن وقائع الجمل وصفين والنهروان، أمّا بعض ضعاف الإيمان كانوا يشككون في أخبار الإمام(عليه السلام)، فرد عليهم بالقول «أتراني أكذب على رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)؟ واللّه لأنا أول من صدقه! فلا أكون أول من كذب عليه». لقد صدقته حين كذبه الناس، وكنت أول من صدق به فشمرت في الدفاع عنه، كنت أقيه بنفسي في الحروب والمواقف التي تنكص فيها الابطال، أفيمكن أن أنحرف عن طريقتي وأكذب عليه محال ذلك. الاحتمال الآخر في تفسير هذه العبارة أنّ الإمام(عليه السلام) أراد أن يقول: بايعت من سبقني من الخلفاء لا لأنّهم أجدر بها مني، بل دفعاً للخلاف والفرقة في صفوف المسلمين طاعة لأمر رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)، أفترون أني أكذب على رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) بهذا الكلام، أم تعتقدون أنّي أنقض وصية النبي(صلى الله عليه وآله)؟ وعليه فقد بايعت من بايعت وتنازلت عن

[ 252 ]

حقي طاعة لرسول اللّه(صلى الله عليه وآله). ويبدو أنّ هذا التفسير هو الأنسب لأنّه ينسجم والعبارت اللاحقة. ثم قال(عليه السلام): «فنظرت في أمري، فاذا طاعتي قد سبقت بيعتي وإذا الميثاق في عنقي لغيري» والتفاسير وإن إختلفت بشأن هذه البعارة ـ التي تعد من عبارت نهج البلاغة المعقدة ـ إلاّ أنّ التفسير الذي أوردناه آنفا هو الانسب من جميع التفاسير وكأنّ العبارة تجيب على سؤال قد يقتدح إلى الأذهان في أنّ الإمام(عليه السلام) لم يبايع الخلفاء الثلاث وهو يرى أنه أجدر بالخلافة منهم وقد نص رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) على إمامته؟ وجواب الإمام(عليه السلام)أن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)عهد إليّ السكوت حفظاً للإسلام إن خالفني القوم، ولابدّ لي من البيعة من أجل حفظ المصالح التي يجب عليَّ مراعاتها. وعليه فقد جعلت طاعتي لرسول اللّه(صلى الله عليه وآله)أولى من بيعتي، كانت عهداً من النبي(صلى الله عليه وآله) في عنقي وليس أمامي سوى الوفاء بالعهد، كما ذهب بعض شرّاح نهج البلاغة، كما أوردنا سابقاً إلى أنّ المراد أنّ طاعة النبي(صلى الله عليه وآله)مقدمة لدي على بيعة الخلفاء، لقد عهد إلىّ النبي(صلى الله عليه وآله) بالسكوت في ظل مثل هذه الظروف، وذكر بعض الشرّاح إنّ المراد بقوله «فنظرت في أمري..» أنّ هذه الكلمات مقطوعة من كلام يذكر فيه حاله بعد وفاة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) وأنّه كان معهودا إليه ألا ينازع في الأمر، ولا يثير فتنة، بل يطلبه بالرفق، فان حصل له وإلاّ أمسك، فالمراد: فنظرت فاذا طاعتي لرسول اللّه(صلى الله عليه وآله); أي وجوب طاعتي، قد سبقت بيعتي للقوم، أي وجوب طاعة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)وامتثال أمره سابق على بيعتي للقوم، فلا سبيل إلى الامتتاع من البيعة لأنّه(صلى الله عليه وآله)أمرني بها، «وإذا الميثاق في عنقي لغيري» أي رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) أخذ عليَّ الميثاق بترك الشقاق والمنازعة، فلم يحل لي أن أتعدى أمره، أو أخالف نهيه.(1) وقال البعض أنّ العبارة تنسجم وما قال الإمام(عليه السلام) في الخطبة الشقشقية «أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر... لألقيت حبلها على غاربها». ويبدو أنّ هذا التفسير هو الآخر مستبعداً، لأنّ القوم تمردوا على طاعة الإمام(عليه السلام) قبل البيعة، واعلنوا بيعتهم فلم يكن هناك من ميثاق، إلاّ أن نفسر الميثاق مجازياً.

