![]() |
![]() |
—–
1. سورة البقرة / 256.
منهَا: «وَإِنَّمَا الدُّنْيَا مُنْتَهَى بَصَرِ الاَْعْمَى ، لاَ يُبْصِرُ مِمَّا وَرَاءَهَا شَيْئاً، وَالْبَصِيرُ يَنْفُذُهَا بَصَرُهُ، وَيَعْلَمُ أَنَّ الدَّارَ وَرَاءَهَا. فَالْبَصِيرُ مِنْهَا شَاخِصٌ، وَالاَْعْمَى إِلَيْهَا شَاخِصٌ. وَالْبَصِيرُ مِنْهَا مُتَزَوِّدٌ، وَالاَْعْمَى لَهَا مُتَزَوِّدٌ».
—–
الشرح والتفسير
أورد الإمام (عليه السلام) في هذا المقطع من الخطبة كما ذكر ذلك الشارح البحراني عدّة نقاط لطيفة ورائعة رغم اقتضابها، وقد لفت الأنظار إلى الأصول التي تعد معالم حياة الأفراد فقال: «وَإِنَّمَا الدُّنْيَا مُنْتَهَى بَصَرِ الاَْعْمَى». ثم أكمل ذلك بقوله: «لاَ يُبْصِرُ مِمَّا وَرَاءَهَا شَيْئاً، وَالْبَصِيرُ يَنْفُذُهَا بَصَرُهُ، وَيَعْلَمُ أَنَّ الدَّارَ وَرَاءَهَا».
نعم، فعبّاد الدنيا وبسبب حبّهم وشغفهم بزخارف الدنيا وزبرجها كالمحبوس في سجن لا يرى سوى ما في داخل السجن، فأمّا نظرهم ضعيف، أو هناك حجب تحيط بأطرافهم، أو كلاهما، وأمّا دعاة الحق فنظرهم ثابت ولا حجاب لهم، ومن هنا فهم يرون ببصيرتهم الثاقبة الدار الآخرة منزلهم الأبدي الخالد بكل وضوح فليس لهم من هم سواها والحق إننا عرفنا الدنيا كما هى تبع ذلك الإيمان بالآخرة، وذلك لتعذر فهم الدنيا دون الآخرة، فهل خلق الخالق الحكيم كل ما في هذا العالم الواسع ليعيش الإنسان هذه المدّة المعينة فيأكل ويشرب وينام ويصحو بالتالي يموت ويوارى جثمانه الثرى ويدع النسيان؟ والحال بداية عمره كنهايته ممزوجة بالضعف والعجز، ووسطه الذي يمكن الاستفادة منه مشوب بأنواعه المشاكل المصائب والآلام والمعاناة؟ هل هناك حكيم يقوم بمثل هذا العمل الطائش؟ ولذلك صرّح
القرآن الكريم: (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الاْخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)(1).
وقال في النقطة الثانية التي تمثل في الواقع نتيجة بالنسبة للنقطة الأول: «فَالْبَصِيرُ مِنْهَا شَاخِصٌ، وَالاَْعْمَى إِلَيْهَا شَاخِصٌ».
وبناءاً على هذا فقد استعمل الشاخص بمعنيين وما يصطلح عليه بالجنس التام، المعنى الأول من مادة شخوص بمعنى الرحيل والمفارقة، والمعنى الثاني التطلع وتصويب العين نحو موضع والتخلف عن الحركة، وكأن العين تريد مغادرة الحدقة، وللعبارة تفسير آخر اقتصر على ذكره شرّاح نهج البلاغة وهو أنّ الشاخص هنا يعني الراحل غاية ما في الأمر تطلق حين يقال «منها شاخص»، كما يقال «إليها شاخص» وهذا هو الفارق بين من كانت له بصيرة والأعمى، وقال في النقطة الثالثة والأخيرة: «وَالْبَصِيرُ مِنْهَا مُتَزَوِّدٌ، وَالاَْعْمَى لَهَا مُتَزَوِّدٌ».
فهل البصيرة يتزودون من الدنيا للآخرة كما صرّح بذلك القرآن الكريم: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)(2)، بينما يتزود عمي القلوب من أجل العيش في الدنيا، فهناك اختلاف تام بين المسيرين بتعين فقط بكلمة «منها» و«لها».
