[211]
166 - د : في تاريخ المفيد : في النصف من جماد الاولى سنة ست وثلاثين
من الهجرة كان فتح البصرة ونزول النصر من الله تعالى على أمير المؤمنين
( عليه السلام ) .
وفي كتاب التذكرة : في هذه السنة أظهر معاوية الخلافة وفيها بايع
جارية بن قدامة السعدي لعلي بالبصرة وهرب منها عبدالله بن عامر .
وفيها لحق الزبير بمكة وكانت عائشة معتمرة فأشار عليهم ابن عامر بقصد
البصرة وجهزهم بألف ألف درهم ومائة بعير وقدم يعلى بن منية من البصرة
فأعانهم بمائة ألف درهم وبعث إلى عائشة بالجمل الذي اشتراه بمأتي دينار .
وسار علي ( عليه السلام ) إليهم وكان معه سبعمائة من الصحابة وفيهم
أربعمائة من المهاجرين والانصار منهم سبعون بدريا وكانت وقعة الجمل
بالخريبة يوم الخميس لخمس خلون من جمادى الآخرة قتل فيها طلحة وقتل
فيها محمد بن طلحة وكعب بن سور .
وأوقف علي الزبير ما سمعه من النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو أنك
تحاربه وأنت ظالم .
فقال : أذكرتني ما أنسانيه الدهر وانصرف راجعا فلحقه
عمرو بن جرموز بوادي السباع وهو قائم يصلي فطعنه فقتله وهو ابن خمس
وسبعين سنة .
وقيل إن عدة من قتل من أصحاب الجمل ثلاثة عشر ألفا ومن أصحاب
علي أربعة آلاف أو خمسة آلاف .
وسار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى الكوفة واستخلف على البصرة عبد -
الله بن عباس وسير عائشة إلى المدينة .
___________________________________________________________
166 - رواه علي بن سديد الدين يوسف بن علي بن مطهر الحلي في كتاب العداد القوية .
ولا
يزال الكتاب غير منشور .
( * )
[212]
وفي هذه السنة صالح معاوية الروم على مال حمله إليهم لشغله بحرب
علي ( عليه السلام ) .
167 - نهج ومن كلام له ( عليه السلام ) لما مر بطلحة و عبدالرحمان بن
عتاب بن أسيد وهما قتيلان يوم الجمل :
لقد أصبح أبومحمد بهذا المكان غريبا أما والله لقد كنت أكره أن تكون
قريش قتلى تحت بطون الكواكب أدركت وترى من بني عبد مناف وأفلتتني
أعيان بني جمح لقد أتلعوا أعناقهم إلى أمر لم يكونوا أهله فوقصوا دونه .
بيان : عبدالرحمان من التابعين وأبوه كان أمير مكة في زمن الرسول ( صلى
الله عليه وآله ) .
والوتر : الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو
سبي .
وأعيان بني جمح في بعض النسخ بالراي أي ساداتهم : أو جمع عير بمعنى
الحمار وهو ذم لجماعة من بني جمح حضروا الجمل وهربوا ولم يقتل منهم إلا
اثنان .
وأتلعوا أعناقهم أي رفعوها .
والوقص كسر العنق يقال : واقص الرجل
فهو موقوص .
168 - وقال ابن أبي الحديد : ركبت عائشة يوم الحرب الجمل المسمى
عسكرا في هودج قد ألبس الرفوف ثم ألبس جلود النمر ثم ألبس فوق ذلك
دروع الحديد .
وروى الشعبي عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه قال : لما قدم طلحة
والزبير البصرة تقلدت سيفي وأنا أريد نصرهما فدخلت على عائشة وإذا هي
تأمر وتنهى وإذا الامر أمرها فذكرت حديثا كنت سمعته من رسول الله ( صلى -
___________________________________________________________
167 - رواه السيد الرضي رفع الله مقامه في المختار : ( 217 ) من نهج البلاغة .
168 - رواه ابن أبي الحديد في آخر شرحه على المختار : ( 79 ) من نهج البلاغة : ج 2
ص 416 ط الحديث ببيروت .
( * )
[213]
الله عليه وآله ) : " لن يفلح قوم يدبر أمرهم امرأة " فانصرفت واعتزلتهم .
