![]() |
![]() |
من كان لايطأ التراب برجله *** يطأه اليوم بصفحة الخد
ومن كان بينك وبينه شبران *** فهو اليوم في غاية البعد
1. «إخترام» من مادة «خرم» بمعنى الشق وهى تشير هنا إلى الحوادث التي تستأصل عمر الإنسان.
2. «يرعوى» من مادة «رعوة» على وزن سهو بمعنى الرجوع والعودة من الجهل إلى العلم واصلاح النفس والجملة أعلاه «لايرعوي الباقون احتراماً» اشارة إلى أن البعض لا يعتبرون من دروس العبرة التي تمربهم ولا يتراجعون ولا يتوبون من الذنوب التي اقترفوها وبالاخير فانهم لا يقدمون على اصلاح انفسهم.
3. «إجترام» من مادة «جرم» الذنب واقتراف السيئات.
4. «يحتذون» من مادة «حذو» على وزن حذف بمعنى القيام بالأعمال المشابهة، ومن هنا وردت بمعنى الاقتداء في الأعمال، وريد بها في العبارة يشاكلون بأعمالهم صور أعمال من سبقهم ويقتدون بهم.
5. «ارسال» جمع «رسل» على وزن عسل القطيع من الابل والغنم والخيل ، اُريد بها في العبارة من يتبع الآخرين دون أدنى فكر ومطالعة .
6. «صيور» على وزن قيوم من مادة «صير» على وزن سيل بمعنى الانتقال من حالة إلى اُخرى، وهى هنا صيغة مبالغة اُريد بها مصيره وما يؤول إليه أمره.
أمّا التعبير بالاخترام وبالالتفات إلى معنى هذه المفردة الذي يفيد القطع والقص (ولذلك فسرّ بعض شرّاح نهج البلاغة الموت المحزوم بالموت الذي يطيل الإنسان قبل مدته الطبيعيه)(1)كأنّه يشير إلى حقيقة وهى أنّ إحدى مشاكل الحياة الدنيا في أنّه قلّما يفارق أحد الدنيا بموت طبيعي; أي أنّه يوظف كافة طاقاته من أجل البقاء بينما يأتيه الموت، بل غالباً ما يخرق عمره بفعل مختلف العوامل سواءاً الداخلية أو الخارجية، الجسمية أو النفسية وأخيرا الحوادث الفردية أو الاجتماعية، ومن هنا لايسع أي فرد أن يؤمل العيش ولو ليوم أو ساعة. والسؤال المطروح لم رغم كل هذه الاُمور والحال «لايرعوي الباقون اجتراما»؟ ليس هنالك من جواب سوى الغفلة والجهل ووساوس النفس الامارة والشياطين الذين يحكمون سيطرتهم على الإنسان ويحجبون أبصارهم وبصائرهم عن رؤية الحقائق. فهو بالضبط كالطير الذي يرى الحبوب دون أن يرى المصيدة التي نصبها له الصياد.
لقد إستفاضت الآيات القرآنية والروايات الإسلامية التي كشفت النقاب عن غدر الدنيا وتقلب أحوالها. وما أورع الصورة التي رسمها القرآن لهذه الدنيا حين شبهها بماء المطر: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الحَياةِ الدُّنْيا كَماء أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ فَأَصْبَحَ هَشِـيماً تَذرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللّهُ عَلى كُلِّ شَيء مُقْتَدِراً)(2). الخطبة التي نحن بصددها هى الاُخرى رسمت صورة ناصعة لتفاهة الدنيا بحيث تهز عباراتها ضمير أهل الغفلة لتلفت إنتباههم إلى الآخرة، وكثيرة هى خطب نهج البلاغة التي وردت بشأن الدنيا، ولعل السبب الذي يكمن وراء كل هذه التأكيدات هو أنّ العصر الذي عاشه الإمام(عليه السلام) قد أعقب تلك الفتوحات الإسلامية والتي جرت ثروات طائلة على البلاد الإسلامية، حتى كانت آثار السلاطين والملوك النفسية من بين الغنائم التي كان تحصل عليها الجيوش الإسلامية; الأمر الذي شد أنظار أغلب الأفراد إلى الدنيا، وهذا ما أدى بالتالي إلى فساد المجتمع الإسلامي. فما
1. شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني 2/236.
2. سورة الكهف / 45.
كان من الإمام(عليه السلام) وبغية إعادة الاُمّة إلى مسارها الإسلامي الصحيح الذي رسمه رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)إلاّ أنّ يعتمد تلك الحياة الزاهدة المتواضعة من جهة، ويلقي بكلماته الروحية ليوقظ تلك القلوب الغافلة من جهة أخرى. الادباء والشعراء على مر العصور أنشدوا الشعر في تصوير غدر الدنيا وعدم وفائها.
