[321]


يكون بمشورته وكون الامر شورى كما كان يظهر كثيرا ( وخبط البعير الارض بيده خبطا ) ضربها ومنه قيل : خبط عشواء وهي الناقة التي في بصرها ضعف تخبط إذا مشت لاتتوقى شيئا .
والغشم : الظلم .
ويقال : أبقيت على فلان إذا رعيت عليه ورحمته والاسم منه البقيا قاله الجوهري وقال : الرمة : قطعة من الحبل بالية ومنه قولهم : دفع إليه الشئ برمته وأصله أن رجلا دفع إلى رجل بعيرا بحبل في عنقه فقيل ذلك لكل من دفع شيئا بجملته .
ويقال : سامه خسفا أي أورده عليه والعسف : الاخذ على غير الطريق والظلم .
567 - كتاب سليم بن قيس : قال أميرالمؤمنين عليه السلام للحكمين حين بعثهما : احكما بكتاب الله وسنة نبيه وإن كان فيهما حز حلقي فإنه من قادها إلى هؤلاء فإن نيتهم أخبث .
فقال له رجل من الانصار وفي رواية أخرى فلقيه صديق له من الانصار فقال : ما هذا الانتشار الذي بلغني عنك ؟ ما كان أحد من الامة أضبط للامر منك فما هذا الاختلاف والانتشار فقال له علي عليه السلام : أنا صاحبك الذي تعرف إلا أني قد بليت بأخابث من خلق الله أريدهم على الامر فيأبون فإن تابعتهم على ما يريدون تفرقوا عني .
بيان : الحز بالحاء المهملة القطع والقرض .
( فإنه من قادها ) أي الخلافة .
567 - نهج [ و ] من خطبة له عليه السلام : بعد التحكيم :
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 321 سطر 19 الى ص 329 سطر 18 الحمدالله وإن أتى الدهر بالخطب الفادح والحدث الجليل ، وأشهد أن لا

________________________________________________________
567 - الحديث موجود في كتاب سليم بن قيس .
لكن لم نعثر عليه مع مراجعة فهرس الكتاب .
وقريبا منه رواه البلاذري مسندا في الحديث : ( 403 ) من ترجمة أميرالمؤمنين من أنساب الاشراف : ج 2 ص 333 ط 1 .
567 - رواه السيد الرضي رفع الله مقامه في المختار : ( 33 ) من نهج البلاغة .
وللخطبة أسانيد ومصادر كثيرة يجد الباحث بعضها في المختار : ( 259 ) من نهج السعادة : ج 2 ص 356 ط 1 .

[322]


لا إله إلا الله لاشريك له ليس معه إله غيره ، وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله .
أما بعد فإن معصية الناصح الشفيق العالم المجرب تورث الحسرة وتعقب الندامة وقد كنت أمرتكم في هذه الحكومة أمري ونخلت لكم مخزون رأيي لو كان يطاع لقصير أمر فأبيتم علي اباء المخالفين الجفاة والمنابذين العصاة حتى ارتاب الناصح بنصحه وضن الزند بقدحه فكنت وإياكم كما قال أخو هوازن .
أمرتكم أمري بمنعرج اللوى * فلم تستبينوا النصح إلا ضحى الغد بيان : الخطب الامر العظيم .
والفادح : الثقيل .
وقال الجوهري : المجرب الذي قد جربته الامور وأحكمته فإن كسرت الراء جعلته فاعلا إلا أن العرب تكلمت به بالفتح .
قوله عليه السلام : ( ونخلت ) أي أخلصت وصفيت من نخلت الدقيق بالمنخل .
قوله عليه السلام : ( لو كان يطاع .
.
) يطاع هو مثل يضرب لمن خالف ناصحه وأصل المثل أن قصيرا كان مولى لجذيمة بن الابرش بعض ملوك العرب وقد كان جذيمة قتل أبا الزبا ملكة الجزيرة فبعثت إليه ليتزوج بها خدعة وسألته القدوم عليها فأجابها إلى ذلك وخرج في ألف فارس وخلف باقي جنوده مع ابن أخته وقد كان قصير أشار عليه بأن لا يتوجه إليها فلم يقبل فلما قرب الجزيرة استقبلته جنود الزبا بالعدة ولم ير منهم إكراما له فأشار عليه قصير بالرجوع وقال : من شأن النساء الغدر فلم يقبل فلما دخل عليها قتلته فعندها قال قصير : لايطاع لقصير أمر .
فصار مثلا لكل ناصح عصى .
وقال ابن ميثم : وقد يتوهم أن جواب لو هاهنا مقدم والحق أو جوابها محذوف والتقدير : إني أمرتكم ونصحت لكم فلو أطعتموني لفعلتم ما أمرتكم به .
قوله عليه السلام : ( فأبيتم ) إلى آخره في تقدير استثناء لنقيض التالي وتقديره : لكنكم أبيتم علي إباه المخالفين انتهى .

