[151]

بعد الذي سمعته من أم سلمة فرجع فبلغهما قال : فما انتصف الليل حتى سمعنا رغاء إبلها ترتحل فارتحلت معهما .
بيان نباح الكلب : صياحه قاله الجوهري : [ ويقال : ] وهي السقايهي وهيا إذا تخرق وانشق .
والرغاء : صوت الابل .
125 - أقول روى السيد المرتضى رضي الله عنه هذه الرواية في شرح قصيدة السيد الحميري رحمه الله عن أبي عبدالرحمان المسعودي عن السرى بن اسماعيل عن الشعبي إلى آخرها .
ثم قال قدس سره : ومن العجائب أن يكون مثل هذا الخبر المتضمن للنص بالخلافة وكل فضيلة غريبة موجودا في كتب المخالفين وفيما يصححونه من رواياتهم ويصنفونه من سيرهم لكن القوم رووا وسمعوا وأودعوا كتبهم ما حفظوا ونقلوا ولم يتخيروا ليثبتوا ما وافق مذاهبهم دون ما خالفها وهكذا يفعل المسترسل المستسلم للحق انتهى كلامه رفع الله مقامه .
126 - ج روي عن الصادق عليه السلام أنه قال : دخلت أم سلمة بنت أمية على عائشة لما أزمعت الخروج إلى البصرة فحمدت الله وصلت على نبيه صلى الله عليه وآله ثم قالت : يا هذه أنت سدة بين رسول الله وبين أمته وحجابه عليك مضروب وعلى حرمته وقد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه وضم ضفرك فلا تنشريه واسكني عقيرتك فلا تصحريها إن الله من وراء هذه الامة قد علم رسول الله مكانك لو أراد أن يعهد إليك فعل بك فقد نهاك عن الفرطة في البلاد ، ان عمود الدين لن يثاب بالنساء إن مال ، ولا يرأب بهن إن انصدع ، حمادي النساء غض الاطراف وضم الذيول والاعطاف وما كنت قائلة لو أن رسول الله صلى الله عليه وآله عارضك في بعض هذه الفلوات وأنت ناصة قعودا من منهل إلى منهل ومنزل إلى منزل ولغير الله

___________________________________________________________
125 - لم أظفر بعد بشرح قصيدة السيد الحميري للسيد المرتضى رفع الله مقامه .
126 - نقله الطبرسي رفع الله مقامه في كتاب الاحتاج : ج 1 ، ص 167 ، ط بيروت .
( * )

[152]

مهواك وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله تردين وقد هتكت عنك سجافه ونكثت عهده وبالله أحلف لو أن سرت مسيرك ثم قيل لي : ادخلي الفردوس لاستحييت من رسول الله أن ألقاه هاتكة حجابا ضربه علي صلى الله عليه وآله وسلم فاتقي الله واجعليه حصنا وقاعة الستر منزلا حتى تلقينه أطوع ما تكونين لربك ما قصرت عنه وأنصح ما تكونين لله ما لزمتيه ، وأنصر ما تكونين للدين ما قعدت عنه وبالله أحلف لو حدثتك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله لنهشتني نهش الرقشاء المطرقة .
فقالت لها عائشة : ما أعرفني بموعظتك وأقبلني لنصيحتك ليس مسيري على ما تظنين ما أنا بالمغترة ولنعم المطلع تطلعت فيه فرقت بين فئتين متشاجرتين فإن أقعد ففي غير حرج وإن أخرج ففي ما لا غناء عنه من الازدياد به في الاجر .
قال الصادق عليه السلام : فلما كان من ندمها أخذت أم سلمة تقول : لو كان معتصما من زلة أحد * كانت لعائشة الرتبى على الناس من زوجة لرسول الله فاضلة * وذكر آي من القرآن مدارس وحكمة لم تكن إلا لها جسها * في الصدر يذهب عنها كل وسواس يستنزع الله من قوم عقولهم * حتى يمر الذي يقضي على الرأس ويرحم الله أم المؤمنين لقد * تبدلت لي إيحاشا بإيناس فقالت لها عائشة : شتمتيني يا أخت ؟ فقالت لها أم سلمة : لا ولكن
-بحار الانوار مجلد: 29 من ص 152 سطر 19 الى ص 160 سطر 18 الفتنة إذا أقبلت غطت عين البصير وإذا أدبرت أبصرها العاقل والجاهل .
بيان قولها : " وضم ضفرك " بالضاد قال الجوهري : الضفر نسج الشعر وغيره عريضا والضفيرة : العقيصة يقال : ضفرت المرأة شعرها ولها ضفيرتان وضفران أيضا أي عقيصتان انتهى .
والعطاف بالكسر : الرداء .
وعطفا كل شئ جانباه .
و [ قال الجوهرى ] في الصحاح : القعود من الابل هو البكر حين يركب أي يمكن ظهره من الركوب .
وقال أبوعبيد .
القعود من البعير الذي يقتعده الراعي في كل حاجة