والعجيب في الأمر أنّ كل هذه الآيات والروايات إلى جانب النظم الأدبي البديع لم تتمكن من إيقاظ أهل الدنيا وسلخهم عنها، فواصلوا بكل قوة مسارهم المنحرف دون الإكتراث لهذا الواعظ أو ذاك. نعم فالمؤمنون إنّما يتعظون بهذه العبر وينتفعون بها ليجدوا ويجتهدوا في إصلاح أنفسهم ومعادهم.
—–
«حَتَّى إِذا تَصَرَّمَتِ الاُْمُورُ، وتَقَضَّتِ الدُّهُورُ، وأَزِفَ النُّشُورُ، أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرائِحِ الْقُبُورِ، وأَوْكارِ الطُّيُورِ، وأَوْجِرَةِ السِّباعِ، ومَطارِحِ الْمَهالِكِ، سِراعاً إِلَى أَمْرِهِ، مُهْطِعِينَ إِلَى مَعادِهِ، رَعِيلاً صُمُوتاً، قِياماً صُفُوفاً، يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، ويُسْمِعُهُمُ الدّاعِي، عَلَيْهِمْ لَبُوسُ الاِسْتِكانَةِ، وضَرَعُ الاِسْتِسْلامِ والذِّلَّةِ، قَدْ ضَلَّتِ الْحِيَلُ، وانْقَطَعَ الاَْمَلُ، وهَوَتِ الاَْفْئِدَةُ كاظِمَةً، وَخَشَعَتِ الاَْصْواتُ مُهَيْمِنَةً، وأَلْجَمَ الْعَرَقُ، وعَظُمَ الشَّفَقُ، وأُرْعِدَتِ الاَْسْماعُ لِزَبْرَةِ الدّاعِي إِلَى فَصْلِ الْخِطابِ، ومُقايَضَةِ الْجَزاءِ ونَكالِ الْعِقابِ، ونَوالِ الثَّوابِ».
—–
بعد أن فرغ الإمام(عليه السلام) في هذه الخطبة الغراء حقاً من حمداللّه والثناء عليه والوصية بالتقوى وشرح أوضاع الدنيا وغدرها، تطرق(عليه السلام) إلى المعاد ليصور المحشر وأحوال الخلائق فيه بحيث لايبقي مجالا للغفلة فقال(عليه السلام): «حتى إذا تصرمت الأمور، وتقضت الدهور، وأزف(1) النشور» فالعبارات الثلاث إشارة واضحة لنهاية العالم. حيث تعرضت العبارة الاولى إلى فناء وزوال كل شئ: العمر، القدرة والقوة، الأموال والثروة و...، والعبارة الثانية لانتهاء الشهور والسنوات والقرون، والعبارة الثالثة وهى النتيجة لما تقدم إقتراب الساعة والبعث والقيامة. أما بشأن نهاية العالم والأحداث المهيبة التي ستودي إلى ذلك ـ كما صرح القرآن الكريم ـ وكيفية عالم
1. «أزف» من مادة «ازف» على وزن شرف بمعنى الاقتراب.
البرزخ فانّ الإمام(عليه السلام) لم يتطرق إلى ذلك، بل خاض مباشرة في بعث الأموات وخروجهم من القبور والتي تمثل لب المطلوب فقال(عليه السلام): «أخرجهم من ضرائح(1) القبور، وأوكار(2) الطيور، وأوجرة(3) السباع، ومطارح(4) المهالك». قد يفارق الإنسان الدنيا إثر الموت بصورة طبيعية، وقد يموت في الصحراء لوحده ليكون جسده طعمة للحيوانات المفترسة، وقد يفترسه أحياناً وحشاً ضارياً، ويمكن أن يموت غرقاً في البحر، كما قد تقتله الزلزلة فيبقى جسده تحت الانقاض، فالإمام(عليه السلام) يخبر أنّ اللّه سبحانه عليم بمواضع جميع هؤلاء وسينشرهم جميعا للحشر فيحاسبهم على أعمالهم. كما يشير(عليه السلام)ضمنياً إلى هذه المسألة وهى أنّ أحدا لايعرف كيف سيفارق الدنيا، وأي موضع سيحوي جسده، الأمر الذي يدعو إلى الاعتبار فقد قال سبحانه بهذا الخصوص: (وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَـكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْض تَمُوتُ)(5). والآية كسائر الآيات الشريفة تعرض بصراحة للمعاد الجسماني; لأن ما في القبور أو أعشاش الطيور وكهوف الوحوش هو تراب البدن وعظامه، وإلاّ فالقبر لايضم الروح بعد مفارقتها للبدن، وهذا ما سنتعرض له في المبحث القادم. ثم قال(عليه السلام): «سراعاً إلى أمره، مهطعين(6) إلى معاده، رعيلاً(7) صموتاً، قياماً صفوفاً، ينفذهم البصر، ويسمعهم الداعي» فالعبارة صورة حية عن وضع العباد في عرصة المحشر; ويالها من صورة مرعبة مخيفة. وهى العبارة التي ورد شبيهها في القرآن بخصوص حركة الإنسان في المحشر من قبيل المفردة (سِراعاً)(8) و(يَـنْسِلُونَ)(9) ويعبر أحياناً اُخرى عن مدى سرعته بالقول ويعبر أحياناً اُخرى عن مدى سرعته بالقول: (كَأَنَّـهُمْ إِلى نُـصُب يُوفِضُونَ).(10)
1. «ضرائح» جمع «ضريح» بمعنى القبر، أو الشق وسط القبر.