[323]


ولعل الانسب على تقدير الجواب أن يقال : لو أطعتموني لما أصابتكم حسرة وندامة أو لكان حسنا ونحوهما ويحتمل أن يكون [ لو ] للتمني فلا يحتاج إلى تقدير جواب على بعض الاقوال .
وقال في القاموس : الانتباذ : التنحي وتحيز كل من الفريقين في الحرب كالمنابذة .
قوله عليه السلام : ( حتى ارتاب الناصح ) لعله محمول على المبالغة أي لو كان ناصح غيري لارتاب .
قوله عليه السلام : ( وضن الزند بقدحه ) الزند : العود الذي يقدح به النار قيل هو مثل يضرب لمن يبخل بفوائده إذا لم يجد لها قابلا عارفا بحقها .
وأخو هوازن هو الدريد بن الصمة والبيت من قصيدة له في الحماسة وقصته أن أخاه عبدالله بن الصمة غزا بني بكر بن هوازن فغنم منهم واستاق إبلهم فلما كان بمنعرج اللوى قال : والله لا أبرح حتى أنحر النقيعة وهي ما ينحر من النهب قبل القسمة فقال أخوه : لاتفعل فإن القوم في طلبك وأبى عليه وأقام ونحر النقيعة وبات فلما أصبح هجم القوم عليه وطعن عبدالله بن الصمة فاستغاث بأخيه دريد فنهنه عنه القوم حتى طعن هو أيضا وصرع وقتل عبدالله وحال الليل بين القوم فنجا دريد بعد طعنا وجراح فأنشد القصيدة ومطابقة المثل للمضرب ظاهرة .
569 - أقول : وجدت في بعض نسخ نهج البلاغة من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام : جفاة طغام عبيد أقزام جمعوا من كل أوب وتلقطوا من كل شوب ممن ينبغي أن يفقه ويؤدب ويعلم ويدرب ويولى عليه ويؤخذ على يديه ليسوا من المهاجرين والانصار ولا من الذين تبؤوا الدار .

________________________________________________________
569 - الخطبة مذكورة قبل انقضاء باب الخطب من نهج البلاغة بأربعة أرقام وشرحها ابن أبي الحديد وبن ميثم رحمه الله .

[324]


ألا وإن القوم اختاروا لانفسهم أقرب القوم مما يحبون وإنكم احترتم لانفسكم أقرب القوم مما تكرهون وإنما عهدكم بعبدالله بن قيس بالامس يقول إنها فتنة فقطعوا أو تاركم وشيموا سيوفكم .
فإن كان صادقا فقد أخطأ بمسيره غير مستكره ، وإن كان كاذبا فقد لزمته التهمة فادفعوا في صدر عمرو بن العاص بعبدالله بن العباس وخذوا مهل الايام وحوطوا قواصي الاسلام ألا ترون إلى بلادكم تغزى وإلى صفاتكم ترمى .
بيان : لم يتعرض له الشراح وفي القاموس : القزم محركة : الدناءة والقمائة أو صغر الجسم في الجمال وصغر الاخلاق في الناس ورذال الناس ، للواحد والجمع والذكر والانثى وقد يثنى ويجمع ويذكر ويؤنث يقال : رجل قزم ورجال أقزام وككتاب : اللئام .
وككتف وجبل : الصغير الجثة اللئيم لاغناء عنده .
وقال : الاوب : الطريق والجهة .
والشوب الخلط اي من أخلاط الناس .
قوله عليه السلام : ( ويولى عليه ) أي هم من السفهاء الذين ينبغي أن يتولى أمورهم غيرهم من الاولياء والحكام .
وفي القاموس : شام سيفه يشيمه : غمده واستله ضد .
وقال : المهل ويحرك والمهلة بالضم : السكينة والرفق ومهله تمهيلا : أجله .
والمهل محركة : التقدم في الخير .
وأمهله : أنظره ولعل المعنى اغتنموا المهلة واشتغلوا بحفظ البلاد القاصية وثغور المسلمين عن غارات الكافرين والمنافقين .
ولعل رمي الصفاة كناية عن طمعهم فيما لم يكونوا يطمعون قبل ذلك فإن الرمي على الصفاة وهي الحجر الاملس لايؤثر وقد مر قريب منه في كلامه عليه السلام .