[153]

والسجاف ككتاب : الستر " ما قصرت عنه " الظاهر أن كلمة " ما " بمعنى ما دام فالضمير في " عنه " راجع إلى الامر الذي أرادته أو إلى الرب أو إلى ترك الخروج فيكون " عن " بمعنى على .
والضمير في " لزمتيه " إما راجع إلى الله أي طاعته أو إلى ترك الخروج ولزوم البيت .
والضمير في [ قولها ] : " ما قعدت عنه " راجع إلى الدين أي نصره بالجهاد أو إلى النصر أو إلى الامر الذي أرادت " بين فئتين متشاجرتين " أي متازعتين وفي بعض النسخ " متناجزتين " وفي بعضها " متناحرتين " والمناجزة في الحرب : المبارزة والتناحر : التقابل .
وقال ابن أبي الحديد ( 1 ) : " فئتان متناجزتان " أي يسرع كل منهما إلى نفوس الاخرى .
ومن رواه " متناحرتان " أراد الحرب وطعن النحور بالاسنة رشقها بالسهام .
و " الرتبى " فعلى من الرتبة بمعنى الدرجة والمنزلة .
وفي بعض الروايات : " العتبى " وهو الرجوع عن الاساءة .
وبعد ذلك في سائر الروايات : كم سنة لرسول الله دارسة * وتلو آي من القرآن مدراس يقال : درس الرسم يدرس دروسا أي عفا .
ودرسته الريح يتعدى ولا يتعدى .
ودرست الكتاب درسا ودراسة .
والتلو كأنه مصدر بمعنى التلاوة .
والهاجس : الخاطر .
يقال : هجس في صدري شئ يهجس أي حدث .
127 - مع ماجيلويه عن عمه عن محمد بن علي الكوفي عن نصر بن مزاحم عن عمر بن سعد عن أبي مخنف لوط بن يحيى عن عقبة الازدي عن أبي الاخنس الارجي قال :

___________________________________________________________
( 1 ) ذكره عند شرحه للحديث في شرح المختار : ( 79 ) من نهج البلاغة من شرحه : ج 2 ص 414 طبع الحديث ببيروت .
127 - رواه الشيخ الصدوق رفع الله مقامه في " باب معنى ما كتبته أم سلمة إلى عائشة .
.
" في آخر كتاب معاني الاخبار ، ص 356 ط النجف .
( * )

[154]

لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة كتبت إليها أم سلمة رحمة الله عليها زوجة النبي صلى الله عليه وآله : أما بعد فإنك سدة بين رسول الله وبين أمته وحجابه المضروب على حرمته وقد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه وسكن عقيراك فلا تصحريها ، الله من وراء هذه الامة وقد علم رسول الله مكانك لو أراد أن يعهد إليك لفعل ، وقد عهد فاحفظي ما عهد ولا تخالفي فيخالف بك .
واذكري قوله في نباح كلاب الحوأب ، وقوله : ما للنساء والغزو ، وقوله : انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت علت ( 1 ) بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد .
إن عمود الاسلام لن يثأب بالنساء إن مال ، ولن يرأب بهن إن صدع ، حماد يأت النساء غض الابصار وخفر الاعراض وقصر الوهازة .
ما كنت قائلة لو أن رسول الله عارضك ببعض الفلوات ناصة قلوصا من منهل إلى آخر إن بعين الله مهواك وعلى رسوله تردين قد وجعت سدافته وتركت عهيداه .
لو سرت مسيرك هذا ثم قيل لي : ادخلي الفردوس لاستحييت أن ألقى رسول الله هاتكة حجابا قد ضربه علي فاتقي الله [ و ] اجعلي حصنك بيتك ورباعة الستر قبرك حتى تلقيه وأنت على تلك الحال أطوع ما تكونين لله ما لزمته وأنصر ما تكونين للدين ما جلست عنه ، لو ذكرتك بقول تعرفينه لنهشت نهش الرقشا المطرق .
فقالت عائشة : ما أقبلني لوعظك وما أعرفني بنصحك وليس الامر على ما تظنين ولنعم المسير مسيرا فزعت إلي فيه فئتان متشاجرتان إن أقعد ففي غير خرج وإن أنهض فإلى ما لابد من الازدياد منه .
فقالت أم سلمة : لو كان معتصما من زلة أحد * كانت لعائشة العتبى على الناس

___________________________________________________________
( 1 ) كذا ها هنا ومثله يأتي قريبا عند نقل المصنف تفسير الحديث عن الصدوق .
وفي طبع بيروت من كتابمعاني الاخبار ها هنا .
وفيما يأتى عند تفسير الحديث : " علت علت " .
( * )

[155]

كم سنة لرسول الله دارسة * وتلو آي من القرآن مدارس قد ينزع الله من قوم عقولهم * حتى يكون الذي يقضي على الرأس ثم قال رحمه الله تفسيره : قولها رحمة الله عليها : إنك سدة بين رسول الله صلى الله عليه وآله أي إنك باب بينه وبين أمته فمتى أصيب ذلك الباب بشئ فقد دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله في حريمه وحوزته فاستبيح ما حماه فلا تكوني أنت سبب ذلك بالخروج الذي لا يجب عليك فتحوجي الناس إلى أن يفعلوا مثل ذلك .
وقولها : " فلا تندحيه " أي لا تفتحيه فتوسعيه بالحركة والخروج يقال : ندحت الشئ إذا أوسعته .
[ و ] منه يقال : أنا في مندوحة عن كذا أي في سعة .
وتريد بقولها : " قد جمع القرآن ذيلك " قول الله عزوجل : * ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى ) * وقولها : " وسكن عقيراك " من عقر الدار وهو أصلها وأهل الحجاز يضمون العين وأهل نجد يفتحونها فكانت عقيرا اسم مبني من ذاك على التصغير ومثله مما جاء مصغرا " الثريا والحميا " وهي سورة الشراب ، ولم يسمع بعقيرا إلا في هذا الحديث .
وقولها : " فلا تصريحها " أي لا تبرزيها وتباعديها تجعليها بالصحراء يقال : أصحرنا إذا أتينا الصحراء كما يقال : أنجدنا إذا أتينا نجدا .
وقولها : " علت " أي ملت إلى غير الحق .
والعول : الميل [ عن الشئ ] والجور قال الله عزوجل : " ذلك أدنى أن لا تعولوا " يقال : عال يعول إذا جار .
وقولها : " بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد " أي عن التقدم والسبق في البلاد لان الفرطة اسم في الخروج والتقدم مثل غرفة وغرفة يقال في فلان فرطة : أي تقدم وسبق يقال : فرطته في الماء أي سبقته .
وقولها : إن عمود الاسلام لن يثأب بالنساء إن مال " أي لا يرد بهن إلى استوائه .
[ يقال : ] ثبت إلى كذا أي عدت إليه .
( * )

[156]