2. «أوكار» جمع «وكر» على وزن مكر بمعنى عش الطيور.
3. «أوجرة» جمع «وجار» الحفر التي تظهر إثر السيول في الأودية، كما تطلق على كهف الوحوش.
4. «مطارح» جمع «طرح» الموضع الذي تطرح فيه الأشياء.
5. سورة لقمان / 34.
6. «مهطعين» مادة «هطع» على وزن منع بمعنى الرعة المصحوبة بالخوف.
7. «رعيل» القطيع من الخيل أو الطيور .
8. سورة المعارج / 43.
9. سورة يس / 51.
10. سورة المعارج / 43.
فحركة الناس جماعية ووقوفهم في المحشر على شكل صفوف مختلفة، أو أنّ الناس تفصل عن بعضها البعض البعض الآخر تبعاً لأعمالها بحيث يلتحق كل بنظيره فيكون مصيرهم واحدا، أو أنّهم كانوا جماعة في قبورهم فينطلقون معاً للحساب. القرآن من جانبه قال بهذا الشأن: (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَـأْتُونَ أَفْواجاً)(1) ولاشك أنّ سرعة حركتهم تكشف عن مدى خوفهم واضطرابهم من مصيرهم وتوقعهم لما يفجعهم من حوادث. والعبارة: «ينفذهم البصر» أي هم مع كثرتهم لايخفى منهم أحد عن إدراك اللّه سبحانه وتعالى، وهم مع هذه الكثرة أيضاً لايبقى منهم أحد إلاّ إذا دعا داعي الموت سمع دعاءه. ثم إنتقل(عليه السلام) إلى صورة اُخرى من صور الخلائق في يوم الحشر فقال(عليه السلام): «عليهم لبوس الاستكانة، وضرع(2) الاستسلام والذلة، قد ظلت الحيل، وانقطع الأمل ، وهوت الافئدة كاظمة، وخشعت الاصوات مهيمنة،(3) وألجم العرق، وعظم الشفق».(4)
لاتبدو ظهور مثل هذه الحالات حين يغلق باب الرجعة ويحكم اللّه بين الخلائق وتخضع كافة الأعمال بصغيرها وكبيرها إلى الحساب العسير ويعرف الجزاء ويتجسم العقاب الذي ينتظر أهل الذنوب والمعاصي. وقد تضمن القرآن الكريم هذه الأوصاف، بل ما ورد في الخطبة إنّما إقتبسه الإمام(عليه السلام) من القرآن. فقد قال القرآن في موضع: (مُهْطِعِـينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِـهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ)(5) وقال في موضع آخر: (يَوْمَـئِذ يَـتَّبِعُونَ الدّاعِىَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْواتُ لِلرَّحْمـنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاّ هَمْساً)(6). العبارة «ألجم العرق» تعبير رائع عن ذروة بلاء أهل المحشر، فالخوف والاضطراب من جانب، وحرارة المحشر من جانب آخر، وتدافع الناس وشدة الزحام والارهاق بحيث يغطي العرق أبدانهم حتى إنّ فمهم ليمتلأ عرقاً إذا ما فتحو شفاهم. ثم قال(عليه السلام): «وارعدت السماع لزبرة(7) الداعي إلى فصل الخطاب،
1. سورة النبأ / 18.
2. «ضرع» على وزن طمع الضعف والخضوع والذل.
3. «مهيمنة» من مادة «هيمنة» متخافية، الصوت الخفي.
