![]() |
![]() |
—–
1. الكافي 2/83، ح 3، باب العبادة.
«قَدْ ذَاقُوا حَلاَوَةَ مَعْرِفَتِهِ، وَشَرِبُوا بِالْكَأْسِ الَّروِيَّةِ مِنْ مَحَبَّتِهِ، وَتَمَكَّنَتْ مَنْ سُوَيْدَاءِ قُلُوبِهِمْ وَشِيجَةُ خِيفَتِهِ، فَحَنَوْا بِطُولِ الطَّاعَةِ اعْتِدَالَ ظُهُورِهِمْ، وَلَمْ يُنْفِذْ طُولُ الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ مَادَّةَ تَضَرُّعِهِمْ، وَلاَأَطْلَقَ عَنْهُمْ عَظِيمٌ الزُّلْفَةِ رِبَقَ خُشُوعِهِمْ، وَلَمْ يَتَوَلَّهُمْ الإِعْجَابُ فَيَسْتَكْثِرُوا مَا سَلَفَ مِنْهُمْ وَلاَ تَرَكَتْ لَهُمُ اسْتِكَانَةُ ا ْلإِجْلاَلِ نَصِيباً فِي تَعْظِيمِ حَسَنَاتِهِمْ، وَلَمْ تَجْرِ الْفَتَراتُ فِيهِمْ عَلَى طُولِ دُؤُبِهِمْ، وَلَمْ تَغِضْ رَغَبَاتُهُمْ فَيُخَالِفُوا عَنْ رَجَاءِ رَبِّهِمْ، وَلَمْ تَجِفَّ لِطُولِ الْمُناجَاةِ أَسَلاَتُ أَلْسِنَتِهِمْ، وَلاَ مَلَكَتْهُمُ الأَشْغَالُ فَتَنْقَطِعَ بِهَمْسِ الْجُؤَارِ، إِلَيْهِ أَصْوَاتُهُمْ، وَلَمْ تَخْتَلِفْ فِي مَقَاوِمِ الطَّاعةِ مَنَاكِبُهُمْ، وَلَمْ يَثْنُوا إلَى رَاحَةِ التَّقْصِيرِ فِي أَمْرِهِ رَقَابَهُمْ، وَلاَتَعْدُو عَلَى عَزِيمَةِ جِدِّهِم بَلاَدَةُ الْغَفَلاَتِ، وَلاَ تَنْتَضِلُ فِي هِمَمِهِمْ خَدَائِعُ الشَّهَوَاتِ».
—–
الشرح والتفسير
تحدث الإمام(عليه السلام) في هذا المقطع من الخطبة بصورة أعمق عن صفات الملائكة ومقام معرفتهم وعشقهم لله سبحانه و درجات عبادتهم وخضوعهم وخشوعهم. فقد أشار في الواقع إلى ثلاث من الصفات بعبارات رائعة مختلفة، تعرض في العبارة الاولى إلى مقام الملائكة الرفيع في المعرفة وكأنها أسكرت عقولهم وجوارحهم فملأتها حبا وعشقا لله. كما تعرض في العبارة الثانية إلى الطاعة المتواصلة بفضلها الوليدة الطبيعية لهذه المعرفة وأخيراً العبارة الثالثة التي تفيد خلو هذه الطاعة المستمرة من الكلل والملل والتعب والفتور والعجب. كأنّ الإمام(عليه السلام)دعا الناس للاقتداء بها واحتذاء طريقتها في المعرفة والعبودية والاخلاص. فقال(عليه السلام): «قد ذاقوا
حلاوة معرفته، وشربوا بالكأس الروية(1) من محبته، وتمكنت من سويداء(2) قلوبهم وشيجة(3) خيفته» تفيد العبارة: «قد ذاقوا حلاوة معرفته، وشربوا بالكأس الروية من محبته» أنّ الملائكة قد إنفتحت على معرفة الله وحبّه بكل كيانها حتى نفذ إلى سويداء قلوبها، كما تفيد مفردة تمكنت أنّ خوف الله قد تجذر في أعماق قلوبها بحيث وظّف هذا الخوف والرجاء كل قواها في سبيل طاعة الله; وذلك لأنّ الحب والأمل دون الخوف يسوق الإنسان إلى الغفلة والغرور، كما أن الخوف دون الحب والأمل يقوده إلى اليأس والقنوط. من هنا قال الإمام(عليه السلام)عقب تلك الصفات: «فحنوا(4) بطول الطاعة اعتدال ظهورهم» فهم دائما على أتم الخضوع وكمال التسليم لله. مع ذلك فان رغبتهم المتفاقمة في عبادته وكثرتها لم تسلبهم حالة التضرع والخشوع (فلم يتطرق اليها التعب والارهاق) «ولم ينفذ طول الرغبة إليه مادة تضرعهم» لا كالأفراد من عديمي المعرفة الخالين من معاني الحب والعشق والخوف والرجاء الذين تتعبهم أدنى عبادة وتسلبهم الرغبة والاقبال عليها. ثم أشار(عليه السلام) إلى نقطة مهمّة اُخرى: «ولا أطلق عنهم عظيم الزلفة(5) ربق(6) خشوعهم، ولم يتولهم الاعجاب فيستكثروا ما سلف منهم ولا تركت لهم استكانة(7) الاجلال نصيبا في تعظيم حسناتهم»، فهناك نقطة لطيفة كامنة في هذه العبارة أشار إليها بعض شرّاح نهج البلاغة وهى أنّ من يقترب من الملوك والسلاطين والشخصيات التي تبدو رفيعة وعظيمة سرعان ما يكتشف أن قدرتهم و شوكتهم قاصرة زائلة مهما بدت كبيرة، وبامكان مقربيهم أن يبلغوا هذه القدرة يوماً ما، بل حتى أعظم منها. وهذا ما يؤدي بدوره إلى الحد من تواضع الآخرين وخضوعهم وطاعتهم لهم، فانّ اضطروا إلى تعظيمهم ظاهراً، لم يروا لهم مثل هذه العظمة باطناً. أمّا الملائكة فعلى العكس كلما اقتربت