—–
هناك على الدوام نظرتان يمتلكها الإنسان تجاه الدنيا، فأتباع الأديان السماوية يرون الدنيا بصفتها منزلاً لابدّ من التزود فيها إلى الآخرة، يبلغون مرادهم بواسطة هذا الزاد والمتاع وليس لهم من مراد سوى السعادة الأبدية والفوز برضوان الله سبحانه وتعالى، أمّا أتباع المدرسة المادية (والمدارس التي تتفق معها) فهم ينظرون إلى الدنيا على أنّها الهدف النهائي والغاية فيوظفون كافة طاقاتهم ويجندون قواهم من أجل الظفر بها، وأحياناً يتفق أصحاب النظرة الأولى في العمل مع أتباع النظرة الثانية، يعني رغم اعتقادهم بأنّ الدنيا وسيلة لنيل الآخرة، إلاّ أنّ عملهم يشير إلى نسيان ذلك الاعتقاد وتعاملهم مع الدنيا كهدف نهائي ومن هنا وردت
1. سورة الروم / 7.
2. سورة البقرة / 197.
تحذيرات أئمّة الدين التي تهدف ايقاظهم من الغفلة، فيقولون أحياناً: «تَجَهَّزُوا، رحِمَكُمُ اللّهُ، فَقَدْ نُودِيَ فِيكُمْ بِالرَّحِيلِ»(1).
وأخرى يقولون: «النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنيـا وَالدِّينُ لَعرقٌ عَلى ألسِنَتِهِم»(2)، كما يقولون: «الدنيا: تَغُرُّ وَتَضُرُّ وَتَمُرُّ»(3).
وأخيراً يقولون: إنّما الدنيا منتهى بصر الأعمى، ولا يبصر ما وراءها شيئاً والبصير ينفذها بصره، ويعلم أنّ الدار وراءها».
وأعظم مانع من الا فراد، وأهم وظائف أئمّة الدين إيقاظ هؤلاء الأفراد ولفت إنتباهم إلى أنّ الدنيا ممر لا مقر.
—–
1. نهج البلاغعة، الخطبة 204.
2. بحار الانوار 44/383.
3. نهج البلاغة، قصار الكلمات 415.
منهَا: «وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْء إِلاَّ وَيَكَادُ صَاحِبُهُ يَشْبَعُ مِنْهُ وَيَمَلُّهُ إِلاَّ الْحَيَاةَ فَإِنَّهُ لاَ يَجِدُ فِي الْمَوْتِ رَاحَةً. وَإِنَّمَا ذلِكَ بِمَنْزِلَةِ الْحِكْمَةِ الَّتِي هِيَ حَيَاةٌ لِلْقَلْبِ الْمَيِّتِ، وَبَصَرٌ لِلْعَيْنِ الْعَمْيَاءِ، وَسَمْعٌ لِلاُْذُنِ الصَّمَّاءِ، وَرِيٌّ لِلظَّمْآنِ، وَفِيهَا الغِنَى كُلُّهُ وَالسَّلامَةُ. كِتَابُ اللّهِ تُبْصِرُونَ بِهِ، وَتَنْطِقُونَ بِهِ، وَتَسْمَعُونَ بِهِ، وَيَنْطِقُ بَعْضُهُ بِبَعْض، وَيَشْهَدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْض، وَلاَ يَخْتَلِفُ فِي اللّهِ، وَلاَ يُخَالِفُ بِصَاحِبِهِ عَنِ اللّهِ. قَدِ اصْطَلَحْتُمْ عَلَى الْغِلِّ فِيَما بَيْنَكُمْ، وَنَبَتَ الْمَرْعَى عَلَى دِمَنِكُمْ. وَتَصَافَيْتُمْ عَلَى حُبِّ الاْمَالِ، وَتَعَادَيْتُمْ فِي كَسْبِ الاَْمْوَالِ. لَقَدِ اسْتَهَامَ بِكُمُ الْخَبِيثُ، وَتَاهَ بِكُمُ الْغُرُورُ، وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى نَفْسِي وَأَنْفُسِكُمْ».
—–
الشرح والتفسير
أشار الإمام (عليه السلام) في هذا المقطع إلى مسائل مهمّة وقضايا مختلفة لا يبدو أنّها مرتبطة مع بضعها، ومن هنا يعتقد بعض شرّاح نهج البلاغة أنّ هذه العبارات قطوف اختارها المرحوم السيد الرضي من خطبة طويلة مرتبطة، وذلك لأنّه رآها أعظم فصاحة وبلاغة، وإلى هذا يعود سبب عدم رؤيتنا لإرتباط واضح بينها، ومع ذلك فهناك حكمة بالغة تختزنها هذه العبارات، فقد ساق في البداية تثبيتها من أجل لفت الأنظار إلى أهميّة العلم الذي يمثل حياة قلب الإنسان فقال: «وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْء إِلاَّ وَيَكَادُ صَاحِبُهُ يَشْبَعُ مِنْهُ وَيَمَلُّهُ إِلاَّ الْحَيَاةَ فَإِنَّهُ لاَ يَجِدُ فِي الْمَوْتِ رَاحَةً».
