[331]


والتشاجر بالرماح : التطاعن بها .
576 - كشف ونقل البخاري ومسلم ومالك في الموطأ أن أبا سعيد الخدري قال : أشهد أني لسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وأشهد أن علي بن أبي طالب عليه السلام قاتلهم وأنا معه وأمر بذلك الرج ؟ فالتمس فوجد وأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وآله الذي نعت .
ونقل البخاري والنسائي ومسلم وأبوداود في صحاحهم قال سويد بن غفلة : قال علي عليه السلام : إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وآله حديثا فوالله لان اخر من السماء لاحب إلي من أن أكذب عليه .
وفي رواية : من أن أقول عليه ما لم يقل وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : سيخرج قوم في آخر الزمان حدثاء الاسنان سفهاء الاحلام يقولون من قول خير البرية يقرؤون القرآن لايجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة .
أقول : أورد [ ابن الاثير ] الخبرين في ( جامع الاصول ) من الاصول المذكورة [ ج 10 ، ص 82 ، ط دارالفكر .
بيروت ] .
و [ رواه ] ابن بطريق من صحيح البخاري بسندين .
577 - كشف : ومن مناقب أحمد بن مردويه عن [ ابن ] أبي اليسر الانصاري 576 - رواه الاربلي رحمه الله في فضائل علي عليه السلام قبيل العنوان المتقدم الذكر آنفا من كتاب كشف الغمة : ج 1 ، ص 129 .
577 - رواه الاربلي رفع الله مقامه في فضائل علي عليه السلام - قبيل عنوان : ( وصف زهده ( عليه السلام ) في الدنيا وسنته في رفضها .
.
) - من كتاب كشف الغمة : ج 1 ، ص 158 ، ط بيروت .
ولقصة الخوارج مصادر وأسانيد كثيرة يجد الباحث كثيرا منها تحت الرقم : ( 167 )

[332]


أبيه قال : دخلت على أم المؤمنين عائشة قال : فقالت : من قتل الخارجية ؟ قال قلت قتلهم علي قالت ما يمنعني الذي في نفسي على علي أن أقول الحق سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يقتلهم خير أمتي من بعدي .
وسمعته يقول : علي مع الحق والحق مع علي عليه السلام .
ومنه عن مسروق قال : دخلت على عائشة فقالت لي : من قتل الخوارج ؟ فقلت : قتلهم علي عليه السلام قال : فسكتت قال : فقلت يا أم المؤمنين أنشدك بالله وبحق نبيه صلى الله عليه وآله إن كنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا أخبرتنيه ؟ قال : فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : هو شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة وأعظمهم عندالله تعالى يوم القيامة وسيلة .
ومنه عن مسروق [ قال : ] قالت لي عائشة : يا مسروق إنك من أكرم بني علي وأحبهم إلي فهل عندك علم من المخدج ؟ قال : قلت نعم قتله علي على نهر يقال لاسفله تامراء وأعلاه النهروان بين أخاقيق وطرفاء قال : فقالت : فائتني معك بمن يشهد قال فأتيتها بسبعين رجلا من كل سبع عشرة - وكان الناس إذ ذاك أسباعا - فشهدوا عندها أن عليا عليه السلام قتله على نهر يقال لاسفله تامراء وأعلاه النهروان بين أخاقيق وطرفاء قالت : لعن الله عمرو بن العاص فإنه كتب إلى أنه قتله على نيل مصر قال : قلت يا أم المؤمنين أخبريني أي شئ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول فيهم ؟ قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : هم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عندالله وسيلة يوم القيامة .
ومنه عن مسروق أيضا من حديث آخر حيث شهد عندها الشهود فقالت :

________________________________________________________
وما بعده من كتاب خصائص أميرالمؤمنين عليه السلام - النسائي - ص 301 ط بيروت ، وفي أواخر الباب : ( 53 ) تحت الرقم : ( 213 ) وما بعده من السمط الاول من فرائد السمطين : ج 1 ، ص 274 ط بيروت ، وتحت الرقم : ( 261 ) وما حوله من نهج السعادة : ج 2 ص 366 وما حولها ط 1 .

