—–

 

الشرح والتفسير

حوادث مابعد الموت

أشار الإمام(عليه السلام) إلى مصير الإنسان بعد الموت الذي ينطوي على الدروس والعبر، حيث يواصل فيه كلامه بشأن الاحتضار وسكرات الموت. فقد رسم الإمام(عليه السلام) بهذه العبارات القصيرة صورة جلية مؤثرة عن حال الإنسان بعد أن بلغ المرض منه مبلغه وقد توقفت عن العمل كافة أعضائه وجوارحه ولم يبق منه إلاّ ذلك الجسد الخاوي فأخذ يستعد أهله لغسله وتكفينه ودفنه، الصورة التي يمكن مقارنتها وما كان عليه بالأمس وهو يتمتع بتلك القوة والقدرة: «ثمّ أدرج في أكفانه مبلساً،(1) وجذب منقاداً سلساً،(2) ثمّ ألقي على الاعواد رجيع(3)وصب(4) ونضو(5) سقم، تحمله حفدة الولدان، وحشدة(6) الاْخوان، إلى دار غربته، ومنقطع


1. «مبلس» من مادة «ابلاس» تعني في الأصل الغم إثر شدة اليأس، ومن هنا فسرت بمعنى اليأس، وهى هنا بمعنى يأس الأحياء من عودة الاموات.

2. «سلس» من مادة «سلس» على وزن قصص بمعنى السهل.

3. «رجيع»، الرجيع من الدواب ما رجع به من سفر اِلى سفر فكل ثم استعملت للإنسان التعب.

4. «وصب» الالم الدائمي والمرض والتعب.

5. «نضو» الناقة أو الحيوان المهزول، ثم اطلقت على الضعيف من الناس.

6. «حشده» جمع حاشد المسارعون في التعاون.

[ 260 ]

زورته،(1) مفرد وحشته». نعم فاول مايواجهه هو ذلك اللباس المتواضع الخالي من أناقة ملابس الدنيا التي يجهد الخياطون أنفسهم أياماً وأحياناً أسابيع لخيطاتها، فليس هنالك من فصال ولاقياس ولاحاجة لخياط، اللباس الذي لايعرف من معنى للغنى أو الفقر أو الشريف والوضيع. وأخيراً هو اللباس الذي فضح الدنيا وكشف النقاب لمن كان له بصيرة عن تقلب أحوالها وعدم دوامها. أمّا الصورة العنيفة الاُخرى التي لها وقعها في النفس فهى حمله على التابوت والانطلاق به إلى مثواه الأخير، دون أن يكون له أية إرادة واختيار، فهو مستسلم لأنّ يطرح في حفرته ويوارى فيها التراب. وبالطبع فانّ هذا الإنسان المناقد اليوم، هو الذي كان بالأمس يأمر وينهى، وربما كانت إشارته كافية لأنّ يندفع له الاف الأفراد، وكان إذا رضى عفى عمن حوله، وإذا غضب أمر بضرب الاعناق وإن كانت بريئة، نعم هذه هى عاقبته ومصيره. وكالمعتاد فقد أسرع الأبناء والأحفاد والأقرباء والأصدقاء والاخوة لحمل التابوت على أكتافهم، إلى أين؟ إلى ذلك المكان الذي طالما كان يخشاه، بل لايجرأ على الإتيان باسمه على لسانه، وإذا مر به أشاح بوجهه عنه، المكان الذي لم يبق له من رابطة باهل هذا العالم، أنّه بيته الموحش المنسي. ثم قال(عليه السلام): «حتّى إذا انصرف المشيّع، ورجع المتفجّع أقعد في حفرته نجيّاً لبهتة(2) السّؤال، وعثرة الامتحان» أجل قصيرة هى تلك المدة التي يرافقه فيها الأهل والمعزون، فاخر عهدهم به حين ينزلونه القبر، فاذا واروه التراب ودعوه وتركوه لوحده في حفرته، وسرعان ما يكفكفون دموعهم ويخمد صراخهم حتى ينسوه بالتدريج; في حين يعيش هو أصعب اللحظات وعليه أن يعد إجابات لما ستطرحه عليه الملائكة من أسئلة، وهى الاسئلة التي تبدو إجاباتها واضحة، لكنها تتطلب إستعداداً روحياً وعقائدياً; الأمر الذي قد لايكون الإنسان قد تزود له، ومن هنا كان الامتحان عسيرا.

العبارة: «أقعد في حفرته» إشارة واضحة إلى سؤال القبر الذي سيمر علينا في البحث القادم. أمّا قوله(عليه السلام): «نجيا» فتعني الصوت الخفي، ولعلها إشارة لمناجاته لربّه آنذاك واستغاثته بلطف اللّه ورحمته، أو الكلام الخفي لعسرة الامتحان والخوف من عدم الإجابة على السؤال.


