[151]


فلم يدع [ عليه السلام ] شيئا إلا ناشدهم فيه حتى أتى على آخر مناقبه وما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيه كل ذلك يصدقونه ويشهدون أنه حق .
فلما حدث أبوالدرداء وأبوهريرة معاوية بكل ذلك وبما رد عليه الناس وجم من ذلك وقال : يا أبا الدرداء ويا أبا هريرة لئن كان ما تحدثاني عنه حقا لقد هلك المهاجرون والانصار غيره وغير أهل بيته وشيعته .
ثم كتب معاوية إلى أميرالمؤمنين عليه السلام : لئن كان ما قلت وادعيت واستشهدت عليه أصحابك حقا لقد هلك أبوبكر وعمر وعثمان وجميع المهاجرين والانصار غيرك وغير أهل بيتك وشيعتك وقد بلغني ترحمك عليهم واستغفارك لهم وانهم لعلى وجهين مالها ثالث إما تقية إن أنت تبرأت منهم خفت أن يتفرق عنك أهل عسكرك الذين تقاتلني بهم وإن كان الذي ادعيت باطلا وكذبا فقد جاءني بعض من تثق به من خاصتك بأنك تقول لشيعتك وبطانتك بطانة السوء : أني قد سميت ثلاثة من بني أبابكر وعمر وعثمان فإذا سمعتموني أترحم على أحد من أئمة الضلالة فإنما أعني بذلك بني والدليل على ذلك - وفي رواية أخرى : على صدق ما أتوني به ورقوه إلي - أن قد رأيناك بأعيننا فلا نحتاج أن نسأل عن ذلك غيرنا وإلا فلم حملت امرأتك فاطمة على حمار وأخذت بيد ابنيك الحسن والحسين إذ بويع أبوبكر فلم تدع أحدا من أهل بدر والسابقة إلا وقد دعوتهم واستنفرتهم عليه فلم تجد منهم إنسانا غير أربعة : سلمان وأبوذر والمقداد والزبير لعمري لو كنت محقا لاجابوك وساعدوك ونصروك ، ولكن ادعيت باطلا وما لا يقرون به وسمعتك أذناي وأنت تقول لابي سفيان حين قال لك : غلبك عليه أذل أحياء قريش تيم وعدي ودعاك إلى أن ينصرك فقلت : لو وجدت أعوانا أربعين رجلا من المهاجرين والانصار من أهل السابقة لنا هضت الرجل فإنا لم نجد غير أربعة رهط بايعت مكرها .
قال : فكتب إليه أميرالمؤمنين عليه السلام : أما بعد فقد قرأت كتابك فكثر ما يعجبني مما خطت فيه يدك وأطنبت

[152]


فيه من كلامك ومن البلاء العظيم والخطب الجليل على هذه الامة أن يكون مثلك يتكلم أو ينظر في عامة أمرهم أو خاصته وأنت من تعلم وابن من قد علمت وأنا من قد علمت وابن من تعلم وسأجيبك فيما قد كتبت بجواب لا أظنك تعقله أنت ولا وزيرك ابن النابغة عمرو الموافق لك كما وافق شن طبقة فإنه هو الذي أمرك بهذا الكتاب وزينه لك أو حضر كما فيه إبليس ومردة أصحابه - وفي رواية أخرى ومردة أبالسته - وإن رسول صلى الله عليه وآله قد كان خبرني أنه رأى على منبره إثني عشر رجلا أئمة ضلالة من قريش يصعدون على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وينزلون على صورة القرود يردون أمته على أدبارهم عن الصراط المستقيم اللهم وقد خبرني بأسمائهم رجلا رجلا وكم يملك كل واحد منهم واحد بعد واحد عشرة منهم من بني أمية ورجلين من حيين مختلفين من قريش عليهما مثل أوزار الامة جميعا إلى يوم القيامة ومثل جميع عذابهم فليس دم يهراق في غير حقه ولا فرج يغشى ولا حكم بغير حق إلا كان عليهما وزره ( 1 ) .
وسمعته يقول : إن بني أبي العاص إذا بلغوا ثلاثين رجلا جعلوا كتاب الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا ( 2 ) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أخي إنك لست كمثلي إن الله أمرني أن أصدع بالحق وأخبرني أنه يعصمني

