![]() |
![]() |
1. سورة فصلت/37.
2. «مناقل» جمع «منقل» من مادة «نقل» بمعنى الطريق.
3. سورة يونس / 5.
4. «ناط» من مادة «نوط» على وزن موت توقف الشي على آخر.
5. «دراري» جمع «درى» من الدر الكواكب والقمار.
البصر، فضلاً عن دلالتها على عظمة الحق سبحانه وعدم تناهى قدرته وحكمته.
طبعا تشكل الكواكب بدورها عالما مستقلاً، ويرى أغلب العلماء أنّ معظمها قد يكون مأهولا بالسكان وتسودها الحياة; غير أنّه يتعذر علينا تصور كيفية الحياة عليها، على كل حال فانّ دور هذه الكواكب في حياتنا لا يقتصر على تزيين السماء ليلاً فحسب، بل يمكن الاهتداء بها في البحار والصحارى; الأمر الذي أشار إليه القرآن الكريم: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُم النُّجومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالبَحْرِ)(1) و بغض النظر عن ذلك فلعل الجاذبية بين الكواكب و الأجرام السماوية هى التي ضمنت حفظ و بقاء الكرة الأرضية ثم أشار الإمام(عليه السلام)إلى ظاهرة اُخرى من الظواهر السماوية العجيبة وهى الشهب «ورمى مسترقى(2) السمع بثواقب شهبها».تحدثنا سابقاً بالقدر الكافي عن الشهب وارجعنا القارئ إلى المصدر الذي اسهب في شرح هذا الموضوع، ولكن يبدو تكرارها في هذا الموضع من كلام الإمام(عليه السلام)هو أنّها قد تبدو للناظر في الأرض أحياناً ككوكب متحرك، ومن هنا أشار إليها الإمام(عليه السلام) إلى جانب تقسيمه للكواكب. ثم تناول الإمام(عليه السلام) بعض خصائص هده الكواكب فقال: «وأجراها على أذلال(3)، تسخيرها من ثبات ثابتها، ومسير سائرها، وهبوطها وصعودها، ونحوسها وسعدها» وسنخوض في المباحث القادمة في موضوع الكواكب الثابتة والسيارة والهبوط والصعود وكيفيه نحسها وسعدها.
نعلم أنّ الكواكب التي نراها في السماء تقسم من جهة إلى قسمين: ثابتة و سيارة وسيار. والكواكب الثابتة هى التي لا تغير أوضاعها في السماء; فهى تطلع من جانب وتغيب في آخر دون أن يرى تغيير في مسافتها (طبعا لها حركة، إلاّ أنّ هذه الحركة لاتؤثر في المسافات بسبب
1. سورة الانعام/97.
2. «مسترقى» جمع «مسترق» بمعنى السارق ومنه استرق السمع، أى سماعة خفية.
3. «أذلال» جمع «ذل» بكسر الذال المجرى والمسير.
بعدها الشاسع عنا). أمّا الكواكب السيارة فهى عدة كواكب ضمن مجموعة المنظومة الشمسية التي تدور حول الشمس، ولما كانت مسافتها قليلة جداً عن الكرة الأرضية بالنسبة لسائر الأجرام السماوية، فانّ حركتها في السماء واضحة تماماً، وهى في تغيير مستمر لموضعها بالنسبة إلينا.
هنالك مميزات اُخرى للكواكب والنجوم ومنها الهبوط والصعود. فهى تتجه في حركتها نحو الأعلى صاعدة أحيانا وإلى الاسفل نازلة أحياناً اُخرى. وأوضح نموذج على ذلك الشمس التي تبدأ اوائل الشتاء متألقة في مدارها لتشاهد كل يوم في موضع أعلى في السماء، حتى تكون أحيانا فوق الرأس بالضبط وذلك حتى أوائل فصل الصيف حتى تبلغ ذروتها. ثم تبدأ مسيرتها التنازلية منذ شروع الصيف لتصل في أول الشتاء إلى أدنى نقطة في الأرض (طبعا هذه التغييرات ليست مرتبطة في الواقع بالشمس، بل ترتبط بتغيير وضع الأرض في حركتها المداريه حول الشمس وانحراف محور الأرض بالنسبة لسطح المدار بنسبة 23 درجة). فهذه العبارات تدل على إحاطة الإمام(عليه السلام) بالمسائل الفلكية، حيث أشار إلى هذه المسائل باروع بيان.