1. «زوره» مصدر بمعين الزيارة واللقاء.

2. «بهتة» من مادة بهت الحيرة والاضطراب.

[ 261 ]

تأمّلان

1 ـ وداع الأحياء للأموات

إذا مات الإنسان تغيرت كافة أوضاعه بالمرة، فقد كان جزءاً من هذه العالم والجماعة حتى آخر لحظة من حياته، أمّا الآن فلم يعد الأمر كذلك وعليه فالجيمع يسعى لتنحيته من هذا العالم ويسرع في التخلص منه فيودعونه ذلك المكان الذي يحول بينه وبين الدنيا ويقطع علاقته مع أهلها. يالها من لحظات معبرة! ليس له من إرادة، لايستطيع أن يأخذ معه شيئاً، لايسع أحد مساعدته وإن كان من أقرب المقربين. فسرعان ما تحمل جنازته إلى تلك الحفرة الموحشة المظلمة فيوسد فيها تحت التراب، وليس معه سوى ذلك الكفن المتواضع، فلم يعد هنالك من مجال لحمل الاسرة والتيجان ولاالتزين والتفاخر. هنا يوصي أميرَالمؤمنين علي(عليه السلام)باستحضار هذه اللحظات الحساسة بغية الوقوف بوجه طغيان هذه النفس، كيف تغفلون عما ليس بغافل عنكم. كفى بالموت واعظا، الذي ينقلكم من دار الأهل والاُنس إلى دار الوحشة والخوف، كفى واعظا بموتى عاينتموهم، حملوا إلى قبورهم غير راكبين، وانزلوا فيها غير نازلين، فكأنّهم لم يكونوا للدنيا عماراً، وكأنّ الآخرة لم تزل لهم داراً. أوحشوا ما كانوا يوطنون، وأو طنوا ما كانوا يوحشون، لا عن قبيح يستطيعون إنتقالاً، ولا في حسن يستطيعون ازدياداً(1). حقاً أنّ لحظة ولادة الإنسان ودخوله الدنيا كخروجه منها عبرة لمن إعتبر، فكلاهما يقع بمعزل عن إرادة الإنسان، وليس للإنسان من قدرة على شئ في هاتين الحالتين، ولو تأمل الإنسان هذا الأمر قليلا، لما أصابه مثل ذلك الغرور الطغوى والنسيان. ورد في الديوان المنسوب إلى أميرالمؤمنين(عليه السلام):

وفي قبض كف الطفل ولادة *** دليل على الحرص المركب في الحي

وفى بسطها عند الممات مواعظ *** ألا فانظروني قد خرجت بلا شئ

 

2 ـ سؤال القبر

تطرقت الخطبة إلى سؤال القبر الذي ورد صريحاً في الروايات الإسلامية، كما ورد في


1. اقتباس من الخطبة 188 من نهج البلاغة.

[ 262 ]

كلمات علماء العقائد. فقد ذكر المحقق الخوئي شارح نهج البلاغة في شرحه المعروف بمنهاج البراعة أنّ المسلمين إتفقوا على أنّ سؤال القبر حق، بل هو من ضروريات الدين، ولم يخالفه إلاّ جماعة قليلة من الملحدين، حيث روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: «ليس من شيعتنا من أنكر ثلاثة: المعراج وسؤال القبر والشفاعة»(1) كما وردت الروايات في المصادر الإسلامية بهذا الشأن، وإنّ الإنسان إذا وضع في قبره، أتاه الملكان فسألاه عن عقائده; التوحيد والنبوة وولاية الأئمة(عليهم السلام)، بل جاء في أغلب الروايات أنّه يسئل عن أربع: عن عمره فيم قضاه، وعن شبابه فيم أفناه، عن ماله مم إكتسبه وفيم أنفقه، فان كان مؤمنا أجاب ليشمل برحمة اللّه وعنايته، وان كان كافراً عجز عن الجواب فيصب عليه العذاب. الجدير بالذكر أنّ بعض القرائن في الروايات المذكورة تفيد أنّ مسائلة القبر ليست باليسيرة بحيث يجيب عنها الإنسان كيفما شاء، بل إنّ جوابه مما تفرزه عقائد الإنسان وأعماله في الحياة الدنيا، وكأنّ سؤال القبر أول محكمة عدل إلهية يشهدها الإنسان تؤهله لورود عالم البرزخ. بعبارة اُخرى فانّ الموت من الحوادث العظيمة التي تهز أعماق الإنسان وتذهله عما في نفسه، فلا يبقى لديه إلاّ ما كان حصله على سبيل الملكة وتأصل في روحه وفكره. فقد ذكر العلاّمة المجلسي أنّ المشهور بين متكلمي الإمامية هو أنّ سؤال القبر ليس عاما، بل يرتبط بمن محض الإيمان أو الكفر ، ولايشمل الضعفاء والمجانين والصبيان. كما ذكر المرحوم العلاّمة الخوئي بعد نقله لهذا الكلام أنّ الأخبار الواردة في كتاب الكافي وسائر المصادر إنّما تؤيد هذا المعنى.(2) والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل سيطرح سؤال القبر على هذا البدن الجسماني وهو الذي سيجيب عنه، أم أنّ السؤال والجواب مرتبط بروح الإنسان إلى جانب هذا البدن في عالم البرزخ؟ بعبارة أخرى: هل السؤال للروح في قالب المثال، أم لهذا الجسم المادي؟ هناك إختلاف بهذا الخصوص، فالبعض يعتقد بأنّ الروح ستعود بصورة مؤقتة إلى هذا الجسم (بالطبع ليست بصورة كاملة بل بالمقدار الذي يسع السؤال والجواب) فتسئل من قبل الملكين وتجيب. أمّا العلاّمة الجلسي وبعد تحقيقه في الأحاديث الواردة بهذا المجال فقد قال: «المراد بالقبر في أكثر الأخبار ما