________________________________________________________
( 1 ) وهذا من فروع مسألة وقاعدة : ( من سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) والقاعدة متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وقد رواها مسلم بأسانيد كثيرة في باب الحث على الصدقة وهو الباب : ( 20 ) من كتاب الزكاة ( 12 ) تحت الرقم : ( 1017 ) وفي باب : ( من سن سنة حسنة أو سيئة .
.
) وهو الباب ( 6 ) من كتاب العلم : ( 47 ) من صحيحه : ج 2 ص 704 وج 4 ص 2059 ط دارالاحياء للتراث .
ورواها أيضا الطبراني في ترجمة جرير أو جابر من كتاب المعجم الكبير .
( 2 ) ولهذه القطعة من الكلام أيضا شواهد في كتب أهل السنة ولها مصادر ، وقد رواها الحافظ ابن عساكر بأسانيد في ترجمة معاوية ومروان من تاريخ دمشق ، وبعض طرقها ينتهي إلى معاوية نفسه .

[153]


من الناس فأمرني أن أجاهد ولو بنفسى فقال : * ( فقاتل في سبيل الله لاتكلف إلا نفسك ) * وقال : * ( حرض المؤمنين على القتال ) * ( 1 ) وقد مكثت بمكة ما مكثت لم أومر بقتال ثم أمرني بالقتال لانه لا يعرف الدين إلا بي ولا الشرايع ولا السنن والاحكام والحدود والحلال والحرام وإن الناس يدعون بعدي ما أمرهم الله به وما أمرهم فيك من ولايتك وما أظهرت من محبتك متعمدين غير جاهلين مخالفة لما أنزل الله فيك فإن وجدت أعوانا عليهم فجاهدهم فإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك فإنك إن نابذتهم قتلوك وإن تابعوك وأطاعوك فاحملهم على الحق وإلا فادع الناس فإن استجابوا لك ووازروك فنابذهم وجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك واعلم أنك إن دعوتهم لم يستجيبوا لك فلا تدعن عن أن تجعل الحجة عليهم إنك يا أخي لست مثلي إني قد أقمت حجتك وأظهرت لهم ما أنزل الله فيك وإنه لم يعلم أني رسول الله وأن حقي وطاعتي واجبان حتى أظهرت ذلك و [ أما ] أنت فإني كنت قد أظهرت حجتك وقمت بأمرك فإن سكت عنهم لم تأثم غير أنه أحب أن تدعوهم وإن لم يستجيبوا لك ولم يقبلوا منك وتظاهرت عليك ظلمة قريش فدعهم فإني أخاف عليك إن ناهضت القوم ونابذتهم وجاهدتهم من غير أن يكون معك فئة تقوى بهم أن يقتلوك ، والتقية من دين الله ولا دين لمن لاتقية له وإن الله قضى الاختلاف والفرقة على هذه الامة ولو شاء لجمعهم على الهدى ولم يختلف إثنان منها ولا من خلقه ولم يتنازع في شئ من أمره ولم يجحد المفضول ذا الفضل فضله ولو شاء
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 153 سطر 19 الى ص 161 سطر 18 عجل منه النقمة وكان منه التغيير حين يكذب الظالم ويعلم الحق أين مصيره والله جعل الدنيا دار الاعمال وجعل الآخرة دارالثواب والعقاب * ( ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) * فقلت شكرا لله على نعمائه وصبرا على بلائه وتسليما ورضى بقضائه .
ثم قال : يا أخي أبشر فإن حياتك وموتك معي ( 2 ) وأنت أخي وأنت

________________________________________________________
( 1 ) الآية 48 و 65 / الانفال .
وكان في الاصل : جاهد في سبيل الله .
( 2 ) ولهذه القطعة من الحديث أسانيد ومصادر ، وقد رواها أهل السنة بأسانيدهم التي

[154]


