[301]

263 - يف : من مسند أحمد لتنتهن معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم .
وذكر مثله .
ثم قال ورووه في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثالث من سنن أبي داود وصحيح الترمذي .
264 - قب : الخطيب في التاريخ والسمعاني في الفضائل أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا تنتهن يا معشر قريش حتى يبعث الله رجلا امتحن [ الله ] قلبه بالايمان الحديث سواءا .
[ و ] روى ابن بطة في الابانة حديث خاصف النعل بسبعة طرق منها ما رواه أبوسعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله .
فقال أبوبكر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال لا .
قال عمر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل [ قال أبوسعيد : ] فابتدرنا ننظر فإذا هو علي عليه السلام يخصف نعل رسول الله .

___________________________________________________________
263 - والظاهر أن الحديث هو ما رواه عبدالله بن أحمد في الحديث : ( 227 ) من باب فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل ص 158 ، ط 1 .
264 - رواه ابن شهر اشوب في عنوان : " خاصف النعل " من مناقب آل أبي طالب : ج 2 ص 244 ط النجف .
ورواه الخطيب البغدادي في الحديث الاول من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام وبسند آخر في ترجمة ربعي بن حراش من تاريخ بغداد : ج 1 ص 133 ، وج 8 ص 433 .
ورواه عنه وعن غيره بأسانيد الحافظ ابن عساكر في الحديث : ( 873 ) من ترجمة .
علي عليه السلام من تاريخ دمشق : ج 2 ص 366 ط 2 .
( * )

[302]

265 - كشف : [ عن ] البغوي في شرح السنة عن أبي سعيد مثله .
266 - قب : وكاتبني الخطيب في الاربعين بإسناده عن الخدري ما رويناه بأسانيد عن جابر بن يزيد عن الباقر ( عليه السلام ) أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انقطع شسع نعله فدفعها إلى علي ( عليه السلام ) ليصلحها فقال : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله .
[ فاستشرف لها القوم فقال أبوبكر : أنا هو ؟ قال : لا .
قال عمر : أنا هو ؟ قال : لا ولكن هو خاصف النعل يعني عليا ] قال أبوسعيد : فخرجت فبشرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يكترث به فرحا كأنه سمعه .
ذكره أحمد في الفضائل والبخاري ومسلم ( 1 ) ولفظه لمسلم : عن الخدري قال : [ قال ] رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) [ تفرق أمتي ] فرقتان فيخرج من بينهما فرقة ثالثة يلي قتلهم أولاهم بالحق .

___________________________________________________________
265 - رواه الاربلي رحمه في أواسط عنوان : " فضل مناقبه وما أعده الله لمحبيه " ثم أعاده في بيانه ما ظهر لامير المؤمنين في غزوة الحديبية من غزوات رسول الله نقلا عن المفيد والترمذي ، ثم ذكره في عنوان : " خاصف النعل " نقلا عن كتاب الجمع بين الصحاح لرزين وعن مسند أحمد - من كتاب كشف الغمة : ج 1 ، ص 123 ، و 211 ، و 335 ط بيروت .
266 - ذكره ابن شهر آشوب في عنوان : " خاصف النعل " من مناقب آل أبي طالب : ج 2 ص 244 ، ومراده في الخطيب هو موفق بن أحمد الخوارزمي والحديث موجود في الفصل الرابع من الفصل : ( 16 ) من مناقب الخوارزمي - وهو المقصود للمصنف من أربعين الخطيب - ص 183 ، ط 3 .
والحديث رواه الخوارزمي بسنده عن الحاكم ، والحاكم رواه في باب فضائل علي عليه السلام من كتاب المستدرك : ج 3 ص 122 ، وما وضعناه بين المعقوفين مأخوذ منهما .
( 1 ) انظر الباب 48 وما حوله من كتاب الزكاة من صحيح مسلم ج 2 ص 748 وما حولها ، والحديث : ( 323 و 341 ) وما بعده من فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل .
( * )

[303]

267 - قب : أبويعلى الموصلي والخطيب التاريخي وأبوبكر ابن مردويه بطرق كثيرة عن علي ( عليه السلام ) أنه قال : أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين .
عبدوس بن عبدالله الهمداني وأبوبكر بن فورك الاصفهاني وشيرويه الديلمي والموفق الخوارزمي وأبوبكر بن مردويه في كتبهم عن الخدري في خبر قال : فقال علي : يا رسول الله على ما أقاتل القوم ؟ قال : على الاحداث في الدين .
وفي رواية أنه قال : فأين الحق يومئذ ؟ قال : يا علي الحق معك وأنت معه قال : إذا لا أبالي ما أصابني .
شيرويه في الفردوس عن وهب بن صيفي وروى غيره عن زيد بن أرقم قالا : قال النبي صلى الله عليه وآله : أنا أقاتل على التنزيل وعلي يقاتل على التأويل .