1. منهاج البراعة 6/40 ـ 41.

2. منهاج البراعة 6/42.

[ 263 ]

يكون الروح فيه في عالم البرزخ»(1). ومن هنا تتضح الإجابة على الشبهة التي يثيرها بعض المغفلين من أننا لو وضعنا علامة على فم الميت وجئنا بعد يوم أو يومين ونبشنا قبره لتبين عدم تكلمه خلال تلك الفترة; وذلك لأنّ السؤال والجواب ليسا متعلقين بهذا الفم والبدن المادي، لكي نفتش فيهما. أمّا القرائن التي تؤيد ما ذهب إليه العلاّمة المجلسي، الآية القرآنية الشريفة القائلة: (ربَّنا أَمَتَّنا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ)(2) هذا ما سيورده الأثمون يوم القيامة، والذي يشير إلى أنّ الأحياء لم يحصل أكثر من مرتين; أحداهما في الدنيا، والآخرى في القيامة. فلو كان البدن المادي يتولى الاجابة في القبر لوجب أن يعيش الحياة في القبر بصورة مؤقتة أيضاً، ليقود ذلك إلى وجود ثلاث ميتات وثلاث حياتات (الحياة في الدنيا والحياة في القبر والحياة في القيامة، والموت قبل الحياة في الدنيا، والموت في آخر العمر، وا لموت بعد الحياة في القبر). ومن هنا لاينبغي الترديد بأنّ السؤال والجواب مختصان بالروح في قالبها البرزخي، وهو المعنى الذي وردت الإشارة إليه في الخطبة بالعبارة «أقعد في قبره»، وإلاّ فانّ أغلب القبور ولاسيما تلك التي لالحد فيها لاتسع قعود الإنسان.

—–


1. بحارالأنوار 6/271.

2. سوره غافر / 11.

[ 264 ]

[ 265 ]

 

 

القسم الخامس عشر

 

«وَ أَعْظَمُ ما هُنالِكَ بَلِيَّةً نُزُولُ الْحَمِيمِ، وتَصْلِيَةُ الْجَحِيمِ، وفَوْراتُ السَّعِيرِ، وسَوْراتُ الزَّفِيرِ، لا فَتْرَةٌ مُرِيحَةٌ، ولا دَعَةٌ مُزِيحَةٌ، ولا قُوَّةٌ حاجِزَةٌ، ولا مَوْتَةٌ ناجِزَةٌ، ولا سِنَةٌ مُسَلِّيَةٌ، بَيْنَ أَطْوارِ الْمَوْتاتِ، وعَذابِ السّاعاتِ! إِنّا بِاللّهِ عائِذُونَ».

—–

 

الشرح والتفسير

القبر روضة من رياض الجنّة أو حفرة من النار

أشار الإمام(عليه السلام) في هذه العبارات إلى الحوادث التي يشهدها العاصون في عالم البرزخ، وذلك لأنّ الثواب والعقاب لايقتصران على عالم القيامة، بل يشملان طائفة عظيمة من الناس في عالم البرزخ الذي يمثل الواسطة بين عالم الدنيا وعالم القيامة; والحديث الشريف: «القبر روضة من رياض الجنّة، أو حفرة من حفر النيران»(1) إنّما أشار إلى هذا المعنى، وبعبارة أخرى فان هنالك صورة محدودة في البرزخ لتلك الشاملة في عالم القيامة. فقد قال(عليه السلام): «وأ عظم ما هنالك بليّةً نزول الحميم(2)تصلية(3) الجحيم، وفورات(4) السّعير، وسورات(5)


1. رواه الترمذي في صحيحه عن النبي(صلى الله عليه وآله) ( ج 4، كتاب صفة القيامة، ح 2460) والعلاّمة المجلسي في بحارالأنوار ( 6/214 ـ 218).