4. «شفق» تعني في الأصل إختلاط ضياء النهار بظلمة الليل، كما تطلق على خصوص الخوف وبهذا المعنى وردت في العبارة.
5. سورة ابراهيم / 43.
6. سورة طه / 108.
7. «زبرة» الكلام الشديد ولايقال زبرة إلاّ إذا كان فيها زجر .
ومقايضة(1) الجزاء، ونكال(2) العقاب، ونوال(3) الثواب». والواقع أنّ الخوف إنّما ينبع من عدم معرفة الإنسان لمصيره وما سيؤول إليه أمره وهو يرى نفسه بين الثواب والعقاب والجنّة والنار. كما أنّ سبب الخوف والذعر هو أن الإنسان لايعلم بمدى إخلاصه في طاعاته وعباداته، إلى جانب تذكره لبعض زلاته وأخطائه. فالحساب دقيق ولامحاسب هو الشاهد العليم بكل شئ، ولا من سبيل إلى العودة، كما ليس هنالك من سبيل لأنّ يدافع شخص عن آخر.
رغم اختلاف الفلاسفة بشأن المعاد وكونه جسمانياً أو روحياً، غير أن الآيات القرآنية والروايات الإسلامية صريحة بهذا الخصوص ولاتحمل أي إبهام في عودة الروح والبدن في عالم الآخرة، وإن المعاد سيكون بالروح والجسم معاً والشاهد على ذلك طائفة من الآيات والروايات، ومنها الآيات التي صرحت بقيام الناس من قبورهم إلى الحساب.(4) وبالطبع فانّ القبر إنّما يضم عظام الإنسان وما يتبقى من تراب من جسده. والإمام(عليه السلام) أشار صراحة إلى هذا الأمر في الخطبة إذ قال: «أخرجهم من ضرائح القبور، وأوكار الطيور، وأوجرة السباع، ومطارح الهالك و...» والواقع أنّ المعاد ينبغي أن يكون كذلك إذا أريد له أن يكون كاملاً عادلاً، وذلك لوجود التأثير المتبادل بين الروح والجسد، وانّهما يتكاملان معاً;، فمفارقة أي منهما للآخر يجعل صاحبه ناقصا، ومن الخطئ ما يردد أنّ الإنسان بروحه، على أنّ ذلك يستند إلى الظن السائد باستقلال الروح الكامل. ويبدو أنّ هذا البحث واسع شامل نكتفي هنا بهذا المقدار ونترك التفاصيل لموضعها.(5)
—–
1. «مقايضة» من مادة «قيض» على وزن فيض بمعين المعاوضة.
2. «نكال» بمعنى العذاب.
3. ونوال بمعنى النعمة.
4. أشرنا في البحث السابق إلى الآيات ذات الصلة بهذا الموضوع.
5. راجع نفحات القرآن 5/307 ـ 353.
من بين الشبهات التي أثيرت بشأن المعاد الجسماني والتي جعلت البعض ممن لم يتلق الاجابة الصائبة عليها إلى نفي مثل هذا المعاد هى الشبهة المعروفة بالآكل والمأكول المعقدة. والشبهة هى: إذا إفترض أن قحطا أصاب جماعة وتغذى بعض الناس من لحم البعض الاخر، فما تكليف بدن هؤلاء الأفراد الذين أصبح لحمهم جزءاً من بدن أفراد آخرين يوم القيامة والمعاد؟ فانّ عاد هذا اللحم إلى الأول أصبح الثاني ناقصاً، وإن حشر مع الثاني كان الأول ناقصاً.
كما يمكن طرح هذه الشبهة بصورة أوسع. فبدن الإنسان عادة ما يستحيل إلى تراب، والنباتات والحيوانات إنّما تتغذى على هذا التراب، وبالتالي فانّ الإنسان إنّما يتغذى على النباتات والحيوانات فتصبح جزءا من بدنه، وهنا يتكرر السؤال السابق في أنّ هذه ستلحق أي بدن؟ ولعل ما أورده الإمام(عليه السلام) في هذه الخطبة: «... من ضرائح القبور وأوكار الطيور وأوجرة السباع ومطراح الهالك» يثير مثل هذه الاسئلة أيضاً.