أمّا بشأن سعد هذه الكواكب ونحسها، فلو أردنا النظر إلى بداية هذا الأمر فانّها تعود إلى جمع من المنجمين القدماء. حيث كانوا يعتبرون بعضها نحساً، ويعتقدون بان طلوعها وتغيير أوضاعها يؤدي إلى وقوع بعض الحوادث في الحياة الخاصة لبعض الأفراد (لأنهم يرون لكل فرد كوكباً)، وبالعكس فانّ ظهور أو تغيير أوضاع البعض الآخر من الكواكب علامة على السعادة والتوفيق التي تصيب المجتمع أو الفرد; والحال نعلم أنّ الإسلام لا يرى من تأثير للكواكب على مصير الإنسان. ويعتبر ذلك نوعاً من الشرك. وقد مر علينا في الخطبة 79 من المجلد الثالث ما قاله أميرالمؤمنين على(عليه السلام) لذلك المنجم الذي قال له حين عزم على المسير
إلى الخوارج: إن سرت يا أميرالمؤمنين في هذا الوقت خشيت ألا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم. فغضب(عليه السلام) ورد كلامه وأنّ من صدقه فقد كذب القرآن الكريم واستغنى عن الاستعانة باللّه في نيل المحبوب ودفع المكروه. ثم نهى الإمام(عليه السلام)الناس عن تعلم النجوم إلا ما يهتدى به في بر أو بحر. كما تظافرت الروايات والأخبار التي وردتنا عن أئمة العصمة(عليهم السلام)بذم دلك العلم من النجوم، لتجعل المنجم في مصاف الكاهن والساحر الذي عد كافرا. ومن ذلك ماورد عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «من صدق كاهنا أو منجما فهو كافر بما أنزل على محمد»(1)، وعدة أحاديث بهذا الشأن، لاشك أنّ قدماء المنجمين كانوا على مذاهب بالنسبة لإرتباط الكواكب بمصير الإنسان والتي بينت بصورة تامة في شرح الخطبة 79. ولعله يمكن القول أنّ هذه الروايات ناظرة إلى الأفراد الذين يرون تدبير هذا العالم بيد هذه الكوكب وأنّ لها نوع من الاُلوهية. نعم ليس من الكفر أن يقال للكواكب دلالة فقط على وقوع مثل هذه الحوادث (بأمراللّه); ولكن ليس هناك من دليل لاثبات هذا الأمر. فلهذه الكواكب عوالمها، كما للكرة الأرضية وسكانها عالم. ولم يقم أي دليل علمي على الرابطة المذكورة، مثلاً طلوع الكوكب الفلانى وغروب الكوكب الفلاني أو إقتران هذا الكوكب مع ذاك مؤثر في نشوب الحرب أو السلم; كما لايمكن في نفس الوقت نفي هذا التأثير بصورة قاطعة وإن سمع ذلك من غير المعصوم. طبعاً لايسعنا التنكر لما ورد في بعض الروايات التي صرحت بكراهية الزواج والقمر في العقرب، إلاّ أننا أشرنا في حينه إلى عدم وجود أي تضارب بهذا الخصوص. ومن هنا فان السعد والنحس الذي ورد في الخطبة قد يكون إشارة إلى هذه الاُمور. كما يحتمل أن تكون لاوضاع الكواكب ـ ولا سيما سيارات المنظومة الشمسية ـ في مداراتها مقارنة مع بعضها البعض الآخر بعض التأثيرات الطبيعية على الكرة الأرضية. فمثلاً نعلم أن ظاهرة المد والجزر التي تشهدها البحار إنّما تنشأ بفعل تأثير جاذبية القمر (إثر اقتراب الشمس من القمر أوائل الشهر وآخره) ولعل تأثيرها يتجاوز البحار لتوثر حتى على سطح الأرض ممّا يؤدي إلى تشققها وحدوث بعض الزلازل. كما قد يسبب ذلك التأثير هطول بعض الأمطار الغزيرة على الأرض وعليه فقد يكون السعد والنحس للكواكب إشارة إلى هذا التاثير الطبيعي الخاص.
1. وسائل الشيعة 12/104. للوقوف على سائر الأحاديث الواردة بهذا الشأن راجع الباب 24 من أبواب ما يكتسب به.
«ثُمَّ خَلَقَ سُبْحانَهُ لاِِسْكانِ سَماواتِهِ، وَعِمارَةِ الصَّفِيحِ الاَْعْلَى مِنْ مَلَكُوتِهِ، خَلْقاً بَدِيعاً مِنْ مَلائِكَتِهِ، وَمَلاَ بِهِمْ فُرُوجَ فِجَاجِهَا، وَحَشَا بِهِمْ فُتُوقَ أَجْوائِها، وَبَيْنَ فَجَواتِ تِلْكَ الْفُرُوجِ زَجَلُ الْمُسَبِّحِينَ مِنْهُمْ فِي حَظائِرِ الْقُدُسِ، وَسُتُراتِ الْحُجُبِ، وَسُرادِقاتِ الْمَجْدِ، وَوَراءَ ذَلِكَ الرَّجِيجِ الَّذِي تَسْتَكُّ مِنْهُ الاَْسْماعُ سُبُحاتُ نُور تَرْدَعُ الاَْبْصارَ عَنْ بُلُوغِها، فَتَقِفُ خاسِئَةً عَلَى حُدُودِها».