[333]


قاتل الله عمرو بن العاص فإنه كتب إلي أنه أصابه بمصر ! ! قال يزيد بن زياد : فحدثني من سمع عائشة وذكر عندها أهل النهر فقالت : ما كنت أحب أن يوليه الله إياه ! قالوا ولم ذلك ؟ قالت : إني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : اللهم إنهم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي وما كان بيني وبينه إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها .
وبالاسناد عنه أنها قالت أكتب لي شهادة من شهد مع علي النهروان فكتبت شهادة سبعين ممن شهدوا ثم أتيتها بالكتاب فقلت : يا أم المؤمنين لم استشهدت ؟ قالت : إن عمرو بن العاص أخبر أنه أصابه على نيل مصر .
قال : [ فقلت : ] يا أم المؤمنين أسألك بحق الله وحق رسوله صلى الله عليه وآله وحقي عليك إلا ما أخبرتيني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله فيه ؟ قالت : إن نشدتني فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : هم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عندالله وسيلة .
وفي [ حديث ] آخر عنه أنها سألته فأخبرها أن عليا قتلهم فقالت أنظر ما تقول ؟ قلت : والله لهو قتلهم فقالت مثل ما تقدم وزادت فيه وإجابة دعوة .
وأورده صديقنا العز المحدث الحنبلي الموصلي أيضا .
وقد ورد هذا عن مسروق عن عائشة بعدة طرق اقتصرنا على ما أوردناه .
توضيح : قال الاربلي المصنف رحمه الله الاخاقيق شقوق في الارض وفي الحديث وقصت به ناقته في أخاقيق جرذان وقال الاصمعي إنما هو لخاقيق .
جمع لخقوق .
وقال الازهري : هي صحيحة كما جاءت في الحديث أخاقيق .
وذكر نحوه ابن الاثير في النهاية .
578 - مد : بإسناده إلى أجمد بن حنبل من مسنده بإسناده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن قوما يمرقون

[334]


من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية يقرأون القرآن لايجوز تراقيهم طوبى لن قتلهم وقتلوه .
وبإسناده عن عاصم بن كليب عن أبيه قال : كنت جالسا عند علي عليه السلام فقال : إني دخلت على رسول الله صلى الله عليه وليس عنده أحد إلا عائشة فقال : يا ابن أبي طالب كيف أنت وقوم كذا وكذا ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم قال : قوم يخرجون من المشرق يقرأون القرآن لايجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فيهم رجل مخدوج اليد كأن يديه ثدي حبشية .
وبإسناده عن طارق بن زياد قال : سار علي عليه السلام إلى النهروان فقتل الخوارج فقال : اطلبوا المخدج فإني النبي صلى الله عليه وآله قال سيجئ قوم يتكلمون بكلمة الحكمة لايجاوز حلوقهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية سيماهم أوفيهم رجل أسود مخدج اليد في ثديه شعرات سود فإن كان فيهم فقد قتلتم شر الناس وإن لم يكن فيهم فقد قتلتم خير الناس .
قال : ثم إنا وجدنا المخدج فخررنا سجدا وخر علي عليه السلام ساجدا معنا .
وبإسناده عن أبي الوضئ قال : شهدت عليا حين قتل أهل النهروان قال : التمسوا المخدج فطلبوه في القتلى فقالوا : ليس نجده فقال : ارجعوا فالتمسوه فوالله ما كذبت ولا كذبت فردد ذلك مرارا كل ذلك يحلف بالله لاكذبت ولا كذبت فانطلقوا فوجدوه تحت القتلى في طين فاستخرجوه فجئ به فقال أبوالوضئ فكأني أنظر إليه حبشيا عليه ثديان أحد ثدييه مثل ثدي المرأة عليها شعرات مثل شعرات تكون على ذنب اليربوع .