وقد روي هذا الخبر على صورة أخرى : أن قوما يخرجون بعدي في فئة
رأسها امرأة لا يفلحون أبدا وكان الجمل لواء عسكر البصرة لم يكن لواء غيره
فلما تواقف الجمعان قال علي ( عليه السلام ) : لا تقاتلوا القوم حتى يبدؤكم
فإنكم بحمد الله على حجة وكفكم عنهم حتى يبدؤكم حجة أخرى وإذا
قاتلتموهم فلا تجهزوا على جريح فإذا هزمتموهم فلا تتبعوا مدبرا ولا تكشفوا
عورة ولا تمثلوا بقتيل وإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا سترا ولا تدخلوا
دارا ولا تأخذوا من أموالهم شيئا ولا تهيجوا امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم
وسببن أمراءكم وصلحاءكم فإنهن ضعفاء القوى والانفس والعقول ولقد كنا
نؤمر بالكف عنهن وإنهن لمشركات وإن كان الرجل ليتناول المرأة بالهراوة
والجريدة فيعير بها وعقبه من بعده .
قال : وقتل بنو ضبة حول الجمل فلم يبق فيهم إلا من لا نفع عنده
وأخذت الازد بخطامه فقالت عائشة : من أنتم ؟ قالوا : الازد قالت : صبرا فإنما
يصبر الاحرار .
ورمى الجمل بالنبل حتى صارت القبة عليه كهيئة القنفذ فقال
علي ( عليه السلام ) - لما فني الناس على خطام الجمل وقطعت الايدي وسالت
النفوس - : ادعوا لي الاشتر وعمارا فجاآ فقال : اذهبا فاعقرا هذا الجمل
فإنهم قد اتخذوه قبله فذهبا ومعهما فتيان من مراد يعرف أحدهما بعمر بن عبد -
الله فلما زالا يضربان الناس حتى خلصا إليه فضربه المرادي على عرقوبيه فأقعى
وله رغاء ثم وقع لجنبه وفر الناس من حوله فنادى علي : اقطعوا أنساع
الهودج .
ثم قال لمحمد بن أبي بكر : اكفئ أختك .
فحملها محمد حتى أنزلها
دار عبدالله بن خلف الخزاعي .
169 - كا علي عن أبيه والقاسانى جميعا عن الاصبهاني عن المنقري عن
فضيل بن عياض عن أبي عبدالله قال : قال أمير المؤمنين يوم البصرة نادى
___________________________________________________________
169 - رواه ثقة الاسلام الكليني في آخر الحديث الثاني من " باب وجوه الجهاد " وهو الباب
( 3 ) من كتاب الجهاد من الكافي : ج 5 ص 12 .
( * )
[214]
فيهم لا تسبوا لهم ذرية ولا تجهزوا على جريح ولا تبعوا مدبرا ومن أغلق بابه
وألقى سلاحه فهو آمن .
170 - أقول : قال السيد بن طاووس في كتاب سعد السعود [ نقلا ] من
كتاب ما نزل من القرآن في علي برواية أبي بكر محمد بن عبدالله الشافعي
قال :
حدثنا عبدالله بن محمد بن ياسين عن محمد بن الكند عن عبيدالله بن
موسى عن أسباط بن عروة :
عن سعيد بن كرز قال : كنت مع مولاي يوم الجمل مع اللواء فأقبل
فارس فقال : يا أم المؤمنين قالت عائشة : سلوه من هو ؟ قيل له : من أنت ؟
قال : أنا عمار بن ياسر قالت قولوا له : ما تريد ؟ قال : أنشدك بالله الذي
أخرج الكتاب على نبيه صلى الله عليه وآله في بيتك أتعلمين أن رسول الله
جعل عليا وصيه على أهل ؟ قالت : اللهم نعم .
171 - كا : العدة عن سهل ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي عن
أبيه جميعا عن ابن محبوب عن حماد بن عيسى عن سوار :
عن الحسن قال : إن عليا ( ع ) لما هزم طلحة والزبير أقبل الناس منهزمين
فمروا بامرأة حامل على ظهر الطريق ففزعت منهم فطرحت ما في بطنها حيا
فاضطرب حتى مات ثم ماتت أمه من بعده فمر بها علي ( عليه السلام )
___________________________________________________________
170 - وليلاحظ الحديث : من كتاب سعد السعود ، ص 236 .
171 - رواه ثقة الاسلام الكليني في " باب المقتول لا يدرى من قتله " من كتاب الديات من الكافي :
ج 7 ص 354 .
ورواه أيضا الشيخ الصدوق رفع الله مقامه في الباب : ( 153 ) وهو باب ميراث
الجنين والمنقوس والسفط من كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 4 ص
ورواه عنه ابن شهر آشوب في فصل قضايا علي بعد بيعة العامة له من مناقب آل
أبي طالب : ج 2 ص 194 ( * )
[215]
وأصحابه وهي مطروحة وولدها على الطريق فسألهم عن أمرها ؟ فقالوا له :
إنها كانت حبلى ففزعت حين رأت القتال والهزيمة قال : فسألهم أيهما مات قبل
صاحبه ؟ فقيل : إن ابنها مات قبلها .