1. «روية» من مادة «ري» على وزن طي التي تروى منه العطش، وكأس روية كناية عن الظرف المملوة الذي يروي العطشان بصورة تامة.
2. «سويداء» تصغير «سوداء» من السواد، و هى حبة صغيرة في القلب تشكل مركزه حب اعتقاد القدماء.
3. «وشيجة» من مادة «وشج» أصلها عرق الشجرة وإراد بها هنا بواعث الخوف من الله.
4. «حنو» من مادة «حنو» على وزن حذف بمعنى الالتواء والانحناء.
5. «زلفة» من مادة «زلف» على وزن ضعف بمعنى القربى، و«زلفه» و«زلفى» بمعنى المقام والمنزلة والقرب.
6. «ربق» جمع «ربقه» حبل فيه عدة عرى تربط فيه البهم، ثم اطلقت على الرابطة المحكمة بين شىء وأخر، وقد وردت هنا بهذا المعنى.
7. «إستكانة» من مادة «سكون» تأتي بمعنى الخضوع والتواضع في هذه الموارد. قيل من باب إفتعال من مادة سكون، وقيل من باب استفعال من مادة كون وهى أيضاً بمعنى السكون في مكان مع الخضوع والخشوع.
في مسيرتها من الله تكشفت لها حقائق جديدة عن عظمته المطلقة، فيروا فيه ملامح جديدة من صفات الجمال والجلال. من هنا يزدادون له خضوعاً وخشوعاً وتواضعاً كل يوم، فلا يبقى أمامهم من مجال للاعجاب بالحسنات وإكبارها، بل يرون أنفسهم مقصرين على الداوم تجاهه. ثم واصل الإمام(عليه السلام)كلامه باماطة اللثام عن هذه الحقيقة وهى عدم كلل الملائكة عن عبادته، وليس للفتور من سبيل إليها، كما ليس هناك ما يصدها عن مواصلة مسيرتها العبادية، بل هى دؤوبة على العبادة بدافع من عشقها وإرادتها وعزمها، على غرار الإنسان الذي لايكل عن استنشاق الهواء الطلق طيلة عمره وإن امتد لالاف السنين. ثم تناول الإمام(عليه السلام) هذه المسألة من مختلف الجوانب بثمان عبارات. فقال في العبارة الاولى: «ولم تجر الفترات فيهم على طول دؤبهم»(1) كما قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز واصفاً الملائكة: (يُسَـبِّحُونَ اللَّـيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ)(2) ثم قال (عليه السلام) في العبارة الثانية: «ولم تغض(3)رغباتهم فيخالفوا عن رجاء ربّهم»، وذلك لأنّ عشقهم للكمال دائمي لايتوقف، وعلمهم متزايد بربهم ـ وبناءاً على هذا فليس هنالك ما يدعو إلى غفلتهم عن العبادة، أو يقلل من أملهم. وقال في العبارة الثالثة أن طول مناجاتهم لم تجف ألسنتهم وتعجزها عن العبادة: «ولم تجف لطول المناجاة أسلات(4) ألسنتهم»، طبعاً ليس هنالك لساناً وفما للملائكة كما لدينا، بحيث تقل رطوبته بفعل كثرة الذكر والمناجاة فيصيبه الجفاف واليبس، بل العبارة كناية لطيفة عن عدم ضعفهم وفتورهم في تسبيحهم وتضرعهم لله سبحانه وتعالى، ثم قال(عليه السلام) في العبارة الرابعة: «ولاملكتهم الاشغال فتنقطع بهمس(5) الجؤار(6)، إليه أصواتهم»، فالواقع ليس لهؤلاء من عمل سوى العبادة والطاعة والعبودية، وهذه الاُمور جزء لايجتزأ من ذواتهم ووجودهم وإيمانهم. وليس لهذه الاُمور أن تخلق أي تعب أو ملل، كالقلب المعافى الذي لايشعر بالتعب ولو عمل لسنين، وقال(عليه السلام) في العبارة الخامسة: «ولم تختلف في مقاوم(7) الطاعة
1. «دؤوب» مصدر بمعنى الدوام والاستمرار والسعي والجهد إلى حد التعب والارهاق.