2. «حميم» من مادة «حم» على وزن غم في الأصل الماء الحار وهو المعنى المراد في العبارة. فقد جاء في القرآن «فَشارِبُـونَ عَلَـيْهِ مِـنَ الحَمِـيمِ» سورة الواقعة / 54.

3. «تصلية» من مادة «صلى» على وزن سعي ويعني الاحراق، كما تعني دخول جهنم، أمّا التصلية فية متعدية وهى تعني الاحراق فقط.

4. «فورات» من مادة «فورة» الغليان.

5. «سورات» جمع سوره الغضب.

[ 266 ]

الزّفير(1)» فالمراد بالجحيم هنا جحيم البرزخ التي تمثل جانبا من جهنم القيامة، والتي سيردها أصحاب الكبائر. فقد قال سبحانه تعالى في محكم كتابه العزيز بشأن آل فرعون: (النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُـدُوّاً وَعَشِـيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوا ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذابِ)(2) كما يستفاد من العبارة شدة عذاب البرزخ ورهبته. فناره تضج، والسنتها تتصاعد، وماؤها يشوي البطون حقاً أنّ آلام الإنسان ومعاناته ومصائبه لتزول بالمرة حين يفارق هذه الدنيا ويودع روضة من رياض الجنّة، غير أنّ البلاء يشتد إذا أودع بعد كل هذا البؤس والشقاء حفرة من حفر النار إثر سوء أعماله. طبعاً كلام الإمام(عليه السلام) مطلق، ولكن من الواضح أنّ المراد به عبّاد الدنيا والظلمة والطواغيت وعامة أهل الذنوب والمعاصي; وهو الأمر الذي أشير إليه بصراحة في العبارات السابقة، كالعبارة: «نفر مستكبراً، وخبط سادراً، ما تحاً في غرب هواه، كادحاً سعياً لدنياه». ثم قال(عليه السلام) «لا فترةٌ مريحةٌ، ولا دعةٌ(3) مزيحةٌ،(4) ولا قوّةٌ حاجزةٌ، ولا موتةٌ ناجزةٌ،(5) ولا سنةٌ(6) مسلّيةٌ،(7) بين أطوار الموتات، وعذاب السّاعات! إنّا باللّه عائذون». تبين هذه العبارات القصيرة العظيمة المنال المقتبسة من آيات القرآن الكريم أنّ العذاب الإلهي شديد الالم على هؤلاء الأفراد من جهة، ومن جهة أخرى ليس هنالك من سبيل قط للفرار منه، وذلك لأنّ صحيفة الأعمال تغلق بموته ولاتشهد أي تغيير تبديل، اللّهم إلاّ أنّ يتطلف اللّه عليهم برحمته وفضله، مع ذلك فذلك اللطف يستند إلى حكمته سبحانه. فما ورد في هذه الخطبة يتناغم وآيات القرآن الكريم التي تحدثت عن عقاب البرزخ. فقد صرحت الآية السادسه والسابعة من سورة الملك بشأن نار البرزخ: (وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المَصِـيرُ * إِذا أُلْقُوا فِـيها سَمِعُوا لَها شَهِـيقاً وَهِيَ تَفُورُ) كما ورد في الآية السادسة عشرة من سورة الفرقان: (إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكان بَعِيد سَمِعُوا لَها تَـغَيُّـظاً


1. «زفير» صوت النار عند توقدها.

2. سورة غافر / 46.

3. «دعة» من مادة «ودع» على وزن منع الراحة.

4. «مزيحة» من مادة «ازاحة» تزيح ما أصابه من التعب.

5. «ناجزة» من مادة «نجز» منتهية.

6. «سنة» بالكسر والتخفيف أوائل النوم.

7. «مسلية» من مادة «تسلية» النسيان، تشغله عما هو فيه.

[ 267 ]

وَزَفِـيراً). أما حال أهل البرزخ فقد صورته الآية 75 من سورة الزخرف: (لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِـيهِ مُبْلِسُونَ)، بينما تحدثت الآية العاشرة من سورة الطارق عن عدم وجود من يعينهم ويخفف عنهم: (فَما لَهُ مِنْ قُـوَّة وَلا ناصِر)، وأخيراً تطرقت الآية 77 من سورة الزخرف عن تمنيهم الموت الذي يريحهم مما هم فيه من العذاب: (وَنادَوْا يا مالِكُ لِـيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ). وهكذا سائر الآيات القرآنية التي تكشف عن حركة الإمام(عليه السلام) في حديثه وفعله من خلال الوحي السماوي والجو القرآني.

