[401]
الصحيحة في بطن عضده مثل ركب المرأة قال : فشققت ثوبا كان عليه بأسناني
أنا والاصبع بن نباتة حتى رأيناه كما وصف ورأوه الناس .
بيان : الجوبة : الحفرة .
622 - كا : محمد بن يحيى عن عبدالله بن محمد عن علي بن الحكم عن
أبان بن عثمان عن يحيى بن أبي العلاء عن أبي عبدالله صلوات الله عليه
قال : بعث أميرالمؤمنين عليه السلام عبدالله بن العباس إلى ابن الكواء
وأصحابه وعليه قميص رقيق وحلة فلما نظروا إليه قالوا يا ابن عباس أنت خيرنا
في أنفسنا وأنت تلبس هذا اللباس ؟ فقال : هذا أول ما أخاصمكم فيه ( قل
من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) [ 32 / الاعراف :
7 ] وقال الله عزوجل : * ( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) * [ 31 / الاعراف ] .
623 - كا : العدة عن سهل عن محمد بن عيسى عن صفوان عن
يوسف بن إبراهيم قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام قال : إن عبد
الله بن العباس لما بعثه أميرالمؤمنين إلى الخوارج يواقفهم لبس أفضل ثيابه
وتطيب بأطيب طيبه وركب أفضل مراكبه فخرج فواقفهم فقالوا : يا ابن عباس
بيننا أنت أفضل الناس إذ أتيتنا في لباس الجبابرة ومراكبهم ؟ ! فتلا عليهم هذه
الآية * ( قل من حرم زينة الله التي أخرج والطيبات من الرزق ) * فالبس
وتجمل فإن الله جميل يحب الجمال وليكن من حلال .
624 - ختص محمد بن علي عن محمد بن الحسن عن العكلي الحرمازي
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 401 سطر 19 الى ص 409 سطر 18
عن صالح بن أسود بن صنعان الغنوي عن مسمع بن عبدالله البصري عن
رجل قال :
________________________________________________________
622 - 623 - رواهما ثقة الاسلام الكليني رحمه الله .
ورواهما عنه السيد البحراني رحمه الله في تفسير الآية ( 32 ) من سورة الاعراف من
تفسير البرهان : ج 2 ص 11 ، ط 3 .
في ج 6 و 7 من كتاب الزي والتجمل من الكافي ج 6 ، ص
441 .
624 - رواه الشيخ المفيد رضوان الله عليه في أواسط كتاب الاختصاص ص 121 .
[402]
لما بعث علي بن أبي طالب عليه السلام صعصعة بن صوحان إلى الخوارج
قالوا له : أرأيت لو كان علي معنا في موضعنا أتكون معه ؟ قال : نعم قالوا :
فأنت إذا مقلد عليا دينك ارجع فلا دين لك ! فقال لهم صعصعة : ويلكم
ألا أقلد من قلد الله فأحسن التقليد فاضطلع بأمر الله صديقا لم يزل أو لم
يكن رسول الله صلى الله عليه وآله إذا اشتدت الحرب قدمه في لهواتها فيطاء
صماخها بأخمصه ويخمد لهبها بحده مكدودا في ذات الله عنه يعبر رسول الله
والمسلمون فأين تصرفون ؟ وأين تذهبون ؟ وإلى من ترغبون ؟ وعمن تصدفون ؟
عن القمر الباهر والسراج الزاهر وصراط الله المستقيم وسبيل الله المقيم قاتلكم
الله أنى تؤفكون أفي الصديق الاكبر والغرض الاقصى ترمون طاشت عقولكم
وغارت حلومكم وشاهت وجوهكم لقدعلوتم القلة من الجبل وباعدتم العلة
من النهل اتستهدفون أميرالمؤمنين عليه السلام ووصي رسول الله صلى الله
عليه وآله لقد سولت لكم أنفسكم خسرانا مبينا فبعدالله وسحقا للكفرة الظالمين
عدل بكم عن القصد الشيطان وعمي بكم عن واضح المحجة الحرمان .