وقد صرّح أغلب شرّاح نهج البلاغة هنا سؤالاً وهو: لا ينسجم هذا التعبير مع ما ورد في
بعض الآيات والروايات التي تصور راحة أولياء الله سبحانه في الموت، ومن ذلك ما ورد في سورة الجمعة: (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ للهِِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)(1). وما ورد في سورة الواقعة: (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيم)(2).
فمن الطبيعي ألا يكره الموت من يرى نفسه على أعتاب الروح والريحان والجنّة المليئة بالنعم، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: «لَيسَ لِلمُؤمِنِ راحَةٌ دُونَ لِقاءِ اللهِ»(3)، كما ورد هذا المعنى بعبارة أخرى عن الإمام الصادق أنّه قال: «لا راحَةَ لِلمُؤمِنِ عَلَى الحَقِيقَةِ إلاّ عِندَ لِقاءر اللهِ»(4).
وجاء في الدعاءالمعروف للإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) في يوم الثلاثاء: «وَاجعّل الحَياةَ زِيـادَِةً لِي فِي كُلِّ خَير وَالوَفـاةَ راحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَر». وقد ذكرت عدّة أجوبة على هذا السؤال أوضحها جميعاً أنّ هذه العبارة إشارة إلى الناس الذين يهربون عادة من الموت، بينما ليس لأمر كذالك بالنسبة لخواص الله سبحانه، كما يحتمل أن يكون المراد كراهة حتى أولياء الله تعالى للموت بفضله نهاية التزود ومواصلة مسيرتهم التكاملية، على كل حال فقد أراد الإمام علي (عليه السلام) هذه المقدمة على أنّها نتيجة وتشيبه للعلم والمعرفة التي يرتوي منها الإنسان مطلقاً فقال: «وَإِنَّمَا ذلِكَ بِمَنْزِلَةِ الْحِكْمَةِ الَّتِي هِيَ حَيَاةٌ لِلْقَلْبِ الْمَيِّتِ، وَبَصَرٌ لِلْعَيْنِ الْعَمْيَاءِ، وَسَمْعٌ لِلاُْذُنِ الصَّمَّاءِ، وَرِيٌّ(5) لِلظَّمْآنِ(6)، وَفِيهَا الغِنَى كُلُّهُ وَالسَّلامَةُ».
فالواقع أراد الإمام (عليه السلام) أن هناك نوعين من الحياة حياة مادية وجسمانية والتي لا يشبع منها الناس غالباً، والحياة المعنوية والروحانية والأفضل منها العلم والمعرفة التي لا يرتوي منها العقلاء والعلماء قط، وبناءاً على هذا فانّ المشار إليه «ذلك» بالضبط هو ذلك الشيء الذي ورد
1. سورة الجمعة / 6.
2. سورة الواقعة / 88 ـ 89 .
3. شرح نهج البلاغة، لابن ميثم 3/157.
4. بحار الانوار 69/69.
5. «ريّ»: له معنى مصدري هو الارتواء.
6. «الضمآن»: من مادة «ظمأ» على وزن طمع بمعنى العطش.
قبل ذلك وهو الحياة المادية التي لا يشبع منها الناس، والغريب هنا كما أورده شرّاح نهج البلاغة حيث ذكر كل واحد منهم احتمالاً للعبارة المذكورة، الحال تفسيرها واضح وهو يشبه ما ورد في إحدى قصار الكلمات لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) إذ قال: «مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم وَطَالِبُ دُنْيَا»(1).
على كل حال فالمراد بالحكمة في العبارة المذكورة هو العلم والمعرفة التي تقرب الإنسان من الله وتنظم أموره المادية والمعنوية وتحول دون أعماله العبثية، وبعبارة قصيرة كما وردت في القرآن الكريم فانّ الخير الكثير يعود إلى صاحبه: (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْراً كَثِيراً...)(2).
وقد يبيّن الإمام (عليه السلام) في عبارته المذكورة العميقة المعنى الأوصاف الخمسة للحكمة وكشف عن منزلتها في حياة الإنسان المادية والمعنوية، فقال أولاً إنّ الحكمة حياة القلب الميت، يعني أنّ الأرواح والأفكار التي تصبح بفعل الجهل كالأموات خالية من أية حركة إيجابية، إنّما تعود إلى الحياة في ظلّ العلم والحكمة فتحيا وتمارس الحركة.