والإجابة على هذا السؤال تبدو طويلة نكتفي بخلاصتها. فالآيات والروايات تفيد عودة آخر بدن للإنسان الذي تحول إلى تراب يوم القيامة، وبناءاً على هذا فانّ هذا البدن الذي أصبح جزءاً من آخر سينفصل عنه ويعود إلى البدن الأول، ومشكلة نقصان البدن الثاني يمكن حلها بكل سهولة، وذلك لأنّ سائر أجزاء البدن تعيش حالة النمو وتملأ المواضع الخالية; الأمر الذي نلمسه باستمرار في هذا العالم حين يتعرض الجسد لبعض الضربات والصدمات، حيث تأخذ الخلاياً بالنمو وتعوض الأجزاء التالفة من البدن، وبالطبع فانّ هذه الحالة إنّما تحصل بصورة أسرع في ذلك العالم. وأخيراً يشهد عالمنا المعاصر قضية الاستنساخ البشري، حيث تؤخذ خلية من بدن كائن حي لتنتج شبيهاً لذلك الكائن، ويبدو حل هذه المسألة سهلاً جداً، وعليه فليس لشبهة الآكل والمأكول أن تعيق المعاد الجسماني.(1)
1. للوقوف على التفاصيل راجع، نفحات القرآن 5/340 ـ 347.
هنالك سؤال يطرح نفسه وهو: إذا تغيرت الأرض والسماء عما هى عليه على أعتاب القيامة بحيث يتغير كل شئ، فكيف ستبقى القبور على حالها ويبعث من فيها للحساب؟
ويقال في الإجابة على هذا السؤال: أنّ الأرض وعلى ضوء الآيات القرآنية أنّها ستشهد زلزلة عظيمة: (إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيءٌ عَـظِـيمٌ)(1)، وعليه فليس هنالك ما يمنع أن تبقى هذه القبور تحت انقاض تلك الزلزلة العظيمة.
كما أنّ السباع والوحوش التي ابتلعت أبدان بعض الناس وقد استحالت تراباً بعد موتها، هى الاخرى تبقى تحت الانقاض بعد الزلزلة العظيمة فيخرج الناس منها إلى الحشر يوم القيامة. وخلاصة القول هى أنّ العالم يتهدم لاينعدم ويزول، وبالطبع فانّ تراب الناس وعظامهم يبقى محفوظاً.
—–
1. سورة الحج / 1.
«عِبادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِداراً، ومَرْبُوبُونَ اقْتِساراً، ومَقْبُوضُونَ احْتِضاراً، وَمُضَمَّنُونَ أَجْداثاً، وكائِنُونَ رُفاتاً، ومَبْعُوثُونَ أَفْراداً، ومَدِينُونَ جَزاءً، ومُمَيَّزُونَ حِساباً، قَدْ أُمْهِلُوا فِي طَلَبِ الْمَخْرَجِ، وهُدُوا سَبِيلَ الْمَنْهَجِ، وَعُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ، وكُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّيَبِ، وخُلُّوا لِمِضْمارِ الْجِيادِ ورَوِيَّةِ الإِرْتِيادِ، وأَناةِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتادِ فِي مُدَّةِ الاَْجَلِ، ومُضْطَرَبِ الْمَهَلِ».
—–
الشرح والتفسير
يعود الإمام(عليه السلام) في هذا المقطع من الخطبة من الآخرة إلى الدنيا ليشرح أوضاع وأحوال الناس فيها، ليعلموا لم خلقوا واين يتجهوا، وما هى الوسائل والإمكانات التي زودوا بها لينجوا يوم المعاد وكيف ينبغي لهم أن يستفيدوا من هذه الإمكانات. ويشتمل كلامه(عليه السلام) على ثلاث عشرة عبارة، خمس منها في خلق الإنسان وموته وتبدل جسده إلى تراب، وثلاث في كيفية بعث الخلائق، وخمس أخر في إتمام الحجة الإلهية والقرص التي زود بها الإنسان في هذا العالم. فقال(عليه السلام): «عباد مخلوقون اقتدارا، ومربوبون اقتساراً،(1) ومقبوضون احتضاراً، ومضمنون أجداثاً،(2) وكائنون رفاتاً»(3). لاشك أن الإنسان مختار حر في أفعاله، ولكن ليس له
1. «اقتسار» من مادة «قسر» على وزن نصر الغلبة والقهر.
2. «أجداث» جمع «جدث» على وزن عبث القبر.
3. «رفات» جمع رفت الحطام.
