[411]
سعيكم وعليه جزاؤكم ، وأيسر ثواب الله للمؤمن خير له من الدنيا التي يقتل الجاهلون
انفسهم عليها ( فما عندكم ينفد وما عندالله باق ، ولنجزين الدين صبروا جرهم
بأحسن ماكانوا يعملون ) [ 96 / النحل : 16 ] .
وأما عدوكم الذين لقيتم ( 1 ) فحسبهم خروجهم من الهدى وارتكاسهم في
الضلالة وردهم الحق وجماحهم في التيه فذرهم وما يفترون ودعهم في طغيانهم
يعمهون فأسمع بهم وأبصر فكأنك بهم عن قليل بن أسير وقتيل فأقبل إلينا
أنت وأصحابك مأجورين فقد أطعتم وسمعتم وأحسنتم البلاء والسلام .
قال : ونزل الناجي جانبا من الاهواز واجتمع إليه علوج كثير من أهلها
ممن أراد كسر الخراج وممن اللصوص وطائفة أخرى من الاعراب ترى رأيه .
قال إبراهيم وروي عن عبدالله بن قعين قال : كنت أنا وأخي كعب في
ذلك الجيش مع معقل فلما رأاد الخروج أتاه عليه السلام يودعه فقال له : يا
معقل بن قيس اتق الله ما استطعت فإنها وصية الله للمؤمنين لاتبغ على أهل
القبلة ولا تظلم أهل الذمة ولا تتكبر فإن الله لايحب المتكبرين .
فقال معقل : الله المستعان فقال [ علي عليه السلام : هو ] خير مستعان
ثم قام [ معقل ] فخرج وخرجنا معه حتى نزل الاهواز فأقمنا أياما حتى بعث ابن
عباس خالد ابن معدان مع جيش البصرة فدخل على صاحبنا وسلم عليه بالامرة
واجتمعا جميعا في عسكر واحد ثم خرجنا إلى الناجي وأصحابه فأخذوا
يرتفعون نحو جبال ( رامهرمز ) يريدون قلعة بها حصينة فلحقناهم وقد دنوا
من الجبل فصففنا لهم ثم أقبلنا نحوهم فجعل معقل على ميمنته يزيد بن
معقل وعلى ميسرته منجاب بن راشد .
ووقف الناجي بمن معه من العرب فكانوا ميمنة وجعل أهل البلد
والعلوج ومن أراد كسر الخراج وجماعة من الاكراد ميسرة .
________________________________________________________
( 1 ) كذا في أصلي وشرح ابن أبي الحديد ، وفي تاريخ الطبري : ( لقيتموهم ) .
[412]
وسار فينا معقل يحرضنا ويقول : يا عبادالله لاتبدؤا القوم وغضوا
الابصار وأقلوا الكلام ووطنوا أنفسكم على الطعن والضرب وأبشروا في قتالهم
بالاجر العظيم إنما تقاتلون مارقة مرقت وعلوجا منعوا الخراج ولصوصا وأكرادا فما
تنتظرون ؟ فإذا حملت فشدوا شدة رجل واحد .
قال : فمر في الصف يكلمهم يقول هذه المقالة حتى إذا مر بالناس كلهم
أقبل فوقف وسط الصف في القلب .
ونظرنا إليه ما يصنع فحرك رايته تحريكتين ثم حمل في الثالثة وحملنا معه
جميعا فوالله ما صبروا لنا ساعة حتى ولوا وانهزموا وقتلنا سبعين عربيا من بني
ناجية ومن بعض من اتبعه من العرب ونحو ثلثمائة من العلوج والاكراد .
________________________________________________________
وخرج الخريت منهزما حتى لحق بسيف من أسياف البحر وبها جماعة من
قومه كثير فما زال يسير فيهم ويدعوهم إلى خلاف علي عليه السلام ويزين لهم
فراقة ويخبرهم أن الهدى في حربه ومخالفته حتى اتبعه منهم ناس كثير .
وأقام معقل بن قيس بأرض الاهواز وكتب إلى أميرالمؤمنين عليه السلام
بالفتح وكنت أنا الذي قدم بالكتاب عليه وكان في الكتاب .