وثانياً وثالثاً أنّ الحكمة تبصر الأعمى وتسمع الأصم وتوضح الحقائق لمن غطت الحجب بصره وأثقل الوقر أذنه، بحيث يرى الحق في كافة أنحاء الخلق ويسمع نداء تسبيح الكائنات ويدرك رسالته أولياء الله سبحانه، وقال في الوصف الرابع والخامس أنّ عطشى الحق لا يرتوون من منابع الحكمة ويجدون فيها أسباب عافيتهم وسلامتهم، وعليه فلن يبقى من الخير والبركة والسعادة شيئاً إلاّ وقد اختزنته الحكمة.
ثم واصل الإمام (عليه السلام) كلامه بالحديث عن القرآن الكريم والذي يراه بعض شرّاح نهج البلاغة أنّه جمل استئنافية قطع إرتباطها بالعبارات السابقة بسبب ما اعتمده السيد الرضي في الانتخاب(3)، ولكن كما أورد المرحوم البحراني فانّه لا يمكن القول أنّ ليس هناك إرتباط بين هذه العبارات وسابقاتها حيث بيّنت أحد منافع الحكمة المهمّة وهى القرآن الكريم، أو بعبارة
1. نهج البلاغة، قصار الكلمات 466.
2. سورة البقرة / 269.
3. هذا الاحتمال مختار ابن أبي الحديد والمرحوم الشارح الخوئي ومحمد عبده.
أخرى قد ركّزت على المصداق التام للحكمة، والجدير بالذكر أنّ الأوصاف التي بيّنتها للقرآن تشبه الأوصاف التي بيّنتها العبارات المذكورة للحكمة، على كل حال فقد قال كتاب الله الذي تبصرون به الحقائق وتتحدثون به، وتسمعون به ينطق بعضه البعض الآخر (وتفسر فيه المتشابهات على ضوء المحكمات) ويشهد بضعه على البعض الآخر (ويؤيد بعضه الآخر) ولا يختلف ما يقوله في الله، ومن يصحبه لا يخلاف الله: «كِتَابُ اللّهِ تُبْصِرُونَ بِهِ، وَتَنْطِقُونَ بِهِ، وَتَسْمَعُونَ بِهِ، وَيَنْطِقُ بَعْضُهُ بِبَعْض، وَيَشْهَدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْض، وَلاَ يَخْتَلِفُ فِي اللّهِ».
والأوصاف السبعة التي بيّنها الإمام (عليه السلام) بشأن القرآن تشبه من جهات الأوصاف الخمسة التي بيّنها بصورة كلية بخصوص الحكمة.
والجدير بالذكر أنّ الحكمة اقترنت بالكتاب في غلب الآيات القرآنية(1) والذي يدلّ على العلاقة الوثيقة بينهما وأنّ رسل الله سبحانه كانوا يمضون قدماً في ظلّهما (الكتاب والحكمة).
من جانب آخر فانّ الأوصاف التي تضمنتها العبارة بشأن القرآن الكريم في أنّه أساس البصر والسمع والنطق، وقد وردت الإشارة إليها في بعض الآيات القرآنية ومن ذلك الآية: (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ...)(2).
وممّا لا شك فيه أنّ الآيات الإلهيّة ودلائل الحق قد وردت بكثرة في القرآن الكريم بحيث يسع الإنسان بواسطتها رؤية جمال الحق ويسمع نداء الله تبارك وتعالى، وهناك فارق واضح بين العبارة: «يَنْطِقُ بَعْضُهُ بِبَعْض» والعبارة: «يَشْهَدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْض»، لأنّ الحديث في العبارة الأولى عن آيات القرآن التي يفسر بعضها البعض، وتتضح المتشابهات في ظل المحكمات، وأمّا العبارة الثانية فتتحدث عن إنسجام آيات القرآن وكلّ منها يعاضد الأخرى وتشهد على صدقها، وبالعبارة: «وَلاَ يَخْتَلِفُ فِي اللّهِ»، إشارة إلى عدم اختلاف القرآن الكريم في بيان صفات الجمال والجلال والتي تعدّ من أهم مباحث القرآن الكريم، ويتحدث بجميع أياته عن تلك الذات المقدّسة الجامعة لكافة الكمالات اللامتناهية، والعبارة: «وَلاَ يُخَالِفُ بِصَاحِبِهِ عَنِ اللّهِ». إشارة إلى أنّ أي من آيات القرآن لا تبعد الإنسان عن مسار الحق، بل
1. سورة البقرة / 129، 151; وآل عمران / 48، 81 و...