________________________________________________________
578 - 579 - رواهما يحيى بن الحسن بن البطريق رفع الله مقامه مسندة في الفصل الاخير من كتاب العمدة ص 231 .

[335]


وبإسناد آخر إلى أبي الوضئ قال : كنا غائرين إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب عليه السلام فلما بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلاث شذ منا ناس كثير فذكرنا ذلك لعلي عليه السلام فقال : لايهولنكم أمرهم فإنهم سيرجعون فذكر الحديث بطوله وقال : فحمدالله علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : إن خليلي أخبرني أن قائد هؤلاء رجل مخدج اليد على حلمة ثديه شعرات كأنهن ذنب اليربوع .
فالتمسوه فلم يجدوه فأتيناه فقلنا لم نجده فجاء علي عليه السلام بنفسه فجعل يقول : اقلبوا ذا اقلبوا ذا حتى جاء رجل من أهل الكوفة فقال : هوذا فقال علي عليه السلام : الله أكبر ولا ينبئكم أخبر من الله قال فجعل الناس يقولون هذا ملك هذا ملك لقول علي عليه السلام .
وبسند آخر عنه أنه قال : أما إن خليلي أخبرني أنهم ثلاثة أخوة من الجن هذا أكبرهم والثاني له جمع كثير والثالث فيه ضعف .
579 - مد من صحيح البخاري بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله إعدل ! فقال : ويلك من يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إذا لم أكن أعدل .
فقال عمر : يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه فقال له : دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر أحدكم إلى نصله فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شئ قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على خير فرقة من الاسلام .
قال أبوسعيد الخدري : فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله

[336]


صلى الله عليه وآله وأشهد أن علي بن أبي طالب عليه السلام قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وآله الذي نعنه .
وروي أيضا بإسناده عن أبي سلمة مثله .
بيان : أورد [ ابن الاثير ] الخبر في جامع الاصول [ ج 10 ، ص 83 ] وقال : الرصاف : العقب الذي يكون فوق مدخل النصل في السهم واحدها رصفة .
وقال في النهاية في حديث الخوارج : ( فينظر في نضيه ) النضي : نصل السهم وقيل : هو السهم قبل أن ينحت إذا كان قدحا وهو أولى لانه قد جاء في الحديث ذكر النصل بعد النضي وقيل : هو من السهم مابين الريش والنصل قالوا : سمى نضيا لكثرة البري والنحت فكأنه جعل نضوا أي هزيلا وقال : القذذ ريش السهم واحدتها قذة .
وفي جامع الاصول : الفرث : السرجين وما يكون في الكرش .
وفي النهاية في حديث ذي الثدية : ( مثل البضعة تدردر ) أي ترجرج تجئ وتذهب والاصل تتدردر فحذف إحدى التائين تخفيفا .
580 - مد : من صحيح البخاري بإسناده عن عمرو بن مصعب قال : سألت أبي عن قوله تعالى : * ( قل : هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا ) * [ 103 / الكهف : 18 ] قال هم الحرورية لاهم اليهود ولا هم النصارى أما اليهود فكذبوا محمدا صلى الله عليه وآله وأما النصارى فكفروا بالجنة وقالوا :

________________________________________________________
580 - رواه ابن البطريق رحمه الله في الحديث : ( 850 ) في الفصل الاخير من كتاب العمدة ص 238 .
ورواه البخاري في الحديث ما قبل الاخير من تفسير سورة الكهف من كتاب التفسير : ج 6 ص 117 ، ط دار إحياء التراث العربي .
والحديثان التاليان رواهما أيضا البخاري في ( باب قتل الخوارج والملحدين .
.
) من كتاب استتابة المرتدين من صحيحه : ج 9 ص 20 - 21 .