___________________________________________________________
267 - رواه ابن شهر اشوب في عنوان : " فصل في ظالميه ومقاتليه " من كتاب مناقب آل أبي طالب : ج 3 ص 18 ، ط النجف .
وللحديث أسانيد كثيرة ومصادر يجد الباحث كثيرا منها تحت الرقم : ( 1206 ) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق : ج 3 ص 200 ط 2 .
وأيضا رواه الحاكم النيسابوري بأسانيد كثيرة في كتاب الاربعين كما رواها عنه الحموئي في الباب : ( 53 ) من السمط الاول من فرائد السمطين : ج 1 ، ص 278 ط بيروت .
ورواه أيضا السيوطي عن أربعين الحاكم في فضائل علي عليه عليه السلام من كتاب اللآلئ المصنوعة : ج 1 ، 213 .
وأيضا رواها عن الحاكم ابن كثير في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ البداية والنهاية : ج 7 ص 305 كما رواها عنه المتقي في كنز العمال : ج 6 ص 72 ط 1 .
ورواها أيضا العلامة الاميني عن مصادر في رد مخاريق ابن تيمية وحكم قتال الجمل وصفين من كتاب الغدير : ج 3 ص 174 ( * )

[304]

268 - جا : أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن أبي جميلة عن ابن تغلب عن أبي عبدالله [ عليه السلام ] قال : بلغ رسول الله عن قوم من قريش أنهم قالوا : يرى محمد أنه قد أحكم الامر في أهل بيته ؟ ! ولئن مات لنعزلنها عنهم ولنجعلنها في سواهم ! ! ! فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله حتى قام في مجمعهم ثم قال : يا معشر قريش كيف بكر وقد كفرتم بعدي ثم رأيتموني في كتيبة من أصحابي أضرب وجوهكم ورقابكم بالسيف ؟ فنزل عليه جبرئيل ( عليه السلام ) في الحال .
فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك : قل إنشاء الله أو علي بن أبي طالب .
فقال رسول الله : إنشاء الله أو علي بن أبي طالب يتولى ذلك منكم .
269 - كشف : قال ابن طلحة : قال البغوي في شرح السنة : عن ابن مسعود قال : خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأتى منزل أم سلمة فجاءه علي ( عليه السلام ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أم سلمة هذا والله قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي .
وعن زر أنه سمع عليا ( عليه السلام ) يقول : أنا فقأت عين الفتنة [ و ] لولا أنا ما قتل أهل النهروان وأهل الجمل ولولا أنني أخشى أن تتركوا العمل لانبأتكم بالذي قضى الله على لسان نبيكم صلى الله عليه وآله لمن قاتلهم مستبصرا ضلالهم عارفا للهدى الذي نحن عليه .

___________________________________________________________
268 - رواه الشيخ المفيد في المجلس : ( 3 ) من أماليه ص 73 .
269 - رواه الاربلي رحمه الله قبيل العنوان : " وأما تفصيل العلوم فمنه ابتداؤها " من كتاب كشف الغمة : ج 1 ص 129 ، ط بيروت .
( * )

[305]

270 - جش : محمد بن جعفر عن أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن يوسف عن علي بن الحسين بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن اسماعيل بن محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين عن اسماعيل بن الحكم عن عبدالله بن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه : عن أبي رافع قال : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو نائم أو يوحى إليه وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية حتى إن كان منها سوء يكون لي دونه فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية : * ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون ) * [ 55 / المائدة : 5 ] ثم قال : الحمد لله الذي أكمل لعلي منته وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه ثم التفت فرآني إلى جانبه فقال : ما أضجعك ها هنا يا أبا رافع ؟ فأخبرته خبر الحية فقال : قم إليها فاقتلها فقتلتها .
ثم أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيدي فقال : يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليا وهو على الحق وهم على الباطل يكون في حق الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شئ ( 1 ) .

___________________________________________________________
270 - رواه النجاشي رفع الله مقامه في ترجمة أبي رافع إبراهيم مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من رجاله ص 3 .

-بحار الانوار مجلد: 29 من ص 305 سطر 19 الى ص 313 سطر 18 وانظر الحديث : ( 5 ) وتعليقه من كتاب النور المشتعل ص 60 ط 1 .
( 1 ) كذا في طبعة الكمباني من كتاب البحار هذا .
وفي رواية أبي نعيم في كتاب ما نزل ... : " يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا ، حق على الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ... " ( * )

[306]