 


1. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 / 296; محمد عبده الشارح المعروف والعلاّمة الخوئي إختاروا هذا المعنى أيضاً.

[ 253 ]

عهد رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) لعلي(عليه السلام)

أشار الإمام(عليه السلام) في هذه الخطبة إلى العهد الذي عهده إليه رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)، ويفهم من العبارة أنّ النبي(صلى الله عليه وآله)عهد لعلي(عليه السلام) بمماشاة الخلفاء، وإن لم تستند حكومتهم إلى الموازين الشرعية. وقد صرحت بعض الروايات بمضمون ذلك العهد، ومنها ما أورده المرحوم السيد ابن طاووس في كشف المحجة في رواية عن علي(عليه السلام): «وقد كان رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)عهد إلي عهداً، فقال: «يابن أبي طالب! لك ولاء اُمّتي. فان ولوك في عافية واجمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم وإن إختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه فانّ اللّه سيجعل لك مخرجاً». فالواقع أنّ الإنسان قد يقف أحياناً على مفترق طرق كلاهما مرير، إلاّ أن أحدهما أمّر من الآخر، فالعقل في مثل هذه الحالة يحكم باجتناب الأمّر وتقبل المرير; القاعدة التي يصطلح عليها في الفقه بقاعدة الأهم والمهم، كما يعبر عنها أحياناً بدفع الأفسد بالفاسد، وهذا ما سلكه أميرَالمؤمنين(عليه السلام)بعيد وفاة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله). فقد كان أمامه(عليه السلام) سبيلان لاثالث لهما، إمّا إن يترك حقه المسلم في الخلافة حفظا للإسلام والمصالح الإسلامية، أو أن ينهض بالامر فيطالب بحقه، دون الإكتراث لوحدة المسلمين وتربص الاحزاب الجاهلية بالإسلام والفرصة التي كان ينتظرها المنافقون بفارغ الصبر أملا في إقتتال المسلمين وتسللهم إلى الحكومة، الأمر الذي تكهن به رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)فعهد لعلي(عليه السلام) ذلك العهد، ولم يكن من علي الذي أوقف نفسه للإسلام سوى الالتزام بذلك العهد.

—–

[ 254 ]

[ 255 ]

 

 

الخطبة 38

 

 

 

ومن كلام له (عليه السلام)

 

وفيها علّةُ تسمية الشُّبهة شبهةٌ ثُمَّ بيانُ حال النّاسِ فيها.(1)

 

نظرة إلى الخطبة

إنّ أدنى تأمل للخطبة سيفيد أنّ هذا الكلام فصل من كلام طويل إختاره السيد الرضي (ره)، ومن هنا نرى الكلام عبارة عن فصلين، أحدهما غير منسجم مع الآخر، بل مبتور عنه. أمّا الفصل الأول فهو الكلام في الشبهة ولماذا سميت شبهة، وسبيل الخلاص من الشبهات. والفصل الثاني بيان حال الناس إزاء الموت، حيث لا ينجو منه من خافه، ولا يمنح البقاء من طلبه فكلاهما ميت. وتدل القرائن على أن الرضي (ره) كان يلتقط الكلام إلتقاطاً، ومراده أن يأتي بفصيح كلامه(عليه السلام) وما يجري مجرى الخطابة والكتابة، ويؤيد هذا العبارة «من كلام له» و«من خطبة له» ونعرف أنّ من هنا تبعيضية، فلم يقل ومن خطبته أو ومن كلماته، فقد أراد أن ما ورد هنا جزء من خطبته(عليه السلام). على كل حال فانّ الخطبة ورغم قصرها تتناول موضوعين أحدهما; الشبهة والآخر الموت.