—–

[ 268 ]

[ 269 ]

 

 

القسم السادس عشر

 

«عِبادَ اللّهِ، أَيْنَ الَّذِينَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا، وعُلِّمُوا فَفَهِمُوا، وأُنْظِرُوا فَلَهَوْا، وَسُلِّمُوا فَنَسُوا! أُمْهِلُوا طَوِيلاً، ومُنِحُوا جَمِيلاً، وحُذِّرُوا أَلِيماً، ووُعِدُوا جَسِيماً، ]جميلا[! احْذَرُوا الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَةَ، والْعُيُوبَ الْمُسْخِطَةَ».

—–

 

الشرح والتفسير

مصير الجاحدين من أصحاب السطوة

خاطب الإمام(عليه السلام) ـ في هذا المقطع من الخطبة والذي يقترب من نهايتها ـ كافة العباد داعيهم إلى تأمل حياة الاُمم السالفة وما حل بها وقد غيّر مجرى كلامه، فقال(عليه السلام): «عباد اللّه، أين الّذين عمّروا فنعموا، وعلّموا ففهموا، وأنظروا فلهوا، وسلّموا فنسوا». لو تصفحنا التأريخ، أو فكرنا في حياتنا الماضية في ظل هذا العمر القصير وتأملنا الأفراد من ذوي القدرة والسطوة الذين حفوا بمختلف النعم، إلاّ أنّهم لم يستثمروا هذه النعم الإلهية ولم يستندوا إلى علم أو معرفة كما لم يفكروا أيّام سلامتهم وصحتهم بالمرض، ولافي إقتدارهم بالضعف والعجز، حتى غادروا هذه الدنيا صفر اليدين اتجهوا صوب مصيرهم الاسود. حقاً لو فكرنا في هذه الاُمور لعشنا حالة اليقظة ولرأينا مستقبلنا من خلال الاعتبار بحياة هؤلاء. ثم تطرق الإمام(عليه السلام) إلى طول المهلة التي منحها هؤلاء والنعم التي حفوا بها وحذروا من عاقبة المعية ووعدوا بشدة العذاب «أمهلوا طويلاً، ومنحوا جميلاً، وحذّروا أليماً، ووعدوا جسيماً». نعم لم يستفيدوا من تلك المهلة الطويلة، كما لم توقظ تلك النعم المختلفة ضمائرهم الميتة فتشعرها بشكر المنعم، وبالتالي لم يردعهم الوعد بالعذاب الإلهي عن مقارفة الذنوب والمعاصي، ولم يثيرهم الوعد بالثواب الاُخروي للحركة من أجل الطاعة. ثم اختتم الإمام(عليه السلام) كلامه قائلاً:

[ 270 ]

«احذروا الذّنوب المورّطة، والعيوب المسخطة». القرآن من جانبه صرح بهذا الشأن قائلاً: (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوالاً وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِـهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَما اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِـهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا أُولـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُـهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَأُولـئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ)(1).

فقد دأب أئمة الدين وعلماء الأخلاق على لفت إنتباه العتاة إلى التفكر في سيرة من سبقهم من الأقوام ويتأملوا المصير الذي طال الملوك السلاطين والطواغيت والجبابرة والظلمة، وكيف كانت عاقبتهم، وماذا حملوا معهم من هذه الدنيا، وما بقي منهم. فهل هناك سوى القبور الموحشة والعظام النخرة والقصور المعطلة والأموال والثروات التي آلت لغيرهم، ثم اعتراهم النسيان وكأنّهم لم يكونوا من أبناء هذه الدنيا.

 

ناداهم صارخ من بعد ما قبروا *** أين الاسرة والتيجان والحلل

أين الوجوه التي كانت منعمة *** من دونها تضرب الأستار والكلل

أضحت منازلهم قفراً معطلة *** وساكنوها إلى الأجداث قد رحلوا

—–


1. سورة التوبة / 69.

[ 271 ]

 

 

القسم السابع عشر

 

«أُولِي الاَْبْصارِ والاَْسْماعِ، والْعافِيَةِ والْمَتاعِ، هَلْ مِنْ مَناص أَوْ خَلاص. أَوْ مَعاذ أَوْ مَلاذ، أَوْ فِرار أَوْ مَحار! أَمْ لا؟ «فَأَنّى تُؤْفَكُونَ» أَمْ أَيْنَ تُصْرَفُونَ! أَمْ بِمَاذَا تَغْتَرُّونَ! وإِنَّمَا حَظُّ أَحَدِكُمْ مِنَ الاَْرْضِ، ذاتِ الطُّوْلِ الْعَرْضِ، قِيدُ قَدِّهِ، مُتَعَفِّراً عَلَى خَدِّهِ!».

