[341]


الوجنتين محلوق الرأس فقال : يا محمد اتق الله .
قال : فمن يطيع الله إذا عصيته أفيأمنني على أهل الارض ولا تأمنوني ؟ فقال رجل من القوم : أقتله أراه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولى قال : إن من ضئضئ هذا قوما يقرؤن القرآن لايجاوز حناجرهم يمرقون من الاسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الاسلام ويدعون أهل الاوثان لان أدركتهم لاقتلنهم قتل عاد .
وفي رواية أخرى : قيل : ما سيماهم ؟ قال : سيماهم التحليق - أو قال التسبيد - فإذا رأيتموهم فأنيموهم .
بيان : قال [ ابن الاثير ] في [ مادة ( ضأضأ ) من كتاب ] النهاية بعد ذكر بعض الخبر : الضئضئ : الاصل يقال : ضئضئ صدق وضؤضؤ صدق .
وحكى بعضهم ضئضئ بوزن قنديل يريد أنه يخرج من نسله وعقبه .
ورواه بعضهم بالصاد المهملة وهو بمعناه .
وقال في الحديث الخوارج : ( التسبيد فيهم فاش ) هو الحلق واستيصال الشعر .
وقيل : هو ترك التدهن وغسل الرأس .
وقال : أنيموهم أي اقتلوهم .
ويقال : نامت الشاة وغيرها إذا ماتت والنائمة الميتة .
أقول : الاخبار في ذلك في كتب الخاصة والعامة كثيرة تركناها مخافة الاكثار والتكرار .
586 - كتاب الغارات لابراهيم بن محمد الثقفي بإسناده عن أبي عمران الكندي قال : قال ابن الكواء لاميرالمؤمنين عليه السلام : من الاخسرون أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
قال : كفرة أهل الكتاب فإن أوليهم كانوا في حق فابتدعوا في دينهم فأشركوا بربهم وهم يجتهدون في العبادة يحسبون أنهم على شئ فهم الاخسرون أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .

________________________________________________________
586 - وانظر الحديث : ( 86 ) من كتاب الغارات : ج 1 ، ص 180 .

[342]


ثم رفع صوته وقال : وما أهل النهروان غدا منهم ببعيد .
قال ابن الكواء : لا اتبع سواك ولا أسأل غيرك قال : إذا كان الامر إليك فافعل .
الخبر .

[343]


الباب الثالث والعشرون : باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 

587 - قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : روى ابن ديزيل في كتاب صفين عن عبدالرحمان بن زياد عن خالد بن حميد عن عمر مولى غفرة قال : لما رجع علي عليه السلام من صفين إلى الكوفة أقام الخوارج حتى جموا ثم خرجوا إلى صحراء بالكوفة تسمى حروراء فتنادوا : لاحكم إلا لله ولو كره المشركون ألا إن معاوية وعليا أشركا في حكم الله .
فأرسل علي عليه السلام إليهم عبدالله بن العباس فنظر في أمرهم وكلمهم ثم رجع إلى علي عليه السلام فقال له : ما رأيت ؟ فقال ابن عباس : والله ما أدري ما هم ؟ فقال عليه السلام أرأيتهم منافقين ؟ فقال : والله ما سيماهم سيماء منافقين إن بين أعينهم لاثر السجود [ وهم ] يتأولون القرآن .
فقال عليه السلام : دعوهم ما لم يسفكوا دما أو يغضبوا مالا وأرسل إليهم : ما هذا الذي أحدثتم وما تريدون ؟ قالوا : نريد أن نخرج نحن وأنت

________________________________________________________
578 - رواه ابن أبي الحديد في شرح المختار : ( 40 ) من نهج البلاغة من شرحه : ج 1 ، ص 490 - ط الحديث ببيروت ، وفي ط الحديث بمصر : ج 2 ص 310 .

