[201]

152 - الكافية في إبطال توبة الخاطئة .
روى خالد بن مخلد عن زياد بن المنذر عن أبي جعفر عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : مر أمير المؤمنين على طلحة وهو صريح فقال أجلوه فأجلس فقال : أم والله لقد كانت لك صحبة ولقد شهدت وسمعت ورأيت ولكن الشيطان أزاغك وأما لك فأوردك جهنم .
أقول : وأورد الاخبار السابقة بأسانيد عن الباقر ( عليه السلام ) وغيره تركناها حذرا عن الاطناب .
153 - ج روي أن مروان بن الحكم هو الذي قتل طلحة بسهم رماه به .
وروي أيضا أن مروان يوم الجمل كان يرمي بسهامه في العسكرين معا ويقول " من أصبت منهما فهو فتح " لقلة دينه وتهمته للجميع .
وقيل : إن اسم الجمل الذي ركبته يوم الجمل عائشة عسكر ورئي منه ذلك اليوم كل عجب لانه كلما أبين منه قائمة من قوائمه ثبت على أخرى حتى نادى أمير المؤمنين : اقتلوا الجمل فإنه شيطان .
وتولى محمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر رحمة الله عليهما عقره بعد طول دعائه .
154 - ج روي عن الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : لما كان يوم الجمل وقد رشق هودج عائشة بالنبل قال علي ( عليه السلام ) : والله ما أراني إلا مطلقها فأنشد الله رجلا سمع من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " يا علي أمر نسائي بيدك من بعدي " لما قام فشهد .
فقام ثلاثة عشر رجلا فيهم بدريان فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول " يا علي أمر نسائي بيدك من بعدي " .

___________________________________________________________
152 - رواه الشيخ المفيد في كتاب الكافية .
153 - رواه الطبرسي في عنوان : " احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على الزبير ... وطلحة " من كتاب الاحتجاج : ج 1 ، ص 164 .
( * )

[202]

قال : فبكت عائشة عند ذلك حتى سمعوا بكاءها فقال علي ( عليه السلام ) : لقد أنبأني رسول الله صلى الله عليه وآله بنبأ وقال : يا علي إن الله يمدك بخمسة آلاف من الملائكة مسومين .
بيان : رشقه : رماه بالسهام .
والنبل : السهام العربية ولا واحد لها من لفظها فلا يقال نبلة ذكرهما في النهاية .
155 - ج عن الاصبغ بن نباتة قال : كنت واقفا مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يوم الجمل فجاء رجل حتى وقف بين يديه فقال : يا أمير المؤمنين كبر القوم وكبرنا وهلل القوم وهللنا وصلى القوم وصلينا فعلى ما نقاتلهم ؟ فقال أمير المؤمنين : على ما أنزل الله عزوجل في كتابه .
فقال : يا أمير المؤمنين ليس كلما أنزل الله في كتابه أعلمه فعلمنيه .
فقال ( عليه السلام ) : ما أنزل الله في سورة البقرة .
فقال : يا أمير المؤمنين ليس كلما أنزل الله في سورة البقرة أعلمه فعلمنيه .
فقال ( عليه السلام ) هذه الآية " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعدما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد " [ 252 / البقرة ] فنحن الذي آمنا ، وهم الذين كفروا فقال الرجل : كفر القوم ورب الكعبة ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله .

___________________________________________________________
154 - 155 - رواهما الطبرسي رحمه الله في كتاب الاحتجاج في عنوان : " احتجاج أمير المؤمنين على الزبير ... واحتجاجه بعد دخوله البصرة ، من كتاب الاحتجاج : ج 1 ، ص 164 و 170 .
والحديث : ( 136 ) رواه أيضا الطوسي في الحديث ( 40 ) من الجزء السابع من أماليه ص 200 .
( * )

[203]