فقال له عبدالله بن وهب الراسبي : نطقت يا ابن صوحان بشقشقة بعير
وهدرت فأطنبت في الهدير أبلغ صاحبك أنا مقاتلوه على حكم الله والتنزيل
فقال عبدالله بن وهب أبياتا قال العكلى الحرمازى ولا أدري أهي له أم لغيره :
كي تلزموا الحق وحده * ونضربكم حتى يكون لنا الحكم
فإن تتبعوا حكم الاله يكن لكم * إذا ما اصطلحنا الحق والامن والسلم
وإلا فإن المشرفية محذم * بأيدي رجال فيهم الدين والعلم
فقال صعصعة كأني أنظر إليك يا أخا راسب مرملا بدمائك يحجل الطير
بأشلائك لاتجاب لكم داعية ولا تسمع منكم واعية يستحل ذلك منكم
إمام هدى قال الراسبي :
سيعلم الليث إذا التقينا * دور الرحا عليه أو علينا
________________________________________________________
أبلغ صاحبك أنا غير راجعين عنه أو يقرلله بكفره أو يخرج عن ذنبه فإن
الله قابل التوب شديد العقاب وغافر الذنب ، فإذا فعل ذلك بذلنا المهج !
[403]
فقال صعصعة : عند الصباح يحمد القوم السرى ثم رجع إلى علي
صلوات الله عليه فأخبره بما جرى بينه وبينهم فتمثل علي عليه السلام :
أراد رسولاي الوقوف فراوحا * يدا بيد ثم اسهما لي على السواء
بؤسا للمساكين يا ابن صوحان أما لقد عهد إلي فيهم وإني لصاحبهم وما
كذبت ولا كذبت وإن لهم يوما يدور فيه رحا المؤمنين على المارقين فيا ويحها
حتفا ما أبعدها من روح الله ثم قال :
إذا الخيل جالت في الفتى وتكشفت * عوابس لايسألن غير طعان
فكرت جميعا ثم فرق بينها * سقى رمحه منها بأحمر قان
فتى لايلاقي القرن إلا بصدره * إذا ارعشت أحشاء كل جبان
ثم رفع رأسه ويده إلى السماء وقال : اللهم اشهد ثلاثا قد أعذر من
أنذر ، وبك العون وإليك المشتكى وعليك التكلان وإياك ندرأ في نحورهم أبى
القوم إلا تماديا في الباطل ويأبى الله إلا الحق فأين يذهب بكم عن حطب
جهنم وعن طيب المغنم وأشار إلى أصحابه وقال : استعدوا لعدوكم فإنكم
غالبوهم بإذن الله ثم قرأ عليهم آخر سورة آل عمران .
بيان : [ قوله : ] ( يطأ صماخها بأخمصه ) الاخمص من باطن القدم ما لم يبلغ
الارض وهو كناية عن الاستيلاء على الحرب وإذلال أهلها .
ولعل ( المكدود )
هنا بمعنى الكاد .
والطيش : الخفة .
( وشاهت وجوهكم ) : قبحت .
والعل : الشربة
الثانية أو الشرب بعد الشرب تباعا .
والنهل : محركة أول الشرب .
واستهدف
له : دنا منه وانتصب له .
وسيف حذم : قاطع .
ويقال : حجل الطائر كنصر
وضرب إذا نزى في مشيته أو بالخاء المعجمة ثم الجيم قال الجوهري : الخجل :
سوء احتمال الغنى وفي الحديث : إذا شبعتن خجلتن أي أشرتن وبطرتن انتهى .
[ قوله : ] ( عند الصباح يحمد القوم السرى ) قال الميداني : يضرب الرجل
يحتمل المشقة رجاء الراحة .