—–

 

الشرح والتفسير

الحذر الحذر

خاطب الإمام(عليه السلام) الناس مرة اُخرى بطريقة تختلف عن سابقتها قائلاً: «أولي الاْبصار والاْسماع ، والعافية والمتاع، هل من مناص(1) أو خلاص. أو معاذ أو ملاذ،(2) أو فرار أو محار!(3) أم لا؟» فالمخاطب هنا من كان له عين باصرة وآذان سامعة يعيش نعم الدنيا بعافية وسلامة. فقد بين الإمام(عليه السلام) أن ليس هنالك من عاقبة سوى الموت ووداع هذه الدنيا الفانية، فلا من سبيل للفرار ولامن طريق لخلاص، لامن ملجأ فيلاذ به، ولا من قلعة تنجي من الموت، وآخيراً ليس هنالك من سبيل للرجعة إلى هذه الدنيا، فالواقع هو أنّ الإمام(عليه السلام) قد بين ستة طرق للفرار من مخالب الموت، مؤكداً على أنّها جميعا مؤصدة مغلقة. فهناك مسيرة ينبغي أن يسلكها الجميع، ومصير لايستثنى منه أحد. أما كون المخاطب من أولئك الذين يتمتعون بالسمع والبصر، فذلك لأنّ من سلبهما لايستوعب مثل هذه الاُمور. والحق أنّ أدنى تأمل


1. «مناص» من مادة «نوص» على وزن قوس الابتعاد والانصال عن الشئ، وقال البعض تعني الملجأ والمفر.

2. «ملاذ» من مادة «لوذ» على وزن موز بمعنى الاختفاء واللجوء إلى القلعة، ومن هنا يطلق على الملجأ اسم الملاذ، وتختلف قليلاً عن المعاذ من مادة العوذ على وزن الحوض التي تعني الالتجاء دون مفهوم الاستتار.

3. «محار» اسم مكان من مادة «حور» على وزن جور النقص ثم وردت بمعنى المرجع إلى الدنيا بعد فراقها.

[ 272 ]

للموت الذي يعم الجميع لكاف في إيقاظناً من سباتنا وهدايتنا للصراط المستقيم، ومن هنا قال الإمام(عليه السلام): «فأنّى تؤفكون!(1) أم أين تصرفون! أم بما ذا تغترّون! وإنّما حظّ أحدكم من الاْرض، ذات الطّول والعرض، قيد قدّه،(2) متعفّراً على خدّه». قد يكون هناك بعض الأفراد الذين يملكون مئات البساتين والمزارع والأراضي الزراعية وعشرات القصور، إلاّ أنّه لايأخذ منها حين يفارق الدنيا سوى ما يأخذه ذلك المسكين الذي قضى عمره في الأكواخ; أي بقعة من الأرض بقدر قامته، مع كفن يعدّ الحد الادني ممّا يستر بدنه العاري. أمّا العبارة: «متعفّراً على خدّه» يمكن أن يراد بها أنّ ألطف أجزاء البدن توارى هناك التراب، أو ليس للإنسان نصيب من هذا التراب حتى بمقدار بدنه; لأنّه يطرح على جانبه الأيمن في القبر، وعادة ما لايسعه اللحد لأن يضطجع على قفاه.

—–


1. «تؤفكون» من مادة «إفك» على وزن فكر بمعنى الانحراف والانقلاب، ثم اُريد بها الرجوع.

2. «قيد» بكسر وفتح القاف تأتي بمعنى المقدار، ومن هنا يقال للحبل الذي يربط برجل الانسان أو الحيوان والذي يحد من حركته في حد معين، يقال له «قيد» و«قدّ» بمعنى الطول.

[ 273 ]

 

 

القسم الثامن عشر

 

«الاْنَ عِبادَ اللّهِ والْخِناقُ مُهْمَلٌ، والرُّوحُ مُرْسَلٌ، فِي فَيْنَةِ الاِْرْشادِ،راحَةِ الاَْجْسادِ، وباحَةِ الاِحْتِشادِ، ومَهَلِ الْبَقِيَّةِ، وأُنُفِ الْمَشِيَّةِ، إِنْظارِ التَّوْبَةِ، وانْفِساحِ الْحَوْبَةِ، قَبْلَ الضَّنْكِ والْمَضِيقِ، والرَّوْعِ وَالزُّهُوقِ، وقَبْلَ قُدُومِ الْغائِبِ الْمُنْتَظَرِ، وإِخْذَةِ الْعَزِيزِ الْمُقْتَدِرِ».