156 - ما المفيد عن علي بن خالد عن الحسن بن علي الكوفي عن القاسم بن محمد الدلال عن يحيى بن اسماعيل المزني عن جعفر بن علي عن علي بن هاشم عن بكير بن عبيدالله الطويل وعمار بن أبي معاوية قالا : حدثنا أبوعثمان البجلي مؤذن بني قصي قال بكير : أذن لنا أربعين سنة قال : سمعت عليا ( عليه السلام ) يقول يوم الجمل : " وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون " ثم حلف حين قرأها أنه ما قوتل أهلها منذ نزلت حتى اليوم .
قال بكير : فسألت عنها أبا جعفر ( عليه السلام ) فقال : صدق الشيخ هكذا قال علي ( عليه السلام ) هكذا كان .
157 - ما المفيد عن الحسن بن عبدالله المرزباني عن أبي دريد عن إسحاق بن عبدالله الطلحى قال : قال الاصمعي : ولى عمر بن الخطاب كعب بن سور قضاء البصرة وكان سبب ذلك أنه حضر مجلس عمر فجاءت امرأة فقالت : يا أمير المؤمنين إن زوجي صوام قوام فقال عمر : إن هذا الرجل صالح ليتني كنت كذا .
فردت عليه القول فقال عما كما قال .
فقال كعب بن سور الازدي .
يا أمير المؤمنين إنها تشكو زوجها بخير [ ولكن تقول : ] إنها لا حظ لها منه فقال علي بزوجها فأني به فقال : ما بالها تشكوك وما رأيت أكرم شكوى منها ؟ ! قال له : يا أمير المومنين إني امرء أفزعني ما قد نزل في الحجر والنحل وفي السبع الطوال .
فقال له كعب : إن لها عليك حقا يا بعل فأوفها الحق وصم وصل فقال عمر لكعب : اقض بينهما .
قال : نعم أحل الله للرجال أربعا فأوجب لكل واحدة ليلة فلها من كل أربع ليال ليلة ويصنع بنفسه في الثلاث ما شاء فألزمه ذلك .

___________________________________________________________
156 - 158 - رواها الشيخ الطوسي رحمه الله في الحديث ( 19 - 20 و 36 ) من الجزء ( 5 ) من أماليه ص 130 ، و 147 و 137 .
والاول رواه عنه وعن الشيخ المفيد السيد البحراني في تفسير الآية : ( 12 ) من سورة التوبة من تفسير البرهان : ج 2 ص 107 ، ط 3 .
( * )

[204]

وقال [ عمر ] لكعب : أخرج قاضيا على البصرة فلم يزل عليها حتى قتل عثمان فلما كان يوم الجمل خرج مع أهل البصرة وفي عنقه مصحف فقتل هو يومئذ وثلاثة إخوة له أو أربعة فجاءت أمهم فوجدتهم في القتلى فحملتهم وجعلت تقول : أيا عين أبكي بدمع سرب * على فتية من خيار العرب فما ضرهم غير حين النفوس * وأي امرء لقريش غلب 158 - ما المفيد عن علي بن محمد الكاتب عن الحسن بن علي الزعفراني عن الثقفي عن إبراهيم بن عمر قال : حدثني أبي عن أخيه عن بكر بن عيسى قال : لما اصطفت الناس للحرب بالبصرة خرج طلحة والزبير في صف أصحابهما فنادى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الزبير بن العوام فقال له : يا أبا عبدالله ادن مني لافضى إليك بسر عندي .
فدنا منه حتى اختلفت أعناق فرسيهما فقال أمير المؤمنين .
نشدتك الله إن دكرتك شيئا فذكرته أما تعترف به ؟ فقال له : نعم .
فقال : أما تذكر يوما كنت مقبلا علي بالمدينة تحدثني إذ خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فرآك معي وأنت تبسم إلي فقال لك : يا زبير أتحب عليا ؟ فقلت : وكيف لا أحبه وبيني وبينه من النسب المودة في الله ما ليس لغيره .
فقال : إنك ستقاتله وأنت له ظالم .
فقلت : أعوذ بالله من ذلك فنكس الزبير رأسه ثم قال : إني أنسيت هذا المقام فقال له أمير المؤمنين : دع هذا أفلست بايعتني طائعا ؟ قال : بلى قال : أفوجدت مني حدثا يوجب مفارقتي ؟ فسكت ثم قال : لا جرم والله لا قاتلتك .
ورجع متوجها نحو البصرة فقال له طلحة : مالك يا زبير ؟ مالك تنصرف عنا سحرك ابن أبي طالب ؟ فقال : لا ولكن ذكرني ما كان أنسانيه الدهر واحتج علي ببيعتي له .
فقال له طلحة : لا ولكن جبنت وانتفخ سحرك ! ! !