[404]
625 - ختص : المعلى بن محمد البصري عن بسطام بن مرة عن
إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسن العبدي عن ابن
طريف عن ابن نباتة قال : أمرنا أميرالمؤمنين عليه السلام بالمسير إلى المدائن
من الكوفة فسرنا يوم الاحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر فخرجوا إلى
مكان بالحيرة يسمى الخورنق فقالوا : نتنزه فإذا كان يوم الاربعاء خرجنا فلحقنا
عليا قبل أن يجمع فبينا هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه نأخذه
عمرو بن حريث فنصب كفه فقالوا : بايعوا هذا أميرالمؤمنين فبايعة السبعة
وعمرو ثامنهم وارتحلوا ليلة الاربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة وأميرالمؤمنين
يخطب ولم يفارق بعضهم بعضا كانوا جميعا حتى نزلوا على باب المسجد .
فلما دخلوا نظر إليهم أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : يا أيها الناس إن
رسول الله صلى الله عليه وآله أسر إلي ألف حديث في كل حديث ألف باب لكل
باب ألف مفتاح وإني سمعت الله يقول : * ( يوم ندعو كل أناس بإمامهم ) *
[ 71 / الاسراء : 17 ] وإني أقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر
بإمامهم وهو ضب ولو شئت أن أسميهم فعلت قال : فلو رأيت عمرو بن
حريث سقط كما تسقط السعفة وجيبا .
بيان : الوجيب الاضطراب .
626 - أقول : روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب وغيره في غيره
بأسانيدهم عن المعلى بن خنيس عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يوم
النيروز هو اليوم الذي ظفر فيه أميرالمؤمنين عليه السلام بأهل النهروان وقتل
ذا الثدية .
________________________________________________________
625 - رواه الشيخ المفيد رحمه الله في أواخر كتاب الاختصاص ص 277 ط النجف .
[405]
627 - نهج : [ و ] من كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة
الشيباني إلى معاوية وكان قد ابتاع سبي بني ناجية من عامل أميرالمؤمنين
وأعتقهم فلما طالبه بالمال خاس به وهرب إلى الشام :
قبح الله مصقلة فعل فعل السادة وفر فرار العبيد ! فما أنطق مادحه حتى
أسكته ، ولا صدق واصفه حتى بكته ، ولو أقام لاخذنا ميسوره وانتظرنا بماله
وفوره .
توضيح :
628 - قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : روى إبراهيم ابن محمد الثقفي في
________________________________________________________
627 - رواه السيد الرضي رفع الله مقامه في المختار : ( 44 ) من كتاب نهج البلاغة .
وله
مصادر أخر يجد الباحث بعضها في المختار : ( 299 ) من نهج السعادة : ج 2 ص 486
ط 1 .
628 - رواه ابن أبي الحديد نقلا عن كتاب الغارات في شرح المختار : ( 44 ) من نهج
البلاغة من شرحه : ج 1 ، ص 590 طبع الحديث ببيروت ، وفي طبع الحديث بمصر :
ج 3 ص 128 ، والمصنف قد لخص القصة وما ذكرها بخصوصياتها .
[406]
كتاب الغارات ووجدته في أصل الكتاب أيضا عن الحارث بن كعب الازدي
عن عمه عبدالله بن قعين ( 1 ) قال : كان الخريت بن راشد أحد بني ناجية قد
شهد مع علي عليه السلام صفين فجاء إليه عليه السلام بعد انقضاء صفين
وبعد تحكيم الحكمين في ثلاثين من أصحابه يمشي بينهم حتى قام بين يديه
فقال : لا والله لا أطيع أمرك ولا أصلي خلفك وإني غدا لمفارق لك .
فقال له [ علي عليه السلام ] : ثكلتك أمك إذا تنقض عهدك وتعصي ربك
ولا تضر إلا نفسك أخبرني لم تفعل ذلك ؟ قال : لانك حكمت في الكتاب
وضعفت عن الحق إذ الحق إذ جد الجد وركنت إلى القوم الذين ظلموا أنفسهم فأنا
عليك راد وعليهم ناقم ولكم جميعا مباين ! .
فقال له علي عليه السلام : ويحك هلم إلي أدارسك وأناظرك في السنن
وأفاتحك أمورا من الحق أنا أعلم بها منك فلعلك تعرف ما أنت الآن له
منكر ، وتبصر ما أنت الآن عنه غافل وبه جاهل .