—–
الشرح والتفسير
خاض الإمام(عليه السلام) في هذا القسم من الخطبة في خلق الملائكة ومختلف المسؤوليات والوظائف التي يقومون بها، بعبارات تبطل فصاحة العرب وتجعل نسبة التراب إلى النضار الخالص كما صرح بذلك ابن أبي الحديد. فقال(عليه السلام): «ثم خلق سبحانه السكان سمواته، وعمارة الصفيح(1) الاعلى من ملكوته، خلقا بديعا من ملائكة، وملأ بهم فروج فجاجها، وحشابهم فتوق(2) أجوائها(3)». يمكن ان تكون (ثم) إشارة إلى خلق الملائكة بعد خلق الأرض وما عليها من كائنات، كما يمكن أن تكون وردت للتأخير في البيان لا الزمان. ويبدو الاحتمال
1. «صفيح» من مادة «صفح» تعنى في الأصل الانبساط والسعة، وعليه فهى تأتي بمعنى السطح الواسع، وقد وردت هنا بمعنى السماء الواسعة.
2. «فتوق» جمع «فتق» بمعنى الشق في الشي أو الفاصلة بين شيئين، والفارق بين «الفروج» جمع فرج بمعنى الشق هو سعة الفتق، كما قد يكون إشارة إلى الشق الذي يفصل بين الشيئين، بينما ليس للفرج مثل هذا الفصل، ولايعنى سوى الشق في الشي.
3. «أجواء» جمع «جو» بمعنى الهواء أو الفاصلة بين السماء والأرض.
الأخير أنسب بالالتفات إلى الروايات التي صرحت بخلق السموات قبل خلق الكائنات الأرضية إلى جانب ما جاء في الخطبة الاولى من نهج البلاغة التي مرّ شرحها. ثم صرح(عليه السلام)أنّ أصوت المسبحين قد ملأت أقطار السماء ودوت في حظائر القدس وسترات حجب العظمة: «وبين فجوات(1) تلك الفروج زجل(2) المسجين منهم في حظائر(3) القدس، وسترات الحجب، وسرادقات(4) المجد». إلاّ ان هذا لا يعنى ان الملائكة المقربين استطاعوا أن يبلغوا أوج معرفة سبحانه، ومن هنا أتبع الإمام(عليه السلام) ذلك بقوله أنّ وراء تلك الصيحات والتسبيحات، سبحات النور التي تردع الأبصار وتوقفها عند حدها «ووراء ذلك الرجيح(5) الذي تستك(6) منه الأسماع سبحات(7) نور تردع الأبصار عن بلوغها، فتقف خاسئة(8) على حدودها».
طبعا لا تعنى هذه العبارة أنّ للّه سبحانه وتعالى موضع في السموات وقد أحيط من كل جانب بطبقات من الأنوار الشديدة، بل المراد أنّ هناك مراكز مقدسة في عالم الوجود تعجز عن مشاهدتها حتى الملائكة. كما يمكن ان يكون المراد من هذه العبارة أنّ ملائكة ورغم قربها من اللّه وغرقها في العبادة والتسبيح، إلاّ أنّها عاجزة عن إدراك كنه ذاته وصفاته سبحانه، وليس لها من نصيب سوى على قدر إدراكها.
بعبارة اُخرى لوحملنا هذه العبارات وفسرناها على أساس ظاهرها فانّها تفيد أنّ في السماء مواضع تتمتع بقدسية خاصة وهالة من النور (وهو المعنى الذي أشارت إليه بعض الروايات والأخبار)(9).
1. «فجوات» جمع «فجوة» الموضع الواسع، كما تأتي بمعنى الفراغ بين الشيئين، وردت في قصة أصحاب الكهف في القرآن كاشارة لسعة غار أصحاب الكهف (وَهُمْ فِي فَجْوَة مِنْهُ).
2. «زجل» من مادة «زجل» على وزن حمل بمعنى قذف الشي ، وزجل على وزن عمل بمعنى الصوت المرتفع والمطرب ، كما اطلقت على كل صوت مرتفع .
3. «حظائر» جمع «حظيرة» المنطقة الممنوعة ومادتها «حظر» على وزن فرض بمعنى المنع.
4. «سرادقات» جمع «سرادق» الحجاب والخيمة العظيمة.
5. «رجيح» من مادة «رج» على وزن حج الزلزلة والاضطراب.
6. «تستك» منه تصم منه الاذان لشدته.
7. «سبحات» جمع «سبحة» بمعنى النور والعظمة، واضافتها إلى النور في العبارة هى إضافية بيانية.