—–


1. نقل هذه الخطبة الامدي في غررالحكم مع إختلاف طفيف وما ورد في نهج البلاغة، ويفهم من هذا أنّ الآمدي قد روى هذه الخطبة من مصدر آخر غير نهج البلاغة (مصادر نهج البلاغة 1 / 435).

[ 256 ]

[ 257 ]

 

 

 

«وَإِنَّما سُمِّيَتِ الشُّبْهَةُ شُبْهَةً لاَِنَّها تُشْبِهُ الْحَقَّ: فَأَمّا أَوْلِيَاءُ اللّهِ فَضِياؤُهُمْ فِيها الْيَقِينُ وَدَلِيلُهُمْ سَمْتُ الْهُدَى وَأَمّا أَعْداءُ اللّهِ فَدُعاؤُهُمْ فِيها الضَّلالُ وَدَلِيلُهُمُ الْعَمَى، فَما يَنْجُو مِنَ الْمَوْتِ مَنْ خافَهُ، وَلا يُعْطَى الْبَقاءَ مَنْ أَحَبَّهُ».

—–

 

الشرح والتفسير

النجاة من الشبهة

يستفاد من بعض المصادر أنّ هذا الفصل من الخطبة يتعلق بقصة طلحة والزبير ومعركة الجمل; لأنّهما خلقا شبهة لدى الناس ودعوهم لنكث البيعة والقيام ضد الحق. ومن عناصر تلك الشبهة زج زوج النبي(صلى الله عليه وآله) في تلك المعركة والمطالبة بدم عثمان وما شا كل ذلك. قد تحدث الإمام(عليه السلام) عن الشبهة قائلا: «وإنّما سميت الشبهة شبهة لأنّها تشبه الحق» ومن هنا كانت سببا لخداع السذج وذريعة بيد الشياطين للفرار من الحق. فالواقع أنّ الاُمور التي تواجه الإنسان في حياته الفردية والاجتماعية لا تخرج عن ثلاث; فقد يكون الحق ظاهراً جلياً كأن نقول من يعمل الخير يحصد الخير ومن يعمل الشر يحصد الشر; أو يكون الباطل واضحاً، كأن نقول الفوضى وغياب القانون أفضل من النظام وسيادة القانون، فمن البداهة القول ببطلان هذا الأمر. غير أن هنالك بعض الحالات التي ليست من قبيل القسم الأول ولا الثاني، حيث يتلبس الباطل أحياناً بثوب الحق، أمر ظاهره حق وباطنه باطل، كتلك الاُمور الجوفاء التي تمسك بها أصحاب الجمل وصفين من أجل إشعال نيران تلك المعارك. ويبدو أنّ هذه هى مشكلة المجتمعات البشرية، وقد إتسعت في مجتمعاتنا المعاصرة، حيث نرى أغلب الأهداف الباطلة والسلطة الخبيثة التي تلبست ثياب حقوق الإنسان والدفاع عن الحرية والديمقراطية وحفظ القانون وإعادة السلام والاستقرار إلى المنطقة. ثم أشار(عليه السلام) إلى طرق النجاة من

[ 258 ]