—–

 

الشرح والتفسير

حسن الختام

خاطب الإمام(عليه السلام) ثانية كافة عباداللّه، محذرا إياهم من عدم فقدان الفرص قبل حلول الأجل وانتهاء العمر، فقال: «الاْن عباد اللّه والخناق(1) مهملٌ، والرّوح مرسلٌ، في فينة(2)الإرشاد، وراحة الأجْساد، وباحة(3) الاحتشاد،(4) ومهل البقيّة، وأنف المشيّة، وإن ظارالتّوبة ، وانفساح الحوبة،(5) قبل الضّنك(6) والمضيق، والرّوع الزّهوق،(7) وقبل قدوم الغائب المنتظر، وإخذة العزيز المقتدر» فقد أشار الإمام(عليه السلام) إلى مختلف جوانب


1. «خناق» من مادة «خنق» الحبل الذي به وضيق الخناق كناية عن شدة المصاب وعظم الضيق.

2. «فينة» بالفتح الزمان والوقت  .

3. «باحة» من مادة «بوح» على وزن قول الظهور والشهرة وباحة بمعنى صحن الدار وساحتها وهذا هو المعنى المراد في العبارة.

4. «إحتشاد» الاجتماع من أجل القيام بعمل مشترك.

5. «حوبة» على وزن توبة تعني في الأصل الحاجة التي تقود الإنسان إلى الذنب ومن هنا وردت في القرآن وسائر الاستعمالات بمعنى الذنب والمعصية.

6. «ضنك»، الشدة ومعيشة ضنك العيش الصعب.

7. «زهوق» على وزن حقوق، بمعنى الابادة والمحو.

[ 274 ]

الفرص السانحة للإنسان من قبيل: باقي العمر وسكينة الروح وراحة الجسم وإمكانية نيل الكمال وسهولة الاستشارة وبقاء الفرصة اللازمة للعزم والإرادة والقدرة على التوبة والاقلاع عن الذنب. فكل أمر من هذه الاُمور يشكل جزءا من الفرص العظيمة الثمينة التي منحها الإنسان والتي يمكن من خلالها فعل كل شئ ونيل الخير والسعادة; والحال يمكن أن يفقد الإنسان جميع هذه الفرص فيقضي على سعادته بنفسه، ويالهم من بؤساء اُولئك الذين لم يلتفقوا إلى هذه الحقيقة، فيمارسون حياتهم كقطيع الغنم الذي ينهمك بأكله وشربه في مرعاه دون أن تلتفت إلى الذنب الذي ينهشها الواحد تلو الآخرة.

قال المرحوم السيد الرضي (ره) في آخر هذه الخطبة: «وفي الخبر: أنّه لما خطب بهذه الخطبة اقشعرت لها الجلود، وبكت العيون، ورجفت القلوب. ومن الناس من يسمي هذه الخطبة الغراء»

وقد قال ابن أبي الحديد: واعلم أننا لايخالجنا الشكّ في أنّه عليه السلام أفصحُ من كلّ ناطق بلغة العرب من الأولين والآخرين، إلاّ من كلام اللّه سبحانه، وكلام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله; وذلك لأنّ فضيلَة الخطيب والكاتب في خطابته وتكاتبه تعتمد على أمرين; هما: مفردات الألفاظ ومركَّباتها.

أمّا المفردات فأنْ تكون سهلةً سِلسة غيرَ وحشيّة ولا معقّدة، وألفاظه عليه السلام كلها كذلك; فأمّا المركّبات فَحُسْنُ المعنى وسرعة وصوله إلى الأفهام، واشتماله على الصفات التي باعتبارها فُضِّل بعضُ الكلام على بعض، وتلك الصفات هى الصناعة التى سَمّاها المتأخرون البديع، من المقابلة، والمطابقة، وحسن التقسيم، وردّ آخر الكلام على صَدْره، والتّرصيع، والتسهيم، والتوشيح، والمماثلة، والاستعارة، ولطافة استعمال المجاز، والموازنة، والتكافؤ، والتَّسْميط والمشاكلة.

ولا شبهةَ أنّ هذه الصفات كلَّها موجودة في خُطَبِه وكتبه، مبثوثة متفرقة في فُرش كلامه عليه السلام، وليس يوجد هذان الأمران في كلامِ أحد غيرِه فإن كان قد تعمَّلها وأفْكَر فيها، وأعمَل رويتَه في رَصْفها ونثرها، فلقد أتى بالعجب العُجاب، ووجبَ أن يكون إمام الناس كلِّهم في ذلك; لأنّه ابتكره ولم يعرف من قبله وإن كان اقتضبها ابتداء، وفاضت على لسانه

[ 275 ]

مرتجلة، وجاش بها طبْعه بديهةً، ومن غير رويَّة ولا اعتمال، فأعجب وأعجب!