مثل هذا الاختيار في الخلق والموت. فلا أحد يعين تأريخ ولادته، ولا أحد يختار زمان موته الطبيعي برغبته، فالحياة والموت خارجة عن دائرة إرادتنا إلى جانب تعفن البدن وصيرورته تراباً، وهذا ما حدا بالبعض لتفسير عبارة الأمر بين الأمرين بهذا المعنى. على كل حال فانّ مسيرة الحياة والموت جارية علينا على حنوء الإرادة الإلهية والقوانين المرسومة شئنا أم أبينا; الواقع الذي تقود الغفلة عنه إلى جهل الإنسان بنفسه وبخالقه، بينما يمده الالتفات إليه بعناصر العلم والمعرفة والتأهب. ثم تطرق الإمام(عليه السلام) في العبارات الثلاث اللاحقة إلى عملية بعث الناس الخلارجة هى الاُخرى عن الإرادة البشرية فقال «ومبعوثون أفراداً، ومدينون جزاءً، ومميزون حساباً» لاشك أنّ كل فرد سيخرج من قبره وحيداً، ولايتنافى هذا والتقسيم اللاحق للناس إلى طوائف تبعاً لعقائدهم وأعمالهم، كما عبرت عن ذلك الخطبة في البحث الماضي بالرعيل، ونعتها القرآن بالافواج.(1) ولعل العبارة «مميزون حساباً» إشارة لما ورد في الآية الكريمة: (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)(2). نعم ليس هنالك من يحمل وزر غيره ويعاقب عليه، ولكل حسابه على ضوء أفعاله، وان كان الرضى بأعمال الآخرين والتقصير في وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدى إلى نوع من الحساب المشترك. أمّا العبارات الخمس الأخيرة فقد أشار فيها الإمام(عليه السلام) ـ كما ذكرنا ذلك آنفا ـ إلى الفرص واتمام الحجة التي تتضمن أبعادا مختلفة، فقال(عليه السلام): «قد أمهلوا في طلب المخرج، وهُدوا سبيل المنهج، وعمروا مهل المستعتب،(3) وكشفت عنهم سدف(4) الريب، وخلوا لمضمار الجياد،(5) وروية الارتياد،(6)وأناة(7) المقتبس المرتاد، في مدّة الأجل، ومضطرب المهل» تضمنت هذه العبارات الأبعاد المختلفة لاتمام الحجة الإلهية وانّ الناس يمتلكون المهلة الكافية للفوز بالرضوان الإلهي أولاً،
1. سورة النبأ / 18.
2. سورة فاطر / 18.
3. «مستعتب» من مادة «عتب» على وزن تبت بمعنى الرضى. وذهب بعض أرباب اللغة إلى أنّ أصل هذه المفردة (عتاب) وإعتاب نفي ذلك والاستعتاب طلب نفي العتاب التي وردت بمعنى طلب الرضى.
4. «سدف» جمع «سدفة» على وزن غرفة بمعنى الظلمة.
5. «جياد» جمع «جواد»، والجياد من الخيل كرامها.
6. «اِرتياد» من مادة «رود» على وزن صوت، طلب ما يراد.
7. «أناة» الهدوء والطمأنينة والوقار والحلم، كما وردت بمعنى الانتظار.
وثانياً: تمهدت أمامهم السبل المؤدية للنجاة بواسطة الكتب السماوية وإرشادات الأنبياء والأولياء وهداية العقل، ثالثاً: وجود القدرة والمهلة للتوبة من الذنوب وتدارك ما مضى ونيل رضى اللّه، رابعاً: ان حجب الظلام التي تغطي قلب الإنسان بفعل الوساوس الشيطانية والشكوك والشبهات، إنّما تنجلى بنور اللّه وهدايته سبحانه، خامساً: أن أبواب التوفيق الإلهي لرياضة النفس والاستعانة بالفكر والاستضاءة بنور المعرفة الربانية إنّما فتحت بوجه الناس لما يكفيهم من المدة. ونخلص من كل هذا إلى أنّ الإنسان الذي يضل الهدف ويوغل في الذنب ويقع في مخالب الشيطان ووساوسه لاينبغي أن يلوم إلاّ نفسه التي حالت دونه ودون هذه السعادة والفلاح. وعليه فلم يعد هنالك ما يدعو إلى التعجب والدهشة حين ينادون يوم القيامة: (أَوَ لَمْ نُعُـمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّـرُ فِـيهِ مَنْ تَذَكَّـرَ وَجاءَكُمُ النَّـذِيرُ فَـذُوقُوا فَما لِلظّالِمِـينَ مِنْ نَصِـير).(1)
—–
كثيرا ما كانت تنظم قديماً ـ وهكذا في الوقت الحاضر ـ مسابقات للخيل، وكانت تخضع الخيل لتدريبات شاقة بغية التأهب لخوض المباراة، وعادة ما تصطلح العرب بالمضامر على ميدان التدريب الذي ينحف فيه الفرس ويجهز للسباق، أمّا الجياد فيراد بها العزيز من الخيل. وقد وردت بعض المتون الإسلامية التي شبهت الدنيا بذلك الميدان الذي يعد من يرده لخوض السباق، حيث السباق الأكبر يوم القيامة، ذلك هو الميدان الحق. وقد أشارت الخطبة بصورة مقتضبة إلى هذه المسألة، وقد مر علىّ علينا شرحها في الخطبة الثامنة والعشرين، فهو تشبيه رائع يمكنه أن يكشف عن قيمة الدنيا بالنسبة للاخرة.