2. سورة الأنبياء/20.
3. «تغض» من مادة «غيض» بمعنى تنقص و تقل. و أشارت في العبارة إلى عدم قلة رغبة الملائكة بطاعة الله و عبادته.
4. «أسلات» جمع «أسله» بمعنى طرف اللسان، وتطلق على من لايكل عن الذكر ولايجف لسانه.
5. «همس» على وزن لمس، الخفي من الصوت.
6. «جؤار»، الصوت المرتفع، وقد ورد في العبارة بمعنى رفع صوت الملائكة بالتضرع وعدم الكف عن المناجاة.
7. «مقاوم»، قال شرّاح نهج البلاغة مقاوم جمع مقام بمعنى الصفوف وإن لم تعشر على مثل هذا الجمع 2في المصادر اللغوية.
مناكبهم»، ثم أردفها(عليه السلام)بالقول بعدم خلودهم إلى الراحة ليؤدي بهم ذلك إلى التقصير في القيام بمهامهم: «ولم يثنوا(1) إلى راحة التقصير في أمره رقابهم» فهم على أهبة الاستعداد للعبادة على الدوام. ثم اختتم ذلك بقوله(عليه السلام): «ولاتعدوا على عزيمة جدهم بلادة الغفلات، ولاتنتضل(2) في هممهم خدائع الشهوات»، حقاً أنّ وجودهم خال من أية شهوة وغفلة، ولهم ايمان وحب لخالقهم على درجة من القوة والرسوخ بحيث لايتسلل إليهم التعب والملل أبداً في مسيرتهم العبادية وطاعتهم لربّهم.
هدف الإمام(عليه السلام) باختصار بيان حال الملائكة في طاعتها وعبوديتها لله سبحانه بعبارات مفعمة بالكنايات والتشبيهات المقرونة بروعة الدقة، و الجمال ليكون ذلك في الواقع درساً لكافة الأفراد في أنّ الإنسان إذا شق طريقة إلى الله وسار نحو مقام القرب إلالهي وذاق بروحه وأحاسيسه حلاوة معرفة الله وارتوى من حبه وعشقه، إلاّ يستشعر التعب والفتور أبداً في مسيرته العبودية وطاعته لربه، وعليه أن يكون أكثر جدية وعزماً كلما تقدم في هذه المسيرة.
فقد ورد في سيرة الائمة ورواد الطريق من العلماء الأعلام ما يشير إلى أنّ الإنسان يمكنه أنّ يكون على غرار الملائكة في هذه الاُمور، بل له أن يسبقهم ويتفوق عليهم، وذلك لأنّ الملائكة مجردة من الأهواء والشهوات و الغفلة، فاذا نال الإنسان تلك الصفات، كان حقاً أفضل من الملائكة. جاء في الخبر أنّ الإمام زين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام) لم ينقطع أربعين سنة عن صلاة الليل، حتى أنّه كان يصلي الصبح بوضوء المغرب: «إنّه عليه السلام صلى أربعين سنة صلاة الصبح بوضوء المغرب»(3)، وقال الإمام الباقر(عليه السلام) في وصفه لعبادة الإمام علي(عليه السلام): «ما أطاق أحد عمله وإن كان علي بن الحسين لينظر في كتاب من كتب علي فيضرب به الأرض ويقول من يطيق هذا»(4).
1. «يثنوا» من مادة «تثني» بمعني الطي وأن أطلقت على المدح فلأنها تعدد صفات الشخص البارزة الواحدة بعد الأخرى.
2. «تنتضل» من مادة «نضال» ترمي السهام.
3. روضة المتقين 13/264.
4. موسوعة الإمام علي بن أبي طالب 9/202; بحارالأنوار 46/75.