لعبدالله علي أميرالمؤمنين من معقل بن قيس بأرض الاهواز وكتب إلى
أميرالمؤمنين
لعبدالله علي أميرالمؤمنين من معقل بن قيس سلام عليك فإني أحمد إليك
الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنها لقينا المارقين وقد استظهروا علينا
بالمشركين فقتلنا منهم ناسا كثيرا ولم نعد فيهم سيرتك لم نقتل منهم مدبرا ولا
اسيرا ولم ندفف منهم على جريح ، وقد نصرك الله والمسلمين والحمدلله رب
العالمين .
قال : فلما قدمت بالكتاب على علي عليه السلام قرأه على أصحابه
واستشارهم في الرأي فاجتمع رأي عامتهم على قول واحد قالوا : نرى أن
تكتب إلى معقل بن قيس يتبع آثارهم ولا يزال في طلبهم حتى يقتلهم أو
[413]
ينفيهم من أرض الاسلام فإنا لا نأمن أن يفسدوا عليك الناس .
قال : فردني
إليه وكتب معي :
أما بعد فالحمدلله على تأييده أولياء وخذله أعداءه جزاك الله والمسلمين
خيرا فقد أحسنتم البلاء وقضيتم ما عليكم فاسأل عن أخي بني ناجية فإن
بلغك أنه استقر في بلد من البلدان فسر إليه حتى تقتله أو تنقيه فإنه لم يزل
للمسلمين عدوا وللفاسقين وليا والسلام .
قال : فسأل معقل عن مسيره والمكان الذي انتهى إليه فنبئ بمكانه بسيف
البحر بفارس وأنه أفسد من قبله من عبدالقيس ومن والاهم من سائر العرب
وكان قومه قد منعوا الصدقة عام صفين ومنعوها في ذلك العام أيضا .
فصار إليهم معقل في ذلك الجيش من أهل الكوفة والبصرة فأخذوا على
أرض فارس حتى انتهوا إلى أسياف البحر .
فلما سمع الخريت بمسيره أقبل على من كان معه من أصحابه ممن يرى
رأي الخوارج فأسر إليهم أني أرى رأيكم وأن عليا ما كان ينبغي له أن يحكم
الرجال في دين الله وقال للآخرين من أصحابه مسرا إليهم : إن عليا قد حكم
حكما وورضي به فخالف حكمه الذي ارتضاه لنفسه وهذا الرأي الذي خرج
عليه من الكوفة وقال : لمن يرى رأي عثمان وأصحابه : أنا على رأيكم وإن
عثمان قتل مظلوما وقال لمن منع الصدقة شدوا أيديكم على صدقاتكم ثم
صلوا بها أرحامكم وعودوا إن شئتم على فقرائكم فأرضى كل طائفة بضرب
من القول .
وكان فيهم نصارى كثير أسلموا فلما رأوا ذلك الاختلاف قالوا : والله
لديننا الذي خرجنا منه خير وأهدى من دين هؤلاء الذين لاينهاهم دينهم عن
سفك الدماء وإخافة السبل فرجعوا إلى دينهم فلقي الخريت أولئك فقال :
ويحكم إنه لاينجيكم من القتل إلا الصبر لهؤلاء القوم ولقتالهم أتدرون ما
حكم علي فيمن أسلم من النضارى ثم رجع إلى النصرانية لا والله لايسمع
له قولا ولا يرى له عذرا ولا دعوة ولايقبل منه توبة ولا يدعوه إليها وإن
[414]
حكمه فيه أن يضرب عنقه ساعة يستمكن منه ؟ ! .
فما زال حتى خدعهم فاجتمع إليه ناس كثير وكان منكرا داهيا .
فلما رجع معقل قرأ على أصحابه كتابا من علي عليه السلام فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله علي أميرالمؤمنين إلى من قرئ
عليه كتابي هذا من المسلمين والمؤمنين والمارقين والنصارى والمرتدين سلام
على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وكتابه والبعث بعد الموت وافيا بعهد
الله ولم يكن من الخائنين أم ا بعد فإني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه وأن
أعمل فيكم بالحق وبما أمر الله تعالى به في كتابه فمن رجع منكم إلى رحله
وكف يده واعتزل هذا المارق الهالك المحارب الذي حارب الله ورسوله
والمسلمين وسعى في الارض فسادا فله الامان على ماله ودمه ، ومن تابعه على
حربنا والخروج من طاعتنا استعنا بالله عليه وجعلناه بيننا وبينه وكفى بالله وليا
والسلام .