الشبهات التي يعتمدها أولياء اللّه «فأما أولياء اللّه فضياؤهم فيها اليقين ودليلهم سمت(1)الهدى». فالعبارة قد تكون إشارة لأحد أمرين: الأول أنّ أولياء اللّه الذين يؤمنون باللّه والغيب إنّما يلوذون بالقرآن وكلمات أئمة العصمة لمواجهة ظلم الشبهات والخلاص منها بدافع من يقينهم بالوحي، وعليه فاليقين في العبارة هو الإيمان باللّه ورسوله «وسمت الهدى» إشارة إلى هدي الوحي، كما قال القرآن (ذ لِكَ الْكِتابُ لاَ رَيْبَ فِـيهِ هُدًى لِلمُتَّقِـين)(2). وقيل المراد باليقين الاستفادة من المقدمات القطعية والاُمور اليقينية التي من شأنها إنارة الطريق والقضاء على الشبهة، وبعبارة اُخرى فانّ أولياء اللّه الذين لايكترثون للاهواء ويحكمون العقل إنّما يسعهم في ظل هذا لاعقل أن يجتازوا الشبهات ويهتدوا إلى السبيل، ولو كان للأهواء من سبيل إلى العقل لما وسع هذا الفرد تمييز الحق من الباطل إذا إلتبس عليه الأمر. والتفسيران لايتعارضان، ويمكن الجمع بينهما في مفهوم العبارة المذكورة. قد يقال أنّ بعض الآيات والروايات قد اشتملت على المشتبه الذي يتضمن مختلف التفاسير، فما العمل في هذا الحالة؟ لقد أجاب القرآن الكريم صراحة عن هذا السؤال وذلك بالرجوع إلى الآيات المحكمة والروايات الصريحة التي تفسر تلك المتشابهة حتى يتمكن الفرد من إجتياز هذا الامتحان الإلهي بالآيات والروايات المتشابهة. والحياة الإنسانية على غرار الآيات القرآنية قد تنطوي على محكمات ومتشابهات، فقد ترى مثلاً حركة مريبة من أحد الأصدقاء تحتمل الوجهين في التفسير، وقد أرشدت مختلف الحوادث إلى نزاهته وعفته خلال كل هذه المسيرة، فلا شك أنّ حسن السيرة هذا من المحكمات وتلك الحركة المريبة من المتشابهات التي يمكن تفسيرها من خلال المحكمات. ثم تطرق الإمام(عليه السلام)لأعداء اللّه في كيفية التعامل مع الشبهات فقال: «وأما أعداءاللّه فدعاؤهم فيها الضلال ودليلهم العمى» فكل سبيل يتطلب دافعاً ودليلاً من أجل الحركة، وهنا يفترق الأفراد إلى أولياء اللّه وأعدائه، فليس لأولياء اللّه من دافع سوى اليقين باللّه واليوم الآخر ودليل سوى الوحي والنبوة، بينما دافع أعداء ودليلهم الضلال وهوى


1. سمت بمعنى الطريق أو الجادة، كما تطلق مشكل المحسنين، والتسميت هو الدعاء لمن يعطس حيث يسأل الله له السلامة، فالعطسة من علامات السلامة.

2. سورة البقرة / 2.

[ 259 ]

النفس ووساوس شياطين الانس والجن وعمى البصر والبصيرة. ومن هنا فانّ الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة هى مصير الطائفة الاُولى (أَ لا إِنَّ أَوْلِـياءَ اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْـهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ... لَهُمُ البُشْرى فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ)(1) بينما ليس لأعداء اللّه سوى الظلمات (أَوْ كَظُـلُمات فِي بَحْر لُـجِّـيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْـضُها فَوْقَ بَعْض إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّهُ لَـهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُور) (2). أمّا ما ورد في خطبة الإمام(عليه السلام)فهو صادق على الحياة الفردية وكذلك الحياة الاجتماعية، بل إنّ أبعاده لأعظم وأخطر في الجانب الاجتماعي وقد تجسد النموذج الكامل لذلك في الطائفة الثانية (أعداء اللّه) من قبيل الفرق الثلاث التي خاضت معركة الجمل وصفين والنهروان من خلال الشبهات الواهية والادلة الجوفاء الأضعف من بيت العنكبوت لتهب لقتال الإمام(عليه السلام) وتوجّه ضرباتها الماحقة لكيان الإسلام والمسلمين. جدير بالذكر ما أورده صحيح البخاري عن أبي بكرة ـ أحد صحابة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) ـ أنّه قال سمعت حديثاً عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) نفعني أيام الجمل، فقد كدت أن ألتحق بمعسكر أصحاب الجمل، حيث بلغ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) أنّ طائفة من الإيرانيين قد ولوا عليهم بنت كسرى فقال(صلى الله عليه وآله) «لن يفلح قوم ولو أمرهم إمرأة».(3)