وقولها : " لن يرأب بهن إن صدع " أي لا يسد بهن يقال : رأبت الصدع : لامته فانضم .
وقولها " حماديات النساء " هي جمع حمادى يقال : قصاراك أن تفعل ذلك وحماداك كأنها تقول : جهدك وغايتك .
وقولها : " غض الابصار " معروف .
وقولها : " وخفر الاعراض " الاعراض .
جماعة العرض وهو الجسد .
والخفر : الحياء أرادت أن محمدة النساء في غض الابصار وفي الستر للخفر الذي هو الحياء " وقصر الوهازة " وهو الخطو تعنى بها أن تقل خطوهن .
وقولها : " ناصة قلوصا من منهل إلى آخر " أي رافعة لها في السير .
والنص : سير مرفوع ومنه يقال : نصصت الحديث إلى فلان إذا رفعه إليه ومنه الحديث : " كان رسول الله يسير العنق فإذا وجد فجوة نص يعني زاد في السير .
وقولها : " إن بعين الله مهواك " يعني مرادك لا يخفى على الله .
وقولها : " وعلى رسول الله تردين " أي لا تفعلي فتخجلي من فعلك " وقد وجهت سدافته " أي هتكت الستر لان السدافة : الحجاب والستر وهو اسم مبني من أسدف الليل إذا ستر بظلمته .
ويجوز أن يكون أرادت [ من قولها : ] " وجهت سدافته " يعني أزلتيها من مكانها الذي أمرت أن تلزميه وجعلتها أمامك .
وقولها : " وتركت عهيداه " تعني بالعهيدة الذي تعاهده ويعاهدك ( 1 ) ويدل على ذلك قولها : " لو قيل لي ادخلي الفردوس لاستحييت أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وآله هاتكة حجابا قد ضربه علي " .
وقولها : " اجعلي

___________________________________________________________
( 1 ) هذا هو الظاهر ، وفي ط بيروت من كتاب معاني الاخبار : " تعني بالعهيدة التي .
.
" .
وأما اصلي من طبع الكمباني من البحار فقد جمع فيه بين اللفظتين ولكن وضع فيه لفظة " الذي " فوق " التي " .
وقال ابن قتيبة قولها : " وتركت عهيدا " لفظة مصغرة مأخوذة من العهد مشابهة لما سلف من قولها : " عقيراك " و " حماديات النساء " .
( * )

[157]

حصنك بيتك ورباعة الستر قبرك " فالربع : المنزل .
ورباعة الستر : ما وراء الستر تعني اجعلي ما وراء الستر من المنزل قبرك و [ هذا ] معن ما يروى " ووقاعة الستر قبرك " هكذا رواه القتيبي وذكر أن معناه " ووقاعة الستر " موقعه من الارض إذا أرسلت .
وفي رواية القتيبي : " لو ذكرت قولا تعرفينه نهستني نهس ( 1 ) الرقشاء المطرق " فذكر أن الرقشاء سمت بذلك لرقش في ظهرها وهي النقط .
وقال [ غير ] القتيبي : الرقشاء من الافاعي التي في لونها سواد وكدورة قال : والمطرق : المسترخى جفون العين .
توضيح : كلامها رضي الله عنها مع عائشة متواتر المعنى رواه الخاصة والعامة بأسانيد جمة وفسروا ألفاظه في كتب اللغة ورواه ابن أبي الحديد في شرح [ المختار ( 79 ) من ] النهج وشرحه وقال ذكره ابن قتيبة في غريب الحديث .
ورواه أحمد بن أبي طاهر في كتاب بلاغات النساء بأدن تغيير وقال بعد حكاية كلام أم سلمة : قالت عائشة : يا أم سلمة ما أقبلني لموعظتك وأعرفني بنصحك ليس الامر كما تقولين ما أنا بمغتمرة بعد التغريد ولنعم المطلع مطلع أصلحت فيه بين فئتين متناجزتين والله المستعان .
ورواه الزمخشري في الفائق وقال بعد قولها : " سدافته " وروي : " سجافته " وبعد قولها : " فئتان متناجزتان " أو " متناحرتان " ثم قال : السدة : الباب تريد أنك من رسول الله بمنزلة سدة الدار من أهلها فإن نابك أحمد بنائبة أو نال منك نائل فقد ناب رسول الله ونال منه وترك ما يجب فلا تعرضي بخروجك أهل الاسلام لهتك حرمة رسول الله وترك ما يجب عليهم من تعزيزه وتوقيره .