2. سورة الانعام / 104.
تأخذ بيده إليه، فمن تمسك بالقرآن لن يضل أبداً، ومن رجاه لا يخيب، فالقرآن يعرّف نفسه: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً)(1).
ثم واصل الإمام (عليه السلام) كلامه كطبيب حاذق وحكيم ماهر فخاض في بيان معاناة مخاطبيه المعنوية وقد ذكرهم بنقطة مهمّة، كيف ولم عجزتم عن مواصلة سبيل الحق وعندكم هذا القرآن ـ وعليه لا يبدو صواباً ما أورده شرّاح نهج البلاغة من عدم إرتباط العبارات اللاحقة بالعبارات السابقة، فقال بادىء الأمر كأنّي بكم قد إتفقتم على الخيانة والحسد والحقد: «قَدِ اصْطَلَحْتُمْ عَلَى الْغِلِّ(2) فِيَما بَيْنَكُمْ». ثم قال: «وَنَبَتَ الْمَرْعَى عَلَى دِمَنِكُمْ(3)»، إشارة إلى أن أعمالكم الخاطئة إنّما تفرزها أفكاركم الملوثة، وأضاف في بيانه لنقطة ضعفهم الرابعة والخامسة فقال: «وَتَصَافَيْتُمْ عَلَى حُبِّ الاْمَالِ، وَتَعَادَيْتُمْ فِي كَسْبِ الاَْمْوَالِ»، فنقطة اشتراككم تكمن في تعلقكم بالآمال والأماني الفارغة، ونقطة اختلافكم في كسب المال، حيث يريد كل منك أن يختطف المال الذي في يد غيره.
والواقع يمكن خلاصة نقاط ضعفهم في أربع كلمات هى الحقد والحسد والرياء وطول الأمل والنزاع من أجل كسب المال، والحق أنّ المجتمع لن يرى الأمن والاسقرار إن سادته هذه الرذائل، ولا يسوده سوى النزاع والقتال وأنواع التوتر، كما لا يعيش سوى الضعف والوهن تجاه العدو الخارجي، وإن طالعتنا بعض مظاهر الجمال في هذا المجتمع فهى بمثابة الزهور الجميلة التي تنبت في المزابل وجذورها عفنة، وكأنّ الإمام (عليه السلام) أراد أن يفهمهم هذه القضية وهى أنّ المبادىء التي سادت المجتمع الجاهلي قبل الإسلام والتي وردت الإشارة إليها في صدر هذه الخطبة قد إنتعشت اليوم مرّة أخرى في وسطكم، ثم أشار الإمام (عليه السلام) في آخر الخطبة إلى أحد الأركان المهمة لانحرافهم والذي يتمثل بوساوس الشياطين والتي جعلتهم يضلون سبيل
1. سورة النساء / 82 .
2. «غل»: من مادة «غلول» أو غلل على وزن أفول وأجل تعني في الأصل النفوذ التدريجي والخفي للماء في جذور الأشجار، ثم اطلق الغل الذي له معنى (الاسم المصدري) على الخيانة لأنّها تحصل بصورة تدريجية وخفية.
3. «دمن»: جمع «دمنة» على وزن فتنة بمعنى السرقين، كما يطلق على الحقد القديم.
السعادة والنجاة: «لَقَدِ اسْتَهَامَ بِكُمُ الْخَبِيثُ، وَتَاهَ(1) بِكُمُ الْغُرُورُ(2)، وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى نَفْسِي وَأَنْفُسِكُمْ». قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد أَبَداً...)(3)، كما قال: (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا)(4)، استهام من مادة هيام على وزن قيام خرج لا يدري أين يذهب، فهو يمشي دون هدف حيران فلا يبلغ الهدف، ولمّا كان العاشق حيران في حياته فقد اطلقت هذه المفردة على العشق الشديد.
على كل حال فانّ الشيطان يحث الإنسان على العبث والعشوائية ولا يقود ذلك سوى للحيرة والاضطراب، وهذا بدوره يلقي بالإنسان في وادي الهلكة، وبالنتيجة فانّ صفاتهم الباطنية القبيحة من جانب، والانقياد لوساوس الشياطين من جانب آخر قد مهدت السبيل لبؤسهم وشقائهم وسلبتهم بصيرتهم وسمعهم ونطقهم وفهم الصحيح، وهكذا يستعرض هذا الطبيب الرباني بهذه الخطبة الغرّاء جذور الأمراض وطرق مكافحتها وعلاجها.