فقال الخريت فأنا غاد
عليك غدا .
فقال عليه السلام : أغد [ إلي ] ولايستهوينك الشيطان ولايقتحمن بك
رأي السوء ولا يستخفنك للجهلات الذين لايعلمون فوالله إن استرشدتني
واستنصحتني وقبلت مني لاهدينك سبيل الرشاد .
فخرج الخريت من عنده منصرفا إلى أهله .
قال عبدالله بن قعين : فعجلت في أثره مسرعا لانصحه وأستعلم خبره
فرأيته رجع إلى أصحابه وقال لهم : يا هؤلاء إني قد رأيت أن أفارق هذا
________________________________________________________
والحديث بتفصيله موجود تحت الرقم : ( 139 ) من تلخيص كتاب الغارات :
ج 1 ، ص 338 ط 1 .
ورواه أيضا الطبري مفصلا برواية هشام بن محمد ، عن أبي مخنف حوادث سنة :
( 38 ) من تاريخه : ج 1 ، ص 3418 / وفي ط الحديث ببيروت : ج 5 ص 113 .
( 1 ) كذا في أصلي فيه وما يأتي بعد ذلك ، ومثله في كتاب الغارات وشرح ابن أبي الحديد .
وفي تاريخ الطبري في جميع الموارد : ( عبدالله بن فقيم الازدي ) وفي بعض الموارد
لم يذكر لفظ ( الازدي ) .
[407]
الرجل .
فنصحت ابن عمه ورجعت إلى بيتي فلما أصبحت وارتفع النهار أتيت
أميرالمؤمنين عليه السلام وأخبرته خبره فقال عليه السلام : دعه فإن قبل الحق
ورجع عرفنا له ذلك وقبلناه منه .
فقلت له : يا أميرالمؤمنين فلم لاتأخذه الآن
فتستوثق منه ؟ فقال : إنا لو فعلنا هذا بكل من نتهم من الناس ملانا السجون
منهم ولا أراني يسعني الوثوب بالناس والحبس لهم وعقوبتهم حتى يظهروا لي
الخلاف فقال لي سرا : إذهب إلى منزل الرجل فاعلم ما فعل ؟ فأتيت منزله
فإذا ليس في منزله ولا منزل أصحابه داع ولا مجيب
[ فأقبلت إلى أميرالمؤمنين عليه السلام بقصتهم ] فلما أخبرته عليه السلام
قال : أبعدهم الله كما بعدت ثمود أما والله لو قد أشرعت لهم الاسنة وصبت
على هامهم السيوف لقد ندموا إن الشيطان قداستهواهم وأضلهم وهو غدا
متبرئ منهم ومخل عنهم .
فقام إليه زياد بن خصفة ( 1 ) فقال : يا أميرالمؤمنين إنه لو لم يكن من
مضرة هؤلاء إلا فراقهم إيانا لم يعظم فقدهم علينا ولكنا نخاف أن يفسدوا
علينا جماعة كثيرة ممن يقدمون عليهم من أهل طاعتك فائذن لي في اتباعهم حتى
نردهم عليك إن شاءالله .
فقال له عليه السلام فأخرج في آثارهم رشيدا ثم قال : أخرى رحمك الله
حتى تنزل دير أبي موسى لاتبرحه حتى يأتيك أمري وسأكتب إلى من
حولي من عمالي فيهم فكتب نسخة واحدة وأخرجها إلى العمال :
بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله علي أميرالمؤمنين إلى من قرء عليه
كتابي هذا من العمال أما بعد فإن رجالا لنا عندهم تبعة خرجوا هرابا نظنهم
خرجوا نحو بلاد البصرة فسل عنهم أهل بلادك واجعل عليهم العيون في كل
ناحية من أرضك ثم اكتب إلي بما ينتهي إليك عنهم .
________________________________________________________
( 1 ) كذا في كتاب الغارات وشرح ابن أبي الحديد وتاريخ الطبري ، وفي طبع الكمباني من
الحبار هاهنا وما يليه جميعا : ( ابن حفصة ) .