___________________________________________________________
( 1 ) كذا - بالسين المهملة - في طبع الكمباني من البحار ، وفي معاني الاخبار : " نهشتني نهش ... " بالمعجمة فيهما .
( * )

[158]

[ و ] " ندح الشئ " : فتحه ووسعه وبدحه نحوه من البداح وهو المتسع من الارض [ و ] " العقيرى " كأنها تصغير العقرى فعلى من عقر إذا بقي مكانه لا يتقدم ولا يتأخر فزعا أو أسفا أو خجلا وأصله من عقرت به إذا أطلت حبسه كأنك عقرت راحلته فبقي لا يقدر على البراح أرادت نفسها أي سكني نفسك التي صفتها أو حقها أن تلزم مكانها أو لا تبرح بيتها واعملي بقوله [ تعالى ] " وقرن في بيوتكن " .
[ و ] " أصحر " أي خرج إلى الصحراء وأصحر به غيره وقد جاء ها هنا متعديا على حذف الجار وإيصال الفعل .
وقال [ ابن الاثير في مادة " عال " ] في النهاية : في حديث أم سلمة قالت لعائشة : " لو أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يعهد إليك علت " أي عدلت عن الطريق وملت .
قال : [ وقال ] القتيبي : وسمعت من يرويه بكسر العين فإن كان محفوظا فهو من عال في البلاد يعيل إذا ذهب ويجوز أن يكون من عاله يعوله إذا غلبه أي غلبت على رأيك ومنه قولهم عيل صبرك ... وقيل : جواب لهو محذوف أي " لو أراد فعل " فتركته لدلالته الكلام عليه ، ويكون قولها : " علت " كلاما مستأنفا .
وقال [ في مادة فرط من كتاب النهاية ] في قولها " إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهاك عن الفرطة في الدين " يعني السبق والتقدم ومجاوزة الحد .
الفرطة بالضم اسم للخروج والتقدم وبالفتح المرة الواحدة .
و [ أيضا ] قال [ في مادة " رأب " ] يقال : رأب الصدع إذا شعبه ورأب الشئ إذا جمعه وشده برفق ومنه حديث أم سلمة : [ لا يرأب بهن إن صدع ] قال القتيبي : الرواية " صدع " فإن كان محفوظا فإنه يقال : صدعت الزجاجة فصدعت كما يقال جبرت العظم فجبر وإلا فإنه صدع أو انصدع .
وقال [ في مادة " حمد " : وفي حديث أم سلمة ] " حماديات النساء " أي غاياتهن ومنتهى ما يحمد منهن .
يقال : حماداك أن تفعل أي جهدك وغايتك .

[159]