[325]


الباب الثاني والعشرون : باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 

570 - ما : المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن أبي الجوزاء عن ابن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي : عن أميرالمؤمنين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي إن الله تعالى أمرني أن أتخذك أخا ووصيا فأنت أخي ووصيي وخليفتي على أهلي في حياتى وبعد موتي من اتبعك فقد تبعني ومن تخلف عنك فقد تخلف عني ومن كفر بك فقد كفر بي رمن ظلمك فقد ظلمني يا علي أنت مني وأنا منك يا علي لولا أنت لما قوتل أهل النهر قال : فقلت يا رسول الله ومن أهل النهر ؟ قال : قوم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية .
بيان : قال في النهاية في حديث الخوارج : ( يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ) أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدونه كما يمرق السهم الشئ المرمي به ويخرج منه ، وقد تكرر في الحديث ومنه حديث علي عليه السلام

________________________________________________________
570 - رواه شيخ الطائفة في الحديث : ( 43 ) من الجزء السابع من كتاب الامالي : ج 1 ، ص 203 ط بيروت .

[326]


( أمرت بقتال المارقين ) يعني الخوارج .
وقال في الرمية بعد ذكر الحديث : الرمية الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيها سهمك .
وقيل هي كل دابة مرمية .
571 - ما : جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر بن ملاس النميري عن محمد بن إسماعيل بن علية .
قال : وحدثني أبوعيسى جبير بن محمد الدقاق عن عمار بن خالد الواسطي عن إسحاق بن يوسف الازرق عن الاعمش : عن عبدالله بن ابي اوفى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الخوارج كلاب اهل النار .
572 - يج : روى أبوسعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله قسم يوما قسما فقال رجل من تميم : اعدل ! فقال : ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل قيل نضرب عنقه ؟ قال : لا إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته وصيامه مع صلاتهم وصيامهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية رئيسهم رجل أدعج أحد ثدييه مثل ثدي المرأة .
قال أبوسعيد : إني كنت مع علي حين قتلهم والتمس في القتلى بالنهروان فأتي به على النعت الذي نعته رسول الله صلى الله عليه وآله .
573 - قب : تفسير القشيري وإبانة العكبري عن سفيان عن الاعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل إنه سأل ابن الكوا أميرالمؤمنين عليه السلام عن قوله تعالى : * ( هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا ) * الآية [ 103 / الكهف : 18 ] فقال عليه السلام إنهم أهل حرورا ثم قال * ( الذين ضل

________________________________________________________
571 - رواه الشيخ الطوسي رحمه الله في الحديث : ( 36 ) من الجزء ( 17 ) من أماليه : ج 1 ، ص 500 .
572 - رواه القطب الراوندي رحمه الله في كتاب الخرائج .
573 - ذكره ابن شهر اشوب رفع ازلله مقامه في أواسط عنوان : ( فصل في الحكمين والخورج ) من كتاب مناقب آل أبي طالب : ج 2 ص 368 ط النجف .