فقلت : [ يا رسول الله ] ادع لي إن إدركتهم أن يعينني الله ويقويني على قتالهم فقال : الله إن أدركهم فقوه وأعنه .
ثم خرج إلى الناس فقال : يا أيها الناس من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي فهذ أبورافع أميني على نفسي .
قال عون بن عبيد الله بن أبي رافع فلما بويع علي ( عليه السلام ) وخالفه معاوية بالشام وسار طلحة والزبير إلى البصرة قال أبورافع : هذا قول رسول الله صلى الله عليه وآله : " سيقاتل عليا قوم يكون حقا في الله جهادهم " فباع أرضه بخيبر وداره ثم خرج مع علي ( عليه السلام ) وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة وقال : الحمد لله لقد أصبحت ولا أحد بمنزلتي لقد بايعت البيعتين بيعة العقبة وبيعة الرضوان وصليت القبلتين وهاجرت الهجر الثلاث .
قلت : وما الهجر الثلاث ؟ قال : هاجرت مع جعفر بن أبي طالب رحمة الله عليه إلى أرض الحبشة وهاجرت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة وهذه الهجرة مع علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى الكوفة .
فلم يزل مع علي حتى استشهد علي فرجع أبورافع إلى المدينة مع الحسن ( عليه السلام ) ولا دار له بها ولا أرض فقسم له الحسن دار علي بنصفين وأعطاه سنخ أرض أقطعه إياها فباعها عبيدالله بن أبي رافع من معاوية بمائة ألف وسبعين ألفا .
271 - ك : أبي عن الحميري عن هارون ابن زياد عن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي : إن في النار لمدينة يقال لها الحصينة أفلا تسألوني ما فيها ؟ فقيل : وما فيها يا أمير المؤمنين ؟ فقال : فيها أيدي الناكثين .

___________________________________________________________
271 - رواه الصدوق رحمه الله في الباب من كتاب اكمال الدين .
( * )

[307]

272 - كافية : المفيد عن إبراهيم بن عمر عن أبيه عن الاجلح عن عمران قال : قال حذيفة : من أراد منكم أن يقاتل شيعة الدجال فليقاتل أهل الناكثين وأهل النهروان .
273 - أقول : قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : روى إبراهيم بن ديزيل الهمداني في كتاب صفين عن يحيى بن سليمان عن يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية ، عن أبيه عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه ومحمد بن الفضيل عن الاعمش عن إسماعيل بن رجاء : عن أبي سعيد الخدري رحمه الله قال : كنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فانقطع شسع نعله فألقاها إلى علي ( عليه السلام ) يصلحها ثم قال : إن منكم من يقاتل علي تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله .
فقال أبوبكر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا .
فقال عمر بن الخطاب : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ولكنه ذاكم خاصف النعل .
[ قال : ] و [ كان ] يد علي ( عليه السلام ) [ على نعل النبي ( صلى الله عليه وآله ] يصلحها ( 1 ) .
قال أبوسعيد فأتيت عليا فبشرته بذلك فلم يحفل به كأنه شئ قد كان علمه من قبل .

___________________________________________________________
272 - رواه الشيخ المفيد في كتاب الكافية .
273 - الحديثان رواهما ابن أبي الحديد في شرح المختار : ( 48 ) - من نهج البلاغة - : ج 1 ط بيروت ص 6430 ، وفي الحديث بمصر : ج 3 ص 206 .
( 1 ) ما بين المعقوفين الاخيرين مأخوذ من شرح ابن أبي الحديد ، وأما المعقوفات الاول فزيادة توضيحية منا .
( * )

[308]

وروى ابن ديزيل في هذا الكتاب أيضا عن يحيى بن سليمان عن ابن فضيل عن إبراهيم بن الهجري عن أبي صادق قال : فدم علينا أبوأيوب الانصاري العراق فأهدت له الازد جزرا فبعثوها معي فدخلت إليه فسلمت عليه وقلت له : يا أبا أيوب قد كرمك الله بصحبة نبيه صلى الله عليه وآله ونزوله عليك فما لي أراك تستقبل الناس بسيفك تقاتلهم هؤلاء مرة وهؤلاء مرة ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلينا أن نقاتل مع علي الناكثين فقد قاتلناهم وعهد إلينا أن نقاتل مع القاسطين فهذا وجهنا إليهم يعني معاوية وأصحابه وعهد إلينا أن نقاتل مع علي المارقين ولم أرهم بعد .
274 - و [ أيضا ] قال [ إبن أبي الحديد ] : روى كثير من المحدثين عن علي ( عليه السلام ) أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال له : إن الله قد كتب عليك جهاد المفتونين كما كتب علي جهاد المشركين .
قال : فقلت : يا رسول الله ما هذه الفتنة التي كتب علي فيها الجهاد ؟ قال : قوم يشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وهم مخالفون للسنة .
فقلت : يا رسول الله فعلام أقاتلهم وهم يشهدون كما أشهد ؟ قال : على الاحداث في الدين ومخالفة الامر .
فقلت : يا رسول الله إنك كنت وعدتني الشهادة فاسأل الله أن يعجلها لي بين يديك .
قال : فمن يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ؟ أما إني وعدتكم بالشهادة وتستشهد يضرب على هذه فتخضب هذه ( 1 ) فكيف صبرك إذا ؟ فقلت : يا