قال : فأخرج معقل راية أمان فنصبها وقال : من أتاها من الناس فهو آمن
إلا الخريت وأصحابه الذين نابذوا أول مرة .
فتفرق عن الخريت كل من كان معه من غير قومه .
وعبأ معقل أصحابه ثم زحف بهم نحوه وقد حضر مع الخريت جميع قومه
مسلمهم ونصرانيهم ومانعوا الصدقة منهم فجعل مسلميهم ميمنة والنصارى
وما نعي الصدقة ميسرة .
وسار معقل يحرض أصحابه فيما بين اليمينة والميسرة ويقول : أيها الناس ما
تدرون ما سيق إليكم في هذا الموقف من الاجر العظيم إن الله ساقكم إلى قوم
منعوا الصدقة وارتدوا عن الاسلام ونكثوا البيعة وعدوانا إني شهيد لمن
قتل منكم بالجنة ومن عاش بأن الله يقر عينه بالفتح والغنيمة .
ففعل ذلك حتى مر باللناس أجمعين ثم وقف بالقلب برأيته فحملت
[415]
الميمنة عليهم ثم الميسرة وثبتوا لهم وقاتلوا قتالا شديدا ثم حمل هو وأصحابه
عليهم فصبروا لهم ساعة .
ثم إن النعمان بن صهبان بصر بالخريت فحمل عليه فضربه فصرعه عن
فرسه ثم نزل إليه وقد جرحه فاختلفا بينهما ضربتين فقتله النعمان وقتل معه في
المعركة سبعون ومائة وذهب الباقون في الارض يمينا وشمالا .
وبعث معقل الخيل إلى رحالهم فسبا من أدرك فيها رجالا ونساءا وصبيانا ثم
نظر فيهم فمن كان مسلما خلاه وأخذ بيعته وخلى سبيل عياله ومن كان ارتد
عن الاسلام عرض عليه الرجوع إلى الاسلام أو القتل فأسلموا فخلى سبيلهم
وسبيل عيالاتهم إلا شيخا منهم نصرانيا أبى فقتله .
وجمع الناس فقال : أدوا ما عليكم في هذه السنين من الصدقة فأخذ من
المسلمين عقالين وعمد إلى النصارى وعيالاتهم فاحتملهم معه وأقبل المسلمون
الذين كانوا معهم يشيعونهم فأمر معقل بردهم فلما ذهبوا لينصرفوا تصايحوا
ودعا الرجال والنساء بعضهم إلى بعض قال : فلقد رحمتهم رحمة ما رحمتها
أحدا قبلهم ولا بعدهم .
وكتب معقل إلى علي عليه السلام : أما بعد فإني أخبر أميرالمؤمنين عن
جنده وعن عدوهم أنا دفعنا إلى عدونا بأسياف البحر فوجدنا بها قبائل ذات حد
وعدد وقد جمعوا لنا فدعوناهم إلى الجماعة والطاعة وإلى حكم الكتاب والسنة
وقرأنا عليهم كتاب أميرالمؤمنين ورفعنا لهم راية أم ان فمالت طائفة منهم إلينا وثبتت
طائفة أخرى فقبلنا أمر التي أقبلت وصمدنا إلى التي أدبرت فضرب الله
وجوههم ونصرنا عليهم فأما من كان مسلما فإنا مننا عليه وأخذنا بيعته لامير
المؤمنين وأخذنا منهم الصدقة التي كانت عليهم وأما من ارتد فعرضنا عليهم
الرجوع إلى الاسلام وإلا قتلناهم فرجعوا إلى الاسلام غير رجل واحد فقتلناه .
وأما النصارى فإنا سبيناهم وأقبلنا بهم ليكونوا نكالا لمن بعدهم من أهل
الذمة كيلا يمنعوا الجزية ولا يجترؤا على قتال أهل القبلة وهم للصغار والذلة
[416]
أهل ، رحمك الله يا أميرالمؤمنين وأوجب لك جنات النعيم والسلام .
قال : ثم أقبل بالاسارى حتى مر على مصقلة بن هبيرة الشيباني وهو عامل
لعلي عليه السلام على أردشير خرة وهم خمس مائة انسان فبكى إليه النساء
والصبيان وتصايح الرجال يا أبا الفضل يا حامل الثقل يا مأوي الضعيف
وفكاك العناة امنن علينا فاشترنا وأعتقنا .