وصيي وأنت وزيري وأنت وارثي وأنت تقاتل على سنتي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ولك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه أهله وتظاهروا عليه وكادوا يقتلونه فاصبر لظلم قريش إياك وتظاهرهم عليك فإنها ضغائن في صدور قوم [ لهم ] أحقاد بدر وتراث أحد وإن موسى أمر هارون حين استخلفه في قومه إن ضلوا فوجد أعوانا أن يجاهدهم بهم فإن لم يجد أعوانا أن يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم فافعل أنت كذلك إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم وإن لم ؟ جد اعوانا فاكفف يدك واحقن دمك فإنك إن نابذتهم قتلوك واعلم انك إن لم تكف يدك وتحقن دمك إذا لم تجد اعوانا تخوفت عليك أن يرجع الناس إلى عبادة الاصنام والجحود بأني رسول الله فاستظهر بالحجة عليهم ودعهم ليهلك الناصبون لك والباغون عليك ويسلم العامة والخاصة فإذا وجدت يوما أعوانا على إقامة كتاب الله والسنة فقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فإنما يهلك من الامة من نصب لك أو لاحد من أوصيائك وعادى وجحد ودان بخلاف ما أنتم عليه .
ولعمري يا معاوية لو ترحمت عليك وعلى طلحة والزبير كان ترحمي عليكم واستغفاري لكم لعنة عليكم وعذابا وما أنت وطلحة والزبير بأعظم جرما ولا أصغر ذنبا ولا أهون بدعة وضلالة من الذين أسسا لك ولصاحبك الذي تطلب بدمه ووطئا لكما ظلمنا أهل البيت وحملاكم على رقابنا قال الله تبارك وتعالى : * ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) * [ 50 - 53 / النساء ] فنحن الناس ونحن المحسودون قال الله عزوجل : * ( لقد آتينا

________________________________________________________
تنتهي إلى الشهيد الفقيه المجاهد قتيل الظلمة والطغاة والمنافقين حجر بن عدي الكندي رفع الله درجاته .
وليراجع الحديث : ( 946 ) وما بعده وتعليقاتها من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق ج 2 ص 434 - 436 ط 2 .

[155]


آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ) * [ 54 / النساء ] فالملك العظيم أن جعل منهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله والكتاب والحكمة والنبوة فلم يقرون بذلك في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمد صلى الله عليه وآله .
يا معاوية فإن تكفر بها أنت وصاحبك ومن قبلك من طغام أهل الشام واليمن والاعراب أعراب ربيعة ومضر جفاة الامة : فقد وكل الله بها قوما ليسوا بها بكافرين ( 1 ) .
يا معاوية إن القرآن حق ونور وهدى ورحمة وشفاء للمؤمنين والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى ( 2 ) .
يا معاوية إن الله لم يدع صنفا من أصناف الضلالة والدعاة إلى النار إلا وقد رد عليهم واحتج عليهم في القرآن ونهى عن اتباعهم وأنزل فيهم قرآنا ناطقا علمه من علمه وجهله من جهله إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ليس من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن وما من حرف إلا وله تأويل * ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) * [ 7 / آل عمران : 3 ] .
وفي رواية أخرى وما منه حرف إلا وله حد مطلع على ظهر القرآن وبطنه وتأويله * ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) * الراسخون في العلم نحن آل محمد ، وأمر الله ساير الامة أن يقولوا آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الالباب وأن يسلموا إلينا ويردوا الامر إلينا وقد قال الله : * ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) * [ 83 / النساء : 4 ] هم الذين يسئلون عنه ويطلبونه .

________________________________________________________
( 1 ) اقتباس من الاية : ( 89 ) من سورة الانعام وهذا نصها : * ( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ) * .
( 2 ) إشارة إلى الآية : ( 44 ) من سورة ( فصلت ) : * ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ، والذين لايؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى .
.
) * .

[156]


ولعمري لو أن الناس حين قبض رسول الله صلى الله عليه وآله سلموا لنا واتبعونا وقلدونا أمرهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولما طمعت أنت يا معاوية فما فاتهم منا أكثر مما فاتنا منهم .
ولقد أنزل الله في وفيك [ آيات من ] سورة خاصة الامة يأولونها على الظاهر ولا يعلمون ما الباطن وهي في سورة الحاقة : فأما من أوتي كتابه بيمينه .
.
وأما من أوتي كتابه بشماله .
.
وذلك أنه يدعي بكل إمام ضلالة وإمام هدى ومع كل واحد منهما أصحابه الذين بايعوه فيدعى بي وبك يا معاوية وأنت صاحب السلسلة الذي يقول : * ( يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه ) * [ 25 - 26 / الحاقة : 69 ] سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك وكذلك كل إمام ضلالة كان قبلك أو يكون بعدك له مثل ذلك من خزي الله وعذابه ونزل فيكم قول الله عزوجل : * ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ) * ( 1 ) وذلك إن رسول الله رآى إثنا عشر إماما من أئمة الضلالة على منبره يردون الناس على أدبارهم القهقرى رجلان من قريش وعشرة من بني أمية أول العشرة صاحبك الذي تطلب بدمه وأنت وابنك وسبعة من ولد الحكم بن أبي العاص أو لهم مروان ( 2 ) وقد لعنه رسول الله صلى الله عليه وآله وطرده وما ولد حين أسمع