—–
أشار الإمام في هذا المقطع الأخير من الخطبة إلى عدّة أمور مهمّة منها:
1 ـ أنّ القرآن الكريم مصدر البصر السمع والنطق، مع ذلك هناك من لم يستثمر ذلك، لأنّهم محجوبون وحجابهم فسادهم والباطني وتلوثهم وطول أملهم وغرقهم في حبّ الدنيا، ونعلم أنّ هذه الأمور أهم حجب المعرفة، نعم فالكتب السماوية مهما ملئت الحكمة، ومهما تحلى الأئمّة بالعلم والبلاغة فلا جدوى من ذلك ما لم تكن هناك قابلية في القابل، فالشمس ترسل أشعتها
1. «تاه»: من مادة «تيه» بمعنى الحيرة ومن مادة «توه» على وزن لوح بمعنى الهلكة، ويبدو المعنى الثاني في العبارة هو الأنسب.
2. «غرور»: إن قرأ بالضم فهو الخداع والمكر، وإن قرأ بالفتح أفاد الوصف وعنى الشخص الخادع وقد أطلقه القرآن على الشيطان، وقد ورد بالصيغة الأولى في النسخة المعروفة لصبحي الصالح، بينما ورد بالصيغة الثانية في أغلب النسخ، وتبدو الصيغة الثانية أنسب على ضوء تناسق العبارات.
3. سورة النور / 21.
4. سورة النساء / 83
على الدوام ولكن ما جدوى هذا الشعاع بالنسبة للأعمى، وكذلك هى الأمطار في لطافة طبعها لكنه لا ينبت الأزهار في كل مكان.
2 ـ إنّ حبّ المال والثراء أساس الحروب والمعارك النزاعات ولا يقتصر هذا الأمر على الزمان والماضي، بل تلمسه بوضوح في كل مكان في الوقت الحاضر، فالدول الغاشمة تصرّح دون خشية إننا دخلنا تلك الحرب من أجل حفظ مصالحنا، أو لدينا بعض المصالح في البلد الفلاني (طبعاً مصالح غير مشروعة) وعليه فلابدّ أن يكون لنا تواجد عسكري فيه لنرعى تلك المصالح، والمؤسف أن وجه الدنيا أخذ يتكدر يوماً بعد آخر والحياة أصبحت فيها عديمة الأمن، وليس ذلك سوى ما أورده الإمام (عليه السلام) إذا قال: «وَتَعَادَيْتُمْ فِي كَسْبِ الاَْمْوَالِ».
—–
وَمِنْ كَلام لهُ (عليه السلام)
وقد شاوره عمرُ بن الخطاب في الخروج إلى غزو الروم
قال بعض شرّاح نهج البلاغة أنّ الإمام (عليه السلام) خطب بهذا الكلام حين اتّجه قيصر بجيشه نحو ثغور الإسلام عندما عزل خالد بن الوليد عن إمرة جيش المسلمين وقد تولى الإمرة أبو عبيدة الجراح وشرحبيل وقد ضاق عليهما الأمر، لذلك عزم عمر أن يحضر بنفسه وأستشار أمير المؤمنين علي (عليه السلام)(2)، ويفهم من كلام ابن أبي الحديد أنّ عمر خالف ما أشار عليه علي (عليه السلام)، فلمّا علم الروم مقدم عمر بنفسه خافوا وسألوا الصلح على أن يؤدّوا الجزية إلى المسلمين، ثم روى قصة أشبه بالخرافة(3).
قال المرحوم العلاّمة التستري أولاً: ما وراه ابن أبي الحديد عن سيف وروايات سيف لا تخلو من الوضع والتحريف.
ثانياً: لا دليل لدنيا أنّ هذا الكلام قاله علي (عليه السلام) حين استشارة عمر في الخروج بنفسه
1. سند الخطبة:
نقل هذا الكلام عن الإمام (عليه السلام) باختلاف طفيف ابن الأثير في النهاية في مادة كنف وأبو عبيد في كتاب الأموال (مصادر نهج البلاغة 2/302)
2. شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني 3/162.
3. شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 8/298.
لقتال الروم، بل ظاهر بعض كلمات الشيخ المفيد(رحمه الله) أنّ الكلام في معركة القادسية أو نهاوند(1).
والجدير بالذكر هنا أنّ عمر كان يقبل عادة ما يشير عليه علي (عليه السلام) وكان يرى نجاته في ذلك القبول، وهذا بدوره يؤيد ما أورده المرحوم العلاّمة التستري.