قال : فدعى بزوجها أبي الغلام الميت
فورثه من ابنه ثلثي الدية وورث أمه ثلث الدية ثم ورث الزوج أيضا من
المرأة نصف ثلث الدية الذي ورثته من إبنها ، وورث قرابة المرأة الميتة الباقي
ثم ورث الزوج أيضا من دية امرأته الميتة نصف الدية وهو ألفان وخمسمائة
درهم وورث قرابة المرأة الميتة نصف الدية وهو ألفان وخمسمائة درهم وذلك أنه لم
يكن لها ولد غير الذي رمت به حين فزعت قال : وأدى ذلك كله من بيت
مال البصرة .
أقول : شرح الخبر لا يناسب هذا المقام وقد شرحناه في موضعه .
- وجدت في كتاب سليم بن قيس : قال أبان : سمعت سليما يقول :
شهدت يوم الجمل عليا ( عليه السلام ) وكنا اثني عشر ألفا وكان أصحاب
الجمل زيادة على عشرين ومائة ألف وكان مع علي ( عليه السلام ) من
المهاجرين والانصار نحو من أربعة آلاف ممن شهد مع رسول الله ( صلى الله
عليه وآله ) بدرا والحديبية ومشاهده ، وسائر الناس من أهل الكوفة إلا من تبعه
من أهل االبصرة والحجاز ليست له هجرة ممن أسلم بعد الفتح وجل الاربعة
آلاف من الانصار ولم يكره أحدا على البيعة ولا على القتال إنما ندبهم فانتدبوا
من أهل بدر سبعون ومائة رجل وجلهم من الانصار ممن شاهد أحدا والحديبية
ولم يتخلف عنه أحد ، وليس أحد من المهاجرين والانصار إلا وهواه معه
يتولون ويدعون له بالظفر والنصر ويحبون ظهوره على من ناواه ولم يخرجهم ولا
يضيق عليهم وقد بايعوه وليس كل الناس يقاتل في سبيل الله والطاعن عليه
والمتبرئ منه قليل مستتر عنه مظهر له الطاعة غير ثلاثة رهط بايعوه ثم شكوا
في القتال معه وقعدوا في بيوتهم [ وهم ] محمد بن مسلمة وسعد بن أبي وقاص
___________________________________________________________
172 - كتاب سليم بن قيس الهلالي رحمه الله ص 187 ، ط 1 .
( * )
[216]
وابن عمر ، [ وأما ] أساتر بن زيد [ فقد ] سلم بعد ذلك ورضي ودعا لعلي ( عليه
السلام ) واستغفر له وبرئ من عدوه وشهد أنه على الحق ومن خالفه ملعون
حلال الدم .
قال أبان قال سليم : لما التقى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأهل البصرة
يوم الجمل نادى علي ( عليه السلام ) الزبير : يا أبا عبدالله اخرج إلي فقال له
أصحابه : يا أمير المؤمنين تخرج إلى الزبير الناكث بيعته وهو على فرص شاك في
السلاح وأنت على بغلة بلا سلاح فقال علي ( عليه السلام ) : إن علي جنة
واقية ، لن يستطيع أحد فرار من أجله وإني لا أموت ولا أقتل إلا على يدي
أشقاها كما عقر ناقة الله أشقى ثمود .
فخرج إليه الزبير فقال : أين طلحة ليخرج فخرج طلحة فقال : نشدتكما
الهل أتعلمان وأولوا العلم من آل محمد وعائشة بنت أبي بكر أن أصحاب
الجمل وأهل النهر معلونون على لسان محمد وقد خاب من افترى ؟ فقال
الزبير : كيف نكون ملعونين ونحن من أهل الجنة ؟ قال علي ( عليه السلام ) :
لو علمت أنكم من أهل الجنة لما استحللت قتالكم فقال الزبير : أما سمعت
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول يوم أحد " أوجب طلحة الجنة ومن أراد
أن ينظر إلى شهيد يمشي على الارض حيا فلينظر إلى طلحة " أوما سمعت
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول عشرة من قريش في الجنة ؟ فقال علي
عليه السلام فسمهم فقال : فلان وفلان وفلان حتى عد تسعة فيهم أبوعبيدة بن
-بحار الانوار مجلد: 29 من ص 216 سطر 19 الى ص 224 سطر 18
الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فقال علي ( عليه السلام ) : عددت تسعة
فمن العاشر ؟ قال الزبير : أنت فقال : أما أنت فقد أقررت أني من أهل الجنة
وأما ما ادعيت لنفسك وأصحابك فإني به لمن الجاحدين والله إن بعض من
سميت لقى تابوت في جب في أسفل درك من جهنم على ذلك الجب صخرة
إذا أراد الله أن يسعر جهنم رفع تلك الصخرة فأسعر جهنم سمعت ذلك من
رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] وإلا أظفرك الله بي وسفك دمي بيدك
وإلا فأظفرني الله بك وأصحابك فرجع الزبير إلى أصحابه وهو يبكي .