[205]

فقال الزبير : لم أجبن ولكن أذكرت فذكرت فقال له عبدالله : يا ابه جئت بهذين العسكرين العظميين حتى إذا اصطفا للحرب قلت : أتركهما وانصرف فما تقول قريش غدا بالمدينة ؟ الله الله يا أبت لا تشمت الاعداء ولا تشن نفسك بالهزيمة قبل القتال .
قال : يا بني ما أصنع وقد خلفت له بالله أن لا أقاتله .
قال له : فكفر عن يمينك ولا تفسد أمرنا فقال الزبير : عبدي مكحول حر لوجه الله كفارة ليميني ثم عاد معهم للقتال ! ! فقال همام الثقفي في فعل الزبير وما فعل وعتقه عبده في قتال علي ( عليه السلام ) ( 1 ) أيعتق مكحولا ويعصى نبيه * لقد تاه عن قصد الهدى ثم عرق أينوي بهذا الصدق والبر والتقى * سيعلم يوما من يبر ويصدق لشتان ما بين الضلالة والهدى * وشتان من يعصى النبي ويعتق ومن هو في ذات الاله مشمر * يكبر برا ربه ويصدق أفي الحق أن يعصى النبي سفاهة * ويعتق من عصيانه ويطلق كدافق ماء للسراب يؤمه * ألا في ضلال ما يصب ويدفق 159 - ما المفيد عن عمر بن محمد الصيرفي عن محمد بن القاسم عن جعفر بن عبدالله المحمدي عن يحيى بن الحسن بن فرات عن المسعودي عن الحارث بن حصيرة عن أبي محمد العنزي قال : حدثني ابن عمي أبوعبدالله العنزي قال :

___________________________________________________________
( 1 ) كذا في ط الكمباني من البحار ، وجملة " حيث يقول " غير موجودة في أمالي الشيخ .
159 - رواه الشيخ الطوسي رفع الله مقامه في الحديث : ( 10 ) من الجزء الثامن من أماليه : ج 1 ، ص 213 .
( * )

[206]

إنا لجلوس مع علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يوم الجمل إذا جاءه الناس يهتفون به يا أمير المؤمنين لقد نالنا النبل والنشاب فسكت ثم جاء آخرون فذكروا مثل ذلك فقالوا : قد جرحنا .
فقال علي ( عليه السلام ) : يا قوم من يعذرني من قوم يأمرونني بالقتال ولم ينزل بعد الملائكة .
فقال : [ العنزي ] إنا لجلوس وما نرى ريحا ولا نحسها إذ هبت ريح طيبة من خلفنا والله لوجدت بردها بين كتفي من تحت الدرع والثياب قال : فلما هبت صبت أمير المؤمنين درعه ثم قام إلى القوم فما رأيت فتحا كان أسرع منه .
160 - يج عن أبي عبدالله الغنوي مثله .
161 - ما جماعة عن أبي المفضل عن علي بن محمد بن مخلد عن عباد بن سعيد الجعفي عن محمد بن عثمان بن أبي البهلول عن صالح بن أبي الاسود عن هاشم بن البريد عن أبي سعيد التيمي : عن ثابت مولى أبي ذر رحمه الله قال : شهدت مع علي يوم الجمل فلما رأيت عائشة واقفة دخلني من الشك بعض ما يدخل الناس فلما زالت الشمس كشف الله ذلك عني فقاتلت مع أمير المؤمنين ثم أتيت بعد ذلك أم سلمة زوج النبي [ صلى الله عليه وآله ] ورحمها [ الله ] فقصصت عليها قصتي فقالت : كيف صنعت حين طارت القلوب مطايرها ؟ قال : قلت إلى أحسن ذلك والحمد لله كشف الله عزوجل عني ذلك عند زوال الشمس فقاتلت مع أمير المؤمنين قتالا شديدا .
فقالت : أحسنت سمعت رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] يقول : علي مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض .

___________________________________________________________
160 - رواه القطب الرواندي رحمه الله في الحديث من كتاب الخرائج .
161 - رواه الشيخ الطوسي رفع الله مقامه في الحديث : ( 37 ) من الجزء ( 16 ) من أماليه : ج 1 ، ص 474 .
( * )

[207]

162 - ما جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جرير الطبري عن محمد بن عمارة الاسدي عن عمرو بن حماد بن طلحة عن علي بن هاشم بن البريد عن أبيه عن أبي سعيد عن ثابت مثله .
بيان [ قوله : ] " إلى أحسن ذلك " أي آل أمري ورجع إلى أحسن الامور والاحوال .
أقول : قد سبق خبر اليهودي الذي سأل أمير المومنين عما فيه من خصال الانبياء .
163 - شا من كلام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عند تطوافه على القتلى : هذه قريش جدعت أنفي وشفيت نفسي فقد تقدمت إليكم أحذركم عض السيف وكنتم أحداثا لا علم لكم بما ترون ولكنه الحين وسوء المصرع وأعوذ بالله من سوء المصرع .
ثم مر على معبد بن المقداد فقال رحم الله أبا هذا أما إنه لو كان حيا لكان رأيه أحسن من رأي هذا .
فقال عمار بن ياسر : الحمد لله الذي أوقعه وجعل خده الاسفل ، إنا والله يا أمير المؤمنين لا نبالي من عند عن الحق والد وولد .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : رحمك الله وجزاك عن الحق خيرا .
قال ومر بعبد الله بن ربيعة بن دراج وهو في القتلى وقال : هذا البائس ما كان أخرجه ؟ أدين أخرجه أم نصر لعثمان ؟ والله ما كان رأي عثمان فيه ولا في أبيه بحسن .

___________________________________________________________
162 - رواه الشيخ الطوسي رحمه الله في الحديث : ( 15 ) من الجزء ( 18 ) من أماليه ص 518 .
163 - رواه الشيخ المفيد رحمه الله في الفصل : ( 26 ) مما اختار من كلام أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب الارشاد ، ص 135 ، ط النجف ورواه أيضا في كتاب الجمل ص 209 ط النجف .
( * )

[208]

ثم مر بمعبد بن زهير بن أبي أمية فقال : لو كانت الفتنة برأس الثريا لتناولها هذا الغلام والله ما كان فيها بذي نخيرة ولقد أخبرني من أدركه وإنه ليولول فرقا من السيف .
ثم مر بمسلم بن قرظة فقال : البر أخرج هذا ! ! والله لقد كلمني أن أكلم له عثمان في شئ كان يدعيه قبله بمكة فأعطاه عثمان وقال : لولا أنت ما أعطيته إن هذا ما علمت بئس أهو العشيرة ثم جاء المشوم للحين ينصر عثمان .
ثم مر بعبد الله بن حميد بن زهير فقال : هذا أيضا ممن أوضع في قتالنا .
زعم يطلب الله بذلك ولقد كتب إلي كتبا يؤذي عثمان فيها فأعطاه شيئا فرضي عنه .
ثم مر بعبد الله بن حكيم بن حزام فقال : هذا خالف أباه في الخروج وأبوه حين لم ينصرنا قد أحسن في بيعته لنا وإن كان قد كف وجلس حين شك في القتال ما ألوم اليوم من كف عنا وعن غيرنا ولكن المليم الذي يقاتلنا .
ثم مر بعبدالله بن حكيم بن حزام فقال : هذا خالف أباه في الخروج وأبوه حين لم ينصرنا قد أحسن في بيعته لنا وإن كان قد كف وجلس حين شد في القتال ما ألوم اليوم من كف عنا وعن غيرنا ولكن الميم الذي يقاتلنا .

-بحار الانوار مجلد: 29 من ص 208 سطر 19 الى ص 216 سطر 18 ثم مر بعبد الله بن المغيرة بن الاخنس بن شريق فقال : أما هذا فقتل أبوه يوم قتل عثمان في الدار فخرج مغضبا لقتل أبيه وهو غلام حدث جبن لقتله .
ثم مر بعبدالله بن أبي عثمان بن الاخنس بن شريق فقال : أما هذا فكأني أنظر إليه وقد أخذت القوم السيوف هاربا يعدو من الصف فنهنهت عنه فلم يسمع من نههت حتى قتله وكان هذا مما خفي على فتيان قريش أغمار لا علم لهم بالحرب خدعوا واستنزلوا فلما وقفوا لحجوا فقتلوا .