[337]


لاطعام فيها ولا شراب والحرورية هم الذين ينقضون عهدالله من بعد ميثاقه وكان سعد يسميهم الفاسقين .
ومن الكتاب المذكور في قول الله عزوجل * ( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ) * [ 15 / التوبة : 9 ] قال : كان ابن عمر يراهم شرار خلق الله تعالى وقال : إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين .
وبإسناده أيضا عن ابن عمر قال : ذكر الحرورية فقال : قال النبي صلى الله عليه وآله يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية .
581 مد من تفسير الثعلبي بإسناده عن أبي الطفيل : قال : سأل عبد الله بن الكواء عليا عليه السلام عن قول الله عزوجل : ( قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا ) قال أنتم يا أهل حروراء ( وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) أي يظنون بفعلهم أنهم مطيعون محسنون ( أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) .
وبإسناده أيضا عن عبدالله بن شداد قال : وقف أبوأمامة وأنا معه على رؤوس الحرورية بالشام عند باب حصن دمشق فقال لهم : كلاب كلاب مرتين أو ثلاثا شر قتلى يظل السماء وخير قتلى قتلاهم ودمعت عين [ عينا ( خ ل ) ] أبي أمامة قال فقال رجل : رأيت قولك لهؤلاء القتلى شر قتلى يظل السماء وخير قتلى قتلاهم أشئ من قبل رأي رأيته أو شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله قال [ أيكون ] من قبل رأي
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 337 سطر 19 الى ص 345 سطر 18 رأيته ! إني إذا لجرئ لو لم أسمع من رسول الله صلى الله عليه وآله إلا مرة أو مرتين حتى عد سبع مرات ما حدثت به فقال الرجل : فإني رأيتك د معت عيناك قال : هي رحمة رحمتهم كانوا مؤمنين فكفروا بعد إيمانهم .
ثم قرء : ( فلا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ) إلى قوله : ( أكفرتم بعد إيمانكم ) [ 105 - 106 / آل عمران : 3 ] [ ثم ] قال أبوأمامة : هم الحرورية .

________________________________________________________
581 - انظر تفسير الآية : ( 103 ) من سورة الكهف من تفسير الثعلبي .

[338]


بيان : ( وخير قتلى قتلاهم ) أي الذين هم قتلوهم .
582 - مد : ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى * ( ي أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ) * [ 118 / آل عمران : 3 ] بإسناده عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : هم الخوارج .
583 - مد : من الجمع بين الصحيحين للحميدي بإسناده عن عبدالله بن أبي رافع أن الحرورية لما خرجت على علي بن أبي طالب عليه السلام قالوا : لا حكم إلا لله .
قال علي عليه السلام : كلمة حق أريد بها باطل إن رسول الله صلى الله عليه وآله وصف لنا ناسا إني لاعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لايجوز تراقيهم وأشار إلى حلقه من أبغض خلق الله [ إليه ] منهم أسود إحدى يديه لحى شاة أو حلمة ثدي .
فلما قتلهم علي بن أبي طالب عليه السلام قال : انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا فقال : ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه فقال عبدالله وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي عليه السلام فيهم .
ومن الكتاب المذكور من المتفق عليه من البخاري بإسناده عن بشر بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في الحرورية شيئا قال : سمعته يقول وأهوى بيده قبل العراق : يخرج منه قوم يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية .
وفي حديث العوام بن حوشب يليه قوم قبل المشرق محلقة رؤوسهم .
584 - وقال ابن أبي الحديد : قد تظاهرت الاخبار حتى بلغت حد التواتر بما وعد

________________________________________________________
582 - وليراجع تفسير الآية : ( 118 ) من سورة آل عمران من تفسير الثعلبي .
583 ) - ولهذا الحديث مصادر وقد رواه الخطيب في ترجمة عبيدالله بن أبي رافع تحت الرقم : ( 5453 ) من تاريخ بغداد : ج 10 ، ص 305 .
584 - رواه ابن أبي الحديد في شرح المختار : ( 36 ) من نهج البلاغة : ج 1 ص 458 ط

[339]