8. «خاسئة» من مادة «خسأ» على وزن مدح الدفع والطرد مع التحقير.
9. راجع بهذا الشأن بحارالأنوار، ج 55 كتاب «السماء العالم» الباب 5 (الحجب والاستار والسرادقات).
وعلى غرار ذلك فهناك على الأرض بعض المراكز التي تحظى بحرمة وقدسية تفوق غيرها كالكعبة وبيت المقدس، دون ان تكون موضعا لذاته المقدسة سبحانه. وان حملناها على المعنى الكنائى، فانّها ستكون دليلاً على أن للملائكة حداً لاتتجاوزه رغم قربها و عبادتها و عبادتهم.
—–
«وَأَنْشَأَهُمْ عَلَى صُوَر مُخْتَلِفَات، وَأَقْدار مُتَفاوِتات «أُولِي أَجْنِحَة» تُسَبِّحُ جَلالَ عِزَّتِهِ، لا يَنْتَحِلُونَ ما ظَهَرَ فِي الْخَلْقِ مِنْ صُنْعِهِ، وَلا يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ يَخْلُقُونَ شَيْئاً مَعَهُ مِمّا انْفَرَدَ بِهِ «بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ» جَعَلَهُمُ اللّهُ فِيما هُنالِكَ أَهْلَ الاَْمانَةِ عَلَى وَحْيِهِ، وَحَمَّلَهُمْ إِلَى الْمُرْسَلِينَ وَدائِعَ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، وَعَصَمَهُمْ مِنْ رَيْبِ الشُّبُهاتِ، فَما مِنْهُمْ زائِغٌ عَنْ سَبِيلِ مَرْضاتِهِ، وَأَمَدَّهُمْ بِفَوائِدِ الْمَعُونَةِ، وَأَشْعَرَ قُلُوبَهُمْ تَواضُعَ إِخْباتِ السَّكِينَةِ، وَفَتَحَ لَهُمْ أَبْواباً ذُلُلاً إِلَى تَماجِيدِهِ، وَنَصَبَ لَهُمْ مَناراً واضِحَةً عَلَى أَعْلامِ تَوْحِيدِهِ».
—–
الشرح والتفسير
خاض الإمام(عليه السلام) هنا في بيان مختلف صور الملائكة وتقاسمها المسؤوليات و جانبا من منيراتها فقال(عليه السلام): «وأنشأهم على صور مختلفات، وأقدار متفاوتات «أولى أجنحة» تسبيح جلال عزته»(1).
حمل بعض شرّاح نهج البلاغة هذه العبارات على ظاهرها وقالوا: الملائكة أشكال مختلفة واقدار متفاوتة ولها أجنحة وهى دائمة التسبيح للّه سبحانه. بينما ذهب البعض الآخر إلى أنّ هذه العبارات كناية عن تفاوت مقامات الملائكة ودرجات قوتها و قدرتها. ولما كانت
1. يمكن أن تكون العبارة «تسبح جلال عزته» أشارة إلى تسبيح الملائكة أمام جلال الحق وعزته، والصيغة المؤنثة بسبب مفهومها الجمعى.
الأجنحة وسيلة لدى الطيور للتحليق في السماء وكيفية تفاوتها في التحليق تبعا لكيفية هذه الأجنحة، فانّ هذه العبارة بشأن الملائكة إشارة إلى تفاوتهامن حيث القوه والقدرة على القيام بالوظائف والمسؤوليات. صحيح أننا مكلفون بحمل جميع الفاظ القرآن الكريم وكلمات الأئمة المعصومين(عليهم السلام) على معانيها الحقيقة، دون حملها على الكناية والمجاز ما لم تكن هناك قرينة واضحة في الكلام، ولكن بالنظر إلى العبارات التي تواصل فيها كلام الخطبة بشأن أوصاف الملائكة، يبدو من المستبعد حمل هذه العبارات على معناها الظاهرى، ومن ذلك: «ومنهم من قد خرقت أقدامهم تخوم الأرض السفلى...»، وكذلك العبارات التي وردت سابقاً بشأن الملائكة، كالذي ورد فيها في الخطبة الاولى بشأن الملائكة: «ومنهم الثابتة في الارضين السفلى أقدامهم، والمارقة من السماء العليا أعناقهم...»(1)، فهذه العبارات يمكن أن تكون قرينة واضحة على أنّ لمثل هذه الأوصاف بعد كنائي ومعنوي لا ظاهري ومادي. ثم أشار(عليه السلام)في مواصلة كلامه إلى بعض خصائص الملائكة وقال: «لا ينتحلون(2) ما ظهر في الخلق من صنعه، ولايدعون أنّهم يختلقون شيئاً معه ممّا انفرد به»، ثم اردف(عليه السلام) كلامه مباشرة بما ورد في القرآن الكريم بشأن التسليم المطلق للملائكة أمام إرادة اللّه سبحانه وتعالى فقال: (عِبادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)(3)، نعم فهم آذان صاغية لأوامره سبحانه وانقياد مطلق لإرادته، وهذه أولى خصائص الملائكة التي أشارت اليها الخطبة، كما تشير ضمنياً إلى عصمة الملائكة وبعدهاعن الذنب والمعصية والخطأ والزلل، فهى تبطل كافة مزاعم مشركي العرب وغير هم ممن قال بربوبيتها واُلوهيتها، وتصفهم بأنّهم عباد مطيعون منقادون وليس لهم أن يكونوا شركاء اللّه في الخلق.