 

تأثير الشبهة في تحريف الحقائق

لو ظهر الباطل كما هو لما خفى على أحد، ولما قبله الوجدان والطبع السليم، ولا يستجيب له سوى مرضى القلوب ومنحرفي الأفكار إلاّ أنّ المشكلة تتعقد حين يتزين الباطل بلباس الحق، فيقبل عليه بعض طلاب الحق بعد أن يغترون بحسن ظاهره، وهذه في الواقع إحدى شعب الشبهة. الشعبة الاُخرى أن يمزج مقدار من الحق بمقدار من الباطل فتختفي صورة الباطل القبيحة في ظل الحق. وأخيراً فقد يزيف الباطل ويجمل حتى يبدو بصورة حق دون أن


1. سورة يونس / 62 ـ 64.

2. سورة النور / 40.

3. صحيح البخاري 6 / 10 باب كتاب النبي(صلى الله عليه وآله) إلى كسرى وقيصر.

[ 260 ]

يمتزج به. وقد حفل تأريخ البشرية بما لا يحصى من الفتن والويلات التي طالته من خلال الشبهات والوساوس الشيطانية، حتى مارس الطغاة والمخادعون سلطتهم على الناس بواسطة تلك الشبهات. وأفضل نموذج على ذلك المعارك الثلاث المعروفة ـ الجمل وصفين والنهروان ـ التي أودت بحياة تلك الجماعة العظيمة من المسلمين وما ذلك إلاّ من خلال الشبهات التي إعتمدها أصحاب الباطل من أجل تحقيق أطماعهم ومآربهم; فالبكاء ليل نهار على قتل الخليفة المظلوم (عثمان) والطواف بقميصه الملطخ بالدم من أجل تعبئة الناس، حتى من قبل أولئك الذين ساهموا في قتله وتلطخت أيديهم بدمه، ومن ثم الإتيان باُم المؤمنين وركوبها الجمل و... كلها نماذج حية من الشبهة. رفع المصاحف على أسنة الرماح وشعار التسليم الحكم القرآن والحيلولة دون إراقة دماء المسلمين هى الاخرى من شبهات معركة صفين. بل أبشع صورة للشبهة في محاولة تحميل الإمام علي(عليه السلام)مسؤولية قتل عمار بن ياسر في معركة صفين حيث إحتج الإمام(عليه السلام)بقول رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): «يا عمار تقتلك الفئة الباغية»، فاحتج عليه بأنّ الفئة الباغبة من أتت بعمار إلى المعركة. أما أصحاب النهروان ممن كانوا يتظاهرون بصلاة الليل وقراءة القرآن التي لاتتجازو تراقيهم، فقد رفعوا شعارهم المعروف «لا حكم إلاّ اللّه» وقد انطوت هذه الشبهة على فئة عظيمة من الناس والتي أدت في الختام إلى قتلهم وخلودهم في جهنم وبئس المصير. ويشهد عالمنا المعاصر اليوم أسوأ أنواع الشبهات، فما أكثر الشعارات البراقة الساحرة، من قبيل شعار الحرية والديمقراطية والمساواة وتفعيل حقوق الإنسان والحضارة والمدنية وتطوير البشرية والتي ترتكب باسمها أعتى الجنايات وأقبح الجرائهم. وسنسلط مزيداً من الضوء على هذا الموضوع حين نصل إلى الخطبة الاربعين والخمسين الواردة بهذا الشأن، كما أشار الإمام(عليه السلام) إلى هذا الأمر في الحكمة 198 من قصار كلماته في نهج البلاغة.