فقال مصقلة : أقسم بالله لاتصدقن عليهم إن الله يجزي المتصدقين فبلغ
قوله معقلا فقال : والله لو أعلمه قالها توجعا لهم ووجدا عليهم ازراء علي
لضربت عنقه وإن كان في ذلك فناء بني تميم وبكر بن وائل .
ثم إن مصقلة بعث ذهل بن الحارث إلى معقل فقال : بعني نصارى بني
ناجية فقال : أبيعكم بألف ألف درهم فأبى عليه فلم يزل يرواضه حتى باعه
إياهم بخمسمائة ألف درهم ودفعهم إليه وقال : عجل بالمال إلى أميرالمؤمنين
عليه السلام فقال مصقلة : أنا باعث الآن بصدر منه ثم كذلك حتى لايبقى
منه شئ .
وأقبل معقل إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فأخبره بما كان من الامر فقال :
أحسنت وأصبت ووفقت .
وانتظر علي عليه السلام مصقلة أن يبعث بالمال فأبطأ به وبلغ عليا عليه
السلام أن مصقلة خلى الاسارى ولم يسألهم أن يعينوه في فكاك أنفسهم بشئ
فقال : ما أرى مصقلة إلا قد حمل حمالة ولا أراكم إلا وسترونه عن قريب
مبلدحا ثم كتب إليه أما بعد فإن من أعظم الخيانة خيانة الامة وأعظم الغش
على أهل المصر غش الامام وعند من حق المسلمين خمسمائة ألف درهم فابعث
بها إلي حين يأتيك رسولي وإلا فاقبل إلي حين تنظر في كتابي فإني قد تقدمت
إلى رسولي أن لايدعك ساعة واحدة تقيم بعد قدومه عليك إلا أن تبعث
بالمال والسلام .
فلما قرأ كتابه أتاه عليه السلام بالكوفة فأقره أياما لم يذكر له شيئا ثم سأله
[417]
المال فأدى إليه مائتي ألف درهم وعجز عن الباقي ففر والحق بمعاوية فلما بلغ
ذلك عليا عليه السلام قال : ماله ترحه الله فعل فعل السيد وفر فرار العبد
وخان خيانة الفاجر فلو عجز ما زدنا على حبسه فإن وجدنا له شيئا أخذناه
وإن لم نجد له مالا تركناه .
ثم سار علي عليه السلام إلى داره فهدمها وكان أخوه نعيم بن هبيرة شيعة
لعلي عليه السلام مناصحا فكتب إليه مصقلة من الشام مع رجل من نصارى
تغلب يقال له حلوان :
أما بعد فإني كلمت معاوية فيك فوعدك الكرامة ومناك الامارة فأقبل
ساعة تلقى رسولي والسلام .
فأخذه مالك بن كعب الارحبي فسرح به إلى علي عليه السلام فأخذ
كتابه فقرأه ثم قدمه فقطع يده فمات وكتب نعيم إلى مصقلة شعرا يتضمن
امتناعه وتعييره .
وحدثني ابن أبي سيف عن عبدالرحمان بن جندب عن أبيه قال : قيل
لعلي عليه السلام حين هرب مصقلة : اردد الذين سبوا ولم يستوف أثمانهم في
الرق فقال : ليس ذلك في القضاء بحق قد عتقوا إذ أعتقهم الذي اشتراهم
وصار مالي دينا على الذي اشتراهم .
قال إبراهيم : وروى عبدالرحمن بن جندب عن أبيه أنه لما بلغ عليا عليه
السلام مصاب بني ناجية وقتل صاحبهم قال : هوت أمه ما كان أنقص عقله
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 417 سطر 19 الى ص 425 سطر 18
وأجرأه ! إنه جائني مرة فقال : إن في أصحابك رجالا قد خشيت أن يفارقوك فما
ترى فيهم ؟ فقلت : إني لا آخذ على التهمة ولا أعاقب على الظن ولا أقاتل إلا
من خالفني وناصني وأظهر العداوة لي ثم لست مقاتله حتى أدعوه وأعذر إليه فإن
تاب ورجع قبلنا منه وإن أبى إلا الاعتزام على حربنا استعنا بالله عليه وناجزناه
فكف عني ماشاءالله حتى جاءني مرة أخرى فقال لي : إني خشيت أن يفسد
عليك عبدالله بن وهب وزيد بن حصين الطائي إني سمعتهما يذكرانك بأشياء
[418]
لو سمعتهما لم تفارقهما حتى تقتلهما أو توثقهما فلا يزالان بمحبسك ابدا فقلت
له : إني مستشيرك فيهما فماذا تأمرني به ؟ قال : إني آمرك أن تدعوهما فتضرب
رقابهما ؟ فعلمت أنه لاورع له ولا عقل فقلت له : والله ما أظن لك ورعا ولا
عقلا لقد كان ينبغي لك أن تعلم أني لا أقتل من لم يقاتلني ولم يظاهر لي
عداوته بالذي كنت أعلمتكه من رأيي حيث جئتني في المرة الاولى ولقد كان
ينبغي لك لو أردت قتلهم أن تقول لي اتق الله بهم تستحل قتلهم ولم يقتلوا
أحدا ولم ينابذوك ولم يخرجوا من طاعتك .