«قَدْ اتَّخَذُوا ذَا الْعَرْشِ ذَخِيرَةً لِيَوْمِ فَاقَتِهِمْ، وَيَمَّمُوهُ، عِنْدَ انْقِطَاعِ الْخَلْقِ إِلى المَخْلُوقِينَ بِرَغْبَتِهِمْ، لاَيَقْطَعُون أَمَدَ غَايَةِ عِبَادَتِهِ وَلاَيَرْجِعُ بِهِمِ الاِسْتِهْتَارُ بِلُزُومِ طاَعَتِهِ، إِلاَّ إِلَى مَوَادَّ مِنْ قُلُوبِهمْ غَيْرِ مُنْقَطِعَة مِنْ رَجَائِهِ وَمَخَافَتِهِ، لَمْ تَنْقَطِعْ أَسْبَابُ الشَّفَقَةِ مِنْهُمْ، فَيَنُوا في جِدِّهِمْ، وَلَمْ تَاْسِرْهُمُ اْلاطْمَاعُ فَيُؤْثِروُا وَشيِكَ السَّعْي عَلى اجْتِهَادِهِمْ. لَمْ يَسْتَعْظِمُوا مَآ مَضَى مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوِ اسْتَعْظَمُوا ذلِكَ لَنَسَخَ الرَّجَاءُ مِنْهُمْ شَفَقَاتِ وَجَلِهِمْ، وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي رَبِّهِمْ بِاسْتِحْواذِ الشَّيْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يُفَرِّقْهُمْ سُوءُ التَّقَاطُعِ، وَلاَ تَوَلاَّهُمْ غِلُّ التَّحَاسُدِ، وَلاَ تَشَعَّبَتْهُمْ مَصَارِفُ الرَّيَبِ، وَلاَ اقْتَسَمَتْهُمْ أَخْيَافُ الْهِمَمِ، فَهُمْ أُسَرَاءُ إِيمَان لَمْ يَفُكَّهُمْ مِنْ رِبْقَتِهِ زَيَغٌ وَلاَ عُدُولٌ وَلاَوَنىً وَلاَ فُتُورٌ، وَلَيْسَ في أَطْبَاقِ السَّماءِ مَوْضِعُ إِهَاب إِلاَّ وَعَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ، أَوْ سَاع حَافِدٌ، يَزْدَادُونَ عَلَى طُول إلطَّاعَةِ بِرَبِّهمْ عِلْماً، وَتَزْدَادُ عِزَّةُ رَبِّهِمْ فِي قُلُوبِهِمْ عِظَماً».
—–
الشرح والتفسير
تطرق الإمام(عليه السلام) في هذا المقطع من الخطبة إلى صفات اُخرى للملائكة (وكأنّ الإمام(عليه السلام)يوصي الناس بأنّكم إذا أردتم أن تصبحوا كالملائكة وتسلكوا سبيل القرب إلى الله، عليكم أن تتحلوا بهذه الصفات) فاشار(عليه السلام) بادىء ذي بدء إلى مقامهم في توحيد الأفعال وتوجههم الخاص إلى ربّهم وانصرافهم عمن سواه فقال(عليه السلام): إنّهم جعلوا ذا العرش وحبّه وطاعته ذخيرة
ليوم الفاقة وقد خلوا بكل كيانهم للخالق حين كرّس الخلق أفكارهم في المخلوقات «قد اتخذوا ذا العرش ذخيرة ليوم فاقتهم، ويمموه(1) عند انقطاع الخلق إلى المخلوقين برغبتهم» «ذا العرش» إحدى صفات الله التي تدل على ذروة عظمة ذاته سبحانه، وذلك لأنّ العرش أسمى موجودات عالم الخلقة. وقد اقتبست هذه الصفة من الآية الشريفة: (ذُوالعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِـبادِهِ لِـيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ)(2). نعم فلم يتعلق قلب هؤلاء سوى بالله ولايرون من مصدر غيره للخير والفضيلة والبركة والنجاة في هذا العالم، ولاينال المؤمن هدفه ما لم يسلك هذا السبيل لمعرفة الله، أمّا العبارة: «ذخيرة ليوم فاقتهم» فتفيد وقوف الملائكة يوم القيامة للحساب وانتظار هم للآجر والثواب. ثم قال(عليه السلام): «لايقطعون أمد غاية عبادته ولايرجع بهم الاستهتار(3) بلزوم طاعته إلاّ إلى مواد(4) من قلوبهم غير منقطعة من رجائه ومخافته»، نعم فدوافع هؤلاء في الطاعة والعبودية إنّما يستقونها من مصدر خوف الله ورجائه الذي يضاعف معرفتهم بالله وسلوك السبيل المؤدي إلى قربه. ولذلك أكد الإمام(عليه السلام) في العبارة اللاحقة في أنّ أسباب خوف الله لم تنقطع عنهم ليهنوا في سعيهم وجدهم «لم تنقطع أسباب الشفقة منهم، فينوا(5) في جدهم» ثم أردفها(عليه السلام) بالقول بأنّ الاطماع لم تأسرهم وتستحوذ عليهم ليقدموا سرعة سعيهم في اُمور الدنيا على جدهم في اُمور الآخرة: «ولم تأسرهم الأطماع فيؤثروا وشيك(6) السعي على اجتهادهم» أجل فالذي يضعف الإنسان في طريق عبوديته الحق هو السقوط في مخالب الأهواء والأطماع التي تعطل قواه وتصده عن طاعة ربّه.