ثم أشار الإمام(عليه السلام) إلى وظيفة اُخرى من وظائف الملائكة بصفتهم حملة الوحي فقال: «جعلهم اللّه فيما هنالك أهل الامانة على وحيه، وحملهم إلى المرسلين ودائع أمره وفهيه، وعصمهم من ريب الشبهات. فما منهم زائغ(4) عن سبيل مرضاته» فالعبارة وإن
1. راجع المجلد الأول من هذا الشرح /159.
2. «ينتحلون» من مادة «انتحال» بمعنى إدعاء الشخص شيئا لصالحه، وهو يتعلق بآخر.
3. سورة الأنبياء/26 ـ 27.
4. «زائغ» من مادة «زيغ» على وزن ميل بمعنى العدول عن الحق.
نسبت ابلاغ الوحي الإلهي إلى جميع الملائكة، إلاّ أنّ المفروغ منه هو أنّ المراد طائفة منهم; الأمر الذي صرح به القرآن الكريم بقوله: (اللّهُ يَـصْطَفِي مِنَ المَلائِكَةِ رُسُـلاً).(1) كما صرح(عليه السلام)في الخطبة الاولى من نهج البلاغة بهذا المعنى قائلاً: «ومنهم أمنا على وحيه، وألسنة إلى رسله». و هذا تعبير متداول بشأن الأعمال المهمة التي تصدر من فئة معينة ضمن جماعة لتحسب على أساس تلك الجماعة.
على كل حال فانّ العبارة تشير إلى مدى أمانة الملائكة في ابلاغ الوحي وايصاله على نحو الدقة دون نقيصة أو زيادة والوقع هو أنّ الإمام(عليه السلام) أشار بالعبارتين الأخيرتين إلى عصمة الملائكة من الذنب والزلل، حيث أشارت العبارة الاولى إلى عصمتها عن الشبهة والشك والخطئوالثانية إلى عصمتها عن الذنب والمعصية وعدم مخالفة الأوامر الإلهية. كما أشار(عليه السلام)باربع عبارات إلى عناية سبحانه بملائكة الوحي من أجل قيامها بهذه الوظيفة بصورة صحيحة. قال في العبارة الاولى أنّه أمدهم سبحانه بلطفه وعنايته ليقوموا بهذه الوظيفة الخطيرة على أكمل وجه «وأمدهم بفوائد المعونة». ثم قال في العبارة الثانية «وأشعر قلوبهم تواضع إخبات السكينة»(2) كما فتح لهم باب مدحه وتمجيده وسهل لهم ذلك زيادة في عصمتهم وعلو مقامهم. وهذا ماأورده في العبارة الثالثة «وفتح لهم أبواباً ذللاً(3) إلى تماجيده(4)». ثم قال في العبارة الرابعة «و نصب لهم منارا واضحة على أعلام توحيده» فقد أوجز الإمام(عليه السلام) بهذه العبارات أشكال الملائكة وصورها والفوارق بينها في القوة و القدرة، إلى جانب بيان أحدى أهم وظائفها في ابلاغ الوحي و صفات هذه الطائفة المبلغّة للوحي.
نعلم أنّ الوحي يحصل بعدة صور: فقد يكون أحياناً بواسطة الملك الذي يحمل رسالة اللّه
1. سورة الحج/75.
2. «اخبات» الخضوع والخشوع والتواضع.
3. «ذلل» جمع ذلول السهل.
4. «تماجيد» جمع «تمجيد» بيان المجد والشرف والعظمة الشخصية.