________________________________________________________
( 1 ) وهي الآية : ( 60 ) من سورة الاسراء : ( 17 ) .
وقد روى الحافظ الكبير ابن عساكر بأسانيد نزول الآية الكريمة في بني أبي العاص بن الربيع في ترجمة مروان من تاريخ دمشق .
ورواه أيضا العلامة الاميني رحمه الله عن مصادر كثيرة جدا في عنوان : ( الحكم [ بن أبي العاص ] في القرآن ) من كتاب الغدير : ج 8 ص 247 - 250 .
( 2 ) في النسخ هنا تصحيف واشتباه فخلفاء بني أمية على المشهور أربعة عشر عثمان ومعاوية ويريد ومروان بن الحكم وابنه عبدالملك وسليمان بن عبدالملك وهشام بن عبدالملك والوليد بن يزيد بن عبدالملك ويزيد بن وليد الناقص وإبراهيم بن الوليد ومروان بن محمد وعلى بعض النسخ لعله أسقط بعضهم لقلة ملكهم وعدهم استقرار أمرهم كما يظهر من التواريخ .
منه رحمه الله .

[157]


نبينا رسول الله صلى الله عليه وآله .
إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ولم يرض لنا الدنيا ثوابا وقد سمعت رسول الله أنت ووزيرك وصويحبك يقول : إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا كتاب الله دخلا وعبادالله خولا ومال الله دولا .
يا معاوية إن نبي الله زكريا نشر بالمنشار ويحيى ذبح وقتله قومه وهو يدعوهم إلى الله عزوجل وذلك لهوان الدنيا على الله إن أولياء الشيطان قد حاربوا أولياء الرحمن قال الله : * ( إن الذين [ يكفرون بآيات الله و ] يقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشره بعذاب أليم ) * [ 21 / آل عمران : 3 ] .
يا معاوية إن رسول الله قد أخبرني أن أمته سيخضبون ليحتي من دم رأسي وأني مستشهد وستلي الامة من بعدي وأنك ستقتل ابني الحسن غدرا بالسم وأن ابنك يزيد لعنه الله سيقتل ابني الحسين يلي ذلك منه ابن زانية وأن الامة سيليها من بعدك سبعة من ولد أبي العاص وولد مروان بن الحكم وخمسة من ولده تكلمة إثنا عشر إماما قد رآهم رسول الله يتواثبون على منبره تواثب القردة يردون أمته عن دين الله على أدبارهم القهقرى وأنهم أشد الناس عذابا يوم القامة وأن الله سيخرج الخلافة منهم برايات سود تقبل من المشرق يذلهم الله بهم ويقتلهم تحت كل حجر وأن رجلا من ولدك ميشوم وملعون جلف جاف منكوس القلب فظ غليظ قاس قد نزع الله من قلبه الرأفة والرحمة أخواله من كلب كأني أنظر إليه ولو شئت لسميته ووصفته وابن كم هو فيبعث جيشا إلى المدينة فيدخلونها فيسرفون فيها في القتل والفواحش ويهرب منهم رجل من ولدي زكي تقي الذي يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وإني لاعرف اسمه وابن كم هو يومئذ وعلامته وهو من ولدا بني الحسين عليه السلام الذي يقتله ابنك يزيد وهو الثائر بدم أبيه فيهرب إلى مكة ويقتل صاحب ذلك الجيش رجلا من ولدي زكيا بريئا عند أحجار الزيت ثم يصير ذلك الجيش إلى مكة وإني لاعلم اسم أميرهم وعدتهم وأسمائهم وسمات

[158]