وقال في الفائق في " غض الاطراف " أورده القتيبي هكذا وفسر الاطراف بجمع طرف وهو العين ويدفع ذلك أمران : أحدهما أن الاطراف في جمع طرف لم يرد به سماع بل ورد برده وهو قول الخليل : إن الطرف لا يثنى ولا يجع وذلك لانه مصدر طرف إذا حرك جفونه في النظر .
والثاني أنه غير مطابق ل [ قولها : ] " خفر الاعراض " ولا أكاد أشك أنه تصحيف والصواب : " غص الاطراق وخفر الاعراض " والمعنى أن يغضضن من أبصارهن مطرقات أي راميات بأبصارهن إلى الارض ويتخفرن من السوء معرضات عنه .
وقال في [ مادة طرف من ] النهاية : [ وفي حديث أم سلمة قالت لعائشة : " حماديات النساء غض الاطراف ] أرادت قبض اليد والرجل عن الحركة والسعي تعني تسكين الاطراف وهي الاعضاء .
ثم ذكر كلام القتيبي والزمخشري .
وقال في " خفر الاعراض " أي الحياء من كل ما يكره لهن أن ينظرن إليه فأضافت الخفر إلى الاعراض أي الذي تستعمل لاجل الاعراض .
ويروى " الاعراض " بالفتح جمع العرض أي أنهن يستحيين ويتسترن لاجل أعراضهن وصونها انتهى .
[ أقول ] والعرض وإن ورد بمعنى الجسد ولكن في هذا المقام بعيد قال الفيروزآبادي : العرض بالكسر : الجسد وكل موضع يعرق منه ورائحته رائحة طيبة كانت أو خبيثة والنفس .
وجانب الرجل الذي يصونه من نفسه وحسبه أن ينتقض ويثلب .
وقال في الفائق : الوهازة : الخطو يقال : هو يتوهز ويتوهس : إذا وطئ وطئا ثقيلا .
وقال ابن الاعرابي : الوهازة مشية الخفرات .
والاوهز : الرجل الحسن المشية .

[160]

و [ قال ابن الاثير ] في النهاية : النص : التحريك حتى يستخرج أقصى سير الناقة وأصل النص أقصى الشئ وغايته ثم سمي به ضرب من السير سريع ومنه حديث أم سلمة : " ناصة قلوصا " أي دافعة لها في السير وقال : القلوص : الناقة .
والفجوة : ما اتسع من الارض و [ قال الزمخشري ] في الفائق : السدافة والسجافة : الستارة وتوجيهها هتكها وأخذ وجهها كقولك لاخذ قذى العين تغذية أو تغييرها وجعلها لها وجها غير الوجه الاول .
وفي النهاية " العهيدا " بالتشديد والقصر فعيلا من العهد كالجهيدى من الجهد والعجيلى من العجلة .
وأما ما ذكره الصدوق رحمه الله فكأنه قرأ على فعيل مخففا قال الجوهري : عهيدك : الذي يعاهدك وتعاهده وأراد أنه مأخوذ من العهيد بهذا المعنى .
وفي الفائق : وقاعة الستر وموقعته : موقعه على الارض إذا أرسلت ويروى " وقاحة الستر " أي وساحة الستر وموضعه .
وقوله : " وفي رواية القتيبي " إلى قولها : " نهستني نهس الرقشاء " لعل الاختلاف بين الروايتين في السين المهملة والمعجمة وهما متقاريان معنا إذ بالمهملة [ معناه ] أخذ اللحم بأطراف الاسنان ، وبالمعجمة : لسع الحية والاخير أنسب : وفي بعض النسخ " نهست " ففيه إختلاف آخر .
وقال في النهاية : في حديث أم سلمة قالت لعائشة : " لو ذكرتك قولا تعرفينه نهشته نهش الرقشاء المطرق " الرقشاء : الافعى سميت به لترقيش في
-بحار الانوار مجلد: 29 من ص 160 سطر 19 الى ص 168 سطر 18 ظهرها وهي خطوط ونقط و [ إنما ] قالت " المطرق " لان الحية تقع على الذكر والانثى انتهى ولعله كناية عن سمنها وكثرة سمها أو استغفالها وأخذها دفعة .
وفي رواية أحمد بن أبي طاهر : " وقد سكن القرآن ذيلك فلا تبدحيه ، وهد أمن عقيرتك فلا تصحليها " .
وفي [ مادة " بدح " من كتاب ] النهاية : [ وفي حديث أم سلمة قالت لعائشة ] : " قد جمع القرآن ذيلك فلا تبدحيه " أي لا توسعيه بالحركة والخروج .
والبدح : العلانية .
وبدح بالامر : باح به ويروى بالنون انتهى .
و " هدأ " على التفعيل أي سكن .
" والعقيرة " على فعيلة : الصوت أو