[344]


ومن كان معنا بصفين ثلاث ليال ونتوب إلى الله من أمر الحكمين ثم نسير إلى معاوية فنقاتله حتى يحكم الله بيننا وبينه فقال علي عليه السلام : فهلا قلتم هذا حين بعثنا الحكمين وأخذنا منهم العهد وأعطينا هموه ألا قلتم هذا حينئذ قالوا : كنا قد طالت الحرب علينا واشتد البأس وكثر الجراح وكل الكراع والسلاح ! فقال لهم : أفحين اشتد البأس عليكم عاهدتم فلما وجدتم الجمام قلتم ننقض العهد ؟ ! إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يفي للمشركين بالعهد أفتأمرونني بنقضه ؟ فمكثوا مكانهم لايزال الواحد منهم يرجع إلى علي عليه السلام ولا يزال الآخر منهم يخرج من عند علي عليه السلام فدخل واحد منهم على علي عليه السلام بالمسجد والناس حوله فصاح : لاحكم إلا لله ولو كره المشركون فتلفت الناس فنادى : لا حكم إلا لله ولو كره المتلفتون ! فرفع علي عليه السلام رأسه إليه فقال : لاحكم إلا لله ولو كره أبوحسن فقال عليه السلام : إن أبا حسن لايكره أن يكون الحكم لله ثم قال : حكم الله انتظر فيكم .
فقال له الناس : هلا ملت يا أميرالمؤمنين على هؤلاء فأفنيتهم ؟ فقال : إنهم لايفنون إنهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة .
قال : وروى أنس بن عياض المدني عن جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه عن جده عليهما السلام أن عليا عليه السلام كان يوما يؤم الناس وهو يجهر بالقراءة فجهر ابن الكواء من خلفه : * ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) * فلما جهر ابن الكواء من خلفه بها سكت علي عليه السلام فلما أنهاها ابن الكواء عاد علي عليه السلام فأتم قراءته فلما شرع علي عليه السلام في القراءة أعاد ابن الكواء الجهر بتلك الآية فسكت علي عليه السلام فلم يزالا كذلك يسكت هذا ويقرأ ذاك مرارا حتى قرأ علي عليه السلام * ( قاصبر إن وعدالله حق ولا يستخفنك الذين لايوقنون ) * فسكت ابن الكواء وعاد علي عليه السلام إلى

[345]


قراءته .
قال : وذكر الطبري في التاريخ ( 1 ) أن عليا عليه السلام لما دخل الكوفة دخلها معه كثير من الخوارج وتخلف منهم بالنخيلة وغيرها خلق كثير لم يدخلوها فدخل حرقوص بن زهير السعدي وزرعة بن برج الطائي وهما من رؤوس الخوارج على علي عليه السلام فقال له حرقوص : تب من خطيئتك واخرج بنا إلى معاوية نجاهده .
فقال عليه السلام : إني كنت نهيت عن الحكومة فأبيتم ثم الآن تجعلوها ذنبا ؟ أما إنها ليست بمعصية ولكنها عجز من الرأي وضعف في التدبير وقد نهيتكم عنه .
فقال له زرعة : أما والله لئن لم تتب من تحكيمك الرجال لاقتلنك أطلب بذلك وجه الله ورضوانه .
فقال له علي عليه السلام : بؤسا لك ما أشقاك كأني بك قتيلا تسفي عليك الرياح ! قال زرعة : وددت أنه كان ذلك .
وخرج علي عليه السلام يخطب الناس فصاحوا به من جواتب المسجد : لاحكم إلا لله .
وصاح به رجل : ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) .
فقال علي عليه السلام : ( فاصبر إن وعدالله حق ولا يستخفنك الذين لايوقنون ) .
وروى ابن ديزيل في كتاب صفين قال كانت الخوارج في أول ما
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 345 سطر 19 الى ص 353 سطر 18

________________________________________________________
( 1 ) هذا وما بعده رواه ابن أبي الحديد في شرح المختار : ( 36 ) من نهج البلاغة من شرحه : ج 1 ، ص 461 ط الحديث ببيروت .
والحديث رواه الطبري في اواخر حوادث سنة : ( 36 ) من تاريخه : ج 4 ص 52 ط مصر : ورواه ايضا البلاذري - مع كثير ما تقدم ويأتي - في الحديث : ( 426 ) وما حوله من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب أنساب الاشراف : ج 2 ص 355 ط 1 .
ويجد الباحث شواهد كثيرة للمطالب المتقدمة في المختار : ( 255 ) وما حوله من كتاب نهج السعادة : ج 2 ص 340 ط 1 .