من قبيل نزول الوحي على نبي الإسلام بواسطة جبرئيل(عليه السلام). كما يكون أحياناً اُخرى عن طريق سماع الأمواج الصوتية التي تحدثها القدرة الإلهية في الفضاء كنزول الوحي على نبي اللّه موسى(عليه السلام) عن هذا الطريق. كما نزل على النبي(صلى الله عليه وآله)ـ طبق بعض الروايات ـ مثل هذا الوحي في المعراج. كما يحصل عن طريق الالهام و الإلقاء في الروع; الأمر الذي حصل للنبي(صلى الله عليه وآله) في بعض المواقع الضرورية. وهنا يبرز هذا السؤال: مادام هناك طريق للوحي من خلال ايجاد الصوت أو الالهام، فما الضرورة لأن تكون الملائكة واسطة للوحى؟
للإجابة على هذا السؤال المهم، يمكن القول أنّ لنزول الملائكة بعض المزايا منها :
1ـ لما كانت الملائكة موجودات مجردة، وللإنسان ـ كائنا من كان ـ بعد مادي وجسماني وروحاني فانّ تلقى الوحي عن طريق الملائكة أهون وأسهل على الأنبياء من تلقى الوحي بصورة مباشرة. بينما يكون أصعب و أثقل إن كان بصورة مباشرة.
2ـ أنّ نزول الملك يفيد الاطمئنان أكثر إلى الوحي، إلى جانب الأهمية الفائقة لهذا لأمر، لأنّ اللّه أمر أعظم ملائكتة للقيام بوظيفة ابلاغ الوحي. والجدير بالذكر أنّ بعض الروايات والأخبار صرحت بتشييع فريق من الملائكة (يصل عددهم أحياناً إلى سبعين ألف ملك) لبعض السور القرآنية حين نزول جبرئيل بها على النبي(صلى الله عليه وآله) لتتضح للجميع أهمية ذلك الموضوع، وبالطبع فانّ هذا الأمر لايتحقق في ظل الالهام أو سماع الصوت. وإن كانت لهذه الأخيرة خصائصها ومميزاتها.
—–
«لَمْ تُثْقِلْهُمْ مَوصِرَاتُ الآثَامِ، وَلَمْ تَرْتَحِلْهُمْ عُقَبُ اللَّيَالي وَالأَيَّام، وَلَمْ تَرْمِ الشُّكُوكُ بِنَوَازِعِهَا، عَزِيمَةَ إِيِمَانِهمْ، وَلَم تَعْتَرِكِ الظُّنُونُ عَلَى مَعَاقِدِ يَقِينهِمْ، وَلاَ قَدَحَتْ قَادِحَةُ الإِحَنِ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَلاَسَلَبَتْهُمُ الْحَيْرَةُ مَا لاَقَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِضَمائِرِهمْ، وَمَا سَكَنَ مِنْ عَظَمَتِهِ وَهَيْبَةِ جَلاَلَتِهِ فِي أَثْنَاءِ صُدُورِهْم، وَلَمْ تَطْمَعْ فِيهِمْ الْوَسَاوِسُ فَتَقْتَرِعَ بِرَيْنِهَا عَلى فِكْرِهمْ».
—–
الشرح والتفسير
ذكر الإمام(عليه السلام) في هذا المقطع من الخطبة ما يكمل كلامه في صفات الملائكة ـ ولا سيما صفة العصمة عن الذنب والمعصية ـ ليوضح ذلك بسبع عبارات قصيرة عظيمة المعنى، قال في الاولى أن ثقل الذنوب لم يعجزهم ويقعدهم فهم لايقارفون الذنب أبداً: «لم تثقلهم موصرات(1)الاثام»، في إشارة إلى أنّ الذنب عادة ما يثقل كاهل الإنسان في مسيرة الطاعة، ولما كانت الملائكة لا ترتكب الذنب قط فهى خفيفة على الدوام ومتأهبة للطاعة، ولذلك لايبدو صحيحاً ما احتمله بعض شرّاح نهج البلاغة في تفسيرهم لهذه العبارة من أنّ الذنوب التي يرتكبها الناس لاتجعلهم متقاعسين في عملهم، وذلك لعدم انسجامه وسائر عبارات هذه الخطبة. ثم أشار(عليه السلام) في العبارة الثانية إلى أنّ الذهاب والاياب وتعاقب الليل والنهار لم يسق هذه الملائكة إلى الموت (ليستولى عليها الضعف، فهى متأهبة دائما للطاعة) «ولم ترتحلهم عقب(2) الليالي والأيام»، يحتمل أن يكون المراد عدم الانتقال من الحياة إلى الموت، بل الانتقال
1. «موصرات» من مادة «اصر» بمعنى الحفظ والسجن، ثم اطلق على كل فعل ثقيل يعيق الانسان عن العمل، ومؤصرات الأثام مثقلاتها.
2. «عقب» جمع «عقبة» على وزن غرفة وجمعها غرف تعني النوبة. إشارة إلى تعاقب الليل والنهار حسب نوبتهما.