[327]


سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) * في قتال علي بن أبي طالب عليه السلام : * ( أولئك الذين كفروا بربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ذلك جزاءهم جهنم بما كفروا ) * بولاية علي عليه السلام واتخذوا آيات القرآن * ( ورسلي ) * يعني محمدا صلى الله عليه وآله * ( هزوا ) * .
استهزؤا بقوله : * ( ألا من كنت مولاه فعلي مولاه ) * وأنزل في أصحابه : * ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات [ كانت لهم جنات الفردوس نزلا ] ) * الآيات [ 103 - 108 / الكهف : 18 ] فقال ابن عباس نزلت في أصحاب الجمل .
تفسير الفلكي أبوأمامة قال : [ قال ] النبي صلى الله عليه وآله في قوله تعالى : * ( يوم تبيض وجوه تسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم ) * الآية هم الخوارج .
البخاري ومسلم والطبري والثعلبي في كتبهم أن ذالخو يصرة التميمي قال للنبي : اعدل بالسوية .
فقال : ويحك إن أنا لم أعدل قد خنت وخسرت فمن يعدل ؟ فقال عمر : إئذن لي أضرب عنقه .
فقال : دعه فإن له أصحابا وذكر وصفه فنزل : ( ومنهم من يلمزك في الصدقات ) .
مسند أبي يعلى الموصلي وإبانة ابن بطة العكبري وعقد ابن عبد ربه الاندلسي وحلية أبي نعيم الاصفهاني وزينة أبي حاتم الرازي وكتاب أبي بكر الشيرازي أنه ذكر [ رجل ] بين يدي النبي بكثرة العبادة فقال النبي صلى الله عليه وآله لاأعرفه فإذا هو قد طلع فقالوا : هو هذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما إني أرى بين عيينه سفعة من الشيطان فما رآه قال له : هل حدثتك نفسك إذ طلعت علينا أنه ليس في القوم أحد مثلك قال : نعم ثم دخل المسجد فوقف يصلي .
فقال النبي صلى الله عليه وآله : ألا رجل يقتله فحسر أبوبكر عن ذراعيه وصمد نحوه فرآه راكعا [ فرجع ] فقال : اقتل رجلا يركع ويقول : لا إله إلا الله فقال عليه السلام : اجلس فلست بصاحبه .

[328]


ثم قال : الا رجل يقتله فقام عمر فرآه ساجدا فقال : اقتل رجلا يسجد ويقول : لا إله إلا الله .
فقال النبي : اجلس فلست بصاحبه قم يا علي فإنك أنت قاتله [ إن أدركته ] فمضى وانصرف وقال له : ما رأيته فقال النبي صلى الله عليه وآله : لو قتل لكان أول فتنة وآخرها ( 1 ) .
وفي رواية هذا أول قرن يطلع في أمتي لو قتلتموه ما اختلف بعدي إثنان .
وقال أبي وأنس بن مالك فأنزل الله تعالى * ( ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ) * [ وهو ] القتل * ( ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ) * [ 9 / الحج : 22 ] بقتاله علي بن أبي طالب عليه السلام .
بيان : قال في النهاية : السفعة نوع من السواد مع لون آخر ومنه حديث أبي اليسر : أرى في وجهك سفعة من غضب أي تغيرا إلى السواد .
وفي حديث أم سلمة أنه دخل عليها وعندها جارية بها سفعة فقال : إن بها نظرة فاسترقوا لها أي علامة من الشيطان أو ضربة واحدة منه وهي المرة من السفع : الاخذ .

________________________________________________________
( 1 ) ورواه أحمد بن حنبل في مسند أبي سعيد الخدري من مسنده : ج 3 ص 15 .
ورواه عنه وعن البزار ، وعن أبي يعلى بأسانيدهم ابن كثير في الحديث السادس مما أورده حول الخوارج في ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ البداية والنهاية : ج 7 ص 298 ط بيروت دارالفكر .
ورواه ابن حجر عن مسند أبي يعلى في عنوان : ( ذو الثدية ) وترجمتها من كتاب الاصابة : ج 1 ، ص 484 .
ورواه العلامة الاميني رحمه الله في عنوان : ( تهالك الخليفة على المبدأ ) من كتاب الغدير : ج 7 ص 216 ط بيروت نقلا عن حلية الاولياء : ج 2 ص 317 ، وج 3 ص 227 ، وعن ثمار القلوب - للثعالبي - ص 232 ، وعن أحمد في كتاب المسند : ج 3 ص 15 ، وعن تاريخ ابن كثير : ج 7 ص 298 وعن الاصابة : ج 1 ص 484 .
ورواه أيضا ابن أبي الحديد في شرح المختار : ( 36 ) من نهج البلاغة : ج 2 ص 265 ط مصر ، وفي ط الحديث ببيروت : ج 1 ، ص 459 .