ثم قال(عليه السلام): فى صفة آخرى من صفات الملائكة «لم يستعظموا ما مضى من أعمالهم،
1. «يمموا» من مادة «يم» قصدوه بالرغبة والرجاء عند ما انقطع الخلق سواهم إلى المخلوقين، ومنه «التيمم» الذي يقصد فيه الإنسان ضرب يديه بالتراب ومسح ظاهرها وجبهته به.
2. سورة غافر/15.
3. «الاستهتار» مصدر بمعنى اللامبالاة والحرص على المخالفة، واصله «الهتر» على وزن الستر بمعنى الحماقة والجهل.
4. «مواد» جمع «مادة» أصلها من «مد» البحر إذ زاد، فالمواد تعني الزيادة.
5. «ينوا» من مادة «ونى» على وزن رمى بمعنى الضعف والفتور.
6. «وشيك» من مادة «وشك» بمعنى السرعة.
ولو استعظموا ذلك لنسخ الرجاء منهم شفقات وجلهم» فالعبارة درس عظيم لكافة الأفراد في استصغار أعمالهم عند الله، وذلك أنّهم إذا أكبروا هذه الأعمال تعلقوا بها وازداد أملهم بها فيفتروا في سعيهم; الأمر الذي يسلبهم خوف الله الذي يعتبر من أحد العوامل المهمة للحركة نحو الكمال. وبغض النظر عما سبق فما عساناً أن نكون وما أعمالنا التي تليق بساحة الربوبية المطلقة. كان الحديث في بعض الصفات السابقة عن عدم اعجاب الملائكة بأعمالها ونفسها، وجرى الحديث هنا عن تأثير الاعجاب في تغلب الرجاء على الخوف;الأمر الذي يصد أصحاب الحق عن مواصلة مسيرتهم و يمنعهم من التكامل، وذلك لأنّ الإنسان إذا شعر بكبر أعماله عند الله، راوده الشعور بانه دائن، ومن رأى نفسه دائنا اكتفى بما أتى من أعمال وتخلف عن سلوك سبيل التكامل.
—–
ثم واصل(عليه السلام) كلامه بالحديث عن سائر خصائص الملائكة التي يحتاجها الإنسان بشدة، ومنها عدم اختلافهم في ربّهم، ثم يعزى الإمام(عليه السلام) هذا الاختلاف إلى الوساوس الشيطانية أحيانا، أو الرذائل الأخلاقية أحياناً اُخرى. فقال(عليه السلام): «لم يختلفوا في ربّهم باستحواذ الشيطان عليهم» فالعبارة تحمل رسالة واضحة للجميع، وهى أنّ مصدر اختلاف المذاهب والأديان إنّما يعود بالدرجة الأساس إلى الوساوس الشيطانية، وذلك لأنّ الاختلاف ـ لاسيما إن كان عقائدياً ـ إنّما يفضي لأنواع النزاعات والحروب والاضطرابات; الأمر الذي يهدد مصيرالإنسان ويقضي على سعادته. ثم أشار(عليه السلام) بعد ذلك إلى العوامل الداخلية والرذائل الأخلاقية التي تؤدي إلى الاختلاف، وإن التعامل السيىء لم يفرق هذه الملائكة، ولم يبعدها الحسد عن بعضها، كما أن الشك والترديد لم يفرقها ويشتت أمرها: «ولم يفرقهم سوء التقاطع، ولاتولاهم عن التحاسد، ولاتشعبتهم مصادر الريب، ولا اقسمتهم أخياف(1)الهمم» فالواقع هو أنّ عمدة عوامل الاختلاف قد بينت في هذه العبارات القصيرة. فلو تعامل الأفراد مع بعضهم البعض الآخر بشكل صحيح وفق معايير الادب، لحيل دون أغلب
1. «أخياف» من مادة «خيف» على وزن هدف و هو في الأصل ما انحدر من سفح الجيل، و اريد به هنا سواقط الهمم. و تعني إختلاف العينين مثلا واحدة زرقاء و أخرى سوداء، ثم أطلقت على كل إختلاف.