من الطاعة إلى المعصية أي أنّ طول الزمان لم يرهقها قط ولم يبعدها عن طاعة الحق سبحانه وتعالى ـ وقال(عليه السلام) في العبارة الثالثة أن سهام الشك لم تستطع أن ترم عزم إيمانهم: «ولم ترم الشكوك بنوازعها(1) عزيمة ايمانهم» ثم قال(عليه السلام) في العبارة الرابعة «ولم تعترك(2) الظنون على معاقد يقينهم» كما أشار(عليه السلام) إلى عدم وجود العوامل التي تدعوا إلى إثارة نيران الحقد والعداء والضغينة لديهم (لكي يجد الضعف من سبيل إلى وظائفهم ـ وعليه فالملائكة تعمل مع بعضها البعض الآخر بكل تنسيق وانسجام دون اختلاف في القيام بالوظائف الإلهية) «ولا قدحت قادحة الإحن(3) فيما بينهم»، ثم واصل الإمام(عليه السلام) كلامه في أنّ الحيرة لم تسلبهم مالديهم من معرفة وانطوت عليه صدورهم من هيبة لله وعظمة: «ولاسلبتهم الحيرة ما لاق من معرفته بضمائرهم، وما سكن عن عظمته وهيبة جلالته في أثناء صدورهم» يمكن أن يكون المراد بالعبارة أن إيمان الملائكة ومعرفتها بالله وصفات جماله وجلاله على قدر من القوة بحيث لاتختزن أيه أوهام وحيرة يمكنها إختراق تلك المعرفة أو الحد منها;والحال ليس الأمر كذلك لدى الإنسان، فقد يصطدم بعض المؤمنين ببعض الاوضاع التي تؤدي إلى ذهولهم وحيرتهم وزعزعة دعائم إيمانهم. كما يحتمل أن يكون المراد بالحيرة هو عدم بلوغ كنه ذاته وصفاته، إلاّ أنّها لا تصدهم عن ذلك الإدراك الإجمالي للذات والصفات فيضطر وعلى غرار بعض الناس وبفعل عدم إدراك كنه الذات إلى تعطيل صفاته. ثم قال في الصفة الأخيرة: «ولم تطمع فيهم الوساوس فتقترع (4) برينها(5) على فكرهم»، فالذي يستفاد من مجموع هذه الصفات هو عدم تسلل أدنى خطا وشك وترديد وفتور وتقصير إلى أعمال أمناء الوحي من الملائكة، وهم جاهدون في ابلاغها إلى الأنبياء والرسل. وضمنا فانّ هذا الكلام الشريف رسالة إلى جميع الأفراد ـ ولاسيما دعاة الإسلام والكتاب ـ إلى مراعاة الدقة والامانة والإيمان والتسامي والابتعاد عن كافة ألوان الوساوس وأمراض الحقد والبغضاء والعداء و الحسد والشك والترديد في ابلاغ دعوة الأنبياء ورسالتهم بالشكل الصحيح.
1. «نوازع» جمع «نازعة» من مادة «نزع» على وزن وضع بمعنى سحبه أو رفعه من مكانه.
و في العبارة اعلاه، تطلق على السهم عند ما يراد اطلاقه من القوس في حالة سحب وتر الاطلاق إلى الخلف.
2. «تعترك» من مادة «عرك» الازدحام.
3. «إحن» جمع «إحنة» بمعنى الحسد والكره.
4. «تقترع» من مادة «قرع» بمعنى الضرب.
5. «الرين» بفتح الراء الدنس وما يطبع على القلب من حجب الجهالة.
«وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ في خَلْقِ الْغَمَامِ الدُّلَّحِ، وَفي عِظَمِ الْجِبَالِ الشُّمَّخِ، وَفي قَتْرَةِ الظَّلاَمِ ا ْلأَيْهَمِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَدْ خَرَقَتْ أَقْدَامُهُمْ تَخُومَ الأَرْضِ السُّفْلَى، فَهِيَ كَرَايَات بِيض قَدْ نَفَذَتْ فِي مَخَارِقِ الْهَوَاءِ، وَتَحْتَهَا رِيحٌ هَفَّافةٌ تَحْبِسُهَا عَلَى حَيْثُ انْتَهَتْ مِنَ الْحُدُود الْمُتَنَاهِيَةِ، قَدْ اسْتَفْرَغَتْهُمْ أَشْغَالُ عِبَادَتِهِ، وَوَصَلَتْ حَقَائِقُ الإِيِمَانِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَعْرِفَتِهِ، وَقَطَعَهُمُ الإِيقَانُ بِهِ إِلى الْوَلَهِ إِليْهِ، وَلَمْ تُجَاوِزْ رَغَبَاتُهُمْ مَا عِنْدَهُ إِلى مَا عِنْدَ غَيْرِهِ».