ثم أقبل على طلحة فقال : يا طلحة معكما نساؤكما ؟ قال : لا قال :
عمدتما إلى مرأة موضعها في كتاب الله القعود في بيتها فأبرزتماها وصنتما
[217]
حلائلكما في الخيام والجحال ما أنصفتما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أمر
الله أن لا يكلمن إلا من وراء حجاب أخبرني من صلاة ابن الزبير بكما أما
يرضى أحدكما بصاحبه ؟ أخبرني عن دعائكما الاعراب إلى قتالي ما يحملكما على
ذلك ؟ .
فقال طلحة يا هذا كنا في الشورى سنة مات منا واحد وقتل آخر فنحن
اليوم أربعة كلنا لك كاره ! ! فقال له علي ( عليه السلام ) ليس ذاك علي قد كنا
في الشورى والامر في يد غيرنا وهو اليوم في يدي أرأيت لو أردت بعدما
بايعت عثمان أن أرد هذا الامر شورى أكان ذلك لي ؟ قال : لا .
[ قال : ] ولم ؟ قال :
لانك بايعت طائعا .
فقال علي ( عليه السلام ) وكيف ذلك والانصار معهم
السيوف مخترطة يقولون : لا فرغتم وبايعتم واحدا منكم وإلا ضربنا أعناقكم
أجمعين فهل قال لك ولاصحابك أحد شيئا من هذا وقت ما بايعتماني ؟
وحجتي في الاستكراه في البيعة أوضح من حجتك وقد بايعتني وأصحابك
طاتعين غير مكرهين وكنتما أول من فعل ذلك ولم يقل أحد لتبايعان أو
لنقتلكما .
فانصرف طلحة ونشب القتال فقتل طلحة وانهزم الزبير .
بيان : قوله " أكان ذلك بي " أي بحسب معتقدكم أو هل كانوا يسمعون
مني ذلك .
واعلم أن الدلائل على بطلان ما ادعوا من ورود الحديث ببشارة العشرة
انهم من أهل الجنة كثيرة قد مر بعضها وكفى بإنكاره ( عليه السلام ) ورده في
بطلانه ، ومقاتلة بعضهم معه ( عليه السلام ) أدل دليل على بطلانه للاخبار
المتواترة بين الفريقين عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كقوله ( عليه السلام ) :
" لا يبغضك إلا منافق " وقوله : " حربك حربي " وغير ذلك مما وسيأتي في
المجلد التاسع ، والعشرة بزعمهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأبوبكر وعمر
وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
العدوى وعبدالرحمان بن عوف وأبوعبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح على
التسعة اللعنة .
[218]
تذنيب قال أبوالصلاح رحمه الله في تقريب المعارف ( 1 ) تناصر الخبر من
طريقي الشيعة وأصحاب الحديث بأن عثمان وطلحة والزبير وسعدان وعبد
الرحمان من جملة أصحاب العقبة الدين نفروا برسول الله ( صلى الله عليه وآله )
وأن عثمان وطلحة والقائلان : أينكح محمد نساءنا ولا تنكح نساءه ؟ ! والله لو
قد مات لاجلنا على نسائه بالسهام ! ! ! .
وقول طلحة لاتزوجن أم سلمة ( 2 ) ؟ فأنزل الله سبحانه * ( وما كان لكم أن
تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ) * .
وقول عثمان لطلحة وقد تنازعا : والله إنك أول أصحاب محمد تزوج
بيهودية فقال طلحة : وأنت والله لقد قلت : ما يحبسنا ها هنا ألا نلحق
بقومنا .
وقد روي من طريق موثوق به ما يصحح قول عثمان لطلحة فروي أن
طلحة عشق يهودية فخطبها ليتزوجها فأبت إلا أن يتهود ففعل ! ! ! وقدحوا في
نسبه بأن أباه عبيدالله كان عبدا راعيا بالبلقاء فلحق بمكة فادعاه عثمان بن
عمرو بن كعب التيمي فنكح الصعبة بنت دز مهر الفارسي وكان بعث به
كسرى إلى اليمن فكان بحضرموت خرازا .