[346]


انصرفت عن رايات علي عليه السلام تهدد الناس قتلا قال : فأتت طائفة منهم على النهر إلى جنب قرية فخرج منها رجل مذعورا آخذا بثيابه فأدركوه فقالوا له : أرعبناك ؟ قال : أجل فقالوا : قد عرفناك أنت عبدالله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قال : نعم قالوا : فما سمعت من أبيك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فحدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن فتنة جائية القاعد منها خير من القائم الحديث .
وقال غيره : بل حدثهم أن طائفة تمرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقرؤن القرآن صلاتهم أكثر من صلاتكم الحديث .
فضربوا رأسه فسال دمه في النهر ما إمذقر أي ما اختلط بالماء كأنه شراك ثم دعوا بجارية له حبلى فبقروا عما في بطنها .
وقال : عزم علي عليه السلام الخروج من الكوفة إلى الحرورية وكان في أصحابه منجم فقال له : يا أميرالمؤمنين لاتسر في هذ الساعة وسر على ثلاث ساعات مضين من النهار فإنك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك أذى وضر شديد وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ظهرت وظفرت وأصبت ماطلبت .
فقال له [ علي عليه السلام : ] أتدري ما في بطن فرسي هذه أذكر هو أم أنثى قال : إن حسبت علمت .
فقال عليه السلام : من صدقك بهذا فقد كذب بالقرآن قال الله تعالى : * ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام ) * [ 34 / لقمان ] الآية ثم قال عليه السلام : إن محمدا صلى الله عليه وآله ما كان يدعي علم ما ادعيت علمه أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي يصيب النفع من سار فيها وتصرف عن الساعة التي يحيق السوء بمن سار فيها فمن صدقك بهذا فقد استغنى عن الاستعانة بالله عزوجل في صرف المكروه عنه وينبغي للموقن بأمرك أن يوليك الحمد دون الله جل جلاله لانك بزعمك هديته إلى الساعة التي يصيب النفع من سار فيها وصرفته عن الساعة التي يحيق السوء بمن سار فيها فمن آمن بك في هذا لم آمن عليه أن يكون كمن اتخذ

[347]


من دون الله ضدا وندا اللهم لاطير إلا طيرك ولاضير إلا ضيرك ولا إله غيرك .
ثم قال : : نخالف ونسير في الساعة التي نهيتنا عنها ثم أقبل على الناس فقال : أيها الناس إياكم والتعلم للنجوم إلاما يهتدى به في ظلمات البر والبحر إنما المنجم كالكاهن والكاهن كالكافر والكافر في النار أما والله إن بلغني أنك تعمل بالنجوم لاخلدنك السجن أبدا ما بقيت ولاحرمنك العطاء ما كان لي سلطان .
ثم سار في الساعة التي نهاه عنها المنجم فظفر بأهل النهر وظهر عليهم ثم قال : لو لم نسر في الساعة التي نهانا عنها المنجم لقال الناس : سار في الساعة التي أمر بها المنجم فظفر وظهر أما إنه ما كان لمحمد صلى الله عليه وآله منجم ولا لنا من بعده حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به فإنه يكفي ممن سواه .
قال فروى مسلم الضبي عن حبة العرني قال : لما انتهينا إليهم رمونا فقلنا لعلي عليه السلام : يا أميرالمؤمنين قد رمونا فقال كفوا ثم رمونا فقال لنا كفوا ثم الثالثة فقال : الآن طاب القتال احملوا عليهم .
وروى أيضا عن قيس بن سعد بن عبادة أن عليا عليه السلام لما انتهى إليهم قال لهم : أقيدونا بدم عبدالله بن خباب فقالوا : كلنا قتله فقال : احملوا عليهم .
وذكر أبوهلال العسكري في كتاب الاوائل أن أول من قال : لاحكم إلا لله عزوجل عروة بن حبير ( 1 ) قالها بصفين وقيل : [ أول من قالها ] يزيد بن عاصم المحاربي قال : وكان أميرهم أول ما اعتزلوا ابن الكوا ثم بايعوا عبد

________________________________________________________
( 1 ) كذا في أصلي ، وفي ط الحديث ببيروت من شرح المختار : ( 36 ) من نهج البلاغة من شرح ابن أبي الحديد : ( عروة بن حذير ) .