—–
الشرح والتفسير
تطرق الإمام(عليه السلام) إلى سائر أصناف الملائكة بعد أن فرغ من صفة ملائكة الوحي، فقال(عليه السلام): «ومنهم من هو في خلق الغمام الدلح(1) في عظم الجبال الشمخ(2)، وفي قترة(3) الظلام الأيهم(4)»، الدلح جمع دالح تعني السحاب المثقل بالماء، وشمخ جمع شامخ بمعنى المرتفع، وقترة تعني هنا الخفاء والبطون، وأيهم بمعنى الليالي الدامسة التي لايهتدى فيها. فالذي يبدو أن مراد الإمام(عليه السلام)الملائكة الموكلة بالسحب الممطرة والجبال المرتفعة والظلمات، حيث لكل منها سهم
1. «الدلح» جمع «دالح» من مادة «دلوح» بمعنى السحب المليئة بالمطر، وكأنّها تتحرك ببطئى لثقلها (لأن أصلها الغوى يعنى بطئى الحركة).
2. «شمخ» جمع «شامخ» من مادة «شموخ» بمعنى العلو والرفعة ومن هنا يطلق الشامخ على الجبل المرتفع.
3. «قترة» بمعنى ضيق وانضمام شىء إلى آخر، ولما كانت شدة الظلمة كذلك وكان الظلمات قد انضم بعضها الى بعض وتراكمت، اطلق عليها هذه المفردة.
4. «أيهم» تعني في الأصل المجنون وناقص العقل ويقال للصحراء القاحلة فلاة كما تطلق على الظلام فيقال «الظلام الأيهم» أي لايرى فيه كوكباً.
في تدبير هذا العالم، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم في الآية الخامسة من سورة النازعات، حيث عبر عن هذه الملائكة بالقول (فَالْـمُدَبِّراتِ أَمْراً)، كما احتمل أن يكون لهذا الصنف من الملائكة دور في ايجاد تلك السحب والجبال والظلمات ـ على كل حال فانّ مأمورية هذا الصنف من الملائكة هى مأمورية تكوينية ـ على الخلاف من ملائكة الوحي حيث لهم مأمورية تشريعية. ثم تطرق(عليه السلام) إلى صنف آخر من الملائكة فقال(عليه السلام): «ومنهم من قد خرفت أقدامهم تخوم(1) الأرض السفلى، فهى كرايات بيض قد نفذت في مخارق(2) الهواء، وتحتها ريح هفافة(3)، تحبسها على حيث من انتهت من الحدود المتناهية» وتشبه هذه العبارة ما أورده الإمام(عليه السلام) في الخطبة الاولى من نهج البلاغة التي قال فيها: «ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم، والمارقة من السماء العليا أعناقهم»، طبعاً هذه العبارات إنّما تشير على سبيل الكناية إلى رفعة هذا الصنف من الملائكة وسمو مكانته، واننا لاندرك سوى شبح عنها، وذلك لأننا لانمتلك المعلومات الكافية عن خلقها. ولا يتسنى إدراك حقيقة هذه التعبيرات بصورة تامة سوى لعلي(عليه السلام)وسائر المعصومين(عليهم السلام) الذين رفعت عنهم الحجب، وما علينا إلاّ القناعة والاكتفاء بهذا العلم الإجمالي. ثم واصل الإمام(عليه السلام) كلامه في وصف هؤلاء الملائكة فقال(عليه السلام): «قد استفرغتهم أشغال عبادته، ووصلت حقائق الإيمان بينهم وبين معرفته، وقطعهم الايقان به إلى الوله(4) إليه، ولم تجاوز رغباتهم ما عنده إلى ما عند غيره»، فالعبارات الأربع مرتبطة مع بعضها البعض الآخر قطعا، فالاشتغال بالعبادة سبب لتقوية الإيمان ورسوخه، كما أنّ قوة الإيمان تنتهي إلى الحب والعشق، فاذا ملأحبّه كيان الإنسان أو الملك، لم يدعه يفكر في غيره ولايطمع إلى ما عند سواه. فقد ورد في الخبر عن الإمام الصادق(عليه السلام)أنّ النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)قال: «أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها، وأحبّها
1. «تخوم» جمع «تخم» تعني في الأصل الحد، وتخوم الأرض اعماقها.
2. «مخارق» جمع «مخرق» من مادة «خرق» على وزن خلق. بمعنى موضع الخرق، ومخارق الهواء الشقوق بين طبقات الهواء.
3. «هفافة»، الريح التي تتحرك بسرعة. وقيل هفافة بمعنى الطيبة الساكنة، إلاّ أنّ هذا المعنى لايبدو مناسباً للعبارة المذكورة، ولايستبعد ادغام المعنيين في مفهوم واحد وهو الريح السريعة المنتظمة.
4. «وله» تغني الحيرة من شدة الحزن حتى يفقد صاحبها عقله، ثم اطلق على العشق المفرط الذي يسلب الإنسان استقراره.
![]() |
![]() |