—–
1. سورة فاطر / 37.
«فَيا لَها أَمْثالاً صائِبَةً، ومَواعِظَ شافِيَةً، لَوْ صادَفَتْ قُلُوباً زاكِيَةً، وأَسْماعاً واعِيَةً، وآراءً عازِمَةً، وأَلْباباً حازِمَةً، فاتَّقُوا اللَّهَ تَقِيَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ، واقْتَرَفَ فاعْتَرَفَ، ووَجِلَ فَعَمِلَ، وحاذَرَ فَبادَرَ، وأَيْقَنَ فَأَحْسَنَ، وعُبِّرَ فاعْتَبَرَ، وحُذِّرَ فَحَذِرَ، وزُجِرَ فازْدَجَرَ، وأَجابَ فَأَنَابَ،رَاجَعَ فَتَابَ، واقْتَدَى فاحْتَذَى، وأُرِيَ فَرَأَى، فَأَسْرَعَ طَالِباً، ونَجَا هارِباً، فَأَفَادَ ذَخِيرَةً، وأَطَابَ سَرِيرَةً، وعَمَّرَ مَعَاداً، واسْتَظْهَرَ زَاداً، لِيَوْمِ رَحِيلِهِ، ووَجْهِ سَبِيلِهِ، وحالِ حاجَتِهِ، ومَوْطِنِ فاقَتِهِ، وقَدَّمَ أَمامَهُ لِدارِ مُقامِهِ. فاتَّقُوا اللَّهَ عِبادَ اللّهِ جِهَةَ ما خَلَقَكُمْ لَهُ، واحْذَرُوا مِنْهُ كُنْهَ ما حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ،اسْتَحِقُّوا مِنْهُ ما أَعَدَّ لَكُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِيعادِهِ، والْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعادِهِ».
—–
أشار الإمام(عليه السلام) ـ في هذا المقطع من الخطبة الذي يمثل امتدادا للبحث السابق ـ إلى المواعظ القيمة المؤثرة والأمثال الواضحة والنصائح والإرشادات التي تنتهي بالناس إلى شاطئ الأمان، فقال(عليه السلام): «فيالها أمثالاً صائبة، ومواعظ شافية، لو صادفت قلوباً زاكية، واسماعاً واعية، وآراء عازمة، وألبابا حازمة»(1) قد تكون هذه العبارة إشارة إلى المواعظ والإرشادات التي وردت في المقاطع السابقة من الخطبة، أو المواعظ التي بلغتنا عن طريق
1. «حازم» من مادة «حزم» على وزن جزم بمعنى التفكر العميق والصائب، ويطلق الحازم على الشخص الواسع الافق، ومنه الحزام الذي يفيد الاستحكام.
الوحي وأولياء اللّه، وقرينة ذلك عبارات القسم السابق بشأن الهداية الإلهية بطرق النجاة وإزالة حجب الشبهات والشكوك والمهلة الكافية للاستعداد والتزود واتمام الحجة على المقصرين. على كل حال فانّ الهدف هو بيان هذه المسألة وهى كفاية المواعظ والنصائح والمعالم على الطريق لو كانت هنالك آذانا صاغية وعقولاً متفتحة وقلوباً واعية، وبعبارة اُخرى ليس هنالك من نقص في فاعلية الفاعل، وإن كان هنالك من نقص ففي قابلية القابل. والتعبير عن الأمثال بالصائبة يفيد مطابقتها للواقع. وأمّا التعبير بالأسماع الواعية فيشير إلى أنه بعد سماع كلام لابدّ من حفظه والتأمل فيه; لاسماعه من أذن وإخراجه من اُخرى، كأنّه لم يسمع شيئاً. وأمّا الفارق بين «الآراء العازمة» و«الألباب الحازمة» فهو أنّ العبارة الاولى إلى القرارات القاطعة، وذلك لأن الإنسان لايتعظ بنصائح أولياءاللّه وينتفع بالإرشادات مالم يمتلك العزم القاطع; رغم أنه قد يقبلها ولصدق بها إلا أنه لايمتلك القدرة على إتخاذ القرار لضعف إرادته، والألباب الحازمة إشارة إلى الأفكار العميقة التي تشخص عواقب الأعمال، وتتامل جوانب كل مسألة ببعد نظر وسعة أفق. نعم إنّما ينتفع غاية الانتفاع من هذه المواعظ والامثال من كان له فكر عميق وإرادة قوية واذن سامعة