وعلى كلا الأمرين فلقد جاء مجلِّياً والفصحاء تنقطع أنفاسهم على أثره. وبحقّ ماقال معاوية لمحقن الضّبّي، لمّا قال له: جئتك من عند أعيا الناس: يابن اللخناء، ألعليّ تقول هذا؟ وهل سنَّ الفصاحة لقريش غيره!

واعلم أن تكلّف الاستدلال على أنّ الشمس مضيئة يتعب، وصاحبه منسوب إلى السَّفَه، وليس جاحد الأمور المعلومة علماً ضروريَّا بأشدّ سفهاً ممّن رام الاستدلال بالأدلة النظرية عليها.(1)

—–


1. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6/278.

[ 276 ]

[ 277 ]

 

 

الخطبة(1) 84

 

 

 

ومن خطبة له (عليه السلام)

 

في ذكر عمرو بن العاص

 

نظرة إلى الخطبة

كما يفهم من عنوان الخطبة أنّها وردت بشأن عمرو بن العاص الذي كان من مقربي معاوية، بل يمكن القول أنّ استمرار خلافة معاوية وتحقيقه لبضع الانتصارات الظاهرية إنّما تمّ في ظل مكائد بن العاص ومكره، فالشخص الثاني بل الأول في تلك الخلافة المنحرفة كان عمرو بن العاص ورغم قصر عبارات الإمام(عليه السلام) إلاّ أنّها رسمت صورة واضحة عن مدى ضلال هذا الفرد المنحرف وإضلاله للأمّة، بحيث يمكن الوقوف على تمام تفاصيل سيرته من خلال هذه الكلمات، إلى جانب ذلك فهى توضيح سر العلاقة بينه وبين معاوية. والجدير بالذكر هو أنّ الإمام(عليه السلام) خطب هذه الخطبة حين وصفه عمرو بن العاص بأنّه ذو دعابة.

—–


1. سند الخطبة: رواها جمع من مشاهير علماء الإسلام قبل السيد الرضي (ره) ومنهم ابن قتيبة في عيون الأخبار وأبوحيان التوحيدي في الامتاع والمؤانسة والبيهقي في المحاسن والمساوئ والبلاذري في أنساب الاشراف. ورواها بعد السيد الرضي (ره) ا لشيخ الطوسي في الامالي عن محمد بن عمران المرزباني الذي عاش قبل صدور النهج بستة عشر عاماً وابن عقدة والزبير بن بكار وابن أثير في النهاية (مصادر نهج البلاغة 2/119).

[ 278 ]

[ 279 ]

 

 

 

«عَجَباً لاِبْنِ النّابِغَةِ! يَزْعُمُ لاَِهْلِ الشّامِ أَنَّ فِيَّ دُعابَةً، وأَنِّي امْرُؤٌ تِلْعابَةٌ: أُعافِسُ وأُمارِسُ! لَقَدْ قالَ باطِلاً، ونَطَقَ آثِماً. أَما ـ وشَرُّ الْقَوْلِ الْكَذِبُ ـ إِنَّهُ لَيَقُولُ فَيَكْذِبُ، ويَعِدُ فَيُخْلِفُ، ويُسْأَلُ فَيَبْخَلُ، ويَسْأَلُ فَيُلْحِفُ، وَيَخُونُ الْعَهْدَ، ويَقْطَعُ الاِْلَّ; فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْحَرْبِ فَأَيُّ زَاجِر وآمِر هُوَ! مَا لَمْ تَأْخُذِ السُّيُوفُ مَآخِذَها، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ أَكْبَرُ مَكِيدَتِهِ أَنْ يَمْنَحَ الْقَرْمَ ]القوم [سَبَّتَهُ. أَما واللّهِ إِنِّي لَيَمْنَعُنِي مِنَ اللَّعِبِ ذِكْرُ الْمَوْتِ، وإِنَّهُ لَيَمْنَعُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ نِسْيانُ الاْخِرَةِ، إِنَّهُ لَمْ يُبايِعْ مُعاوِيَةَ حَتَّى شَرَطَ أَنْ يُؤْتِيَهُ أَتِيَّةً، ويَرْضَخَ لَهُ عَلَى تَرْكِ الدِّينِ رَضِيخَةً».

—–

 

الشرح والتفسير

ابن النابغة الكاذب