وأما الزبير فكان أبوه ملاحا بجدة وكان جميلا فادعاه خويلد وزوجه عبد المطلب
صفية .
وقال العلامة قدس الله روحه في كشف الحق ومؤلف كتاب إلزام
النواصب وصاحب كتاب تحفة الطالب : ذكر أبوالمنذر هشام بن محمد الكلبي
___________________________________________________________
( 1 ) لا عهد لي بهذا الكتاب ولعله لا يزال غير منشور .
( 2 ) كذا في ط الكمباني من أصلي ، ولعل الصواب : " عائشة " كما روه من طريق القوم
العلامة الحلي في أواسط المطلب الخامس في الامامة في مطاعن عثمان من كتاب كشف
الحق ونهج الصدق ص 304 - 307 ط بيروت .
( * )
[219]
من علماء الجمهور ( 1 ) أن من جملة البغايا وذوات الرايات صعبة بنت الحضرمي
كانت لها راية بمكة واستبضعت بأبي سفيان فوقع عليها أبوسفيان وتزوجها
عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم فجاءت بطلحة بن
عبيد الله لستة أشهر فاختصم أبوسفيان وعبيدالله في طلحة فجعلا أمرهما إلى
صعبة فألحقته بعبيدالله فقل لها كيف تركت أبا سفيان ؟ فقالت يد عبيد الله
طلقة ويد أبي سفيان نكرة .
وقال [ العلامة ] في كشف الحق أيضا ( 2 ) .
وممن كان يلعب به ويتخنث عبيد
الله أبوطلحة فهل يحل لعاقل المخاصمة مع هؤلاء لعلي ( عليه السلام )
انتهى .
وقال مؤلف كتب الزام النواصب وصاحب تحفة الطالب : قد ورد أن العوام
كان عبدا لخويلد ثم أعتقه وتبناه ولم يكن من قريش وذلك إن العرب في
الجاهلية كان إذا كان لاحدهم عبد وأراد أن ينسب إلى نفسه ويلحق به نسبه
أعتقه وزوجه كريمة من العرب فيلحق بنسبه وكان هذا من سنن العرب .
ويصدق ذلك شعر عدي بن حاتم في عبدالله بن الزبير بحضرة معاوية
وعنده جماعة قريش وفيهم عبدالله بن الزبير فقال عبدالله لمعاوية : يا أمير
المؤمنين ذرنا نكلم عديا فقد زعم أن عنده جوابا فقال : إني أحذركموه فقال :
لا عليك دعنا وإياه .
[ فرضي معاوية ] فقال : يا أبا طريف متى فقئت عينك ؟
فقال : يوم فر أبوك وقتل شر قتلة وضربك الاشتر على أستك فوقعت هاربا
من الزحف وأنشد يقول :
___________________________________________________________
( 1 ) فيه سهو عظيم .
( 2 ) رواه وما قبله العلامة في أواخر المسألة الخامسة في الامامة في عنوان " نسب " طلحة
بعد ذكر زلات عمر من كتاب كشف الحق ونهج الصدق ، ص 356 ط بيروت .
وأيضا ذكر قبل ذلك في أواسط ذكر زلات عثمان ص 304 - 306 بعض الخلال
المذمومة المشتركة بين عثمان وطلحة .
( * )
[220]
أما وأبي ابن الزبير لو أنني * لقيتك يوم الزحف رمت مدى شحطا
وكان أبي في طئ وأبوأبي * صحيحين لم ينزع عروقهما القبطا .
قال معاوية : قد حذرتكموه فأبيتم .
وقوله : " صحيحين لم ينزع عروقهما القبطا " تعريض بان الزبير بأن أباه
وأبا أبيه لسا بصحيحي النسب وأنهما من القبط ولم يستطع ابن الزبير انكار
ذلك في مجلس معاوية .
أقول : وروى صاحب كتاب تحفة الطالب الابيات هكذا :
[ أما وأبي يا ابن الزبير لو أنني ] ( 1 ) * لقيتك يوم الزحف ما رمت لي سخطا
ولو رمت شقى عند عدل قضاؤه * لرمت به يا بن الزبير مدى شحطا
___________________________________________________________
( 1 ) ما بين المعقوفين زيادة توضيحية منا ، وكان المصنف رحمه الله أسقطه ثم ذكر الشطر
الثاني ثم قال : إلى قوله :
ولو رمت شقي عند عدل قضاؤه * لرمت به يا ابن الزبير مدى شحطا ( * )