[329]


ومنه حديث ابن مسعود قال لرجل رآه : إن بهذا سفعة من الشيطان فقال له الرجل : لم أسمع فما قلت ؟ فقال : أنشدتك الله هل ترى أحدا خيرا منك ؟ قال : لا .
قال : فلهذا قلت ما قلت .
جعل ما به من العجب مسا من الجنون .
574 - كشف : ذكر الامام أبوداود سليمان بن الاشعث في مسنده المسمى بالسنن يرفعه إلى أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل يقرؤن القرآن لايجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية هم شر الخلق طوبى لمن قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شئ من قاتلهم كان أولى بالله منهم .
ونقل مسلم بن حجاج في صحيحه ووافقه أبوداود بسندهما عن زيد بن وهب أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي عليه السلام قال [ فقال ] علي : أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يخرج قوم من أمتي يقرؤن القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشئ ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشئ ولا صيامكم إلى صيامهم بشئ يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا يجاوز قراءتهم تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم لنكلوا عن العمل وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ليس له ذراع على عضده مثل حلمة الثدي عليه
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 329 سطر 19 الى ص 337 سطر 18 شعرات بيض [ أ ] فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم والله إني لارجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام

________________________________________________________
574 - رواه الاربلي رحمه الله في فضائل علي عليه السلام قبيل قوله : ( وأما تفصيل العلوم فمنه ابتداؤها وإليه تنسب ) من كتاب كشف الغمة : ج 1 ص 128 ، ط بيروت .
والحديث رواه أبوداود - مع أخبار أخر في ذم الخوارج - في آخر كتاب السنة قبيل كتاب الادب تحت الرقم : ( 4768 ) من سننه : ج 2 ص 545 وفي ط دار الفكر : ج 4 ص 244 .

[330]


وأغاروا على سرح الناس فسيرو .
قال سلمة : فنزلني زيد بن وهب منزلا منزلا حتى قال : مررنا على قنطرة فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبدالله بن وهب الراسبي فقال لهم : القوا الرماح وسلوا السيوف من جفونها فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم أيام حروراء .
فرجعوا فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف وشجرهم الناس بالرماح قال : وقتل بعضهم على بعض وما أصيب يومئذ من الناس إلا رجلان .
فقال علي عليه السلام : التمسوا فيهم المخدج وهو الناقص فلم يجدوه فقام علي عليه السلام بنفسه حتى أتى ناسا وقد قتل بعضهم على بعض قال : أخرجوهم [ فأخرجوهم ] فوجدوه مما يلي الارض فكبر ثم قال : صدق الله وبلغ رسوله .
قال : فقام إليه عبيدة السلماني فقال : يا أميرالمؤمنين الله الذي لا إله إلا هو أسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : إي والله الذي لا إله إلا هو حتى استخلفه ثلاثا وهو يحلف له .
575 - مد : من الجمع بين الصحيحن من إفراد مسلم مثله .
بيان أقول : رواه [ أيضا بن الاثير ] في جامع الاصول من صحيح مسلم وأبي داود عن زيد بن وهب .
لنكلوا عن العمل أي امتنعوا وتركوه اتكالا على هذا العمل وثوابه .
فنزلني زيد بن وهب أي ذكر القصة منزلا منزلا وقال الاربلي رحمه الله : يقال : وحش الرجل إذا رمى بثوبه وسلاحه مخافة أن يلحق .
وفي النهاية : أتى النبي صلى الله عليه وآله بمخدج أي ناقص الخلق .

________________________________________________________
575 - أنظر الحديث ( 862 ) في الفصل الاخير - وهو فصل [ ذكر ] شئ من الاحداث [ الواقعة ] بعد رسول الله صلى الله عليه وآله - من كتاب العمدة ص 242