[348]


الله بن وهب الراسبي .
وذكر المدائني في كتاب الخوارج قال : لما خرج علي عليه السلام إلى أهل النهر أقبل رجل من أصحابه ممن كان على مقدمته يركض حتى انتهى إلى علي فقال : البشرى يا أميرالمؤمنين قال : ما بشراك ؟ قال : إن القوم عبروا النهر لما بلغهم وصولك فأبشر فقد منحك الله أكتافهم .
فقال : الله أنت رأيتهم قد عبروا ؟ قال : نعم فأحلفه ثلاث مرات في كلها يقول نعم فقال عليه السلام : والله ما عبروا ولن يعبروه وإن مصارعهم لدون النطفة والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لن يبلغوا الاثلاث ولا قصر بوران حتى يقتلهم الله وقد خاب من افترى .
قال : ثم أقبل فارس آخر يركض فقال كقول الاول فلم يكترث عليه السلام بقوله وجاءت الفرسان كلها تركض وتقول مثل ذلك فقام علي عليه السلام فجال في متن فرسه قال : فقال شاب من الناس : والله لاكونن قريبا منه فإن كانوا عبروا النهر لاجعلن سنان هذا الرمح في عينيه أيدعي علم الغيب ؟ ! فلما انتهى علي إلى النهر وجد القوم قد كسروا جفون سيوفهم وعرقبوا خيلهم وجثوا على ركبهم وتحكموا تحكيمة واحدة بصوت عظيم له زجل .
فنزل ذلك الشباب فقال : يا أميرالمؤمنين إني كنت شككت فيك آنفا وإني تائب إلى وإليك الله فاغفر لي فقال عليه السلام إن الله هو الذي يغفر الذنوب فاستغفره .
وذكر المبرد في الكامل قال : لما واقفهم علي عليه السلام بالنهروان قال : لا تبدؤهم بقتال حتى يبدؤكم فحمل منهم رجل على صف علي عليه السلام فقتل منهم ثلاثة فخرج إليه عليه السلام فضربه فقتله فلما خالطه سيفه قال : يا حبذا الروحة إلى الجنة فقال عبدالله بن وهب : والله ما أدري إلى الجنة أم إلى النار .

[349]


فقال رجل منهم من بني سعد : إنما حضرت اغترارا بهذا الرجل - يعني عبدالله وأراه قد شك واعتزل عن الحرب بجماعة من الناس .
وما ألف منهم إلى جهة أبي أيوب الانصاري وكان على مينة علي عليه السلام فقال لاصحابه : احملوا عليهم فوالله لايقتل منكم عشرة ولا يسلم منهم عشرة .
فحمل عليهم فطحنهم طحنا [ و ] قتل من أصحابه عليه السلام تسعة وأفلت من الخوارج ثمانية .
وذكر المبرد وغيره أيضا أن أميرالمؤمنين عليه السلام لما وجه إليهم عبد الله بن العباس ليناظرهم قال لهم : ما الذي نقمتم على أميرالمؤمنين قالوا له : قد كان للمؤمنين أميرا فلما حكم في دين الله خرج من الايمان فليتب بعد إقراره بالكفر نعد إليه .
قال ابن عباس : ما ينبغي لمؤمن لم يشب إيمانه بشك أن يقر على نفسه بالكفر .
قالوا : إنه أمر بالتحكيم .
قال : إن الله أمر بالتحكيم في قتل صيد فقال ( يحكم به ذوا عدل منكم ) [ 95 / المائدة ] فكيف في إمامة قد أشكلت على المسلمين ؟ فقالوا : إنه قد حكم عليه فلم يرض .
قال : إن الحكومة كالامامة ومتى فسق الامام وجبت معصيته وكذلك الحكمان لما خالفا نبذت أقاويلهما .
فقال بعضهم لبعض : اجعلوا احتجاج قريش حجة عليهم فإن هذا من الذين قال الله فيهم : * ( بل هم قوم خصمون ) * [ 58 / الزخرف ] وقال جل ثناؤه : * ( وتنذر به قوما لدا ) * [ 97 / مريم ] .
وقال المبرد : أول من حكم عروة بن أدية وقيل رجل من بني محارب يقال له سعيد .
ولم يختلفوا في اجتماعهم على عبدالله بن وهب الراسبي وأنه امتنع عليهم وأومى إلى غيره فلم يرضوا إلا به فكان إمام القوم وأول سيف سل من سيوف الخوارج سيف عروة بن أدية وذاك إنه أقبل على الاشعث فقال له : ما هذه الدنية يا أشعث وما هذا التحكيم أشرط أوثق من شرط الله عزوجل ؟ ثم شهر عليه السيف والاشعث مول فضرب به عجز بغلته .
وعروة [ هذا ] من الذين نجوا من حرب النهروان فلم يزل باقيا مدة في