خيولهم فإذا دخلوا البيداء واستوت بهم الارض خسف بهم قال الله عزوجل : * ( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب ) * [ 51 / سبأ ] قال من تحت أقدامهم فلا يبقى من ذلك الجيش أحد غير رجل واحد يقلب الله وجهه من قبل قفاه ويبعث الله للمهدي أقواما يجمعون من أطراف الارض قزع كقزع الخريف والله إني لاعرف أسماءهم واسم أميرهم ومناخ ركابهم فيدخل المهدي الكعبة ويبكي ويتضرع قال عزوجل : * ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض ) * 62 / النمل 27 ] هذا لنا خاصة أهل البيت أما والله يا معاوية لقد كتبت إليك هذا الكتاب وإني لاعلم أنك لاتنتفع به وأنك ستفرح إذا أخبرتك أنك ستلي الامر وابنك بعدك لان الآخرة ليست من بالك وأنك بالآخرة لمن الكافرين وستندم كما ندم من أسس هذا الامر لك وحملك على رقابنا حين لم تنفعه الندامة .
ومما دعاني إلى الكتاب بما كتبت به إني أمرت كاتبي أن ينسخ ذلك لشيعتي وأصحابي لعل الله أن ينفعهم بذلك أو يقرأه واحد من قبلك فخرج الله به من الضلالة إلى الهدى ومن ظلمك وظلم أصحابك وفتنتكم وأحببت أن أحتج عليك .
فكتب إليه معاوية : هنيئا لك يا أبا الحسن تملك الآخرة وهنيئا لنا تملك الدنيا .
بيان : قال الجوهري : مالاته على الامر ممالاة : ساعدته عليه وشايعته وفي الحديث : ما قتلت عثمان ولا مالات على قتله .
وقال القود : القصاص .
وأقدت القاتل بالقتيل أي قتلته به يقال : أقاده السلطان من أخيه واستقدت الحاكم أي سألته أن يقيد القاتل بالقتيل .
وقال : زاح الشئ : بعد وذهب .
( ما عليها لون ) اللون : الدقل وهو أردء التمر أي ماذكرت في حجتك كلها قوية ليس فيها كلام ضعيف تشبيها بهذا النوع من التمر .
وقال الجوهري : قولهم : وافق شن طبقة ( 1 ) قال ابن السكيت : هو شن بن أفصى بن عبدالقيس وطبق

________________________________________________________
( 1 ) وشن حي بن عبدالقيس وهو شن بن أفصى بن عبدالقيس بن أفصى بن دعمة بن

[159]


حي من أياد وكانت شن لايقام لها فواقعتها طبق فانتصفت منها فقيل وافق شن طبقة وافقه فاعتنقه انتهى .
وسيأتي الكلام فيه وفي بعض أجزاء الخبر .
422 - ني : ابن عقدة ومحمد بن همام وعبدالعزيز وعبدالواحد ابنا عبد - الله بن يونس عن رجالهم عن عبدالرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عياش .
وأخبرنا به من غير هذه الطرق هارون بن محمد عن أحمد بن عبيدالله بن جعفر بن المعلي الهمداني عن عمرو بن جامع بن عمرو الكندي عن عبدالله بن المبارك شيخ لنا كوفي ثقة عن عبدالرزاق بن همام عن معمر عن أبي عياش عن سليم .
وذكر أبان أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة .
قال معمر : وذكر ابراهيم العبدي أنه أيضا سمعه عن عمر بن أبي سلمة عن سليم : أن معاوية لما دعا أبا الدرداء وأبا هريرة ونحن مع أميرالمؤمنين صلوات الله عليه في صفين فحملهما الرسالة إلى أميرالمؤمنين وأدياها إليه قال : قد بلغتماني ما أرسلكما به معاوية فاستمعا مني وأبلغاه عني كما بلغتماني قالا : نعم .
فأجابه علي عليه السلام الجواب بطوله حتى انتهى إلى ذكر نصب رسول الله صلى الله عليه وآله إياه بغدير خم .
وساق الحديث نحوا مما روينا من كتاب سليم إلى قوله : فانطلق ابوالدرداء وأبوهريرة فحدثا معاوية بكل ما قال علي عليه السلام واستشهد عليه وما رد عليه الناس وشهدوا به .

________________________________________________________
جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار منهم الاعور الشني وفي المثل وافق [ شن طبقه ] .
كذا في هامش هذا المقام من البحار ط الكمباني .
422 - رواه النعماني رحمه الله في الحديث : ( 8 ) من الباب : ( 4 ) من كتاب الغيبة ص 45 ط 2 .