الله تعالى قاتلي الخوارج من الثواب عن لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وفي الصحاح المتفق عليها أن رسول الله صلى الله عليه وآله بينا هو يقسم قسما إذ جاءه رجل من بني تميم يدعى ذا الخويصرة فقال : اعدل يا محمد فقال صلى الله عليه وآله قد عدلت فقال له ثانية : اعدل يا محمد فإنك لم فقال صلى الله عليه وآله : ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل .
فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله .
ائذن - لي - أضرب عنقه فقال : دعه فسيخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر أحدكم إلى نصله فلا يجد شيئا فينظر إلى نضيه [ فلا يجد شيئا ] ثم ينظر إلى القذذ فكذلك سبق الفرث والدم يخرجون على خير فرقة من الناس يحقر صلاتكم في جنب صلاتهم وصومكم عند صومهم يقرأون القرآن لايجاوز تراقيهم أيتهم رجل أسود أو [ قال : ] أدعج مخدج اليد إحدى ثدييه كأنها ثدي إمرأة أو بضعة تدردر .
وفي بعض الصحاح : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لابي بكر وقد غاب الرجل عن عينه : قم إلى هذا فاقتله فقام ثم عاد وقال : وجدته يصلي ! ! فقال لعمر مثل ذلك فعاد وقال : وجدته يصلي ! فقال لعلي عليه السلام مثل ذلك فقال لم أجده .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو قتل هذا لكان أول فتنة وآخرها أما أنه سيخرج من ضئضئ هذا .
الحديث .
وفي بعض الصحاح : يقتلهم أولى الفريقين بالحق .
وفي مسند أحمد بن حنبل عن مسروق قال : قالت لي عائشة : انك من ولدي ومن أحبهم إلي فهل عندك فلم من المخدج ؟ فقلت : نعم قتله علي بن أبي طالب عليه السلام على نهر يقال لاعلاه تامراء ولاسفله النهروان بين لخاقيق وطرفاء قالت : ابغني على ذلك بينة فأقمت رجالا شهدوا عندها بذلك قال فقلت لها : سألتك بصاحب القبر ما الذي سمعت من رسول الله صلى

________________________________________________________
الحديث ببيروت ، وفي ط الحديث بمصر : ج 2 ص 265 .

[340]


الله عليه وآله فيهم ؟ قال : نعم سمعته يقول : انهم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عندالله وسيلة .
وفي كتاب صفين للواقدي عن علي عليه السلام : لولا أن تبطروا فتدعوا العمل لحدثتكم بما سبق على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله لمن قتل هؤلاء .
وفيه قال علي عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الاسنان سفهاء الاحلام قولهم من خير أقوال البرية صلاتهم أكثر من صلاتكم وقراءتهم أكثر من قراءتكم لايجاوز إيمانهم تراقيهم أو قال : حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة وفي كتاب صفين أيضا للمدائني عن مسروق أن عائشة قالت له لما عرفت أن عليا قتل ذا الثدية : لعن الله عمرو بن العاص فإنه كتب إلي يخبرني أنه قتله بالاسكندرية ألا إنه ليس يمنعني ما في نفسي أن أقول ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يقتله خير أمتي من بعدي .
585 - أقول : وروى في جامع الاصول تلك الاخبار والاخبار السابقة بأسانيد .
وروى عن أبي سعيد الخدري قال : بعث علي عليه السلام وهو باليمن إلى النبي صلى الله عليه وآله بذهيب ؟ ة في تربتها فقسمها بين أربعة الاقرع بن حابس وعيينة بن بدر الفزاري وعلقمة بن علاثة العامري وزيد بن الخيل الطائي فتغضبت قريش والانصار فقالوا : يعطيه صناديد أهل نجد ويدعنا ! ! قال : إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين ناتي الجبين كث اللحية مشرف

________________________________________________________
585 - ذكره ابن الاثير في كتاب الفتن في حرف الفاء في عنوان : ( الخوارج ) تحت الرقم : ( 7549 ) وما بعده من كتاب جامع الاصول : ج 10 ، ص 76 - 93 ط دارالفكر .