[408]
فخرج زياد بن خصفة حتى أتى داره وجمع أصحابه وأخذ معه منهم مائة
وثلاثين رجلا وخرج حتى أتى دير أبي موسى .
وروى بإسناده عن عبدالله بن وال التيمي قال : إني لعند أمير المؤمنين
عليه السلام إذا يبج ( 1 ) قد جاءه يسعى بكتاب من قرظة بن كعب الانصاري
وكان أحد عماله يخبره بأن خيلا مرت من قبل الكوفة متوجهة [ نحو ( نفر ) ]
وأن رجلا من دهاقين أسفل الفرات قد أسلم وصلى يقال له زاذان فروخ
فلقوه فقالوا له : أمسلم أنت ؟ قال : نعم قالوا : فما تقول في علي ؟ قال :
أقول : إنه أميرالمؤمنين عليه السلام وسيد البشر ووصي رسول الله صلى الله
عليه وآله .
فقالوا : كفرت يا عدو الله ثم حملت عليه عصابة منهم فقطعوه
بأسيافهم ! وأخذوا معه رجلا من أهل الذمة يهوديا فقالوا : خلوا سبيل هذا
لاسبيل لكم عليه .
فكتب إليه أميرالمؤمنين عليه السلام :
أما بعد فقد فهمت ما ذكرت من أمر العصابة التي مرت بعملك فقتلت
البر المسلم وأمن عندالله المخالف المشرك وإن أولئك قوم استهواهم الشيطان
فضلوا كالذين حسبوا أن لا تكون فتنة فعموا وصموا فأسمع بهم وأبصر يوم
يحشر أعمالهم فالزم عملك وأقبل على خراجك فإنك كما ذكرت في طاعتك
ونصيحتك والسلام .
وكتب عليه السلام إلى زياد بن خصفة :
أما بعد فقد كنت أمرتك أن تنزل دير أبي موسى حتى يأتيك أمري وذلك
أني لم أكن علمت أين توجه القوم وقد بلغني أنهم أخذوا نحو قرية من قرى
________________________________________________________
( 1 ) كذا في أصلي من البحار ، وفي الغارات وتاريخ الطبري وشرح ابن أبي الحديد :
( فيج ) .
أقول : هو معرب : ( ييك ) بمعنى الرسول والبريد ، ويعبر عنه أيضا ب ( بيام آور )
أو ( بيام آور ) .
[409]
السواد فاتبع آثارهم وسل عنهم فإنهم قد قتلوا رجلا من أهل السواد مسلما
مصليا فإذا أنت لحقت بهم فارددهم إلي فإن أبوا فناجزهم واستعن بالله عليهم
فإنهم قد فارقوا الحق وسفكوا الدم الحرام وأخافوا السبيل والسلام .
قال عبدالله بن وال : فأخذت الكتاب منه عليه السلام وأنا يومئذ شاب
حدث فاستأذنته أن أذهب معه إلى العدو فإن ودعا لي فأتيت بالكتاب إليه ثم
خرجنا حتى أتينا الموضع الذي كانوا فيه [ فسألنا عنهم ؟ فقيل : أخذوا نحو
المدائن ] ولحقنا بالمداين فقال زياد لرئيسهم : ما الذي نقمت على أميرالمؤمنين
وعلينا حتى فارقتنا ؟ قال : لم أرض بصاحبكم إماما ولم أرض بسيرتكم سيرة
فرأيت أن أعتزل وأكون مع من يدعو إلى الشورى من الناس فإذا اجتمع
الناس على رجل هو لجميع الامة رضا كنت مع الناس .
فقال : زياد ويحك وهل يجتمع الناس على رجل يداني عليا عالما بالله
وبكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وآله مع قرابته وسابقته في الاسلام ؟ فقال
له الخريت : هو ما أقول لك .
فقال [ زياد ] ف ؟ يم قتلتم الرجال المسلم ؟ فقال
الخريت : ما أنا قتلته إنما قتلته طائفة من أصحابي .