الخلافات التي يفرزها سوء التعامل. وذا لم يحسد بعضهما البعض الآخر لاجتث العامل المهم الآخر من عوامل الخلاف والشقاق. وإن طرحوا عنهم الشكوك في مختلف المسائل وتعاملوا مع ما يواجههم استناداً إلى العلم والمعرفة لحد من نسبة الخلاف. وأخيراً لو أذعن الجميع لاختلاف الأفكار والتوجهات وتشعب الاذواق والآراء لقل حجم التقاطع والانفصال، فقد شاء الله أن يخلق الناس على أنواع واختلاف في الأفكار والتطلعات، ولو هم كل أحد بفرض آرائه على الآخرين، فمن اليقين لتعذر عيش شخصين إلى جانب بعضها دون بروز حالة من التوتر والاضطراب. صحيح أن ليس للملائكة من شهوات كما للإنسان، وأنّ أغلب دوافع الذنب والمعصية ليست متوفرة فيهم. إلاّ أنّهم على كل حال قد زودوا بالعقل والشعور والاختيار وحب الذات والقدرة على المعصية والتمرد على الطاعة. إلاّ أنّ عرفان الملائكة بالله حال دون ارتكابها للذنب; وذلك أنّ مقارفتها للذنب والمعصية كلما كانت متعذرة، كانت جديرة بكل هذا المدح والتمجيد وجعلها أسوة للاقتداء بها من قبل الناس. وبناء على هذا فانّ الإنسان إذا بلغ هذه الدرجة من الكمال والمعرفة كان له أن يصون نفسه من التلوث بالذنب. ثم قال(عليه السلام): فى ختام الكلام على سبيل نتيجة قصيرة بليغة «فهم اسراء ايمان لم يفكهم من ربقته زيغ(1) ولا عدول ولا وني(2) ولافتور»، فالتعبير بالاسراء والربقة (الحبل ذو الحلقات المتعددة) يفيد مدى التزام الملائكة بالإيمان، فقد سبحوا في بحار معرفة الله وسلموا لذاته المطلقة وكأنّهم لفوا أعناقهم بطوق محكم من الإيمان، ولايستطيع أي عامل أن يرفع هذا الطوق من أعناقهم، ولو عاش الناس مثل هذا التسليم للحق والالتزام بالإيمان، لما وسع دوافع الذنب والمعصية أن تتسلل إلى وجودهم قط. ثم اختتم الإمام(عليه السلام) كلامه بهذا الشأن بالحديث عن مسألة اُخرى وهى كثرة الملائكة وسعة معرفتها، حيث يختتم هنا شرحه لصفات الملائكة، بحيث لايوجد، أدنى موضع في السماء إلاّ وقد شغل بملك ساجد، وآخر ساع حافد منهمك في أداء مسؤوليته، ومن شأن هذه الطاعة أن تضاعف معرفتهم لربّهم، كما تزداد عزة ربّهم في قلوبهم عظمة:
1. «زيغ» من مادة «زيغ» على وزن فيض الاعوجاج.
2. «ونى» من مادة «ونى» بمعنى الضعف كما مر علينا سابقاً.
«وليس في أطباق السماء موضع إهاب(1) إلاّ وعليه ملك ساجد أو ساع حافد(2) يزدادون على طول الطاعة بربّهم علماً، وتزداد عزة ربّهم في قلوبهم عظماً».
فالعبارات تفيد كثرة عدد الملائكة من جانب بحيث ملأت جميع أقطار السموات بما فيها مدبرات الأمر وامناء الوحي والمنهمكين بالطاعة والعبودية. من جانب آخر فان كلا الطائفتين من الملائكة لكثرة طاعتها لربّها إنّما تزداد يوما بعد آخر علما ومعرفة فيصبحوا أكثر قربا لله ومعرفة به. وهذا درس آخر للناس ليعلموا أنّ الطاعة والتقوى سبب ازدياد العلم والمعرفة والتعرف على صفات الله الجمالية والجلالية. والواقع هو أنّ هنالك تأثير متبادل بين الطاعة والتقوى والمعرفة حيث تحكمهما علاقة طردية، فالمعرفة تقود إلى الطاعة، كما أنّ الطاعة تكون سببا للعلم والمعرفة الأعمق والأشمل. فقد ورد في الحديث أنّ رجلاً سأل الإمام الصادق(عليه السلام): هل الملائكة أكثر أم الناس؟ فاجاب(عليه السلام): «والذي نفسي بيده لعدد ملائكة الله في السموات أكثر من عدد التراب في الأرض; وما في السماء من موضع قدم إلاّ وفيها ملك يسبحه ويقدسه»(3).
بين الإمام(عليه السلام) في هذا الخطبة صفات الملائكة بصورة واسعة جداً، وبالطبع فانّ هنالك هدفا مهما كان ينشده الإمام(عليه السلام) من ذلك. ويبدو أنّ للإمام(عليه السلام) هدفان هما: ذلك المطلب الذي وردت من أجله الخطبة ويكمن في معرفة الصفات بعيدا عن الشرك سواء عن طريق التشبيه أو التعطيل.
والآخر هو سوق الإنسان نحو الملائكة والتحلي بصفاتها; ومنها أنّهما كها بالعبادة والطاعة والتواضع والخضوع واتباع الأوامر; فلا يكلون ولايتعبون ولايفترون، وليس بينهم من
1. «أهاب» جلد الحيوان، أو الجلد المدبوغ.