___________________________________________________________
274 - رواه ابن أبي الحديد في شرح المختار : ( 157 ) من نهج البلاغة : ج 3 ط الحديث ببيروت ص 277 .
وليلاحظ المختار : ( 122 ) وتعليقات من كتاب نهج السعادة : ج 1 ، ص 397 ط 2 .
( 1 ) كذا في طبع الكمباني من أصلي ، وفي شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة طبع بيروت : " أما إني وعدتك الشهادة وستستشهد تضرب على هذه فتخضب هذه ... " ( * )

[309]

رسول الله ليس ذا بموطن صبر هذا موطن شكر ! ! قال : أجل أصبت فأعد للخصومة فإنك مخاصم .
فقلت : يا رسول الله لو بينت لي قليلا فقال : إن أمتي ستفتن من بعدي فتتأول القرآن وتعمل بالرأي وتستحل الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع وتحرف الكتاب عن مواضعه وتغلب كلمة الضلال فكن حلس بيتك حتى تقلدها فإذا قلدتها جاشت عليك الصدور وقلبت لك الامور تقاتل حينئذ على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فليست حالهم الثانية بدون حالهم الاولى .
فقلت : يا رسول الله فبأي المنازل أنزل هؤلاء المفتونين من بعدك ؟ أبمنزلة فتنة أم بمنزلة ردة ؟ فقال : بمنزلة فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل .
فقلت : يا رسول الله أيدركهم العدل منا أم من غيرنا ؟ فقال : بل منا ، بنا فتح الله وبنا يختم وبنا ألف الله بين القلوب بعد الشرك وبنا يؤلف بين القلوب بعد الفتنة .
فقلت : الحمد لله على ما وهب لنا من فضله .
وقال عند قوله ( عليه السلام ) في الخطبة الشقشقية : " فلما نهضت بالامر نكثت .
طائفة ومرقت أخرى وفسقت آخرون " ما هذا لفظه : فأما الطائفة الناكثة فهم أصحاب الجمل ، وأما الطائفة القاسطة فأصحاب صفين وسماهم رسول الله صلى الله عليه وآله القاسطين ، وأما الطائفة المارقة فأصحاب النهروان .
وأشرنا نحن بقولنا : سماهم رسول الله القاسطين إلى قوله : " ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين " وهذا الخبر من دلائل نبوته صلوات الله عليه ، لانه إخبار صريح بالغيب لا يحتمل التمويه والتدليس كما تحتمله الاخبار المجملة .
وصدق قوله عليه السلام : " والمارقين " ( 1 ) .
قوله أولا في الخوارج :

___________________________________________________________
( 1 ) كذا في شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة : ج 1 ص 170 ، ط الحديث ببيروت ، وفي ط الكمباني من البحار : " وصدق لقوله صلى الله عليه وآله : " والمارقين " قوله أولا في الخوارج يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " .
( * )

[310]

" يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " .
وصدق قوله : الناكثين كونهم نكثوا البيعة بادئ بدء وقد كان يتلو وقت مبايعتهم " ومن نكث فإنما ينكث على نفسه " وأما أصحاب الصفين فإنهم عند أصحابنا مخلدون في النار لفسقهم فصح فيهم قوله تعالى : * ( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) * 275 - كنز الكراجكي : عن القاضي أسد بن إبراهيم السلمي - وكان من المخالفين المعاندين - عن محمد بن أحمد الحنظلي عن عبدالله بن أحمد بن عامر عن محمد بن يونس عن أحمد بن مضا عن محمد بن يعقوب ومعاذ بن حكيم عن عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن عوف بن مالك المازني : عن ابن عباس قال : رأيت أبا ذر الغفاري متعلقا بحلقة بيت الله الحرام وهو يقول : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته باسمي أنا جندب الربذي أبوذر الغفاري إني رأيت رسول الله في العام الماضي وهو آخذ بهذه الحلقة وهو يقول : أيها الناس لو صمتم حتى تكونوا كالاوتار وصليتم حتى تكونوا كالحنايا ودعوتم حتى تقطعوا إربا إربا ثم أبغضتم علي بن أبي طالب أكبكم الله في النار .
[ ثم قال : ] قم يا أبا الحسن فضع خمسك في خمسي يعني كفك في كفي فإن الله اختارني وإياك من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها فمن قطع فرعها أكبه الله على وجهه في النار .
[ ثم قال : ] علي سيد المرسلين وإمام المتقين يقتل الناكثين والمارقين الجاحدين .

___________________________________________________________
275 - رواه العلامة الكراجكي رحمه الله في كتاب كنز الفوائد .
( * )