[350]


أيام معاوية حتى أتي به زياد ومعه مولى له فسأله عن أبي بكر وعمر فقال خيرا فسأله عن عثمان وأبي تراب فتولى عثمان وأبي تراب فتولى عثمان ست سنين من خلافته ثم شهد عليه بالكفر وفعل في أمر علي عليه السلام مثل ذلك إلى أن حكم ثم شهد عليه بالكفر وفعل في أمر علي عليه السلام مثل ذلك إلى أن حكم ثم شهد عليه بالكفر ثم سأله عن معاوية فسبه سبا قبيحا ثم سأله عن نفسه فقال له : أولك لزنية وآخرك لدعوة وأنت بعد عاص لربك .
فأمر به [ زياد ] فضرب عنقه ثم دعا مولاه فقال له : صف لي أموره قال : أطنب أم أختصر ؟ قال : بل اختصر .
قال : ما أتيته بطعام بنهار [ قط ] ولا فرشت له فراشا بليل قط .
قال : وسبب تسميتهم الحرورية أن عليا عليه السلام لما نظرهم بعد مناظرة ابن عباس إياهم كان فيما قال لهم : ألا تعلمون أن هؤلاء القوم لما رفعوا المصاحف قلت لكم إن هذه مكيدة ووهن ولو أنهم قصدوا إلى حكم المصاحف لاتوني وسألوني التحكيم أفتعلمون أن أحدا كان أكره للتحكيم مني قالوا صدقت قال : فهل تعلمون أنكم استكرهتموني على ذلك حتى أجبتكم إليه فاشترطت أن حكمها نافذ ما حكما بحكم الله فمتى خالفاه فأنا وأنتم من ذلك براء وأنتم تعلمون أن حكم الله لايعدوني قالوا اللهم نعم .
قال : وكان معهم في ذلك الوقت ابن الكواء قال : وهذا من قبل أن يذبحوا عبدالله بن خباب وإنما ذبحوه في الفرقة الثانية بكسكر فقالوا له : حكمت في دين الله برأينا ونحن مقرون بأنا كنا كفرنا ولكنا الآن تائبون فأقر بمثل ما أقررنا به وتب ننهض معك إلى الشام .
فقال : أما تعلمون أن الله تعالى قد أمر بالتحكيم في شقاق بين الرجل وامرأته فقال سبحانه : * ( فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ) * [ 35 / النساء : 4 ] وفي صيد أصيب كإرنب يساوي نصف درهم فقال : : ( يحكم به ذوا عدل منكم ) فقالوا له : فإن عمرا لما أبى عليك أن تقول في كتابك : ( هذا ما كتبه عبدالله علي أميرالمؤمنين ) محوت اسمك من الخلافة وكتبت ( علي بن أبي طالب ) فقد خلعت نفسك .