2. «حافد» من مادة «حفد» السرعة في العمل.
3. تفسير القمي 2/255.
أحقاد وضغائن وحسد، كما ليس بينهم اختلاف وتفرق وتشتت، وأخيراً لايكبرون أعمالهم ولايتسلل إليهم اليأس والقنوط، ولايفكرون سوى في الله وطاعته. صحيح أن خلق الإنسان يختلف تماماً وخلق الملائكة، فالعقل هو الذي يحكم الملائكة، بينما ركبت إلى جانبه الشهوة في الإنسان. إلاّ أنّ هذا الإنسان الخليط من الصفات الحيوانية والعقلائية قد ينحدر حتى يكون كالحيوان الوحشي الكاسر (بَلْ هُمْ أَضَلُّ)، كما يمكنه أن يتسامى بفضل ما زود به من استعدادات ليفوق الملائكة فيبلغ مرتبة لاتتسنى لغيره (فَـكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى)، ومن هنا يمكن للملائكة أن تكون قدوة للإنسان.
من جانب آخر فانّ العلم. بحضور الملائكة في أرجاء العالم ـ بحيث ليس هنالك شبراً في هذا العالم المترامي الأطراف يخلو منها ـ دلالة مهمّة على فعالية التدبير الإلهي في هذا العالم; الأمر الذي لايخفى دوره في المسائل التربوية. وناهيك عما سبق فانّ هذه الصفات تحمل رسالة مهمّة للإنسان وهى عدم الاغترار بالأعمال واستكثارها إذا ما وقف بين يدي ربّه للصلاة أو ناجى ربّه وتضرع إليه، بل إن نهض في جوف الليل وصلى والناس نيام. فيطرد عن نفسه هذه الأفكار الشيطانية، فالذات الإلهية مطلقة غنية ليست بحاجة إلى العبادة، بغض النظر عن كثرة عدد الملائكة التّي تتقلب في طاعة الله ساجدة وراكعة وقائمة. والحق أنّ قدراً من الدقة والتمعن في الصفات التي أوردها أميرالمؤمنين علي(عليه السلام) بشأن الملائكة لتأخذ بيد الإنسان إلى عالم النور والعرفان وتوقفه على صغر أعماله وطاعاته وتعرفه بسر القرب من الله والفوز برضوانه. وتكشف النقاب عن عدم عبثية شدة قرب الملائكة من الله، إلى جانب عدم بلوغ الإنسان أهدافه المعنوية الرفيعة المرسومة له دون السعي والجد والاجتهاد والطاعة.
فقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام) حين سأله أحد أصحابه وهو عبدالله بن سنان: أيّهما أفضل الملائكة أم بني آدم؟ قال(عليه السلام) أميرالمؤمنين علي(عليه السلام): «إنّ الله ركب في الملائكة عقلاً بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلب شهوته عقله فهو شر من البهائم»(1).
1. وسائل الشيعة 11/164 ح 2.
طبعاً لايعني هذا الحديث أنّ الملائكة لاتملك لنفسها اختياراً، أو أنّها تخلو من عوامل الذنب والمعصية، فعدم وجود الشهوة في الملائكة إنّما يحول دونها ودون بعض دوافع الذنوب لا جميعها.
—–
«كَبَسَ الأَرْضَ عَلى مَوْرِ أَمْوَاج مُسْتَفْحِلَة، وَلُجَجِ بِحَار زَاخِرَة، تَلْتَطِمُ أَوَاذِيُّ أَمْوَاجِهَا، وَتَصْطَفِقُ مُتَقَاذِفَاتُ أَثْبَاجِها، وَتَرْغُوا زَبَداً كَالْفُحُولِ عِنْدَ هِيَاجِهَا، فَخَضَعَ جِمَاحُ الْمَاءِ الْمُتلاَطِمِ لِثِقَلِ حَمْلِهَا، وَسَكَنَ هَيْجُ ارْتِمَائِهِ إِذْ وَطِئَتْهُ بِكَلْكَلِهَا، وذَلَّ مُسْتَخْذِياً، إِذْ تَمَعَّكَتْ عَلَيْهِ بَكَوَاهِلِهَا، فَأَصْبَحَ بَعْدَ اصْطِخَابِ أَمْوَاجِهِ، سَاجِياً مَقْهُوراً، وَفِي حَكَمَةِ الذُّلِّ مُنْقَاداً أَسِيراً، وَسَكَنَتِ الأَرْضُ مَدْحُوَّةً فِي لُجَّةِ تَيَّارِهِ، وَرَدَّتْ مِنْ نَخْوَةِ بَأْوِهِ وَإعْتِلاَئِهِ، وَشَمُوخِ أَنْفِهِ وَسُمُوِّ غُلَوَائِهِ، وَكَعَمَتْهُ عَلَى كِظَّةِ جَرْيَتِهِ، فَهَمَدَ بَعْدَ نَزَقَاتِهِ، وَلَبَدَ بَعْدَ زَيَفَانِ وَثَبَاتِهِ».