[209]

ثم مشى قليلا فمر بكعب بن سور فقال : هذا الذي خرج علينا في عنقه المصحف يزعن أنه ناصر أمه يدعو الناس إلى ما فيه وهو لا يعلم ما فيه ثم استفتح فخاب كل جبار عنيد أما إنه دعا الله أن يقتلني فقتله الله اجلسوا كفب بن سور فأجلس فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا كعب لقد وجدت ما وعدنى ربي حقا فهل وجدت ما وعدك ربك حقا ؟ ثم قال : اضجعوا كعبا .
ومر على طلحة بن عبيدالله فقال : هذا الناكث بيعتي والمنشئ الفتنة في الامة والمجلب على والداعي إلى قتلي وقتل عترتي .
اجلسوا طلحة بن عبيدالله فأجلس فقال له أمير المؤمنين : يا طلحة قد وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدت ما وعدك ربك حقا ؟ ثم قال : اضجعوا طلحة وسار .
فقال له بعض من كان معه : يا أمير المؤمنين أتكلم كعبا وطلحة بعد قتلهما ؟ فقال : أم والله لقد سمعا كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم بدر .
إيضاح : جدعت أنفي أي لم أكن أحب قتل هؤلاء ؟ وهم من قبيلتي وعشيرتي ولكن اضطررت إلى ذلك .
[ قوله : ] " بذي نخيرة " النخير : صوت بالانف أي كان يقيم الفتنة لكن لم يكن له بعد قيامها صوت وحركة بل كن يخاف ويولول يقال : ولولت المرأة إذا اعولت " وما علمت " أي فيما علمت وفي علمي " ممن أوضع " على بناء المعلوم أي ركض دابته وأسرع أو على بناء المجهول .
قال الجوهري يقال : وضع الرجل في تجارته وأوضع على ما لم يسم فاعله فيهما أي خسر " فنهنهت عنه " أي كففت وزجرت .
" وكان هذا مما خفي علي " أي لم أعلم بوقت قتله .
فتيان قريش مبتدء والاغمار [ خبره ، وهو ] : جمع الغمر بالضم وبضمتين وهو الذي لم يجرب الامور ذكره الجوهري وقال : لحج السيف وغيره بالكسر يلحج لحجا أي نشب في الغمد فلا يخرج ومكان لحج أي ضيق .

[210]

ثم استفتح إشارة إلى قوله تعالى : * ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ) * أي سألوا من الله الفتح على أعدائهم أو القضاء بينهم وبين أعدائهم من الفناحة .
164 - كا : الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان بن عثمان عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام إن عليا ( عليه السلام ) سار في أهل القبلة بخلاف سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أهل الشرك .
قال : فغضب ثم جلس ثم قال سار فيهم والله بسيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم الفتح إن عليا كتب إلى مالك وهو على مقدمته يوم البصرة بأن لا يطعن في غير مقبل ولا يقتل مدبرا ولا يجهز على جريح ومن أغلق بابه فهو آمن .
فأخذ الكتاب فوضعه بين يديه على القربوس من قبل أن يقرأه ثم قال : اقتلوا فقتلهم حتى أدخلهم سكك البصرة ثم فتح الكتاب فقرأه ثم أمر مناديا فنادى بما في الكتاب .
165 - ني : محمد بن همام عن أحمد بن مابندار عن أحمد بن هليل عن ابن أبي عمير عن أبي المغرا عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله ( عليه السلام ) لما التقى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأهل البصرة نشر الراية راية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فتزلزلت أقدامهم فما اصفرت الشمس حتى قالوا : آمنا يا ابن أبي طالب فعند ذلك قال : لا تقتلوا الاسراء ولا تجهزوا على جريح ولا تتبعوا موليا ومن ألقى سلاحه فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن .
ولما كان يوم صفين سألوه نشر الراية فأبي عليهم فتحملوا عليه بالحسن والحسين وعمار بن ياسر فقال للحسن : يا بني إن للقوم مدة يبلغونها وإن هذه راية لا ينشرها بعدي إلا القائم ( عليه السلام ) .

___________________________________________________________
164 - رواه ثقة الاسلام الكليني رفع الله مقامه في الحديث : ( 5 ) من كتاب الجهاد من الكافي : ج 5 ص 33 .
165 - رواه النعماني في أول الباب : ( 19 ) من كتاب الغيبة ص 208 ط 3 .
( * )