على كل حال تتألف هذه الخطبة من قسمين: الأول وعد الله سبحانه لهذه الاُمة بالنصر والغلبة والامل بهذا الوعد، والثاني الذي قال فيه علي (عليه السلام) لعمر: لا تشخص بنفسك فانّك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتلقهم فتنكب لا يكن للمسلمين كهف دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه.
—–
1. شرح نهج البلاغة، للتستري 7/421 ـ 423، بتصرف.
«وَقَدْ تَوَكَّلَ اللّهُ لاَِهْلِ هذَا الدِّينِ بِإِعْزَازِ الْحَوْزَةِ، وَسَتْرِ الْعَوْرَةِ. وَالَّذِي نَصَرَهُمْ، وَهُمْ قَلِيلٌ لاَ يَنْتَصِرُونَ، وَمَنَعَهُمْ وَهُمْ قَلِيلٌ لاَ يَمْتَنِعُونَ، حَيٌّ لاَ يَمُوتُ.
إِنَّكَ مَتَى تَسِرْ إِلَى هذَا الْعَدُوِّ بِنَفْسِكَ، فَتَلْقَهُمْ فَتُنْكَبْ، لاَ تَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ كَانِفَةٌ دُونَ أَقْصَى بِلاَدِهِمْ. لَيْسَ بَعْدَكَ مَرْجِعٌ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ. فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ رَجُلاً مِحْرَباً، و احْفِزْ مَعَهُ أَهْلَ الْبَلاءِ وَالنَّصِيحَةِ، فَإِنْ أَظْهَرَ اللّهُ فَذَاكَ مَا تُحِبُّ، وَإِنْ تَكُنِ الاُْخْرَى، كُنْتَ رِدْءاً لِلنَّاسِ وَمَثَابَةً لِلْمُسْلِمِينَ».
—–
الشرح والتفسير
استهل الإمام (عليه السلام) كلامه للخليفة بهدف تقوية معنوياته حذراً من خوف لقاءالعدو الغاشم كالروم بقوله: وَقَدْ تَوَكَّلَ اللّهُ لاَِهْلِ هذَا الدِّينِ بِإِعْزَازِ الْحَوْزَةِ(1)، وَسَتْرِ الْعَوْرَةِ»، والعبارة توكل تشير إلى أنّ الله سبحانه تكفل بحمايتهم والدفاع عنهم، وهو الأمر الذي أشار إليه القرآن الكريم: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(2).
وهذا الوعد الإلهي ـ طبق كلام الإمام (عليه السلام) ـ لم يكن مقتصراً على زمان النبي (صلى الله عليه وآله)، بل يجري في كل عصر ومصر، والعبارة: «وَسَتْرِ الْعَوْرَةِ»، بالنظر إلى أنّ العورة تعني في الأصل النقاط الحدودية الهشة وما يخشاه الإنسان ويخافه، فهى تشير إلى أنّ الحق تبارك وتعالى وإضافة إلى
1. «حوزة»: من مادة «حوز» على وزن موز تعني الجمع والاتصال والإمتلاك وعادة ما تطلق الحوزة على كل مجموعة.
2. سورة التوبة / 33.
تعهده بعزّة المسلمين ورفعتهم فانّه يمنع العدو من الالتفات إلى نقاط ضعفهم أسرارهم حتى لا يتمكن من تسديد ضرباته للمسلمين.
ثم شدّ من العزائم أكثر فأتى بشاهد حي فقال (عليه السلام): «وَالَّذِي نَصَرَهُمْ، وَهُمْ قَلِيلٌ لاَ يَنْتَصِرُونَ، وَمَنَعَهُمْ وَهُمْ قَلِيلٌ لاَ يَمْتَنِعُونَ، حَيٌّ لاَ يَمُوتُ(1)».
فقد نصر الله تعالى اُولئك المسلمين الذين كانوا يبدون في الظاهر ضعفاء ومن حيث العدّة قلائل، واليوم وقد اتسعت حوزة الإسلام والحمد لله وقد إنضوت عدّة أفواج تحت رايته، فهم مشمولون قطعاً بنصرة الحق والغلبة لهم والهزيمة لأعدائهم، فناصرهم هو الله تعالى الحي القيوم الذي لا يموت، طبعاً إنّ أي موجود تثق به وتعتمد عليه فانّ مرور الزمان يصيبه بالضعف والهن والفتور وبالتالي الزوال والفناء، والذات الإلهيّة المقدّسة الوحيدة التي لا تعرف للضعف الفتور من معنى والتي لا ينبغي الاعتماد سوى عليها.