توضيح : قوله عليه السلام ( أدركت الشمس ) لعله كناية عن الغروب
أي أدركت مغربها كأنها تطلبه وفي بعض النسخ ( دلكت ) وهو أصوب .
قال في القاموس : دلكت الشمس دلوكا : غربت واصفرت أو مالت أو
زالت عن كبد السماء .
والسيف بالكسر : ساحل البحر والجمع أسياف .
والنكر والنكراء والنكارة : الدهاء والفطنة يقال : رجل نكر كفرح وندب
وجنب ومنكر كمكرم أي ذو نكرة .
والدهى : جودة الرأي كالدهاء يقال :
رجل داهية وداه .
قوله ( عقالين ) أي صدقة عامين قال الفيروز آبادي : العقال
ككتاب زكاة عام من الابل وقال : بلدح : ضرب بنفسه الارض ووعد ولم
ينجز العدة .
وقال ابن الاثير في الكامل : لما قتل أهل النهروان خرج أشرس بن عوف
الشيباني على علي عليه السلام بالدسكرة في مائتين ثم سار إلى الانبار فوجه إليه
علي عليه السلام الاشرس بن حسان في ثلاثمائة فواقعه فقتل الاشرس في ربيع
الآخر سنة ثمان وثلاثين .
ثم خرج هلال بن علقمة من بني تيم الرباب ومعه اخوه مجالد فاتى ( ما سندان )
فوجه إليه علي عليه السلام معقل بن قيس الرياحي فقتله وقل اصحابه وهم اكثر من مأتين .
ثم خرج أشهب بن بشر وهو من بجيلة في مائة وثمانين رجلا فأتى المعركة
التي أصيب فيها هلال وأصحابه وصلى عليهم ودفن من قدر عليه منهم فوجه
[419]
إليه علي عليه السلام جارية بن قدامة السعدي وقيل حجر بن عدي فأقبل
إليهم الاشهب فاقتتلوا بجر جرايا فقتل الاشهب وأصحابه .
ثم خرج سعيد بن قفل التيمي في رجب بالبند نيجين ومعه مائتا رجل
فأتي در زنجان وهي من المدائن على فرسخين فخرج إليهم سعد بن مسعود
فقتلهم .
ثم خرج أبومريم السعدي فأتى شهرزور وأكثر من معه من الموالي وقيل
لم يكن معه من العرب غير ستة هو أحدهم واجتمع معه مائتا رجل وقيل
أربعمائة وعاد حتى نزل على خمسة فراسخ من الكوفة فأرسل إليهم علي عليه
السلام يدعوه إلى بيعته ودخول الكوفة فلم يفعل وقال : ليس بيننا غير
الحرب فبعث عليه السلام إليه شريح بن هانئ في سبعمائة فحمل الخوارج
على شريح وأصحابه فانكشفوا وبقي شريح في مائتين فانحاز إلى قرية فتراجع
إليه بعض أصحابه ودخل الباقون الكوفة .
فخرج علي عليه السلام بنفسه وقدم بين يديه جارية بن قدامة السعدي
فدعاهم جارية إلى طاعة علي وحذرهم القتل فلم يجيبوا ولحقهم علي عليه
السلام أيضا فدعاهم فأبوا عليه وعلى أصحابه فقتلهم أصحاب علي عليه
السلام ولم يسلم منهم غير خمسين رجلا استأمنوا فآمنهم وكان في الخوارج
أربعون رجلا جرحى فأمر علي عليه اللام بإدخالهم الكوفة ومداواتهم حتى
برؤا .