 

عبثية الخوف من الموت

يرى أغلب شرّاح نهج البلاغة عدم وجود آية رابطة لقولة(عليه السلام): «فما ينجو من الموت من خافه، ولا يعطى البقاء من أحبه» وما ورد في أول الخطبة، وأنّ السيد الرضي (ره) إنّما يلتقط

[ 261 ]

كلام الإمام(عليه السلام) من أكثر من خطبة. ولعلنا نستطيع تصور رابطة بين الفصلين من الخطبة وذلك أنّ الأفراد قد يستسلمون للشبهات خوفاً من الموت، فإشار(عليه السلام)إلى أنّ خوف الموت لا ينجي من الموت أبداً. على كل حال فان هذا الفصل من الخطبة يشتمل على عبارتين تعالج كل منها قضية الموت. فقد قال(عليه السلام) «فما ينجو من الموت من خافه»، بل إنّ هذا الخوف قد يكون من العناصر المقربة للموت. فالموت هو القلادة التي خطت على جيد ابن آدم وسائر الكائنات الحية والقانون الذي لايعرف الشواذ والاستثناء، فليس هنا لك من خلود سوى للّه سبحانه. فجميع الكائنات محدودة وأنّها ستنتهي لامحالة وتؤول إلى الفناء. وليس من بقاء سوى للذات الإلهية المقدسة، وعليه فخوف الموت لن يغير من حقيقته شيئاً، كما أن السعي من أجل البقاء والحياة الخالدة لن يكلل بالنجاح أبداً. ومن هنا قال الإمام(عليه السلام) في العبارة الثانية «ولا يعطى البقاء من أحبه». قد تطول مدة الحياة أو تقصر إلاّ أنّها سائرة للزوال في خاتمة المطاف ومن الوهم الساذج والباطل التفكير بالبقاء والخلود. فقد صرح القرآن الكريم (كُلُّ نَفْس ذائِقَةُ المَوْتِ)وقال (كُلُّ شَيء هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ). والعبرة هنا في أن يستعد الإنسان للموت ويتزود له، فالموت لا يعني الفناء المطلق بقدر ما يعني الانتقال من دار صغيرة محدودة إلى أخرى كبيرة واسعة تشتمل على مختلف النعم واللذائذ، وإذا أصلحنا عملنا فليس هنالك ما يدعو إلى الخوف من الموت.

—–

[ 262 ]

[ 263 ]

 

 

الخطبة(1) 39

 

 

 

ومن خطبة له (عليه السلام)

 

   خطبها عند علمه بغزوة النعمان بن بشير، صاحب معاوية لعين التمر، وفيها يبدي عذره ويستنهض الناس لنصرته.

 

نظرة إلى الخطبة

أمر النعمان بن بشير مع عليّ ومالك بن كعب الأرحبيّ

وردت هذه الخطبة كما ذكرنا سابقا حين غزا النعمان بن بشير عين التمر الموضع المعروف في العراق.

وقد كان معاوية قال قبل ذلك بشهرين أو ثلاثة: أمَا من رجل أبعثُ به بجريدة خيل; حتى يُغِيرَ على شاطىء الفرات! فإنّ اللّه يُرعِبُ بها أهلَ العراق! فقال له النعمان: فابْعثنِي; فإنّ لي في قتالهم نيّة وهوًى ـ وكان النعمان عثمانياً: قال: فانتدب على اسمِ اللّه، فانتدَبَ ونَدَب معه ألفىْ رَجل، وأوصاه أن يتجنّب المدن والجماعات، وألاّ يُغير إلاّ على مَسْلَحة، وأن يعجّل الرجوع.

فأقبلَ النعمانُ بن بشير; حتى دنا من عين الَّتمْر، وبها مالك بن كعب الأرحبيّ الذي جرى له معه ما جَرى، ومع مالك ألفُ رجل; وقد أذِن لهم، فرجعوا إلى الكوفة، فلم يبق معه إلاّ مائة أو


1. وردت هذه الخطبة في ثلاثة مصادر على الأقل قبل السيد الرضي وهى: الغارات لابراهيم بن هلال الثقفي (283) وأنساب الاشراف للبلاذري الذي أورد بعضها وتأريخ الطبري الذي روى بعض أقسامها، وكذلك مصادر نهج البلاغة 1 / 438.