وقلب واع. ثم أوصى(عليه السلام) بالتقوى وبين مظاهرها بعبارات قصيرة بعيدة المعنى بما يقارب عشرين جملة. والحق أنّ ضالة أرباب السير والسلوك إلى اللّه إنّما اختصرت في هذه العبارات، حيث قال(عليه السلام): «فاتقوا اللّه تقية من سمع فخشع» فاذا أذنب إعترف بذنبه وتاب إلى ربّه (واقترف(1) فاعترف، ووجل فعمل، وحاذر فبادر، وأيقن فأحسن، وعبر فاعتبر، وحذر فحذر، وزجر فازدجر، وأجاب فأناب، وراجع فتاب، واقتدى فاحتذى،(2) وأري فرأى» فقد بينت مظاهر التقوى في هذه العبارات بأكمل وجه. وبالطبع فان التقوى ليس إدعاءاً، ولاتقتصر على إجتناب الخطايا والارجاس، فالتقوى تبدا من سماع كلمات دعاة لاحق وخضوع القلب لها، إلى جانب التوبة والإنابة إلى اللّه والاعتراف بالذنوب وخشية اللّه والقيام بالأعمال التي تقرب إليه، وحث الخطى نحو
1. «إقترف» من مادة «قرف» على وزن حرف بمعنى إكتسب وتستعمل إقتراف في إكتساب الاثم.
2. «إحتذى» من مادة «حذو» على وزن حذف بمعنى فصال الحذاء حسب النموذج والقياس المعين، ثم اطلق الحذو والاحتذاء على مطابقة الشئ لآخر، وقد وردت في الخطبة بمعنى المتابعة والتبعية للاسُوة في كل شئ.
درجة اليقين والاعتبار بحوادث الماضي والحذر من المعاصي، واستماع أحسن القول والانتهاء، عن المنكر وإجابة دعوة الحق، والاقتداء بأولياء اللّه والانفتاح على الحقائق ثم قال(عليه السلام): «فاسرع طالباً ونجا هارباً» وبالنتيجة «فافاد ذخيرة، وأطاب سريرة، وعمر معاداً، واستظهر(1) زاداً، ليوم رحيله، ووجه سبيله، وحال حاجته، وموطن فاقته، وقدح أمامه لدار مقامه» والواقع أنّ هذه مظاهر اُخرى للتقوى والتي من شأنها جعل الإنسان يسارع إلى الحق وتقتل في نفسه الجنوح إلى الذنب والاثم وتمده بمقدمات الاستعداد للمعاد. ثم واصل الإمام(عليه السلام) خطبته بالدعوة ثانية إلى التقوى وخلص إلى نتيجة هى: «فاتقوا اللّه عباداللّه جهة ما خلقكم له».(2)
حقاً أنّ لخلق الإنسان هدف (أَيَحْسَبُ الإِنْسانُ أَنْ يُتْرَك سَدىً)(3) ولا يمكن بلوغ هذا الهدف دون التقوى، والهدف هو العبودية للّه سبحانه ونيل القرب الإلهي وبلوغ السمو والكمال، ولا يتيسر هذا إلاّ من خلال المعرفة والتقوى. ثم قال(عليه السلام): «واحذروا منه كنه(4) ما حذركم من نفسه» هنالك روعة في قوله(عليه السلام) كنه التي تفيد عدم الاقتناع بالظواهر فقط حيال الانذارات الإلهية ولابدّ من تأمل هذه الانذارات والعمل على الفوز بالرضوان الإلهي. ثم أشار(عليه السلام) إلى معطيات التقوى فقال: «واستحقوا منه ما أعد لكم بالتنجز(5) لصدق ميعاده، والحذر من حول معاده» فعبارات الإمام(عليه السلام) اشارات إلى بعض الآيات، كالآية التاسعة من سورة المائدة: (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِـيمٌ) وما ورد في الآية الخامسة عشرة من سورة آل عمران: (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأَنْهارُ) والآية 68 من سورة التوبة: (وَعَدَ اللّهُ المُنافِقِـينَ وَالمُنافِقاتِ وَالكُـفّارَ نارَ جَـهَـنَّمَ خالِدِينَ فِـيها).
—–
1. «استظهر» من مادة «ظهر» على وزن دهر، بمعنى حمل الزاد والمتاع على الظهر أو على ظهر مركب.
![]() |
![]() |