ثم ورد الإمام (عليه السلام) ذى مقدمة بعد هذه المقدمة فيخلص إلى نتيجة ليؤكد على عمر عدم حضور ميدان القتال بنفسه بعد أن ذكر دليلاً واضحاً لذلك والذي يقبل بصورة تامة في الموارد المشابهة فقال: «إِنَّكَ مَتَى تَسِرْ إِلَى هذَا الْعَدُوِّ بِنَفْسِكَ، فَتَلْقَهُمْ فَتُنْكَبْ(2)، لاَ تَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ كَانِفَةٌ(3) دُونَ أَقْصَى بِلاَدِهِمْ، لَيْسَ بَعْدَكَ مَرْجِعٌ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ».
إشارة إلى هذا الأمر إن حضرت ميدان القتال بنفسك وقتلت فانّ أرادت الاُمة مبايعة شخص آخر فانّ المجتمع الإسلامي سيفقد مركزيته وتنها المناطق النائية التي تكون عرضة للخرق أكثر من غيرها وهذا ما سيسري إلى سائر أنحاءالبلاد، ولما كان السلب في القضايا الاجتماعية يقترن دائماً بالايجاب بغية سدالفراغ الاجتماعي، فبعد أن أشار عليه الإمام بعدم الذهاب بنفسه، طرح عليه البديل ببعث رجل مجرب في الحرب وطائفة ممن أبلت في القتال، من أهل النصح والخير فانّ أتاهم النصر فذلك ما يبغي ويحب، وإن حدث شيء آخر (إشارة
1. العبارة «والذي نصرهم...» مبتدأ وخبرها «حي لا يموت».
2. «تنكب»: من مادة «نكب» على وزن نخل بمعنى الانحراف عن المسير، وفي هذه العبارة بمعنى الهزيمة والقتل.
3. «كانفة»: من مادة «كنف» على وزن ظرف بمعنى الحفظ، وعليه كانفة تقال للشخص أو الشيء العاصم الذي يحفظ الأفراد.
إلى الهزيمة المسلمين) فسيكون هو ملاذ المسلمين وكهفهم (فيستطيع ومن خلال بعث القوى السيطرة على الأوضاع وتحيق النصر على العدو): «فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ رَجُلاً مِحْرَباً(1)، واحْفِزْ(2) مَعَهُ أَهْلَ الْبَلاءِ(3) وَالنَّصِيحَةِ، فَإِنْ أَظْهَرَ اللّهُ فَذَاكَ مَا تُحِبُّ، وَإِنْ تَكُنِ الاُْخْرَى، كُنْتَ رِدْءاً(4)لِلنَّاسِ وَمَثَابَةً(5) لِلْمُسْلِمِينَ».
فقد بيّن الإمام (عليه السلام) جوابه للخليفة حين المشورة بدليل منطقي وواضح وهو أنّ حضور زعيم جماعة في ميدان القتال أمر خطير سوى في الموارد الاستثنائية، لأنّ من الاحتمالات الواردة قتله في المعركة ونتيجة ذلك إنيهار الجيش من جانب وتصدع كيان البلاد من جانب آخر، بينما لو بقى مكانه كان له أن يبعث بجيوش بدل جيش واحد ويحتفظ بقدرته وسيطرته على جميع البلاد.
—–
طرح بعض شرّاح نهج البلاغة هذا السؤال أشار علي (عليه السلام) على عمر ألا يشخص بنفسه، فما بال رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يشاهد الحروب بنفسه، ويباشرهم بشخصه، وما بال أميرالمؤمنين علي(عليه السلام) شهد حرب الجمل وصفين والنهروان بنفسه؟
وقد أجاب بعض الشرّاح بالقول أنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان عالماً عن طريق الوحي بأنّه لا يقتل في الحرب، كما كان علي (عليه السلام) عالماً من جهة النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه لا يقتل في هذه الحروب، ويشهد لذلك الخبر المتفق عليه بين الناس يقاتل بعدي الناكثين، والقاسطين، والمارقين، وعليه
1. «محرب»: من مادة «حرب» بمعنى المقاتل والشجاع.
2. «احفز»: من مادة «حفز» على وزن نبض الدافع والسوق الشديد.
3. «بلاء»: بمعنى الاختبار وأهل البلاء أهل المهارة في الحرب.
4. «ردء»: بالكسر من مادة «ردء» على وزن عبد بمعنى المساعدة وعليه فردء بمعنى النصير والعضيد والسند.
5. «مثابة»: من مادة «ثوب» على وزن قوم بمعنى رجوع الشيء إلى حالته الاُولى ومثابة بمعنى المرجع ومن يعاد إليه.
![]() |
![]() |