—–
الشرح والتفسير
مرّ علينا في الخطبة الاولى من نهج البلاغة ما أورده الإمام(عليه السلام)بشأن خلق الأرض فقال: ثم أنشأ سبحانه فتق الأجواء، وشق الأرجاء، وسكائك الهواء، فأجرى فيها ماء متلاطماً تياره، متراكماً زخاره، حمله على متن الريح العاصفة، والزعزع القاصفة، فأمرها برده، وسلطها على شده... فسوى منه سبع سموات.
وقد أشار الإمام(عليه السلام) هنا في هذا الموضع من الخطبة إلى ذلك الأمر الذي ذكره سابقاً في أطار عرضه لخلق الأرض بعبارات جديدة رائعة فقال(عليه السلام): «كبس(1)الأرض على مور(2) أمواج
1. «كبس» بالفتح من مادة «كبس» على وزن حبس بمعنى الأغلاق والضغط.
2. «مور» على وزن غور التحرك الشديد والهيجان والاضطراب.
مستفلحة(1)، ولجج بحار زاخرة(2) تلتطم أو اذي(3) أمواجه، وتصطفق(4) متقاذفات(5)أثباجها(6) وترغوا(7) زبداً كالفحول عند هياجها»، ولعل هذه العبارات من قبيل الأمواج والبحار وأمثال ذلك ممّا كان موجوداً قبل بداية الخلق، أي في ذلك الزمان الذي لم يكن فيه الماء، بل حتى الليل والنهار، إشارة إلى المواد المذابة التي كانت موجودة قبيل انبثاق الخليقة وقد تلاطمت وتلاشت إثر وقوع الانفجارات العظيمة، فظهرت الرغوات الواسعة على هذه المواد المذابة ثم قذفت في الفضاء لتكون الأرض والكواكب والسيارات، ثم أشار الإمام(عليه السلام) إلى مرحلة اُخرى من مراحل ظهور العالم فقال: «فخضع جماح(8) الماء المتلاطم لثقل حملها، وسكن هيج ارتمائه إذ وطئته بكلكلها(9)، وذل مستخذيا إذ تمعكت(10) عليه بكواهلها(11)»، ثم أردف الإمام(عليه السلام) ذلك بقوله: «فاصبح بعد اصطخاب(12) أمواجه، ساجياً(13) مقهوراً، وفي حكمة(14) الذل منقادا أسيراً»، فالذي يستفاد من هذه العبارات أنّ ظهور الأرض (وسائر الكرات السماوية) على المادة المذابة الاولى كان سببا لاستقرارها بالتدريج وكبح جماحها
1. مستفلحة من مادة استفحال الهائجة التي يصعب التغلب عليها.
2. «زاخرة» من مادة «زخر» على وزن فخر بمعنى المليىء.
3. «أو اذي» جمع أذى على وزن قاضي الموج أو أعلاه.
4. «تصطفق» من مادة «صفق» على وزن سقف بمعنى ضرب الشيء بآخر مصحوباً بالصوت، واصطفقت الأشجار اهتزت بالريح.
5. «متقاذفات» من مادة «قذف» على وزن حذف النزاع وقذف شيء على آخر.
6. «أثباج» جمع «ثبج» بالتحريك وهو في الأصل ما بين الكاهل والظهر، استعارة لأعلى الموج، التي يقذف بعضها بعضها.
7. «ترغو» من مادة «رغو» على وزن نقد ومنه الرغوة ما يطفو على اللبن وأريد بها هنا العناصر المكونة للأرض والتي ظهرت عليها مادة مذابة في البداية.
8. «جماح» طغيان الفرس ثم اطلق على كل شيء شبيه ذلك.
9. «كلكل» يعنى الصدر.
10. «تمعكت» من مادة «معك»، تمعكت الدابة تمرغت في التراب.
11. «كواهل» جمع «كاهل» أعلى الظهر وقرب العنق.
12. «اصطخاب» من مادة «صخب» على وزن وهب بمعنى ارتفاع الصوت وتستعمل حين تختلط أصوات الطيور والضفادع مع بعضها، ووردت هنا بشأن اختلاط الأمواج مع بعضها.
13. «ساجي» بمعنى ساكن من مادة «سجو» على وزن هجو.
14. «حكمة» من مادة «حكم» على وزن حتم تعني في الأصل الاعادة والمنع وتطلق على ما أحاط بحنكي الفرس من لجامه. وتطلق الحكمة على العقل والعلم، لأنّها تمنع الإنسان من السيئات والانحرافات.
![]() |
![]() |