[ 264 ]

نحوها، فكتب مالك إلى عليّ عليه السلام: أما بعد; فإنّ النعمان بن بشير، قد نَزَل بي في جمع كَثِيف، فَرَ رأيَك، سدّدك اللّه تعالى وثبتك. والسلام. فوصل الكتابُ إلى عليّ عليه السلام; فصعد المنبر فحمداللّه وأثنى عليه، ثم قال:

اخرجُوا هداكم اللّه إلى مالك بن كعب أخيكم، فإنّ النعمان بن بشير قد نَزَل به في جمع من أهل الشام; ليس بالكثير، فانهضوا إلى إخوانكم، لعلّ اللّهَ يقطعُ بكم من الكافرين طَرَفاً. ثم نزل.

فلم يخرجوا، فأرسل إلى وُجُوهم وكُبَرائهم، فأمرَهم أن ينهضُوا ويحثّوا الناسَ على المسير، فلم يصنعوا شيئاً، واجتمع منهم نفر يسير نحو ثلثمائة فارس أوْ دونها، فقام(عليه السلام)، فخطب الخطبة.(1)

—–


1. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/437.

[ 265 ]

 

 

القسم الأول

 

«مُنِيتُ بِمَنْ لا يُطِيعُ إِذا أَمَرْتُ وَلا يُجِيبُ إِذا دَعَوْتُ، لا أَبالَكُمْ! ما تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ رَبَّكُمْ؟ أَما دِينٌ يَجْمَعُكُمْ وَلا حَمِيَّةَ تُحْمِشُكُمْ؟ أَقُومُ فِيكُمْ مُسْتَصْرِخاً وَأُنادِيكُمْ مُتَغَوِّثاً، فَلا تَسْمَعُونَ لِي قَوْلاً، وَلا تُطِيعُونَ لِي أَمْراً، حَتَّى تَكَشَّفَ الاُْمُورُ عَنْ عَواقِبِ الْمَساءَةِ، فَما يُدْرَكُ بِكُمْ ثارٌ، وَلا يُبْلَغُ بِكُمْ مَرامٌ».

—–

 

الشرح والتفسير

سكوت الإمام(عليه السلام)

أشرنا سابقاً إلى أن الإمام(عليه السلام) خطب هذه الخطبة حين بعث معاوية النعمان بن بشير ليرعب إحدى مناطق العراق ويضعف معنويات أهلها، فدعا الإمام(عليه السلام)الناس لقتالهم، غير أن عجز أهل العراق وضعفهم جعلهم يردون بالسلب على دعوة الإمام(عليه السلام)، فخطب الإمام(عليه السلام)هذه الخطبة لغرضين: الأول: تحميل أهل العراق المسؤولية التامة للمصائب والويلات التي تتعرض لها البلاد بفعل هذا الضعف والذلة تجاه العدو، الثاني: لعل هذه الكلمات تؤثر في تلك الأرواح الهامدة فتلتفت إلى عظم الأخطار التي كانت تتربص بها فتهم بموا جهتها. فقد قال(عليه السلام): «منيت بمن لا يطيع إذا أمرت ولا يجيب إذا دعوت» فمن الطبيعي أنّ أعظم القادة والاُمراء وأشجعهم لايسعهم فعل شيء إذا ما ابتلوا بمثل هؤلاء الأفراد، وما من فشل أو هزيمة تصيبهم إلاّ ويتحملون مسؤوليتها كاملة. ثم قال(عليه السلام): «لا أبا لكم: ما تنظرون بنصركم ربكم»؟ إنّ جميع الظروف متوفرة لديكم من أجل القتال، فعندكم العدّة والعدد، كما تعلمون مؤامرات عدوكم وقد أحدق الخطر بكم، فماذا تنتظرون؟ أتتطلعون لقتلكم بهذه الذلة والهوان؟ وقد