قال : فادفعهم إلينا .
قال : ما إلى ذلك
من سبيل .
قال : أو هكذا أنت فاعل ؟ قال : هو ما تسمع .
قال : فدعونا أصحابنا ودعا الخريت أصحابه ثم اقتتلنا فوالله ما رأيت
قتالا مثله منذ خلقني الله لقد تطاعنا بالرماح حتى لم يبق في أيدينا رمح ثم
اضطربنا بالسيوف حتى انحنت وعقرت عامة خلينا وخيلهم وكثرت الجراح فيما
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 409 سطر 19 الى ص 417 سطر 18
بيينا وبينهم وقتل منا رجلان مولى لزياد كانت معه رايته يدعى سويدا ورجل
آخر يدعى واقدا وصرع منهم خمسة نفر وحال الليل بيننا وبينهم فقد والله
كرهونا وكرهناهم وهزمونا وهزمناهم وجرح زياد وجرحت ثم إنا بتنا في جانب
وتنحوا فمكثوا ساعة من أول الليل ثم مضوا فذهبوا وأصبحنا فوجدناهم قد
ذهبوا فوالله ما كرهنا ذلك فمضينا حتى أتينا البصرة وبلغنا أنهم أتوا الاهواز
فنزلوا في جانب منها وتلاحق بهم ناس من أصحابهم نحو مائتين فأقاموا
معهم .
[410]
وكتب زياد إلى علي عليه السلام أما بعد فإنا لقينا عدوالله الناجي
وأصحابه بالمدائن فدعونا هم إلى الهدى والحق والكلمة السواء فتولوا عن الحق
وأخذتهم العزة بالاثم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فقصدونا
وصمدنا صمدهم فاقتتلنا قتالا شديدا ما بين قائم الظهر إلى أن أدركت
الشمس واستشهد منا رجلان صالحان وأصيب منهم خمسة نفر وخلوا لنا
المعركة وقد فشت فينا وفيهم الجراح ثم إن القوم لما أدركوا الليل خرجوا من
تحته متنكرين إلى أرض الاهواز وقد بلغني أنهم نزلوا منها جانبا ونحن بالبصرة
نداوي جراحنا وننتظر أمرك رحمك الله والسلام .
فلما أتاه الكتاب قرأه على الناس فقام إليه معقل بن قيس الرياحي فقال :
أصلحك الله يا أميرالمؤمنين إنما كان ينبغي أن يكون مكان كل رجل من
هؤلاء الذين بعثتهم في طلبهم عشرة من المسلمين فإذا لحقوهم استأصلوا
شافتهم وقطعوا دابرهم .
فقال عليه السلام له : تجهز يا معقل إليهم وندب معه ألفين من أهل
الكوفة فيهم يزيد بن المعقل ( 1 ) وكتب إلى عبدالله بن العباس بالبصرة .
أما بعد فابعث رجلا من قبلك صليبا شجاعا معروفا بالصلاح في ألفي
رجل من أهل البصرة فليتبع معقل بن قيس فإذا خرج من أرض البصرة
فهو أمير أصحابه حتى يلقى معقلا فإذا لقيه فمعقل أمير الفريقين فليسمع منه
وليطعه ولا يخالفه ومر زياد بن خصفة فليقبل إلينا فنعم المرء زياد ونعم القبيل
قبيلته ( 2 ) وكتب عليه السلام إلى زياد :
أما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت به الناجي وأصحابه الذين
طبع الله على قلوبهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فهم حيارى عمهون يحسبون
أنهم يحسنون صنعا ووصفت ما بلغ بك وبهم الامر فأما أنت وأصحابك ؟ ؟
________________________________________________________
( 1 ) ومثله في شرح نهج البلاغة وتاريخ الكامل لابن الاثير وفي تاريخ الطبري : ( يزيد بن
المغفل الازدي .
.
) .
( 2 ) كذا في أصلي ، في جميع المصادر : ( ونعم القبيل قبيله ) .