[ 266 ]

أشْرنا سابقاً إلى أن قوله(عليه السلام): «لا أبا لكم» إما يفيد عدم تربيتهم التربية الاُسرية الإسلامية الصحيحة بحيث يبدون كل هذا الضعف والعجز، أو أنّه دعاء عليهم بان يميت اللّه آبائهم، وهو الآخر كناية عن الذلة والهوان الذي يستشعره الإنسان لفقد والده. ثم قال(عليه السلام): «أما دين يجمعكم ولا حمية تحمشكم»(1)؟ فالواقع من شأن أي من هذين الأمرين دواء دائهم، فالدين حلقة إتصال يمكنها إستقطاب الفئات والطوائف المختلفة حول هدف مركزي واحد، فاذا غاب الدين الذي يجمعهم، فانّ الغيرة الاجتماعية وحبّ الاهل والوطن إنّما تسوقهم للاتحاد أمام العدو ومواجهته، غير أنّ المؤسف له هو أنّ أهل العراق آنذاك قد فقدوا هذين الدافعين، فلم يكن دينهم محكماً راسخاً، كما لم تكن لهم حمية تجعلهم يغضبون ويواجهون العدو. ولا شك أن مثل هؤلاء القوم يعتبرون عقبة كؤوداً في طريق الحاكم. ومن هنا خاطبهم الإمام(عليه السلام)مصوراً حجم ضعفهم والذل الذي سيطر عليهم «أريد أن اُداوي بكم وانتم دائي كناقش الشوكة بالشوكة». (2)

ومن هنا قال(عليه السلام): «أقوم فيكم مستصرخاً(3) وأناديكم متغوثّاً،(4) فلا تسمعون لي قولاً، ولا تطيعون لي أمراً، حتى تكشف الاُمور عن عواقب المساءة»(5) فهل هناك أعظم من هذه المأساة، في أن يبتلى مثل هذا الإمام(عليه السلام)الشجاع العالم العادل المجرب بمثل هؤلاء القوم الذين لايكترثون لصراخه ولا يطيعون أوامره. ويفيد التأريخ أنّ هذا الأمر لم يقتصر على أميرالمؤمنين (عليه السلام) وقد مارست الاُمّة نفس هذا الموقف مع الإمام الحسن والحسين(عليهما السلام)فقد وقعت حادثة كربلاء ليقتل الإمام وصحبه بتلك الشاعة، آنذاك ندم أهل الكوفة وهبوا للمطالبة بدم الحسين(عليه السلام)ولكن بعد أن وقع ما لم يكن ينبغي أن يقع، فقد تخلوا آنذاك عن دعم


1. «تحمش» من مادة «حمش»، قال صاحب المقاييس لها معنيين الغضب والنحافة، وقد وردت هنا بمعنى الغضب; أي أليس لكم حمية تغضبكم على عدوكم.

2. نهج البلاغة، الخطبة 121.

3. «مستصرخ» من مادة «صرخ»، الصراخ حين الخوف أو المصاب وطلب النصرة.

4. «متغوث» من مادة «غوث» بمعنى النصرة حين الشدة، وعليه يطلق المتغوث على من يطلب نصرة الآخرين عند الشدائد.

5. «المساءة» مصدر مادة «سوء»، بمعنى فقد ان النعم الماديه أو المعنوية الدنيوية أو الاخروية، البدنية أو غير البدنية.

[ 267 ]

سفير الحسين(عليه السلام)مسلم بن عقيل ونكثوا بيعته ولزموا بيوتهم، فبقى مسلم وحده يقاتل الأعداء حتى استشهد. وأخيراً خلص الإمام(عليه السلام) إلى هذه النتيجة «فما يدرك بكم ثار، ولا يبلغ بكم مرام».